رواية الألتس كاملة بقلم إيمان شلبي عبر مدونة كوكب الروايات
رواية الألتس الفصل الثاني 2
ايتها الاميره هل انتي بخير؟
رفرفت جفنيها أكثر من مره في محاوله لتفريقهما لتفتح حدقتيها أخيراً وقد وصل إلي مسامعها نبرته الحاده الممتزجه بخشونه ورفق وكأنه تركيبه غريبه مزيج ما بين الحنان والق*سوه
كان في اعتقادها أنه مجرد حلم لا اكثر ولا اقل
حلم ستستيقظ منه تجد نفسها في منزلها ، فوق فراشها ،وخاتم خطبتها مازال يُزين أصابعها ،هناك رساله علي هاتفها خاليه من المشاعر كالعاده من مؤيد تتكون من كلمتين علي الأغلب
“صباح الخير”
ولكن يبدو أن ما حدث ما هو إلا واقع مؤلم
موت والدتها ،اختفاء والدها منذ زمن بعيد ،خطبتها من ذلك المدعو “مؤيد” ،معاملته البشعه والتي لا تستحقها ،المقابله الاخيره والتي قررت بها إنهاء ذلك الألم ورد كرامتها والتي لطالما تبعثرت بدافع الحب ،زياره قبر والدتها ،ظهور جني مُريب ،امنيات سخيفه ،انتقال لعالم اخر ،هراء يتبعه هراء يتبعه الآخر وكأنها بداخل احدي الافلام الخياليه
“فلك”
ايقظها همسه الرقيق بجانب أذنيها من حاله الشرود لترفع حدقتيتها لتُقابل حدقتيه الزرقاء والتي تُغطيها رموشه الطويله الجذابه والتي لطالما تُحب وجودها في الرجال فهي في اعتقادها أن الرجل الذي يمتلك مثل تلك الرموش له رونق خاص به وحده يُميزه عن جميع الرجال
-هل اصبحتي بخير الان؟؟
هكذا تسائل بنبره هادئه وهو يميل برأسه قليلا بجانب رأسها لترتطم أنفاسه الدافئ بصفحات وجهها
خفق قلبها بشده وقد ارتعشت أوصالها لتومأ برأسها هاتفه بخفوت :
-الحمد لله
اتكئت فوق ذراعيها في محاوله لرفع جسدها قليلاً ليُسرع هو ممسكاً بذراعيها هاتفاً بلهفه
-دعيني اساعدك
انهي جملته ليسندها بذراعه الأيسر لتُصبح بين أحضانه بالتقريب ،حاله من الاضطراب قد سيطرت علي دقات قلبها دقه تليها الأخري تليها الأخري في حاله من السباق ،تجمدت أطرافها وقد ارتعشت شفتيها من مجرد لمسته فتلك المره الأولي الذي يقترب منها رجل الي هذا الحد
لكن هي لن تستطع أن تنكر انها شعرت بالدفئ والتي افتقدته منذ زمن بعيد ولا سيما منذ وفاه والدتها التي امطرتها دفئ وحب لم ولن تجد مثله يوماً
شعرت بالدفئ لدرجه انها تمنت لو تبقي هكذا لفتره طويله او العمر كله أن صح القول تستشعر دفئ أحضانه
أما عن والدها فهي للحق لا يمر علي عقلها إلا ذكريات طفيفه بينهما ،فقد كانت في الخامسه من عمرها عندما اختفي فجأه وبعد رحله بحث طويله في المستشفيات والأقسام والطرق المكتظه بالبشر لم ولن يجدوا له أثر وكأن الأرض قد انشقت وابتلعته للتو!
-مرتاحه هكذا
تسائل وهو يسند ظهرها علي تلك الوساده خلفها لتومأ برأسها وقد خرج صوتها مبحوحاً
-اه مرتاحه شكراً
ابتعد عنها لتخرج زفيراً قوياً من فمها فقد سلب ذلك الاقتراب أنفاسها حقاً
قبع علي طرف الفراش ليتنهد تنهيده طويله تحمل في طياتها الكثير ومن بعدها صمت لثواني ليرفع حدقتيه يتطلع داخل حدقتيها هاتفاً بنبره جديه :
-هل لديكي تفسير لما حدث ايتها الاميره
بللت شفتيها بتوتر وقد انسحبت الدماء من أطرافها لتهمس خشيه من رده فعله وقد اغرورقت عينيها بالدموع
-ا انا مش فاكره اي حاجه ارجوك قولي انا فين ومين انت وليه الكل بيقولي يا اميره انا مش فاهمه حاجه ولا فاكره حاجه خالص !
أشار إليها بلهفه وقلق:
-حسناً حسناً سأخبرك ولكن رجاءً لا تبكي
اومأت برأسها بنعم لترفع كفها ماسحه دموعها بطرف أصابعها لتأخد نفس عميق مستعده لسماع قصتها الجديده الغير مرغوب بها علي الاطلاق فيبدو انها غير مشابهه لتلك القصه والتي تمنت لو تعيشها مع مؤيد وكفي
-انا الملك “تيم ” زوجك وانتي كُنتي جاريه لدي
انتفضت كمن لدغها عقرب مُردده حديثه بذهول وصدمه
-جاريه عند مين !
أومأ بهدوء :
-لدي اميرتي
انفلت لسانها تلك المره هاتفه بعصبيه :
-جاريه ايه انت يامتخلف ؟
اغلق عينيه نصف غلقه وقد نفرت عروق رقبته ليهتف بنبره هادئه عكس البراكين المنفجره بداخله :
-هل قلتي أنني متخلف ام أنني اتخيل
ابتلعت لُعابها بتوتر وقد تعرق جبينها لتبتسم ابتسامه مهزوزه وهي تُجيب بمزاح
-يااااه عليك ده انا كنت بهزر
-حسناً يجب أن ارحل الان لدي اعمال سأعود بعد ساعه لنُكمل حديثنا فلك
هتف بها بجديه وحده وهو ينهض من فوق الفراش لتُسرع صا*رخه بلهفه :
-ترحل تروح فين استني يالوتفي
-ماذا من لوتفي هذا ا اهو خطيبك أيضاً
اشاحت بيديها أمام وجهه بتذمر:
-خطيبي مين ياعم هو انا قلبي قلب رمانه!
رد باستغراب :
-ماذا!
-لا انت هتقعد تقولي ماذا ولماذا كتير انا خلقي ضيق خد بالك
ربع عن ساعديه وقد رفع حاجبه الايسر بضيق:
-ماذا تُريدي فلك
-عايزه اعرف انا هنا ليه واتجوزنا أمتي وانت مين و…..
قاطعها بأشاره من يديه بنبره غليظه خشنه عكس ملامحه الجميله البريئه !
-اخبرتك انني سأعود بعد ساعه لذا لا تطيلي الحديث فأنا ليس لدي وقت
ضربت كفيها ببعضهما وقد تشنج وجهها وارتفع طرف شفتيها :
-ليييه ياخويا معندكش وقت رجل أعمال ولا رئيس جمهوريه مصر العربيه
-مصر
هتف بها بذهول وقد فتح حدقتيه علي وسعهما لينتفض قلبها وتتراجع خطوه إلي الخلف هاتفه بنبره أوشكت علي البكاء
-في ايه يا استاذ تيم مالك قلبت كده ليه هو انا غلطت في الست الوالده وانا معرفش ولا ايه؟
اقترب منها ببطئ وقد كشر عن أنيابه لتتراجع بدورها الي الخلف وقد ارتفعت درجه حراره جسدها وانتفض قلبها برعب من نظراته والتي تُشبه السهام التي تخترق جسدها
قفزت فوق الفراش وهي تُشير بيديها ألا يقترب أكثر
-اقف مكانك لتولع وربنا وربنا كمان مره لو قربت مني هرمي نفسي من فوق السرير وذنبك علي جنبك !
-هل قلتي مصر الم اخبرك الا تأتي بتلك السيره مره آخري في تلك القلعه الم اخبرك أنني سأقتلع رأسك أن تفوهتي بحرف آخر عن تلك البلاد
هتف بها بصراخ هز أرجاء الغرفه وقد احمر وجهه أثر غضبه وبرزت العروق فوق جبينه
رفرفت حدقتيها اكثر من مره بذهول وقد سقط فكها من ذاك الحديث ،صمتت لوهله لتستوعب حديثه لتنفجر فجأه ضاحكه وهي تمسك معدتها التي المتها من كثر الضحك
تطلع إليها بغضب :
-لما تضحكين هل اقول نكات لكي تضحكي بهذا الشكل ايتها الغبيه ؟
توقف عن الضحك وقد استفزها نعتها ب”الغبيه” لتقفز من فوق الفراش وتقترب منه بخطوات سريعه وهي تُشير باصابعها في وجهه
-اتكلم بأدب ياولد اتكلم بأدب واحترم نفسك هو انت مفكر عشان انت ملك يعني هسمحلك انك تهزقني لااااااا ابسلوتلي كله إلا الكرامه
وبعدين تعالي هنا هو انت مالك زعلت اوي كده لما قولتلك مصر هي ضُرتك مصر ولا تكونش مرات ابوك!!
امسك ذراعيها بعصبيه وهو يجز فوق أسنانه بعنف :
-كيف تجرؤيين علي التحدث معي هكذا
نفضت ذراعيها وقد طفح بها الكيل لتصرخ في وجهه :
-انت مفكر نفسك مين عشان تكلمني بالطريقه ديه انا مش خدامه عندك
اقترب بوجهه من وجهها رافعاً احدي حاجبيه بمراوغه وخبث
-انتي لست بخادمه انتي جاريتي وزوجتي ايتها الاميره
صرخت بعنف وهي تضربه بذراعيها فوق عضلات صدره الضخم وقد اغرورقت عينيها بالدموع :
-انا مش جاريه عند حد انت سامع انا مش جاااااريه عند حد ا….
قاطعها وهو يمسك ذراعيها بيد واحده ليقترب بوجهه من وجهها هاتفاً بصوت اجش ونبره ارعبتها:
-اقسم أن تفوهتي بحرف آخر سأجعل حُراسي يزجون بكي داخل السجن لتتعفني بداخله اسمعتي؟!
ارتعشت شفتيها وقد هدر قلبها بعنف لتومأ برأسها أكثر من مره بخوف
-س سمعت سمعت
دفعها برفق ليشق عبوث وجهه ابتسامه خبيثه وهو يربت فوق وجنتيها ببرود:
-ممتاز فلك والان يجب أن ارحل
رحل لتقبع فوق الفراش وهي تتطلع أمامها بشرود ودموعها قد انهمرت فوق وجنتيها فتلك ليست الحياه التي تتمني أن تعيشها!
فكانت مطالبها أن تنتقل أن عالم آخر تكن به حره لا تُقيدها القيود بتلك الأصفاد ،عالم تجد به مؤيد لتجمعهم الصدفه ولكن بشكل مختلف وقصه مختلفه تمنت لو يعشقها بل ليقع اسيرها وتكتمل قصه حب اسطوريه من نوع آخر في عالم الخيال والذي يختلف تماماً عن عالم الواقع المؤلم الذي عاشته منذ نعومه أظافرها !
ودت لو كان عالمها الخيالي افضل من واقعها ولكن يبدو أن جميع أحلامها قد ذهبت هباء
يبدو أن ذلك المارد الذي ظهر لها من العدم أصم لم ولن يستمع إلي أياً من مطالبها ليُقرر هو مصيرها بيديه
اجهشت في بكاء مرير وهي تدفن وجهها بين يديها هاتفه بصوت مكتوم
-ارجوك أظهر ورجعني العالم بتاعي انا مش عايزه اعيش هنا ارجوك
انتفضت بفز*ع عندما دق باب غرفتها لتمسح دموعها بسرعه هاتفه بصوت مبحوح
-مين
-لينا ايتها الاميره
زفرت بعمق وهي تستعيد رباطه جأشها لتمد أطراف أصابعها وتمسح المتبقي من دموعها لتهتف بثبات
-اتفضلي
دلفت “لينا” لتُحني رأسها بأحترام هاتفه برقه :
-هل اصبحتي بخير ايتها الاميره فلك؟؟
اومأت بهدوء وهي ترسم ابتسامه مصطنعه فوق شفتيها :
-الحمد لله
-هل تحتاجين الي اي شيئ
اومأت بنعم وهي تُشير إليها بالاقتراب لتقترب منها وتقف أمامها
-تفضلي ايتها الاميره
تحدثت بهدوء :
-اقعدي يا لينا انا عايزه اتكلم معاكي شويه
لينا وهي تخفض عينيها أرضاً وتهمس بتوتر :
-لا يجوز ايتها الاميره
فلك بحده بسيطه :
-بقولك اقعدي
قبعت لينا بجانبها بتوتر وخوف وهي تلتف يميناً ويساراً
-لينا انتي تعرفي عني اي حاجه ؟
اومأت بنعم وهي تفرك أصابعها بتوتر :
-نعم انتي زوجه الملك و…
فلك وهي تقاطعها بضيق :
-انا عارفه اني مرات الزفت الملك انا عايزه افهم انا جيت هنا ازاي واتجوزت ازاي انا مش فاكره اي حاجه خالص
لينا وهي ترفع حدقتيها هاتفه بهدوء :
-ولن تتذكري
-ليه؟
-لانك تعرضتي لحادث منذ شهر وفقدتي الذاكره
تطلعت أمامها بصدمه وهي تهمس بذهول :
-فقدت الذاكره
-نعم
-وبعدين؟
-انتي لستُ من أبناء تلك المدينه ايتها الاميره
أغلقت عينيها نصف غلقه وهي تتسائل بفضول :
-اومال انا ابقي مين ؟
-انتي جاريه قد اشتراها الملك اثناء زيارته الاخيره لمصر
انتفضت بذهول وقد اتسعت حدقتيها:
-اشتراني من مين !
مطت شفتيها إلي الأمام بجهل :
-لا اعلم حقاً
-وبعدين كملي
-عندما جاء بكي إلي القلعه اصبحتي جاريه وبعدها بأسبوع قرر الملك أن يتزوجك هذا كل ما أعلمه اقسم لكي
تطلعت أمامها بشرود وقد شلت الصدمه وهي تتسائل بنبره يملؤها الرعب
-ط طب اتجوزني ازاي انا كنت موافقه علي كده ؟
اومأت برأسها بكل بساطه :
-نعم بكامل إرادتك
صرخت بعنف وذهول :
-بكامل إرادتي كمان لااااا ده انا انح*رفت رسمي فهمي نظمي
لينا باستغراب :
-ماذا ؟
قبعت علي طرف الفراش وهي تلطم فوق خديها بطريقه مسرحيه وتندب حظها
-منك لله يامارد كشفت راسي ودعيت عليك
لينا بتساؤل وفضول :
-من هو المارد اميرتي هل هو شخص ازعجك ؟
-ازعجني ده انا لو شوفت وشه هخليه شوارع!
“ايتها الاميره اريد التحدث معك قليلاً”
هكذا هتفت بها تلك الفتاه التي دلفت الي عرفتها دون أن تطرق حتي وكأنه سوق!
فلك بغضب :
-انتي ازاي تدخلي عليا الأوضه بالشكل ده يابت انتي
رفعت أحدي حاجبيها بغرور وهي تتطلع إليها من أعلاها إلي أخمص قدميها دون التفوه بحرف آخر
-ايه مالك واقفه تبصيلي كده ليه عاجبك الفستان ولا حاجه ؟
اومأت بهدوء :
-نعم أنه جميل
فلك بغرور مصطنع وهي تجذب خصله من شعرها وتلفها حول أصابعها
-اعلم ذلك
-ايتها الاميره اقسم لكي الاميره فلك هي من ارغمتني علي الجلوس بجانبها و….
فلك وهي ترفع شفتيها إلي الاعلي بسخرية :
-ودي تبقي مين دي كمان ؟
-ا احم ا انها الاميره ” صفيه” زوجه الملك “تيم” الاصليه
فلك وقد اتسعت حدقتيها وسقط فكها
-ضرتي!!!!
ياسواد الحلل
- يتبع الفصل التالي اضغط على (رواية الألتس ) اسم الرواية
تعليقات
إرسال تعليق