رواية المختل العاشق كاملة بقلم سالم عبر مدونة كوكب الروايات
رواية المختل العاشق الفصل الخامس 5
دخل مسرعاً بلهفه وخوف بآن واحد ليجدها تشرب ماء من يد خالتها والخوف محتل معالم وجهها
تنهد براحه لرؤيتها سالمه :- بلقيس
نظرت نحوه لترتجف شفتاها منذرتاً بنوبة بكاء جديده
أقترب منها وجلس بجانبها وهو يأخذها بين أضلاعه بحمايه و يمهس بين الحين والآخر بكلمات حب مهدئه
تشعرين بتحسن قالها للمستكينه بدآخله
تنهدت وهي تهز رأسها و تخرج من أحضانه وتنظر لعمها قائله :- أمسكت به يا عمي
هز سيف رأسه نافياً بأسى :- لا لقد ركب سيارته وهرب ولم ألمح حتى وجهه
لاتهتمي أنتي الآن فقط أرتاحي قالها يزن بألم وهو يشعر ببداية تألم جرحه
نظرت بلقيس نحوه بتقييم لتشهق بخوف :- ما الذي أصابك وماهذه الكدمات يا يزن
أبتلع يزن ألمه وهو يشعر بدماء بدأت تسيل منه ليقول بهدوء :- فقدت سيطرتي بالدراجه وأنحدرت عن الطريق ليس ألا
جائت سليمه قالتها سوزان بأبتسامه
الحمدلله قالها وهو ينهض ويمد يده لبلقيس قائلاً بحب :- هيا بنا
نهضت بلقيس وهي تتمسك بيده وتحمل حقيبتها وتودع أهلها وتمضي معه لحياتها الجديده التي لا تعلم حتى الآن كيف ستكون
~~~~~~~
صرخ بأعلى صوته بغيظ وعاصفة حدقتيه الرماديه الهوجاء لم تنضحل بعد
نظر حوله للغرفه التي لم يتبقى بها شېء لتكسيره ليدور وهو يضحك بصخب وصورها تحيط به من كل جانب على جدران الغرفه ليتوقف وهو يسك أسنانه غضباً قائلاً بجنون :- سأريك ماذا سيفعل هذا المُختل بزوجك العتيد
وعاد لضحكه مجدداً بقهقات هستيريه متعاليه
~~~~~~~
طوال الطريق كان يقود السياره وهو ممسكاً بيدها وكأنه يستشعر وجودها بجانبه بينما هي تكاد تنصهر خجلاً من يديه التي تتشابك بقوه بين خطوط يدها
نظر نحوها ليجد ملامح وجهها متشربه بالخجل لأقصاه ليبتسم بحب شديد قائلاً بود كي يكسر بوادر الصمت المتمكنه :- لن نذهب حالياً بشهر عسل بسبب الأعمال الكثيره بالشركه لكن أعدك بأننا سنذهب بعد أن أثبت وضع الشركه ، حسناً
هزت رأسها بخجل لتقول بخفوت :- العمل أولاً يا يزن وبعد ذلك نستطيع الذهاب حيث نشاء
أراحه كثيراً كلامها ليشتد على يديها بقوه لتصل لها رسالة شكره عبر حركته
نزل من سيارته وأنزل الحقائب وأشر لها برأسه بأن تدخل ، لتسير أمامه وهي تلتفت له كل لحظه وكأنها أصبحت تخاف أن تخطو خطوه واحده لوحدها
أنا ورائك لا تخافي قالها يزن بأبتسامه بعثت الراحه لقلبها وهي تتسائل بنفسها كيف شعر بأنها كانت تريد مثل هذه الكلمات كي تتطمئن
فتح باب شقته التي تحتوي على حديقه خلفيه متوسطه وجميله بها طاوله وعدة كراسي حولها وحولها سور مرتفع حتى الأعلى
بلقيس بأنبهار سعيد :- جميله جداً الحديقه يا يزن
أعجبتك قالها بسعاده لسعادتها المفرطه
جداً قالتها وهي تخرج وتدور بها وهي تضحك
يزن بمزاح :- ايتها الطفله تعالي لتري بقيت منزلنا
أجفلت حواسها للحظات وكلمة ” منزلنا ” تنتشر بين ثناياء قلبها لتشعر بأنتماء لهذا البيت ولصاحب البيت
دخلت معه لترى صالون واسع وأنيق ويوجد أيضاً غرفتان ومطبخ وحمام كبير صعدت معه الدرجات للأعلى لترى غرفه واسعه عرفت بسرعه بأنها غرفة نومهم وبها حمام دآخلي وبحانبها غرفة المكتب
جلس يزن على السرير ليقول لبلقيس المنهمكه بمشاهدة زواياء الغرفه :- بلقيس تعالي ياعزيزتي بجانبي كي نتحدث
جلست بلقيس بتردد
أحتضن يزن يديها الصغيرتان بين كفيه ليقول بجديه :- أعلم أن زواجنا أتى بسرعه كبرى ولتعلمي بأنني لست مستعجل على شېء لنتعرف على بعضنا بهدوء وعندما تصبحين جاهزه فلتعطيني الأشاره ، ولا تخافي يمكنني أنتظارك لبقية عمري
دون كلام ومقدمات زحفت بلقيس وتغلغلت بين أحضانه براحه ليشتد هو عليها متناسياً جرحه الجديد ليصدر همهمه متألمه خافته وصلت لآذانها لتخرج من أحضانه قائله بقلق :- يزن أنت لست بخير مابك
أبتسم بتكلف :- ليس بي شېء ، سأذهب لحمام
أمسكت به قبل أن ينهض :- تكذب قلي مابك
تنهد بنفاذ صبر ليقول بصوت شبه حاد :- قلت لك ليس بي شېء لما التطويل بالكلام
ظهرت تلك الستاره الشفافه من الدموع على مقلتيها ولكنها قالت بحزم :- بما أنك تريد بدأ حياتنا بالكذب لا بأس لكن لا تلمني إذ فعلت وكذبت مثلك يوماً
أبتسم لا أرادياً على نبرة الحزم الطفوليه بصوتها ليقول بدهشه مصطنعه :- بلقيس نصار هل تهدديني
نهضت بحده قائله بأستياء :- لا أهددك ولكن أحذرك ، أنا ساذهب لأفرغ حقائبي
في لحظات وجدت نفسها تجلس على قدميه لتضمها منحنيات جسده العريض قائلاً لها بهمس :- لما أنتي حارة الطباع هكذا !! من يراكي للوهله الأولى بملامحكي الفاتنه لايعلم بأن لديكِ طباع حاره هكذا
لم تعي نصف كلماته فعن ماذا يتحدث ويريدها أن تركز وهو قريباً منها هكذا تثاقلت أنفاسها وهي ترى ملامحه عن قرب عيناه الزجاجيه التي تشاهد نفسها من خلالهن ويعانقها ذاك الحنان المنبعث منها وشفتاه الغليظه والمحدده بشده وكأن فراشة فناناً ماهر قد أبدعت برسمهن تلك الشفتان المغريه والتي تتحدث كثيراً جعلت من دقات قلبها تتصاعد وأنفاسها تتهدج وريقها أصبحت تبتلعه بصعوبه أخفضت نظرها مبتعدتاً عن تلك الشفتان ليقع نظرها على عنقه الطويل الحنطي المحتوي لتفاحة آدم التي تتحرك بتزامن مع كلامه فقدت قدرتها على التحمل عندما شعرت بيديه تطوق خصرها لتسند رأسها على كتفه وتتنهد بحراره شديده
ما بك قالها يزن بقلق
هزت رأسها بلا وكأنها تخبره ليس بي شېء لتهمس بهمس لا يسمع :- تباً قربك سيقتلني أعلم ذلك
هيهات لقلبه الذي فتح أبوابه لتدخله أن لا يسمع همسها فقد سمع ما رمت به حروفها ليبتسم بشده كبرى
بعد صمت ليس بقصير همست بعتاب :- ألن تخبرني مابك
أحدهم عبث بمكابح دراجتي الناريه لأصاب بخاصرتي وأنا أجاهد كي أصبح حياً قالها دون تردد كي لا يضعف ويخبرها
رفعت رأسها بصدمه وعيناها جاحظتان لتقول بخوف :- ماذا تقصد!!
تنهد بصوت مسموع وهو يقص عليها كل ما مر به ذاك اليوم لم يصمت ألا كي يهدأ من خوفها
بلقيس بفزع :- أنا السبب ، أرني أصابتك
أطبق عليها وهو يحاول تهدأتها حتى فعلت
مسحت دموعها لتقول هو تنهض :- أرني جرحك
خلع قميصه بتردد فلا يريد أن يشعرها أكثر بالخوف لكنه علم أيضاً بأنها لن ولن تهدأ قبل أن تراه
شهقت بخوف شديد وهي ترى ذاك الضماد ملتف حول معدته وماتحتها لتتهاطل دموعها كحبات المطر ، نهضت تحت نظراته المتابعه لها وبحثت حولها لتدخل الحمام وتخرج وبيدها علبة الأسعافات الأوليه لتقول بصوت متعب ومكبوت من أثر بكاءها :- الضماد يريد تغيير
هز رأسه وهو مستمتع كثيراً بلهفتها وخوفها عليه ولكنه فجأه شعر بالأحباط فلابد بأنها تشعر بذلك لأنه تتهم نفسها بأنها السبب ، أغمض عيناه عندما لامست يديها بشرته العاريه بدون قميص ليشعر بذبذبات رعشه مستمتعه تجوب بين أطرافه
أكملت تنظيف وتعقييم جرحه الذي نزف قليلاً لتستدرك بأنها أمام عرض صدره الواضح ومنكبيه العريضين جداً لتنهض مسرعه قائله :- أرتح قليلاً أنا سأفرغ الحقائب
هز رأسه بتعب ليلقي بنفسه على السرير محاولاً بشده كبت مشاعره المتأججه نحوها بسبب قربها الزائد منه
~~~~~~~
ذهبت معه ، ذهبت معه كان يصرخ بذلك بهستيريه كبرى
لم يذهب لمنزل والديه ، لكن صدقني سأجد منزلك عاجلاً ام آجلاً أنهي كلمات بقهقات صاخبه متملكه
~~~~~~~
أبتلعت ريقها وهي تسمع تهاطل رنات الهاتف الأرضي بينما هي بالمطبخ تسمرت مكانها ولم تستطيع جر ساقيها كي ترد على الهاتف لم تفق ألا على يزن وهو ينزل الدرجات بأجهاد وينظر لها بأطمئنان ثم يرد قائلاً :- أهلاً عمي سيف ، نحن بخير لا هي بالمطبخ ، حسناً
أغلق الهاتف ليقول لها :- والدك يطلب منك أن تفتحي هاتفك المغلق يريد الأطمئنان عليك
تنهدت لتمسح وجهها مبعدتاً قطرات العرق التي تراشحت على جبينها لتهز رأسها بصمت وتصعد للأعلى وتفتح الهاتف وتصلها العديد من الرسائل من ذاك المخبول لتحذفهن جميعهن دون فتحهن لتكلم عمها وخالتها وتطمئنهم عليها جلست على طرف السرير بصدمه كبرى بعد أن تجرأت وفتحت رساله متأخره أتت منه لترى صورة يزن و دمائه حوله في منظر قطع حبال فؤادها وهي تراه يحاول البقاء على قيد الحياه
رن هاتفها وكأنه كان ينتظر فقط فتحها له لترد بحده حقيقيه وعيناها لم تتوقف عن أنزال دموعها :- تعلم بأنك فاقمت كرهي لك بأرسالك لتلك الرساله
رد بثقه :- هذه فقط نبذه عما ينتظره ياحلوتي ولا مشكله بكرهك لي فأنا سأعلم كيف أجعلك تحبينني بعد طلاقك منه
رعب دب بأوصال قلبها ليهتف ذاك القلب برفض تام لكلماته بدقات عنيفه لتقول بصدمه وهي تمسك بموضع قلبها الذي بدأ يؤلمها :- طلاق
نعم طلاق ، ستتطلقين منه وألا صدقيني سأقتله بدم بارد ولن يرأف لي جفن ضحك بعد ذلك بجنون وهو يقول :- هل تتذكرين حسني عبد الصمد الذي صمم على خطبتك ثم تم العثور عليه ميت في أحدى الشوارع المضلمه بعد عودته من عمله ياحرام قالها بأسف مصطنع
قتلته أنت قالتها بخوف وهي ترى أمامها يزن ميت
بالطبع وسأقتل كل من يقترب منك قالها بصراخ
سحب يزن الهاتف من يد بلقيس ليرد بغضب شديد وصوت بارد :- أن كنت رجل فافعل لي ذلك صدقني أنا من سينهي على حياتك ايها المُختل
أغلق يزن الهاتف في وجهه وألقى به بعيداً حتى أصتدم بالجدار وأصبح بقاياء جهاز ليصرخ بقوه :- من يحسب نفسه من ثم ينظر للخائفه مكانها قائلاً بغضب :- لما تردين عليه لما
لقد أراني صورتك وأنت تتدحرج عبر المنحدر وتتبرد بدمائك يا يزن قالتها ببكاء حاد لتضع يديها على وجهها وتنتحب بخوف
جلس بجانبها ليضمها بأمان شديد :- لن يحصل شېء سأحافظ على حياتك ولـ….
بترت كلماته وهي تضع يديها على صفحة خده الحنطيه وهي تتلمس لحيته المحدده والمنضمه على وجهه قائله بهمس محب :- حتى الأمس كانت حياتي تهمني واليوم لايهمني ماهو أكثر من حياتك يا يزن
نزع حجابها عن رأسها لتستدل تلك الشعيرات كأشلالات الماء الهادر على كتفيها ويحشر يده بين خدها وحجاب شعرها وباليد الأخرى يطوق خصرها المتناسق ليقربها من شفتيه ويطوق شفتيها بقبله أودع فيها حرارة مشاعره نحوها لتفرج شفتيها مستقبلتاً عاصفة جنونه التي تجربها لأول مره ، ترك شفتيها بعد مده ليست بقصيره ولم يرحم بعذرية أحاسيسها الأوليه لينزل بنهم يقبض عنقها صاعداً ونازلاً به ليتنهد وهو يشعر بها تفقد سيطرتها على نفسها وتقربه اليها أكثر وهي تتشبث بخصلاته السوداء اللآمعه كعيناه تماماً ليرتفع عن عنقها ملتهماً شفتيها غير قادراً عن الأبتعاد عنها شعر بجسدها يتهاوى فوقه ليضمه بشعده نحوه غير آبه بألم جرحه الذي تسلل اليه ، شعر بأرتعاش جسدها متجاوباً معه مصاحباً لتأوه شديده خرج منها لم يستطيع تركها ألا بعد أن صرخت رئتيهما مطالبتاً بالهواء
نظر نحو وجهها ليرى شفتيها الصغير المتورمه والحمراء بفعل أعصار شفتيه الجارفه ظل مستمتعاً بأرتجاف شفتيها وتناثر شعيراتها التي كبلهن منها ليفتح فمه محاولاً الكلام لكن أستوقفه شهقتها وهي تقول :- الطعام أحترق لتنهض مسرعه ولم تتجرأ على النظر نحوه
تمدد بتعب على سريره وثغره يزينه أبتسامة حب ساحره ليقول بهمس :- ايتها القاسيه شعرتي بالطعام الذي أحترق ومشاعري المحترقه تجاهلتيها
نهض وهو لازال بغمرة مشاعره التي تتخبط بدآخله ليدخل للحمام عله يريح نفسه برش الماء البارد على وجهه التي تصاعدت درجات الحراره به
يتبع….
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية المختل العاشق ) اسم الرواية
تعليقات
إرسال تعليق