Ads by Google X

القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية وانقطعت الخيوط الفصل التاسع عشر 19 - بقلم ميمي عوالي

     رواية وانقطعت الخيوط كاملة  بقلم ميمي عوالي   عبر مدونة كوكب الروايات 

رواية وانقطعت الخيوط الفصل التاسع عشر 19

 
كانت تالا مازالت تتحدث مع زيد على الهاتف عندما قالت له : بس انا ما اقدرش اسيب مدكور قبل ما استرد حقى منه
زيد بفضول : حق ايه .. هو اخد منك حاجة
تالا بخبث : الا اخد ، مش كفاية شبابى و …. ، و انت فاهم بقى
زيد : مانا لحد دلوقتى مش فاهم انتى ازاى توافقى على جوازة بالشكل ده من راجل بعمر ابوكى
تالا : اعمل ايه بس ، انت عارف البزنس اللى بين دادى و بينه من سنين ، و هو ضحك عليا و فهمنى انى هعيش سعيدة معاه العمر كله ، بس طلع بخيل و حتى شهر العسل اللى فهمنى انى هقضيه فى فرنسا ماخرجنيش من باب شقته ، و انا بس اللى قعدت امثل قدام الكل انه سفرنى و فسحنى عشان ماحدش يشمت فيا
زيد بذهول : للدرجة دى
تالا بنبرة حزن : و اكتر بكتير ، ماحدش ابدا يعرف انا شفت ايه معاه من يوم ما اتجوزنى
زيد : طب و ليه سليمان بية ساكت على الكلام ده
تالا : انا ما قلتش حاجة لدادى ، الكل مفكر انى مبسوطة و اننا سافرنا فعلا بس انا اللى خفت حد يشمت فيا زى ماقلتلك فسكتت
زيد : و طالما لقيتى الوضع غير ، ليه مستنيه معاه ، ماطلبتيش الطلاق ليه
تالا و هى تدعى الاحباط : دادى يا سيدى خايف على زعله
زيد : طب لو انا اتدخلت و اتوسطتلك عند دادى
تالا بمكر : خد بالك ، مدكور مهم عند دادى جدا عشان شغلهم ، و لو حصل انفصال مابينى و بينه اكيد شغلهم مع بعض هيتأثر
زيد : طب ما يتأثر ، هو انا مش بديل كفاية عند دادى و اللا ايه
تالا : بس انت مالكش شغل فى مصر
زيد : جاسر و مؤمن موجودين
تالا : مابيشتغلوش غير فى الصعيد و بس ، انما مدكور شغله فى كل انحاء الجمهورية ، و الحقيقة سمعته بتخلى الناس كلها عاوزة تتعامل معاه
زيد : يا ستى انا على استعداد انى اعمل لك شركة لوحدك .. لأ .. مجموعة شركات راس مالها مايقلش عن خمسين مليون دولار .. بس تبقى معايا
تالا بزهو : للدرجة دى عاجباك
زيد : الا عاجبانى ، و لو توافقينى تيجى معايا من دلوقتى
تالا : موافقاك طبعا ، بس لازم اخلص امورى مع مدكور الاول .. ماينفعش اسيب الموضوع متعلق كده
زيد : خلاص اللى يريحك اعمليه .. بس خليكى فاكرة انى مستنيكى على احر من الجمر
تالا بدلال : ماتقلقش ، مش هخليك تستنى كتير
…………….
كان مراد بغرفة مكتب مدكور بقصر العزيزي بصحبة أنور و هو مشتت الذهن تماما و لا يستطيع التركيز فى عمله حتى وجد انور يفرقع باصابعه امام وجهه قائلا : ايه يابنى ، انت مش على طبيعتك خالص النهاردة و ماعندكش بتلاتة جنية تركيز .. مالك .. انت تعبان و اللا حاجة
مراد بتنهيدة قوية : مش عارف .. حاسس انى مش عارف اركز
أنور : يبقى اكيد فى حاجة شاغلة تفكيرك ، و انا ملاحظ عليك انك بتسرح كتير اوى ، انا عمرى ما شفتك كده .. فى ايه
لينظر مراد بتركيز الى انور ثم ينهض من مكانه و ينظر من خلال النافذة ، ليجد رهف تجلس الى حاسوبها فى الحديقة تراجع رسالتها و هى تراقب تميمة بين الفينة و الاخرى ، و عندما لمحته يقف ناظرا إليها من النافذة هربت بنظراتها سريعا الى شاشة حاسوبها دون حتى ان تبتسم إليه كما كانت تفعل فى السابق فقال بغيظ : انا مش قادر افهم ايه اللى حولها بالشكل ده
أنور : تقصد مين
مراد بامتعاض : هيبقى مين يعنى .. حرمنا المصون
ليجلس انور و يقول بتسلية : الحقيقة انا اللى مش فاهم انت ايه اللى غيرك بالشكل ده
مراد : انا ما اتغيرتش
انور بمرح : اهيييه ، مين ده اللى ما اتغيرش ، بقى انت اللى كانت البت امينة دايما مسمياك هولاكو ، و كانت على طول خايفة تتجوز و تنشغل عن رهف و تسيبها لوحدها و دايما تقوللى هولاكو قلبه حجر و عمره مابيشغل باله بيها و لا حتى بيكلف خاطره يعرف هى عاملة ايه ، دلوقتى بقت هى اللى على طول شغلك الشاغل لدرجة انك حتى مابقيتش تركز فى شغلك
مراد بعند : بس الوضع اختلف دلوقتى
انور : اختلف فى ايه بقى
مراد بتردد : يعنى.. على الاقل خلاص بقت مراتى فعلا مش زى الاول يعنى
انور : طب ماهى كانت مراتك برضة يا مراد بعد ما رجعتوا من تركيا و كانت كل ماتكلمك فى التليفون تقول لك على حاجة ماتسمعش منك غير .. اتصرفى انتى يا رهف انا مش فاضى للكلام ده ، المرة الوحيدة اللى اتواجدت معاها لما روحنا كلنا اتفرجنا على الاتيلية الجديد معاها و اللى هى ماتعرفوش لحد النهاردة انك روحت معانا بس لان عمك طلب منك ده
مراد بتبرير : و ايه الجديد يعنى ، ما دى ظروف شغلى طول عمرى .. ايه اللى اختلف
انور : مانت لسه قايل .. اللى اختلف انها دلوقتى بقت مراتك فعلا .. مش زى الاول
لينظر له مراد و الحيرة تمرح بين عينيه ليستدرك انور حديثه قائلا باخلاص : اسمع يا مراد .. انت عارف المشكلة فين ؟! .. المشكلة عندك انت ، انت عاوز تاخد كل حاجة من غير ماتدى اى حاجة ، انا مابرجعش من شغلى غير لما انت كمان بترجع بيتك و مع ذلك .. لازم اتكلم مع امينة و اشوف طلباتها و احتياجاتها رغم انها لسه مش فى بيتى ، بس لازم احسسها بحبى ليها عشان تفضل دايما متدفية بيا بدل ماتدور على الدفا عند غيرى
مراد بملامح يبدو عليها القلق للمرة الاولى : و هو رهف ممكن تدور على الدفا ده عند غيرى
لتعلو ضحكات انور و هو يقول : تعرف ان دى اول مرة اعرف فيها انك بتحب رهف للدرجة دى
مراد بتردد : انا بحب رهف
انور : ده انت غرقان لشوشتك
مراد : طب و هو عيب انى احبها ماهى بنت عمى و ….
انور مقاطعا اياه : يا ابنى بنت عمك ايه بس ، انت بتحبها يا مراد ، بس مش عارف تبين لها حبك ده و لا عارف حتى انت نفسك تفهم حبك ده و تعرفه
مراد : و هو المفروض اعمل ايه عشان ابين الحب ده
ليضع انور يده على كتف مراد قائلا : الاهتمام يا صاحبى ، عمرك شفت زرعة بتطرح من غير ما ترويها
مراد : لا طبعا
انور : اهو الحب زى الزرعة كده ، بس الزرعة بنرويها بالماية ، انما الحب بنرويه بالحب برضة و معاه الاهتمام ، قلة الاهتمام بتموت الزرعة و تموت الحب يا صاحبى
مراد و كأنه يحدث نفسه : يا ترى ممكن يكون حبها ليا مات
انور : ليه بتقول كده
مراد : رهف من قبل ما ترجع هنا و هى متغيرة معايا مية و تمانين درجة ، بقت تتصرف تصرفات غريبة ، و بقت تتعمد تبعد عنى كل اخبارها حتى الحاجات اللى من حقى اعرفها لدرجة انها …
و عندما طال صمته قال أنور ليحثه على اكمال حديثه : لدرجة انها ايه ما تكمل
ليلتفت مراد الى النافذة مرة اخرى و اكمل و هو يتابع رهف بعينيه و التى كانت بين الفينة و الفينة تمسح على بطنها بيدها : لدرجة انها عرفت امبارح انها حامل و ما بلغتنيش
انور بفرحة : انت بتتكلم جد .. الف مبروك ، و الله و هتبقى اب يا هولاكو ، طب بذمتك ده منظر واحد عرف خبر زى ده ، المفروض تحتفل يا عم انت
ليلتفت إليه مراد مرة اخرى قائلا : احتفل ازاى و هى مخبية عنى لحد دلوقتى
انور بدهشة : ااه صحيح .. اومال انت عرفت ازاى
مراد باحراج : مشيت وراها هى و امينة امبارح ، الفضول كان هيجننى ، كنت عاوز اعرف هى رايحة للدكتور ليه و مخبية عنى ليه باى طريقة ، و كنت متنرفز بسبب تخبيتها عليا
انور و على ملامحه علامات الغباء : يعنى مشيت وراها فعرفت انها حامل
مراد بحنق : لا طبعا .. بعد ما مشيوا من العيادة ، طلعت للدكتورة اللى كانوا عندها و عرفتها على نفسى و وريتها بطاقتى و كمان صورة فرحنا من على التليفون على ما رضيت تقوللى
انور : طبعا .. دى اسرار مرضى
مراد : و طبعا طلبت منها ماتقوللهاش انى عملت كده
انور بفضول : طب و انت ناوى على ايه
مراد : مش عارف
انور : لازم تحاول تتكلم معاها يا مراد ، حاول تحتويها و تحسسها بحبك و اهتمامك ده
مراد : المشكلة انها مش مديانى اى فرصة انى اتكلم معاها و اى موضوع افتحه معاها تقفله بسرعة و تسيبنى و تمشى ، و عاملة تيمو حجتها عشان تبقى هى فى اوضة و انا فى اوضة
انور : هو كده فاضل حوالى عشر ايام على مناقشة الرسالة بتاعتها ، كلم هدى خليها تيجى ، و اهى من ناحية تاخد تيمو تنام معاها ، و من ناحية تانية اكنك بتساعدها تتفرغ لمذاكرتها ، و حاول من وقت للتانى تسالها لو محتاجة حاجة ، لو عاوزاك مثلا تساعدها فى حاجة .. تذاكر لها حاجة
مراد بامتعاض : اذاكرلها .. هى بنت اختى و هذاكر لها .. ثم هفهم انا ايه فى اللى هى بتعمله ده
انور : بلاش .. اعرض عليها مثلا لو محتاجة مساعدة انك ممكن تطلبها من دكتور فؤاد نوار ، و انا ملاحظ ان مراته بقت صاحبتها هى و امينة جدا و الراجل مش هيرفض ، و حتى لو هى مش محتاجة ده .. كفاية تحس انك مهتم بيها و باهتماماتها كمان
اما فى القاهرة .. فقد وصلت تالا الى شقة مدكور فى الزمالك ، و ما ان حاولت وضع المفتاح لتفتح الباب الا وفشلت فشلا ذريعا لتتيقن على الفور ان هناك خطأ ما ، فما كان منها الا ان دقت الباب ، لتجد مدكور قد فتح لها الباب بعد لحظات ، لتقول بفضول : هو انت مغير الكالون و اللا ايه
مدكور و هو يعود الى مكتبه ليتابع العمل الذى كان يقوم به : ايوة
تالا باندهاش : ليه .. حصل حاجة و اللا ايه
مدكور : عادى ، بس كده اضمن ، عشان الامان
و ما ان دلفت الى الداخل حتى وجدت مدكور قد عاد الى جلسته خلف مكتبه ، لتقترب منه تالا رغم استغرابها قائلة : وحشتنى
مدكور بعدم مبالاة : حمدالله على السلامة
لتذهب إليه مقبلة اياه بوجنته قائلة : اخيرا خدت بالك .. بس انا اعتقدت انى هاجى مش هلاقيك
مدكور : ليه يعنى
تالا : عشان قلتلى انك هتقعد مع هدى على ما ارجع
مدكور و هو يعود لعمله : هدى هتسافر لرهف عشان رسالتها خلاص قربت ، يبقي هقعد فى بيتها ليه و هى مش موجودة
تالا : ايوة يا حبيبى ، بس ده بيتك قبل ما يبقى بيتها
مدكور بوجوم : لأ .. بيتها هى و باسمها
تالا بصدمة : انت ماقلتليش الكلام ده قبل كده
مدكور و هو يعود بعينيه لأوراقه : و اقول لك ليه ، اعتقد ان ده شئ ما يخصكيش
تالا ببعض الحدة : يعنى ايه مايخصنيش ، المفروض انى مراتك و اعرف عنك كل حاجة
مدكور باستهزاء : انتى ما سألتيش و انا ما قلتلكيش
تالا بفضول : و انت عاوزنى اسألك عن ايه
لينظر إليها مدكور قائلاً : على اللى عاوزة تعرفيه بالظبط
تالا : المفروض اعرف عنك كل حاجة من غير ما اسألك يا مدكور .. ده انا مراتك
مدكور : و هو انتى معرفانى عنك كل حاجة
تالا : و هو ايه اللى انت ماتعرفوش عنى ، انا ماعنديش حاجة مخبياها
مدكور بجمود : متأكدة
تالا بتأكيد : طبعا
مدكور : و جوازك العرفى من نوار الاسعد شهرين من تلت سنين
تالا بصدمة : انت جيبت الكلام ده منين
مدكور بسخرية : انتى فاكرة ان موضوع زى ده ممكن يفضل فى السر
ثم صمت لثوانى و هو يراقب تغبيرات وجهها القلقة قبل ان يقول بتمهل نمر يتهيأ للانقضاض على فريسته .. و منير الوردانى ، و سلال الاشقر و حاليا بترسمى على زيد السليمى و انتى لسه على ذمتى
تالا بتردد : ااايه الكلام اللى انت بتقوله ده ، الكلام ده مش حقيقى
مدكور : ياترى انهى كلام فيهم بالظبط اللى مش حقيقى يا تالا ، جوازاتك السابقة و اللى كانوا كلهم عرفى و فى السر ، و اللا عمليات العذرية اللى كنتى كل جوازة بتعمليها قبلها فى العيادة المشبوهة اياها بتاعة المهندسين ، و اللا علاقاتك الغير مشروعة السابقة ، و اللا تقصدى زيد السليمى
تالا برهبة : ااانت ايه الكلام الفارغ اللى انت عمال تقوله من ساعة ما وصلت ده .. لو زهقت منى و عاوز تطلقنى طلقنى ، بس من غير الاتهامات الباطلة دى كلها
لتعلو ضحكات مدكور قائلا : اتهامات باطلة ،
ده انا مديت لك كل خيوط الاحترام و قلت يمكن تتشعبطى فيها لما تفهمى ان تربيتك من البداية كانت غلط و ان ابوكى عاملك زى المومس من ايد لايد و بيقبض تمنك كل مرة ، لكن كنت كل ما ارميلك خيط ينتشلك من المستنقع اللى انتى غرقانة فيه تقطعيه بحقد و غباوة
طب لو قلتلك انى عارف كل ماضيكى الاسود ده من قبل الجواز .. تقولى ايه
تالا بذهول : عااارف ايه بالظبط
مدكور : عارف ان كل ما ابوكى كان بيرسم على شغل مع حد تقيل و اللا يحط عينه على مصنع و اللا شركة تعجبه كان بيزقك علي صاحبها ، تتجوزيه شوية على ماتنولوا مرادكم و تستولوا على اللى عاوزينه و بعد كده تتطلقى بعد ما المسكين يكتشف ان رجله جت فى الخية
تالا : و لما انت عارف كل ده اتجوزتنى ليه
مدكور بسخرية : حد يلاقى دلع و ما يتدلعش ، ثم عجبنى شكلك و انتى عاملة فيها وافعة فى حبى يا بنت سليمان
تالا بغضب : انت باينك نسيت نفسك و نسيت فرق السن اللى بيننا ، هحبك على ايه فهمنى
ليتقدم منها مدكور بتؤده و هو يقول : الحقيقة انا اللى عاوز افهم
تالا بلكنة غل : تفهم ايه بقى
لينقض عليها مدكور فجأة و يجذبها من ذراعها بفوة و هو يقول : عاوز اعرف كنتى ناوية تحطيلى هرمونات ايه فى العصير يا بنت سليمان
تالا برهبة مقرونة بالذهول : ايه اللى انت بتقوله ده ، هرمونات ايه وعصير ايه اللى هحطهالك فيه
ليجرها مدكور معه حتى وصل الى هاتفه و قام بتشغيل الهاتف لتسمع صوت ابيها و هو يقول : عملتى ايه فى الموضوع بتاع الهرمونات
تالا : اول ما نرجع القاهرة هيبقى معايا ، و انا ابتديت استعد له و اخد خطواتى
سليمان : خطوات ايه دى
تالا : ابدا ، ابتديت اعوده على كوبابة عصير اناناس فريش قبل النوم
سليمان : و اشمعنى بقى
تالا : قالوا لى ان الاناناس اكتر طعم قريب من طعم الهرمونات دى فمش هيحس بطعمها لما احطهاله فى العصير
سليمان : طب مش ممكن يشك فيكى بسبب العصير ده
تالا بخبث : لا .. ما انا اول ما بقدمهوله بشرب معاه فى قعدة صفا قبل النوم
ليضحك سليمان عاليا و هو يقول : معلش بقى يا مدكور ده بيبقى نصيب يا حبيبى
بس احنا كنا عاوزين نخطط و نشوف ازاى هنلف على السيلامى ده بعيد عن مدكور و مراد
…….
لتنظر تالا الى مدكور بذهول و هى تقول : انت ازاى سجلتلنا كل الكلام ده ، احنا كنا لوحدنا و ما كانش معانا غير ….
مدكور بسخرية : غير تيمو اللى كانت قاعدة بترسم جنبكم و هى لابسة فى ايدها جهاز الديكت بتاعها و اللى سماعته كانت فى جيب مراد و اللى كان سايبهالى وقتها على ما يتوضأ عشان خاف لا تقع منه او ييجى عليها ماية ، و سمعت وسا/ختك انتى و ابوكى بودانى ، و ربنا الهمنى انى اسجلك جزء من كلامكم سوا عشان لما تيجى اللحظة دى اعرف احاسبك كويس
ليغلق مدكور الهاتف و هو يراقب وجه تالا الشاحب من اثر الصدمة و قال : كفاية عليكى كده ، و قوليلى بقى بسرعة و من غير لا لف و لا دوران هرمونات ايه دى اللى كنتى ناوية تحطيهالى و بمعرفة ابوكى كمان
تالا برعب : هررررموناات … هررمونااات ايه .. ااه ، ااه افتكرت ، دى عشان الطاقة و ….
مدكور بغضب : لو هتفضلى تكدبى كتير هيبقى اخرك مرمية زى الكل/بة فى اى مخزن من مخازنى لحد ما تعرفى ان الله حق ، و الدبان الازرق مش هيعرف لك طريق ، و يوم ما اتسأل عنك فانا ماشفتكيش من وقت ماسيبتك فى اسيوط ، و ده يبقى اقل عقاب ليكى على وسا/ختك .. هتنطقى بمزاجك و اللا غصب عنك
تالا برعب : دادى عارف انى جيت و مش هيسكت ابدا
مدكور بسخرية حادة : دادى ده اول واحد هيتخلى عنك يوم ما يلاقى روحه هيتفضح و يروح فى ستين داهية
تالا : خلاص .. طلقنى و سيبنى و مالكش دعوة بيا
مدكور : مش قبل ما اعرف انتى كنتى ناوية تعملى فيا ايه .. انطقى
تالا برهبة و استجداء : سيبنى امشى و كل واحد يروح لحاله
مدكور بغضب و هو يقبض على ذراعها بعن/ف : خروجك من هنا مشروط بانك تقوليلى بالظبط الهرمونات دى بتاعة ايه
تالا بلجلجة : دى .. دى تركيبة بتعلى هرمونات الانوثة فى الجسم
مدكور باستغراب : و دى كانت عشانك و اللا عشانى
تالا بتردد : ع عشاااانك ، مانت لما كتت هتاخدها كانت يعنى هتأثر عليك و ….
لتقطع حديثها عندما شعرت بوجهها و هو يكاد يحت\رق من اثر يد مدكور التى هبطت على وجنتها بع/نف و هو يقول بصدمة : ااه يا شيطانة يا سلالة الابال/سة ، و انتى كنتى هتستفيدى باية فهمينى
تالا و هى تنشج بالبكاء و هى تضع كفها على وجنتها التى التهبت بشدة من اثر الصفعة : كنت هساومك .. يا اما تكتبلى المجموعة ، يا اما هرفع قضية طلاق فى المحكمة و اتهمك بالعجز
ليدفعها مدكور بشدة حتى سقطت ارضا و قال : طب بما ان بقى اللعب كله بقى على المكشوف يا بنت سليمان التعبان الاكبر ، احب اعرفك انى ما املكش اى حاجة فى الدنيا دى ، و ان كل حاجة باسم رهف و مراد بيع و شرا من قبل ما اتجوزك لانى كنت عارف من البداية انتى عاوزة توصلى لايه ، بس وافقتك وقتها عشان بس ابعد شرك عن ولادى و اكسر سمك و سم ابوكى بعيد عنهم
ثم قال بحدة : قومى فزى من مكانك ده و اقعدى ع الكرسى ده ، ثم التف حول مكتبه و قام باخراج ملف من درج مكتبه و القاه على مائدة صغيرة امام مقعدها و قال : امضى على الورق ده
تالا بقلق : ورق ايه ده
مدكور : ده اقرار منك انك استلمتى منى كل حقوقك بعد الطلاق
تالا بصدمة : هو انت طلقتنى
مدكور : اول ما وصلت القاهرة ، و عشان كده غيرت الكالون ، تفتكرى كان ممكن اسيبك على ذمتى و انتى بالحقارة دى .. حقارتك اللى وصلتك انك تشاغلى راجل تانى و انتى على ذمتى ، و انا اللى كنت فاكر انك هتبوسى ايدك وش و ضهر انك لقيتى واحد يغطى على ماضيكى الاسود السنين اللى فاتت دى كلها .. امضى
تالا بنشيج متمرد : انا مش هتنازل عن اى حق من حقوقى
مدكور ببرود : تمام ، و انا هقدم التسجيل ده للنيابة و اتهمك فيه بالخيانة
تالا : انا ماخنتكش ، و ماعندكش اى دليل على انى عملت اى حاجة
ليشير مدكور الى زاوية ما فوق مكتبه و يقول : اللى ماتعرفيهوش ان كل كلامنا ده متسجل صوت و صورة بكاميرة الفيديو اللى هناك دى ، و اللى شغلتها من اول ما البواب بلغنى انك دخلتى العمارة ، عاوزة نذيع قولى ذيع ، و بعد نص ساعة هتلاقى كل الكلام اللطيف اللى حصل ده على كل شبكات التواصل الاجتماعي .. ها قلتى ايه
تالا باحباط شديد : همضى
و بعد ان انتهت من التوقيع نظر اليها مدكور بازدراء و قال : تاخدى شنطتك اللى انتى جاية بيها و ترجعى على بيت دادى ، و تبلغيه ان مشروع اسيوط اللى مع جاسر ده اخر تعامل مابيننا و بين بعض ، و انه لو حاول اى محاولة انه يتلاعب فى اى مرحلة .. التسجيل و الفيديو هيلفوا الميديا كلها
تالا : و انا اضمن منين اننا لما نعمل لك اللى انت عاوزة انك ما تروحش برضة تنشرهم
مدكور بجمود : الضمان الوحيد انى مش فى وسا/ختك انتى و ابوكى .. ااه و على فكرة .. الشبكة اللى جيبتهالك كانت عبارة عن ازاز و كام جرام دهب ابيض
تالا بصدمة : كمان .. كمان الشبكة مش سوليتير اصلى
مدكور ضاحكا باستهزاء : هو انا كنت لقيت عروسة اصلى و ماقدمتلهاش شبكة اصلى
ثم اكمل باحتقار : دقيقتين و ما القاكيش قدامى
………..
فى منزل سليمان .. كان سليمان يتحرك ذهابا و ايابا بغضب و هو يض/رب كفا بكف بحدة وسط بكاء تالا و نحيبها و هى تقول : ضحك علينا كلنا يا دادى ، طلع اخطر ما كنت انا و انت متصورين
سليمان بغضب : ازاى ماخدناش بالنا من الجهاز اللى البنت كانت لابساه فى ايدها طول الوقت ، ازاى ما ركزناش فى حاجة تافهة زى دى
تالا و هى على نحيبها : مش الجهاز بس يا دادى ، ده طلع عارف كل حاجة من زمان ، و عارف بكل علاقاتى و جوازاتى السابقة بالاسم كمان
سليمان بحدة : و انتى ازاى تعترفيله كده بكل بساطة
تالا : خفت منه ، لاول مرة فى حياتى احس انى خايفة من حد ، انت ما شفتوش كان عامل ازاى ، كان عامل زى الغول ، و بعدين خفت انه فعلا ينشر التسجيل و الفيديو اللى سجلهم لى
سليمان : حطنا فى خانة الياك مدكور العزيزى ، و اتغدى بينا قبل ما نتعشى بيه
تالا : اول مرة احس بالفشل ، اول مرة حد يعرف يغلبنى يا دادى ، مدكور عرف يستغلنى و يستفيد منى من غير ما اقدر استفيد منه اى حاجة
ليذهب سليمان و يجلس بجوارها قائلا بمكر : بس احنا استفدنا برضة
تالا : استفدنا ايه بقى
مدكور : ماتنسيش ان هو اللى فتحلنا السكة مع جاسر و بعدين كمان زيد ، و هم دول المكسب الحقيقى ، و اهو زيد طلبك للجواز من قبل حتى ماتتطلقى ، و دى فرصة انك تفهميه انك طلبتى الطلاق من مدكور و صممتى عليه عشان خاطره ، و ان كمان شغلى مع مدكور انضر بسبب اللى حصل و كل ده برضة عشان خاطرة ، و عاوزين نشوف بقى قيمتك عند زيد هتتقدر بكام
تالا و هى تمسح وجهها : تصدق فعلا عندك حق
سليمان : و يبقى كده مدكور خدمنا خدمة العمر من غير ما ياخد باله
تالا : طب تفتكر اكلمه دلوقتى و اقول له انى اتطلقت
سليمان و هو يناولها الهاتف : كلميه حالا و انتى لسه صوتك باين عليه العياط و انتى عارفة هتتصرفى ازاى
reaction:

تعليقات