رواية الألتس كاملة بقلم إيمان شلبي عبر مدونة كوكب الروايات
رواية الألتس الفصل الاول 1
-انا بكره شكلي بسببك تخيل!!
نفث سيجارته ببطئ وبرود وهو يستند بظهره علي
الكرسي الخشبي خلفه هاتفاً بلا مبالاه:
-اسطوانه كل يوم اتفضلي كملي فقره النكد اللي مبتخلصش
رفعت حدقتيها تتطلع إليه بملامح يكسوها الحزن والقهر فها هو يقذف تلك الكلمات المهينه كالعاده دون شفقه أو رحمه وكأنه بلا قلب حقاً
اخرجت زافيراً من فمها هاتفه بأبتسامه باهته :
-لا وعلي ايه انا هريحك خالص من الاسطوانه ديه
هتفت بالآخيره لتمتد أطراف أصابعها إلي ذاك الصباع والذي يتزين بخاتم الخطبه الخاصه بهم لتخلعه بكل بُطئ فقد كان قلبها يخفق بشده صارخاً بكل قوته الا تفعل ،اما عن ذاك العقل والذي نادراً ما ينتصر علي قلبها يُشجعها بكل قوته هاتفاً بصراخ مُشجع “هيا يافتاه ، هيا تخلصي من تلك الخطبه وذاك الاناني الذي لا يمتلك ذره مشاعر ”
أغمضت عينيها بقوه لتخلعه أخيراً واضعه إياه فوق الطاوله المستديرة والتي تفصل بينهم في ذاك الكافيه الراقي والتي أخبرته أكثر من مره انها لا تكره سواه لكن بلا جدوي!
-انا مش عايزه اكمل
رفعت حدقتيها والتي اغرورقت بالدموع هاتفه بها بشجاعه مُزيفه لتنهض مهروله للخارج ملتقطه حقيبتها ،هاتفها ،وايضاً مشاعرها التي تبعثرت أرضاً
أوقفت سياره لتنطلق بها مبتعده عن ذاك المكان الذي كاد أن يُشعرها بالاختناق
-علي فين يا انسه ؟
هكذا تحدث السائق بنبره عاديه ناظراً إليها من المرآه
تطلعت إليه بحيره وقد عجز عقلها عن التفكير وعجز لسانها عن التعبير ،وايضاً حدقتيها قد عجزت عن ذرف الدموع وكأنها تحولت إلي دميه لا تفعل أي شئ سوي السكون
-يا انسه حضرتك سمعاني بقولك علي فين ؟
-مدافن ابو النور
هكذا تحدثت وهي تُشيح بوجهها إلي الجهه الأخري حيث زجاج السياره تراقب الطريق بملامح خاليه من اي تعبير
بعد فتره ليست بالقصيره وصل بها السائق امام المدافن لتدفع له الآجره ومن ثم تهبط مترجله إلي الداخل حيث مقبره “والدتها ” الحبيبه
وقفت أمام قبرها وقد كان نور النهار مستعداً للرحيل ليحل الليل بسواده الحالك بديلاً عنه
كم تكره الليل حقاً بالتحديد تكره وحدتها التي لطالما عانت منها منذ رحيل “والدتها ”
تكره اللحظات الآخيره في الليل والتي يحُبها الجميع للأرتياح من عناء النهار ،لكن كيف الارتياح وهي داخل غرفتها بمفردها والذكريات الحزينه هي انيستها الوحيده ،ففكل مره تُحاول اغماض عينيها يبتلعها ضجيج الذكريات والتي لطالما حاولت بشتي الطرق الهروب منها لكن دون جدوي فكأنها شبح يطاردها اينما كانت !
انهمرت دموعها والتي جاهدت في حبسها مُنذ الخروج من الكافيه الملعون كما تُسميه
امتدت أناملها التي ترتعش الي قبر “والدتها” هاتفه بصوت مهزوز
-و وحشتيني اوي ياماما ا أنا ا احم ا انا سيبت “مؤيد ” ياماما
اومأت بنعم وكأن والدتها تتحدث إليها ..
-اه والله زي ما بقولك كده سيبته ،ق قررت الحق نفسي وقلبي ،ا انا عارفه ياماما و والله عارفه أنه محبنيش ولا عمره هيحبني ،هو انا فيا ايه يتحب اصلا !!
مكتئبه دايماً ،جسمي عامل شبه المومياء ،وشي شبه الاشباح ، هو دائما كان يقولي كده ياماما ،دايماً كان يقولي انا حاسس اني خاطب واحد صاحبي ايه منظرك ده انتي مش بتبصي في المرايه و…..
“ايه رأيك لو احققلك تلت امنيات ”
انتفضت صارخه بذُعر وهي تلتف يميناً ويساراً هاتفه بتوجس
-ا انت مين
-شوبيك لوبيك مصباح علاء الدين ظهر بين ايديك
عادت الي الخلف وقد ارتعشت أوصالها وخفق قلبها بقوه فقد كان علي وشك التوقف من هول الرُعب
رفعت عينيها تتطلع الي ذاك الكائن ذو اللون الازرق والذي ربع عن ساعديه مُحلقاً في الهواء بخفه
ابتلعت لُعابها وقد تكونت حبات العرق فوق جبينها هاتفه بنبره يشوبها البكاء
-ا انت مين ؟
حلق حولها هاتفاً بمرح:
-انا المارد اللي هحققلك تلت امنيات
-ه هو ه هو انت حقيقي ؟!
-نعم
-يامامااااااا الحقيييييني
صرخت بها وهي تهرول من المكان مبتعده كُل البعد عن ذاك المارد والذي ظهر من حيث لا تعلم
بعد فتره من الركض المتواصل دون راحه وصلت منزلها لا تعلم كيف ومتي ولكن يكفي انها الان بداخله وحسب
أغلقت باب المنزل لتنحني مُستنده بذراعيها فوق رُكبتيها في محاوله منها لالتقاط أنفاسها المسلوبه
هبطت دمعه شارده من حدقتيها لتقبع أرضاً مستنده بظهرها علي باب المنزل ،ثواني واجهشت في بكاء مرير مُحتضنه رُكبتيها بذراعيها كلطفل صغير
-مصمم احققلك تلت امنيات
انتفضت مذعوره لترفع رءسها لمصدر الصوت في اعتقادها بأنه خيالها الباطن ولكن قد سقط سقف طموحها منهاراً عندما وجدته يُحلق في الهواء مره اخري رافعاً احدي حاجبيه بتصميم
زادت حده تنفسها لتنهض متكأه فوق ذراعيها لتلتصق في الباب هاتفه برعب
-بسم الله الرحمن الرحيم ،اعوذ بالله من الشيطان الرجيم اعوذ بالله من الشيطان الرجيم هش أنصرف هش أنصرف
-انتي ليه خايفه مني انا مارد وعايز احققلك تلت امنيات !
هتف بها وقد حلق مُقترباً منها لتلتصق أكثر بالباب وقد ارتعشت أوصالها لتهتف بصوت مهزوز
-ا اشمعني انا ؟
-عشان حاسس انك مكتئبه قولت افرحك
-ب بس لا لا انا مش عايزه حد يفرحني لو سمحت ارجوك سيبني في حالي انا مأذيتكش
رفع حاجبيه هاتفاً بذهول :
-ومين قال إني عايز آذيكي؟؟
-ا اومال انت عايز مني ايه
-عايز افرحك
هتف بها ببساطه وقد اقترب منها أكثر لترفع حدقتيها الممتلئه بالدموع هاتفه ببراءه :
-مش هتأذيني
-إطلاقاً
-ل لو طلبت منك اي حاجه هتحققهالي
أومأ رأسه بجديه:
-نعم
أغلقت عينيها نصف غلقه هاتفه بشك وريبه:
-اي حاجه اي حاجه
نفخ بضيق :
-نعم
تطلعت الي الفراغ أمامها بحيره وتفكير فماذا عساها أن تطلب ؟!
هناك ما يقرب من الالف امنيه ودت لو تُحققها جميعاً دون عناء أو تخطيط مُسبق ولكن أيعقل !
ايصل الانسان الي ما يطمح دون معافره وسعي فهذا مستحيل يكاد يكون مُعدم
تزاحمت الأفكار في رأسها ،امنيه تليها الأخري تليها الآخري إلي أن داهمها الصداع وكادت أن تسقط مغشي عليها
المارد بلهفه :
-يلا بسرعه مفيش وقت
أغمضت عينيها بتعب لتتطلع إليه بوهن :
-ن نفسي اشوف ماما اوي
هز رأسه بنفي وقله حيله :
-صعب انا مش برجع الاموات
-ع عايزه اكون جميله عشان “مؤيد ” يحبني
أومأ رأسه بالايجاب
-تمام فاضل امنيتين
ابتلعت لُعابها هاتفه بتعب وقد بدأ الصداع يداهمها بشراسه
-عايزه أتنقل لعالم تاني خالص ويكون هناك ” مؤيد” ويشوفني وانا جميله ويحبني من اول وجديد
أومأ رأسه بالايجاب أيضاً راسماً ابتسامه جانبيه وقد ربع عن ساعديه ليهتف بفضول :
-تمام والامنيه الاخيره ايه ؟
قبعت أرضا لتهز رءسها بحيره في محاوله منها لفتح عينيها بصعوبه بالغه
-م مش عارفه خليها مش هطلبها دلوقتي يمكن احتاجها بعدين
فرك كفيه وهو يتطلع إليها بحماس :
-تمام مستعده
ابتلعت لُعابها وقد صمتت لوهله مُفكره بحيره ورعب إلي أن حسمت أمرها وهي تهز رأسها بالايجاب
-مستعده
فور أن نطقت بها القي بذاك البخار الازرق في وجهها هاتفاً بحماس
-فلنذهب الي قلعه الالتس
شعرت بالغرفه تهتز أسفلها والصداع قد ازداد أكثر فأكثر وهناك غمامه من اللون الازرق قد تكونت أمام عينيها لتغلقها بقوه واضعه يديها فوق أذنيها في محاوله لكتم تلك الأصوات القويه والتي لا تعلم مصدرها
بدأ الصوت يختفي بالتدريج إلي أن اختفي نهائياً لتفتح عينيها ببطئ شديد وقد بدأ الصداع أيضاً في الاختفاء وكأنه لم يكن
سقط فكها بذهول وهي تدور حول نفسها في محاوله لاستيعاب كتله الجمال التي وقفت فوقها وكأنها قطعه من الجنه !
حقول واسعه باللون الاخضر الزاهي ،ازهار مختلفه الاشكال والالوان متناثره علي الجانبين ، رمت ببصرها تتطلع الي تلك القلعه المبتعده عنها بأميال وكأنها أحدي قلاع ديزني والتي لطالما شاهدتها في افلام الكارتون المولعه بها منذ الصغر
استنشقت الهواء الممتزج برائحه الزهور من حولها لتمتلئ رئتيها بهواء رطب نظيف خالي من الشوائب والبخار ورائحه الوقود والتي لطالما اعتادتها بشكل يومي بسبب السيارات المنتشره يميناً ويساراً وهنا وهناك
هبطت بحدقتيها الي فستانها الزهري التي ترتديه فقد كان يُشبه فستان الاميرات والتي اعتادت رؤيتهم في الافلام الملكيه القديمه وأيضاً الحديثه العربيه والاجنبيه
ابتسمت بأتساع وهي تدور حول نفسها وحدقتيها تلمع بدهشه واعجاب فقد كان الفستان من الدانتيل يضيق من الصدر الي الخصر يزينه حزام من الستان بنفس لون الفستان ينزل بأتساع إلي الأسفل بينما الاكمام من طبقه دانتيل واحده طويله تصل إلي الأرض ،هناك تاج رقيق يُزين خصلاتها التي تناثرت بعشوائيه خلفها بفعل الرياح الطفيفه
-هل هناك خطب جلالتك؟؟
التفت وعلامات الاستغراب تتضح فوق ملامحها لتجد نفسها هاتفه بتلقائيه:
-انتي مين؟!
رفعت الفتاه طرف فستانها لتنحني بأحترام :
-لينا الوصيفه الجديده سيدتي
-وصيفتي انا ؟
هكذا تحدثت وهي تُشير الي نفسها بذهول وصدمه احتلت كيانها
الفتاه بابتسامه بسيطه وهي مازالت تُحني رأسها للاسفل :
-نعم سيدتي هل هناك خطب
تطلعت حولها بحيره وتوجس فهي إلي الان لا تعلم اين هي وماذا عن تلك القلعه الغريبه والتي لم تراها أو تسمع عنها يوماً ،وتلك الملابس التي تُشبه ملابس الاميرات والتي حتي لا تعلم متي وكيف ارتدتها هي !
ماذا عن تلك الفتاه والتي تُدعي “وصيفتها”
ايعني أنها أميره تلك القلعه أم ابنه لاحدي الملوك ،ام انها زوجه لاحدي الملوك ولا سيما “مؤيد” والتي لطالما تمنت أن تتزوجه في الواقع
تزاحمت الأفكار في رأسها حيره تليها الأخري سؤال يتبعه آخر إلي أن شعرت بالدوار يُداهمها لتترنح بتعب واضعه يديها فوق رأسها
لينا بقلق :
-هل جلالتك بخير؟
ابتلعت لُعابها بصعوبه هاتفه بهمس :
-لا
اقتربت منها “لينا” لتسألها بقلق :
-هل نعود؟
اومأت برأسها دون أن تتفوه بكلمه لتصطحبها “لينا” الي تلك العربه بجانب الطريق والتي تجُرها الخيول “الحنتور” كما نُسميه
صعدت الدرجات الثلاث بينما تستند بيديها علي لينا والتي بدورها قدمت لها المساعده
تحركت العربة بينما تدور” فلك” يميناً ويساراً في محاوله لاستكشاف ذاك المكان والذي لم ولن تري مثله علي الاطلاق !
-هل جلالتك اصبحتي بخير ؟!
هكذا تسألت “لينا” بأبتسامه رقيقه كرقتها تماماً
التفت برأسها متطلعه إليها وقد اومأت برأسها بصمت تام وهناك الف سؤال وسؤال يدور في عقلها تمنت لو تجد الاجابه علي الفور
وأخيراً قد وصلت العربه ليُسرع السائق لمساعده كلاً من الاميره ووصيفتها في هبوط العربه
امتدت يديه إلي “لينا” لمساعدتها لتهبط بخفه شاكره إياه بابتسامه لطيفه
بينما “فلك” تطلعت أمامها بشرود وقد سقط فكها من هول ما تراه
قلعه كبيره تُشبه قلاع العصور الوسطي ،هُناك جسر طويل يؤدي إلي الداخل ،بينما بُنيت من عده طوابق مختلفه الأحجام ولكن اكثر ما يُميزها ذاك الهُريم الذي يشبه المثلث فوق كل طابق من الطوابق والذي تم طلائه باللون الازرق
هبطت بمساعده السائق لتخطو خطوه إلي الأمام لتجد مجموعه من الحُراس علي الجانبين يُحنون رؤوسهم بأحترام
عقدت حاجبيها باستغراب وذهول ولكن سرعان ما تحولت ملامحها إلي الدهشه عندما وجدت شخص ما يبدو من هيئته وملابسه انه الملك ومن خلفه “مؤيد”
“مؤيد”
ابتسمت بأتساع لترفع طرف فستانها وتركض نحوهم غير مكترثه بنظرات الصدمه التي اعتلت وجوه الجميع ومن بينهم “الملك ” والذي لم تتطلع الي ملامحه إلي الان فكل همها هو “مؤيد” وكفي
وصلت أمامهم لتتوقف فجأه وكادت أن تتعثر وتسقط فوق الملك ليُسريع ملتقطاً إياها بين ذراعيه هاتفه بلهفه
-احذري ايتها الاميره
رفعت حدقتيها تتطلع داخل حدقتيه وقد خفق قلبها من ذاك القُرب المهلك للأعصاب!
ارتعشت أوصالها وقد ابتعدت عنه هاتفه بهمس وخجل :
-اسفه
-هل أنتي بخير؟!
اومأت برأسها بنعم دون أن تُعقب بكلمه أخري
-حسناً أخبريني لما كنتي تركضي هاتفه بأسم مؤيد؟
هكذا تسائل بنبره خشنه حاده يملؤها الغلظه وكأنه يأمرها أن تجب عن هذا السؤال
-ماذااااااا خطيبك من ؟
تسائل بصراخ وقد برزت عروقه بشده واحمرت عينيه جاعله منه شبح مُخيف
خطت خطوه إلي الخلف برعب :
-مؤيد
مؤيد بخوف وتوجس وقد تكونت حبات العرق فوق جبينه هاتفه بنبره مهتزه
-ايتها الاميره هل تقصدينني انا !!!
-اه مش انت خطيبي هو انت عندك زهايمر يابني ولا ايه
-كيف وانتي زوجتي ايتها الغبيه
لطمت فوق خديها وهي تتطلع الي الامام بذهول هاتفه بنبره باكيه
-احيه زوجه مين حد ينادي حد يكلم حد يلحقني ياناس
هتفت بالاخيره لتسقط مُغشي عليها بين ذراعيه
- يتبع الفصل التالي اضغط على (رواية الألتس ) اسم الرواية
تعليقات
إرسال تعليق