Ads by Google X

القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية سيد القمر الأسود الفصل الثاني 2 - قلم زينب مصطفى

   رواية سيد القمر الأسود كاملة   بقلم زينب مصطفى    عبر مدونة كوكب الروايات 

رواية سيد القمر الأسود الفصل الثاني 2


 
بعد مرور شهر
وقفت حبيبه خلف باب غرفتها في المنزل الذي إستأجره شريف وحرص ان يكون في مكان أمن بعيدآ عن العيون
وقفت تستمع الى صوته وهو يتحدث في الهاتف بانفعال .. واقتربت اكثر من الباب تحاول معرفة سبب انفعاله الشديد و لكنها فشلت ..
لتتفاجأ بباب الغرفه يفتح فجأه وبشده جعلتها تتراجع للخلف بعنف وهي تشاهد شريف يقتحم الغرفه وهو يقول بغضب حارق
= بنت الكلب ..فكراني لقمه سهله..بعد ده كله قافله تليفونتها ومش راضيه ترد عليا لا هي ولا الحيزبونه امها
تراجعت حبيبه للخلف وهي تتأمله بغضب
= مستني منها ايه يعني واحده باعت خطيبها وابن خالتها وإتفقت معاك على قتله طبيعي تعمل معاك كده واكتر كمان
ثم جلست على طرف فراشها وهي تشعر بالدوار يكتنف رأسها وهي تتابع بحيره وغضب
= الي انا مش فهماه هي والا إمها يعملوا كده ليه
دا ابن خالتها وخطيبها وشكله بيحبها أوي إزاي جالها
قلب تعمل فيه كده
نظر لها شريف بدهشه ثم انطلقت ضحكاته بسخريه
= انتي مجنونه يا حبيبه.. ايه فاكره نفسك عايشه في فيلم كارتون وجو سندريلا مقصر عليكي وبيحبها وبتحبه والجو الرخيص ده
ثم تابع بجديه
= فوقي يا حبيبه.. حب ايه وكلام فارغ ايه الي بتتكلمي عنهم ..الفلوس هي كل حاجه دلوقتي معاكي قرش تساوي قرش ودول مش قروش دول ملايين وقصور ومصانع تطير علشانهم رقاب مش رقبه واحده
ثم تابع بغضب مكتوم
= بس لو كانت كل حاجه مشيت صح كان زماني مكانه دلوقتي وكل الي ملكه ده بطرفة عين بقى ملكي
شعرت حبيبه بالكراهيه والغثيان من كلماته الجشعه
وهي تقول بغضب
= طيب انت وفهمنا كنت عاوز تتخلص منه علشان طمعان بفلوسه لكن خطيبته تعمل كده ليه ماهي لما تتجوزه كل حاجه هتبقى بتاعتها و ملكها يبقى عملت كده ليه
ابتسم شريف بسخريه
= ببساطه لانها مش عارفه تعيش حياتها ولا تستمتع بيها عمر الرشيدي قافل عليها وبيتحكم فيها كل حاجه بحساب مفيش خروج مفيش فسح مفيش سفر مفيش حفلات الا بأمره ومعرفته..وهي مش قادره تكمل حياتها بالشكل ده
حبيبه بغضب
= تقوم تتفق على قتله طيب ماتسيبه وتعيش حياتها زي ماهيه عاوزه
شريف بسخريه
= وتصرف هي وامها منين وتعيش العيشه الي عيشاها دي منين بالساهل كده تفتقر وتسيب الملايين دي كلها تضيع من اديها و تسيبها تروح لواحده تانيه ليه وفي حل اسهل من كده ومش هيكلفهم حاجه
رصاصه تمنها ملاليم
حبيبه بكراهيه واحتقار
=بالساهل كده تنهوا حياة واحد وتتفقوا انكم تقتلوه..
شريف بسخريه
= أيواه عليكي نووور
ثم جذبها بعنف من يدها وهو يقول بغضب
= وهقتل اي حد يقف بيني وبين الثروه دي حتى
لو كان الحد ده هو انتي يا حبيبه ..فاهمه
ثم صرخ فيها فجأه بعنف جعلها تنتفض
= فوقي لنفسك و إفهمي الوضع الي انتي فيه البوليس لو قبض عليكي وإتسجنتي هيبقى أهون مية مره من لو ان عمر الرشيدي الي صعبان عليكي ده عرف يوصلك..ساعتها هتتمنى الموت مش هتلاقيه
ارتعشت حبيبه وهي تقول بخوف
= ولما انت عارف كده ورطتني معاك ليه ..انا ذنبي ايه في كل ده
ثم انهارت في البكاء وهي تقول بخوف
= انا ذنبي ايه في كل ده يا شريف .. انا كنت بعتبرك زي اخويا ومن خوفي عليك مشيت وراك من غير ما أفكر ووديت نفسي في داهيه ومبقاش قدامي غير طريق نهايته واحده.. السجن او الموت
جلس شريف بجانبها وهو يقول بدهاء و هو يدعي الطيبه
= إسمعي يا حبيبه انا وانتي دلوقتي في مركب واحد لأما إحنا الإتنين نمشي المركب ونوصل لبر الامان او المركب تتقلب بينا ونغرق ونموت وساعتها مش هيكون لينا ديه
حبيبه من وسط دموعها التي تغمر وجهها
= تقصد ايه انا مش فاهمه
شريف بهدوء
= اقصد اننا بالنسبه للناس دول ..نكره منسواش حاجه ممكن يفعصونا بجزمهم وكأننا حشرات ولا
لينا تمن.. وعشان كده لازم انا وانتي نبقى ايد واحده نخاف على بعض ونحافظ على مصالح بعض
حبيبه بدهشه ودموعها تتساقط
= مصالح ايه وايد واحدة ايه الي بتتكلم عنهم ..فوق يا شريف احنا لازم نمشي من هنا ونحاول نهرب ونخرج بره البلد قبل ماعمر ده يوصل لنا والا يقبضوا علينا
شريف وهو يشعل سيجارته بهدوء
=انتي معاكي حق انا فعلا لو لقيت الامور اتعقدت هسافر..هسافر بس لواحدي ..
انتفضت حبيبه واقفه برعب
= ايه عاوز تسافر لوحدك.. طيب وأنا هتسيبني هنا اتسجن واتبهدل ..
شريف بحنان زائف
وده برضه معقول انا بقول لو الدنيا اتعقدت ..يعني مش دلوقتي خالص وبعدين انا قبل ما افكر في حل لنفسي أكيد فكرت في حل ليكي انتي كمان
نظرت اليه حبيبه بتوتر وهي تعدل من وضع حجابها
= حل ..حل ايه..
ابتسم شريف بمكر وهو يلقي قنبلته الاخيره عليها
= بصي يا ستي انا هبعتك تشتغلي عند ناس معرفه ..
ثم تابع وهو يراقب انفعلاتها بهدوء
= ناس اغنيه ومحترمين هتاخدي منهم مرتب كويس وتلاقي مكان تعيشي فيه بدل الشقه الي اتطردتي منها..بس بشرط
حبيبه وهي تنظر اليه بتوجس
= شرط…شرط إيه
إبتسم شريف بقسوه
= بصي يا حبيبه إنتي مش صغيره وكل حاجه وليها تمن .. يعني إنتي دلوقتي ملكيش مكان تعيشي فيه ولا وظيفه تصرفي منها دا غير انك مطلوب القبض عليكي في قضية قتل وقتل مين واحد من كبارات البلد يعني لو حط ايده عليكي هيبقى السجن ده بالنسبالك رفاهيه هتتمنيها ومش هتلاقيها
إرتعشت حبيبه بخوف وهي تسمعه يتابع بهدوء
= بس لو سمعتي كلامي هخليكي تخرجي منها زي الشعره من العجين وانا بنفسي هخرجك بره البلد تبتدي حياه جديده ونضيفه من غير تهديد ولا قل
ثم تغيرت نبرة صوته الى القسوه الشديده وهو يتابع بتهديد
= لكن لو رفضتي..انا بنفسي الي هبلغ عنك ومش هكتفي بكده ..لاء ..دا انا هبلغ عمر الرشيدي بمكانك وأتأكد انه هيوصلك
حبيبه بخوف
= بقى دي اخرتها يا شريف عاوز تبلغ عني ..وبعدين تمن ايه الي عاوزني ادفعه مش كفايه كل الي انا فيه ده كان بسببك
تجاهل شريف حديثها وهو يقف أمامها يتطلع اليها بقسوه وجبروت
=إنتي هتروحي تشتغلي عند عمر الرشيدي ..في القصر بتاعه
تراجعت حبيبه للخلف بصدمه والدموع تقفز من عينيها برعب
=إنت إتجننت..إنت عارف إنت بتقول إيه .. عاوزني اروح اشتغل عند عمر الرشيدي ..انت عاوز تسلمني له..انت عارف ده لو شافني هيعمل فيا ايه ..
لتتابع بخوف هيستيري
= انا مستحيل اعمل كده فاهم حتى لو بلغت عني البوليس هيبقى اهون عندي من اني اسلم نفسي له
شريف بقسوه
= اهدي يا حبيبه و اسمعيني كويس.. طول مانتي بتسمعي كلامي وتنفذيه استحاله أبلغ عنك او أئذيكي ..
ثم تابع بثقه
= عمر الرشيدي مش هيعمل فيكي حاجه ..لأنه و بساطه مش فاكر اي حاجه
حبيبه بدهشه
= إيه ..يعني إيه مش فاكر اي حاجه..
ثم شهقت وهي تولول بخوف وانهيار
= قصدك الخبطه عملتله حاجه في عقله.. يا نهار اسود .. يا نهار اسود…انا كنت عارفه الخبطه كانت شديده قوي وأكيد مكنش هيقوم منها بالساهل كده
صرخ فيها شريف يسكتها بغضب
= إخرسي بقى وبطلي ولوله ..عمر الرشيدي كويس وزي الحصان ..رجع لشغله وحياته وصفقاته .. بس…
إبتلعت حبيبه ريقها بخوف وهي تستمع اليه يبتسم بمكر
= بس و لحسن حظنا نسي كل حاجه حصلت له في يوم الحادثه
ثم تابع بتهكم
= او زي ما الدكاتره بيقولوا عنده فقدان ذاكره جزئي
صرخت حبيبه باستنكار
= فقدان ايه ..ايه الكلام الفارغ الي انت بتقوله ده ..انت فاكرني هبله وهتضحك عليا بالكلام الفارغ ده الي انت بتقوله
جزبها شريف فجأه بقسوه من زراعها وهو يقول بغضب
= اسمعي علشان انا جبت اخري معاكي قدامك حل من اتنين لأما تستعدي علشان تقضي بقية حياتك في السجن وده طبعا لو عمر ما حطش ايده عليكي الاول وخلص على الي باقي من عمرك او تسمعي كلامي وتروحي تشتغلي عنده في فيلته وكل حاجه تحصل هناك تبلغيني بيها ..
ثم تابع بتأكيد و هو يشد على زراعها بقسوه شديده
= انتي هتبقي هناك عنيا الي بشوف بيها ووداني الي بسمع بيها وقبل ده كله هتبقي ايديا الي بنفذ بيها ..
ثم تابع وهو يحاول اقناعها
= وقصاد الي هتعمليه.. هتضمني حريتك.. ههربك بره البلد ..هديكي فلوس تبتدي بيها حياتك والموضع مش هياخد كام شهر انا وانتي نتحملهم وفي الاخر كل واحد فينا هياخد الي هوه عاوذه ونتفارق اصحاب واخوات زي ما كنا واحسن كمان
حبيبه ودموعها تتساقط بخوف
= انا خايفه يا شريف افرض اتعرف عليا
شريف بتأكيد
= انا متأكد انه مش هيتعرف عليكي..وعشان تتأكدي انا روحت له المستشفى وقابلته وعملت نفسي بطمن عليه وهو قابلني عادي و رجعني الشغل كمان ودا بعد طبعا ما تحججت له اني سرقت فلوس من الخزنه علشا اعالج امي واعتزرت واتزللت له..فوافق وأمرلي بفلوس مساعده كمان ..اظن انه لو كان فاكر حاجه كان زماني مرمي في السجن والا رجالته خلصوا عليا
ثم ترك يدها وهو يشعل سيجاره اخرى
شوفتي انا خاطرت بنفسي علشان اتاكد ان حوار فقدانه للزاكره صحيح ومش لعبه منه.. ها أظن كده اطمنتي ..
حبيبه بتردد
= بس ..اقصد يعني .. انت هتستفاد ايه من كل ده ..كمان انا خلاص مبقتش عاوذه اتورط في مشاكلك اكتر من كده كفايه الي جرالي بسببك
شريف وهو يقترب من باب الغرفه مغادرآ
= هستفاد اني هبقى مسيطر على كل حاجه انتي هتبقي عنيا في بيته وانا رجعت لشغلي تاني وهراقب كل حاجه من تاني ومش هدي فرصه لا لمي ولا لأمها انهم يلعبوا بديلهم من ورايا و يحفرولي مصيبه عشان يتخلصوا مني ويكوشوا هما على كل حاجه..انا حاسس من نحيتهم بالغدر بعد كل حاجه ما باظت عاوذين يخلعوا ويتمموا الجوازه ويبقوا مخسروش حاجه بس انا مش لقمه سهله وفيها لااخفيها وأطربقها فوق دماغهم
ثم نظر لارتجافها الواضخ بتهكم
= اعملي حسابك هتروحي الفيلا من بكره هتشتغلي مرافقه لجدة عمر وياريت بلاش نغمة مش عاوزه اتورط في مشاكلك دي انتي اتورطتي وإلي حصل حصل..بلاش تخليني أقلب عليكي انتي كمان عشان قلبتي وحشه ملهاش غير طريقين السجن او القبر
ثم تركها وغادر لترتمي ارضآ وهي تنهار في نوبه من البكاء الشديد
بعد مرور يومين..
جلست حبيبه مساءٍ بداخل الغرفه الصغيره المخصصه لها بجناح جدة عمر ..
دولت هانم الشويحي و التي تحتل جانب كبير من الناحيه الغربيه للطابق الأرضي بقصر عمر الرشيدي وهي تحاول النوم ولكنها لا تستطيع
من شدة شعورها بالتوتر والقلق فقد استلمت عملها من يومين وتفاجأت بمعاملة جدة عمر الطيبه لها واكتشفت انها سيده رقيقه وعطوفه تتعامل معها بكل رقه وطيبه تشركها بزكرياتها و أحاديثها المرحه الطيبه مما يجعل وقت العمل يمر سريعا وكأنها في نزهه ممتعه..
ولكن ما يثير حنقها ورعبها هو مكالمات شريف المستمره لها واستفساره عن كل كبيره وصغيره تحدث بداخل القصر واضطرارها لاجابته عن أسئلته التي لا تنتهي..
بالاضافه لقرب وصول عمر الرشيدي للقصر فهو قد اخفى عن جدته اخبار الحادث الذي تعرض له كي لا تتأثر صحتها الواهيه بهبر اصابته و أقام باحدى الشقق المملوكه له حتى يكتمل شفائه
تقلبت في الفراش بأرق وهي تشعر بعدم رغبتها في النوم وعقلها يبحث عن مخرج من الكارثه التي أحلت بها لتنهص فجأه وهي تحدث نفسها بغضب
= فاكر اني هصدقه تاني والا هورط نفسي في طريق الاجرام الي عاوز يمشيني فيه بس ده مستحيل
انا هطاوعه وهحسسه اني موافقه على كل الي بيطلبه لحد ما يطمن و أخد مرتب الشهر ده وأسافر بعيد شرم والا الغردقه والاحتى اسوان اشتغل هناك في مكان بعيد عنه وعن القرف ده كله ..
لتتابع برجاء
= بس أتأكد انه عمر ده فعلا مش فاكرني ولا فاكر الي عملته فيه ههرب منهم لأخر مكان في العالم واختفي بعيد عنهم كلهم
ثم تنهدت براحه بعد قرارها الاخير وهي تجمع شعرها في عقده فوق رأسها غير مرتبه و تسحب حجاب صغير وضعته فوق رأسها دون ان تهتم باحكام وضعه وهي تقول بعدم صبر
= طيب كده خلاص.. عرفت هعمل ايه و الي اسمه عمر ده اكيد مش هيجي هنا دلوقتي.. يبقى انا قلقانه و مش عارفه أنام ليه ..
ثم تنهدت بفروغ صبر وهي تتأمل الفراش بقلة صبر
= يووه انا هروح أجيب حاجه دافيه أشربها يمكن أعرف أنام
ثم نظرت بانتقاد للبيجاما الورديه القديمه التي يزينها صور لطيفه لبعض شخصيات الكرتون وهي تقول بتعب
= انا لسه هغير ..زمان الكل نام ومش مستهله تغيير انا هجيب حاجه دافيه أشربها وأرجع جري من غير ما حد يحس
ثم خرجت بهدوء وهي تتلفت حولها بقلق خوفآ من ان يراها احد بملابس النوم ليواجهها القصر الغارق في الظلام والهدوء الشديد
فتوجهت سريعآ للمطبخ وقامت بتحضير كوب من اللبن الدافئ وحملته للخارج الا انها توقفت فجأه وهي تسمع صوت خطوات مريبه بالخارج
فنظرت بقلق لساعة يدها التي تعدت الثانيه بعد منتصف الليل
= معقول لسه فيه حد صاحي لحد دلوقتي ..
الا انها عادت وتزكرت ان الخدم ينامون في مبنى مستقل في حديقة القصر كما انه من المستحيل ان تكون عصمت هانم مازالت مستيقذه فمواعيد نومها واستيقاظها شئ مقدس بالنسبه لها كما ان مي تسهر كل يوم بالخارج حتى الصباح
ليزداد الصوت وضوحآ وهي تتلفت حولها بارتباك وقلق
= استر يارب ليكون حرامي
ثم تابعت بخوف وهي تتسلل على اطراف اصابعها الي الخارج
= يادي النيله دا ايه النحس ده هو انا كل ما اروح مكان لازم تحصل فيه مصيبه
كتمت انفاسها بخوف وهي تتلفت يمينآ ويسارآ وتتمسك بقوه بالكوب الممتلئ بالحليب الساخن لتجد الهدوء والصمت والظلام يخيمان على المكان ولا يوجد ما يثير الريبه أو الشك
لتتنهد براحه وهي تضع يدها على موضع قلبها وتلتقط أنفاسها وهي تتمتم
= الحمد لله مفيش حاجه دي اكيد تهيؤات من كتر الضغط النفسي الي انا فيه
ثم إستدارات وهي تنوي العوده الى غرفتها الا انها لمحت بطرف عينيها خيال ضخم لشخص يتحرك بخفه من خلفها ويتجه اليها
شهقت برعب وإستدارت سريعآ تحاول الهرب الى غرفتها وعقلها الخائف والمرتبك يصور لها أشياء مخيفه و مرعبه .. فحاولت الهروب سريعا الا انها
تفاجأت باقترابه السريع منها حتى اصبح خلفها تمامآ مما جعلها تصرخ برعب
= إلحقوني حرااامي..
إنتفضت برعب وهي تشعر بزراعين كالحديد تطوقها وتسحبها للخلف و بيد قويه تكتم فمها تمنعها من الصراخ في حين حاولت هي الهرب والتملص من بين زراعين مهاجمها الذي يطوقها بشده ويمنع هروبها وهي تلف رأسها بعنف يمينآ ويسارآ محاوله التخلص
من اليد التي تكتم صرخاتها الا انها فشلت لتقوم بكضم يد مهاجمها بقسوه وهي تقذف كوب الحليب الساخن في وجهه في محاوله أخيره منها للهروب
تعالى سباب مهاجمها وهو يسحبها للخلف بقوه حتى التصقت به تماما و تحرك بها الى اقرب زر اضائه أناره
وهو يسب بشده
وهي تواصل المقاومه بطريقه هيستيريه وقد إنساب شعرها الاسود الغزير حول وجهها من شدة مقاومتها لتتوقف فجأه عن المقاومه و ضربات قلبها تزداد بشده ووجهها يعلوه الشحوب الشديد
وقد تعرفت على وجه مهاجمها الذي كان يتأملها وهو يغلي من شدة الغضب فقد كان يقف أمامها مباشره عمر الرشيدي بكل عنفوانه و غضبه
لتشهق برعب وتغيب فجأه عن الوعي بين زراعيه
بعد قليل من الوقت..
فتحت حبيبه عينيها ببطئ وهي تتئوه بألم لتجد نفسها مستلقيه على إحدى الأرائك الكبيره في بهو القصر..
فرفعت وجهها ببطئ وهي تحاول التزكر لما هي مستلقيه هنا لتشهق برعب وهي تحاول النهوض بفزع وقد تزكرت ما حدث
وطالعها وجه عمر الصارم الذي وقف أمامها يتأملها بصمت
ابتلعت حبيبها ريقها برعب وهي على وشك الصراخ مجددا من شدة خوفها
الا ان عمر وضع يده على فمها وهو يقول بصرامه وغضب شديد
= إخرسي..عارفه لو سمعت صوتك بتصرخي تاني هقطعلك لسانك الي عامل زي سرينة الانزار ده
هزت حبيبه رأسها بطاعه وعينيها تتجمع بها دموع الرهبه
وهو يتابع بغضب وعينيه تتأمل ملامحها المزعوره بدقه
= انا هشيل ايدي وإوعي تصرخي والا صووتك يعلى.. مفهوم
هزت حبيبه رأسها موافقه برعب..
فرفع يده ببطئ وهو يحذرها بصرامه بعينيه
ويتابع بصوت هادئ
= إنتي مين..انا اول مره أشوفك هنا
التقطت حبيبه أنفاسها وهي تغلق عينيها براحه تستمع لكلماته التي أعادت الطمئنينه لها
ونهضت سريعا عن الاريكه وهي تكاد ان تتعسر وتقع مره اخرى
لتلتقطها زراعيه تمنعها من السقوط وهو يقول بغضب وقد أساء فهم دوافعها
= اهدي وبطلي حركه شويه ومتخافيش انا مش حرامي زي ما انتي فاكره ..انا عمر الرشيدي صاحب القصر ده ..
ليتابع بغضب
= يعني مفيش داعي للجنان الي بتعمليه وردي عليا علشان انا خلاص جبت أخري ..انتي مين وبتعملي ايه هنا في الوقت المتأخر ده
تراجعت حبيبه للخلف وهي تقول بتقطع
= أنا.. أنا…شغاله هنا ..شغاله ..شغاله..
لتنتفض برعب وهو يقاطعها ببرود وقد بدت
بدت عليه إمارات الغضب
= شغاله ايه..انطقي..
أشارت حبيبه للخلف وهي تقول بإرتباك
= شغاله عند نازلي هانم..يعني أقصد ..شغاله مرافقه ليها
عمر ببرود وقد راق له ملاعبتها
= وبتعملي ايه هنا في وقت زي ده وباللبس الي انتي لبساه ده ..انتي مش عارفه انه ممنوع تخرجي من اوضتك في ساعه متأخره زي دي ومن غير اليونيفورم بتاعك ..
استمعت له حبيبه بدهشه و عينيها تتسع برعب ونظرت الى منامتها الضيقه والطفوليه التي ترتديها بعدم تصديق وارتفعت يدها الى رأسها تتحسس شعرها المكشوف والمفرود خلفها بصدمه ليتفاجأ بها تنظر في كل اتجاه وكأنها تبحث عن شئ ضائع ثم تندفع فجأه للامام تزيحه بعنف و تلتقط حجابها الملقى بجانب قدمه تضعه على رأسها بسرعه شديده تحاول به مدارة شعرها المنساب بغزاره حول وجهها الا انها تفشل بسبب ارتباكها الشديد
تابع عمر تصرفاتها الهوجاء بتسليه شديده وارتفع حاجبيه بدهشه عندما ضربت الارض بقدمها بطريقه طفوليه غاضبه عندما فشلت في السيطره على شعرها الهائج ثم تفاجأ بها تركض فجأه هاربه من أمامه ..
الا ان صوته الغاضب ارتفع يستوقفها
=انتي راحه فين تعالي هنا حالا ..انا لسه مخلصتش كلامي معاكي
ابتلعت حبيبه ريقها بخوف وهي تعود اليه صاغره ويدها تطبق على الحجاب تغلقه حول وجهها بطريقه مضحكه
عمر بصرامه وهو يدرك ارتباكها الشديد
= إسمك إيه..
حبيبه بهمس
= ح..بيبه
رفع عمر حاجبيه بتساؤل وهو يدعي عدم سماعها جيدا..
= بيبا..إسمك بيبا
هزت حبيبه رأسها بارتباك وهي تقول
=لاء ..لاء ح …حبيبه
هز عمر رأسه وهو يتابع ببرود
=هممم..بيبا ..طيب يا بيبا مجاوبتيش عليا بتعملي ايه هنا في وقت زي ده
أشارت حبيبه لنفسها بارتباك
= حبيبه..اسمي حبيبه مش بيبا
عمر ببرود وقد راق له ارباكها
= حبيبه ..بيبا ..مش مهم المهم ايه الي مخرجك من اوضتك في ساعه زي دي و باللبس ده
توهج وجه حبيبه باللون الاحمر وهي تشير للمطبخ بارتباك
= أصلي …أصلي كنت مش عارفه انام فقلت أجيب حاجه سخنه أشربها ومعرفش ان يعني ..حضرتك .. يعني موجود
عمر وهو يقصد إرباكها
= أه.. حاجه سخنه..قصدك اللبن الي لسه مغرقاني بيه..
شهقت حبيبه بصدمه وهي تنظر للقميص الذي يرتديه والظاهر عليه أثار السائل الذي قذفته به
= أنا ..أنا أسفه .. بس اصل انا كنت خايفه وفكرتك ..يعني ..أسفه ..حرامي
عمر بسخريه
= حرامي هنا ..في القصر ..مع كل الحراسه الي بره دي وفكرتي انه في حرامي يقدر يدخل هنا
توهج وجه حبيبه من الغضب من تهكمه الواضح عليها لتر بدون تفكير
= وفيها ايه يعني ماعادي ممكن اي حرامي يدخل هنا..يعني هو قصر والا وزارة الدفاع علشان ميقدرش يدخله..
عمر بتحزير بارد
= بقى كده..
حبيبه باندفاع
= أيوه..وبعدين حضرتك الي غلطان كنت واقف في الضلمه وكتفتني بطريقه خوفتني طبيعي يعني اني أفتكرك حرامي ..
عمر ببرود
= كده ..يعني انا الي غلطان
تراجعت حبيبه بتوتر للخلف من نبرته البارده = أيوه..بس أكيد متقصدش
عمر بتهكم
=مقصدش .. لا كتر خيرك
حبيبه وهي تتراجع للخلف أكثر
= انا .. انا هروح على أوضتي ..تصبح على خير
عمر بصرامه
= إستني عندك ..انا أذنتلك تمشي
نظرت حبيبه حولها بتوتر
=هو حضرتك لسه عاوزني في حاجه
عمر وهو يتجه الى الدرج المؤدي للطابق العلوي الموجود به جناحه الخاص
=أه حضريلي العشا وهاتيه على الجناح بتاعي
حاولت حبيبه التحكم في غضبها الا انها لم تستطع وهي تقول بتسرع
= حضرتك انا مرافقه لنازلي هانم مش خدامه و مليشدعوه بأمور المطبخ خالص..تحب اصحيلك حد من الخدم
عمر ببرود وهو يزيد من إستفزازها
= أنا لو كنت عاوذ حد من الخدم كنت إستدعيته ..
أنا بطلب منك إنتي وياريت طول ما انتي هنا تتعلمي اني مبحبش اسمع غير تلات كلمات نعم وطيب وحاضر
ثم تجاهلها وصعد للاعلى وهي تنظر اليه بحقد وغضب ثم استدارات في طريقها للمطبخ الا ان صوته البارد إستوقفها
ليتابع ببرود مستفز
= بيبا..متنسيش وانتي بتحضري العشا تجيبي
معاه كوباية لبن كبيره
ثم تابع صعوده وهو يبتسم
في حين ضغطت حبيبه على شفتيها
وهي تقول بغيظ
= حبيبه ..اسمي حبيبه اعلق يافطه كبيره باسمي علشان يصدق
ثم دخلت الى المطبخ وهي تكاد تصرخ من شدة الغيظ
= أبو شكلك بارد ..
ثم تابعت بغيظ وهي تعيد لملمة خصلات شعرها واعادة ضبط الحجاب مره اخر بطريقه جيده ثم شرعت في تحضير طعام العشاء وهي تتمم بغضب
= انا كده فهمت الواد شريف اتجنن وعمل الي عمله فيه ليه ..اكيد قعد يغيظ فيه لحد ما إتجنن وعمل عملته السوده
ثم تنهدت بغضب وهي تحمل صينية الطعام وتتجه بها الى الاعلي
= ربنا يسامحك يا شريف انت السبب في كل المصايب الي انا فيها دي
وصلت حبيبه الى جناح عمر وطرقت الباب عدة مرات وهي تكاد تنفجر من الغيظ حتى سمعت صوته يأذن لها بالدخول
فتحت الباب بتردد وهي تنظر لداخل الغرفه لتجده يخرج من باب الحمام الداخلي وهو يجفف شعره وقد ارتدى منامه رجاليه أنيقه عباره عن بنطال قطني أسود وتيشرت رمادي بدون أكمام
ابتلعت حبيبه ريقها بتوتر وهي تضع سريعآ صينية الطعام على الطاوله وتتراجع للخلف بتوتر وهي تنوي مغادرة الغرفه الا ان عمر استوقفها وهو يتجه الى صينية الطعام وهو يقول ببرود
= بيبا ..استني
انفجرت حبيبه فيه وقد وصلت الى اقصى طاقه لتحملها
= حبيبه ..اسمي حبيبه..في حرف ح قبل بيبا تحب اجيب لحضرتك البطاقه علشان تتأكد
تناول عمر زيتونه صغيره وضعها في فمه وهو يمط شفتيه باستفزاز
= حبيبه .. بيبا ..مش فارقه ايه هنقعد نتناقش كتير في اسمك وعدد حروفه
ثم تابع ببرود
=اتفضلي انزلي على أوضتك أظن ميصحش تكوني هنا في وقت متأخر زي ده
نظرت اليه حبيبه بعدم تصديق وهي تقول بصدمه
= مش حضرتك الي..
عمر ببرود وهو يمعن في استفزازها
= حضرتي الي ايه…اتفضلي انزلي أوضتك ميصحش كده .. لو حد شافك هنا في وقت زي ده هيقول ايه
توهج وجه حبيبه باللون الاحمر من شدة الغضب وهي تكاد تنفجر فيه ثم توجهت الى باب الغرفه سريعا
الا ان عمر استوقفها
= بيبا استني..
استدارت حبيبه تنظر اليه بغضب
= نعم في حاجه تاني ..
الا انها تفاجأت به يضع كوب الحليب الساخن في يدها وهو يقول بتسليه
= خدي كوباية اللبن دي معاكي إشربيها بدل الي إتكبت ..انا مبشربش لبن ..
ثم اشار للباب
= اتفضلي مستنيه ايه وإقفلي الباب وراكي
تمسكت حبيبه بكوب اللبن بشده وهي تخرج وتغلق باب الغرفه بغيظ تتبعها ضحكات عمر القويه والمستفزه وهي تتمتم
أبوشكلك بارد .. يارب عدي الايام دي بسرعه خليني أغور من هنا
وفي نفس التوقيت ..
راقبت عصمت هانم خالة عمر خروج حبيبه من غرفة عمر بغضب حارق وهي تقول بحقد
= وده لحق يعرفها امتى علشان ياخدها الاوضه عنده ..
لتتابع بغيظ
= بس الحق مش عليه ..الحق على الغبيه بنتي الي هتضيعه من ايدها بالتصرفات الغبيه الي بتعملها
ثم تناولت الهاتف وقامت بالاتصال بابنتها ليأتيها صوت ابنتها المختلط بأصوات الموسيقى العاليه والصاخبه
مي بصوت اشبه بالصراخ
= ايوه يا ماما في حاجه بتتصلي ليه في حاجه
عصمت هانم بغضب
=إنتي لسه عندك بتعملي ايه احنا بقينا وش الصبح
مي بضيق
= يووه ..لسه بدري يا ماما الحفله لسه في أولها واصحابي كلهم لسه موجودين
ضغطت عصمت هانم على الهاتف بغضب
= حفلة ايه الي بتتكلمي عنها ارجعي بسرعه عمر وصل ولو عرف انك لسه بره هيطربق الدنيا فوق دماغنا
شهقت مي بخوف وضيق
= وده ايه الي رجعه بس ماكنا مرتاحين
خلاص يا ماما انا هودع صحابي ونص ساعه وهكون عندك بس افتحيلي باب القصر الصغير علشان ادخل منه و محدش يحس بيا
عصمت بتأكيد
= انا هفتحلك الباب وانتي متغيبيش وربنا يستر ..
ثم اغلقت الهاتف وهي تقول بارتياح
= كده كويس نص ساعه بالكتير ومي تبقى هنا الباقي بقى عليا ..
لازم بكره أفاتحه في اننا لازم نتمم جوازته من مي الي اتأجلت بسبب الي حصله..
ثم تابعت بتفكير وهي تتزكر مشهد خروج حبيبه من غرفة عمر
= لا البنت دي مش خطر زيها زي غيرها اكيد لعبه وبيسلي نفسه بيها بس لما ينوي يتجوز هيتجوز بنت خالته مي هانم مندور دا تربية ايدي وانا حفظاه كويس
ثم ابتسمت بثقه وهي تتجه للاسفل لمساعدة ابنتها في الدخول للقصر دون ان يراها أحد
reaction:

تعليقات