Ads by Google X

القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية شخص اخر الفصل الثاني عشر 12 - بقلم هدير محمد

  

رواية شخص اخر الفصل الثاني عشر 12


رتدى يحيى قميصه و توجه للباب و فتح الباب... تفاجئ مما رأه... 
* ازيك يا يحيى ؟ كنت نايم لا ايه ؟ بقالي ساعة بخبط على الباب... 
" بابا !! 
* اه بابا... اتخضيت ليه ؟ 
" لا متخضتش ولا حاجة بس اتفاجئت مش اكتر... 
نظر له والده و لقميصه المفتوح و شعره المبتل 
* ينفع ادخل ولا هفضل واقف كده كتير ؟ 
" تدخل ؟ اه اتفضل طبعا... 
ابتعد يحيى عن الباب و دخل والده... اغلق باب الغرفة... لاحظ يحيى حذاء رهف الذي بجانب السرير... بدون أن يلاحظه والده... أزاحه بقدمه لتحت السرير قبل أن يراه والده... إلتفت له والده و قال 
* مجتش ليه البيت ؟ 
" كسلت ارجع... قولت ابات هنا الليلة دي... 
* تبات اه... ايه الشنطة اللي على ترابيزة دي ؟ 
" دي ؟ دي بتاعتي... فيها هدومي... 
* يعني انت هتبات ليلة... جايب هدومك كلها عشان ليلة ؟ 
" لا طبعا... يعني انت عارف اني سايب شوية من هدومي هنا... كنت بشوف اللي محتاجه من هنا و اللي هسبيه هنا... 
* اممم... يحيى هو في حاجة ؟ 
" حاجة زي ايه ؟ 
* مش عارف... شكلك غريب و تصرفاتك اغرب... 
" لا ده بيتهيألك... 
* بيتهيألي اه... قعدت كتير اخبط على الباب و حضرتك لسه فاتح... 
" كنت في الحمام بستحمى... حتى شعري مبلول اهو... 
* اه لاحظت... 
" حضرتك عايزني في حاجة ؟ 
* لا... وحشتني قولت اجي اشوفك... بس الظاهر كده جيت في وقت غلط... 
" ولا يهمك... انت تنور في اي وقت... 
* اللي اسمها رهف دي... سمعت انك رجعتها الشركة... 
" اه رجعتها... 
* مش تاخد إذني الاول ؟ 
" من امتى انا باخد إذنك في اللي بعمله الشركة ؟ انت من زمان سايبلي حُرية التصرف في كل حاجة تخص الشركة... 
* فعلا عشان واثق فيك... بس في النقطة دي كان لازم تاخد إذني...
" ليه ؟ 
* لان البنت دي اتسببت في اذ*يتك... كنت هتمو*ت بسببها...
" يا بابا ما انا كويس اهو... 
* كويس عشان ربنا نجاك... مفروض بعد اللي حصلك ده مكنتش خليت رجلها تخطي الشركة تاني... البنت دي اتسببتلك بمشاكل انت ملكش دخل فيها اصلا... احنا كنا نعرف عيلة الصاوي بالاسم بس... لا لينا تعامل معاهم ولا شغل معاهم... بسببها دخلت في حوارات و مشاكل مش هتنتهي مع ابنهم... 
" بابا انا كبير و بعرف احمي نفسي كويس... لا عمر ولا عيلته كلها هيخوفوني... 
* انت مش خايف و مستبيع فيها... انا خايف... يحيى انا ايامي في الدنيا مش قليلة... عايز اطمن عليك انت و اخواتك و امك عشان امو*ت مرتاح... 
" بعد الشر عليك يا بابا... بس انت لو عرفت الحوار كله من الاول... مش هترمي السبب على رهف زي ما انت بتعمل دلوقتي... 
* انا عارف كل حاجة... انت اللي مش عارف ان وجود البنت دي حواليك... هيدخلك في مشاكل اكتر من اللي دخلت فيها... 
" طب و هي ذنبها ايه يعني ؟ هو الو*سخ حاطط عيونه عليها و عايزها بالعافية... و حاول يأ*ذيها اكتر من مرة... 
* و انت ايه علاقتك بكل ده ؟! بتدخل ليه ؟ هو عايزها بالعافية... سيبهاله... هم الاتنين يختلصوا سوا... انت مالك بهو عايزها ولا مش عايزها ؟ 
" بابا اعتبر انها بنتك أو اعتبرها مكان إسراء... هترضى ان حد يأ*ذي إسراء ؟ أكيد لا... انا مقدرش اسيبه يأ*ذيها بعد ما طلبت مساعدتي... 
* لا دي مش بنتي... اللي تتسبب بإذ*يتك و تحطنا كلنا في دايرة الخطر مع عيلة الصاوي تبقى مش بنتي... 
" بابا... رهف بقالها سنتين و أكتر بتساعدني في الشركة... وقت الفراغ اللي انا فيه ده هي السبب فيه... لان في غيابي بتشيل كل مسؤولياتي... مش بعد اللي بتعمله ده كله... لما تطلب مني مساعدة.. ارفض اساعدها... 
* يا ابني ده اسمه شغلها... مش جميل ولا فَضل انك تشيله فوق رأسك و عايز تردهولها بحياتك... يحيى... ابعد البنت دي عن حياتك... صعبانة عليك ؟ شوفلها وظيفة تانية بعيد عنك... و يبقى كده انت عملت اللي عليك بزيادة... 
" بس انا محتاجها... يعني... شغل الشركة وقف فترة لما مشيت... 
* محتاجها اه... يحيى... في حاجة بينك و بين رهف ؟ 
" حاجة زي ايه ؟ 
* مش عارف... انت فاهم معنى سؤالي كويس... 
" لا مفيش... 
* امممم... 
نهض والده و ظل ينظر لكل ركن في اركان الغرفة... 
" في حاجة يا بابا ؟ 
* لا... 
" يبقى ليه بتبص على كل حتة في الاوضة كأنك بتدور على حاجة مُعينة ؟ 
* ولا حاجة... ليه انت مخبي حاجة خايف اني اشوفها ؟ 
" مش مخبي حاجة... 
* لتكون مثلا جايب بنت هنا معاك في الاوضة... انا عارف ان الفراغ قا*تل... يمكن قولت تروق على نفسك... 
" انت عارف اني مش بتاع الكلام ده... 
* عارف انك متعملش كده ( ربت على كتفه ) هو ده ابني... 
ابتسم له يحيى إبتسامة خفيفة... اقترب من الباب و قال 
* هستناك بكره... متقعدش لوحدك كتير... 
" هاجي بكره متقلقش... اقعد نشرب حاجة... 
* لا... مرة تاني... سلام 
" سلام... 
فتح الباب و خرج... اغلق يحيى الباب بالمفتاح و وقف خلف الباب... تنهد بإرتياح 
" كويس انه مشي... كنت خايف يعرف انها هنا... كانت هتبقى مصـ,ـيبة... رهف... انا نسيت رهف... تلاقيها اتجمدت في الحمام ! 
توجه للحمام و فتح الباب... وجدها جالسة على الارض و ضامة نفسها... جسَّ على ركبتيه و ابعد شعرها عن عيناها... وجدها تبكي... 
" بتعيطي ليه ؟ 
لم ترد عليه... ف امسك يدها وجدها باردة جدا... 
" انتي بردتي... قومي نخرج من هنا... 
ساعدها على النهوض و خرجوا... اجلسها على السرير و سحب الغطاء عليها و جلس بجانبها... 
" رهف... مالك ؟ بتعيطي ليه ؟ 
نظرت له بعنياها الغارقة بالدموع 
' مكنش لازم نتجوز...
" ايه اللي انتي بتقوليه ده ؟ 
' دي الحقيقة يا يحيى... فعلا مكنش لازم نتجوز... باباك عنده حق في كل كلمة... انا دخلتك في حوارات و مشاكل مكنش لازم تدخل فيها... انا آسفة بجد... 
كانت تبكي و تتشنج في بكائها... أدرك يحيى انها سمعت كل الكلام الذي قاله والده عليها... ضمها إليه... اسندت رأسها على صدره و ظلت تبكي و ربت يحيى عليها حتى تهدأ... 
' احنا اتسرعنا في قرار الجواز ده يا يحيى... مكنش لازم نتجوز من غير عِلم ابوك... 
" رهف انا هكلمه... متقلقيش... 
' ماشي هتكلمه... أكيد هيرفض... هنعمل ايه احنا كده ؟ 
" هيوافق... 
' معتقدش انه هيوافق... 
" لازم يوافق... 
' مش هيوافق يا يحيى !! 
قالتها بإنفعال ثم اكملت 
' انا مش عارفة ايه الموقف اللي حطيت نفسي فيه... يعني انا استخبيت منه كأني عيشقتك مش مراتك... انا مش عايزة الموقف ده يتكرر تاني... انا مش بعمل حاجة غلط عشان استخبى منه... 
" رهف اهدي... 
' يحيى... انت لازم تقوله كل حاجة... لازم يعرف بجوازنا ده... 
" هقوله... 
' هتقوله امتى ؟ 
" في اقرب فرصة... 
' اللي هي امتى بالضبط ؟ 
" رهف قولتلك هكلمه... متسأليش كتير و متشيليش هَم... 
' يحيى... انا مش هسمح باللي حصل ده يتكرر تاني... مستحيل جوازنا يبقى حقيقي قبل ما يعرف ابوك... 
" يعني ايه ؟ 
' يعني متلمـ,ـسنيش... 
ابتعدت عنه و نظرت للجانب الآخر 
" رهف... 
' يحيى متجادلنيش أرجوك... 
" ماشي يا رهف... هسيبك على راحتك... مقدرش افرض نفسي عليكي... المهم ان ده يريحك... و انا هعمل المستحيل عشان يوافق على جوازنا و كله يعرف... و نعيش سوا من غير ما تخافي و تبعديني عنك... 
' كويس انك فهمتني... انا عايزة امشي... 
" مينفعش يا رهف... ممكن حد يشوفك و انتي ماشية من عندي في الوقت ده... خليكي بايتة هنا و في الصبح ابقي امشي احسن... 
' ماشي... هنام عشان تعبت... 
استلقت على السرير و شد يحيى الغطاء عليها و غطاها جيدا... قَبَل رأسها بحنان و ابتسم لها... اخذ وسادة و وضعها على الاريكة و استلقى عليها... نظرت له رهف و قالت 
' هتعرف تنام كده ؟ 
" اه... نامي انتي متشغليش بالك انا كويس كده... 
' تصبح على خير... 
" و انتي من اهل الخير... 
* عرفت مكانها ؟ 
- لا يا عمر باشا... آخر مرة شوفتها داخلة فندق عيلة الكيلاني... مشوفتهاش و هي خارجة... 
* يمكن لاحظت انك بتراقبها ف خرجت من باب تاني... 
- انا واخد حذري على اد ما اقدر... معتقدش انها اخدت بالها مني... 
* طالما ماخدتش بالها منك... ازاي مشوفتهاش و هي خارجة من الفندق ؟ ولا هي لسه هناك ؟ ازاي بس... ده الساعة 2 بالليل... هتكون بتعمل ايه هناك ؟ 
- ممكن اقول حاجة يا عمر باشا بس متتضايقش مني... 
* قول يا رفعت... 
- خلال مراقبتي ليها الايام اللي فاتت... لاحظت حاجة... 
* لاحظت ايه ؟ 
- هي و يحيى الكيلاني... في علاقة ما بينهم بره الشغل... 
* انت بتقول ايه ؟ يعني ايه علاقة بره الشغل ؟ 
- لاحظت نظراتهم لبعض بتوضح كده... 
* واخد بالك لسانك بيقول ايه ؟ 
- انا مقصدش حاجة بس ده اللي لاحظته... على العموم هبقى اصورهم و اوريك اللي انا شافته... 
* طيب... اخفى كده من قدامي... 
ذهب رفعت... أخذ عمر رشفة من كأس الخـ,ـمر الذي بيديه... 
* قولتلك على جثـ,ـتي لو سيبتك لغيري... لو كلام رفعت طلع حقيقي و فيه علاقة ما بينك و بين ابن الكيلاني... والله لقتـ,ـله قدامك !! 
- ايه ده ؟ 
* سلامة النظر يا سهيلة... مش عارفة ايه ده ؟ ده عَدس... 
- ما انا عارفة انه عَدس... اقصد ايه اللي جابه هنا ؟ فين العشاء اللي ليكي ساعة بتنادي عليا عشانه... 
* هو ده العشاء يا سهيلة... 
- لا انا مباكلش الكلام ده... 
* ليه ماله العدس يا نونو ؟ 
- مش حلو... 
* بس انا العدس بتاعي لا يُعلي عليه... 
- انا مش هاكل عدس... 
* براحتك... 
- في ايه في التلاجة ؟ 
* عندك جبنة قديمة... 
- جبنة ايه ؟؟ 
* هو انا قولت جبنة قديمة ؟ يقطعني... قصدي Old cheese... 
- اه فهمت... مش عيزاها برضو... 
* خلاص عندك فسيخ... 
- يععع... هو انتي معندكيش غير الحاجات المُقر*فة دي ؟! 
* ده اللي عندي... مش عاجبك ؟ خلاص نامي من غير عشاء... انا غلطانة اني بسأل فيكي اصلا... 
- انام من غير عشاء ؟! يعني انتي عملالي عدس و لما حماة رهف جات هنا... طلعتي الفرخة من الفريزر في ثواني... 
* عشان دي ضيفة... إكرام الضيف واجب... 
- طب ما انا ضيفة برضو ! 
* لا يا حبيبتي ضيفة على نفسك... رهف من اول جات الشقة دي بتاكل اللي بحطه و عمرها ما فتحت بؤها بكلمة و كمان بتشكرني على الاكل بكل حُب و لطافة... مش عارفة انتي اختها ازاي ؟ 
- حبيبة احترمي نفسك... انا محترماكي عشان انتي اكبر مني... لولا كده انا... 
خبطت حبيبة بيدها على السفرة و نهضت و قالت بغضب 
* كنتي هتعملي ايه لو مكنتش اكبر منك ؟ يا بت ميغركيش وشي الكيوت ده انا اصلا شرشوحة... ف اتلمي بدل ما امسك من شعرك ده اشرشح بيكي سراميك الشقة كلها... مش عاجبك الاكل متاكليش... بسيطة اهي... انا بشتغل و بصرف على نفسي و مش باخد جنيه من حد مع ان عيلتي موجودة عادي بس انا كبرت و بشيل نفسي اهو و رهف كذلك... لكن انتي متبقيش قاعدة زي الست الوالدة تؤمري و تتحكمي فيا كأني عبدة عندك... سهيلة انتي تحمدي ربنا انك اخت رهف... لولا كده كنت هقتـ,ـلك لان اصلا خُلقي اضيق من خُرم الإبرة لكن مع ذلك مطولة بالي عليكي... مش عاجبك الطفح هنا... روحي اشتغلي و اصرفي على نفسك بدل ما انتي قاعدة زي الجرجيرة كده كل شهر مستنية مرتب رهف... بلا وكسة... 
- هشتغل و هجيب كل عيزاها و مش هتذل ليكي ولا لرهف... والله لوريكم انتوا الاتنين !! 
قالتها سهيلة بغضب و دخلت الغرفة... ضحكت حبيبة و ظلت تغني... دخلت المطبخ و فتحت أحد الرفوف... اخرجت منه كبدة بلدي... سخنتها و سخنت الخبز و عادت للصالون... فتحت التلفاز و شاهدت مسلسلها المفضل... 
* والله غبية... لو كانت رضيت بالعدس من الاول كنت هجبلها طبق الكبدة ده لحد عندها... لكن نقول ايه... عيِلة مغـ,ـرورة... 
فتحت رهف عيناها... هي لم تنَم لكن غفوت قليلا... نظرت للاريكة لم تجد يحيى عليها... 
' راح فين ده ؟ 
وجدت باب الشُرفة مفتوح... نهضت و توجهت للشُرفة... وجدت يحيى بداخلها... لكن ما هذا ؟ إنه يدخن !! 
' يحيى... 
مجرد ما سمع صوتها... اطفأ السيـ,ـجارة و ألقاها من فوق و اخرج من جيبه حبة نعناع و أكلها... إلتفت لها و قال 
" رهف ؟ ايه اللي مصحيكي ؟ 
' مش عارفة... صحيت فجأة كده... يمكن صحيت عشان اقفشك و انت بتدخن... 
" ادخن ؟ ايه الإشاعات دي ؟ 
' يحيى... انا لسه شيفاك و انت بتشد نفس من السيـ,ـجارة و بتطلع من بؤك دخان اد كده و لما سمعت صوتي طفيتها و رميتها من فوق... 
" انا عملت كل ده ؟ 
' ايوة... 
" لا ده بيتهيألك عشان منمتيش كويس... 
' والله ؟ طب وريني ريحة بؤك كده... 
" تعالي شوفي... 
فتح فمُه و اقتربت منه شمَّته... رائحة فمُه نعناع... 
' ازاي ؟ انا شوفتك و انت بتشد نفس من السيـ,ـجارة... 
" قولتلك ده بيتهيألك عشان منمتيش كويس... 
' لا انا متأكدة اني شوفتك بتدخن... انا مش مجنونة عشان اتخيل كل ده... 
" قولتلك دي تهيؤات... 
' يحيى... 
" نعم ؟ 
' انت بتكذب عليا ؟ 
" لا... 
' طب ايه رأيك انت بتدخن... طالما انت مش بتدخن اتخضيت ليه لما سمعت صوتي ؟! 
" عشان صوتك وسط هدوء ده يخوف... 
' وحياة امك ؟! 
" الآه ؟ ما تحترمي نفسك ؟ 
' مقصدش... بس انت بتدخن... اوعا تكون كمان بتشرب خمـ,ـرة زي الناس اللي بشوفهم على التليفزيون ! 
" لا... الخـ,ـمرة كل فين و فين... 
' انت بتهزر صح ؟ 
" في ايه يا رهف ؟ 
' يعني انت بتدخن و كمان بتشرب خمـ,ـرة !! 
" لا يا ستي مبدخنش... هي تُهمـ,ـة و عايزة تلزقيها فيا بالعافية !! 
' بس انا شوفتك دلوقتي بتدخن !! 
" و فيها ايه لو دخنت ؟
' يعني انت بتعترف اهو انك بتدخن ؟! 
" اه يعني... كل فين و فين مش كتير... 
' كده هطلق منك... 
" ايه ؟! 
' بتكلم بجد... مبحبش الراجل المدخن... 
" ليه يا رهف ؟ 
' لأن التدخين هيضُر بيك... انا خايفة عليك... لازم تبطله... 
وضع وجهها بين يداه و قال 
" مع اني مبحبش حد يكلمني في الحتة دي... بس انتي مش حد... ماشي... هحاول ابطل تدخين... 
' ما انت امور و كيوت اهو... اومال كنت ليه زمان مصدرلي وش خشب ؟ 
" زمان يختلف عن دلوقتي... انتي دلوقتي مراتي... تعالي نقعد نرغي... 
جلسا على الاريكة الصغيرة التي بالشُرفة... 
" رهف... 
' اها ؟ 
" عمرك ما هتخو*نيني صح ؟ 
' ايه اللي انت بتقوله ده يا يحيى ؟ انت شايفني زيها ؟! 
" لا طبعا... انتي غيرها... ولو مكنتيش غيرها مكنتش هحبك... انا اقصد يعني مهما حصل عمرك ما هتجر*حيني ؟ 
' أكيد... عمري ما هتخلى عنك او عيني تبص لأي راجل غيرك مهما حصل... 
" و انا واثق فيكي... بس لو جه يوم حسيتي فيه انك زهقتي مني او مش عيزاني... امشي من غير ما تجر*حيني... 
' و انا هجر*حك ليه اصلا ؟ كلامك غريب... 
" يا رهف افهمي... انك تتخا*ني ده مش سهل... والله مش سهل... انا مش هستحمل صدمة تاني... عشان كده بقولك لو في يوم حسيتي انك مبقتيش عيزاني... امشي من غير تجر*حيني... 
' لا انا مش هسيبك مهما حصل و انت كذلك... و لو جه يوم اختلافنا فيه... نواجه بعض و نسمع بعض للآخر... يحيى... انت اول راجل يدخل حياتي... و آخر راجل... انا مستحيل احب غيرك أو اخلي حد غيرك يمسك ايدي... بُص يا يحيى انا عارفة ان تجربتك الاولى جر*حتك... بس انسى خلاص ده عدى و انت كويس دلوقتي... و اوعدك اني عمري ما هخذلك او اجر*حك بأي شكل... اطمن انك معايا... 
" مطمن... انا برضو مش هخذلك... بالعكس...( امسك يدها و قَبلها ) انا هعشيك معايا اجمل أيام... هتشوفي ده بنفسك... هو مش غرور بس يابختك انك كسبتي قلبي... مش هجر*حك ولا اخو*نك... عايز يبقى في ثقة ما بينا... تكون قوية اوي و محدش يبقى يكـ,ـسرها... اول ما نعلن علاقتنا ببعض... هنواجه مشاكل كتير... في ناس كتير هيحاولوا يبعدونا عن بعض بكل الطرق... عشان كده هنتفق إتفاق صغير... نسمع بعض قبل اي حد... اتفقنا ؟
' إتفقنا...
ابتسم لها و شدها لحِضنه و مسد على شعرها برفق... ظلوا صامتين لدقائق... 
' ساكت ليه ؟  
" مش عارف... 
' اتكلم... قول اي حاجة... 
" اممم... في مسلسل متابعه من فترة... حلو اوي... 
' وريني... 
" هو بوليسي... ممكن متحبهوش... 
' لا هحبه... وريني انت بس... 
اخرج يحيى هاتفه من جيبه و فتحه... 
' الابلكيشن ده مش بيشتغل غير بإشتراك شهري... فتح ازاي عندك ؟ 
" عشان انا عامل عليه اشتراك شهري... 
' وه !! 
" ايه مالك ؟! 
' آه منكم يا اغنياء انتوا حتى عشان تتفرجوا على مسلسل عاملين اشتراك شهري ؟! 
" اه... عادي... 
' ده بقعد ادور على ابلكيشن ببلاش عشان اعرف اشغل مسلسلاتي... 
" خلاص متدوريش... اتفرجي معايا... 
' وريني مسلسلك ده... 
امسكت رهف هاتفه و بدأت تشاهد و لا تزال بداخل حضنه... كانت مركزة كثيرا... يحيى لم يكن مركز في اي شيء غيرها هي... نظراتها و ريأكشانات وجهها اللطيفة و ردود فعلها... كيف أحب كل شيء بها و تعلق بها لهذه الدرجة ؟! 
شهقت رهف بذعر و قالت بصدمة 
' ده رمى اخوه التوأم من فوق العمارة !! ازاي هان عليه بالسهولة دي ؟! 
" عشان هو مر*يض نفسي و قا*تل متسلسل... مش هيفرق معاه اخوه او لا... 
' قا*تل قذ*ر... كمان انتحـ,ـل شخصية اخوه التوأم... عايش بإسم اخوه... بس النائب عرف انه قتـ,ـل اخوه و عايش بشخصيته... هيرميه في السجن... احسن يستاهل... 
" لا متفرحيش... ما هو لما يعرف ان النائب عرف حقيقته و هيحاول يسجنه... هيقـ,ـتل مراته و يخطـ,ـف بنته و يلبسه تُهـ,ـمة قتـ,ـل مراته... 
' يلهوي... ايه صنفه ايه ده... ده قتـ,ـل نص كاست المسلسل من اول حلقة !!  
" لسه هيكمل قتـ,ـل في الحلقات الجاية... 
' أعوذ بالله ربنا يحر*قه... 
" بس ايه رأيك ؟ 
' مسلسل جامد و عجبني ان تمثيلهم مقنع اوي... خلاص انا اقتنعت ان الواد ده قا*تل متسلسل فعلا... بيتذاع امتى المسلسل ده ؟ 
" بينزل منه حلقة كل اسبوع... 
' طب لما ينزل خليني اتفرج معاك... 
" ده أكيد... جعانة ؟ 
' اوي... فوق ما تتخيل... 
" شوية و الاكل هيجي... تعالي ندخل بقا لان الجو تلج... 
اومأت له و دخلوا... اغلق يحيى الشُرفة... طُرق بابا الغرفة ف نظرت رهف ليحيى التي قال لها 
" خليكي جمب الدولاب و انا هفتح اخد منه الاكل... 
' ماشي... 
وقفت رهف بجانب الدولاب... فتح يحيى الباب وجد الجرسون احضر كل ما طلبه... كان سيدخل الغرفة لكن يحيى منعه 
" لا خلاص شكرا انت كتر خيرك... انا هدخل الاكل... 
* زي ما تحب يا مستر يحيى... تؤمر بحاجة تاني ؟ 
" لا شكرا... تقدر تمشي... 
اومأ له و ذهب... ادخل يحيى الاكل و أشار لرهف ان تأتي و تجلس جانبه و جاءت... 
' طب فين طبقي ؟ 
" ما طلبت من كل صنف نوع واحد عشان محدش يُشك ان في حد معايا... 
' يا ربي... انا زهقت من الحوار ده... بستخبى كأني عاملة جر*يمة... 
" فترة و هتعدي... كُلي معايا... 
' لا... انت موسوس و قروف و مبتحبش حد ياكل معاك في نفس الطبق... 
" و انتي مش حد... انتي مراتي... 
قالها ثم خطف شفاتاها بقُبلة لطيفة... احمَر وجهها و نظرت له بإحراج
" مبقر*فش منك... كُلي معايا... أكيد مش هاكل ده لوحدي... 
ابتسمت له و قالت 
' طب قبل ما ناكل... انا مش مرتاحة و انا لابسة الهدوم دي... 
" خلاص اقلعـ,ـي... 
' ما تلم نفسك يا يحيى !!  
" الآه ؟ مش انتي بتقولي انك مضايقة من الهدوم اللي لبساها... خلاص اقلعـ,ـي و خدي راحتك... 
' طب ممكن يا قليـ,ـل الادب انت... ممكن تركن قِلـ,ـة ادبك لبعدين ؟ انا بجد مش مرتاحة كده... 
" طب غيريهم يا رهف... 
' لا تصدق جبت التايهة... طب لما اغيرهم... هلبس ايه ؟
" قميص النوم الاسود... عجبني اوي... 
' تصدق اني استاهل ضر*ب الجز*مة لاني بسأل واحد زيك مترباش خمس دقايق على بعض !!  
" طب اعملك ايه ؟ 
' هاخد اي حاجة من هدومك... 
" خُدي يا ختي... اخلصي قبل ما الاكل يبرد... 
' طيب اصبر... إياك تاكل من غيري... 
" انا مؤدب اهو... 
نهضت و فتحت دولابه... ظلت تبحث في ملابسه عن اي شيء يناسبها... وجدت سويت شيرت رمادي... دخلت الحمام و اغلقت الباب خلفها 
" بتقفلي الباب ليه ؟ للدرجة دي انتي مكسوفة مني ؟ 
' اه عشان انت متحر*ش و متربتش... 
" اخص عليكي... ده انا كنت هساعدك... 
' يا عم اتلهي... 
ضحك يحيى و ظل يقلب في هاتفه و ينتظر خروجها ليأكل معها... 
' يحيى... انا خلصت... 
رفع رأسه و رأها ترتدي السويت الشيرت خاصته على استريتش أسود... انه واسع جدا عليها و كبير... لم يقدر يحيى على إمساك نفسه ف ضحك بشدة على شكلها... 
' انت بتضحك ليه ؟ 
" شكلك مضحك موت... واسع عليكي اوي كأنت لابسة كيس كبير مش سويت شيرت... 
ظل يضحك عليها و نظرت لنفسها في المرآة... فعلا شكلها مضحك به... 
" شكلك شبه البطريق... لا شكلك شبه عِلبة الجبنة... 
' طب بطل ضحك يا خفيف بدل ما اعيط و ألِم الناس عليك... 
" خلاص خلاص... بطلت ضحك اهو... 
جلست بجانبه على الاريكةو كان ينظر لها و يضحك 
' يوووه بقا يا يحيى ما خلااااص بدل ما اخبطك بالطبق ده !! 
" خلاص سكت اهو... 
' يلا كُل... 
" كان نفسي والله بس مش قادر... 
' ليه تعبان ؟ 
" من البرد ايديا الاتنين تلجوا و مش حاسس بيهم... 
' انت هتحور عليا ؟ ده ايدك ادفى من ايدي... 
" بس مش قادر احركهم... خلاص كُلي انتي... 
' يحيى... بطل دلع... 
" مش بتدلع بس خلاص مش مهم... كُلي انتي... 
' بدل ما تتقمس دور الضحية ده... قول انك عايزني أكلك بنفسي... 
" طب يلا أكليني... 
' يارب صبرني متجوزة طفل مش شحط طويل... 
قطعت دبوس الدجاجة و بدأت تُأكله له... و كذلك تأكل هي 
' طعمها جامد... 
" بس مش جامد زيك... 
' كُل و انت ساكت... 
" انتي زيرو رومانسية... 
' و انت مسمي التحر*ش ده رومانسية ؟ 
" اه طبعا رومانسية... 
' تعرف لولا انك جوزي كنت هرفع عليك قواضي تحر*ش مش قضية... 
" قلبك اسود على فكرة... 
' نينينيني... 
ضحك و اطعمها هو بنفسه كأنها ابنته... كانت تنظر له و مبتسمة... انتهيا من الاكل و جاء الجرسون اخذ الاطباق... جلسوا سويًا على السرير يأكلون فولا سودانيًا و يشاهدون الحلقة الجديدة من المسلسل بوليسي... 
" رهف تعرفي لو رميتي قِشر الفول على الارض تاني... هطردك بره... مش كل مرة اقوم ألِم وراكي القِشر اللي بتوقعيه... 
' اهو مر*ض الوسوسة اشتغل... 
" رهف الحركة دي بتستفزني اوي... 
' والله مش باخد بالي من القِشر اللي بيقع ده... 
" خُدي بالك عشان خُلقي ضيق شوية... 
' و انت هتتخلقن عليا ولا ايه ؟ و من الصبح بتقولي انتي مراتي و انا بحبك و بتاع... و لما وقعت 43813845 قِشرة على الارض و انت لميتهم ورايا... نسيت اني مراتك و بتتعصب عليا عشان القِشر !! 
" لا تصدقي مليش حق اتعصب... 
' اه طبعا ملكش حق... اسكت بقا خليني اتفرج... 
" اتفرجي... 
' الواد ده مع انه قا*تل بس مراته مُزة... خسارة في واحد قذ*ر زيه... 
" اه فعلا مراته مُزة... 
اخذ يحيى حبة فول سوداني و اكلها... وضع قِشرتها بالطبق ف وجد رهف تنظر له نظرة غاضبة 
" في ايه ؟ 
' مين اللي مُزة ؟ 
" مرات الواد القا*تل... 
' بتقولها كده عادي ؟!
" الصراحة تتقال... البت جامدة... 
' ده مامتك اللي جامدة يا ابن ناهد !! 
" بت احترمي نفسك !! 
' لا احترام ايه... انت مبتتعدلش غير بقِلـ,ـة الادب... 
امسكت رهف يده و عضتـ,ـها... حاول يحيى إبعادها لكنها لم تبتعد و عَضتـ,ـه بقوة... كتم يحيى صوته حتى لا يسمعه أحد... تأ*لم حقًا... تركت يده بعد ما عَضتـ,ـه بشدة لدرجة ان اسنانها تركت علامة بيده... تفاجئ يحيى عندما رأى العلامة و قال غاضبًا 
" ايه اللي عملتيه ده !! 
' ده اقل رد على اللي قولته قدامي يا ابو عين زا*يغة يا نسوانجي...  
" دي مش عَـ,ـضة بني آدم... دي عَـ,ـضة كلـ,ـب !! 
' تستاهل... قولتلك قبل كده اتقي شَر عَضتـ,ـي...
ضغط يحيى على أسنانه بغضب و امسك الوسادة ضر*بها بها... 
" بقا انا في السِن ده وحدة قصيرة زيك تُعـ,ـضني !! 
' انتي اللي عصبتني !! بتقول على مرات القا*تل مُزة و انا قاعدة جمبك ياللي ما عندك صنف الد*م... 
" ما انتي قولتي عليها نفس الكلمة ! 
' انا بنت و اقول براحتي... أما أنت راجل يا نسوانجي يا ابو عين زا*يغة... ازاي تعا*كسها قدامي ؟! 
" انتي مالك ؟! 
' مالي ازاي ؟! انا مراتك يا بأف... ازاي تبص لوحدة غير مراتك !! 
" و انتي ازاي تُعـ,ـضيني بالمنظر ده ؟! شو*هتي ايدي ما انا متجوز حيوان مفتر*س !! 
' اهو الحيوان ده انت !! 
" يا بت اخرسي بدل ما اطلقك... 
' طلقني... مفكرني همسك في رجلك و اتوسل إليك يا حَضرة الامبراطور يحيى إياك تطلقني ؟! طلقني يلا... 
" المشكلة اني بحبك و مقدرش اطلقك... بس هحسابك على العَـ,ـضة دي !! 
نزل ضر*ب فيها بالوسادة و هي اختبأت منه تحت الغطاء 
' اهدي يا يحيى احنا أهل... 
" أهل ايه ده انا هفطـ,ـسك يا باردة... اطلعيلي... 
' خلاص يا يحيى ده أنت قماص... 
" شيلي البطانية دي من على وشك... 
' لا... هتضر*بني انا عارفة... 
" لا... 
' احلف انك مش هتضر*ب ! 
" مش هضر*ب والله... رميت المخدة اهو... 
' انت حلفت اهو... خليك اد حلفانك... 
" ماشي يا ستي... شيلي البطانية دي... 
نزعت الغطاء من عيناها فقط و قالت 
' لسه متعصب مني ؟  
" ايوة... بجد العَـ,ـضة و*جعتني... 
' و*جعتك بجد ؟ 
" ايوة... حتى اهي احمَرت و شكلها هتزرق كمان... 
' يا حبيبي... 
" دلوقتي حبيبك ؟ 
' ما انت عصبتني... 
" غِيرتي ؟ 
' ينفع انا اعا*كس راجل قدامك ؟ طبعا لا... و انت عا*كستها قدامي... طبعا غِيرت... 
" طب شيلي البطانية دي... 
' طيب و متكلمنيش... انا زعلانة منك... 
" مين اللي مفروض يزعل بالضبط ؟ 
' انت اللي بدأت على فكرة... 
" طب اخلصي شيلي البطانية دي... 
نزعت الغطاء تدريجيًا... و حركت بؤبؤ عيناها يمينًا و يسارًا... ضحك يحيى و مال عليها و حاوطها بجسده 
" ازاي بتبقي بريئة كده بعد ما عملتي ساعة بسنانك على ايدك  ؟ 
' يحيى خلاص قفلنا الحوار ده... ابعد كده عشان اتخمد... 
" شايفة اهو... انتي اللي اتقمصتي... 
' مفيش زوج يقول اللي قولته ده... 
" بس انا قولت كده عشان اعصبك و تِغيري... مكنتش مفكر إن غِيرتك صعبة كده... 
' عشان بعد كده تعيد حساباتك قبل ما تستفزني... 
" عيوني... خلاص متزعليش... انتي مُزة و جامدة... 
' نينيني... طبال درجة اولى... 
" خلاص يا عم... انتي اجمد منها بكتير... حلو كده ؟ 
' مفيش حد اجمد مني... 
" مش شايفة ان حضرتك متواضعة اوي ؟ 
' ابعد كده عشان اتخمد في يومك الابيض ده... 
دفعته لكنه شدها إليه و قَبلها... ضر*بته لكنه امسك يداها و ثبتهم على السرير و ظل يُقبلها كأنه اول مرة يُقبلها... و هذا ما يعجبه انه لا يَمل أبداً... ابتعد و نظر لعيناها... وجهها احمَر كثيرا... ابتسم و قال 
" رهف... انا بحبك انتي... و مستحيل أفضل اي وحدة عليكي... انتي جميلة جداً... جميلة في جميع حالاتك... لو بصيت لوحدة غيرك هبقى غبي... غبي اوي كمان...
' يعني انا اجمل منها ؟ 
" طبعا... 
' اقنعني... 
" هي معندهاش خدود القمر دي... 
قَبل وجنتها و ضحكت رهف 
" ولا عندها المناخير الصغننة دي... 
قَبَل أنفها الصغير 
" ولا عندها العيون السود الواسعين اللي بيلمعوا زي النجوم في السما... 
قَبَل عيناها بلُطف... 
' يحيى انت بتدغدني... 
امسك خصلات شعرها و اشتمها 
" ولا عندها الشعر الطويل الناعم ده... 
غَمز لها 
" ولا قوامها جامد زيك يا بطل... 
' خلاص كفاية تحر*ش... 
" اقتنعتي ؟ 
' اه... 
قالتها و هي تضحك... قَبلها مجددا و قال 
" تعرفي اللي عملتيه ده لو كان خرج من شخص تاني كنت همسحه من وش الارض... بس انتي مش حد... للاسف بحبك... مُضطر استحمل عَضتـ,ـك بس ياريت متتكرريهاش تاني عشان صعبة بجد... 
' حاضر... مش هـ,ـعُضك تاني... 
قالتها و هي تضحك و هو كذلك ضحك... صمتا و ظلا ينظران داخل أعينهما بحُب... 
" رهف... 
' اها ؟ 
" انتي متعلقة بمامتك صح ؟ 
' اه اوي... مفتقداها بجد... 
" لما كانت عايشة... قبل ما تنامي... كانت بتعملك ايه ؟ 
' كانت بتسرحلي شعري و تربطه ديل حصان... 
" طب قومي اسرحلك شعرك... 
' انت بتتكلم بجد ؟ 
" اه... ههزر ليه ؟ 
ابتسمت بسعادة تغمر وجهها و نهضت بسرعة لتبحث عن المِشط... وجدته و عادت له به... اخذه منها و جلست اعطته ظهرها... امسك يحيى المِشط و امسك شعرها و بدأ يمشُطه لها... 
" بتروحي البيوتي سنتر تعملي شعرك صح ؟ 
' اها... 
" طب لو المقـ,ـص قرب ناحية شعرك... هو*لع فيكي... 
' ليه بقا ؟! 
همس في اذنها قائلًا 
" لاني وقعت رسمي في غرام شعرك... اصل انا بحب الشعر الطويل و الاسود و الناعم... و سبحان الله شعرك جمع الصفات دي كلها... عشان كده بقولك لو المـ,ـقص قرب ناحية شعرك.... هو*لع فيكي... 
' مش هقـ,ـصه عشانك... 
" ولا تصبغيه حتى... خليه بلونه حلو كده... 
' و انت تبطل تدخين... 
" هبطل... والله هبطل... 
' بالسهولة دي ؟ 
" ما هتساعديني... 
' اذا كان كده ماشي... 
" سرحته و ربطته ديل حصان اهو... 
إلتفتت إليه و عانقته بقوة ڪالطفلة... و هو سعِد لسعادتها تلك و بادلها العناق
' اشكرك اوي لانك خليتني اعيش الإحساس ده تاني بعد وفاتها... 
" كل يوم قوليلي حاجة هي كانت بتعملهالك و انا هعملها...
' يحيى انت جميل اوي... 
" انتي اجمل... مش هنسيب بعض صح ؟ 
' مستحيل... مش هنبعد عن بعض أبداً... انا بحبك اوي... 
" انا كمان بحبك... يلا الوقت اتأخر جامد... يلا ننام... 
' يلا... انا نعست اوي اصلا... 
استلقت على السرير و غطاها بالغطاء جيدا و قَبَل جبينها بحُب... كان سيقوم لكنها امسكت يده 
' رايح فين ؟ 
" هرجع لمكاني على الكنبة... 
' لا مترجعش... الكنبة مش مريحة اصلا... 
" طب هنام فين ؟ على الارض مثلا في الجو ده ! 
' تعالى نام جمبي... 
قالتها و هي تُفسح له مكان بجانبها... سعِد لانها سمحت له بالنوم جانبها و استلقى على السرير و شدت عليه الغطاء 
' كده متغطي كويس ؟ 
" اها... 
وضعت رهف يدها تحت وجنتها و ظلت تنظر له... و هو اسند رأسه على يده و ينظر لها... و الابتسامة على وجوههما... 
" شكلك مش ناوية تنامي... 
' مش عارفة... كل ما ابصلك بسرح... 
" من جمالي انا عارف... دايما انا مدوخ كل البنات... 
' جمال ايه ؟ اتنـ,ـيل يا يحيى... 
" تنكري ان انا وسيم ؟ 
' الصراحة لا مقدرش انكر النقطة دي... بس بطل تكَبر بدل ما تتسخط فار... 
" حاضر... غمضي عيونك و نامي... 
' احضني... 
" متأكدة ؟ 
' بس حُضن اخوي من غير تحر*ش... 
" دايما ظلماني... ده انا غلبان... 
' لا واضح اوي... من غير تحر*ش يا يحيى ! 
" حاضر... 
ضمها إليه و اسندت رأسها على صدره و قَبَل رأسها بلُطف و ظل يمسد على شعرها حتى غفوت... اغلق نور الاباجورة و نام هو أيضًا... 
تاني يوم..... 
* ايه اخبارك يا رهوف ؟ 
' ما انا تمام اهو... 
* يعني مش حاسة ان الاكل تقيل عليكي مثلا او عايزة ترجعي أو دايخة أو مصدعة... 
' و ليه هحس بكده ؟ 
* يعني... لازم نتأكد... ابعت اجيب إختبار حَمل من الصيدلية ؟ 
' إختبار حَمل ايه ؟! 
* لازم تتأكدي... انا همو*ت و ابقا خالتو... 
' لا يا حبيبة مش هتبقي خالتو... 
* الآه ليه ؟! 
' محصلش حاجة ما بينا... 
* يوووه ليه كده ؟! يا رهف ده جوزك... يعني حلالك... فيها ايه لو قربتوا من بعض ؟ ما تبطلي كسوفك ده... 
' المشكلة مش فيا... 
* المشكلة فيه هو ؟ يعني مستر يحيى طلع مش.... 
' عندك اوعي تكملي !! يخربيتك اتهدي شوية... 
* طب ايه اللي حصل خلاكم متقربوش من بعض ؟ 
' باباه جه كَبس علينا... 
* يابوووي... قطع اللحظة منه لله... 
' لا كويس انه جه و محصلش اللي كان هيحصل ده... 
* ليه بتقولي كده ؟ 
' لما جه استخبيت منه كأني عشـ,ـيقة يحيى مش مراته... مش عاجبني الوضع ده... لازم جوازنا يعرفه الكل بدل ما احنا بنتقابل بالسر و مش عارفين نعيش حُبنا بالشكل ده... 
* طب و مستر يحيى عمل ايه ؟ 
' احترم قراري و قالي متقلقيش انا هكلمه...
* يارب ابوه يوافق و يخلص بقا انا عايزة ألبس فستان... 
' هتلبسي متقلقيش... اومال فين سهيلة ؟ 
* نايمة يا ختي... داخلين على العصر و نايمة الاستاذة... رهف متأكدة ان دي اختك فعلا ؟ 
' اه اختي... 
* للاسف مش شبهك و كل هَمها الفلوس و الراحة... ما تخليها تشتغل احسن و تعرف قيمة القِرش و تبدأ تشيل نفسها... 
' طب ما هي لسه مخلصتش دراسة... صعب تلاقي شغل... 
* اممم... مش هي في كلية طب بشري ؟ 
' ايوة... خلصت سنة تالتة... 
* طب كويس يعني فهمت الدنيا شوية... ايه رأيك أكلم استاذ خالد و اقوله يشغلها في الصيدلية بتاعته... اكيد بتفهم في الحاجات التجميلية و هكذا... 
' مش عارفة هيوافق ولا لا... 
* انا هخلهولك يوافق... 
' ازاي بقا ؟ 
* متشغليش بالك... 
' على فكرة حساه معجب بيكي... 
* معجب بمين ؟ انا ؟ بطلي هبل... 
' اومال هيوافق على كلامك ده ازاي غير لو كان معجب ؟ 
* مش كله بيفكر زيك كده يا استاذة... عادي... هيوافق من باب الخدمة... 
' هعمل نفسي عبيطة و مش شايفة حاجة... 
* يا عم اتلهي... 
بعد اسبوع...... 
كان يحيى في مكتبه يعمل على اللاب توب... طُرق الباب 
" ادخل... 
فُتح الباب و دخلت منه رغد... 
* شوفت اني بسمع الكلام اهو و خبطت قبل ما ادخل... 
نظر لها بطرف عينه ثم عاد للنظر في اللاب توب... جلست رغد على المكتب أمامه و كانت ترتدي جيبة قصيرة لفوق ركبتها و ارتفعت الجيبة اكثر عندما جلست... نظر يحيى لرجلاها ثم نظر لها... ضحكت بمياعة و قالت 
* وحشتني يا يحيى... 
" بس انتي موحشتنيش... 
* كذاب... طالما موحشتكش بتبص عليا كده ليه ؟ 
" مش ببص... 
* والله ؟! يحيى لو تبطل مُكابرة و تحبني زي ما بحبك كده... هبسطك اوي...( وضعت يدها على صدره مشَتها عليه بجرائة و اكملت بهمس ) انا عارفة محتاج بنت في حياتك... حرام تقعد عازب اكتر من كده... انتوا الرجالة مستحيل تعيشوا من غير جواز... انا حاسة بيك... سيبلي نفسك... مش هتلاقي وحدة زيي تبسطك... 
ابتسم يحيى بخُبث و قال
" عندك حق... الرجالة مبتعرفش تعيش من غير جواز... لازم يبقى في حتة طرية في حياة الراجل و ينبسط... عشان كده انا قررت اتجوز... 
* عين العقل يا يحيوحي... اكلم بابا و اقوله انك هتتقدم ؟ 
" تكلميه ليه ؟ 
* عشان تتقدملي... 
" و مين قال ان انا هتقدملك ؟ 
* انت... 
" الامر اختلط عليكي حبتين...( همس في اذنها ) قولتلك قبل كده اني مبحبش النوع السهل ده... مش عشان لبستي قصير قدامي و نعمتي في صوتك و على كام حركة من حركاتك دي كده هتغريني ؟ تبقي غلطانة... انا مبجيش بالطريقة دي... 
ابتعد عنها و نهض... غضبت رغد كثيرا و قالت 
* هتتجوز مين ؟ 
" هتجوز متقلقيش... و اللي هتجوزها دي مش انتي... 
غضبت رغد أكثر و قالت 
* هتتجوزني يا يحيى... هتتجوزني انا بقولك اهو... 
" ده في احلامك... و لو اللي بتعمليه ده اتكرر تاني هروح لعمي اقوله... 
* هيهيهي... ضحكتني... على اساس هيصدقك يعني ؟ 
" اه هيصدقني... ميصدقنيش ليه ؟ 
* جايب من فين الثقة دي ؟ 
أشار لها بيده على كاميرا المراقبة و ابتسم بشَر 
" حظك بقا اني عملت صيانة لكل كاميرات الشركة و استبدلت القديمة بالجديدة... بتسجل صوت و صورة احسن جودة... ايه رأيك اخد الكاميرا النونو دي اوريها لعمي و نتفرج انا و هو سوا على اللي جواها ؟! 
اتسعت عيناها بصدمة... 
* تعرف لو عملت كده انا هد*مرك يا يحيى !! 
" المفروض اخاف يعني ؟ اطلعي بره يا رغد... 
* انت كده اشتريت عداوتي... والله ما هسيبك في حالك ! 
" هتطلعي بره بنفسك ولا انادي الأمن ياخدك بطريقته ؟ 
اخذت حقيبتها و نظرت له بكل غِل و قالت قبل ان تفتح الباب 
* مخلصتش كده يا يحيى... بالعكس... دي لسه هتبدأ... والله لوريك من هي رغد الكيلاني !! 
فتحت الباب و خرجت... ضحك يحيى و امسك فنجان قهوته... شرب رشفة منه 
" تسلم ايدك يا رهف على القهوة دي... 
* بعد كده إسلام سابها يوم خطوبتها... مقولكيش يا رهف... البت انها*رت و دخلت في اكتـ,ـئاب شديد دَمـ,ـر نفسيتها... 
' شوف الكلـ,ـب و انا اللي قولت جدع... طلع وا*طي... 
* على رأيك... الرجالة دول عِرر... مفهومش واحد عِدل... 
' عندك حق... بس في واحد فيهم كويس... 
* مين ده ؟ اه خلاص فهمت... 
ضحكت رهف و كذلك حبيبة... مرت رغد من جانبهم و اصدمت برهف 
' ايه مش تاخدي بالك يا بتاع انتي !! 
لم تسمعها و اكملت طريقها و كان الغضب واضح عليها... 
* مالها دي ؟ ماشية متعصبة كأن حد أكل ورثها... 
' بت يا حبيبة... مش دي رغد بنت عمه ؟ 
* ايوة هي... 
' و ايه اللي جايبها هنا ؟ 
* غتا*تة بعيد عنك... بت سمجة و زيرو قبول 
' على رأيك... 
شربت رهف رشفة من الكابتشبنو... رن هاتفها و كان يحيى... تركت ما بيدها في الحال و ذهبت... ضحكت حبيبة و قالت 
* الحُب و عمايله... يارب يجي واحد يحبني زي ما مستر يحيى بيحبها... 
طُرق الباب 
" ادخل... 
دخلت رهف و اغلقت الباب... وقفت أمامه و شبكت يداها الاثنتين ببعضهما... 
' تؤمر بإيه يا مستر يحيى ؟ 
ابتسم يحيى و نهض... وقف امامها و قال 
" في عُطل عندي حصل في اللاب بتاعي... 
' هاته... اخده على مكتبي و اشوف... 
" لا ما انا محتاجه ضروري... لو معرفتيش تصلحيه ابعته للصيانة... 
' ورهولي... 
" تعالي... 
أشار لها بالجلوس على كُرسيه... جلست و هو وقف بجانبها 
' هااا فين العُطل ؟ 
" هنا... 
' ايوة هنا فين ؟ 
" بصيلي و هتعرفي... 
نظرت له وجدته يشير لقلبه... 
' ياربي !! مش وقت نحنحتك دلوقتي... فين العُطل اللي في اللاب ده ؟ 
" نحنحة ؟! 
' اخلص قولي فين العُطل ؟ 
" انتي زيرو رومانسية... عندك اهو معلِق على الملف ده من بدري... 
' عملتله ريفريش ؟ 
" سبع مرات... و برضو واقف كده... شكله اتحر*ق... 
' لا متحر*قش... لو اتحر*ق كان جاب شاشة زرقة... هو معَلق بس... 
" طب وريني هتشغليه ازاي ؟ يلا بسرعة عشان عندي شغل كتير لسه مخلصتهوش... 
' استني بحاول اهو... 
ظلت تغلقه و تفتحه و تكتب شفرات خاصة بتلك الحالة لكن لم يتغير شيء... وضعت يدها على وجنتها و ظلت تفكر... نظرت ليحيى وجدته يضع تحت وجنته و يُقلد حركتها... ضحكت و نكزته على كتفه 
' بطل تنـ,ـمر بدل ما تتسخط... 
" سكت اهو... طب ايه... هنعمل ايه ؟ ابعته للصيانة يتصرفوا فيه ؟ 
' لا استنى انا بفكر اهو... 
" بقالك كتير بتفكري و تحاولي و اهو لسه زي ما هو... 
' و اسكت و هفتحه... متبصليش كده... 
" وريني... 
ظلت تفكر لدقائق في كل جهة على اللاب... وجدت الفلاشة موصلة به... نزعتها من عليه ف اُغلق و فُتح من جديد... فتحت رهف فمها مترين 
' الفلاشة كانت معلقاه ! 
" تصدقي صح... مخطرتش في بالي دي... الله عليكي... 
' يا ابني ده انا لا يُعلى عليا... ذكية موووت... 
" ابنك ؟! ده انا اقطع منك تلاتة... 
' هههه ظريف اوي... طب انا اهو صلحتلك العُطل بتاعك... عايزة مكافأة... 
" عيوني... 
قالها ثم قَبلها على وجنتها... خجلت رهف و نظرت له بصدمة 
' ايه اللي انت عملته ده !! 
" كافئتك... 
' انا كان قصدي فلوس... 
" يا ما*دية البو*سة احلى... 
' بارد... على العموم اوعى كده عشان ارجع لشغلي... 
دفعته و ذهبت... ضحك يحيى و قال 
" كنتي فين يا رهف من زمان... ياريتني عرفتك بدري... يلا مش مهم... المهم انك مراتي و مِلكي انا و بس ! 
في الليل....... 
- آنسة حبيبة... 
ذلك صوته انه صوت خالد... ابتسمت فهي اشتاقت له ولا تراه منذ مدة... نظرت له و قالت 
* اها ؟ 
- ايه الاخبار ؟ 
* انا تمام... و انت ؟ 
- تمام... مستنية الاتوبيس ؟ 
* اه... 
- ماخدتيش المترو ليه ؟ 
* لقيته زحمة و اصلا ملحقتش الحقه و مشي... ف مستنية الاتوبيس... 
- طب كويس اني قابلتك... اصل كنت رايح لمحطة المترو... هستنى الاتوبيس... 
جلس على نفس المقعد و ترك مسافة كبيرة بينهما... 
- راجعة من الشركة ؟  
* لا... كنت بشتري شوية حاجات كده... 
- مش شايف رهف معاكي... 
* رهف تعبانة شوية ف سيبتها ترتاح...
- انا لسه راجع من الجيم و يحيى كان معايا... 
* اه... 
سكتا و لم يتكلما... عَمَ الصمت بينهم لدقائق... خالد يريد ان يتحدث معها اكثر فهو أحَبَّ كلامها لكن لا يعرف كيف يفتح الحديث بينهما 
* هو انا ممكن اطلب منك من حضرتك طلب ؟ 
- أكيد...
* انت عارف اخت رهف الصغيرة... اللي اسمها سهيلة... جات معاها من روسيا... 
- اه عارفها... 
* هي متكبرة و مغرورة شوية... رامية كل احتياجتها على رهف و في الآخر انكرت فضل رهف عليها... بحاول اربيها بس عيزاها تشيل مسؤولية نفسها و تبطل تعتمد على مرتب رهف... 
- عيزاها تشتغل ؟ 
* بالضبط كده... هي خلصت سنة تالتة طب بشري... و انت معاك صيدلية... ايه رأيك تشغلها فيها ؟ 
- اممم... ماشي هشوف و ارد عليكي... 
* شكرا مقدمًا... 
- طب هاتي رقمك... 
* افندم ؟ 
- قصدي يعني هاتي رقمك عشان لما اظبط الدنيا كده ارد عليكي... 
* اه فهمت... اكتب عندك 011*****
- سجلته... انتظري مني ردي... 
* خُد راحتك... هو حضرتك ساكن فين ؟ 
- عند 6 أكتوبر... 
* ياااه و كل يوم بتيجي من 6 اكتوبر للقاهرة ! بتاخد ساعة مواصلات صح ؟ 
- اه... عرفتي ازاي ؟ 
* خالي ساكن هناك... 
- اه فهمت...
اخرج خالد من حقيبته برتقالتين... مرر لها واحدة 
- اتفضلي... 
نظرت له لوهلة ثم اخذتها منه و قشرتها... 
* شكرا... 
- العفو... 
بدأت تأكلها و هو كذلك... حبيبة تنظر للطريق و شاردة... أما خالد ينظر لها هي... فقد اُعجب بها حقًا و يريد ان يتقرب منها لكن لا يعرف كيف يفعل هذا... 
" بابا... 
* نعم يا يحيى ؟ 
" ممكن اتكلم معاك ؟ 
* اتفضل... 
" نتكلم في الصالون احسن... عايزكم كلكم تكونوا حاضرين... 
* شكل كده الحوار كبير... 
" مستنيك تحت... 
اومأ له و ذهب... بعد دقائق نزل ياسر للأسفل... وجد ناهد و أبناؤه جميعهم حاضرين... جلس ياسر بجانب ناهد... قال عاصم 
* هااا جمعتنا ليه ؟ 
" جمعتكم لانكم عيلتي و لازم تعرفوا كل حاجة... 
كانت ناهد تعرف من يدور في رأسه... ابتسمت و قالت 
- اتكلم يا حبيبي... 
نظر لها مبتسمًا ثم نظر لوالده الذي يرمقه بنظرات مريبة ولا يعرف ما الذي سوف يقوله ابنه... 
" انا قررت اتجوز... 
اتسعت عينا كل من عاصم و إسراء 
* يا ابن اللعيبة... مين وقعتك ؟ 
* مين البنوتة الخطيرة اللي قدرت توقع اخويا ؟ 
- فكك منهم يا يحيى... كمل كلامك يا حبيب امك... 
وضع ياسر قدم على قدم و نظر له بحِدة و قال 
* و هتتجوز مين يا مستر يحيى ؟ 
" هتجوز رهف... 
مجرد ما نطق اسمها... اتسعت عينا والده بصدمة و نهض
* أنت بتقول ايه ؟!!  
" اللي سمعته يا بابا... لو مسمعتش أقول تاني عادي... انا هتجوز رهف... 
استشاط والده غضبًا و امسكه من ملابسه و صرخ فيه قائلًا
* مش انا قولتلك ابعد عن البنت دي... تقوم تيجي تقولي انك هتتجوزها !! 
" بحبها و هتجوزها... و رغم اني عارف انك هتبقى مُعارض قراري ده... مع ذلك جيت ابلغك... 
* تبلغني ؟! 
" انا آسف على اللي هقوله ده بس محدش يقدر يمنع جوازي منها... 
* لا هنمع جوازك منها... معرفتش امنعك من الاولى بس همنعك المرة دي... يا أنا يا انت يا يحيى !! 
- ياسر اهدى... بعدين هو قال ايه غلط ؟ قال اني هيتجوزها... محسسني قال انه هيمشي معاها في الحر*ام و اتعصبت بالشكل ده... 
* انتي تسكتي خاااالص يا ناهد !! انتي كده دايما ؟ دايما كده جاية في صفه حتى على قراره الاسود ده موافقة ؟! 
- اه موافقة لان لو تفتكر عند ريم انا كنت مُعارضة فكرة جوازه منها زيك بالضبط... لكن انا موافقة على رهف لانه بيحبها و انا شوفت حبهم بعيني... بعدين رهف مش وحشة و بنت متربية و كويسة... 
* ناهد اسكتي خليني اشوف المـ,ـصيبة دي ( نظر ليحيى ) بتحبها قال... يحيى انت بتكذب !! 
" هكذب عليك عليه ؟ انا بحبها فعلا و عايز اتجوزها... 
* انت غلطت معاها صح ؟ يوم ما جيتلك الفندق كنت سامع صوت بنت عندك و لما دخلت خبيتها مني... غلطت معاها و طبعا اقنعتك تتجوزها عشان الفـ,ـضيحة و جاي تقولي انك بتحبها !! 
" غلطت معاها ؟! انت مستوعب اللي بتقوله ؟! 
* اه مستوعب... يا ابني انت غبي لدرجة انها ضحكت عليك و وقعتك عشان تتجوزها !! 
" الظاهر كده انت ثقتك فيا اتمسحت خالص... رهف متربية و عارفة حدودها و مش النوع اللي ترمي نفسها عليا عشان اتجوزها !! انا حبيتها و انت بعدتها عني بس رجعتها... و من غير لف أو دوران جيت قولتلك اني عايزها و هتجوزها... 
* يا ابني انت مبتفهمش ولا ايه حكايتك بالضبط ؟! انت دخلت في قضية قتـ,ـل مشروع لما اصابت ابن الصاوي بسببها... و هو كان هيقتـ,ـلك !! دخلت في مشاكل مع العيلة دي كل ده بسببها هي... عايز تدخل نفسك في مشاكل أكبر و تتجوزها ؟! انت اتجننت صح ؟! 
" انت ليه مش راضي تدي نفسك فرصة تعرف كل حاجة من الاول و تحسبها من جديد ؟ عمر حاول يغتـ,ـصبها و حاول يقـ,ـتلها مرتين... و بما اني بحبها مش هخليه يملس شعره منها... هتجوزها و ميقدرش يقرب منها و هي على ذمتي... 
* لا بجد ضحكتني... احنا مالنا اذا حاول يقتلـ,ـها او لا ؟ انت مالك اصلا ؟ بتدخل ليه في اللي ملكش فيه !! 
" بدخل لانها تخُصني... مش هسمح لعمر او غيره انه يأ*ذيها بأي شكل !! 
* يحيى... مش هتتجوزها... مش هسمحلك تتجوزها... و مش هعمل زي زمان ساعة ريم لما عارضتك و انت اخدتها و مشيت... لا انت هتقعد هنا غصب عنك و مش هتتجوزها... عايز تتجوز انا معاك... اتجوز اي بنت تعجبك حتى لو را*قصة انا هوافق عليها لكن رهف لا و ألف و مليون لا !! 
" براحتك... انا جيت ابلغك بس عشان متعرفش خبر جوازي منها زيك زي الغريب... عن اذنك... 
إلتفت يحيى ليذهب و والده في حالة ذهول انه يكسـ,ـر كلامه للمرة الثانية بنفس الطريقة
* يحيى استنى... 
نظر له يحيى فقال ياسر 
* لو رجلك عدت بره الباب... اعتبر مفيش حاجة اسمها شركة... هسحبك من رئاستها و مش كده و بس... مش هيبقى ليك اي جنيه في ثروتي... هخليك على الحديدة لو متراجعتش عن قرارك ده !! 
" و انا موافق... مبيهمنيش الفلوس... انا عايزها هي وبس... ف متعتقدش ان بكلامك اني خاف و هرجع لورا... هتجوز رهف يعني هتجوزها !! 
مجرد ما ياسر سمع رده ذاك... شعر ان الارض تدور به و وقع على الارض فاقد الوعي تمامًا... ركض إليه يحيى صارخًا
" بابا !! 
يتبع...... 


reaction:

تعليقات