رواية وبشرت بيوسف الفصل الثالث 3 - بقلم بسنت محمد
الفصل الثالث .....
بعد انتهاء الحفلة ...
ودعت غالية أهلها وأصحابها ومشيت مع جوزها ... طلبت قسمت من يوسف أنها تاخد الأطفال وتنزل بيهم إسكندرية يومين مع إسلام ... يوسف فى البداية رفض لكن إلحاح قسمت غيرله رأيه .
بعد ما وصلوا بيتهم ... غالية داخله محرجه من الوضع الجديد عليها ... فترة خطوبة كانت قصيرة ومفيش مشاعر قوية بينها وبين يوسف ... إحساسها متلغبط .
يوسف : غالية ... ممكن نتكلم مع بعض شوية ... المفروض الكلام ده كان يبقي بدرى عن كده لكن الظروف مسمحتش نتكلم .
غالية (بحرج) :أنا سمعاك ... أتفضل .
يوسف : دلوقت أنتى المفروض تعرفى كل حاجة عنى وعن ولادى ... وتعرفى تفاصيل حياتنا ... أنا وفيروز كنا مع بعض فى الكلية وحبينا بعض ... أتجوزنا بعد التخرج ب ٣ سنين ... كانت حياتنا كلها مع بعض لأننا فتحنا شركة الإستيراد مع بعض وكنا شغالين فيها مع بعض ... تقدرى تقولى إننا مكناش بنفترق لحظة ... بعدها حصلنا أجمل حاجة فى حياتنا وهى حمل فيروز ... كانت أجمل وأجمل لما عرفنا أنهم توأم ... ياسين وتالين ... كانت حياتنا ممتازة ... لكن تأتى الرياح بما لا تشتهي السفن ... بعد ما كملوا ال٣ سنين أتوفت فيروز فجأة ... (صوته بدأ يهتز وأتجمعت الدموع فى عينيه) ... فجأة أختفت من حياتنا وسابتنا لوحدنا ... كانت صدمة بشعة ليا و لولادى ... فى يوم وليلة بيتنا اتبدل حاله ... واحدة واحدة بدأنا نجمع نفسنا ونستوعب إن خلاص فيروز راحت ... قفلت على نفسي بقيت بين شغلى و ولادى ... كانت مسئولية كبيرة جدا إنى أقدر أراعى طفلين فى السن ده و أكمل فى شغلى ... ومكنتش قادر أجيب زوجة أب لولادى لغاية ما دخلت فى مشروع كبير وبكده هقضى أوقات كتير برة بيتى ومش هآمن عليهم مع نانى لوحدهم ... والمشكلة إن والدتى مش بتحب تسيب إسكندرية ومش هينفع أنقل الولاد ليها ... فماما شافتك وشافت فيكى إنك حد أمين على طفلين زى دول ... وأنا كمان لما شوفتك حسيت فيكي الأمان ... فأنا بوصيكي على ولادى ... أنا عارف إنى مش هقدر أديكى كل حقوقك الزوجية لأنى من بعد فيروز مش هقدر أكمل مع حد غيرها ... لكن وعد منى طول عمرى هكون ليكي الضهر وقت ما تحتاجينى وعمرى ما هقصر ناحيتك فى حاجة.
كل حواس غالية مركزة معاه ... بتسمعه بقلبها وعقلها قبل ودانها ... أتأثرت جداً بحكايته وصعب عليها كل الأطراف ... وطول الوقت قلبها واجعها عليهم ... لغاية آخر جزء من كلامه ... كل حواسها وقفت وحست بتلج بيجرى فى أطرافها ... معنى كلامه إيه !! ... أنه عايزها مربية لأولاده ؟ ... طيب طالما كده يبقي أتجوز ليه وحكم على واحدة معاه تعيش حياتها بإسم زوجة لكن فى الأصل هى خدامة ... هى عارفة أن ده سبب جوازهم ... لكن على الأقل كانت فاكرة هيكون الحياة بينهم طبيعية ... ندمت أنها وافقت وسمعت كلام والدها اللى أقنعها أنه عريس لقطه ومستواه مستحيل يجي لمستواها تانى ... لكن وافقت بإرادتها لما حست أن فيه خير وأن ربنا سبحانه وتعالى بشرها بيه ... دموعها نزلت منها غصب عنها ... لكن حمدت ربنا إنه كان باصص فى الأرض فمسحتها بسرعة قبل ما يشوفها ... وبمجرد ما رفع عينه إبتسمت بهدوء فى وشه على عكس النار فى قلبها .
غالية : أنا عارفه الكلام ده كله ملوش داعى الإحراج اللى باين عليك ... كده كده كنت عايزه أطلب منك أفضل فى أوضة لوحدى فترة خصوصاً إننا منعرفش بعض كويس ... بس واضح إن الفترة مش هتبقي قليلة ... فين أوضتى بقي يا يوسف علشان محتاجة أغير وأريح .
يوسف إرتاح من كلام غالية وحس إن فى عبء إتشال من على قلبه .
يوسف : الأوضة اللى فى الوش دى بتاعتى وجنبها على طول بتاعة الولاد ... واللى بابها قصادهم دى بتاعتك ... أنا جهزتلك حاجتك كلها فيها .
غالية : تمام ... تصبح على خير .
إتحركت غالية ناحية أوضتها وإبتسامتها مازالت مزينة ملامحها ... أما يوسف كان واقف يبص فى أثرها واتحرك ناحية أوضته .
ومرت الليلة بين قلب مرتاح إن الحمل اللى كان شايل همه خلص ... وقلب زاد همه وراح أمله أنه يعيش حياة طبيعية زى باقى البنات .
عدى يومين على نفس الوضع ... عايشين فى بيت واحد لكن كل واحد ملزم بمكانه ... حتى أكلهم كان كل واحد يقوم يتعامل مع نفسه ... ومفيش أى تواصل بينهم حتى لو يوسف فكر يخرج يستنى غالية علشان يطمن عليها أو يشوفها محتاجة حاجة ... كانت بتحس بوجوده ومش بتخرج نهائى طول الوقت ده ... لغاية ما فى يوم قسمت كلمت يوسف عرفته إنهم راجعين وغزل كلمت غالية إنه معاد زيارتهم ليها .
يوسف (خبط على باب غالية ) : غالية ممكن تخرجى بعد إذنك .
غالية : نعم يا يوسف .
يوسف : معلش أهلى جايين النهاردة وكنت عايزك تقعدى معاهم وكده .
غالية : وأنا كمان أهلى جايين وبرضو كنت عايزاك تقابلهم.
يوسف : طيب تمام ... جهزى نفسك وأنا هكلم المطعم يجهزلنا غدا ... وعلى فكرة أحمد صاحبي هيكون موجود.
غالية : تمام ... بعد إذنك .
غالية جهزت نفسها و المكان للزيارة علشان تبان عروسة طبيعية وأهلها يطمنوا عليها ... بعد وقت قليل كان أهل غالية وصلوا طه ونعيمة وهالة وغزل وحتى سندس جات تطمن عليها
فضلوا يحضنوا فيها ويهزروا معاها وسندس مش مضيعة الوقت ونازلة زغاريط .
سندس : ألف مبروك يا بت يا غالية ... أحلى عروسة دى ولا إيه .
غالية : حبيبتى يا سندوسه .
نعيمه : يا حبيبتى يا بنتى ... أنا كنت هموت من القلق عليكي وقلبي ماحسش بالراحة غير لما شوفتك .
غالية (حضنتها ) : ربنا يخليكي ليا يا أحن أم فى الدنيا .
طه : اومال فين يوسف ؟
يوسف : موجود يا عمى ... (سلم عليهم) ...
طه : أهلا يا غالى ... الف مبروك يا عريس وربنا يجعلها زيجة الدهر يا حبيبي.
يوسف : أن شاء الله... (باب البيت خبط) ... بعد إذنكم علشان والدتى جاية .
نعيمة : أتفضل يا حبيبى .
غزل (بهمس) : الجواز حلو يا غلوش .
غالية (مبتسمة) : سنة الحياة يا غزول .
دخل يوسف ومعاه قسمت وتالين وياسين وبعدهم دخل إسلام وأحمد وكان معاهم واحد مجهول للبقية.
كان واضح على يوسف أنه مش مرتاح ومضايق .
يوسف : أتفضلوا يا جماعة .
تالين وياسين مجرد ماشافوا غالية جروا عليها وحضنوها وكان واضح فرحتهم بوجودها .
نعيمة : فرصة سعيدة يا أم يوسف إننا نشوفك .
قسمت : أنا أسعد يا أم غالية ... نورتوا البيت وشرفتونا .
طه :البيت منور بوجودكم يا حاجة .
هالة : الشرف لينا يا مدام .
قسمت : ربنا يباركلكم .
يوسف : طبعا غالباً كلكم عارفين بعض ... لكن ... فى ضيف جديد عليكم النهاردة ... ده مازن إبن خالى .
مازن : إيه يا عريس ... أنت بتقطع كده ليه ... أتشرفت بوجودكم يا جماعة ومعرفتكم.
طه : الشرف لينا يا حبيبي .
غالية كانت ملاحظة ملامح يوسف اللى اتغيرت من وقت دخول أهله ... كان الكل بيتكلم مع بعضه وبيتعرفوا على بعض ... قامت غالية وهالة وسندس وغزل يجهزوا الغدا ويحضروا حلويات ومشروبات .
هالة (همست لغالية) : طمنينى عليكي ... أنتى كويسة .
غالية : فى أحسن حال الحمد لله .
هالة : يارب دايما ... لو فى حاجة متتردديش لحظة إنك تتكلمى .
غالية (حضنتها ) : ماتحرمش منك .
بعد تحضير السفرة أتجمع الكل عليها فى وقت مليان ود بين العائلتين ...
بعد الغدا كانوا رجعوا لمكانهم فى الصالون وأثناء كلامهم سمعوا صوت عالى لغزل اللى كانت فى المطبخ ... دخلت غالية تطمن على أختها فشافتها واقفة وملامح الغضب عليها وقصادها إسلام ... وبعدها دخل يوسف .
غالية :مالك يا غزل إيه حصل ؟
غزل : الأستاذ اللى مش محترم داخل يقولى طبعا العز اللى أنتوا فيه ده كله مشوفوتش قبل كده .
إسلام : أنتى كدابة .
غزل : أنا مش بكدب .
يوسف : إسلام ... تعالى معايا .
إسلام : أنت هتصدق البتاعة دى وتكدبنى أنا .
غزل : أنا بتاعة يا حيوان ... الحيوان ده كان داخل ياخد رقمى فلما صديته قالى شوفى العز اللى أختك بقت عايشة فيه مش تربية الحوارى وبعدين قالى طبعاً العز اللى أنتوا فيه ده ماشوفتوش قبل كده .
باقى العيلة دخلوا بعد ما سمعوا الحوار وكان موقف مش لطيف للكل .
طه : طيب يلا بينا يا جماعة إحنا ... إحنا مهما كان غرب ودول عرسان مش عايزين مشاكل .
قسمت : أنا أسفة يا حاج طه على اللى حصل وحقك هيجيلك تالت ومتلت .
نعيمة : لا حق ولا باطل يا أم يوسف ... أحنا هنمشي علشان مش هنعكنن على بنتنا .
أهل غالية سلموا عليها وخرجوا من البيت وفضل موجود معاهم أهل يوسف .
يوسف : أنت إيه يا أخى معندكش دم ... فاكر أن كل البنات زبالة زى اللى تعرفهم ... وفقر إيه اللى بتعايرهم بيه يا عرة .
إسلام : بقولك إيه متغلطتش فيا .
قسمت : ولد ... أنت هتعلى صوتك على أخوك الكبير كمان .
بدأت الأصوات تعلى وغالية شافت أن الوضع أتأزم وأن يوسف وقسمت بهدلوا إسلام علشان خاطر أهلها ففضلت السكوت وأخدت الولاد ودخلت على أوضتها .
قبل خروج أهل يوسف من البيت دخلت قسمت لغالية واعتذرت عن اللى حصل وكلموا طه ونعيمة واعتذروا لهم وبعدها أستأذنت قسمت ورجعوا لشقتهم ... هى فى نفس شارع شقة يوسف لكن بعيد شوية ...
بعد فترة من اللى حصل كان كل شىء طبيعي ... غالية طول الوقت مع ياسين وتالين وبتهتم بدروسهم وحياتهم وبتراعيهم ويوسف ما بين شغله وبين ولاده اللى ساب جزء كبير لحملهم على غالية اللى شاف فيها أم ليهم وشاف حب ولاده ليها ...
كانت غالية بتقرأ رواية بعد ما خلصت شغل بيتها فجأة سمعت صوت رسالة واتس ... كانت فكراها حد من البنات لكن كان الرقم مجهول ... فتحت الرسالة وظهرت علامات إستغراب وعدم فهم على ملامحها ... وكان نصها " مش عيب واحده فى جمالك وثقافتك وتدينك تدفن نفسها مع واحد قلبه مات من يوم موت أم العيال "
....
•تابع الفصل التالي "رواية وبشرت بيوسف" اضغط على اسم الرواية
تعليقات
إرسال تعليق