رواية خبايا القلوب كاملة بقلم أسماء محمد عبر مدونة كوكب الروايات
رواية خبايا القلوب الفصل الثاني عشر 12
وقف القطار في المحطة المنشودة وهبط منه الركاب وخرج معتز في جوف الليل ومع اقتراب الفجر ،شعر بالنعاس يغلبه فقرر إمضاء بقية اليوم في فندق حتي يضحي النار لأن الجميع نيام والجو شديدة البرودة في ذلك الوقت من الليل
شعر بألم في ذراعه الملفوف بالجبيرة فقرر إنهاء ذلك الألم إلي أن تشرق الشمس علي البشرية
تلفت حوله فالمكان مشغول بالناس المسافر والعائد لا يعرف أحد ولا يعرف حتي أي شئ هنا أول مرة يزور الصعيد في حياته ولكنه شعر إن صعيد مصر ذاك حياة أخرى غير حتي التي يشاهدها علي التليفزيون
اقترب من أحد المقاعد في تلك الإستراحة في محطة القطار تحميه من البرد ولو قليلا لم يشعر بنفسه والنعاس يغلبه
إشتغلت تواشيح الفجر فملاءت المكان بهجة وحيوية شعر بنسيم الفجر يلفحه فإستيقظ سريعا وقد عرف إن الوقت قد حان وإن النهار حان أوانه بعد الفجر
قادته قدمه خلف الصوت ماشيا يتأمل الفراغ في ضوء القمر الهادي شاعرا بغبطة شديدة هلت عليه
دخل المسجد وقد بدأ يتجمع به بعض الوافدين لصلاة الفجر ورغم إن المسجد صغير لكن ملاءه عدد لا بأس به وكأنهم مختارين لصلاة الفجر في جماعة فهنيئا لهم وهنيئا له بينهم
قام وتوضأ وشعر بصعوبة بالغة بسبب كدمات جسده التي لم تطب بعد فلم يفت عليها سوى ساعات قليلة ولكنه سيقف بين يدي الله لا يعلم أن كان سيكمل الطريق أم لا
وبعد الصلاة جلس قليلا ثم غلبه النعاس وتركه الإمام يستريح نظرا لكونه غريب وكونه مصابا فتركه وجلس في ركنا بعيدا بعد أن كان ينوي إن يسأله عن ضالته…..
في الصباح فرشت الشمس نورها في الأرجاء وملت الكون نورا إستيقظت دعاء من نومها وقامت وصلت فرضها ثم ذهبت لإيقاظ الجميع وإعداد الفطور
دخلت غرفة وعد أولا لأن اليوم لديها إمتحان فدخلت غرفتها ولكنها صدمت فوجدت سريرها وغرفتها كما تركتها بالأمس إعتقدت إنها إستيقظت وخرجت لإمتحانها نظرت للساعة فوجدتها تشير للسابعة امتحانها الثانية عشر إذا أين ذهبت في الصباح الباكر ؟
دخلت غرفة مي فوجدت مي وابنتها في سبات عميق
اقتربت دعاء منها وبهمس : مي! يا بتي!
فتحت مي عينيها بنعاس : خير يا ماما فيه حاجة علي الصبح ؟
دعاء بصوت هادئ : أختك وعد مرجعتش من إمبارح
اعتدلت مي وعدلت وضعية نوم طفلتها ثم قامت واتجهت مع والدتها للخارج
مي : إزاي دا يا ماما ؟ معقولة تكون باتت هناك عند سيليا؟
دعاء : ودي معجولة برضك يا بتي ؟
مي : ممكن أستني أتصل عليها دي عندها إمتحان النهاردة ،أمال معلقلنا الجدول زي إيه ؟
دعاء : ريحي روحك طلبت سيليا وطلبتها آلأتنين مبيردوش
مي : آنتي قلقتيني يا ماما ،
دعاء : إني إللي جلجت يكونش حصل حاجة لواحدة فيهم إني جلجانة
مي : وهنقلق ليه ؟ خليكي هلبس بسرعة وانزل أروح هناك أو صحي يوسف يروح هو هيعرف يتصرف عشان لو طلع فيه حاجة وكدا
دعاء : فكرة
دخلت دعاء وخلفها مي ولكنهم تفاجئوا بيوسف هو الاخر ليس في غرفته دعاء والقلق ينهشها : لا بجى الحكاية فيها حاجة إني اتصل علي يوسف بس علي الله يرد،يكونش فعلا فيه حاجة وهما رنوا علي يوسف ؟ خليني أرن كدا
مي : افرض هو مش معاهم هتقلقيه آنتي عارفة يوسف مش بالضرورة يبات في البيت
دعاء : بس التلاتة أكده اتوغوشت
مي : خلاص خليكي وأنا أحاول أعرف هما فين يمكن صدفة
دعاء : طيب يلا عشان تتأخريش آنتي كمان علي شغلك
مي : ماشي
طلبت شقيقها : فيه جرس أهو
دعاء : بس علي الله يرد
مي : أيوة يا يوسف إنت فين ؟
يوسف : أمك جنبك ؟
دعاء : أيوة يا إبني إني أهو إنت فين ؟ و وعد مش في البيت
نظر يوسف لوعد النائمة بجانب سرير سيليا : وعد معايا هنا أهي
تعجبت مي ودعاء
مي : هو آنتو فين ؟
يوسف : في المستشفى
دعاء بصدمة : مستشفي ؟ مستشفي إيه كفالله الشر ؟
يوسف : اهدوا بس كدا ، سيليا تعبانة ونقلناها المستشفى وإحنا جنبها
اغلقت مي الهاتف واسرعت لدولابها وارتدت ملابسها بسرعة
قابلتها دعاء : إستني اجي معاكي
مي : مينفعش صالح وجنة نايمين وابويا لو صحي وملقناش كدا هيقلق أنا هروح وابعتلك وعد عشان إمتحانها وإنتي هاتي الموضوع لبابا بالراحة وأنا يعني نبطشية بالنهار يلا حدي بالك من العيال
دعاء : طمنيني أول ما توصلي طوالي
مي : حاضر
جهزت نادية الحقيبة واخذت إيهاب باكرا قبل أن يستيقظ الجميع ورحلت لمحطة القطار
إيهاب : شعاوز ا.. أر…أروح
نادية : عاوز إيه بس يا ضنايا يلا عشان نروح ونروح عند سيليا سيليا ها مراتك صح ؟
إيهاب : سيليا!
نادية : أيوة جول عاوز أعملك إيه ؟
إيهاب : روح صلي
نادية بتعجب : عاوز تصلي عجيبة أول مرة تذكر الكلام ده علي لسانك من سنين طويلة بس ميضرش تعالي نروح نزور الأولية وبعدها نرجع جنا
وخرجوا من محطة القطار ثانية ولكنها لم تكن تعلم ما الذي ينتظرهم حقا وتأثير تلك الزيارة عليه(زيارة القاهرة)
إستيقظت سيليا وفتحت عينيها ببطئ نظرت حولها وجدت كانيولا في يدها ومحلول ومنظر غريب نعم مستشفى! حاولت تذكر ما حدث حاولت النهوض ولكن كانت أضعف من إن تفعل ذلك ووقعت ثانية وفقدت الوعي مرة أخرى
كأن الحياة تلعب معها إحدى ألعابها وتدور بها وتخرج من مستنقع لتقع في الأخر دخلت الممرضة بعد أن سمعت صوت سقوطها من القرب
ونادت الطبيب المعالج الذي أتي بسرعة وبمجرد إن راه يوسف حتي علم إن شئ حدث لأخته
دخل خلف الطبيب فوجد سيليا ملقاة أرضا فاقدة الوعي
يوسف : خير يا دكتور ؟
الطبيب : الظاهر إنها حاولت تقوم ومتعرفش حالتها ففقدت الوعي متقلقش هي بس ضعيفة لأنها لسة ما استردتش صحتها عموما هتبقي كويسة كمان شوية
خرج الطبيب وخلفه يوسف الطبيب : أنا شايف إنك واقف طول الليل من غير فايدة وقبلك كان الدكتور طه روح ارتاح هي هتبقي كويسة متقلقش
يوسف بحزن : بجد يا دكتور ؟
الطبيب ابتسم : قول يارب
يوسف يكرر : يارب
دخل الغرفة فوجد شقيقته نائمة من يراها يجد ملاكا يفترش السرير وكأنها بلا هموم وكأنها هكذا تعيش حياة خالية من كل المسؤوليات لكن بمجرد إن تفتح عينيها وننظر فيهما تجد بهما جروحا محفورة بداخلها لا تستطيع أن تنتزعها الأيام فقد إصبحت محفورة ولن يزيلها شئ ولن يداويها طب إلا إن يشاء الله
سمعت وعد كلام شقيقتها وعاودت من أجل إمتحانها طمأنت والدها ووالدتها لكنها وجدت إصرارا علي الذهاب فقررت إن تتركهم وراحتهم ودخلت لتستعد لإمتحانها
استيقظ وهو يشعر بألم حاد في زراعه علي وجه الخصوص وجسده عموما فتأوه بإنين خافت وقام وتعجب إنه نعس في المسجد قام وشكر الشيخ ووجد الشمس سطعت وملئت بنورها كل الكون ودفئت حياة البشر
في طريقه نسي إن يعرف أين يسكن أحمد وكيف سيتجه ؟
وقف والحيرة تملكه قرر إن يذهب لأقرب نقطة شرطة سيتعامل بعدها لكن ألام جسده حالت بينه وبين ذلك فقرر إن يذهب لأقرب مستشفى ويأخذ مسكن ثم يعاود لتأدية واجبه تجاه صديقه
نظر لموظفة الإستقبال : فيه دكتور موجود دلوقتي ؟
الموظفة : أيوة يا فندم الدكاترة كلها متاحة وموجودين نبطشيات
معتز : عاوز حقنة مسكنة لجسمي أروح فين ؟
الموظفة : عند دكتور الطوارئ آخر الطرقة يمين
معتز : متشكر
وذهب كما وصفت لتأتي ممرضة من خلفه وتسأله عن وجهته فيطلب منها إن تأتي له بحقنة مسكنة
تتجه مي بعد أن اطمأنت علي شقيقتها إن تبدأ عملها وهي تعمل ممرضة في المستشفي هنا فذهبت لغرفة الممرات وبدأت ملابسها وذهبت في طريقها لتتفاجئ زميلتها
: مي! كويس إنك هنا خدي الحقنة دي اديها للمريض في غرفة الطوارئ أنا لازم امشي نبطشيتي خلصت من بدري
مي : طيب الحقنة دي تحت اشراف الدكتور ؟
الممرضة (علا) : لا للأسف هو طلبها وأنا دورت علي دكتور أشرف لقيت معاه حالة فجبتله حقنة مسكنة شكله مستعجل
مي : آنتي هتجبيلنا الكلام لازم نستني الدكتور ويشوفه الأول مش أي مسكن والسلام
علا : طب اتعاملي آنتي بقي أنا يدوب أغير هدومي وامشي
مي : طيب المريض فين ؟
علا : أوضة الكشف
مي : طيب مع السلامة
علام : سلام
كان طه يجلس في المزرعة الخاصة به فبعد أمس شعر الخنقة ورفض العودة للمنزل بعد أن اتي أخ سيليا وصمم إن يبيت معها خاف من المشاجرة وأعاد زوجة أبيه عزيزة للمنزل واطمأن عليها ثم هرب سريعا يريد أن يختلي بنفسه قبل أن يراه والده أو حتي زوجته أو حتي بشري لا يريد لأحد إن يري ضعفه وقلة حيلته بل وجبنه
أتي جمال يتفاجئ به : إيه ده إنت اهنه من أمتي ؟
طه : جمال!
جمال : مالك ؟ إيه إللي حوصل شكلك
قاطعه طه : عاوزك تشوف هنحتاج إيه من مصر عشان نبتدي شغل وأني هتدلى مصر واجيب النواجص
جمال : مش اتفجنا إني هعمل إني كده؟
طه : إسمع الكلام مش عاوز كتر حديت
جمال وقد لاحظ شكله الذي يغني عن أي حديث
جمال : طيب طيب
دخلت مي غرفة الكشف : لو سمحت يا فندم مش هينفع تاخد مسكن كدا من غير ما نعرف لإيه بالظبط أو حتي الدكتور يشوفك و
ألتفت معتز لنبرة الصوت المألوفة كثيرا له فقطعت مي كلمتها الأخيرة فقط بمجرد إن رأته
مي بصدمة : معتز
توترت كثيرا من رؤيته واخذت تتلفت يمينا ويسارا
تعجب منها ولكنه من فرحته نسي كل شئ وما أتي لأجلت ووقف يتأملها بعد كل تلك السنوات…. لماذا تجاهل كل تلك الصفات؟ من أجل حب أعمي ؟
معتز بفرحة : مي ؟ وحشتيني
واقارب منها سريعا ومن صدمتها لم تعرف ما ذا تقول وذابت اي كلمة فكرت إن تقولها له يوما
شعرت ببحة خفيفة ف صوتها ولكنها نطقت أخيرا : إزيك يا معتز!
ثم نظرت لجسده الملئ بالجروح : إيه دا ؟ألف سلامه عليك إيه إللي حصل ؟
معتز ابتسم ما زالت كما هي لم تتغير حتي شكلها وطريقة لبسها العشوائية كما هي وكأن الحياة لم تفرقهم لسنوات
معتز ابتسم : لسه خايفة عليا
صمتت وكأنها بلعت لسانها فإبتسم بحزن : عموما أنا كويس آنتي عارفة طبيعة شغلي كظابط فدي أقل حاجة
ابتسمت بهدوء : ألف سلامه عليك ،طنط اخبارها إيه ؟ كلكم عاملين إيه ؟
معتز : لو يهمك كنتي سألتي
رفعت حاجبا بتعجب حاول تغيير الموضوع : آنتي عاملة إيه ؟
نظر ملابسها : بتشتغلي هنا ؟
مي : أيوة
معتز : اخباركم إيه ؟ عمي وماما دعاء ويوسف ووعد وصالح النونو أكيد زمانه كبر مش كدا صح ؟
أومأت وهنا قد تذكرت جنة توترت وخافت كثيرا وشعرت بالخوف ولوهلة ممكن إن تفقدها
وفي نفس الوقت
نادت جنة
جنة : ماما ؟
جحظت عيناها بصدمة ونظر معتز للصوت بتعجب
إبتلعت مي غصة حلقها واستدارت لتجد جنة مع وعد
وعد : صممت تيجي معايا مقدرتش أقولها لا
وعد اتصدمت : معتز علم الدين ؟
نظرت لاختها ثم لجنة وقد علمت ما تفكر به لاختها الان ولعنت غبائها
وعد : أنا أنا همشي واودي جنة لمامتها وهجيلكم تآني
نظرت مي لوعد بشكر إنها انقذتها ولكن ما حدث بعد ذلك كانت مفاجأة…..
- يتبع الفصل التالي اضغط على (رواية خبايا القلوب ) اسم الرواية
تعليقات
إرسال تعليق