رواية الاختيار الاخير كاملة بقلم ناهد خالد عبر مدونة كوكب الروايات
رواية الاختيار الاخير الفصل الثاني 2
_مين بعتلِك الصور دي؟
_ده الي هامك! مين بعتها! رد عليا أنتَ قابلتها فعلاً، وليه مقولتليش؟ وياترى هي سبب قلبتك عليا الفترة الي فاتت دي؟ وسبب غيابك عن البيت معظم الوقت!؟
جذب منها الهاتف ووضعه جانبًا قبل أن يخبرها بهدوء:
_ متسأليش في حاجات ممكن تخرب حياتنا يا زينة، سيبك من الصورة وكأنك مشوفتيهاش.
هزت رأسها باستنكار وهي تسأله:
_ والله! ولو أنتَ الي جاتلك صور زي دي عني، هتعمل نفسك مشوفتهاش!؟
مسد جبهته بارهاق وصداع بدأ ينتابه وحافظ على نبرته الهادئه وهو يجيبها:
_ انت عارفه ان الوضع بيختلف وان الراجل غير الست.
رفعت شفتها العليا بسخريه وقد بدا على ملامحها عدم الاقتناع التام بحديثه وعقبت بانفاس متسارعه من غض’بها:
_ ست ايه وراجل ايه، وايه التخ’ لف ده! لا ما فيش فرق يا استاذ ما بين الراجل والست، الوضع هو هو، وانت لو كانت الصوره دي جات لك انت ما كنتش هتقول لنفسك هعمل نفسي ما شفتهاش، وحالا عاوزه تفسير للي في الصوره ويا ريت تتخلى عن برودك شويه وانت بتجاوبني.
زفر انفاسه بضيق وقد بدأ صبره في النفاذ وهو يجيبها:
_ تمام، اه قابلتها اتقابلنا صدفه مفيهاش حاجه يعني، مش مستاهله كل الغاغه اللي انت عاملاها دي، يا ريت نكون خِلصنا بقى.
أدمعت عيناها اكثر، وهي تضغط على اعصابها لكي تبقى بهذا الهدوء، بينما تعقب مستنكره وهي تلتقط هاتفها مره اخرى وتعبت به لثواني قبل ان تخرج احد الصور عليه وتوجهها له:
_ ويا ترى مقابلتك الصدفه ليها تخليك تحضنها! ايه غلبك الحنين ولا ما قدرتش تمسك نفسك قدامها؟
حسنا يبدو انه لا داعي من المراوغه اكثر، فمن الواضح انها تحمل في جعبتها الكثير من التفاصيل التي لن تجعله قادر على المراوغه، لذا فليخبرها الحقيقه! التقط انفاسه مره اخرى قبل ان يقرر القاء قنب’لته المد’ وية وهو يخبرها بملامح متحفزه لأي رد فعل منها:
_ ماشي يا زينه.. الحقيقة ان أنا ماكنتش ناوي اعرفك حاجه، حفاظًا على مشاعرك ده أولاً، وحفاظًا على البيت والولاد ثانيًا، ورغم إني ماكنتش هعمل حاجه غلط لكني حرِصت إن الموضوع يكون في السر، عشان ما يوصلكيش رغم ان ده برضو كان فيه إهانه ليها، بس ما كانش هاممني غير ولادي واني اقدر اوفر لهم حياه كويسة وماكونش سبب في انهم يعيشوا وقت صعب وتشتت بسببي، فياريت تحطيهم في دماغك قبل ما تردي على اللي هقوله دلوقتي، اه رجعت قابلتها من ثلاث شهور تقريبا هي اطلقت، اطلقت من فتره طويله.. ويا دوب لسه راجعه مصر من خمس شهور بس ما شفتهاش غير من ثلاث شهور اول شهر اتكلمنا عادي، ما كنتش اصلاً احب ان انا اتواصل معاها بس… بس كنت بشوفها بحكم ان هي جاره اهلي لما كنت بروح عشان ازورهم… اتقابلنا كذا مرة ماعرفش الصدفة ولا لا بس كانت بتقف تتكلم معايا، فكنت بضطر ان انا اتكلم معاها، بعدين بدأت اتعامل معاها عادي زي معرفه قديمه واحده في واحده من كام اسبوع زي ما انتِ بتقولي الفتره اللي انا اتغيرت فيها، بدأت احس ان انا مش قادر اتعامل معاها كمعرفة قديمة، لقيت نفسي عاوز ارجع علاقتنا زي ما كانت زمان، انتِ اكيد عارفه ان انا بحبها وانا متاكد ان انتِ عارفه ده من اول مره، من اول يوم اتجوزنا فيه، يمكن كنت بستهبل وما حبيتش افتح معاكي الموضوع في اي وقت عدى، كنت بقول ان ما فيش داعي ان احنا نتكلم في حاجه خلاص خلصت، بس مكنتش قادر ان انا احب تاني كنت فاكر ان خلاص ما بقتش بحبها، بس في نفس الوقت مش عاوز احب تاني، مش عاوز اعيش التجربه دي تاني، لحد ما قابلتها وقتها عرفت ان انا ما كنتش قادر احب تاني ببساطه لاني ما نسيتهاش، عشان كده ما عرفتش احب تاني رغم اني كتير حاولت والله صدقيني، انا بجد حاولت كتير قوي، حاولت اتعامل معاك عادي حاول تحسن علاقتنا حاولت اخليها تاخدي مكان في قلبي بس ما قدرتش ما اعرفش كان ايه الحاجز اللي جوايا بس ما عرفتش اعمل ده.. أنا مابكرهكيش يا زينه.. هو بس الحب مش بايدنا عشان كده انا قررت ان انا اتجوزها، كنت ناوي ان انا اتجوزها في السر، عشان برضو اراعي مشاعرك وفي نفس الوقت احافظ على بيتي واولادي، بس بعد الصور اللي انت شفتيها اعتقد هتفضلي شاكه فيا فمفيش داعي ان انا اخبي، انا عارف ان كلامي صادم بالنسبه لك بس زي ما قلت لك اتمنى ان انت تفكري في ولادنا قبل ما تردي اي رد.
تفكير! وهل حقا يطلب منها تفكير!؟ يا له من وقح!! تفكر في ماذا؟ لا الامر ليس صادم الامر انه فقط… نهضت واختفت بالداخل لبضع دقائق ثم خرجت وهي تجر حقيبة كبيرة وطفليها خلفها وقد بدلت ثيابها وثيابهم…
_أنتِ راحة فين! بطلي جنان وادخلي جوا.
تركت الحقيبة واتجهت له تصر’خ بهِ وقبضتها تضر:به في صدره بقو’ ة تخرج بها يأسها وغض’بها منه:
_ أنتَ ايه!؟ ايه الجحو*د اللي في قلبك ده! انتَ لا يمكن تكون انسان! أنتَ لا يمكن تكون حد بتحس وعندك مشاعر، أنتَ ايه يا اخي انت ناوي تعمل فيا ايه تاني!
قالتها بكل الق*هر الذي ملأ قلبها، قالتها وهي متسعه الأعين ليس من صدمتها بحديثه ولكن من عدم استيعابها للموقف..
قطب حاجبيهِ باستنكار لحديثها وردد بانكار:
_ ايه ايه! عملت فيك ايه اولاني عشان اعمل فيك تاني! هو انتِ ليه محسساني إني كنت بعذبك.
__أنت معملتش حاجة غير إنك وجعتني وكسر*تني، معملتش حاجة غير إنك هديت فيا، الحتة الي قد كده الي كانت باقية سليمة، ممشتش غير لما اتأكدت إنك كسر*تها ودوست عليها بالقوي.
يبدو على وجهه الفتور والملل، بينما هي ملامحها تصرخ أ’لمًا، يبدو أنه لا يهتم بكل ما يقال وقد ظهر هذا في حديثه تاليًا حين أخبرها بكل برود:
_ خلصتي؟ روحي اعملي الأكل يلا وبطلي هبل، ودخلي شنطة هدومك دي.
نفت برأسها وهي تخبره بدموع متساقطة، وحزن جم:
_ بس ده مش هبل، أنا المره دي مبهوش، انا همشي بجد عشان مش هتحمل اكتر من كده، مش مضطره اعيش معاك بعد كل الي بتعمله فيا، مش مضطره اكمل وانت جاي تقولي هتتجوز عشان حبك القديم الي مقدرتش تنساه رجعت بعد ما اطلقت، انا ايه يجبرني على كل ده.
جلس ورفع قدم يضعها فوق الأخرى بعنجهيه تامة وهو يخبرها بكِبر وأعصاب باردة:
_ يمكن عشان ولادك الي لو خرجتِ من هنا هتخرجي من غيرهم، او يمكن عشان مش هتلاقي مكان تروحيه غير هنا، هتروحي فين ها؟ لأهلك؟ هم فين اهلك دول؟ ولا نسيتي يوم ما ابوكِ قالك قدامي متجيش في مرة غضبانة عشان مش هدخلك بيتي، معنديش بنات تسيب بيت جوزها..
وهل الكلمات تحر*ق! نعم انها تفعل!
هو محق، والدها من رخصها، والدها من جعله يعتبر وجودهم كعدمه، والدها الذي حاول ان يحافظ على بيتها وحياتها الزوجية فلم يشعر وهو يكشف ظهرها أمام زوجها ليقف الآن أمامها ويخبرها بكل وقا*حة أنها لا مأوى لها غير بيته.. ببساطة لأن أهلها لن يستقبلوها ولن يقفوا في صفها.
جملة واحدة كانت ردها على حديثه حين قالت بنظرة قاتلة له:
_ يل’عن ابو الحب الي خلاني اتقبل كل الي الي عملته فيا زمان، انا بكره نفسي كل ما افتكر اني حبيت واحد زيك…
وياليتها لم تقل ما قالته، فقد لاقت ما لم تحمد عقباه حين نهض بغتًة وأصبح أمامها بطوله الفارع و…..
يتبع….
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية الاختيار الاخير ) اسم الرواية
تعليقات
إرسال تعليق