رواية مسافات مشاعر كاملة بقلم روزان مصطفى عبر مدونة كوكب الروايات
رواية مسافات مشاعر الفصل الرابع و الثلاثون 34
قام رحيم بإشعا|ل القدا|حة وقال وهي بين أحضانُه: أنا أهو..
إرتبكت وإرتجفت مها وتنظُر لوجههُ في الظلام، إزدردت لُعابها وقالت بـِ خوف: طب قافِل النور ليه!
رحيم وهو يلتقِط خصرها بـِ ذِراعهُ الأخر قال: عشان تدوري عليا وتجيلي، الضلمة بتجمعنا، بس لو فتحت النور مش هتحسي أنك محتجالي.
مها بـِ نبرة مُرتجِفة: كُنت بحتاجك وبحبك وبحب أشوفك في عز النهار وقصاد خلق الله كلهُم، كُنت إنت دايمًا اللي بتلف وشك عني كإنك مُش شايفني.
رحيم بهمس: وإتغيرت، عرفت قيمتك، والأيام واللحظات اللي كان المفروض نقضيها سوا، المُهم في اللي فات يا مها هو إننا ننساه، وعشان الجاي يكون زي ما إحنا حابين لازم نحاول عشان خاطر ولادنا على الاقل
دمعت مها وقالت بنفس الهمس: مقدرش، إنت جرحتني.. مقدرش أعيش معاك وإنت متجوز عليا.
رحيم بجدية وقرار حازِم: هطلقها، أنا إكتشفت إني مبقدرش تبعدي عني ثانية، وإني هظلمها لو فضلت على ذمتي وأنا حارِمها من حقوقها الشرعية ومن أي مشاعر لإن مشاعري كُلها معاكي.
مها وقد إنهمرت الدموع مِن مقلتيها أخيرًا: نفسي أصدقك.
جذبها رحيم تِجاهُه وهو يُداعِب عُنقها بأنفُه وشفتيه ويقول بـِ نبرة يُغلِفُها الشوق تمامًا: صدقيني، مش عاوز غيرك، مش شايف غيرگ.. أنا مسحور يا مها.
وضعت كِلتا يديها على صدرِه وهي تقول: إنت شارب حاجة؟ مُتأكِد إنك في وعيك؟
لمس وجنتيها بـِ كفي يديه وقال وهو يُقرِب شِفتيه مِن شفتيها وينظُر لها بـِ أعيُن إمتلأت بـِ عِشق فاضِح: في كامل قواي العقلية وثباتي وإتزاني، مفيش حاجة فاقدة ثباتها فيا غير قلبي اللي مش قادِر يقاومِك!
إبتعدت عنهُ وفي عينيها نظرة مكسورة، ثُمه شيء لم يُجبر داخِلها بعد، توقع رحيم ذلِك فـ ألتقط يدها بـِ رقة وهو يسحبها معهُ تِجاه النافِذة ويقول: أقولك حاجة؟
مها وهي تنظُر قالت: حاجة إيه؟
رحيم: ملمستهاش.. مجيتش ناحيتها عشان من ساعة ما بقت على ذمتي محسيتش إن ينفع واحدة تكون مراتي وأقربلها غيرك.
إستنشقت مها نفس عميق وجائت لتتحدث إنحنى رحيم وحملها بين يديه وهي مُشبِثة في عُنقِه وخائِفة، فـ قال رحيم: متقلقيش، عاملِك مُفاجأة تانية.
* منزل الحاج عبد الكريم
جلست والِدة رحيم بـِ رِفقة فؤح وهي تقول: شوفي يا بنتي، زمان لما خطبناكي لإبني رحيم، أنا كُنت طايرة مِن السعادة.. خطبت إبني لبنت أختي اللي بحبها زي بنتي بالظبط، لإني مخلفتش بنات، وكُل حاجة كانت ماشية تمام لغاية ما إنتي إتعوجتي أو الشيطان لعب في دماغك وبقيتي تعاملي إبني وحش، وساعتها فسختي الخطوبة وقولتي هيخطُبك واحِد تاني.. كان حقنا ساعتها نخطُب لإبننا وقد كان، كُنتي فاكرة إنكُم هترجعوا بعد كُل دا؟ كان لازم يتجوز خطيبتُه.. بقولك الكلام دا ليه وبفكرك باللي فات؟ عشان إحنا دلوقتي محدش مرتاح فينا، واللهُم صل على النبي جريتي صاحبتي يارا وعمالين تتفقوا وتخططوا للبت الغلبانة اللي مرمية في الشارع هي وولادها.
إنهمرت دموع من مقلتي فرح وهي تقول: مفيش حد هيحِب رحيم قد ما أنا بحبُه، صدقيني هي بتمثل.. ولو أنا زي بنتك بجد زي ما بتقولي كُنتي صلحتي الأمور بيني وبين إبنك بس دا كإنك ما صدقتي! روحتي على طول خطبتيلُه، رحيم بيحبني أنا ومحبش غيرري.
إبتسمت خالتها وهي تنظُر لها بـِ شفقة ثُم قالت: لا حب، حب مراتُه أم ولادُه، إنتوا الحُب اللي ما بينكُم دا حُب سهل يتمحي، عشان كُنا دايمًا من صغرُكم بنقول إنكُم لبعض، بس عاوزة أفهِمك حاجة.. الحياة مبتوقفش على حد، لو سيبتي رحيم لبيته ومراته وولاده ربنا هيرزُقك بالأحسن، أنا مُتأكِدة إنك من جواكي عارفة إن الحُب اللي بينك وبين رحيم إنتهى، بس إنتي قبلتي تتجوزيه وتقعُدي هِنا عناد، مش صعبان عليا غير إبني ومراتُه اللي متبهدلين بسببك إنتي وأمك، لإن لو أختي كان فيها خير كانت ربتك إن النصيب لازم يصيبنا، وإن طالما الإنسان إتنمرد على حاجة مينفعش يرجع يدور عليها، أنا بقولهالك أهو وإنتي وضميرك، لو عندك ذرة كرامة وإحترام لنفسِك هتطلُبي الطلاق وتروحي لأمك، لإن لا أنا ولا إبني عايزينك، إنتي مهما تكوني غالية مش هتكوني أغلى من إبني وبيتُه، إطلعي من حياتنا بقى يا شيخة.
وضعت فرح يدها على فمِها وهي تركُض إلى الغُرفة، قررت حزم أمتِعتها والمُغادرة.. لم تعُد تحتمِل الخُسارة فـ قررت رفع راية الإستسلام..
• منزل سليم
دق على باب غُرفة نجمة التي أغلقتها عليها وهو يقول: عايزين بعد ما نتصالِح نروح عند دكتورة عشان تتابع معاكي الحمل، يا مُتخلِفة ياللي مبتفهميش، إوعي تكوني قافلة على نفسك عشان بتنُطي من فوق السرير والحركات العبيطة دي.
ضحكت نجمة من الداخل وهي تُعدِل مِن خُصلات شعرها فـ قال سليم: أنا كُل الحكاية يعني إن حوار رحيم أخويا كان مأثر عليا فـ قولت نأجِل الخِلفة، لكِن طالما جت يبقى ليه الخوف إنك تقوليلي؟ يا نجمة إحنا قبلما نتجوز كُنا أكتر إتنين الناس بتشوف إنهُم عاقلين وقادرين يتعاملوا مع بعض من غير خناق، شكلِنا إتحسدنا ولا إيه؟
قامت نجمة وفتحت باب الغُرفة وهي تقول: معرفش، إسأل مرات أخوك.
إبتسم سليم وهو يستنِد على الباب ويقول: ماليش كلام معاها، أنا بسأل حبيبتي.
إبتسمت نجمة بـِ سخافة وهي تقول: حبك بُرص.
سليم بـِ إستفزاز: أيوة ما أنا عارِف إنك بتحبيني.
ضحكت نجمة وجائت لـِ تضِربهُ فـ جذب ذِراعها الممدود تِجاهُه وسحبها داخِل حُضنه وهو يتلمس خُصلات شعرها ويُقبِل عُنقها.
• في البحر / الفُندق.
قام رحيم بـِ خلع حِذاؤه وهو يقول لـِ مها: كويس إني جبتِك حافية.
مها بـِ صدمة: بنعمل إيه هنا؟ أنا بخاف من المياه جدًا.
رحيم بـِ تساؤل أثار القشعريرة في جسدها: بتخافي وإنتي معايا؟
صمتت مها ثُم قالت بـِ هدوء: ساعات.
رحيم: لا متخافيش، معنديش هدف إني أغرقِك غير في حُضني.
مد يدهُ تِجاهها فـ نظرت لـِ يدهُ وهي مُترددة فـ ضحك رحيم وقال: إيه؟ مش عايزة تغرقي فيه ولا إيه؟
مدت مها يدها لـِ يدهُ وقالت: على فِكرة أنا مُحجبة، يعني الهدوم لو لزقت على جسمي هيبقى المنظر مش لطيف.
أشار لها رحيم لـِ معطفهُ وقال: مش ديوث أنا والله، هلبسك الجاكيت بتاعي وبعدين الحتة دي من البحر مفيش حد بييجي عندها.
مها بـِ خوف: ليه فيها قروش؟
رحيم: تؤ، دافع للفُندق عشان الحتة دي محدش ييجي فيها ولا ناحيتها، هاتي إيدك.
مدت مها يدها لهُ فـ قام بـِ سحبِها تِجاهُه وحملها بين ذراعيه فـ تشبثت بِه وهي تقول: بس متدخُلش جوة أوي.
تقدم بِها داخِل المياه وهي ترتجِف وتتمسك بِه بـِ كامِل قوتها
رحيم وهو يُحاوِط خصرها قال عِند أُذنِها: وحشتيني، كدا أعرف أتحكِم فيكي أكتر، في المياه مش هتعرفي تهربي مني.
مها وهي تقول: أيوة بس أنا.. بس أنا.
قاطع حديثها بـِ قُبلة أخرج بِها كافة إنفعالاتُه وشوقُه تِجاهها، ظلوا في المياه مُدة عشر دقائق فـ حملها رحيم وهو يخرُج بِها من المياه ثُم لفها بـِ مِعطفُه، صعدوا إلى غُرفتهُم وفتح رحيم باب الجناح ثُم دخلوا
أغلق الجناح خلفهُم وهو يُزيح مِعطفهُ عنها ويقول: إنهاردة، حلال ومفيهوش أي شُرب أو سُكر أو اي حاجة، بكامل وعيي وقواي العقلية.. عاوزك يا مها.
كلمة أعلن بِها رغبتهُ في حقهُ الشرعي في زوجته، وفعلها!
يتبع..
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية مسافات مشاعر ) اسم الرواية
تعليقات
إرسال تعليق