رواية سينا أصبحت قدري كاملة بقلم مي محمد عبر مدونة كوكب الروايات
رواية سينا أصبحت قدري الجزء الثالث الفصل السابع و الثلاثون 37
**تتجمع العائلة اخيرا على مائدة واحدة ، لا يتذكرون اخر مرة تجمع كل هذا العدد على تلك المائدة فقط ينقصهم “نور”و”مالك” ، ينظر “رعد” لموضع ابنته بعدم رضا ، قد حدثه “سيف” أنهم خرجوا ف عمل ليومين ولكنه لم يقتنع يعلم أنها تستطيع إنهاء أعمالها وهيا بالمنزل كان يود بقاءها بجواره الا تكفى كل تلك السنوات بعيدة عنه .
أما “حور” و”روز” كان حديثهم عن الزفاف وتحضيراته لتبدأ “روز” حديثها قائلة :
” انا تكلمت مع كم مهندسة ديكور تيجى تزين القصر عشان الفرح ”
لتردف “حور” قائلة بحماس أيضا :
” وانا بردو كلمت طاقم الشيف عشان يجى على الوقت المحدد ونبقا نحدد أصناف الاكل والحلاويات بعد الفطار ”
ليحدثهم “احمد” قائلا :
” متقلقوش ان شاء الله هنلحق ونخلص على الوقت”
بينما “رعد” لم يكن معهم عقله مع صغيرته التى لا يعلم مكانها ، ليستأذنهم مغادرا يجب أن يعلم مكانها وما ذلك العمل الذى اضطرها لترك القصر ..
اما “عمرو” فيختلس النظرات لتلك الحورية التى أمامه بين والدتها وشقيقها ، يؤنب ذاته لانه جلب لها ذلك الفستان الذى لا يجعل منها سوا ملاك البنفسج هبط من السماء للتو ، كيف سيتركها تذهب هكذا ..كلما خطرت له أن الجميع سيكونون عينهم عليها بل ويتغزلوا بها بعينيهم أيضا يشعر بالدماء تصعد لعقله من شدة الغضب ، لن يتركها تذهب وحدها بل سيكون معها نعم ذلك انسب حل …
وهناك عند عصافير حب الكنارى “عمر”و”حنين” يزعجها الآخر بقدمه من أسفل الطاولة ، يبتسم باستمتاع لمناغشته لها ، أما هيا تبعد قدمها لكن كلما ابعدتها وصل لها الآخر لا تعلم كيف ويظل يضايقها .. لم تجد حلا الا ضربه بكعب صندلها كى يجلس بأدب ، لم تمضى لحظات حتى ضرب “عمر” بيده على الطاولة مما جعل الجميع ينتبه له ..
ليردف “عمرو” قائلا باستغراب لفعلة أخيه تلك :
” مالك يا عمر ف ايه ”
ليتوتر الآخر متألما من فعلة تلك المجنونة قائلا بابتسامة سمجة :
” لا ولا حاجة هوا لقيتكم ساكتين قولت انكشكم بس ههه ”
ليعودوا جميعا لما كانوا يفعلونه ، ليرمقها بنظرات غاضبة متوعدة بينما الأخرى تحاول كتم ضحكاتها مما جعله يغضب أكثر ..ويفكر بخبث بخطط لها .
*******************************
مضى الكثير من الوقت و”مالك” جالسا ينظر لتلك الاميرة النائمة أمامه ، لا يذكر كم من الوقت جلس يناظرها ولكنه لم يمل ولن يمل..
لتبدأ الأخرى بالاستيقاظ ، ليقف مبتعدا عنها على الفور يعلم أنها لن تمرر فعلته مرور الكرام ..
لتبدأ بفتح عينيها ليهاجمها ذلك الصداع الشديد يكاد يفتك برأسها ، تحاول تحريك يديها وقدميها لكنها لا تستطيع ، تتذكر ما حدث لتنظر لذلك المالك بغضب شديد ، كيف يتجرأ على خطفها …
ليبدأ “مالك” بالحديث قائلا :
” عارف انك متعصبة بس أهدى الله يباركلك ، اسمعينى بس الاول تمام ”
لتقاطعه الأخرى قائلة ببرود قاتل يقسم أنها تفكر فى طريقة لقت’له :
” فكنى يا مالك ”
ليردف الآخر قائلا :
” هفكك حاضر بس اسمعينى الاول ، احنا هنا لوحدنا يعنى مفيش إسعاف هنا هتتهورى مش هتعرفى تسعفينى ، فاسمعينى كده الاول بهدوء قبل كل حاجة وال تقوليه هيتعمل ”
ليجدها تنظر إليه نظرات غير مفهومة لكنه يعلم أنها غاضبة منه وإذا فك قيدها بالتأكيد هتنفجر ف وجهه وهوا لن يؤذيها مهما فعلت ..
ليجلس على الكرسى المقابل لها ليكمل حديثه قائلا بهدوء وهوا ينظر بعينيها :
” انا كنت عارف أنه حلمى وقت كان ياخدك من القصر وتغيبوا بالشهور وتيجى يوم كل سنة مكنش عشان يفسحك بس انا مكنتش اعرف بيعمل معاكى ايه ولا ايه بيحصل معاكى ، انا فضلت ادور كتير واحاول الحقكم بس معرفتش ف كل مرة كنت افشل وانتى مكنتيش بتحكيلى حاجة يا نور ، انتى عارفة أنه حلمى بردو معتقنيش بس انا قدرت استحمل متغيرتش يمكن لانه زى ما قولتى كنت كبير شوية تعاليم اهلى مأثرة مكنتش ابن يوم زيك ، انا مش جايبك هنا غصب عنك عشان اقنعك بحبى ليكى زى منتى مفكرة لا انا جايبك هنا عشانك عشان يبقا ليكى حق اختيار حياتك ، تجبرتى قبل كده على حياة كلها عذاب ود’م دلوقتى ف ايدك تختارى تعيشيها بكل تفاصيلها تعيشى الحلو والمر تعيشى السعادة والحزن ، عاوزك تعيشى حياتك كبنت ، انا جبتك هنا عشان تعوضى طفولتك ال تسرقت منك ، انا ايوة بعشقك وهفضل اعشقك بس عمرى ما هقبل تكونى معايا غصب عنك يا نور ”
ترى الصدق يزين عينيه ، لا تنكر تأثرها بكلماته ، الا يعلم أنها حاولت أن تتمسك بطبيعتها الأنثوية الا يعلم كم حاربت كى يتبقى بعض النور داخلها ، لكنها فرضت عليها حياة الادغال بين الحيوانات والمختلين الذين علموها كيف تتفنن بتعذيب البشر ، طفلة كانت تركض بين الوحوش وتتعارك معهم لأجل قوت يومها ، تعلمت كيف تأخذ طعامها من فم الاسود ، الان يريدها أن تعيش طفولتها عن اى طفولة تتحدث يا عزيزى ..
لتردف الآخرى قائلة بهدوء :
” هه طفولتى !! انا معدش صغيرة يا مالك ، تفضل فكنى عشان لو انا ال فكيت نفسى ردى مش هيعجبك ”
لتنهد الآخر فتلك العنيدة لن تعطى له أى فرصة :
” أدى نفسك فرصة يا نور ، متحرميش نفسك من الفرح متحرميش نفسك انك تعيشى حياتك ليكى ، كفاية وجع وضياع لحد كده كفاية ، انا هفكك وياريت تفضلى النهاردة تفكرى وتردى عليا بكرا وال تقوليه انا هعمله ، بس بتمنى تفكرى صح انا مش عايز الا مصلحتك ”
ليبدأ بفك قيدها ، لتتحرر اخيرا من ذلك الكرسى ، بمجرد أن حررها “مالك” ليجدها تسدد إليه لكمة أفقدته توازنه بل ونزف فمه الد’ماء من قوتها ليتألم حقت ، لتردف الآخرى قائلة :
” دى عشان تبقا تخطفنى بدون إذنى تانى يا مالك ”
لتسدد إليه لكمة أخرى بنفس القوة قائلة :
” ودى عشان تفكرنى صغيرة مش عارفة مصلحتى فين ”
لتتركه وتخرج من تلك الغرفة غاضبة منه ومن نفسها ومن الطريق الذى فرض عليها ، لم يكن اختيارها لما لا تفهم ..لا تستطيع الرجوع لا تستطيع….
لينظر اليها بألم واضعا يده على وجهه يشعر أنه تهشمت عظامه ، لينظر لنفسه ف المرأة ليصدم :
” ينهار ازرق معدش ليا ملامح ، لولا أنك بنت بس ابو الحب على ال عايز يحب ، بس بردو مش هسيبك كده هطلعك من الضلمة ال حابسة نفسك فيها يا نور ، عارف انك نفسك تعيشى عارف أنه مكنش اختيارك بس دلوقتى ده هيبقا اختيارك ”
******************************
تقف “نور” فى الغرفة المجاورة له تغلق عليها الباب ، تقف أمام المرآة تنظر لنفسها عقلها لا ينفك يذكرها بالماضى هيا لم تختر أن تكون هكذا ، هيا لم تختر ..
Flash back….
تركض تلك الطفلة وعلى وجهها ضحكتها البريئة تجلجل القصر بأكمله وخلفها ذلك الطفل الذى تعتبره كل شئ لها يلعبون سويا يقضون معظم وقتهم معا كانوا سعيدين حقا ، لكن لم يدم ذلك طويلا ، ليدخل ذلك الضخم الكريه الذى يلقبونه يزعم أنه والدهم لكن الخدم احن عليهم منه ..
ليردف ذلك الضخم بصوته ااخشن قائلا :
” نور تعالى يلا معايا رايحين مشوار ”
لتقف تلك الطفلة خلف شقيقها تحتمى به ليردف “مالك” بغضب طفولى :
” واخدها على فين !!! ”
ليقترب منهم “حلمى” يدفش “مالك” أرضا واخذا “نور” بالقوة يحملها تبكى وتلكمه بيدها الضعيفة ليضربها على وجهها بعنف قائلا :
” لو تحركتى تانى هرميكى للكلاب ال برا ده فاااهمة”
لتضع الأخرى يدها على فمها تكتم بكاءها بحرقة ، ليردف الآخر لذلك الطفل العنيد :
” وعقابا ليك انت كمان هتنزل تنام ف المخزن من غير اكل ولا شرب ”
ليأخذ “نور” معه بينما “مالك” لم يهتم لكلامه وبدأ بضرب “حلمى” والصراخ كى يترك شقيقته ليدفشه الآخر بعنف داخل الغرفة ويغلق خلفه الباب بالمفتاح كى لا يخرج ذلك المزعج ..
End flash back 🔙….
تفيق من شرودها على دق “مالك”لباب غرفتها قائلا :
” الاكل جاهز يا نور مستنيكى ناكل سوا ”
ليتركها وينزل للاسفل كى يعد المائدة ، لتفتح باب غرفتها كى تنزل للاسفل ..
********************************
يخرج “عمرو” برفقة “رحمة” ليوصلها للمشفى وهوا عازم على إكمال اليوم معها لن يتركها …
يصلون فى ربع الساعة لتخرج “رحمة” وفى يدها بالطو الأطباء والID ليفاجأها خروج الآخر أيضا من سيارته لتعتقد أنه خرج لكى يطمئن على دخولها فقط لتردف قائلة :
” خلاص ياعمرو متقلقش أنا وصلت اهو ، روح على شغلك عشان متتأخرش ”
ليسير يقف أمامها قائلا بابتسامة :
” مقدرش أسيب الجمال ده كله يدخل كده لوحده ، انا جاى معاكى ”
لتبتسم ضاحكة تظنه يمزح قائلة :
” هههه ماشى ياعم الغيور ، يلا بقا عشان متتأخرش على شغلك وانا كمان هتأخر ”
ليردف الآخر قائلا بهدوء جاد :
” انا مبهزرش يا سكر انت ، انا جاى معاكى فعلا ”
ليأخذها من يدها ذاهبين للداخل ، ليصلوا لغرفة المحاضرة ليوقفه الحارس قائلا :
” الكارنيه بتاع حضرتك فين !!!؟ ”
***************************
تنزل “نور” للاسفل لتجد “مالك” مازال ف المطبخ يتضح ذلك من صوت غناءه النشاز حقا كم هذا مزعج …
لتدلف للمطبخ لتراه ماذا يفعل ، لتصدم برؤيته يرتدى مريول المطبخ ويحاول أن يطبخ بل يحاول تدمير المطبخ ، يحاول “مالك” اعداد الخبز يعجن ويعجن لكنه يعجن وجهه لا العجينة فوجهه ملطخ بالكامل هناا دقيق وهنا عجين لتصفر حلو الضغط معلنة أنها ستنفجر بعد قليل ليركض لها “مالك” ليخبط العجين ليسقط أرضا ليقف “مالك” ينظر لهذا ولهذا بخيبة أمل بينما جذب انتباهه ضحكات “نور” التى أصبحت تجلجل تلك الفيلا واضعة يدها على معدتها تضحك على منظره وعلى مجهوده ف المطبخ الذى وقع أرضا أمامه بينما هوا ينظر إليها بهيام لا يتذكر متى رآها تضحك اخر مرة ربما عندما كانت بالخامسة من عمرها ليتها تعلم كم أن ضحكتها جميلة بحق ..
لتنتبه الأخرى من نظراته لها لتبتسم له ذاهبة إليه قائلة :
” انت بتعمل ايه يا مالك ”
ليضع مالك يده الملطخة بالعجين أسفل رأسه قائلا :
” بحاول اطبخلنا اكل ”
لتمسك يده تنظر لشعره الذى تلطخ بالعجين تضحك قائلة :
” ههههه خلاص يابنى تعالى معايا كده ربيت نفسك وربيت المطبخ ”
لتأخذه المرحاض قائلة :
” حط راسك تحت المياه دى وانا هشيلك العجين ده ”
لينفذ ما تقوله يشعر بلمساتها على شعره ليغمض عينيه يستمتع بذلك الشعر ، بعد قليل تنشف شعره بالمنشفة ويعودوا مرة أخرى إلى المطبخ ..
بتلبس “نور” المريول وهوا بجانبها لتردف قائلة :
” سيب الطبخ لصحابه هههه الله يخربيتك بهدلت المطبخ وعقابا ليك انك تبدأ تنظفه لحد ما انا اطبخ ”
ليبتسم بأمل يعلم أنها أعطت نفسها الفرصة فإنها أن كانت تريد الذهاب لذهبت يبدو أن خطته الان بدأت بالنجاح حقا فالانثى تظل أنثى ….
********************************
شكله مالك هينجح أنه يخلى نور تعيش حياتها لنفسها وتستمتع بيها بس ياترى هيقدر تخليها تحبه !!؟
وايه هيحصل مع الغلبان سيف 🙂😢
يتبع…..
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية سينا أصبحت قدري ) اسم الرواية
تعليقات
إرسال تعليق