Ads by Google X

القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية عشق الجمال الفصل الثاني 2 - بقلم نور زيزو

   رواية عشق الجمال كاملة  بقلم نور زيزو   عبر مدونة كوكب الروايات 

رواية عشق الجمال الفصل الثاني 2


 
صدم “جمال” مما رآه عندما وجد “مريم” تنزل من الأعلي وتمسك فى يدها ملابس السباحة قطعتين فأشار بسبابته إلى زوجته بأندهاش وسأل بحزم:-
-أنتِ هتلابسي القرف دا وتطلعي بيه قصاد الناس
نظرت “مريم” إلى الملابس بأشمئزاز وقالت:-
-أكيد لا، معقول تتوقع منى دا
تخلي عن غضبه وأتجه إلى الداخل ليجلس على الأريكة بينما هى تتابع بغضب سافر ناتجًا من غيرتها الزائدة:-
-أكيد أنا مش هلبس بيكينى يا جمال، لكن الهانم اللى جايبها معانا لاقيتها لابسة بيكينى عشان تروح معايا على الشاطئ، تخيل لما الخادمة تلبس دا…
تنحنح بهدوء شديد وقد فهم ما ستقرره زوجته الغيرة وترجم سر غضبها وأنفعالها، وبلا شك غيرتها التى تقتلها، فقال بلطف:-
-وطبعًا مريم حبيبة قلبي جايبة الدليل عشان تفصل الخادمة، أنا نفسي أفهم بس إذا كان أنتِ عمرك ما تعديت على حرية حد ولا خصوصيته وشايفة أن اللى عايزة تلبس حاجة تلبسها وأنتِ مش هتحاسبي حد، ممكن تفهمني يفرق معاكي أيه أنها تلبس بيكيني ولا وان بيس فى كلا الحالتين أنتِ مبتعامليش الخدم على أنهم خدم وبتشاركيهم كل حاجة كأصدقاء ليكي، يعنى أنا واثق أنك لما تنزلي البحر هينزلوا معاكي ويلعبوا معاكي كمان …
تذمرت بعبوس شديد وقلبها يشتعل من الغيرة التى تأكله بنيرانه بسبب هذا الشيء الذي تريد أن ترتديه خادمتها أمام زوجها، قالت بنبرة خافتة وأحراج من التُحدث أمام زوجها بهذا العبث:-
-يا جمال، معقول أسمح لها تلبس دا وأنت هنا، أنت عارف أنى بغار عليك اه بغير أيه المشكلة أنى أغير على جوزى ودا مش تحكم فى خصوصيتي ولا بمارس سلطتى عليها بس أنا من حقي أغير على جوزى وما دام هى موجودة معانا فى نفس البيت، أنا عارفة أنها بنت وسنها صغيرة ومن حقها تعيش حريتها وسنها ومش هتكلم فى حرام وحلال لكن هتكلم فى حقي كزوجة
تبسم “جمال” بعفوية إليها ثم وقف من مكانه وسار نحوها مُبتسمًا بسبب حديثها عن غيرته أمامه بوضوح، لمس وجنتها بأنامله؛ ليرفع رأسها إليه وتنظر فى عينيه مباشرة ثم قال:-
-حقك يا حبيبتى، خلاص ممكن تنبيها أنها متلبسهوش بس بلاش تفصليها يا مريم، البنت دى طالبة فى أخر سنة فى الكلية وبتصرف على أخواتها وأهلها متوفيين، فعلًا مش تحيز ليها بس بلاش تبقي سبب فى قطع رزقها، أكتفي المرة دى بتنبيها ولو محرجة من دا أنا ممكن أكلم حنان تضيف قواعد للخدم وهى هتعرف تنبهها
أومأت إليه بأقتناع بسبب حالة الفتاة المادية وقالت بجدية:-
-لا خلاص أنا هتكلم معها بس نكبر الموضوع ونعرف حنان وباقي الخدم يسمعوا وتبقي لبنة فى بوقهم كلهم
تبسم “جمال” بعفوية أكثر وفخرًا بزوجته الجميلة فأقترب لكي يقبل جبينها بلطف ثم نظر إلي عينيها بسعادة وقال:-
-أيلا هتوصل بكرة.. ويلا بقي أطلعي أجهزي عشان نروح نتغدا برا، أنا عايزك تستغلي كل دقيقة فى الأسبوع دا عشان تأخدي حقك مني
تبسمت “مريم” بعفوية وأقتربت أكثر نحوه ويديها تستكين على صدره الصلب وتشعر بضربات قلبه التى تسارعت بينما أخفضت “جمال” نظره إلى يديها ببسمة ناعمة مُنتظرة كلماتها بصوت الناعم برقته ودفئه فقالت بحُب:-
-يا جمال أنا حقي فيك مش أسبوع لأني صاحبة أكبر حقك فيك … لا، أنت كلك حقي وملكي أنا وبس
هز رأسه بنعم وجذبها نحوه بيديه التي تحيط بخصرها وعينيه تتلألأ بسعادة بعد أن ترك كل شيء وجاء بها إلى هذا المكان السحري الذي صُنع لأجل العشاق وكأنه يخبرها أن عشقه لا مثيل له وهذا المكان أقل بكتير من عشقه الكامن بداخله لأجلها، لامعت عينيها ببريق الهوى الذي سقطت به وسكنت كليًا بين ذراعيه ناظرة إليه وهو يقترب أكثر منها ويهمس بنبرة هامسًا إليه:-
-أنا حتى أنفاسي ودقات قلبي ملكك يا مريم وأنتِ عارفة دا
أقترب لينهي كلماته بقبلة ناعمة لكن أوقفه قبل أن يفعل صوت “نانسي” التى جاءت إليهم تقول:-
-مريم أنا….
توقفت عن الحديث بخجل عندما رأتهما بهذا القرب وأستدارت تعطيهما ظهرها، تبسمت “مريم” بخجل على قبض “نانسي” عليهما وتسللت من بين ذراعيه بعد أن ترك أسرها من الحرج وقال بتلعثم:-
-أنا هروح أجيب حاجة…
خرج من الباب الخلفي للمنزل هاربًا من حرج الموقف الذي وضع به، تبسمت “مريم” بعفوية وبراءة على زوجها وقالت بنبرة مرحة:-
-تعالي يا نانسي
ضحكت “نانسي” وهى تلتف إليها وسارت نحوها بسعادة وبسمة لا تفارق وجهها فرحًا بالسعادة التى تعيشها “مريم” بعد كم العذاب الذي ذاقته وما مرت به من خذلان وخيانة الجميع لهان ما ذاقته من قسوة والدها ورممه “جمال” وحده بحُبه ودفئه، مسحت “نانسي” على شعرها بلطف وقالت:-
-يا قمري الجميل، مريم أنتِ أكتر حد عارف اللى عشيته وقسوته ومُدركة كويس أنك مش حمل وجع تاني أو خوف يدخل حياتك
نظرت “مريم” لها باندهاش من كلماتها وقالت بعبوس:-
-أكيد، بس لازمته أيه الكلام دا يا نانسي
أخذت “نانسي” يدها برحب وربتت عليها بلطف وبسمتها لا تفارق وجهها ثم نظرت إلي عيني “مريم” وقالت بهدوء:-
-بلاش الغيرة الزيادة يا مريم، دى نصيحة منى لأن محدش هينصحك، أعتبرني بدل أمك ولو كانت موجودة كانت هى اللى هتنصحك بدا، الغيرة الأوفر بتخرب بيوت وبتخنق الرجل حتى لو كان بيحبك، صدقيني أنا خايفة عليكي وأنتِ فى غني عن أى مشاكل وربنا يبعد عنك خراب البيت يا روحى، يعنى فريدة منهارة جوا بسبب عصبيتك وبتشتكي أنها اشترت الهدوم دى من فلوسها اللى حوشتها عشان مينفعش تيجي معاكي هنا وحست بالنقص من فقرها لما تيجي مكان للأغنياء وأضطرت تشتري بتحوشيتها وأنتِ جيت أتعصبتي عليها وكمان قطعتي الهدوم… مريم ليه تقطعي هدومها، كان كفاية أنك ترفضي أنها تلبسهم وأنتِ عارفة أن كلمة منك يعنى امر مبتكسرش
دق باب المنزل يقاطع حديثها، جاءت “فريدة” الخادمة الشابة تفتح الباب وكان وجهها مليء بالدموع، كان الحارس يحضر الكثير من الأكياس البلاستيكية فتبسمت “مريم” بعفوية وسحبت يدها من يد “نانسي” وذهبت نحو “فريدة” التى أخذت الأغراض من يد الحارس وأغلقت الباب، تبسمت “مريم” بلطف وقالت:-
-تعالي يا فريدة..
اقتربت “فريدة” منها بهدوء لتبتسم “مريم” بعفوية وقالت:-
-نعم!!
نظرت “مريم” إليها تارة وإلى “نانسي” تارة ثم قالت بجدية رغم بسمتها التى لم تفارق وجهها وقالت:-
-فريدة أنتِ لما جيتي تشتغلي مجتيش من مكتب ولا إعلان شغل، أنتِ جيتي وصية من عاشور وقال أنك بنت طيبة وجميلة ووصاني عليكي مع أنه عارف أن عمري ما تكبرت على حد ولا قسيت على حد من اللى بيشتغل فى القصر بالعكس أنتِ نفسك تشهدي أن كلكم صحابي وحتى اللى بتنادي بمدام مريم بستتقل اللقب على قلبي،أنا قطعت الهدوم مش عشان تحسي أنك أقل مني لا عشان أنتِ بنت ونضيفة من جوا وأخلاقك كويس حرام تبوظي الأخلاق دى لأنك دخلتي حياة الأغنياء، أنا جبتلك هدوم بدلا اللى قطعتها وغالي متخافيش لأن مقدرة أن كل جنيه بتحوشيه من تعبك هو أغلي من الجنيه بتاعي، بس الهدوم دى تنفعك فى الجامعة وفى المكان اللى بتعيشي فيه لكن متعريش من جسمك ولا تبوظ أخلاقك، أتعلمي أن الغني غني النفس مش عشان غنية أعري جسمي وألبس قصير أو ضيق او غيره، خليكي غنية بأحترامك وهتلاقي ألف من يشهد بأحترامك وأخلاقك
أومأت “فريدة” لها بسعادة وجففت دموعها ثم عانقتها برحب دون أن تهتم للكلف بينهم أو حتى المكانة، ربتت “مريم” على كتفها وقالت:-
-هتلاقي فى الشنط دى مايوه شرعي وماركة على فكرة وزي بتاعي بالظبط، أطلعي قياسهم ولو فى حاجة فى المقياس قوليلي لنانسي وهى هتساعدك
أومأت “فريدة” لها بنعم وذهبت، التفت “مريم” إلي “نانسي” ببسمة خافتة وقالت:-
-أنا فعلًا بغير عليه يا نانسي، بس كمان أنا إنسانة ورحمة القلب والطيبة حاجة ربنا خلقني بيها، تخيلي لو سبتها النهاردة تلبسه النهاردة بكرة هتلبس أيه، حرام البنت جت عندنا محترمة مش حياتنا اللى بتبوظ أخلاقها يا نانسي أنا فى غني عن أني أشيل ذنبها قصاد ربنا
قبلت “نانسي” جبينها بلطف ونظرت إلى عينيها فقالت بحب:-
-أنا فخورة بيكي يا مريم
ضحكت “مريم” بعفوية إليها وأنطلقت إلي الأعلي حيث غرفتها….
____________________
جلس “حسام” ليلًا فى حديقة المنزل يتحدث فى الهاتف مع زوجته “جميلة” أثناء رحلتها إلى سنغافورة وقال بدلال:-
-طب والله وحشتيني يا جميلة هترجعي أمتي؟
أتاه صوتها عبر الهاتف بدلال تقول:-
-بعد يومين ثلاثة، طمني يوسف عامل ايه؟
مسح بيده على رأسه بتعب من قلة النوم وقال:-
-كويس، لسه قافل مع حنان وقالت أنه كويس متقلقيش عليه
أومأت إليه بنعم وقبل أن تتحدث، سمع “حسام” صوت بواق سيارة أمام المنزل وجاء إليه أحد الرجال وقال بجدية:-
-عربية أيلا وصلت دلوقت
أنهي الأتصال مع زوجته وذهب للخارج بعد أن أذن للرجال بفتح الباب لأجل السيارة ثم ترجلت “أيلا” الفرسة البنية ذات الشعر الطويل على الأرض الخضراء بأقدامها بهدوء، مسك “حسام” اللجام بيده وأخذها إلى حيث مكانها مُدركًا أن “أيلًا لا تقترب من الأغراب وقد أعتادت على “حسام” بسبب رحلات السفر الكثيرة التى يأخذها إليه من أجل “مريم”..
خرجت “مريم” صباحًا من المنزل بعد أن علمت بخبر وصول “أيلا” وركضت نحوها بسعادة تغمرها وعانقتها بينما “أيلا” بدأت تصدر صهيلها بحماس لرؤية “مريم” وتقفز من الفرح، أنطلقت “مريم” مع خادمتها “فريدة” و”نانسي” وهكذا “حسام” بصحبة “أيلا” إلى الشاطئ وكنت تركض “أيلا” على الشاطئ وأقدامها تتغلغل مع مياه البحر بسعادة لأجل “مريم” الموجودة على ظهرها وبدون لجام يقيدها، جلست “نانسي” على الطاولة الخاصة بـ “مريم” تراقبها من بعيد وهى تستمتع بـجولتها مع فرستها، سألت “فريدة” بعفوية:-
-هى بتحب فرستها أوى كدة؟
نظرت “نانسي” إلى “مريم” ببسمة مُشرقة وقالت:-
-فوق ما تتخيلي، يمكن بقدر حُبها لمكة بنتها، أيلا لا تقدر بثمن نهائيًا عند مريم.. بالمناسبة المايوه دا شكله أحلي فيكي
تبسمت “فريدة” بعفوية وهى تنظر على ملابسها، عبارة عن ملابس السباحة التى صنعت للمحجبات بلون البحر وأمواجه، نزلت “مريم” عن ظهر “أيلا” وتركتها على الشاطئ تحت أنظار حراسها وذهبت إلي “نانسي” ثم قالت:-
-معقول جمال نايم لحد دلوقت
حاولت الأتصال بزوجها لكنه لم يجيب وقبل أن تعاود الأتصال من جديد سمعت صوت صراخ وصهيل “أيلا”، ألتفت لترى “أيلا” ترفع أقدامها الأمامية وتحاول أن تضرب فتاة فهرعت نحوها وبمجرد قُربها توقفت “أيلا”، كاد “حسام” أن يقترب لكن “مريم” أوقفته بيدها وعينيها تحدق بهذه الفتاة وقالت:-
-فى أيه؟ مين حضرتك؟
تحدثت “مسك” هذه الفتاة التى تقف أمامها وبطنها مُنتفخة قليلًا من الحمل بجدية ونبرة قوية:-
-أنا بكون مرات صاحب المكان تيام الضبع
أشمئزت “مريم” من غرورها وتكبرها فى الحديث فقالت بغيظ سافر:-
-وأن يكن دا ميدكيش الحق تقربي من حصاني، لا وكمان فزعت لي أيلا
أتسعت عيني “مسك” من الأندهاش وهوس هذه الفتاة بفرستها وقالت:-
-فزعتها، أنتِ هتجبيلي مصيبة، كل ما فى الأمر أنى حاولت ألمسها وأصلًا مين اللى سمح لك أنك تدخلي حصان فى القرية، دا ممنوع نهائيًا
رأتهما “ورد” أثناء وقوفه مع صديقها فهرعت إليها بسبب صوتهم العالي كأنهم يتشاجرا وصُدمت عندما رأت “مسك” تتشاجر مع هذه المرأة التى جاءت أمس إلي مكانهما وكان أول جملة قالها زوجها إلى “تيام” هو أن أمنيته الوحيدة من القدوم إلى هنا هى سعادة زوجته، وقفت جوارهما وقالت:-
-حصل أيه؟ أهدئي يا مسك، تحبي نساعدك فى حاجة يا مدام مريم؟
حدقت “مريم” بعيني “مسك” بغيظ سافر من الفخر الشديد الذي يتملكها وقالت باشمئزاز:-
-لا، مش محتاجة حاجة من حد، وأحب اوضح لحضرتك أن وجود أيلا هنا كان شرط قبل ما نيجي والإدارة عندكم وقفت دا بالنسبة للقواعد أما بالنسبة للى حصل فخلينى أقول أن حصل خير أيلا متقصدش بس محدش عاقل بقرب على حصان غريب وخصوصًا أنه مش حصان فى الشارع
كادت أن تذهب لكن أستوقفها صوت “مسك” تقول بحزم:-
-والله عال كمان هتديني درس فى القواعد، لا بقي محصلش خير وحصانك كانت هتموتني ودي حاجة أنا مش هسكت عليها، ولازم الحصان دا يمشي من هنا حالًا لانه زى ما حاول يرفسني هيحاول يأذي باقي السياح
أتسعت عيني “مريم” من حديثها وكأنها تلقي بالتهم على فرستها وحديثها يعنى أن “أيلا” مجنونة وتهاجم الجميع كأنها حيوان مفترس فتحدث بغضب سافر:-
-أيه دا أنتِ بتتكلمي كدة ليه، مش كفاية أنك رعبتلي أيلا
ضحكت “مسك” بسخرية على هذه الفتاة التى تقف جوار فرستها البنية الجميلة وقالت:-
-تصدقي ضحكتيني
ربتت “ورد” بلطف على ذراعها وحرج مما تفعله صديقتها والآن تتشاجر مع “مريم” وهي ليست بأي فتاة بل فتاة قد أعلن الفندق حالة الطوارئ بقدوم زوجها للفندق واعتبروا قدوم “جمال المصري” على قريتهم بمثابة ارتفاع الأسهم ونجاح المكان، تمتمت “ورد” ببسمة:-
-اهدئي يا مسك، محصلش حاجة لكل دا يا مدام مريم
مطت “مريم” شفتيها ببراءة طفولية وتشعر بالظلم لأتهام “ورد” لها والقاء الذنب عليها فى حين أن “مسك” هى من بدأت الشجار بقربهم من “أيلا” فقالت بعبوس:-
-والله ما عملت حاجة، هى اللى فزعت أيلا وقربت عليها وجاية تتخانق معايا أنا لأن أيلا كانت هترفسها، ما هو طبيعي لما حد غريب يقرب عليها تدافع عن نفسها
تنحنحت “مسك” بحرج من حديث “مريم” وقالت مُتحاشية النظر إليه بزمجرة:-
-كنت هلمسها لأنها جميلة بس حقيقي الشكل مش كل حاجة، كانت هتموتني وتسقطني… أكيد أنتِ اللى خلتيها تعمل كدة عاوزة تموتي ابني
أندهشت “مريم” من كلمتها بصدمة ألجمتها ونظرت إليها تارة وإلى “ورد” صديقتها تارة من هول الصدمة، قالت بتلعثم:-
-ايه!! أنتِ هتلبسني تهمة وأنتِ واقفة، أنا أعرفك عشان أسقطك ولا تكونيش ضرتي وخايفة تخلفي من جوزى..
اتسعت عيني “مسك” على مصراعيها بصدمة من كلماتها وصرخت بعنف:-
-يا نهارك مش فايت، أنتِ هتجبيلي مصيبة وأنا واقفة.. جوزك ايه دا اللى أكون ضرتك فيه دا، لا دا أنتِ لازم تنضرب
كادت أن تضرب “مريم” حقًا هذه المرة لكن أوقفها “ورد” بصعوبة وقالت:-
-يا مسك اهدي وربنا ما ينفع دى بالذات تتضرب، دى حرم جمال المصري، وأنتِ يا مدام مريم اعذريها معلش وبرضو هى مش قليلة دى مرات تيام الضبع
-هضربها يا ورد
اندهشت “مريم” من جنون هذه الفتاة وتشبثت بـفرستها بأرتباك، تمتمت بتلعثم:-
-تضربني!! لا أنا مش هرد علي واحدة همجية زيك.. أنا اللى غلطانة أني جيت مكان زى دا
حدقت “مسك” بها بغضب سافر وقالت بانفعال:-
-همجية!!! دا أنتِ….
اسكتتها “مريم” بغضب سافر وقد تخلت عن براءتها وهدوئها حين رفعت سبابتها فى وجه “مسك” بتحذير وقالت بتهديد واضح:-
-أسمعي يا ست أنتِ من غير همجية، أنا همشي من المكان دا ودلوقت حالًا ومتنتظريش أنى اجادل معاكي بأسلوبك دا وجمال هيكون له حل فى اللى حصل
عقدت “مسك” ذراعيها أمام صدرها بغرور وقالت بجراءة:-
-اه وأنا كمان ماليش خلق أجادل معاكي ولازم تيام يطردكم من هنا
صُدمت “ورد” مما يُحدث ونظرت على الأثنتين وهما تغادرين المكان وكلا منهما حسمت الأمر برد فعل زوجها، أحدهما زوجها هو من كبار رجال الأعمال وبأشارة منه يمكن أن يشتري المكان بأكمله لأجل زوجته المحبوبة والأخري زوجها هو مالك ورئيس المكان وسيقلب العالم رأسًا على عقب لأجل رضاء زوجته الشرسة، لم تتخيل “ورد” يومًا أن تري لقاء الجبابرة بأم عينيها وقد رأته للتو فى هاتان الأثنتين وكلهما شرستنا وقويتين كالنار قرب البنزين..
_____________________
فى مكتب الرئيس “تيام” جلست “مسك” تتحدث بعنف شديد عما حدث وقالت بزمجرة:-
-والله الفرس بتاعها كان هيموتني يا تيام وأسال الكل
نظرت “ورد” إلى “زين” زوجها الواقف بجوارها ويستمع للحادثة والمشاجرة التى أصبحت خبر حصري بهذا المكان فكلا الطرفين لهما مكانتهم ووضعهم بالمجتمع على وجه العموم وعلى وجه الخصوص بهذا المكان، تمتمت “ورد” بهدوء:-
-تيام كل اللى حصل سوء تفاهم بس مسك…
قاطعتها “مسك” بحدة صارمة وغيظ من دافع صديقتها عن هذه الفتاة:-
-بس مسك مالها، مجنونة ولا مفترية وبرمي بلاي عليها
تنحنحت “ورد” بأستياء ولم تُجيب عليها فقالت:-
-أنا من رأي لازم تطلعي تيام من الموضوع، معلش أعذرني يا تيام إذا أدخلت بالموضوع هيكون لازم تأخد موقف حزم وفى نفس الوقت كم المشاكل اللى حصل والأخبار الكتير اللى نزلت علينا فى الأنترنت نزلت من قيمة الأسهم وإحنا مش حمل خبر كمان لرحيل جمال المصري بعد يوم واحد دا دليل كافي أن مكان سيء ومش زى ما بيتقال عليه، الله يستر من رد فعل جمال المصري بنفسه لما يعرف اللى حصل مع مراته؟ أنت أكتر واحد عارف مراتك دى كانت مُصرة تضربها وتجيبها من شعرها على الشاطئ
نظر “تيام” بصمت شديد إلى زوجته وهو يتكئ على يده ويضع الخنصر بين أسنانه ثم قال بحزم:-
-وأن يكن أنا مستحيل أسامح فى حق مراتي، اللى يتعدي عليها كأنه أتعدي عليا أنا شخصيًا
دق باب المكان ودلف “جابر” مساعد “تيام” الشخصي ومدير هذا المكان الخلاب ليقول:-
-معقول اللى سمعته دا؟
تأفف الجميع من هذا الخبر الذي انتشر بسرعة البرق….
_________________________
كانت “مريم” تخبئ بين ذراعيه فى الفراش بعد أن أيقظته على سهو دون سابق أنذار وتبكي وترتجف بحزن، طوقها بذراعيه بغضب سافر من هذه الفتاة التى ابكتها وهو جاء بها إلى هنا من أجل رغبتها فة القدوم ولسعادتها فقط والآن تبكي، قالت بتمتمة وسط بكائها:-
-يا جمال والله ما عملت حاجة، أيلا هى اللى أتفزعت لما قربت عليها
ربت على ظهرها بحنان ثم قال بلطف:-
-ولا يهمك يا روحي، وحقك هيجي ولو طلبتى أشتري لك المكان كله هعمل كدة عشان عيونك، واللى غلطت فيكي دا مستحيل تعدي كدة لازم أعاقبها هى وجوزها اللى اسمه تيام الضبع وهتشوفي لا عاش ولا كان اللى ينزل دمعة منك يا حبيبتى
خرجت من بين ذراعيه بلطف وقالت:-
-لا يا حبيبي أصلًا أنا أتقفلت من المكان دا، خلينا نمشي من هنا وخلاص رجعني قصري
قبل جبينها بلطف وقال:-
-حاضر بس اللى حصل مستحيل يمر كدة، أنتِ حرم جمال المصري ولسه متخلقش اللى يلمس كرامتك
ترجل من الفراش غاضبًا ويكبح نيرانه المُميت بداخله حتى يري هذه التى أبكت زوجته، خرج من الغرفة وترجل للأسفل ينادي على “حسام” بغضب سافر وقال:-
-حسام…. حسام
دلف “عاشور” إليه الذي وصل للتو إلى الغردقة وفور رؤيته صرخ “جمال” بقسوة ونبرة جادة صارمة لا تقبل النقاش:-
-تطلع على الفندق حالًا وتشوف لي فين تيام الضبع، أنا مش هعدي اللى حصل على خير، والله عال كل اللى كان ناقص أن واحدة ترفع أيدها على مراتي.. لازم يدفعوا الثمن يا عاشور وتجمع لي كل المعلومات عن المكان دا مبقاش جمال المصري لو ما خليتها تندم على اليوم اللى رفعت عينيها وصوتها فى مريم
أومأ “عاشور” إليه بنعم وغادر يلبي طلبه…
___________________________
صُدم “شريف” من خبر وصول “حازم” وتمتم بصدمة ألجمته للتو:-
-وصل على الغردقة!! ليه ؟
لم يفهم سبب ذهاب “حازم” إلى الغردقة فور وصوله إلى أرض “مصر”، رفعت “أصالة” حاجبها إليه كأنها تذكره بما نساه ليقول بتلعثم قوي:-
-لأن مستر جمال هناك؟ أتصلي بعاشور وبلغيه أن حازم هناك خلي يأخد التدابير الكامل، وربنا يسترمن اللى جاي دا لو معناه حاجة فمعناه أن حازم جاي عشان ينتقم للى حصل فى أمه…
أومأت “أصالة” إليه بنعم وقالت:-
-وأنا كمان حست بدا خصوصًا أن أول حاجة عملها طلع على المصحة وقابل سارة ومنها اتحرك على الغردقة
هز “شريف” رأسه بنعم والحيرة تأكل عقله من القادم…
_______________________
صُدم “جابر” من خبر طلب “جمال” للقاء “تيام” ودلف إلى المكتب بهدوء ليقول:-
-الله يكرمك يا دكتورة مسك، يعنى سبتي كل النزلاء ومسكتي فى مريم العاصي، إحنا فى غني عن عداوة رجل بقدر جمال ومكانة وحضرتك متوصتيش …
تحدث “تيام” بضيق شديد من معاتبة “جابر” إلى زوجته قائلًا:-
-خلاص يا جابر، اللى حصل وبعدين مسك مش الغلطانة الوحيدة فى اللى حصل
تحدث “جابر” بسخرية ونبرة خافتة:-
-اه صحيح اللى حصل حصل، كل ما فى الموضوع أن جمال المصري دفع حسابه بس وحابب يقابل حضرتك وربنا يستر من اللى هيحصل فى المقابلة
دق باب المكتب ودلف موظف الأستقبال إليه وقال:-
-جمال المصري برا وعاوز يدخل لحضرتك
نظر “تيام” إلى “جابر” بهدوء والقلق يحتله من الداخل من هذا اللقاء ثم قال:-
-خليه يدخل
دخل “جمال” إلي المكتب وكان يرتدي بدلته الزرقاء وقميصه الأبيض، شامخ ويرفع رأسه بسه بكبرياء، طلته وحدتها مُرعبة ومُخيفة وخصيصًا بتعابير الغضب التى تحتل ملامحه وعينيه، يضع يده اليسري فى جيبه بغرور تقابلت عينيه الحادة مع عيني “تيام” الباردة وهى لا يبالي بهيبة هذا الرجل وخلفه كان يقف “عاشور” مساعده الشخصي…..
______________________
كانت “مريم” تجلس فى السيارة تنتظر زوجها وعقلها يفكر فى الكثير من الأفكار وماذا سيفعل؟ قاطع شرودها حين دق أحدهما على نافذة السيارة الزجاجية وصُدمت عندما رات الطارق من خلف النافذة وأرتجفت يدها بتوتر ولم تقوي على فتح النافذة بل تشبثت بالباب ………
وللحكــــــــــــــــايــة بقيـــــــــــة ………
reaction:

تعليقات