Ads by Google X

القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية وسام الفؤاد الفصل الثاني عشر 12 - بقلم آية السيد

    رواية وسام الفؤاد كاملة   بقلم آية السيد    عبر مدونة كوكب الروايات 

 رواية وسام الفؤاد الفصل الثاني عشر 12



بقلم: آيه شاكر
قبل البداية: لا تنسوا الصلاة والسلام على النبي🌹❤️
“تقبل تتجوزني؟!”
فتح فمه لوهله مصدومًا مما طلبت لتوها وعقب بتعجب:
-إنتِ قولتِ إيه؟!
ران عليها الصمت، ظلت منكسة رأسها لأسفل بقلق، وصمت هو للحظات محدقًا بها بدهشة، رفعت هبه رأسها ببطئ وهي تغمض عينًا وتفتح الأخرى وتعض لسانها بإرتباك، تخشى من رد فعله على طلبها العجيب، جلس آصف مرة أخرى عاقدًا حاجبيه، وكرر سؤاله وهو يهز رأسه يمينًا ويسارًا ببطيء: “إنتِ قولتِ إيه!!؟”
وبعدما لمحت الصدمة على وجهه أطرقت رأسها لأسفل مجددًا وتسارعت دقات قلبها، أصبحت لا تسمع أي صوت سوى خفقات قلبها، وصوت أفكارها التي تمور برأسها، كيف لأنثى أن تطلب رجلًا للزوج؟ لم نعهدها في زماننا ولا في مجتمعنا! تبًا لها يا لغبائها وضعت حالها بموقف تتمنى أن تتصدع الأرض من تحتها وتبتلعها لتهرب من نظراته! بالطبع سيقابل طلبها بسخرية وازدراء! هكذا توقعت وأخذت تفترض الكثير من الردود.
على جانب أخر ظل آصف على حالته كان يحدق بها وهي منكسة الرأس ولا تستطيع رفع عينيها من شدة خجلها وإحراجها، لو تعلم كم أشفق عليها وعلى حالتها لارتاح خاطرها ولهدأت دقات قلبها المتسارعة! حاول تخفيف حدة الموقف فتنحنح وسألها بنبرة هادئة:
-إنتِ طلبتِ تتجوزيني يا دكتوره؟!
ابتلعت ريقها بتوتر ورفعت رأسها ببطئ لتنظر إليه وهو يراقب رد فعلها بكثير من الشفقه، قالت بتلعثم:
-أنا… أنا والله… حضرتك مش عايزه أي حاجه يعني….
هربت الكلمات من رأسها لا تدري ماذا تقول؟تنفست بسرعة كأنها كانت تركض ولم تكن تتحاور وهي تقف مكانها، وضعت يدها على صدرها لتُهدأ تلك المضغة التي ترجف بداخله، أقسمت أنها لو ظلت هكذا سيتوقف قلبها وتموت بسبب قلقها وحينها سينتهي الأمر! شعر آصف بارتباكها فابتسم قائلًا بنبرة هادئة:
-ممكن تهدي؟… اهدي عشان نعرف نتكلم…
أخذ نفسًا عميقًا وقال:
– بصي يا دكتوره أنا لما مراتي ماتت عاهدت نفسي متجوزش بعدها… لأني كنت بحبها ومعتقدش إني هحب غيرها طول حياتي
تنهد بألم وأردف:
-وأنا مش عايز أظلم أي واحده معايا…
ابتسم حين تذكر ابنته وقال:
-كفايه عليا چوري ماليه حياتي
لم ترفع عينها بوجهه لكن هزت رأسها نافية وهي تقول بلهفه:
-بس أنا مش عايزه أي حاجه مش لازم تحبني أنا كمان كفايه عليا چوري
ابتلعت ريقها لتبلل حلقها الذي جف وقالت بتوتر:
-إحنا هنتجوز عادي قدام الناس لكن في الحقيقه مش هنكون متجوزين
عقد جبينه وهو يقول بتعجب:
-مش فاهمك!
تنفست بعمق ونظرت له قائلة بانكسار:
-أنا تعبت من نظرة المجتمع ليا وكأني معيوبه
أشارت لنفسها وهي تقول بحسرة:
-تخيل أنا عندي ٢٧ سنه متعلمه ودكتوره ومع ذلك بيتقدملي عرسان ضعف سني كل ده عشان مطلقه! مجتمع حق،، ير
سند سبابة يده على صدغه النابض وإصبعه الوسطى على شفتيه وسألها مستفهمًا:
-يعني عاوزانا نتجوز على الورق؟
هزت رأسها بإماءه مؤيدة فقال:
-بس أنا ممكن أشوفلك عريس يليق بيكِ
هزت رأسها بع،،،نف نافية وقالت:
-أنا أصلًا مش عايزه أتجوز أبدًا أنا عايزه أكون جنب چوري وبس وفي نفس الوقت أرتاح من كلام الناس
-ممكن تندمي بعدين على القرار ده!
أجابت بثقة:
-لأ عمري ما هندم أنا واثقه من كده….
ضحك بخفوت وتنهد قائلًا:
-وهنعيش بقا مع بعض إزاي؟ دا إحنا مبنشوفش بعض إلا لما نتخانق
رمقته بطرف عينها ثم أشاحت بصرها عنه وهي تقول:
-لأ ما إحنا مش هنشوف بعض!.. أنا بشتغل ٣أيام في الأسبوع بالليل هشوف شغل باقي الأسبوع بالليل يعني مش هبات في البيت وبالنهار مش هنتقابل لأن إنت هتكون في الشغل
رفع إحدى حاجبيه وسألها:
-طيب وأنا هستفاد إيه؟!
-هتستفاد إني هاخد بالي من چوري طول النهار وهتيجي تلاقي لبسك جاهز وأكلك والشقه مترتبه
ضيق عينيه وهو ينظر للفراغ مفكرًا بعرضها، وحين طال صمته نظرت له مردفة:
-حضرتك خد وقتك وفكر وأنا هستناك
ابتسم قائلًا:
-مش محتاج أفكر يا دكتوره
نهض واقفًا وقال:
-لو سمحتِ ناديلي چوري عشان هنمشي
تركها مصدومه وسار متجهًا للباب، وقف مجددًا والتفت لها قائلًا:
-ناديلي چوري بسرعه لو سمحتِ
خرج دون أن يعير لكلامها أدنى اهتمام، فشعرت بإهانة كرامتها! بالطبع سيرفض فأي عاقل سيرغب بزواج كهذا! وهو ليس مجنونًا ليوافق على ذلك الهراء الذي قالته! كم هي غبية وحمقاء تشبه تصرفها تمامًا، هكذا حدثتها نفسها سرًا، أخذت تدور بأرجاء الغرفه بارتباك تشبه أفكارها التي تدور داخل جعبتها بارتياب، أغلقت عينيها بكلل من تلك الهواجس التي تطرق رأسها وسرعان ما فتحتها لتندفع خارجة من الغرفة لتنادي ابنته التي توقن بداخلها أن هذه هي أخر مرة ستلتقي بها، وسارت تلك النازقة من أفعالها تبحث عن چوري…
سبحان الله وبحمده🌹❣️
______________________________
وفي غرفة وهيبه بعد أن ساعدتها شاهيناز بارتداء ثياب تليق بالمناسبة، سألتها:
-يعني ده فرح مين؟
أجابت شاهيناز بنزق من سؤالها العاشر بعد المائه:
-يا حجه ده كتب كتاب وسام وفؤاد
عقدت وهيبه حاجبيها بتسائل:
-مين دول؟
أجابت شاهيناز بابتسامه بارده:
-وسام بنت وجدان الله يرحمها وف….
قاطعتها وهيبه:
-هي وجدان ماتت يا كبدي يا بنتي
تنفست شاهيناز بعمق وهي تغلق عينيها وتفتحها بنفاذ صبر، قائلة:
-يا حجه ارحميني بقا…. قومي شوفيلك حد بره تتسلي عليه… ولا أقولك هقوم أنا عشان تعبت من تكرار الكلام كل شويه
وبعد أن خرجت شاهيناز نظرت وهيبه لأثرها وتسائلت:
-هي مين دي!
نهضت وهيبه لتخرج من الغرفه لكن قبل أن تفتح الباب سقطت سماعة أذنها، فانخفض معدل سمعها انحنت تبحث عنها وفجأة نهضت وقالت بتوهان:
-إيه الهدوء ده هما ناموا ولا إيه!
فتحت الباب ونظرت بالخارج في الردهة الواسعة المزينة بالأضواء والكراسي مع كبكبة الناس التي بالكاد تسمع همساتهم جلست جوار عبير “زوجة أب وسام” التي كانت عابسة الملامح تنفخ بين حين وأخر وكأنها حضرت الحفل بدون إرادتها، ابتسمت وهيبه وجلست جوارها وهي تقول:
-العوافي عليها
نظرت عبير بطرف عينيها ولوت شفتيها بسخربه وهي ترد:
-الله يعافيكِ… متعرفيش العروسه هتشرف امته بقالنا ساعه مستنين طلتها البهيه
لم تسمع وهيبه وربتت على فخذ عبير قائلة بنبرة حزينه:
-كان طيب وأصيل الله يرحمه
رفعت عبير شفتيها بتعجب ونظرت للناحية الأخرى بنزق ولم ترد فأردفت وهيبه:
-هو إحنا في عزا يختي؟!
زفرت عبير بنزق وقالت:
-لأ يا حجه دا حفلة كتب كتاب
صاحت وهيبه بنبره مرتفعه:
-بتقولي إيه؟ علي صوتك
أدركت عبير أنها لا تسمع بوضوح فرفعت صوتها قائلة:
-بقولك كتب كتاب
عقبت وهيبه بجديه:
-أكل كباب! عاملين حفله عشان تأكلوا كباب! أيوه عندكم حق اللحمه غلت وإلي ياكل كباب النهارده بيعملوله حفله
أردفت وهيبه بنزق:
– إلا ما حد إداني صوباع كباب من الصبح! أكلوني يا ولاه عشان أحتفل معاكوا
كانت عبير تستمع لكلامها رافعة إحدى حاجبيها لأعلى وحا،،،نقة مما تقوله فيكفيها أن أجبرها وحيد على الحضور! ما كان ينقص تلك الليله غير هذه العجوز الخرقاء!
وقفت شاهيناز أمام وهيبه وقالت:
-إلبسي يا حجه سماعتك بدور عليكِ من بدري
لم تسمع وهيبه ما قالت وفغرت فاها، فألبستها شاهيناز السماعه وقالت:
-مظبوط كدا يا حجه؟
-أيوه يختي مظبوط هاتيلي بقا صوباع كباب عشان أحتفل معاكو
تجاهلتا شاهيناز وغادرت فلا تريد خوض جدال بلا داعي، فما يشغل تفكيرها الآن هو ابنتها فرح وتأخر حملها وتلك الكبسه التي يحكي عنها كل نساء القرية، وما أثار قلقها هو حمل زوجة ابنها “مريم” التي تزوجت بعد ابنتها بشهر عزمت أن تذهب إلى صفاء “حماة فرح” في الغد ليصلا لحل معًا….
الحمد لله على نعمه التي لا تُعد ولا تحصى🌷❣️
_______________________________
“قومي يا حنان مكنش قصدي”
قال جملته وهو يبكي وينظر لوجه زوجته المتيبس الذي بدت عليه علامات الموت، شهق باكيًا وهو يهزها قائلًا:
-يا بت يا حنان مش هعرف أعيش من غيرك
أنى لها أن تجيبه! هي تسمعه وتسمع شهقاته والدليل هو تلك الدمعة التي فرت من إحدى عينيها المغمضتين، مسح دمعتها بسبابته وهو يقول ببكاء وحسرة:
-بتعيطي يا حنان! خلاص يا حنان سيبتيني وهتتحاسبي قبلي… هتقولي لربنا عليا وعلى إلي عملته زمان وإلي عملته فيكِ…
وضع يده على وجهه ليبكي وهو يقول:
-بس إنتِ مش محتاجه تقولي
نظر للأعلى كأنه يخاطب ربه قائلًا بحسرة:
-إنت عارف يارب… شايفني وعالم بكل ذنوبي وأخطائي… بس أنا ندمان والله ندمان
هز رأسه باستنكار وهو يقول:
-بس حتى لو ندمان مش هعرف أرچع عشان إلي راح من العمر عمره ما هيرچع ولا هيتغير
جلس جوارها وهو يفكر في حياته وفي أخطاءه، فكأنه شيد بناية مرتفعة حتى ناطحة السحاب، ولكي يُكفر عن أخطاءه ينبغي أن يهدم الطابق الأول دون أن يغادرها وإن فعل ستقع فوق رأسه!
انحنى ليقبل يدها وهو يقول ببكاء وأسى:
-بالله عليكِ متسيبنيش دلوقتي… يا بت أنا متچوزتش بس كنت بضايقك…. قومي بقا
شهقت باكيًا فقد تفتت قلبه لأشلاء بموتها، نهض من مكانه مبتعدًا عن فراشها وجلس أرضًا بقلة حيله وهو يصيح:
-ياريت أقدر أرجع الوقت وأرجعك يا حنان … ياريتني أعرف أرجع الماضي
“أدركت أن العمر حقًا لحظة، كالحلم يمضي وكأنه غفوة، وعلمت أن الموت حقيقة، وأن الحياة مهما طالت قصيرة، تمضي ما بين لحظة ووهلة، فاعلم بأنك اليوم تقضي رحلة، فاغتنم حياتك ولا تكونن بغفلة.”
استغفروا🌹❤️
______________________________
انتهت فرح من تصوير وسام وفؤاد، واقتربت من جوري الجالسة على المقعد وتتابعهم بابتسامه وقالت:
-تعالي بقا نطلع بره عشان أصورك يا نوتيلا
ردت چوري بابتسامه:
-اسمي چوري
انحنت فرح لمستواها وقبلتها من خدها ثم قالت:
-بس أنا هسميكِ نوتيلا عشان إنتِ طعمه أوي أوي
ضحكت چوري ببراءه وبادلتها فرح الضحكه وهي تمد يدها لتقبض على يد چوري الصغيرة ويخرجان، وبعد خروجهما دخل نوح للغرفة وقال:
-الأستاذ وحيد عاوز يشوف وسام
نظر كل من فؤاد ووسام لبعضهما وردت وسام بثبات:
-خليه يجي
نظر لها فؤاد وقال:
-لو مش عايزه تقابليه أنا ممكن أتصرف
-لأ يا فؤاد هقابله
أخذت وسام تدور بعينيها في الغرفه تنظر لجدرانها ذات الطلاء الوردي الهادئ المريح للنظر الذي يظهر مع إضاءة المصباح البيضاء وإشعاعه القوي، وأثاثها الهادئ؛ السرير الأبيض وخزانة الملابس البيضاء ومكتب صغير باللون الوردي، يقال أن تلك هي غرفة المرحومه والدتها ولم يتغير بها أي شيء، وقفت تنتظر دخول والدها كمن ينتظر الجلا،،،د ليأخذ مستحقه من العقاب، كان فؤاد يتابع ارتباكها دنا منها وقبض على يدها لتطمئن، فنظرت له وابتسمت وهي تومئ رأسها لتخبره أنها بخير، وبمجرد أن طرق والدها الباب سلطت نظرها على ضوء المصباح وضغطت على شفتيها بقلق، اقترب فؤاد من الباب ليفتحه، لتسمع صوته الخشن يأمر فؤاد:
–لو سمحت سيبنا لوحدنا شويه
أخفضت بصرها لتنظر لفؤاد الذي يحدق بها وتومئ رأسها مؤيدة، تنفس فؤاد بعمق وتركهما، ليغلق والدها الباب خلفه ويلتفت لها قائلًا:
-ازيك؟
ما زال صوته يُظهر قسوته فقط القسوة والغلظه، هتف نازقًا:
– بقولك إزيك؟
ردت بخفوت:
-إزيك يا بابا
ألقى لفافة سوداء على المكتب وأشار نحوها قائلًا:
-دول عشر آلاف جنيه عشان تجهزي نفسك
لا تدري لمَ برقت عيناها بالدموع، فلو لم يكن والدها لسخرت منه واستهزئت بكلامه، أي عشرة آلاف التي ستكفيها! أغلقت عينها ثم فتحتها قائلة:
-شكرًا يا بابا أنا مش محتاجه حاجه
وبكثير من الغضب أخذ وحيد الأموال وقال بحد،،ه:
-إنتِ حره فكراني هتحايل عليكِ! دا كفايه إلي عملتيه فيا!
أشارت لنفسها وقالت بنبرة مخت..نقة ومرتفعة يشوبها الحيرة:
-أنا عملت إيه يا بابا! قولي عملتلك إيه؟
-لا يا شيخه مش عارفه عملتِ إيه؟ أنا أصلًا غلطان إني جيتلك مكنش المفروض أسأل في واحده زيك!
تقوس فمها لأسفل وفرت الدموع من عينيها وقالت بصوت متحشرج:
-شكرًا يا بابا على اهتمامك ومجيك
ضحك بسخرية وقال:
-اشتغلنا بقا في الشحتفه والعياط ودموع التماسيح
أغلقت عينيها وشهقت وهي تقول بتعجب:
-دموع تماسيح!
من ناحية أخرى كان فؤاد يقف خارج الغرفه مرتبكًا وقلقًا، نفخ بحنق وولج للغرفه بدون استئذان، مسحت وسام دموعها بسرعة قبل أن يلاحظها، هتف فؤاد متلعثمًا:
-أ… لو خلصتوا كلام عاوزين نخرج شويه عشان الناس زهقت من الانتظار
تنهدت وسام بعمق وقالت بنبرة هادئة:
-خلصنا يا فؤاد… بعد إذنك يا بابا
نظر لها وحيد بحد،،،ة وهرول ليخرج من الغرفه فسألها فؤاد:
-إنتِ كويسه
ابتسمت قائله:
-متقلقش كويسه
-كان عايز إيه؟!
-بعدين هحكيلك
استغفروا ❣️🌹
________________________________
“حلوه؟!”
قالتها چوري مبتسمة، لفرح التي تلتقط لها الصور، عقبت فرح بابتسامة:
-قمر والله قمر يا ناس
نظرت فرح لأعلى وقالت برجاء:
– يا رب ارزقني ببنوته قمر كده يارب
أكملت فرح تصوير چوري بأوضاع مختلفه، تكاد أن تجن من فرط جمالها وبراءتها وشقا…وتها، ليقاطعهما دخول هبه عا.بسة الملامح والتي يبدو عليها إلارتباك والقلق، وعندما رأتها چوري ركضت نحوها وهي تقول:
-ماما! تعالي اتصوري معايا
هتفت فرح بابتسامه:
-إنتِ لازم تحكيلي ليه النوتيلا دي بتقولك ماما!… تعالي أصوركم مع بعض
فتحت هبه ذراعيها لتحمل چوري، وجاهدت لترسم ابتسامة باردة على وجهها لتتصور معها، فيبدو أنه أخر لقاء بينهما!
أشارت لهما فرح بإبهامها قائله:
-زي الفل تمام كده
انشغلت فرح مع الكاميرا خاصتها، أما هبه فقبلت چوري من خدها وقالت:
-يلا عشان بابا عايزك
اومأت الطفله رأسها بابتسامه، قبل أن يغادرا المكان.
وقفت فرح تلتقط الصور للحاضرين وهي مبتسمه، انتفضت عندما حاوط كتفها بذراعه، ابتسمت ونظرت له قائلة بعتاب:
-خضتني يا يوسف
ليعقب يوسف بابتسامه:
-سلامتك من الخضه يا فراولتي… ملبستيش فستانك ليه؟
أطلقت تنهيدة طويلة وقالت:
-انشغلت بالتصوير وكسلت
غمز بعينيه قائلًا:
-برده قمر في كل حالاتك
ابتسمت قائله:
-ربنا يجبر بخاطرك
قاطعتهما وهيبه التي تنظر لفرح قائلة:
-تعالي صوريني يا حلوه إنتِ
نظرت فرح ليوسف المبتسم وأزاحت يده عن كتفها، ثم أقبلت نحو وهيبه وهي تقول:
-حاضر… وأحلى صوره يا تيته
ابتسمت وهيبه وعدلت من جلستها لتلتقط لها فرح الصوره.
على جانب أخر رمقتهما عبير “زوجة أب وسام” بنزق وأدارت وجهها للناحية الأخرى، فنظرت لها وهيبه لوهلة ثم حاوطت كتفها بيدها، فتفاجئت عبير من تلك السيدة المعتو،،،هه، واندهشت أكثر حين قبلتها وهيبه من خدها ثم ابتسمت قائلة لفرح:
-صوريني كمان مره مع الوليه دي
ضحكت فرح والتقطت الصوره ثم قالت: تمام يا تيته
ابتسمت وهيبه وابتعدت عن عبير ثم قالت لها بابتسامة:
-عارفه القمر دي تبقى أختي
نفخت عبير بحن،،ق وقالت:
-بس دي بتقولك يا تيته؟!
عقبت وهيبه بجدية شديدة:
-ما إحنا عندنا كده في العيله الأخت بتقول لأختها الكبيره يا تيته وبتقول لأخوها يا جدي ولجدها يا عمي ولأمها يا خالتي عيلتنا غريبه شويهمصمصت عبير بشفتيها وقالت:
-دا إنتِ شكلك عقلك رايح خالص!
أشارت وهيبه لنفسها وهي تردد بدهشه: أنا عقلي رايح!
وعلى الفور هج،،مت وهيبه عليه وركبت فوقها ثم عضتها من ذراعها فصرخت عبير تستنجد وهي تقول:
-فيه إيه يا ست يا مجنو،،نه إنتِ!
شهقت وهيبه بصدمه واتسعت حدقتيها وهي تشير لنفسها وتقول بذهول:
-أنا مجنونه طيب والله ما هسيبك إلا لما تاخدي علقه
خلعت وهيبه حذائها وهج،،،مت على عبير التي وقعت أرضًا وأخذت تضر،،،،بها مرة وتعضها مره وعبير تصرخ تحت يدها، والناس تحاول فض الإشتبا،،،ك
_______________________________”
رأها آصف من بعيد تضم چوري بقو،،ة وتقبلها عدة قبلات على وجهها ويديها، فتنفس بعمق وزفر بحيرة موليًا ظهره لهما.
نظرت لملامح چوري المبتسمه وقالت:
-خلي بالك من نفسك يا روحي
-وإنتِ كمان يا ماما
ضمتها هبه مرة أخرى وبرقت عيناها بالدموع التي لم تطلق عنانها وقالت:
-أنا حبيتك أوي والله
لفت چوري ذراعيها حول عنق هبه معقبة:
-وأنا بحبك أوي يا ماما
نهضت هبه واقفة وتنهدت بألم ثم أوصلتها لأبيها الذي يقف خارج البيت موليًا ظهره لها، هتفت قائلة بصوت مختنق:
-لو سمحت خلي بالك منها
رمقها آصف بطرف عينه فلاحظ بريق الدموع بعينها، لكنه إدعى التجاهل وحمل ابنته ثم قال:
-عن إذنك
وقفت هبه تنظر لأثره وأطلقت لدموعها العنان لتمطر عينيها بوابل من الدموع هي تقول:
-أنا غب،،،يه ومتهو،،،ره مستحيل يسيبني أشوفها تاني…. حتى الحاجه إلي زينت حياتي مطلعتش ملكي ومشيت خلاص!!
انخرطت في بكاء عميق ثم مسحت دموعها ودلفت للبيت مرة أخرى وهي تحاول الصمود وترسم ابتسامة على وجهها حتى لا يكشفها أحد…
____________________________________
تقف فرح مقابل يوسف لتصوره وتضحك معه فسمعا صوت صراخ عبير التفتا سريعًا فهتف يوسف ضاحكًا:
-إلحقي جدتك بتتعا،،رك
ركضت فرح لتفك اشتبا، ك جدتها مع تلك التي تفترش الأرض صارخة، ويحاول السيدات سحبها بلا فائدة، قالت فرح وهي تسحب جدتها:
-خلاص بقا يا تيته فيه إيه؟
نهضت وهيبه وهي تقول لاهثة:
-الوليه دي غلطت فيا وباخد حقي… إيه ماخدش حقي! كنت عيله صغيره ولا كنت عيله صغيره!
هتفت عبير وهي تقوم عن الأرض متأوهه:
-عضتني في دراعي دي لازم تروح السرايه الصفرا
حاولت وهيبه الإفلات من قبضة فرح وهي تقول بحنق:
-شوف الوليه بتقول إيه! سيبيني يا بت أجيب حقي
ربتت فرح على كتف وهيبه وقالت:
-خلاص يا تيته عشان خاطري… معلش يا طنط تيته تعبانه شويه
شهقت عبير وعقبت بنبرة مرتفعه:
-تعبانه! دي صحتها أحسن مني ومنك
زمت وهيبه شفتيها وقالت:
-سامعه الحقو،،،ده الشر،،،يره بتقر عليا إزاي!
ابتسمت فرح وهي تربت على ظهر جدتها قائله:
-خلاص يا تيته… أمشي يا طنط ربنا يكرمك
استدارت عبير لتغادر وهي تتمتم:
-دا إنتوا عيله مجنو،،،،نه جدًا
تجاهلها وهيبه وابتسمت حين خرج فؤاد مع وسام وتعالت أصوات الزغاريد، وفجأه انقطع الضوء فانفج،،،رت وهيبه بالضحك وهي تقول:
-نورتونا وأنستونا…
ضحكت فرح فلكزتها وهيبه بذراعها وقالت:
-روحي يا بت هاتيلي كروانه
-يعني إيه كروانه دي يا تيته
-حاجه يختي أطبل عليها جتكم البلا مبتفهموش زي أهليكم
وبعد دقيقه أعطاها فرح الوعلان ووقفت وهيبه جوار وسام وفؤاد وصاحت بنبرة مرتفعه:
-صقفي ورددي ورايا يختي إنتِ وهي
بدأت تدق الوعاء بيدها بحرفيه وتغني “ول،،،ع البابور يا حيلة أمك دا دخلة البوليس ولا دخلة أمك”
وقفت والدة فؤاد جوارها وتنحنحت قائله بهمس:
-يا حجه بوليس ايه! قولي حاجه تانيه
صوبت وهيبه الوعاء لام فؤاد وقالت نازقة وساخرة:
-إنتِ هتعدلي عليا! ما تاخدي يختي تغني إنتِ
-خلاص يا حجه خدي راحتك
دقت الوعاء مجددًا وابتسمت وهي تغني:
-يالي ع الترعه حود ع المالح…. رجلي بتوجعني
ردد النساء:
-من إيه؟
-رجلي بتوجعني من مشي امبارح… يالي على الترعه حود ع المالح… إيدي بتوجعني
ردد النساء:
-من إيه؟
لم تعقب وهيبه ومسكت ظهرها قائلة:
-ظهري بيوجعني
ردد النساء:
-من إيه؟
وضعت وهيبه يدها على رأسها وقالت:
-راسي بتوجعني
سألها النساء بنزق:
-من إيه؟
-وسطي بيوجعني… ظهري بيوجعني… رجلي بتوجعني… دماغي بيوجعني….
لم يرد عليها النساء، فسألت وسام فؤاد:
-هي ستك تعبانه ولا إيه؟ عماله تتوجع
انفج،،،ر فؤاد بالضحك وقال:
-تلاقيها نسيت الأغنيه شويه وهتدور تاني
وقبل أن ينهي جملته غنت وهيبه:
-اه يا واد يا ولعه…. خدها ونزل الترعه
وهنا انف،،،جرت فرح ضاحكة ونظرت ليوسف الجالس جوارها قائله:
-أعتقد الأغنيه دي معموله عشانا يا يوسف
عقب يوسف:
-ده أكيد
تم الإحتفال في أجواء ريفيه مع أغاني وهيبه وترديد السيدات على أضوء الشموع والمصابيح الخافته أثر انقطاع الكهرباء، وانقضت الحفلة بهدوء، وانصرف كل واحد إلي بيته، دخلت وسام مع فؤاد ووالدته لشقتهم، جلس كل واحد على مقعد نظرت وسام لفؤاد قائله بنزق:
-أنا مش عارفه النور اتأخر ليه أنا مبعرفش أنام في الضلمه!
غمز لها بعينه قائلًا:
-تعالي نامي جنبي
شهقت والدته واتسعت حدقتيها وهي تقول:
-تنام جنبك! إتلم ياد واحترم إن أنا واقفه!
هتف فؤاد:
-ما خلاص يا ماما احنا كاتبين الكتاب ومعلين الجواب والناس كلها عرفت إنها مراتي
-لأ أنا مليش في الكلام ده إحنا لسه هنعمل فرح
هزت وسام رأسها وقالت:
-بس أنا مش عايزه فرح يا خالتو
جحظت عيني خالتها ومسكت ذراع وسام وقالت وهي تضغط على كل حرف بكلماتها بسخرية:
-أهلًا… أهلًا… قولتيلي مش عايزه فرح! قولي بقا إنك عايزه تنام جنبه يا بت
وضع فؤاد يده على فمه يحاول كبح ضحكاته، نظرت له والدته وأردفت:
-اسكت يا محترم لما أشوف عروستنا مش عايزه فرح ليه؟
عقبت وسام:
-يا خالتو أنا أصلًا مش هنام جنبه تاني أبدًا…
رفع فؤاد شفتيه لأعلى وقال بسخرية:
-نعم يختي
عقبت والدته:
-لأ يا بت بعد الشر ربنا ميحرمكوش من بعض… بس برده تحترموا نفسكم لحد ما نعملكم فرح
عقبت وسام بلامبالاه:
-الفرح هيكون مصاريف على الفاضي
ربتت خالتها على كتفها وقالت:
-لأ يا قلب خالتك هعملك فرح إنتِ مش أقل من حد.. وقولتلك قبل كده قوليلي يا ماما عشان إنتِ بنتي يا وسام
نظرت لإبنها وقالت:
-فهمها يا فؤاد…
ابتسم فؤاد وقال:
-حاضر هبقا أفهمها
نظرت خالتها لها وقالت:
-أنا هدخل أنام غيري هدومك وحصليني
اومأت وسام رأسها بالموافقة، ونظرت لفؤاد قائلة:
-تعالى معايا أجيب البيجامه من أوضتك
تبعها للغرفه وجلس على سريره قائلًا بابتسامه:
-بقولك إيه سيبك من ماما وتعالي نامي جنبي عايز أتكلم معاكي شويه
-بعدين نبقا نتكلم
-طيب باباكِ كان عايز إيه؟
-كان بيديني فلوس وأنا رفضت… أنا أصلًا هشوف شغل عشان أصرف على نفسي
-نعم يختي! ومين ده إلي هيسمحلك تشتغلي إن شاء الله
-وإنت مالك أصلًا! إيه الرخامه دي!
-روحي نامي… روحي نامي يا وسام
قالت ببسمة مستفزه:
-هو أنا مستنيه إذنك… أنا ماشيه أصلًا
تركته وانصرفت ونظر لأثرها مبتسمًا وهو يهتف:
-تصبحي على خير
-وإنت من أهله
دخلت لغرفة خالتها لتبدل ثيابها وتاوى إلى فراشها….
بقلم: آيه شاكر
____________________________
ولج آصف لبيته وأضاء نوره وهو يحمل ابنته الناعسة على كتفه القى المفتاح جانبًا، واتجه لغرفة نومه ليضعها بفراشها بحنان، جلس جوارها يتأمل ملامحها الجميله وبرائتها، قبلها من إحدى وجنتيها، وقال بحب:
-أحلى حاجه في حياتي
كم تُذكره بوالدتها فهي قطعة منها، شعر بوخزة بقلبه حين تذكر زوجته الغائبة من الدنيا والحاضرة بفؤاده، استلقى جوار ابنته دون أن يبدل ملابسه وحدق بسقف الغرفة بشرود يفكر في ابنته ومصيرها، فما من بشرًا يضمن أنه سيعيش ساعة أخرى فلا ضامن للعمر! فإن أصابته تلك المصيبه ماذا ستفعل ابنته بدونه! فعرض هبه يعتبر فرصة هائله ولا يجب تفويتها! ومن ناحية أخرى كيف سيسمح لامرأة أخرى أن تدخل لبيته! هل يثق بها ليأمنها على بيته وابنته ومعاشه! أسئلة كثيرة تمور بداخل عقله، لا يدري ماذا يفعل! هو قال لها أنه لا يحتاج لوقت ليفكر كإشارة لرفظه القاطع لكن… لقد تسرع في رده فهو يحتاجها نعم يعترف أنه يحتاجها وأكثر مما تحتاجه بكثير! أغلق عينيه ليهرب من تلك الصر،،،اعات التي تدور بداخله عله ينام ويرتاح منها….
________________________________
ومع طلة الفجر، حمل سليمان هاتفه لينشر خبر وفاتها الذي لا شك أنه ييخبر الجميع بأنها طبيعية، بعد أن قضي الليل كله يخرج ويدلف لغرفتها يبكي تاره ويحدث حاله تارة ويحدث جثتها تارة أخرى كالمجنو،،ن حتى استجمع قوته فلن يتزعزع ولن تهزه تلك العاصفه وإلا سيكون مصيره كمصيرها الإعد،،،ام!!! تنفس بعمق وطلب رقم أخيه يليه رقم ابنته ثم طلب يوسف…
لا إله إلا الله ❤️🌹
___________________________
استيقظت فرح على صوت إغلاق يوسف لباب الشقه حين عاد من صلاة الفجر، نهضت لتصلي هي الأخرى فشعرت بذلك الدوار الذي اكتشفت مؤخرًا أنه بسبب أنيميا حاده لكنها تخاف من العلاج ووغز الإبر والمحاليل لذا لم تخبر يوسف واعتادت على تكراره بين حين وأخر ولا تبالي به إهمالًا وتقصيرًا بحق صحتها! جلست على طرف سريرها حتى تستعيد اتزانها وتذكرت ما رأته بمنامها، فقد رأت حنان تبكي وتشير نحو سليمان وتحاول التحدث ولا تستطيع، تنفست بعمق وقالت:
-ربنا يهديكِ ويشفيكِ
دخل يوسف الغرفه فسمعها تتحدث فسألها:
-بتتكلمي نفسك يا فراولتي؟
ابتسمت وقالت:
-أصل كنت بحلم بمرات عمك “حنان”… والله صعبانه عليا
جلس جوارها وقال:
-ربنا يشفيها ويشفي كل مريض
قاطعهما رنين هاتفه برقم عمه، زفر يوسف بحن،،،ق زاعمًا أنه سيحدثه بنفس الموضوع الخاص بطلاق فرح، أجابه:
-صباح الخير يا عمي
ليرد سليمان بصوت متحشرج من البكاء:
-معدش خير يا يوسف…. حنان ماتت! بصحيها لقيتها متجمده
نهض يوسف واقفًا وقال:
-لأ حول ولا قوة إلا بالله إنا لله وانا اليه راجعون… أنا جاي حالًا يا عمي
هزت فرح رأسها عاقدة حاجبيها وسألته بلهفة:
-مين مات؟!
تنهد يوسف بألم وقال:
-حنان ماتت
وضعت فرح يدها على صدرها وقالت بصدمه:
-ماتت إزاي!!! أنا لسه شيفاها امبارح كانت ماشيه عادي
زفر يوسف بألم وقال:
-ربنا يرحمها
أدمعت عيني فرح وقالت:
-والله قلبي وجعني يا يوسف…. إنا لله وإنا إليه راجعون
” كلاعب لم أتدرب بعد! وجدت حالي أركض بملعب الحياة الواسع، أركض ولا أدري ما وجهتي! لا أنافس أحد لكنني أركض مع الراكضين، يتساقط الناس من حولي ويختفون، لكنني لا أتوقف بل أكمل ركضًا وأنا أبكي، أنتظر دوري في السقوط أو الإختفاء.”
بقلم: آيه السيد شاكر
_________________________________
“يا إلهي! ضاعت غايتي ونزفت طاقتي وأصبحت كليل، اضطرب خارجي وذاقت نفسي كبكبة هواجسي وقلبي حسير، رباه! أرشدني لأجد الدليل فأسير معه لمقصد جليل وأصنع أيضًا هدفًا جديد”
جلست هبه تبكي على سجادة الصلاة تشكي لربها ما يؤلمها، فلم تغفل عينها طوال الليل، وقضت تلك الليله تحاور ربها وتخبره عن مدى قسوة الأيام، فقد انتثرت كرامتها وتبعثرت مثل الثرى، أطرقت رأسها لأسفل وبكت قائلة:
-يارب هو أنا كده غلطت… أنا غلطت صح؟ أقل حاجه هيقول إن أنا معنديش حياء… يارب رجعلي كرامتي… يارب دبرلي حياتي واجبر قلبي يارب أنا بقالي تسع سنين بدعيلك وبشكيلك إلطف بيا يارب عشان ضاقت أوي يارب
بقلم: آيه السيد شاكر
__________________________________
“حين يهدى الصبح اشراق سناه، يسكب الطل رحيقًا من نداه، موقظا بالنور أجفان الحياة، الضحى من نور من؟
-الله
والندى من فيض من؟
-الله”
كان هذا هو نداء الراديو بإذاعة القرآن الكريم في الصباح الباكر، حدق أصف بابنته النائمة فلم يغمض له جفن طول الليل يفكر في طلبها، لا يستطيع أخذ قرار لكن ليتحدث معها مرة أخرى عله يستطيع الإطمئنان لها، حمل هاتفه وقرر طلبها، في هذا الوقت الباكر! أجل سيتحدث الآن لا يطيق الإنتظار سين،،،فجر رأسه من تلك الهواجس والهواتف اللعينه!
على جانب أخر كانت ترقد على سريرها، حين صدع هاتفها بالرنين حملته لترى من الطالب بهذا الوقت؟ فتفاجئت برقمه! توقف عقلها عن التفكير للحظات، تُرى ماذا حدث هل أصاب محبوبتها چوري مكروه! أجابت بلهفه:
-ألو…
ران عليه الصمت هنيهه، فهتفت مره أخرى متلهفة:
-چوري كويسه؟!
ليأتيها صوته المندفع:
-چوري كويسه… بس أنا إلي مش كويس… أنا منمتش طول الليل
صمتت لتستمتع لصوت أنفاسه الاهثه، فلم تكن حالتها أقل منه، كانت الدموع تفر من عينيها وتضغط على شفتيها لتكتم شهقاتها، خانها تردد النفس في حلقها فسمع صوت شهقتها، تنهد بقوة وقال بنبرة هادئة:
-إحنا لازم نتقابل ونتكلم… أنا هستناكِ في المطعم متتأخريش يا دكتوره برتقالي
قال جملته الأخير مبتسمًا ويتعمد إثارتها لتتحدث، عقبت بابتسامه: حاضر يا أستاذ أحمر
ضحك قائلًا لينهي المكالمه: سلام عليكم… أنا هقفل عشان الخنا..ق بيبدأ بعد أحمر دي
ضحكت وأغلقت الهاتف وهي تنظر لأعلى وتشكر الله قائلة: الحمد لله
________________________________
دخل فؤاد للشقة بعد أن قضى الوقت من بعد الفجر لإشراق الشمس بالمسجد يقرأ القرآن ويذكر الله، فوجدها تخرج من المرحاض، وحين رأته توترت وأخذت تسحب ذراع بجامتها في سرعة وبكثير من الإرتباك لتغطي ذراعها المشوه والملئ بالندبات قبل أن يراه، اتجه نحوها قائلًا:
-صاحيه بدري كدا ليه؟
-أنا منمتش أصلًا يا فؤاد
سألها بلهفة وهو يحدق بعينيها:
-ليه يا بابا منمتيش ليه؟!
-أنا مبعرفش أنام بسهوله خصوصًا في الضلمه فكنت قلقانه
تلعثمت وسام وأردفت:
-فؤاد…. أنا….
صمتت وهي تزيل الدهب من يدها ثلاث خواتم وأنسيال رقيق ودبلة وأعطتهم له قائله:
-إنت مش مضطر تجيبلي الحاجات ده
زم شفتيه حا..نقًا وأخذ الدهب من يدها ثم قال:
-والله يا وسام لو فكرتي تعملي الحركه دي تاني ليكون ليا تصرف مش هيعجبك
مد يده ليأخذ يده اليسرى ويلبسها الدبلة وهو يقول:
-ودي بالذات متتخلعش نهائي…
وضع باقي الذهب بيدها الأخرى وقال:
-دول بقا براحتك تلبسيهم أو تسيبيهم
ازدردت ريقها بتوتر وقالت بقلق:
-إنت بتخوفني على فكره… منين إحنا اخوات ومنين كلامك وأفعالك وكل إلي بيحصل!
تجاهل كلامها وقال:
-وسام إنتِ مين إللي كان كاتبلك المنوم
حدقت بالفراغ لوهله وقالت بتلعثم:
-أ… أنا كنت تعبانه نفسيًا ومكنتش بنام وبعدين واحده صاحبتي قالتلي عليه
رفع إحدى حاجبيها قائلًا:
-وإنتِ أي حد يقولك حاجه كده تعمليها
-لا إنت مش فاهم… هي صاحبتي أصلًا أختها دكتوره نفسيه وحكتلها حالتي وهي ساعدتني
-طيب أنا عايزك تحكيلي اعتبري إنك بتكلمي نفسك وقوليلي إيه إلي في قلبك ممكن؟
هامت نظراتها وهي تقول بارتباك:
-ما إنت عارف
هز رأسه نافيًا وهو يقول:
-أنا معرفش حاجه!
تنهدت بألم وقالت:
-كنت تعبانه بسبب معاملة بابا ومراته وضر،،به ليا وقسوته
لكنها نصف الحقيقه فما تخفيه أكبر وأعظم! ضيق جفونه وسألها:
-دا السبب إلي مخليكِ مش عايزه تتجوزي
تلعثمت وحاولت الهروب من حديثه:
-لأ… السبب…. هي خالتو فين؟
-قاعده تحت ومتغيريش الموضوع أنا مش هسيبك إلا لما أعرف السبب
فكرت للحظات، واندفعت وقائله بنفاذ صبر:
-تعالى معايا
دخلت غرفته وأوصدت الباب بالمفتاح
ثم قالت:
-عايز تعرف ليه مش عايزه أتجوز؟..
-ياريت يا وسام عايز أعرف ليه خايفه؟
مدت يدها ببطئ نحو سوستة بيجامتها وفتحت جزء منها بكثير من الإرتباك ثم….

يتبع….

reaction:

تعليقات