Ads by Google X

القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية وسام الفؤاد الفصل السادس 6 - بقلم آية السيد

   رواية وسام الفؤاد كاملة   بقلم آية السيد    عبر مدونة كوكب الروايات 

 رواية وسام الفؤاد الفصل السادس 6


بقلمي: آيه السيد
-وسام حامل من إبنكم!
أشار وحيد لفؤاد يرمقه بنظرات حادة كالصقر الذي يستعد لينقض على فريسته قائلًا بغضب:
-ابنكم منه لله ضحك عليها…..
شهقت والدته بصدمه ونظر لهما الجميع بارتياب، التفت فؤاد ينظر لوسام بعتاب ويلومها قائلًا:
-عاجبك كده! الله يسامحك يا وسام
نظر فؤاد نحو والدته التي دنت منه ودققت النظر بعينيه كأنها تريد الغوص بهما ومعرفة ما يواريه ابنها، وسألته بترقب:
-فهمني يا فؤاد إيه إلي بيقولوه ده؟
-صدقيني مفيش حاجه يا ماما
زفر فؤاد بقوة ونظر لوسام قائلًا:
-اتفضلي بقا فهميهم
نظرت وسام إلي وجوههم المصدومة، ووجه أبيها المكفهر ونظراته الحادة التي يحدجهما بها، احتارت ماذا تقول فلو أنكرت كلام عبير سيأخذها والدها عنوة ويزوجها من سالم، وإذا أثبتت ما قاله ستصدم عائلتها وستلقى عواقب لا يعلم بها إلا الله، فهي خاسرة بكلتا الحالتين لا محالة، اختارت الحل الأيسر لقلبها، نظرت لفؤاد الذي يحثها على الكلام لتصحيح ذالك المفهوم الخاطئ، أغلقت عينيها حتى لا ترى رد فعلهم لما ستقول، وهتفت بتلعثم:
-أ…. أيوه أنا حامل من فؤاد
شهقات ممتاليه صدرت من حلق الحاضرين، جحظت عيني فؤاد ولطم وجهه بخفه قائلًا:
-يخربيت أم هطلك إيه إلي بتقوله ده؟
نظر فؤاد للجميع وخص والدته بالنظرة الأخيرة محاولًا التوضيح:
-يا جماعه لأ دا…
قاطعته وسام قبل أن يوضح أي شيء قائلة بصوت مرتعش:
-خلاص يا فؤاد مينفعش نخبي أكتر من كده… كلها أيام وبطني هتبان
ضرب فؤاد كف يده بظهر اليد الأخرى بقوة قائلًا بسخريه:
-نعم يختي! أيام وبطنك هتبان؟!
زم والدها “وحيد” شفتيه ونظر للجد وهو يضغط على أسنانه بغيظ قائلًا:
-طبعًا سمعت يا حج ماجد!
كان الجميع مصدوم من حوار فؤاد ووسام ولم يعقب أحد فقط اكتفوا بتصويب نظرات الحيرة نحوهما، ليعقب الجد بنبرة هادئة وكأنه فهم ما تحيكه وسام:
-إقعد يا وحيد نتفاهم بهدوء
صرخ وحيد قائلًا بنبرة مرتفعة وبغضب عارم:
-محدش يقولي نتفاهم أنا لا قاعد ولا نيله
عقب هشام بنبرة مرتفعه وبنفس الغضب:
-إعقل كلامك يا وحيد ومتعليش صوتك على أبويا
ضرب وحيد كفيه معًا وقال غاضبًا:
-وهو إنتوا خليتوا عندي عقل دا إنتوا عيلة تجيب الشلل!
ليعقب نوح قائلًا بحدة:
-إحترم نفسك متغلطش ومتعليش صوتك على بابا
ابتسم وحيد قائلًا باستهزاء:
-أيوه كل واحد يطلع يقولي متعليش صوتك على بابا يا حبايب قلب بابا
تمنت وسام أن يغادر والدها لتوضح لباقي العائلة حقيقة الأمر، نظرت لوالدها وهتفت بارتباك:
-امشي يا بابا خد مراتك وامشي
رد والدها بتعجب:
-أمشي!
ازدردت وسام ريقها وعقبت بتلعثم وهي تنظر لفؤاد الواقف جوارها:
– أنا دلوقتي في عصمة راجل
ومعملتش حاجه حرام
ابتسم فؤاد ببلاهه وهو ينظر لها قائلًا بتعجب:
-والله!
تنهد فؤاد بقوة ومسح على وجهه يكظم غيظه منها، لكنه قرر استغلال الموقف لصالحه وضع
كلتا يديه بجيبي بنطاله قائلًا بجديه:
-تمام أوي كده وإحنا كنا متجوزين عرفي هاتولنا بقا المأذون حالًا عشان نصلح غلطتنا ونخليه رسمي
شهقت وسام بصدمه وجحظت عيناها بذهول، فلم تتوقع رد فعل كهذا من فؤاد! نظرت لفؤاد وحدجته بنظرات حارقه فوضح قائلًا بسخرية وهو ينظر لها:
-إيه مش إنتِ حامل! عايزين نلحق نفسنا قبل ما بطنك تبان وتبقى فضيحه….
__________________________________
ليتنا نستطيع الإبتعاد عن جُل ما يؤرقنا، ليتنا نستطيع محو الآلام والذكريات القاسية من جعبتنا، أياليت للسعادة ترياق نحتسيه كلما شعرنا بنفحة الحزن تدنو من قلوبنا! ليت الحزن كائن حي لنقتله وندفنه فنتخلص منه أبدًا.
في إحدى المستشفيات الحكوميه جلست هبه بغرفة الأطباء شاردة بعد أن ارتدت ثياب عملها، تذكرت صورة طليقها مع زوجته وكيف كان مبتسمًا بسعادة وكأنه يتزوج لأول مرة متناسيًا تمامًا زواجة المنصرم، أغلقت عينيها بألم لتعتصر تلك الدمعة التي تطرق باب جفونها، أفاقت على طرقات باب الغرفه ليأتيها صوت أحدهم:
-دكتوره هبه الإستقبال مقلوب بره وعاوزينك
قاومت ليخرج صوتها طبيعيًا وقالت برسميه:
-حاضر جايه حالًا
مسحت دموعها وزفرت بقوة وهي تتجه نحو الباب لتخرج وتباشر عملها…..
______________
على جانب أخر وقف ذالك الشاب يصيح بحدة:
-أنا عايز أعرف فين الزفت الدكتور! هو أنا هقعد مستني طول الليل؟
رد عليه الممرض قائلًا بامتعاض:
– ياريت تتكلم بأسلوب أحسن من كده عيب أوي الطريقه دي
ضرب الشاب يده بالحائط بعصبية وهو يقول بغضب وبنبرة مرتفعة:
-إنت كمان بترد عليا! بقالي ربع ساعه كامله مستني الدكتور يظهر؟ إيه الإهمال ده!
سمعت هبه حواره كاملًا نفخت بحنق وقالت بهمس:
-هي ليله باينه من أولها
زفرت بقوة ووضعت سماعة الطبيب حول عنقها ثم وقفت خلف ظهر الشاب الطويل عريض المنكبين مقارنة بها وهتفت بسماجه:
-فيه إيه؟
أشارت لنفسها وهي تقول بامتعاض:
– الزفت الدكتوره واقفه قدامك، نعم!
التفت لذالك الصوت الأنثوي الرقيق، وما أن التفت لها رأت وجهه ونظرت للسرير إلى تلك الطفله الجميله التي ترقد بلا حول ولا قوة، إنه نفس الشاب الذي صادفته مع ابنته قبل قليل، رمقها بنظرة سريعة وقال بنبرة حادة:
-طبعًا لازم يكون فيه إهمال طلما الدكتور واحده ست!
عقبت بحدة:
-إحترم نفسك يا أستاذ واتكلم بأسلوب كويس
وضع سبابته أمام وجهها وقال:
-متعليش صوتك عليا
نفخ بحنق مردفًا:
-أنا عاوز دكتور تاني مش هسيبك تكشفي على بنتي
عقب الممرض بعصبيه:
-خلاص خد بنتك وامشي
هتفت هبه بإصرار:
-يمشي فين! محدش هيكشف على البنت دي غيري
اقتربت من الطفلة ووضعت ظهر يدها على جبهتها تتحسس حرارتها ثم بدأت بالفحص فهتف الشاب بغضب:
-متلمسيش البنت!
أكملت فحصها وكأنه لم يقل شيئًا فأردف بغضب عارم:
-قولتلك متقربيش من البنت!
تجاهلته هبه نحوه وسألت الطفلة بحنو:
-حبيبتي حاسه بإيه؟
قبض على يد طفلته قائلًا بنفاذ صبر:
-يلا يا چوري
زفرت هبه بقوة وحاولت التحدث بنبرة هادئة:
-إنت بتعاند ليه عايزه أفهم! سيبني أكشف عليها
نفخ الشاب بحنق وقال:
-أنا عايز دكتور كبير يكشف على البنت مش عيله لسه متخرجه امبارح
زمت هبه شفتيها وضغطت على أسنانها قائله:
-خلي بالك إنت بتغلط!
عقب بسماجه واستفزاز:
-ما أغلط براحتي إنتِ هتحاسبيني
صاحت بنبرة حادة:
-إنت شخص مش مؤدب
عقب الشاب ببرود:
-حلو أوي هاتولي بقا مدير المستشفى
ابتسمت بسخرية وهي تقول:
-عايز مدير المستشفى بنفسه عشان يكشف على بنتك!
هز رأسه وقال ببرود:
-لأ عايزه عشان أشتكيكِ مش أنا مش مؤدب! هوريكِ بقا قلة الأدب…
ضحكت وقالت بتهكم:
-إنت فاكرني هخاف إن شاء تجيب رئيس الجمهوريه أنا مبخافش
ابتسمت قائله بتحدي:
-وبرده هكشف على البنت
هتف بنبرة مرتفعة لكن لم تؤثر بها:
-قولتلك ابعدي عنها إنتِ مبتفهميش!
أكملت فحصها وطلبت من الممرض إحضار الدواء، ابتسمت هبه للطفله فابتسمت الطفله لها وهتفت ببراءة:
-بابا خليها تكشف عليا أنا بحبها
ملست هبه على شعرها بحنو وقالت:
-يا حبيبتي دا أنا إلي بحبك أوي والله
قبض على يديه بقوة وعض شفتيه السفليه بانفعال، وباشرت هي عملها وهي تبتسم للطفله بحنو فهي أحبتها من النظرة الأولى، وبعد أن وصفت لها العلاج وقفت برسميه تقول:
-أنا عملت الازم شويه والحرارة هتنزل
رمقها بغيظ ولم يعقب فتمتمت قائله بنزق:
-بجد الله يكون في عونك يبنتي دا إنت راجل صعب!
زم شفتيه قائلًا:
-سمعتك على فكره
ضحكت قائلة باستفزاز:
-وإيه يعني متسمع دا إنت شخص غريب ومريب
عقب بحدة وبتحدي:
-وإنتِ مش محترمه والظاهر كدا إن فصلك من الشغل هيكون على إيدي
عقبت باستهزاء:
-يا ماما! تصدق خوفت وركبي بتخبط على الجيران
نفخ بحنق قائلًا:
-بارده جدًا
عقبت قائلة بسخريه:
-لو جوري سخنت إنت مش محتاج تعملها كمادات ممكن تحط إيدك عليها ببرودك ده
ابتسم باستفزاز قائلًا:
-وكمان ظريفه!
دخل دكتور أخر لغرفة الفحص وقال:
-إيه يا دكتوره هبه المستشفى كلها بتقول إنك بتتخانقي؟
-لأ أبدًا هو إحنا بتوع خناق!…
أردفت وهي تنظر نحو الشاب:
– بس فيه ناس كدا غتته بتجر شكلنا
أشار الشاب لها قائلًا:
-شايف يا دكتور بتغلط إزاي خليك شاهد
ليهتف الطبيب بدهشه:
-آصف! آصف رجعت امته يبني؟
صافحه آصف قائلًا:
-دكتور عاطف
ضمه عاطف قائلًا:
-ياخي شوف كبرت ولفيت وبرده لسه بتاع مشاكل
ضحك آصف لأول مرة منذ قدومه المستشفى فرمقته هبه بغيظ وهمست لنفسها:
-آصف… إيه آصف ده! راجل غريب واسمه أغرب منه!
هزت رأسها باستنكار، وتنهدت بعمق ثم اقتربت من الطفله لتتحدث معها وتتركه يتحدث مع عاطف…
___________________________________
“”لا أعلم لمَ كل طريقٍ أسلكه يؤدي إليك؟! ومهما حاولت تبديل وجهتي ساقني قلبي نحوك، وكأنك موئلي المحسوم وقدري المعهود ولا سبيل لعقلي إلا أن يرتضيك رفيقًا”
وبعد الكثير من المناقشات والمناوشات التي كانت تراقبها وسام بدون أن تنبس بكلمة، استقر الجميع على طلب المأذون على الفور لإتمام زواج فؤاد ووسام، وصار زواجهما أمر واقعي لا مفر منه ولا رجعة فيه، اقتربت وسام من فؤاد وزمت شفتيها بحنق قائلة بخفوت وهي تجز على أسنانها:
-إيه إلي إنت بتقوله ده؟ بقا إنت متجوزني عرفي! ومأذون إيه إلي هتجيه ده!
هتف بنبرة مستفزة:
-مش إنتِ حامل مني هستر عليكِ وأتجوزك وأمري لله!
عقبت بتحدي:
-تستر عليا إيه أنا مش هتجوزك
-مهو يا أتجوزك يا أبوكِ ياخدك ويمشي
نفخت بحنق ودبدبت قدميها بالأرض بغضب طفولي ثم لوت شفتيها لأسفل قائله بنبرة حزينه:
-يا فؤاد أنا مش عاوزه أتجوز خالص
شعر باعتراضها لكنه لن يرجع بقراره، سيتزوجها رغم أنفها، همس قائلًا:
-اسكتي عشان إنتِ مش عارفه مصلحتك
همست بامتعاض:
– أنت مش عرضت عليا الجواز وأنا رفضت بطل بقا استغلال
ابتسم قائلًا ببرود:
-الكوره جت تحت رجلي والجون فاضي أبقى غبي لو سببتها لحد تاني
أشارت لنفسها قائله:
-الكوره دي أنا! أنا كوره يا فؤاد!
ضحك قائلًا:
-دا إلي فهمتيه؟ لا واضح إني هعاني معاكِ!
أخذت نفس عميق وزفرت ببطئ لتهدأ وقالت بنبرة هادئة:
-طيب بغض النظر عن كل إلي بيحصل فين بقا الأكل إلي إنت جيبته من المطعم!
التفت لها بدهشه مرددًا:
-الأكل! إنتِ بارده يا بت ليكِ نفس تأكلي في الظروف دي!
تذكرت رائحة الطعام وقالت بابتسامه:
-الأكل كان ريحته تجنن وأنا هموت وأدوقه!
أخرج المفتاح من جيبه وهو يقول:
-تعالي ورايا الأكل في العربيه بس استني نسحب نفسنا من غير ما حد ياخد باله
لاحظت مريم انسحابهما فتبعتهما بهدوء وهرولت فرح خلفها وتبعتهم والدة فؤاد…
فتح سيارته وأخرج الطعام ليتناولاه معًا بدأت تأكل باستمتاع وهي تقول:
-الأكل دا الحاجه الوحيده إلي بتخرج الواحد من أحزنه
أخذ قضمة أخرى قائلًا باستمتاع:
-طعمه فظيع يا بت يا وسام
نظرت للساندوتش بيده وقالت:
-جيب حته من معاك كده
رفع شفتيه لأعلى وقال بسخرية:
-مهو نفس الساندوتش ولا هي طفاسه وخلاص
قالت بجديه:
-لأ اجرب برده ممكن يكون احلى من الي معايا بص هدوقك وتدوقني
تنهد بقوة قائلًا:
-ماشي
صوبت وسام يدها بالسندوتش أمام فمه وفي نفس الوقت صوب يده بالسندوتش لفمها، وأغلق الإثنان أعينهما، وبعدما أخذ فؤاد قضمة هتف فؤاد قائلًا باستمتاع:
-حلو أوي عشان من إيدك
أصابتهما الدهشة بمجرد أن فتحا أعينهما ونظرا جوارها فقد كانت والدته تقف واضعة يدها حول خصرها ورافعة إحدى حاجبيها بنزق، وبجوارها مريم التي تعقد ذراعيها معًا حول صدرها وفرح التي فغرت فاها من صدمتها لما رأت، ضربته والدته على ذراعه قائله:
-يا خسارة تربيتي فيكم يا خسارة
هتفت فرح بسخريه:
-هو ده إلي فؤاد أخويا وبس!
كانت وسام تمضغ ما بفمها وهي تقول:
-فعلًا فؤاد أخويا وبس إنتوا فاهمين غلط
سألتها مريم مستفهمه:
-طيب فهمينا يختي الصح!
زمت والدته شفتيها معًا وقالت خانقة:
-هيفهموكي إيه ما إحنا شوفنا بعنينا!
هزت وسام رأسها بالنفي وقالت:
-دا بابا كان عاوز يجوزني بالغصب وأنا قولت كدا عشان يحل عني بس والله
عقبت فرح:
-يعني إنتِ مش حامل؟!
هزت وسام رأسها نافية:
-حامل إزاي لا طبعًا!
كان فؤاد يتابع كلامهن ويأكل دون أن ينبس بحرف، ضربته والدته بذراعه مرة أخرى وقالت:
-إنت إزاي تعمل كدا من غير ما تقولي؟ وهاتوا المأذون أصلح غلطتي!
ضحك ولم يعقب، فعقبت فرح بابتسامه:
-يعني إنتوا هتتجوزوا بجد ولا دي خطه؟
عقب فؤاد وبفمه الطعام:
-لا إحنا هنتجوز بجد طبعًا
عقبت مريم مبتسمة بسعادة:
-بس تصدقوا إنتوا لايقين على بعض!
ابتسم فؤاد قائلًا بفرحه:
-مش كدا برده يا مريم!
نظرت فرح للساندوتش بيد وسام وقالت:
-هاتي حته من السندوتش ده
هزت وسام رأسها بالنفي وضمت الساندوتش لصدرها بتملك، لاحظ فؤاد تجهم وجه والدته فصوب الساندوتش لها قائلًا:
-تاخدي حته يا ماما
عقبت والدته بنزق:
-مش عايزه حاجه اطفح خلص المأذون وصل
أعطاه لأخته قائلًا:
-خدي يا مريم كمليه
أخذ الساندوتش من يد وسام قائلًا:
-خدي يا فرح
شهقت وسام بصدمه فأردف:
-البت فرح بصالك فيه أنا خايف عليكِ بطنك هتوجعك
مسك فؤاد يد والدته ودخلا للبيت ليسترضيها، نظرت وسام لفرح ومسكت يدها بارتباك وهي تقول:
-إلحقيني أنا بجد مش عايزه أتجوز
رفعت فرح كتفيها لأعلى ومطت شفتيها للأمام كناية عن قلة حيلتها وأخذت قضمه أخرى من السندوتش، ومريم كذالك وهتفت مريم وهي تلوك الطعام بفكها:
– الواد فؤاد ده هداف عرف ينشن صح
عقبت وسام بقلق:
-أنا بفكر أهرب بس هروح فين؟
عقبت فرح وهي تمضغ الطعام قائلة:
-أنا رأيي متهربيش صدقيني مش هتلاقي عريس زي فؤاد
أومأت مريم رأسها وهي تلتهم أخر جزء من الساندوتش قائلة:
-صح يا فرح
هزت وسام رأسها بالنفي قائله:
-أنا مش عاوزه أتجوز خالص إفهموني بقا
نظرا مريم وفرح لبعضهما ورفعت كتفها لأعلى بحيرة، أما وسام فهرولت للداخل…
________________________________
كان سالم كالثور الهائج يقطع الغرفة ذهابًا وإيابًا وزوجته تجلس على الأريكة بارتياح، فتاة بمنتصف العشرينات جميلة الملامح بأعين واسعة بنية وشعر بني وبشرة بيضاء صافية، تزين يديها وقدميها بطلاء الأظافر وتفرد ظهرها الذي يصل لكتفها، وترتدي روب شتوي طويل، كانت تشاهد إحدى المسلسلات متجاهلاه تمامًا، نظرت له قائلة بنزق:
-إهدى بقا خيلتني مش عارفه أركز في المسلسل
-ما إن شاله عنك ما ركزتي
أغلقت جهاز اللابتوب ونظرت له قائلة بسخريه:
-إيه متضايق أوي إن العروسه هربت منك!
تلعثم قائلًا:
-ع…عروسة مين؟
-الحلوه بنت جوز أمك هو إنت فاكرني نايمه على وداني! دا أنا مصحصحالك أوي يا حبيبي
ازدرد ريقه وقال بصوت مرتبك:
-إنتِ عرفتي منين؟
ضيقت عينيها وهي تقول بتهكم:
-معقوله سايبني أنا ورايح تبص للجربانه دي!
مصمصت بشفتيها قائلة:
-صحيح من كتر أكل الحلويات نفسك جابتك على جبنه قديمه مدوده
تلعثم قائلًا:
-خلاص الموضوع انتهى مفيش داعي للكلام فيه
ضحكت وقالت ساخرة:
-لا وكمان غبي أخدت فستاني بتاع الفرح وروحت إديتهولها فاكرني مش هاخد بالي!
-غلطه وفوقت منها خلاص يا نغم سامحيني
قامت من مكانها وقالت بقوة:
-فستاني يرجع يا سالم والنهارده…
سارت خطوتين مبتعدة عنه ثم توقفت واستدارت له قائلة بتهديد:
-وبالنسبه للغلطه دي أنا اعتبرتها نزوه وهسامحك عليها لكن لو اتكرر الموضوع ده هقدم الصور والفيديوهات والأوراق إلي معايا للشرطه وإنت عارف عقابك هيكون إيه!
يا إلهي مجددًا تهديدها ووعيدها! لم يستطع الرد ولم يعقب ولو ببنت شفه اكتفي فقط بإماءة رأسه بارتباك، فهو ضعيف أمام شخصيتها القويه الشديدة، هي أنثى لكن لا يعرف الضعف طريقه إليها، فهي عرفت كيف تستغله مؤخرًا ولفت الحبل حول عنقه وإن أخطأ لن تتردد بإحكامه عليه لتتخلص منه للأبد، ظل ينظر. لأثرها حتى دخلت لإحدى الغرف، حمل هاتفه وطلب رقم والدته وما أن ردت عليه قال على الفور بنبرة حاده:
-اتصرفي وهاتي الفستان من البت النهارده عشان أرجعلك دهبك
-ماشي هجيبهولك كمان شويه وأخد الدهب
أغلق الهاتف بوجهها بدون تحية وألقاه جواره بغضب، أما والدته فهزت رأسها باستنكار وهمهمت:
-جتك نيله تربية هباب
________________________________
جلست وسام جوار فؤاد تدبدب قدمها بالأرض من شدة توترها، طلب المأذون بطاقتها فابتسمت لأنها عرفت كيف ستهرب من هذا الزواج وحاولت أن تدعي الجديه قائله:
-لأ أنا معيش بطاقه
عقب المأذون بنزق:
-يعني لا فيه بطاقه ولا صور شخصيه ولا شهادة صحيه جايبني أعمل إيه!
مال فؤاد ناحية وسام التي تخفي بطاقتها عنهم وهمس قائلًا:
-خلصي وهاتي البطاقه وإلا والله أخلي أبوكِ يجوزك لسالم
-مش معايا!
-لو البطاقه مكلعتش هرجعك مع أبوكِ والله
نفخت بحنق وهي ترفع فستانها وهي جالسة لتخرج حاويتها من جيب بنطال البيجامه الذي ترتديه أسفل فستانها، أخرجت البطاقه همست بنزق:
-خد…. والله لأوريك يا فؤاد على التدبيسه السوده دي
حدق بالحاوية وقال:
-والتلت صور إلي في الجنب دول طلعيهم
أعتطهم له وهي بقمة غضبها فأردف بابتسامه:
-أيوه كدا شطوره ومطيعه
وضعهم فؤاد أمام المأذون قائلًا:
-اتفضل يا مولانا وباقي الإجراءات يومين وتكون جاهزه
وبعد فترة قصيره إنتهى المأذون بقوله:
“بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير”
ابتسم فؤاد وغمز لوسام، ونفخت هي بحنق لتلك المتاهه التي دخلت بها بمحض إرادتها! وقف فؤاد وتنحنح هاتفًا:
-جماعه لازم تعرفوا إن أنا مكنش بيني وبين وسام أي حاجه هي كانت بتتهرب من باباها بأي كلام عشان ميجوزهاش وأنا استغليت الموقف عشان أكتبها على إسمي وتبقى مراتي للأبد..
وقف وحيد ونظر لوسام بحدة قائلًا بامتعاض:
-مبروك أهي بقت مراتك ولع فيها
قال جملته وغادر البيت يشتعل غضبًا، فهتف فؤاد:
-لا حول ولا قوة إلا بالله إيه الراجل ده!
وقفت عبير ونظرت لوسام بغل قائله:
-اخلعي الفستان ده وهاتيه عشان أرجعه لصاحبه
كانت وسام شاردة بكلمة والدها “ولع فيها” ألتلك الدرجة هانت عليه ابنته؟! عندما طال صمتها أردفت عبير بنبرة مرتفعه هزت قلبها:
-مسمعتنيش! قولت هاتي الفستان!
عقبت خالتها وهي ترمق عبير بحدة:
-ما براحه شويه يا ست إنتِ….. هتاخديه على الجزمه بس براحه
عقبت وسام بنبرة ظهر خلالها الإنكسار:
-هروح أخلعه وأجيبهولك
عقبت عبير بتهكم:
-هستنى في العربيه يا عروسه
لم تعقب وسام وهرولت للداخل وتبعها جميع السيدات للداخل
____________
تنحنح يوسف ونظر لفؤاد قائلًا بهمس:
-المغفلين زادوا واحد
ضمه فؤاد قائلًا بمرح:
-الله يبارك فيك يا حبيبي
همس نوح قائلًا:
-إنت طلعت مش سهل ياد
ضمه فؤاد وهو يقول:
-الله يبارك فيك يا ابن خالي
هتف الجد قائلًا:
-ينفع المسرحيه إلي عملتوها دي يا فؤاد!
مسك فؤاد يد جده وقبلها معتذرًا:
-أنا آسف يا جدي سامحني..
تنهد الجد وربت على كتف فؤاد قائلًا:
-ماشي يا فؤاد مش محتاج أوصيك على وسام
ابتسم فؤاد قائلًا:
-في عنيا يا جدو
________________________________
وفي غرفة وهيبة وقفن الثلاث فتيات، خلعت وسام الفستان، كانت ترتدي أسفله بيجامة وردي على شكل فأر، ضحكت فرح قائله:
-إيه ده إنتِ كنتِ لابسه ده تحت الفستان!
ضحكت مريم قائله:
-فؤاد لو شافك كدا ممكن يرجع في كلامه
عقبت وسام بنزق:
-ياريت يرجع في كلامه…
مدت يدها بالفستان لفرح قائله:
– خدي طلعي البتاع ده للحرباية الي بره
-أنا مش هروح لوحدي تعالي معايا يا مريم
خرجت مريم مع فرح من الغرفه وجلست وسام على المقعد بقلة حيلة، فقد تركت ملابسها كاملة ببيت والدها ولا تمتلك غير تلك البيجامه المضحكة، زفرت بقوة ودخلت خالتها عليها الغرفة وقفت وسام أمامها ونظرت إلى وجه خالتها الخالي من التعبيرات فاعتقدت أنها ممتعضه مما حدث، فحاولت التبرير قائلة:
-أنا آسفه يا خالتو مكنتش متوقعه كل ده يحصل؟
اتسعت ابتسامة خالتها وقالت:
-بس يا هبله!
هزت وسام رأسها يمينًا ويسارًا وبكت قائلة:
-أنا مكنتش عاوزه أتجوز يا خالتو مكتتش عايزه خالص والله
لكزتها خالتها بكتفها فائله بابتسامه:
-بتعيطي ليه يا خايبه دا فؤاد يا به إلي مكنتيش بتنامي إلا في حضنه
مسحت دموعها بكفيها وقالت:
– يا خالتو كنت بعتبره أخويا لكن عمري ما تخيلته جوزي
ربتت خالتها على كتفها قائله بابتسامة:
-ودلوقتي بقا جوزك وسندك يحببتي ربنا يهنيكم
ضمتها وسام فربتت خالتها على ظهرها بحنو وقالت:
-أنا لازم أعملكم فرح وأجهزلكم الشقه إلي فوق شقتي
خرجت وسام من حضنها قائلة بيأس:
-مش مهم يا خالتو
-لأ إنتي مش أقل من أي بنت وهجهزك أحلى جهاز كمان…. يا وسام إنتِ بنتي يا بت
ضمتها خالتها بحب فقالت وسام:
-والله بحبك أوي يا خالتو أنا مشوفتش ماما إنتِ ماما
ابتسمت خالتها قائله:
-أيوه من هنا ورايح أنا ماما انسي خالتو دي
سمعتا صوت الرجال بالخارج فقالت خالتها:
-الجماعه دخلو تلاقيهم عاوزين يتعشوا هروح أساعد مرات خالك وإنتِ بطلي عياط
أومأت وسام رأسها، وأخذت نفسًا عميقًا ثم زفرت بقوة لتخرج من قلبها ذالك الألم الذي يغصره عصرًا….
______________________________
وفي المستشفى جلست هبه مطولًا مع چورين، تحدثت الطفله قائله:
-ماما راحت عند ربنا بابا تيمًا “دائمًا” يقولي كده
-يعني إنتِ عايشه مع بابا وبس؟
أومات الطفله برأسها فقالت هبه مستفهمه:
-هو بيضربك؟!
-لأ مش بيضربني بس بيزعقلي تيمًا
-طيب ايه رأيك نبقا أصحاب؟ ولما يزعلك تحكيلي؟
مطت چوري شفتيها قائلة بقلق:
-مش عارفه بابا هيوافق ولا لأ هو مش وافق… على… أمير صاحبي… و.. ولا مراد
-عشان دول ولاد إنما أنا وإنتِ بنات عادي
ابتسمت الطفله قائله:
-ماشي بس نكون أصحاب في السر عشان أنا حبيتك وخايفه مش يوافق
-عادي نكون أصحاب في السر
-اكتبيلي رقمك في ورقه عشان أكلمك تيمًا
كتبت هبه رقم هاتفها وأعطته الطفله وهي تهمس:
-إوعي الورقه تقع منك
نظرت الطفله للورقة وقرأت الرقم عدة مرات ثم قالت:
-حفظته
نظرت لها هبه بإعجاب وقالت:
-ياربي على القمر أنا عايزه بوسه مش قادره أستحمل
ضمتها الطفله بحب وأعطتها قبلة طويلة على إحدى وجنتيها ثم ضمتها مرة أخرى بقوة وهي تقول:
-أنا بحبك أوي
ضمتها هبه وهي تملس على شعرها بحنان وتقول:
-أنا عشقتك خلاص عديت مرحلة الحب بعد الحضن ده
نظر آصف نحو ابنته وهبه فقد انشغل بالكلام عبر الهاتف وترك هبه تجلس معها طويلًا، ابتسم لكن اختفت ابتسامته فجأه وتنهد بألم وهو يقترب من ابنته قائلًا بنبرة جادة:
-يلا بينا يا چوري
أومأت الطفله برأسها، ومسكت يد والدها لتغادر، التفتت وغمزت لهبه وهي تضع الورقه بحقيبتها الصغيرة، فابتسمت هبه لبرائتها وبراعتها في خطف قلبها، نظرت هبه نحو آصف فوجدته يرمقها بحدة فتلاشت ابتسامتها وهي تنظر له باشمئزاز متمتمه:
-إزاي الكائن المستفز ده يخلف القمر دي أكيد طالعه لأمها الله يرحمها…
__________________________________
استأذن يوسف وفرح وعادا إلي بيتهما، دقت الساعة العاشرة مساءًا، كان مستلقيًا على السرير وهي ترقد جواره سألته:
-إنت نمت!
التفت لها قائلًا:
-لسه هنام…. إيه عايزه حاجه؟
-أصل أنا مش جايلي نوم
-غمضي عينك بس هتنامي
-يوسف… بصراحه في سؤال شاغلني!
-سؤال إيه؟
-هو ليه الناس بتروح تصيف لكن مفيش حد بيروح يشتي
-دا السؤال إلي شاغلك!؟
عقبت بجديه:
-أيوه يعني ليه فيه مصيف لكن مفيش مشتى
استدار يوسف نحوها ليرقد على جانبه ويقول:
-طيب الناس بتروح ترمي نفسها في البحر من الحر في الصيف فسموه مصيف يعملوا مشتى إزاي؟
عقبت بجديه:
-زي ما فيه بحر في الصيف يبقا فيه نار في الشتا
عقب يوسف قائلًا:
-يعني قصدك إحنا بنرمي نفسنا في البحر عشان نصيف نرمي بقا نفسنا في النار عشان نشتي
ضحكت قائلة:
-لا لا لا ممكن نولع في مكان ونقعد قدامه نتدفى مثلًا أو يبقا فيه بحر برده بس مايه دافيه ويسموه مشتى
ابتسم قائلًا:
-يعني نقعد طول الصيف نلم خشب كتير ونولع فيه في الشتا ونقعد قدامه
اختفت ابتسامته واستدارت للجهة الأخرى وهو يقول بنزق:
-نامي يا حبيبتي تصبحي على خير
ردت عليه قائله:
-وإنت من أهله
وبعد دقيقتين هتفت:
-يوسف
رد بنفاذ صبر:
-نعم!
-أنا بجد زعلانه أوي
استدار إليها مرة أخرى قائلًا بقلق:
-ليه بس مالك يا حبيبتي؟
استدارت إليه قائلة بنبرة حزينة:
-تخيل إن أنا ممكن أكون أم لكن عمري ما أكون أب وممكن أكون أخت لكن لا يمكن أكون أخ ممكن أكون جده لكن عمري ما أكون جد ممكن أكون عمه لكن عمري ما أكون عم وممكن ….
قاطعها قائلًا بسخرية:
-نامي يحببتي السهر وحش عشانك
عقبت وهي تغلق عينيها:
-تصبح على خير
-وإنتِ من أهله
وبعد دقيقتين هتفت قائله:
-يوسف إنت نمت؟ حبيبي… يا روحي… يا دكتور
لم يرد عليها متظاهرًا بالنوم فبدأت تغني:
-أقوله يا يوسف ميردش أقوله حبيبي ميردش أقوله يروحي ميردش أقوله يا دكتور ميردش
وقفت على السرير لتقفز وتصفق وهي تقول:
-أعمله إيه إيه
فتح عينيه وانفجر بالضحك وشاركته وهي تجلس جواره، اعتدل جالسًا وقال بجدية:
-فرح إنتِ مش ملاحظه إن ماما شاهيناز وماما صفاء مستعجلين على الحمل وعاوزين يشيلوا عيالنا
ضحكت فرح قائلة:
-اه فعلًا وماما دائمًا تدعيلنا على الحوض
نهض عن السرير وهو يقول:
-بالظبط أنا هقوم أعملي كوباية قهوة عشان أفوق ونشوف الموضوع ده
مسكت يده تسحبه ليرقد مجددًا وهي تقول:
-موضوع إيه لأ تعالى نام أنا آسفه
هز رأسه بالنفي قائلًا:
-انسي مبتقبلش أسف
__________________________________
جلست وسام في حالة من الإضطراب، نقُص هرمون النورإيبينفرين من دمها فحاوط قلبها غيوم من الحزن التي ارتطمت ببعضها لتمطر مغرقة قلبها بأنهار من اليأس والشجى، ملئت أنهار الحزن قلبها وبدأت تفيض حتى خرجت من عينيها كشلالات تسيل على صفحتي وجهها، انتبهت من نوبة البكاء على صوت دربكة بالغرفة تجاهلتها في البداية وقامت تفتح خزانة الملابس الخاصة ب وهيبه لترتدي أي عباءة لتخرج من الغرفة، مسكت العباءة السوداء بيدها فسمعت صوت صرير وتأكدت من مصدره حين رأت مجموعة فئران يركضون لخارج خزانة الملابس حتى أن أحدهم لمس قدمها وهو يهرب أغلقت عينيها وهي تصرخ:
-فااااااار
تركت العباءة من يدها وفتحت باب الغرفة تركض للخارج هائمة….
على جانب أخر كاد يخرج من المطبخ المجاور لغرفتها يحمل بيده أكواب من الشاي وهي تركض للخارج هائمة من أثر الصدمة حاول تنبيهها قائلًا:
-حاسبي حاسبي
لكنها اصطدمت به، ابتعد عنها بسرعة وتنفس بارتياح لانه أنقذ أكواب الشاي، وحين رأت وسام الفأر يخرج من الغرفه صرخت وركضت باتجاه فؤاد تختبأ خلفه وهي تصرخ، صرخ هو الأخر حين وقعت أكواب الشاي من يده أرضًا، وكلما رأت الفأر تصرخ وتختبا خلفة فتعرقلت قدمه وهوى أرضًا وسحبها هي الأخرى لتقع فوقه، خرج الجميع أثر صوت الصرخات دفعها بقوة وهو يقول بنزق:
-قومي يا بت من عليا
دفعها بقوة وقام هو الأخر، فهتفت وسام مبررة:
-الأوضه مليانه فئران وكانوا بيجروا ورايا والله
نظر الجد للبيجامة التي تشبه الفأر التي ترتديها وضحك قائلًا:
-يحببتي تلاقيهم فاكرينك فار زيهم فبيلعبوا معاكِ
-لأ يا جدو دا الفار كان بيخوفني وبيلعبلي شنباته
عقب هشام وهو يضحك قائلًا:
-لأ تلاقيه بس كان بيهزر معاكِ
نظرت وسام للفأر الذي يركض بالبيت وصرخت:
-أهوه فار أهوه
أخذ فؤاد العصا وضربه، فخرج واحد أخر فصرخت وسام ونبهته ليضربه هو الأخر، إلى أن قتل ما يقرب من خمسة فئران، ظهرت وهيبه خلفهم وشهقت بصدمه وهي تضرب صدرها بيدها وتصرخ قائله لفؤاد:
-زيكو! إنت قتلت زيكو ومراته وعياله؟ يا قاتل يا مجرم يا سفاح
نظرت للفئران وصاحت بحسرة:
-إنا لله وإنا إليه راجعون… متقلقش يا زيكو أنا هاخد بطارك وأبرد نارك ارقد بسلام
نظرت لفؤاد بشر فاتسعت حدقتيه وهو يقول:
-ايه يا تيته! بتبصيلي كدا ليه؟
سحبت العصا من يده وضربته على كتفه، فتأوه وركض وركضت خلفه، وركض باقي العائلة خلفهما أما وسام فكانت تتابعها منفجرة بالضحك على منظر فؤاد الذي صعد الدرج راكضًا، هتفت وسام:
-اديله يا تيته مترحمهوش خديلي حقي منه
وهنا التفتت وهيبه لوسام ونظرت لها بشر ثم اتجهت نحوها وهي تقول:
-إنتِ السبب يا وش النصايب
صرخت وسام وركضت هي الأخرى صعدت الدرج مسرعة خلف فؤاد ودخلا للشقة وأغلقا الباب، وضعت يدها على صدرها لاهثة فقال فؤاد وهو يلهث:
-تيته عايزه تقتلنا عشان موتنا الفئران
ضحكت وسام قائلة:
-شوفت كانت بتقول إيه زيكو قتلت زيكو ومراته وعياله!
جلست وسام وهي تضحك على الأريكه وجلس فؤاد جوارها منفجرًا بالضحك، وعندما هدأت أنفاسهما نظر فؤاد لملابسها وبدأ يتفحصها قائلًا:
-وريني بقا إلي إنتِ لابساه ده!
بدأ فؤاد يتفحصها من أعلى لأسفل بتمعن وهو يقول:
-كدا أعرف أبصلك براحتي وأمسك إيدك و…
قامت من جواره وقالت بنزق:
-إحترم نفسك يا فؤاد أصلًا الجواز دي مش هتكمل
نهض واقفًا ولكزها بذراعها قائلًا:
-بس يا به
نظرت له بتحدي قائله:
-لأ بجد أنا عمري ما هوافق إنسى
عقب بسخريه:
-ماشي هنبقا نشوف الموضوع ده
سارت خطوات نحو الشرفة وتبعها، أغلقت باب الشرفة وقالت:
-فؤاد
رد عليها:
-نعم
عقبت بارتباك:
-بما إننا إتجوزنا أنا نفسي أعمل حاجه بس خايفه تفهمني غلط
وضع كلتا يديه بجيبي بنطاله وابتسم قائلًا:
-لأ عادي تبوسيني إنتِ بقيتِ مراتي
عبس وجهها وقالت:
-أبوسك إيه؟! دا إنت بتحلم!
قالت بارتباك:
-غمض عينيك
رفع إحدى حاجبيه قائلًا:
-لأ أنا عارف الحركات دي هتضربيني بالقلم أكيد!
-والله ما هضربك بس غمض عنيك
أغلق عينيه وهو يقول:
-اهوه بس والله لو ضربتي هيكون فيها زعل
انتظر أي رد فعل منها فلم تبادر، فتح عينيه ببطئ وتفاجئ حين………

يتبع….


reaction:

تعليقات