Ads by Google X

القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية تربصت بي أعين قاتلة الفصل السابع 7 - بقلم سارة أسامة

   رواية تربصت بي أعين قاتلة كاملة   بقلم سارة أسامة     عبر مدونة كوكب الروايات 

رواية تربصت بي أعين قاتلة الفصل السابع 7





[تربصت بي أعين قاتلة]
<الفصل السابع> -٧-
كان حوارًا قا’سيًا أفقد غفران الشعور بكل من حولها..
– أنا شايفها متراخية وحنينة على الجدع ده، شوية تقول أصله مختلف ومش زي إللي بيجوا هنا، وشوية تقول حِجج فارغة إن هو كان مشغول ومكالش..
رددت فتحية بتسائل:-
– طب وهتعمل أيه معاها ومع الجدع ده..
قال بنبرة حادة حازمة:-
– هي دي محتاجة كلام يا فتحية … هفضل دايمًا مسيطر على غفران وهتعمل إللي أنا عايزه .. ما هي لو كانت ولد ولا حتى لو كانت زيّ مكونتش أضطريت لكدا.. لكن هي طالعة شبه أمها حنينة زيادة وقلبها رُهيف .. مش هقولك مصيرها هيبقى شبه مصير أمها، لكن هي هتفضل كدا تحت طوعي وهتفضل محبوسة هنا وتتعزل عن العالم وما فيه..
تنهد وأكمل بشرّ وهو يسترجع بعض الذكريات:-
– غفران أخدت كل حاجة من أمها حتى الخيبة إللي بيسموها طيبة..
لما جينا هنا وهي كانت معترضة على كل حاجة وعلى حياتها معايا، وعن طريق الصدفة لما عرفت بشغلي واتصدمت وقال أيه .. صممت إنها تبلغ الشرطة..
بس على مين!!
قولت ارتاح منها ومن ناحية تانية استفاد..
خلصت عليها وخُلصت منها وصفيتها على البطيء..
أمّا غفران لو طبع أمها اتغلب على مفعول الحقن مش هخليها تشوف الشمس …بس أنا مطمن علشان الجرعات إللي بتاخدها متخرش الميا..
عادت للخلف بصدمة وجسد متخازل وهي تجاهد لتبقى دون انهيا’ر .. كلمات كثيرة تتداخل بعقلها وصور متداخله لجميع الشباب الذين كانوا ضحايا لهذا المكان..
لقد قـ’تل والدتها التي لم تراها .. حرمها من أن تحيا بكنفها ودفئها .. هي مَن .. ومَنْ هي..!
هي لا تعلم أي شيء..
دار العالم من حولها تشعر أن فوق رأسها جبل..
هرولت للخارج تركض بإضطراب تتعثر فتسقط ثم تنهض وتتعثر وهكذا..
كان “ملار” يركض خلفها حتى وصلت بأقدام د’امية حيث تَلّ بآخر الغابة..
سقطت أسفل شجرة وافرة الظلال تنتحب وهي تضع يديها فوق أذنها وتصر’خ بشدة بينما جسدها ينتفض..
حياة خادعة .. أن تحيا مُسيطر عليك، مجرد ألة لتنفيذ مخططات قذ’رة..
لا شيء .. هي لا شيء..
لا تاريخ .. ولا ذكريات .. ولا نسب .. ولا شخصية .. ولا هوية..
لا لا .. هي قا’تلة..!!!.
قا’تلة!!!
أهي من قتـ’لت كل هؤلاء الأشخاص..!
نعم .. نعم..
كيف فعلت هذا .. هي لا تدري .. لا تشعر بشيء!!
شيء واحد فقط يتلبسها الضياع…
عندما رأها ملار بتلك الحالة كان يتمسح بها بفروه الكثيف ويصدر عنه زمجرات منخفضة في محاولة منه لمؤاساتها…!!
لفت ذراعها حول عنقه تحتضنه بجسد رخو يرتجف كورقة شجر ذابلة مسكينة أسفل قطرات الودق القا’سية تنخر بها بلا رحمة..
هتفت بضياع بلهجة متقطعة بالشهقات:-
– ملار .. أنا وحشه يا ملار .. أنا معرفش أنا مين!!
ماما يا ملار .. أنا ليا أم..
أنا ليه لواحدي كدا، هو أنا عايشه ولا مـ’يته يا ملار..
كلهم مش بيحبوني..
أنا عملت حاجات كتيرة وحشة يا ملار..
تعرف أنا قـ’تلت كام واحد..
أنا قا’تلة يا ملار..!
بس مش عارفة أنا قتـ’لتهم إزاي..
ثم صمتت تنظر للفراغ بفزع وهي تحتضن نفسها .. وفجأة قامت قائلة وهي تنظر لملار الذي يهمهم بانخفاض:-
– أنا كمان لازم أ’موت كمان يا ملار زيّ ما قـ’تلت الناس دي كلها .. أنا أصلًا مليش حد في الدنيا دي غيرك إنت وبو .. محدش هيزعل عليا ولا هيفتكر غفران..
وسارت نحو قمة التلّ فأخذ ملار وكأنه يفهم ما تنوي يجذبها من ملابسها المتطايرة بواسطة فكيّه محاولًا إرجاعها..
لكن كانت تواصل سيرها بأعين غائبة وهي تهمس:-
– لازم دا يحصل يا ملار .. أنا وحشه .. إنت ذئب بس عمرك ما قـ’تلت حد .. لكن أنا مُلوثة يا ملار..
وقفت على حافة التلّ، نظرت لأسفل حيث الخر’اب الذي سيبتلعها.. أغمضت أعينها تتنفس بعمق وهي تستحضر صورة تميم الذي رفضها وآثار البُعد عنها..
إنها أحبته كما يقولون …الأعراض التي تُعانيها هي أعراض الحُب..
سنواتها التي عاشتها والتي لا تعلم عددها لم تتذوق السعادة أو الفرح الذي يتحدث عنه الفلاسفة..
تنهدت بعمق وحزن وجاءت تمد قدمها نحو الهاوية تحت زمجرات ملار اللحوح..
لكن..
د’وى هُتاف قوي عالٍ:-
– غـــــــــفــــــــــــــــران..
هذا الصوت تعلمه عن ظهر قلب..
أنه هو..
تــــــــمــــــــيــــــــم…
عادت خطوتين للخلف والتفتت لتراه على مقربة منها منحني يرتكز على ركبتيه يلهث بشدة ويتنفس مسرعًا..
ابتسمت بأعين مليئة بالدموع ومازالت على حالتها..
اعتدل تميم واقترب منها ثم هتف بلين مُعاتبًا:-
– كدا بردوه يا غفران عايزة تمـ’وتي كا’فرة.
كان جسدها مازال يرتجف فهمست بصوتٍ مُنكسر:-
– وهو أنا مسلمة من الأساس.!
ابتسم تميم ثم قال بتأكيد:-
– طبعًا يا غفران .. مسلمة بالفطرة..
اشاحت بنظراتها بعيدًا ثم أكملت بخزي:-
– إنت متعرفش حاجة .. أنا أستحق كدا .. أنا إنسانة مش كويسة إنت متعرفش أنا عملت أيه..
دا إللي يستحقه أمثالي..
اقترب منها أكثر بقلب مرتجف حتى وقف أمامها ثم أردف بيسمة عذبة:-
– مهما الإنسان عمل مش ليه الحق أبدًا يعمل في نفسه كدا..!
كان يتابعها بدقة ويتأمل كل شبرٍ فيها لحاجةً في نفسه..
أعينها الزائغة التائهة … جسدها المرتجف بجنون .. وملامح وجهها الذي يتغير ويتربد بشتى التعابير بين الحين والآخر..
قال بحسم:-
– إحنا مكملناش كلامنا يا غفران .. هربتي قبل ما أكمل كلامي..
تعجبت مما يقول فواصل تميم حديثه يتسائل بتركيز:-
– قوليلي يا غفران .. إنتِ عمرك ما خرجتي براا المكان ده ولا عمرك قابلتي حد واتكلمني معاه..
زاد عجبها لكن أجابته بهدوء والحزن يسيطر على نبرتها:-
– لا .. أنا طول عمري إللي معرفش عدده وحيده .. معرفش ألا الغابة والشجر وملار وبو .. هما أصحابي..
حتى لما كنت بروح القرية الصغيرة إللي على أطراف الغابة لا كان حد بيكلمني ولا كنت بكلم حد..
شعر بوجع يتربص بقلبه، لكن صمد ليُكمل ما بدأ:-
– طب ملكيش أي بطاقة أو هوية ولا حتى شهادة ميلاد.
رفعت كتفيها بلامبالاة وأجابت بمرار:-
– أكيد لأ .. مش دي أوراق بتثبت أنا مين..
أكيد مش موجودة؛ لأن أنا ولا حاجة..
تجاوز حديثها المُلـ’طخ بالألم والحسرة ثم قال بغموض:-
– إحنا لازم نمشي من هنا يا غفران .. جه الوقت إللي تخرجي براا الغابة دي.. لازم تخرجي للعالم..
ابتسمت بسخرية وقالت:-
– دي أحلام مستحيلة الحدوث .. أحسنلك أمشي من هنا من غير ما تبص وراك .. اسمع كلامي وامشي يا تميم..
هتف بإصرار:-
– مش همشي ألا بيكِ يا غفران..
– مش هيحصل .. مش هيسبوك..
– هيحصل..
– إزاي..!
– هنتجوز يا غفران..
reaction:

تعليقات