Ads by Google X

القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية وخنع القلب المتجبر لعمياء الفصل السادس و العشرون 26 - بقلم سارة أسامة

      رواية وخنع القلب المتجبر لعمياء كاملة   بقلم سارة أسامة   عبر مدونة كوكب الروايات  

رواية وخنع القلب المتجبر لعمياء الفصل السادس و العشرون 26


 
في جو خليط بين التوتر والسعادة وبعض الحذر نطق حُسين بوقار:-
– إحنا جايين النهاردة يا فاضل بنطلب إيد بنتك الآنسة غادة لابني يامن على سنة الله ورسول..
اضطرب فاضل بشدة وصمت بُرهة ثم أردف بتيهة وقلب مختلج:-
– بس يا حسين إنت عارف إن إحنا كدا هندخل في مشاكل ملهاش أول من أخر، لبيبة هانم طلبت إيد غادة ليعقوب، وإنت كدا بتعرضني لها..
تنهد حسين بثقل ثم قال بنبرة حاسمة:-
– دول عيالي يا فاضل، وإنت عارف لبيبة هانم عايزه كدا ليه، الزواج مش لعبة ولازم يكون برضى الطرفين، يعقوب من الأخر اتجوز وشاف حياته واختار إللي هتكون شريكته فيها، وبنتك مش راضية بالجوازه دي، متكونش السبب في تعاسة بنتك العمر كله يا فاضل، وأنا مستحيل أكون طرف في تعاسة حد من ولادي الأتنين ومش هسمح بحد يخطط أبدًا لتعاستهم..
– كلام جميل يا حسين باشا..
التفت الجميع بصدمة زلزلت أبدانهم من سماع هذه النبرة الشديدة التي يألفها الجميع ولم تكن صاحبتها سوى لبيبة بدران..
خيم الصمت على الأرجاء بينما هي فتحركت بشموخ حتى جلست على أحد المقاعد التي يتوسط المقاعد الأخرى…
وأردفت بهدوء بما جعل أعين الجميع تتوسع:-
– مكانش ينفع أسيب حفيدي في يوم زي ده..
أنا بنفسي جايه المرة دي أطلب إيد بنتك غادة لحفيدي التاني يامن..
تلجلج فاضل وظل الجميع ينظر لبعضهم البعض بعدم فهم، لبيبة لا تفعل هذا الشيء من فراغ، ما الذي تُخطط له وماذا تنوي..!
كان أول صوت خرج هو صوت حسين الذي أردف بأعين ضيقة:-
– بتخططي لأيه يا لبيبة هانم، تقصدي أيه بكلامك ده..؟!
رددت بذات الهدوء العجيب:-
– يعني أنا كدا غلطانه يا حسين باشا، مش ده إللي حفيدي عايزه …وأنا لا يمكن أقف في طريق سعادة أحفادي..
واتجهت بالحديث نحو فاضل:-
– خلينا نتكلم في التفاصيل يا فاضل ونحدد أقرب معاد للخطوبة..
نظرت فاتن لحُسين بتعجب وخوف داخلي يملئها، بينما ابتهج قلب يامن واستقام وذهب باتجاه جدته ثم انحنى يُقبل يدها وهو يقول بامتنان:-
– شكرًا يا أحلى وأحن جدة في العالم، كنت متأكد إن مش ههون عليكِ..
ابتسمت له بهدوء ثم وضعت يدها على رأسه والجميع ينظر لبعضهم البعض لا يستطعون تصديق ما يحدث أمامهم..
__________بقلم/سارة نيل__________
نارٌ مستعرة تشتعل داخله وهو يقف أمام المدعو راجح الذي فور أن أخبر رِفقة بأنه في الخارج انفرجت أساريرها وقفزت ترتدي ثوب الصلاة الخاص بها..
خرجت من الغرفة مسرعة وهي تتحسس طريقها وفور أن وقعت أعين راجح فوقها لم يستطع إلا أن يتأملها بعشقٍ جارف..
وهنا لم يطيق يعقوب الصبر ووقف حائلًا أمام رِفقة ثم لكز راجح بقوة في صدره وهو ينظر له بتحذير شديد بخفض عينيه..
توسعت إبتسامة رِفقة وقالت بسعادة:-
– راجح…
اشتعل قلب يعقوب بالغيرة وصاح بنبرة حادة غاضبة:-
– ودا مين راجح ده إن شاء الله..
لم تأفل إبتسامة رِفقة ومازالت زهراء اللون كالقمر الطالع ورددت:-
– راجح يبقى ابن خالو عاطف ويبقى أخويا الكبير وقدوتي في حاجات كتيره أووي منهم أخلاقه..
كلمات كانت عالأسواط على قلب راجح الذي غلّف وجهه الظلام وكتم جميع ألآمه بقلبه، كعادته يُجيد إخفاء ألمه وحزنه وفقط القوة من تراها على وجهه بينما بالداخل هو يتمزق..
هي له كل شيء وهو لها مجرد شقيق أكبر..
قالت رفقة بسعادة لم تلقى استحسان عند يعقوب:-
– الحمد لله على سلامتك يا راجح، دي كلها غيبة غيبتك عُمر … رجعت إمتى؟
قال راجح بنبرة ثابتة غزاها اللُطف كعادته عندما يتحدث معها:-
– بقالي يوم، أعمل أيه إنتِ عارفه إن كان لازم أسافر علشان ابني حياتي..
المهم إنتِ عاملة أيه وأخبارك يا رافي مبسوطة ومرتاحة كدا..
رمقه يعقوب شذرًا بينما أردفت رِفقة بسعادة :-
– أنا بخير يا راجح وكويسة جدًا وسعيدة، اطمن عليا متقلقش..
وأمسكت بيد يعقوب وأكملت:-
– يعقوب شخص كويس جدًا فوق ما تتخيل، وأنا معاه في أمان وهو شايلني في عيونه..
ومبسوطة أوي إنك افتكرتني أول ما رجعت، كنت مفكره هتنساني..
نغزات قاسية بجانب صدره الأيسر، داخله أصبح حطام لكن هيئته وملامحه مازالت يعلوها القوة والصمود، ابتسم راجح مُجبرًا لتخرج رغمًا عنه إبتسامة شاحبة فاترة وأردف بانكسار وخذلان:-
– حقك عليا يا رِفقة … أنا أسف وبعتذر لكل حاجة عملتها أمي وأخواتي فيكِ..
أنا مش عارف أقولك أيه بعد إللي إنتِ عملتيه بعد كل إللي عملوه فيكِ..
أنا أسف لكل لحظة وجع وعجز وحزن مرت عليكِ، أقسملك بالله مكونتش أعرف عمايلهم ولا إللي جواهم من ناحيتك، وأنا مسافر كنت بسأل عليكِ عالطول بس هما دايمًا كانوا يقولولي نايمه أو برا إلا الكام مرة إللي كلمتك فيهم، علشان كدا أنا مكونتش بشك ولو مجرد شك بسيط..
قوليلي أعمل أيه علشان أكفر على كل إللي عملوه مع إني متأكد إن مفيش أي حاجة تغفر وتعوض إجرام عفاف وبناتها..
بدأت نظرة يعقوب تجاه راجح تتبدل، فالصدق والخجل من أفعال والدته باديان على وجهه، من الجلي أنه شخص جيد يختلف عن العقرب عفاف وبناتها .. يبدو أنه النبتة الوحيدة الصالحة بكومة أشواك تلك المجرمة..
رددت رِفقة ببشاشة:-
– إللي فات إنتهى يا راجح وكل واحد أخد جزاءه، مش دايمًا كنت تقولي وأنا صغيرة جُملتك الشهيرة “كل مؤذي سيؤذى، إنها الأيام”..
وأنا مش هنكر وأقول إن خالتي عفاف وأمل وشيرين مش أذوني، لأ هما أذوني كتير أووي واستغلوني وجرحوني، بس أنا سامحتهم وقفلت على صفحتهم، إنت طول عمرك وإنت قدامي مثال للأخلاق والتسامح كنت أخ كبير ليا وعلمتني كتير أووي .. ونصايحك وكلامك عمري ما نسيتهم واتحفروا بعقلي وبدأت اطبقهم في حياتي..
إنت ملكش أي ذنب في إللي حصل يا راجح، وطالما هما ندموا واعترفوا بأخطاءهم فربنا غفور رحيم..
نظر لها راجح بفخر واستقام ليقول:-
– يبدو إن التلميدة اتفوقت على أستاذها يا رافي..
طول عمرك قلبك صافي ونقية، ربنا يسعدك في حياتك وتحققي كل أحلامك، ولو في أي حاجة أو محتاجة لأي حاجة هتلاقي أخوكِ الكبير في ضهرك..
واتجه يصافح يعقوب وهو بالكاد يتماسك وقال له:-
– خد بالك منها وشيلها جوا عينك، رِفقة أطهر حد ممكن تقابله في حياتك وهي تستاهل كل خير..
بادله يعقوب المصافحة وطالع رِفقة بعشق وحماية:-
– من غير ما تقول دي أغلى من روحي..
إنت شرفتنا يا أستاذ راجح..
قال راجح وثمة غصة مريرة تكومت بحلقه:-
– أنا هستأذن أنا .. خدي بالك من نفسك يا رِفقة..
قالت رِفقة مسرعة وهي تهم بالسير تجاه المطبخ:-
– طب استنى تشرب حاجة يا راجح …هو إنت لحقت..
قال باعتراض وهو يقف أمام الباب للخروج بصحبة يعقوب:-
– مرة تانية إن شاء الله، معلش علشان ملحقتش أرتاح من السفر … يلا السلام عليكم..
وخرج مسرعًا قبل أن ينهار أمامهم..
لم يُبالي بعدد الدرجات التي هبطهم فظلّ يهبط بسرعة وكأن وحشًا يُطارده حتى أصبح أسفل البناية..
سار تجاه دراجته النارية بترنح ليستند عليها بلهفة وهو يشعر بأن العالم يدور من حوله، إنهزام وكسرة لم يشعرها بحياته..
المحاربها لأجلها ولأجل عشقه ستأذيها وستقف عائق أمام حياتها التي اختارتها..
ما يُقدمه الآن لرِفقة لأجل سعادتها هي التضحية والتخلي والرحيل … يجب عليه أن يتخلى عنها لأجلها ولأجل سعادتها..
ركب دراجته والكلمات التي صرخ بها وهو يبكي، بكاءٍ تخور له الجبال بمواجهة والدته حين أخبرته الحقيقة تدور بعقله..
“دمرتيني .. إنتِ كسرتيني يا عفاف كسرة مش هتتصلح تاني العمر كله … دمرتيني وضيعتي سنين عمري …بسببك اتحرمت منها..
إنتِ دمرتيني أنا وعيالك .. إنتِ السبب في كل حاجة ولسه عقاب ربنا لكِ هيكون أشد…”
كان يقود دراجته النارية دون تركيز، بتيهة وتذبذب بينما دموعه تتساقط على وجهه والهواء يداعبها لتطير بقوة للخلف وقد أخفت صوت شهقاته الدامية صوت السرعة والرياح..
رفع رأسه للسماء المتشحة بالسواد التي تنبسط أمامه وقد لبسها الليل، همس برجاء وضعف لا يظهران بشخصية راجح القوية سوى لخالقه سبحانه:-
– يارب ريحني يارب لا تحاسبني فيما لا أملك..
يارب شيلها من قلبي وخلصني من العذاب..
لكن اختفى صوت رجاءه وصوت السرعة والرياح وتبدلوا بصوت تهشم وارتطام شديد وانطراح جسده القوي أسفل إطارات شاحنة ضخمة…
وسكن كل شيء .. سكن الألم .. الوجع .. العذاب..
فقط جسدٌ هامد غارقًا بالدماء ووجه تعلوه الجروح وسكون كئيب فوق سكون الليل بينما الضباب يحاوط الأرجاء..
توقفت حركة المرور وتخشب الجميع في صدمة يشاهدون ما حدث دون تصديق وكأن على رؤسهم الطير..
لكن كان السبق لها..
تركض وسط الجميع بتلهف شديد تقتحم الزحام حتى وصلت لجسده وجثت بجانبه بشجاعة ولم تبالي بنداء والدتها الصارخ باسمها برعب:-
– فـــــــــريـــــدة…
وإلى هنا تنتهي قصة عنوانها البذل والتضحية، وتخرج قصة أخرى من رحم العدم عنوانها “رُجحانِ قلب”
[راجح & فريدة] هم أبطال لحكاية أخرى، ومن هُنا بدأت وانتهت حكايتهم وهُناك ستكتمل..
_________بقلم/سارة نيل_________
مع قطرات الفجر الأولى استيقظت رِفقة من نومها الهانئ على أصابع تُداعب جبينها ثم قُبلة حانية امتزجت بحديث يعقوب الحماسي:-
– يلا صحّ النوم يا كسولة، الشروق قرب وإنتِ مصلتيش الفجر .. أنا سبقتك.. النهاردة الجمعة..
ابتسمت بنقاء وتمطّت في استرخاء ثم أخذت تبعد الغطاء الخفيف عنها وتستقيم بحذر..
قالت بمشاكسة:-
– بس قولي يا أوب أيه الحماسة دي كلها!!
جذبها للخارج وهو يضعها أمام المرحاض وقال بطاقة إيجابية لم تكن من صفاته لكنها انتقلت له عبر رِفقة التي غيّرت له الكثير والكثير:-
– النهاردة الجمعة وبصراحة متحمس ننفذ الخطة إللي إنتِ بتحطيها ليوم الجمعة..
غير إن بكرا السبت أخيرًا .. ميعاد عمليتك يا حلوة وخلاص هانت وهبدأ أنا أنفذ مخططاتي إللي منتظراكِ يا أرنوبي..
يلا اتوضي علشان تلحقي صلاة الفجر..
ابتسمت رِفقة وتنهدت براحة ثم أخذت تتوضئ وخرجت نحو غرفتها وارتدت رداء الصلاة الخاصّ بها وشرعت بتأدية صلاة الفجر في سكينة..
وبعد إنتهاءها استقامت وأدت ركعتي الأستخارة وختمتها بدعاءها المرتجي..
– اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم فأنت تقدر ولا أقدر وأنت تعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب..
اللهم إن كنت تعلم أن هذه العملية خيرًا لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فأقدرها لي ويسرها لي ثم بارك لي فيها، وإن كنت تعلم أن هذه العملية شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاصرفها عني واصرفني عنها واقدر لي الخير حيث كان ثم ارضني به…
هكذا تشعر بالراحة داخلها فهي قد اعتادت استخارت رب العالمين في جميع أمورها، تلجأ إليه تستشيره وتُحدّثه ولم يخذلها أبدًا ولم يردها خائبة…
همست براحة ورضا يغمر قلبها ورفعت كفيها:-
– الحمد لله عدد ما خلق، الحمد لله ملئ ما خلق، الحمد لله عدد ما في السموات والأرض، الحمد لله عدد ما أحصى كتابه، الحمد لله على ما أحصى كتابه، الحمد لله عدد كل شيء الحمد لله ملئ كل شيء..
يارب أنا راضية بحالتي زي ما هي، يارب أنا أُشهدك على ما في قلبي فأنت تعلم ما تُخفي الصدور .. أنا مفيش جوايه ذرة سخط وضيق، كل إللي بطلبه منك يارب إن دايمًا أكون راضية ويكون الرضا مالي قلبي مهما حصل، شعور الرضا إللي بحسّ بيه مفيش حاجة في الدنيا دي تقدره..
اللهم صاحبني يارب، اللهم أنت الصاحب في كل قراراتي وكل خطوة في حياتي..
أنا عندي يقين يارب إنك هتكرمني وهترزقني وتسعد قلبي وتعوضني وتجير بخاطري..
ظني فيك يارب جميل..
وبعد قليل كانت تجلس بجانب يعقوب يقرأ بصحبتها سورة الكهف بعدما قاموا بترديد أذكار الصباح معًا..
ومرّ بهم الوقت بين مرح وإفطار وصُنع طعام وتعلّم يعقوب منها الكثير من الأشياء التي يجهلها ثم ذِكر وتلاوة قرآن والتحدي فيما بينهم على التسميع الجيد فيخسر يعقوب ويقع عليه عقابها بغسل جميع الأواني وقائمة شراء كُتب طويلة..
وانتهى يوم لم يحيا يعقوب مثلة طوال سنوات عمره الصارمة، شعر بنفسه يتخلص من جُبّ الظلام الذي كان بداخله للأبد..
وأخذ يرتب الأشياء التي سيحتجونها غدًا لأجل جراحة رِفقة..
بينما حدّثت رِفقة كلًا من نهال والآء حتى يكونان بصحبتها..
وبينما كان يعقوب يرتب الحقيبة كان هاتفه الذي جعله على وضع الصامت يُضيء ويتكرر الرنين بإلحاح ولم يكن المتصل سوى “شفاء” صاحبة دار الرعاية .. لكن لا فائدة فقد كان الهاتف في هذا اليوم أخر إهتمامات يعقوب بل لم يكن منها بالأساس..
________بقلم/سارة نيل________
عمّ المكان الضجة والهرج ووقفت شفاء عاجزة مصدومة بعدما ولجت للطمئنان على الجميع لتتفاجئ باختفاء الثنائي “يحيى ونرجس”..
قالت بقلق وهي تسأل أحد العاملات:-
– أخر مرة شوفتيهم كانوا إزاي وكانوا فين..؟
قالت السيدة باضطراب:-
– إنتِ عارفة يا آنسة شفاء إنهم من اليوم إللي كان هنا يعقوب باشا وهما مش طبيعيين خالص وبالأخصّ نرجس..
بتعيط كتير وهو بيهدي فيها ومره عيط معاها وطبعًا مش بيتكلموا معانا..
أخر مرة شوفتهم كانوا قاعدين تحت الشجرة دي وكانوا هاديين خالص عكس الحالة إللي شوفتهم عليها الصبح..
ولما جه وقت العشا دورت عليهم كتير بس لقيتهم اختفوا وقلبنا المكان مفيش لهم أي أثر..
أخرجت شفاء هاتفها وجعلت تتصل على يعقوب تطلب منه العون علّه يجد تفسير لما يحدث..
وبعد العديد من محاولة الوصول إليه استسلمت وزفرت بإحباط وقد وقف عقلها عن العمل لإيجاد تفسير لحالة نرجس ويحيى والتي انتهت بهروبهم..
فهذه ليست المرة الأولى التي يرون بها يعقوب ولم يحدث شيء مختلف هذا اليوم.
حتى رِفقة التي أتت بصحبة يعقوب هم لم يروها وقد تبدلت حالتهم الصامتة فور خروجه..
أخرجتها أحد العاملات متسائلة بقلق:-
– هنعمل أيه يا آنسة شفاء..
قالت دون تردد:-
– هنبلغ الشرطة أكيد..
≡≡≡≡بقلم/سارة نيل≡≡≡≡
وسط الظلام في بقعة خالية مهجورة تسير وهي متمسكة بذراعه بقوة وعقلها مازال شاردًا يتردد بصداه نداء يعقوب باسم رِفقة هذا اليوم..
قال يحيى بتيهة بينما يساعدها في السير:-
– إنتِ ليه متأكده كدا يا نرجس إن بنتنا رِفقة عايشه؛ مش علشان يعقوب قال اسم رِفقة يومها تبقى بنتنا..
رددت بعزم أكيد وقد غمر الأمل قلبها:-
– أنا واثقة إنها عايشة يا يحيى، اسمها في اليوم ده كانت إشارة من ربنا ليا..
صدقني دا مكانش عشوائي كدا، دا لُطف رب العالمين … دا جزاء صبري يا يحيى..
صدقني رِفقة عايشة .. قلبي بيقولي كدا، كل إللي قالوه يومها كان كذب..
غمر النور قلب يحيى لكنه قال باعتراض:-
– مش كنا استنينا يعقوب وسألناه عن رِفقة إللي كان بيصرخ باسمها … أو سألنا المشرفة أو إللي شغالين في الدار عن مواصفات رِفقة إللي كانت معاه … أصل إحنا دلوقتي هنروح على فين يا نرجس..
رددت هي بتفكير:-
– كنت هننتظر قد أيه على ما يرجع تاني، مش هطيق أنتظر شهر..
غير إن هي تقريبًا مدخلتش الدار لأن لما اتلفت أدور لقيته خارج برا يعني كدا هي مكانتش موجوده جوا علشان حد يعرفها..
هنحارب علشان رِفقة حتى لو في شُعلة واحدة من الأمل .. يُخفى تعبي في داهية بس عيني تشوف بنتي وأطمن إنها كويسة..
أحسن طريقة إن نروح بيت عاطف أخويا، هناك هنفهم كل حاجة..
≡≡≡≡بقلم/سارة نيل≡≡≡≡
– لبيبة هانم .. إنتِ بتقولي أيه..!!
إللي بتقوليه ده مستحيل وخطر جدًا..
مستحيل أعمل كدا..
استرخت بمقعدها ثم غمغمت بهدوء ماكر:-
– هتعمل كدا علشان عندك حاجات كتيره تخاف عليها..
وبعدين إللي بقوله بيتنفذ بالحرف الواحد من غير نقاش..
دي حاجة بسيطة وهتتنفذ بحذر يا دكتور صلاح ولما أشرحلك إللي هتعمله بالضبط هتوافق عالطول.
reaction:

تعليقات