Ads by Google X

القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية مسافات مشاعر الفصل الخامس و الثلاثون 35 - بقلم روزان مصطفى

        رواية مسافات مشاعر كاملة    بقلم روزان مصطفى    عبر مدونة كوكب الروايات 


 رواية مسافات مشاعر الفصل  الخامس و الثلاثون 35

• صباح اليوم التالي / جناح الفُندق
إستيقظت مها وهي تشعُر بـِ الخمول والإرهاق وحتى جسدها تشعُر أنها لا تستطيع تحريكُه، قامت بـِ هدوء وهي ترتدي ملابسها وقامت بـِ فتح نافِذة الجناح وهي تنظُر للخارِج وتستنشِق الهواء ورائِحة البحر بـِ إبتسامة صافية وذِهن رائِق، تقدم مِنها رحيم بعد ما إرتدى هو الأخر بِنطالُه وإحتضنها مِن الخلف وهو يقول بـِ القُرب مِن عُنقها: مستني قرارك، إنتي فكراني عرِفت أنام وأنا متوتر كِدا؟
أعادت مها رايها للخلف لـِ تستنِد على ذقنهُ وهي تقول بـِ رِقة: أنا كمان معرفتش أنام، في المرة الأولى اللي خلِفنا فيها الولدين كُنت حاسة بـِ إهانة رهيبة كإن كُل اللي شدك ليا شكلي وبس! لكِن المرة دي بجد حسيت بـِ مشاعرك، حسيت كإننا متجوزين جديد.. حسيت بـِ مشاعِر مُختلِفة، فاهِم حاجة؟
إبتسم رحيم وهو يلِفها لهُ ثُم نظر لـِ عينيها وقال: قولتلك إديني فُرصة إمبارح بس أفهمِك قد إيه بحبِك وجوايا مشاعِر صادقة مِن ناحيتك، صدقتيني دلوقتي؟
إبتسمت مها فـ داعب أنفها بـِ أنفُه لـِ تبتسِم هي وتقول: عاوزة أتطمِن على الولاد مشوفتهومش مِن إمبارح.
عقد رحيم حاجبيه وهو يقول بـِ مُزاح: هُما كان إسمهُم إيه صحيح؟
ضربتهُ مها بـِ خِفة على ذِراعُه لـِ يحتضِنها ويُقبِل رأسها بـِ قوة وهو يستنشِق رائِحة شعرها.
• داخِل شقة سليم
سليم وهو يرتدي حِذاؤه: يلا يا سِت هانِم أنا خلصت لِبس، واخِد أجازة من الشُغل مخصوص عشان الدكتورة بتاعة سيادتك عملالك ميعادِك إنهاردة بدري.
خرجت نجمة وهي ترتدي مِعطفِها وتقول: يا سلاام، كمان أول ميعاد ليا عشان أشوف البيبي مش عاوِز سعادتك تتعِب نفسك وتيجي معايا؟
سليم بـِ إبتسامة وهو يقترِب مِنها: أنا قولت حاجة؟ إيه القمر دا بس، دا منظر واحدة حامِل ورايحة عيادة تتابِع.
وضعت نجمة يدها في خصرِها وهي تقول: أومال منظر إيه بقى إن شاء الله؟
جذبها سليم مِن خصرِها وهو يقول: منظر قمر، حاجة كدا مسكرة.
نجمة بـِ نحنحة: إحم، طب يلا هنتأخر على الدكتورة؟
عض سليم على شِفتهُ السُفلى وهو يقول: هعديهالك المرة دي، يلا بينا.
خرجوا كِلاهُما مِن الشقة وهُم ينزِلون الدرچ، كانت يارا تُخرِج صندوق القُمامة الخاص بِها وهي تنظُر بـِ قرف إلى نجمة التي قامت بـِ رفع إحدى حاجبيها وتتأفف.
يارا لـِ نجمة: بالراحة على نفسِك شفطتي الأُكسچين كُله.
لم تستطِع نجمة مُجاراتِها أكثر مِن ذلِك، كان لابُد مِن وضع حد لـِ تِلك الشمطاء، إقتربت مِنها نجمة ووقفت أمامها وهي تقول بـِ إبتسامة صفراء: إعتذري حالًا عن اللي إنتي قولتيه.
يارا بـِ ضحكة رقيعة: أء إيه؟ يظهر إنك متعرفنيش كويس.
خلعت نجمة مِعطفِها وهي تضعهُ فوق كتِف سليم ثُم إقتربت مِن يارا وهي تقول: تؤ، يظهر إنتي يا بت اللي متعرفنيش كويس.
أمسكت نحمة بـِ شعر يارا بين يديها وهي تُحركها مِنهُ يمينًا ويسارًا، ثُم أمسكت رأس يارا وحشرتهُ داخِل صندوق القُمامة وهي تقول: كفاية بقى، إستحملتِك كتير، والغلبانة التانية مهاا إستحملِتك أكترر، إنتي إيه البعيدة حرباية مبتتهديش، أنا بقى اللي ههدِك.
خرج الحاج عبد الكريم وزوجتهُ وهُم يحاوِلون فض العِراك لـِ تقول نجمة لـِ والِدة زوجها: دي مش هتتهد غير كِدا، سيبيهالي يا ماما هروقهالك
الحاج عبد الكريم: خلاص يا بنتي لما نديم ييجي يشوفلُه حل معاها، إنتي حامل متتعبيش روحك.


تركتها نجمة لـِ تعتدِل يارا وهي تسعل وتلتقِط أنفاسها ثُم قالت: وربنا لأوريكي، أنا هوريكُم كلكُم.. أنا هوريكُم.
نجمة رفعت حاجبيها وهي تقترِب مِنها مُجددًا وتقول: لا دي مبتتعظش بقى تعاليلي هِناااا، خلاص مبقاش ليكي حد يسندك اللي إسمها فرح غورناها، وهنغورك إنتي كمان يا حرباية يا عقربة!
صعد نديم بعد ما كان يُحضِر طعام الإفطار مِن الأسفل ووقف يُشاهِد ثُم قال بـِ نبرة حازِمة: حقِك، ما أنا معرفتِش أوقفها عند حدها، حتى الطلاق محوقش فيها فـ حقِك.
في ذات التوقيت وصل رحيم بـِ رِفقة مها وطِفليه وهو يقول بحزم: إيه اللي بيحصل صوتكُم جايب لتحت!
نديم وهو يقول بـِ نفتذ صبر: طلبتيها ونولتيها؟ تماام.. إنتي طاا..
وضعت والِدتهُ يدها فوق فمهُ وهي تقول: إنت إتجننت ولا إيه الحكاية؟ إوعى تِنطقها لو مكانش عشانها يبقى عشان العيال يابني.
نديم بـِ غضب: عيال إيه أنا مش هخلف تاني منها دي فضحتني وفضحاني في كُل حتة أنا خلاص جبت أخري!
أغلقت والِدتهُ عينيها وهي تقول: معلشش، قولت خلاص عشان خاطر العيال خُدها وربيها بمعرِفتك جوة ومحدش هيتدخل.
سحب نديم يارا وهو يقول: قُدامي، والله لأخلي يوم سواد.
ذهبوا لـِ شقتِهِم فـ قالت نجمة بـِ إرهاق: معلش حقكُم عليا بس أعصابي فلتت وهرمونات الحمل عملت عمايلها فـ طلعت قديم وجديد عليها، عن إذنك يا ماما هروح مع سليم للدكتورة عشان المُتابعة.
والِدة رحيم: ربنا يطرحلكُم البركة والخير في كُل خطوة من خطواتكُم يارب.
جذب رحيم والِدتهُ تِجاهُه وهو يقول: فرح فين؟
عقدت والِدتهُ حاجبيها وهي تقول: كويس بقى عندها إحساس، إديتها كلمتين في جنابها زعلوها فـ لمت حاجِتها وراحِت لأُمها، بتسأل عنها ليه؟
شبك رحيم أصابِعهُ في أصابِع مها وهو ينظُر لها ويقول: كُنت عاوزة أقولها حاجة أخيرة بس.


إبتسمت مها وهي تنظُر لأعيُن رحيم المُمتلِئة بـِ العشق وداعب هو أصابِع يدها بـِ أصابِع يدهُ، ثُم قال موجِهًا حديثهُ لـِ والِدتُه: أنا هطلع فوق يا أمي، عايزة حاجة؟
والِدتهُ والإبتسامة إعتلت ثُغرها: الله! طب وشرط مها؟
خجلت مها وإحمر وجهها فـ قال الحاج عبد الكريم: إطلع يابني في الأخِر ملكوش إلا بعض، وبينكم بيت وولاد ربنا يهدي سِركُم.
صعدوا سويًا إلى شقتهُم ثُم أغلق رحيم الباب خلفهُم
مها بـِ رِقة: إقفِل الباب بالراحة عشان الولاد نايمين.
وضعتهُم مها في فِراشهُم وقامت بـِ تغطيتهُم، حاوطها رحيم مِن الخلف مِن خصرها وهو يُقبِل عُنقها ويقول: هبعتلها ورقة الطلاق على بيت أُمها.
نظرت لهُ مها بعد ما قامت بـِ لف وجهها تِجاهُه وقالت: مش ندمان؟
إقترب رحيم بـِ وجههُ مِنها وقال: أنا لو ندمان على حاجة في حياتي هي على إني محبتكيش أول أنثى في حياتي وضيعت كُل الوقت دا من غير ما أكون فيه معاكي.
إبتسمت مها بـِ رِضا وهي تضع رأسها على صدرِه وتتنهد بـِ راحة.
* داخِل شقة نديم
كانت يارا تجلِس على المِقعد مُطأطِأة رأيها للأسفل والدموع تنهمِر مِن عينيها على جِلبابِها، ونديم يسيرُ ذهابًا وإيابًا أمامها، ثُم توقف مرةً واحِدة وقال: كُنت على تكة وأخلي بيني وبينك مُحلل عشان أرُدِك ليا تاني دا لو عوزت أرُدِك، عاوز أفهم اللي عندك دا عُقد نفسية ولا إيه بالظبط؟ ليه بتأذي اللي حواليكي بلسانِك المشكوك بالسكاكين دا! دا أنا في حياتي مشوفتش جبروت كِدا! إنتي بتعملي كدا ليه؟؟ ليه كارهه اللي حواليكي بالشكل المُقرف دا ومكرهاني في عيشتي رغم إني كُنت قايدلك صوابعي العشرة شمع!! وإستحملتِك وإستحمِلت عجرفتك ومناخيرك المنطوحة لفوق وقولت أعدي رغم إن دا دور السِت في الغالِب، أنا اللي كُنت بستحمِل قرفِك ونظرات أبويا وأمي ليا إني مش عارِف أحكُمِك كانت بتقتلني، بس السِم اللي جواكي مهما تنقطي مِنُه لغيرك مبيخلصش! عملتِك بني أدمة ومرضتش أمِد إيدي عليكي لإن أمي مربياني أحترِم السِت وأقدسها لإن بيها البيت بيسكُن، بس إنتي مخلية بيتي مسكون أه بس بعفاريت حقدِك، أنا هشحِنك بشنطة هدومك لأبوكي وأمك يستحملوا هُما خِلفِتهُم الهِباب، أنا مبقتش عايزِك ولا بقيت قادِر أستحمِلك، مش كُل الستات تقدر تفتح بيوت، في ستات زيك كِدا تافهين وشايفين نفسهُم ومش عارفين يعني إيه مسؤولية.
وقفت يارا وهي تبكي وقالت وهي تمسح أعيُنها: طب إديني أخِر فُرصة! إنت بتقول إنك إتحملت كتير مفيهاش حاجة لما أجي على نفسي وأتحمِل أنا المرة دي، أنا مقصُدش يا نديم أقِل مِنك قُدام أهلك بس بجد أنا مش عارفة بعمل إيه ولا بقول إيه، هُما مهما مراتاتهُم يغلطوا مبيقبلوش ليهُم الإهانة أبدًا، لكِن إنت شوفت اللي إسمها نِجمة دي بتمد إيدها عليا وشجعتها.
رفع نديم مِعطفهُ مِن على جسدهُ بيديه وهو يقول بـِ صُراخ: ما عشان زِهقت وجبت أخري، وإنتي مبتتهديش! ولسه لحد دلوقتي عايزة تكملي خِناق ما هو إنتي اللي وصلتيها لكِدا! مستلماها في الرايحة والجاية تلقيح عوزاها تعمِلك إيه تضربلك تعظيم سلام؟ عايزة كُل الناس تحترمِك وإنتي مِش محترمة حد!
ثُم فرك عينيه وقال وهو يزدرِد لُعابُه بـِ غضب: قُدامِك إختيارين ملهومش تالِت، يا تعيشي معايا هِنا زي الجزمة تهتمي ببيتك وبنتك وملكيش عِلاقة نهائي بغيرك! يا إما أوديكي دلوقتي عند أبوكي بشنطة هدومك ومش هتلوي دراعي بالعيال.
تمتمت يارا بـِ أحرُف غير مفهومة فـ قال نديم بـِ حزم: مش سامِع!
يارا بـِ صوت أوضح: هقعُد هِنا ومش هعمِل مشاكِل تاني.
جلس نديم على المِقعد وهو يقول بلهجة أمر: خُشي إعمليلي كوباية شاي.
تحركت يارا مِن أمامُه فـ زفر بـِ راحة وقال: يا ساااتر حية على هيئة سِت.
* داخِل عيادة النساء
كانت نجمة مُمدة على الفِراش ويقِف بـِ جانِبها سليم وهو ينظُر للشاشة الصغير وذلِك الشيء الغير واضِح بِها ااذي تُشير إليه الطبيبة وتقول: أهو بيتحرك وحالتُه كويسة جدًا، هنعرف نوعه بعد كام شهر.
إعتدلت نجمة على الفِراش وقال سليم: كُل اللي ربنا يجيبُه حلو سواء بنت أو ولد، المُهِم صحِتها.
جلست الطبيبة خلف مكتبها وقالت: هتبقى عال لو إلتزمِت بتعليماتي وبمواعيد المُراجعة، وطبعًا مش هوصيكي ممنوع الأكلات اللي ملحها عالي.
كتبت لها الطبيبة التعليمات وأعطتها الورقة، شكرتها نجمة وهي تشبُك يدها في يد سليم ويخرجون سويًا مِن المشفى.
قال سليم بـِ سعادة: سمعتي يعني مفيش فسيخ.
نجمة بسعادة: فرحان فيا إنت طبعًا، ماشي ماشي.
سليم بـِ ضحكة: طب إيه رأيك أعوضِك بأكلة حلوة نتغدى برا إحتفالًا؟
نجمة وهي تنظُر له: طب وشُغلك؟
سليم وهو يفتح لها باب السيارة: يتعطل يوم إيه المُشكِلة؟
جلست نجمة في السيارة بـِ جانِبهُ وجلس هو في مِقعدهُ ثُم إنطلقوا سويًا.
* بعد مرور شهرين / منزل الحاج عبد الكريم
كانوا مُلتفين جميعهُم حول مائِدة الطعام، كُلًا مِنهُم يجلِس بـِ جانِب زوجتهُ، والخادِمة الجديدة تُراعي الصِغار حتى ينتهي الكِبار من تناول الطعام.
وضع الحاج عبد الكريم يدهُ اسفل ذقنِه وهو يُراقِبهُم بـِ عينهُ ويقول: أهو هو دا المشهد اللي عشانُه بنيت عُمارة وسكنتكُم مع بعض، مُعظم البيوت مقاطعين يا عماهُم يا خيلانهُم، فقدنا الروح الحلوة بتاعة الإخوات لما كُل واحِد عمل بيتُه لوحدُه، فقدنا اللمة الحلوة والإحسان لبعض.
كان بين مراتاتكُم مشاكِل مش عارفين تتصرفوا فيها، كان اللي محتار هو خد القرار الصح ولا لا، واللي تايه ومش عارِف هل إتحرم فعلًا من اللي عاوزة ولا ربنا عوضُه بالأحسن.
بيتي كان دايمًا مفتوحلكُم، وأمكُم كانت موجودة تسمعكُم وتهدي سِركُم وتحفظ بيوتكُم
صعوبات كتير مريتوا بيها بس في الأخِر إيه؟ إتحلت كُل مشاكلكُم بالمواجهة، سواء مواجهِة نفسكُم أو مواجهة شريك حياتكُم باللي جواكُم
في الأخر فهمتوا إن الحياة بعد الضيق بتتعدل فجأة وكإنها عُمرها ما ضاقِت، خليكُم دايمًا سند لبعض طالما رسيتوا على البر الثابِت، وخلوا لعيالكُم قرايب حلوين يتسندوا عليهُم ويتونسوا بيهُم لما يكبروا، عِمام وخيلان وكُله.. إتقووا ببعض وبحبكُم لبعض.


رفع رحيم يدهُ وهو يقول: بمُناسبة كلام الحاج عن عيالنا، في ضيف ثالِث هيشرفنا كمان كام شهر.
صفقت نجمة وضحك إخوتهُ وقالت والِدتهُ بعد أن أطلقت ” زغروطة “: مها حامِل يا حبايبي ألف مبروك.
إبتسمت مها بـِ خجل فـ ميل رحيم عليها وقال: في فرح سليم مكونتش بحِب أقعُد جنبك كُنت بحِس إني مخنوق، أما دلوقتي بحِس كُل الدُنيا دي خنقة من غيرك، والأُكسجين عندِك إنتي بس.
مها بـِ همس: بحبك..
رحيم بـِ صوت مُرتفِع: أنا بموت فيكيي.
ضحكوا جميعًا وإختلطت أصواتهُم الدافىة ببعضهُم
نظرت يارا بـِ إبتسامة لـِ مها قائِلة: مبروك يا مها.
مها بـِ رقة: الله يبارِك فيكي، تسلميلي.
نديم: عاااوز شااي مش قادِر.
نظر لهُم الحاج عبد الكريم والإبتسامة لم تُفارِق وجهُه.
سـ تستمِر الحياة، ليست كُل خسائِرنا هي النهاية، رُبما هي بداية لأمور أبدية أجمل ♡
تمــــــــــت بـِ حمـــــد الله.
النهاية.
reaction:

تعليقات