Ads by Google X

القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية عشق الجمال الفصل الثالث 3 - بقلم نور زيزو

   رواية عشق الجمال كاملة  بقلم نور زيزو   عبر مدونة كوكب الروايات 

رواية عشق الجمال الفصل الثالث 3

 
____ الفصـــــل الثــالــث (3) ____
ظلت “مريم” تحدق بوجه “ورد” التى تقف خارج سيارتها وتريد التحدث
إليها بإصرار، تنحنحت بخفوت ثم ترجلت من السيارة بضيق وما زالت غاضبة مما حدث ولا ترغب بالتحدث إلى هؤلاء، تبسمت “ورد” بعفوية وقالت بلطف:-
-ممكن أتكلم مع حضرتك شوية!!
تأففت “مريم” بأختناق مُتذمرة بحيرتها لا تعلم ماذا تفعل؟ خصيصًا أن جمال بالداخل الآن ويتحدث بما حدث، هدأت “مريم” قليلًا ثم قالت بزمجرة:-
-أتفضلي
أخذتها “ورد” إلى أقرب مطعم وجلسوا هناك فتبسمت “ورد” بحماس وقالت:-
-أسمحي لي أقولك يا مريم كدة من غير ألقاب، لأنك صغيرة جدًا على الألقاب بس دا ميمنعش أنك جميلة
رفعت “مريم” حاجبها بفضول من هذه الفتاة العفوية وحديثها الجميلة، قالت بجدية:-
-هههه أنتِ بكاشة أوي على فكرة، قولي يا مريم مش مهم أنا مبهتمش بالألقاب أصلًا … أتفضلي أنا سامعكي
ضحكت “ورد” بتلقائية على حديثها وقالت:-
-بصراحة أنتوا الاتنين مفيش منكم، عملتوا من مشكلة صغيرة حاجة كبيرة وكارثة أقتصادية فى البلد، لا جوازك هيعدي اللى حصل وبصراحة أكبر ولا تيام هيتنازل ويعدي اللى حصل، يعنى قصدي كل واحد فيهم عنده مكانته ووضعه
أومأت “مريم” بالإيجاب موافقة على حديث “ورد” ثم قالت:-
-عندك حق، جمال مستحيل يعدي اللى حصل بدليل أني طلبت منه نمشي وخلاص لكن هو قرر أن لازم يأخد موقف والله يستر من الموقف اللى ممكن يأخده جمال، أخر مرة أشتكيلته من المدرسة أشتراها عشاني ولما حصلي مشكلة فى القناة وأتوقف البرنامج بتاعي قرر يعملي قناة فضائية ليا وبأسمي.. الله يستر وميشترتش المكان دا بالأجبار… وبصراحة أنا كمريم مراته بخاف من وشه التاني وبس يقول يا عاشور معناه أن فى كارثة جاية
أبتلعت “ورد” ريقها بصعوبة من تخيل الموقف ورد فعل “جمال” الآن، تمتمت بلطف:-
-طب يعنى دا معناه أن كلامي صح، أنا مبقولش أنك تعدي اللى حصل بس على الأقل خليها بينا إحنا كستات زى بعض، ليه ندخل الرجالة فى الموضوع، مسك طيبة والله هى بس أتربت على حياة الجيش والقوة والقتال يعنى مش أكتر
أومأت “مريم” إليها بنعم مُحاولة فهم طريقة “مسك”، قالت بلطف:-
-حصل خير، أنا هعدي الموقف بس لأنها حامل وأكيد عصبيتها من الحمل، عن أذنك
وقفت “مريم” من مقعدها وسارت نحو باب المطعم لكنها شعرت بدوران فى رأسها فتوقفت قدميها عن السير ورفعت يدها اليمنى إلى جبينها بتعب وعيني المشوشة تنظر فى ساعة معصمها وكانت تطلق إنذار وضوء أحمر ينذر بأنخفاض ضربات القلب وضغط الدم وقبل أن تدرك الأمر أو تفعل شيء فقدت على الأرض فاقدة للوعي، ألتفت “ورد” على صوت صراخ الجميع وصُدمت عندما رأت “مريم” على الأرض…
______________________
تحدث “جمال” بنبرة هادئة مُخيفة وقال:-
-وبالطريقة دى بتعاملوا نزلاء الفندق، ليكون فى علمك أنا مستحيل أتهون فى حق مريم وأهانتها
تحدث “جابر” بنبرة لطيفة قبل أن يغضب “جمال” أكثر قائلًا:-
-مستحيل نكون قصدنا الإهانة الفكرة كلها أن دكتورة مسك أتفزعت من الفرسة، الموضوع بسيط
ردت “مسك” بنبرة قوية دون أن تخشي هذا الرجل قائلة:-
-هى اللى غلطت، أنا كنت بشوف الحصان ومعرفش أنه بتاعها وهجم عليا وفوقها كمان جت المدام وقالت أن همجية وبطلجية
حد “جمال” من عينيه بسخرية من هذه المرأة التى تتعال عليه فى الحديث وقال بغضب مكبوح وهو يكز على أسنانه:-
-وهو طبيعي أن لما حضرتك تتناقشي مع حد تقرري تضربيه
نظر “تيام” إلى “مسك” لطالما أخبرها أن تستعمل لسانها والحديث فى التعبير عن غضبها قبل تستعمل يدها وقبضتها، تحدث “تيام” بهدوء قائلًا:-
-فى كل الأحوال الأتنين غلطوا يا جمال بيه ومسك حاولت تضرب المدام والمدام أهانت مسك بالكلام ومع ذلك الفندق مستعد يعوض مدام مريم بأي طريقة تحبيها كأعتذار مننا على سوء الفهم اللى حصل
أقترب “جمال” من المكتب بنصفه العلوي وأنزل قدمه عن الأخري بغضب ناري وتحدث بتهديد واضح:-
-أعتذار!! تفتكر أن أعتذارك كافي لكرامة مراتي، أنا بإشارة مني أهدم المكان دا على رؤوسكم وبكلمة واحدة مش هتلاقي سايح واحد هنا.. كان لازم تسأل عن جمال المصري ما دام قبلته نزيل عندك…
قاطع تهديده عندما خرج صوت “جين” الإلي من هاتفه الشخصية يقول:-
-لقد فقدت مريم الوعي بسبب أنخفاض ضربات القلب
أتسعت عينيه على مصراعيها وحدق بالهاتف الذي ينقل له حالتها عبر الساعة الإفلكترونية الخاصة بها وهرع إلى الخارج تاركًا الجميع، تتبع الساعة حتى وصل إلى بهو الفندق وكانت “مريم” على الأريكة وبجوارها “نانسي” و”فريدة”، جلس قربها بذعر قوي وقال بقلق:-
-مريم!!
لم تجيبه وكانت جسدها هزيلًا لا تشعر بشيء، جاء “جابر” و”تيام” خلفه وفور رؤية “مريم” بحالتها تناست “مسك” ما حدث وحسها الطبي دفعها إلى الأمام، ابعدت “جمال” عن “مريم” وجلست قربها، نظرت إلى ساعة يدها التى تقيص مؤشراتها الحيوية وقالت:-
-حاجة بسيطة متقلقش
جملها “جمال” على ذراعيه وأخذها إلى المنزل فى حين ان “مسك” أحضرت حقنة طبية من غرفتها وجاءت إليهم، جلست قرب “مريم” على الفراش وأعطتها الأبرة فى وريدها، وعلقت لها محلولًا طبي وأثناء فحصها فتحت “مريم” عينيها لتري وجهها أمامها، تبسمت “مسك” بعفوية وقالت:-
-متقلقش دا هبوط طبيعي من قلة الأكل ونسبة السكر فى الدم، أنا علقت ليها محلول وأديها حقنة هتخليها تمامًا…
كتبت بعض الأدوية فى ورقة وجدتها جوارها وتابعت الحديث بلطف:-
-دى شوية فتيامينات عشان صحتها وهرجع أقولك مفيش حاجة تقلق، دا إغماء طبيعي بيحصل
أخذ “جمال” الورقة منها بهدوء وأعطاها إلى “عاشور” لتغادر “مسك” الغرفة، أقترب “جمال” من زوجته وجلس جوارها بلطف، أحتضن وجهها بين يديه وقال بهدوء وأريحية بعد أن أطمئن عليها:-
-سلامتك يا روحي، مش قولتلك تهتمي بأكلك يا مريم وصحتك
تبسمت بلطف وعفوية فى وجهها وقالت:-
-حاضر يا حبيبي، معلش قلقتك عليا
تبسم “جمال” بأندهاش من كلمتها وقال بلطف:-
-معلش!!! معقول يا مريم اللى بتقوليه دا، يا حبيبتي أنا خايف عليكي وعلى صحتك، سهرك بليل مع مكة وقلة النوم وكمان تزويدي عليها قلة الأكل هيضرك يا مريم وأنا مقدرش أستحمل أشوف ضرر فيكي ولا أشوفك تعبانة
هزت رأسها إليه بنعم وتذكرت “مسك” التى أنقذت حياتها للتو بعلاجها وقالت:-
-صحيح، جمال عدي اللى حصل وأديك شوفت أنتِ مدينة لهم بحياتي ولو عليا أنا عادي خلاص الموضوع عدي
هز رأسه بنعم إليها وقال بجدية:-
-بس عشان مدينة بحياتك واللى عملته معاكي يا مريم
خرج من الغرفة وترجل للأسفل ليرى “عاشور” أحضر الأدوية التى كتبتها “مسك” إلى زوجته فأخذها “جمال” وقال بنبرة هادئة:-
-روحلهم يا عاشور أنا مش هرجع بمريم القاهرة وهى تعبانة وقولهم أن دا مش كرم منى بس عشان أنا مدينة بحياة مراتي للي أسمها مسك دى
أومأ “عاشور” إليه وذهب للخارج ليوقف أجراءات الرحيل، تبسم “زين” بسعادة على بقاء “جمال” فى قريتهم وكأن القدر جعل “مسك” تصلح ما أفسدته بمهارتها فى الطب…
_______________________
تمتم “حسام” بقلق شديد مما سمعه للتو وقال:-
-أنت قُلت أيه يا عاشور؟
نظر “عاشور” حوله بقلق وقال بنبرة خافتة وحذر حتى لا يستمع له أحد:-
-زى ما سمعت يا حسام، حازم هنا فى الغردقة وزاد وغطي أن البيه نازل فى الفندق هنا، أنا أتاكدت من دا بنفسي وربنا يستر بقي هو ناوي على أيه؟
جلس “حسام” جواره بأندهاش مما يسمعه وعودة “حازم” رغم كل ما فعله “جمال” معه وقال بجدية مُتعجبًا:-
-معقول يطلع واطي للدرجة دى، دا جمال هو اللى ساعده وخلص حبيبته من ايد امه، دا كانت بتبيعها زى السلعة وتكسب من وراها فلوس ومالاقش حد يقف جنبه ولا يساعده غير عمه جمال ودلوقت بعد ما مد له أيده وساعده راجع عشان ينتقم للى حصل فى أمه، دا هو أكتر واحد أتأذي من امه بعد مريم
تنهد “عاشور” باختناق سافر وقال بحزم:-
-اهو قلة أصل، وفى الأول وفى الأخر هى أمه ومهما تعمل فيه هتفضل امه، أنت ناسي أنه حاول يتهجم على مريم قبل كدة وجمال كان هيموته بأيده، دا من دم مختار وسارة عايزه يطلع أيه ولا هيعرف الأصل منين؟ المهم إحنا نعمل اللى علينا ونفتح عينيا كويس جدًا، مدام مريم متغبش لحظة واحدة عن عينيكم يا حسام، متنساش أن هى نقطة ضعف جمال بيه وممكن أى عدو يستغل دا ومكة كمان، أما على جمال بيه ما دام مراته وبنته فى أمان مش هيقلق وهنعرف نحل أى حاجة
أومأ “حسام” له بنعم وخرج من حديقة المنزل ليلًا…
__________________
جلس جوارها على الفراش ويُطعمها بيديه بسبب قلقه على حالتها الصحية التى تسوء، تبسمت “مريم” على دلاله ونظرت إلى عينيه ثم قالت بخفوت:-
-ربنا يخليك ليا يا جمال، تعبت نفسك
حمل الصينية ووضعها على الطاولة بعيدًا عن الفراش مُجيبًا علي كلماتها العبثية:-
-أيه الكُلف دا يا مريم، تعبتني أيه؟ طب ما تتعبني براحتك أنتِ مراتي وحقك عليا أنى أخلي بالك من صحتك وحياتك وكل تفاصيلك
عاد للجلوس جوارها عن قرب وقال:-
-يا ريت كل تعب الدنيا فى تعبك يا مريم وأنا باكلك، مكنش هيبقي فى هموم ولا حمل تقيل يقصف العمر
ربتت “مريم” على يده بخفة وقالت:-
-بعد الشر عنك يا حبيبي من أى شر، عارف يا جمال.. أنا كنت خايفة من الجواز كنت فاكر أن الحب والحنية نهايتهم الجواز والحياة بعد الجواز مجرد مسئولية بيت وأولاد، بس أنت غيرت كل أفكاري
تبسم إليها بسعادة من تفكيرها وتخيلاتها الغريبة ثم قال:-
-ليه يعنى؟ أنتِ فاكرة أن الواحد ممكن يبطل يحب مراته بعد الجواز، بالعكس بقي دا بيحبها أكتر بعد الجواز، الجواز بيسمحهم لهم يكون قطعة واحدة وروحين كانوا مفصلين بالجواز بيندمجوا من تاني فى روح واحدة، كنز العالم كله مبتساواش حاجة فى مقابل أن الراجل يرجع شقيان وتعبان من شغله ويلاقي حضن دافئ وأيد تطبطب عليه، واحدة قاعدة مستنية طوال اليوم وبتعمله أكل بحب كأن حضنه ليها جايزتها ومكافاتها أخر اليوم على الجهد اللى عملته طول اليوم، الحياة أسهل من كل التعقيدات دى يا مريم بس محتاجة راجل عاقل وست ناضجة، لا هى تقف على الواحدة ولا هو يبقي فاهم أن البيت دا هو مكان يخرج بيها طاقته السلبية ويطلع فى مراته اللى مديره عمله فيه، بالعكس لو فهم الأثنين أن البيت دا هو سكن وسكينة وسبيلهم للراحة بالمودة واللين مش بالعصبية ولا مكان يفرض هو سيطرته ودراعه فيه
تبسمت “مريم” بعفوية على حديثه وقالت:-
-عشان كدة أنا حبيتك يا جمال من أول لحظة شوفتك فيها، عشان فاهم ومدرك معنى وقيمة كل حاجة فى الحياة، عارف أن الشغل بجهده ومشاكله مكانه هناك فى الشركة وأوضة مكتبك وبمجرد ما بتخرج من الأوضة دى أنت بتكون فى بيت وعارف يعنى أيه بيت، حبيتك لأن رغم كل حاجة وقسوتك وكبريائك ألا أنك دافئ ولين بحنيتك
أعتدل فى جلسته قربها وبسمته لا تفارق وجهه فرفع ذراعه حول أكتافها وأصبح على قرب شديد منها ونظر بعينيها مباشرة وأنفاسها الدافئة تضرب عنقه من قربهما، تبسمت “مريم” بخجل شديد من نظراته ثم قالت بلطف:-
-جمال
تبسم “جمال” ويديه تمر على ذراعها حتى وصل إلى يدها وتشابك الأصابع معها بهيام ثم قال:-
-قوليها يا مريم!!
ضحكت “مريم” على كلمته بدلال مُفرطة، ضربات قلبها تتسارع بجنون من هذا العشق الكامن بداخلها وحرارته تسير فى أرجاء جسدها وأغلقت قبضتها على يديهما المُتشابكة وقالت بهمس:-
-بحبك يا جمال، أقسم أني محبتش ولا هحب حاجة قدك ولا حتى نفسي ولا بنتي، أنا بعشقك بجنون وكأن قلبي فتح لك كل أبوابه وبعدها قفل عليك ورمي المفتاح فى البحر مستسلم لعشقك وجنونه اللى جوايا
وضع “جمال” جبينه فوق جبينها الصغير ليشعر برجفة جسدها من العشق وقشعريرتها التى تجعلها تنتفض بالحُب، توردت وجنتيها من الخجل وحرارة العشق التى نشبت نيرانيها مُشتعلة بداخلها للتو من قربهما، همس إليها بنبرة دافئة:-
-وأنا بحبك يا دنيتي وعمري كله
أخرجت يدها من أصابعه التى تحتضنها ورفعتهما إلى صدره تستكين يديها عليه، أغلقت أناملها بهيام على ملابسه ويدها الأخري تسلل إلى عنقه تداعبه بحب ونعومة ثم قالت:-
-يا روحي، جمال ..
قاطعها بقبلته الناعمة؛ ليتذوق طعم الهوي الساكن بداخلها، ضربات قلبه التى جن بعشقها تمامًا، مسحورًا بنبراتها النعامة عندما تنطق أسمه بهذا الدلال والدفء فتغلبه هذه النبرة وهى بمثابة المُخدر الذي يلقي على عقله وقلبه لأجلها….
___________________________
خرجت “جميلة” من المطار بزيها الرسمية لقيادة الطيران وانطلقت بسيارتها مُسرعة إلي القصر من أجل طفلها “يوسف” الذي لم ينهى من عمره 8 أشهر، وصلت للقصر لتستقبل “حنان” مديرة المنزل قائلة:-
-حمد الله على السلامة يا….
قاطع حديثها ركوض “جميلة” إلى البهو عندما رات الخادمة تمسك بيد طفلها الذي يحاول الوقوف على قدمه ليخطي أول خطواته، جلسه على الأرض بركبتيها وضمته إليها بسعادة فبدأت تنهل على وجهه بقبلاتها الناعمة وشوقها إلى طفلها الذي يزداد دومًا فى كل رحلة طيران تذهب إليها، جاءت “حنان” خلفها وقالت ببسمة:-
-أحضرلك الغداء
تبسمت “جميلة” وهى مُتشبثة بطفلها ثم قالت بحماس:-
-لا، حضري لي الشنطة أنا هأخد يوسف وأطلع على الغردقة، حسام وحشني جدًا
أومأت “حنان” لها بنعم وأمرت الخادمة بأن تجهز الحقيبة من أجل “جميلة” وطفلها الرضيع…..
________________________
وقفت “فريدة” الفتاة التى تبلغ من العمر أثنين وعشرون عامًا خلف الباب الزجاجي للمنزل من الخلف وتختبئ فى الستائر وهى تراقب “جمال” الذي يسبح صباحًا فى حمام السباحة الخاص بالمنزل، عينيها تتلألأ ببريق الإعجاب بهذا الرجل الذي قلب القرية رأسًا على عقب لأجل زوجته وشجارها السخيف مع “مسك”، لم تصدق أن هناك رجل قد يفعل كل هذا لأجل زوجته، سمعت صوت طقطقة أقدام على الدرج فهرعت إلى الداخل قبل أن يراها أحد وهى تختلس النظر إليه، وصلت “مريم” للطابق الأول ورأت زوجها من خلال الزجاج وهو يسبح فدلفت إلى المطبخ لكي تعد كوب من الشاي بلبن دون أن تفيق “نانسي” التى سهرت طوال الليل مع ابنتها الباكية، خرج “جمال” من حمام السباحة مع صوت هاتفه ورأي “فريدة تقترب منه بمنشفة كبيرة، أخذها دون أن يكترث لشيء أو يرفع نظره بها، بل مد يده إليها وعينيه تنظر إلى شاشة الهاتف، تبسمت “فريدة” بعفوية وإعجاب يظهر بوضوح فى عينيها وقالت:-
-أعمل لحضرتك حاجة؟
-لا
قالها “جمال” وهو يرتدي تي شيرته وأخذ الهاتف وأتجه نحو المنزل ليري “مريم” على وشك الخروج إليه وتحمل فى يدها كوبين من الشاي بلبن وقالت بحب:-
-صباح الخير يا حبيبي
قبل رأسها قبلة الصباح المعتادة ورد مُجيب عليها:-
-صباح النور يا روحي، هأخد حمام وأغير هدومي على ما فريدة تجهز الفطار
أومأت إليه بنعم فأخذ منها الكوب الخاص به ببسمة، لم ينتبه الأثنين إلى هذه الفتاة التى أشتعلت الغيرة بقلبها من “مريم” التى تملك كل شيء وحُب “جمال” لها، فى حين أن “فريدة” لا تملك شيء مقارنةً بـ “مريم” وتضرب قدميها بالأرض من الغيظ الشديد الذي تملكها…..
reaction:

تعليقات