رواية حياة مريرة كاملة بقلم امل صالح عبر مدونة كوكب الروايات
رواية حياة مريرة الفصل الثامن 8
– مش كفاية عليكِ كدا يا رغد؟ واكلة شاربة نايمة وعايشة، كل دا على قفايا ومن خيري وفلوسي..
فتحت بقها عشان تتكلم ولكن برضو قاطعها – تتصرفي يا حبيبتي، أنا مش هفضل مقعدك هنا كتير ويا تدفعي إيجار يا تشوفي حد تاني يشيلِك، أنا قادر على أفراد عيلتي لما تيجي أنتِ…!
– بابا..
قالها جابر…
اللي سمع كلامه القاسي..
وشاف سكوتها وعدم قدرتها على الدفاع عن نفسها.
• نزل جابر الكام سلمة الفاصلة بينهم لحد ما وقف قصاد فتحي – عيب كدا يابا، أنت كبيرنا وعيب لما يطلع منَك الكلام دا، أنت طول عمرك بتكرم ضيوفَك..
بصله فتحي وبعدين لَف نزل، التفت جابر عشان يعتذر لرغد نيابة عن أبوه ولكنها لفَّت بسرعة وفتحت الباب، بصتله ببسمة مهزوزة – معلش يا جابر هقفل.
قفلت وهو أخد نفسه طويل وطلعه وهو بيبص للأرض بيأس وخيبة أمل في أبوه، قفل ما ينزل هو كمان وراه..
وجوة عند رغد، كانت قاعدة فوق السرير بتعيط وهي حاسة بذل كبير، هي مطلبتش مساعدتهم ولا طلبت تعيش عندهم؛ بل بالعكس رفضت المبدأ دا نهائيًا لكن لقلة حيلتها في الوقت السابق واصرار عزة وافقت.
“عدىٰ خمس شهور، زمانها نست”..
دا اللي كانت بتفكر فيه بخصوص مامتها، كانت واخدة قرار إنها تطلع من شقة جابر وتشوف أي شقة إيجار في القرية هنا، لكن بعد كلام فتحي اخدت قرار تاني … قرار متهور؛ الرجعة لبيتها..
في الشقة تحت، دخل فتحي ورزع الباب ووراه بدقيقتين دخل جابر اللي وقف في نص الصالة وبص لأبوه اللي قعد فوق الكرسي بصمت، وكأنه ماكسرش خاطر بني آدمة فوق من شوية!
– هتفضل مبحلق كدا كتير ولا إيه؟
– ليه يابا؟ حرام عليك! عملتلك إيه الغلبانة دي؟
خرجت عزة من المطبخ – في إيه؟
بصت لجابر – اتكلمت مع رغد يا جابر، روقت كدا ولا لسة زعلانة.؟
مردش عليها جابر وكانت عينه ثابتة على أبوه اللي كان رافع حاجبه لفوق وبكل برود قاعد يدخن، بصت عزة للإتنين – الله! هو في إيه؟
قرب جابر وقعد على كرسي قصاده واتكلم بلهجة شديدة – لو سمحت ماتتكلمش مع رغد بالأسلوب دا تاني، إحنا معاها من ٥ شهور ماشوفناش منها حاجة وحشة ولو قد كدا، ولحد النهاردة لما بتعرف إنك على أول الشارع بتجري تطلع فوق، عشان إيه كل دا؟؟
قربت منهم عزة – إيه اللي حصل ياض يا جابر؟
ابتسم فتحي بسخرية – استني يا عزة البيه بيربيني.
– لأ متقولش كدا يابا، أنا بقولَك الصح واللي المفروض يتعمل، رغد زي اختي ومش هتلاقيها في أدبها ولا ذوقها تاني، عاملها بالحسنة عشان تتردلَك.
قام وقف وخرج برة البيت، ضربت عزة كفوفها في بعض – لا حول ولا قوة الا بالله، مش هتقولي أنت يا فتحي في إيه؟
وقف – أنا داخل أريح ساعتين قبل ما أنزل أفتح الدكان تاني.
جابر طلع لرغد فوق، خبط الباب ٣ مرات..
كانت هي جوة بتنقل هدومها في الشنطة اللي سبق وجَت فيها، نفس الموقف ونفس الاحداث بتعيد نفسها، ولكن مع اختلاف الأسباب.
رفعت رأسها ناحية الباب، وقفت عشان تشوف مين ولما لقت إنه جابر قفلت باب الأوضة عشان مايعرفش..
فتحتله، كان مبتسم بإتساع – رغد!
بصتله بإستغراب – نعم..
-تعالي معايا.
– اجي معاك فين؟
– عايزة أوريكِ حاجة.
– معلش يا جـ…
قاطعها – بنت! يلا بدون جدال.
– بس…
– مابسش، يووه تعالي بقى
قالها وهو بيقفل الباب وراها وبيشدها ناحيته، بصتله بصدمة – يلهوي يا جابر، المفتاح جوة!
غمز – معايا نسخة.
نزلوا…..
كانوا ماشين في البلد بصمت، لحد ما هي اتكلمت بملل – ها! عشر دقايق ماشيين، مش هنوصل؟
– طولي بالِك يا رودي!
– رودي! بلاش قرف يا جابر وقول إسمي عدل.
– أهي أهي.
قالها وهو بيقف فجأة وبيمسك إيدها عشان تقف، بصت قصادها بسرعة – إيه إيه.
– عارفة اللي هناك دي مين؟
– آه، فاتن بنت طنط هنادي، مالها؟
اتعدل وبصلها ببسمة سمجة – ظبطيني معاها.
زعقت – دانت اللي عايز اللي يظبطك يا جابر! بقى منزلني من البيت عشان تقولي….
– آآآآآه
قاطعها قبل ما تقول اسمها، كانوا الناس بيبصولهم بإستنكار وهو بيبتسم ليهم وكأن مفيش حاجة، بصلها بحدة – دانا إبن ** إني قررت أخليكِ تنقيلي حتة.
– حتة يا أبو لسان زفر !؟ حتة؟!
سابته ولفت عشان ترجع وهو ورا بينادي – رغد، يا رغد..
بص للناس حواليه – من يومها وهي قماصة كدهو.
الساعة ١٠ إلا خمسة..
خمس دقايق والنور يقطع، في الوقت دا عادة بتطلع عزة عشان تقعد مع رغد عشان ماتكونش لوحدها، طلعت كالعادة ولكن بعد خبط كتير فوق الباب مفتحتش رغد!
مفيش أحذية قدام الباب ولا إضاءة الكشاف جاية من جوة زي كل يوم!
رفعت تلفونها ورنت عليها، مفيش صوت جاية من جوة، مفيش رغد!!!
على جانب آخر في بلدها، واقفة قصاد باب البيت بتستعد للمواجهة..
- يتبع الفصل التالي اضغط على (رواية حياة مريرة) اسم الرواية
تعليقات
إرسال تعليق