Ads by Google X

القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية وانقطعت الخيوط الفصل الرابع عشر 14 - بقلم ميمي عوالي

     رواية وانقطعت الخيوط كاملة  بقلم ميمي عوالي   عبر مدونة كوكب الروايات 

رواية وانقطعت الخيوط الفصل الرابع عشر 14

 
فى مجموعة العزيزى .. كان هناك اجتماعا مغلقا يضم مدكور و مراد و المحاسب القانونى لمجموعة العزيزى و معهم تالا بصحبة المحاسب القانونى لمجموعة الانصارى و اثناء عرض مجريات الامور فى مشروعهم المشترك يقدم مراد الى تالا كشفا يضم بعض المبالغ المالية المستحقة على مجموعة الانصارى قائلا : و طبعا يا مدام تالا احنا محتاجينك تكتبيلنا شيكات بالمبالغ المستحقة عشان نقدر نستوفى كل الشغل المطلوب اداؤه
تالا بامتعاض : بس انا ماجيبتش معايا دفتر الشيكات .. الحقيقة نسيت اخده من دادى
مدكور بسخرية متوارية : من امتى بتستعملى دفتر الشيكات بتاع دادى ، مانتى عندك الدفتر بتاعك
تالا بلجلجة : اااه ، ااصل الدفتر بتاعى خلص و لسه ماطلبتس من البنك دفتر جديد
مدكور : بسيطة .. انا هبعت لسليمان السواق يجيبه لك الدفتر اللى مع دادى
تالا : و على ايه يعنى .. انا هبقى اجيبهملك فى البيت
مدكور بحزم : ما احنا قلنا قبل كده .. خلى البيت للبيت و الشغل للشغل
تالا بتردد : اصل دادى مش فى الجروب النهاردة ، عنده ميتينج برة و عشان كده بقول لك خليها لوقت تانى
مراد و هو يقدم لها مجموعة من الاوراق : مافيش مشكله .. انتى ممكن تمضيلنا دلوقتى على اذونات الدفع دى و احنا بعد كده هنتعامل
مدكور و هو ينظر لتالا بحزم : امضى على الأذونات يا مدام تالا عشان الشغل مايقفش
لتمتد يد تالا الى الاذونات و تلقى عليهم نظرة سريعة لتقول بريبة : بس المبالغ اللى موجودة فى الاذونات ضعف المبالغ المستحقة دلوقتى
مدكور : ماهو لو المجموعة عندكم ملتزمة بمواعيد المستحقات كان المفروض مستحقات المرحلة الحالية اتصرفت من شهر فات ، لكن لو ركزتى فى التواريخ اللى قدامك هتلاقى ان مش كل الاذونات استحقاقها دلوقتى ، احنا هنصرف بس التزامات المرحلة الحالية ، لكن الباقى لما ييجى وقتها
تالا : طب و لزمته ايه .. ما كل حاجة تبقى فى وقتها احسن
مراد بعملية : لزمته يا مدام تالا اننا مانضطرش نعمل اجتماع مخصوص عشان نقدر نحصل المستحقات دى لما ييجى وقتها
تالا بحدة : و احنا من امتى بنتاخر فى دفع المستحقات يا مراد
مراد بحزم : المرة دى اتاخرتوا ، و اتأخرتوا اكتر من تلت اسابيع ، و المجموعة عندنا اصطرت تغطى المبالغ المستحقة على المجموعة عندكم عشان الشغل مايقفش ، لكن طبعا مش محتاج اوضح لك الحكاية دى اثرت على شغلنا و التزاماتنا التانية ازاى
تالا : انا همضيلكم على المستحقات الفعلية ، لكن ما اقدرش امضى على حاجة لسه مدتها بعد تلت شهور
مدكور : شهرين و اسبوع
تالا : ماتفرقش ، لو يوم واحد بيفرق
مدكور : و لو واحد وعشرين يوم ؟!
تالا : تقصد ايه
مدكور و هو يترك مقعده على مائدة الاجتماعات و يعود الى مكتبه : اقصد ان مجموعتكم اتسببت فى خسارة المجموعة عندى يا مدام تالا .. و لان دى اول مرة تحصل و طبعا اكيد هتبقى الاخيرة ، فانا هكتفى انك تمضى على الأذونات قبل معادها لضمان الحقوق مش اكتر ، و برغم ان العقود مثبت فيها الكلام ده لكن مش عاوز اخلى الحكاية تبقى ماشية بيننا بالشكل ده
كانت تالا تطحن العدم بين اضراسها بحقد كامن و هى تتناول قلمها و تقوم بالتوقيع على الأذونات و هى تقول بامتعاض يظهر على محياها بوضوح : دادى هياخد على خاطره اوى من الموقف ده
مدكور بمرح : طب ده المفروض يشكرنى انى هخليه دايما ينبه على الحسابات عندكم انهم يلتزموا بمواعيد الدفع اللى بتلتزموا بيها عشان تقدروا دايما تحافظوا على صورتكم قدام العملاء بتوعكم
و بعد ان راجع مراد على التوقيعات المطلوبة وضعها بالملف الخاص بها و نهض كالجميع و قال موجها الحديث لمدكور : كده كله تمام يا عمى ، حضرتك تؤمرنا بحاجة تانية
مدكور : لا اتفضلوا انتو و سيبونى مع مدام تالا شوية
وبعد انصراف الجميع قالت تالا بتأنيب : بقى كده برضة يا مدكور ، تحرجنى بالشكل ده قدام الموظفين بتوعنا
مدكور باستنكار : أنا … ليه بتقولى كده
تالا : حتة انك تصمم تخلينى أمضى على الاذونات قبل معادها .. ايه يعنى .. مخوننا مثلا ، ماكانش يصح ابدا تحرج مراتك بالشكل ده قدام الموظفين
مدكور : بزنس از بزنس يا بيبى ، الشغل مافيهوش محاباة
و قلتلك قبل كده الشغل للشغل و البيت للبيت
تالا بفضول : يعنى افرض ان حصل ظروف و اننا مش هينفع نلتزم بمواعيد الدفع هتعمل ايه بقى وقتها .. هتمضينى على شيكات بدون رصيد مثلا
مدكور بعملية شديدة : لا طبعا .. ايه الكلام الفارغ ده ، و هستفيد ايه لما اعمل كده
تالا : اومال هتعمل ايه
مدكور بابتسامة خبيثة : يا اما هفسخ العقد و وقتها انتو اللى هتتحملوا الشرط الجزائى ، يا اما ….
تالا بفضول : يا اما ايه بقى
مدكور ضاحكا : يا اما هحجز على المجموعة عندكم و ابقى شريك سليمان زى ما انتى كنتى عاوزة 🤣
لتبهت ملامح تالا و هى تراقب مدكور و تتخيله بهيئة ثعلب عجوز يتلاعب بصيده فوقفت و قالت و هى تزدرد لعابها بصعوبة : انا راجعة المجموعة عند دادى .. اتأخرت عليه
مدكور بسخرية : مش قلتى ان عنده ميتنج برة
تالا بلجلجة : اااه ، ماهو زمانه خلص
مدكور : ما اتفقناش على السفر
تالا : دادى هيسافر معاك
مدكور : و انتى
تالا : و انا كمان هاجى معاكم
مدكور : تمام .. هخلى مراد يبعتلكم ايميل بكل المواعيد و الاجتماعات اللى هنحضرها هناك
تالا : و كمان دادى عاوز يزور الموقع ، و يجتمع بباقى الشركا
مدكور بابتسامة : اكيد هيزور الموقع و هيقابل باقى الشركا .. ماتقلقيش
……………………
مساءا بمنزل رهف
عاد مراد من المجموعة ليجد هدى تجلس بصحبة صغيرتها و هى تقرأ لها من كتاب مصور ، لينحنى على الصغيرة مقبلا اياها بمرح قائلا : كحكايتى بتعمل ايه
تميمة : ماما بتحكيلى حدوتة
مراد : اسمها بتقرالك قصة
تميمة بمرح مقابل : قصة ايه دى .. اسمها حدوتة
هدى : اقول لهم يحضروا لك العشا و اللا اكلت برة
مراد و هو يتلفت حوله باحثا بعينيه عن رهف : لا ما اكلتش و جعان جدا .. انتو اتعشيتوا
هدى : ااه اتعشينا
مراد و هو ينظر بساعته : الساعة لسه تمانية .. اتعشيتوا بدرى اوى ليه كده
هدى دون ان تنظر اليه : رهف كانت محتاجة تنام عشان تقدر تصحى بدرى للسفر ، فاتعشينا كلنا سوا
مراد : و هى خلاص قررت انها مسافرة بكرة
هدى : ااه ، الدكتور بتاعها طالبها تبقى عنده بكرة
مراد : طب ما تسافر مع عمى بعد بكرة
هدى : مش عارفة بقى ، لو لحقتها الصبح قبل ماتسافر .. ابقى اسألها
لينهض مراد و يتجه الى الاعلى قائلا بامتعاض : كمان لو لحقتها .. ماشى
و عندما دلف الى داخل الحجرة وجدها غارقة فى الظلام الا من شعاع خافت للقمر يطل من الشرفة و يسقط على الفراش على وجه رهف ، ليتبين ملامحها بوضوح بعدما اعتادت عيناه على ظلمة المكان ، ليجدها تنام قريرة العين باريحية شديدة ليتملكه شعور بالضيق لا يدرى سببه ، و لكنها تلك المرة الاولى التى تذهب للنوم قبل ان يصل الى المنزل ، حتى قبل اتمام زواجهما .. فكانت خلال وجوده باسيوط تنتظر عودته لتسأله ان كان تناول طعامه من عدمه او ان كان يحتاج الى شئ ما ، و لكنه سرعان مانفض عن ذهنه كل شئ عندما انتبه الى صوت معدته الخاوية ، فقام بتبديل ملابسه و العودة الى الاسفل مرة اخرى ليجد ان هدى قد صعدت هى الاخرى الى غرفتها بصحبة تميمة ، ليجلس وحيدا لتناول طعامه الذى فقد رونقه و طعمه ايضا ، ليتركه و يتجه الى غرفته مرة اخرى ليغرق فى ثبات عميق لم يفق منه الا صباح اليوم التالى على صوت دقات على باب الغرفة ليعتدل فى الفراش سامحا لمن على الباب بالدخول ، ليطل عليه وجه هدى قائلة بابتسامة مشرقة : صباح الخير .. ايه النوم ده كله
مراد بدهشة : صباح الخير ، هى الساعة كام
هدى : داخلة على تمانية
مراد و هو يرتب شعره و يتمطى باجهاد : ياااه ، ازاى راحت عليا نومة كده ، و ليه ماحدش صحانى
هدى : انا لما رجعت من المطار لقيتك لسه نايم قلت اصحيك
مراد باستغراب : كنتى بتعملى ايه فى المطار على الصبح كده .. هو احمد جه و اللا ايه
هدى : لا يا سيدى مش احمد اللى جه ، ده انا كنت بوصل رهف
مراد و هو ينظر للفراش بجواره و كأنه لم يدرك خلوه من قبل : توصليها المطار ليه
هدى : مانا قلتلك بالليل انها مسافرة اسيوط النهاردة
مراد بضيق : و هى المفروض انها تسافر كمان من غير ما حتى تبلغنى
هدى : طب مانا بلغتك امبارح
مراد : انتى بتستهبلى يا هدى ، هو المفروض مين اللى يبلغنى ، هى و اللا انتى
هدى : انت غريب اوى على فكرة ، و هى شافتك امتى و اللا اتكلمت معاها حتى امتى عشان تبلغك
مراد : عذر اقبح من ذنب ، كان ممكن اوى تتصل تقول لى على الاقل
هدى : ده بامارة ايه بقى ، هو انت مش منبه عليها ، انها ما تكلمكش و انت فى الشغل الا لو فى حاجة ما تتأجلش او لو لا قدر الله حصل مصيبة
مراد : و هى دى حاجة مش مهمة فى رأيكم
هدى : عادى يا مراد ، الشغل بيخلينا نلتزم بحاجات كتير من غير ما بنبص على اى حاجة او اى حد تانى و انت اول واحد عارف الكلام ده و بتعمله ، و ما بالك بقى ان رهف عندها دلوقتى شغلها جوة مصر و براها و كمان رسالة الدكتوراة بتاعتها .. فاكيد ممكن تلاقى حاجات معينة وقعت من حساباتها فى النص
مراد بحدة : حاجات مش اشخاص يا هدى
هدى بابتسامة سخرية و هى تتجه الى الخارج : دايما اصحاب القواعد بيبقوا اول ناس بتخالفها .. اجهز على ما اخليهم يحضروا لك الفطار
لتتركه و تذهب موصدة الباب من خلفها تاركة اياه و هو يمتطى امواج غضبه ، فكان بالامس ينوى تأنيبها على تحديد سفرها دون اعلامه مسبقا ، اما الان فهو يشعر باحتقان اوردته لما فعلته ، حتى انه يحاول تذكر اخر مرة وصل به الغضب الى تلك الحافة و لكنه فشل فشلا ذريعا ، فهو كان دائما مثالا لصاحب الاعصاب الباردة .. فماذا جد
……………………..
بقصر العزيزى باسيوط .. كانت رهف تحادث هدى على الهاتف و تقول : كده خلاص يا هدى مش فاضل غير تلت اسابيع بس على المناقشة
هدى بتشجيع : ان شاء الله امتياز مع مرتبة الشرف يا حبيبتى .. ماتقلقيش
رهف : ادعيلى بالله عليكى ، و طمنينى الدنيا عندك ماشية ازاى
هدى : الدنيا هنا تمام ماتقلقيش ، و انا متابعة كل حاجة اكنك موجودة بالظبط
رهف : حبيبتى مش عارفة كنت هعمل ايه من غيرك
هدى : و قررتى هتعملى ايه فى الاتيلية عندك
رهف : هسيبه زى ما هو .. مش هقدر اقطع عيش الناس دى .. بس هيبقى على اد الشغل اللى مطلوب فى الصعيد
هدى : بس خدى بالك يا رهف ، مع الوقت لازم هتركزى مجهودك فى مكان واحد
رهف : سيبيها على الله ، المهم طمنينى .. مراد عامل ايه
هدى بخبث : عامل زى الديب السحلاوى
رهف : يعنى متضايق فعلا انى سافرت
هدى بمرح : انتى هتحنى و اللا ايه
رهف : مش لما ابقى احس انى فارقة معاه الاول يا هدى
هدى : اسمعى يا رهف انتى عارفة مراد يبقى ايه بالنسبة لى ، بس انا مش عاجبنى انه يضيع عمره بالشكل ده من غير حتى مايحس بطعم الحاجة الحلوة اللى جواه
رهف : طب مش يمكن ما اكونش انا الحاجة الحلوة دى
هدى بامتعاض : ماكانش ده بقى حاله من امبارح
رهف : و حاله ده بقى اللى هو ايه
هدى : على اخره يا بنتى مش عاوزة اقول لك
رهف بامتعاض : بس انا خايفة لا يشتكينى لبابا ، و انتى عارفة بابا .. مراد نقطة ضعفه الوحيدة
هدى : تقصدى نفطة ضعفه بعدك ، لان انتى نقطة ضعف عمو الاولى و بعديها انا و مراد ، و بعدين حتى لو كان ، مش عاوزاكى تقلقى خالص .. انا ظبطت عمو
رهف : ظبطتيه ازاى
هدى : اسمعى يا ستى ، النهاردة بعد ما وصلتك المطار .. كلمت عمو و طلبت منه انى عاوزة اقعد معاه ضرورى بعيد عن مراد و قد كان
رهف بقلق : قعدتى معاه قلتيله ايه يا مجنونة انتى
هدى : هقول لك
فلاش باك
فى الاتيلية الخاص برهف و الكائن بنفس العقار الذى يقطن به مدكور ، كانت هدى ترحب بعمها قائلة : بقى ينفع تبقى معانا فى نفس العمارة و دى تبقى تانى مرة تشرفنا فيها برضة
مدكور بحب : مانتى عارفة يا عفريتة يومى بيبقى عامل ازاى ، كان المفروض انتى تخصصى يوم كده و تيجى تقضيه معايا فوق او حتى تقضيه معانا فى الجروب و اللا انتى مابقالكيش غير رهف و بس ، ثم اكمل بتساؤل .. اومال هى فين هى لسه ماجاتش و اللا ايه
هدى بمحاباة : ماهو ده بقى اللى عاوزة اكلم حضرتك فيه
مدكور : خير يا حبيبتى
هدى : اولا مش عاوزة مراد يعرف حاجة عن كلامنا ده .. ممكن
مدكور بقلق : انتى قلقتينى يا هدى .. ايه الحكاية
هدى : الحكاية يا عمو ان مراد من كتر حبه فى حضرتك بيقلدك فى كل حاجة ، و حاطط الشغل نمرة واحد فى حياته و من بعده اى حاجة تانية حتى رهف .. و ده كاسر قلبها و واجعها
مدكور : انا مش فاهم حاجة .. وضحى كلامك
هدى : يا عمو حضرتك عارف ان مراد بيقضى يومه بالكامل فى المجموعة
مدكور : شغلنا يا بنتى ، و لو ما عملناش كده هنتسرق
هدى : و ما اقدرش اعترض ، لكن باقى يومه يا عمى ، و باقى حياته ، مراته اللى تبقى بنتك دى .. رهف يا عمو
مدكور : مالها رهف ، ماهى طول عمرها و هى عارفة طبيعة شغلنا .. يبقى ايه اللى جد بقى
هدى : اللى جد انها بقت جزء اصيل من حياة مراد ، الست بتبقى محتاجة تحس باهتمام جوزها و حبه و حنانه
مدكور : و ده ايه علاقته بشغله
هدى : المفروض ان مالوش علاقة ، بس عند مراد مافيش بواقى ، مراد مابيبقيش عنده اى حاجة يقدمها لرهف بعد شغله ، حضرتك ابتديت تدى وقتك كله للشغل بعد وفاة مامة رهف الله يرحمها ، كلنا وقتها كنا معتقدين انها فترة و هتعدى و هترجع من تانى لطبيعتك ، لكن مع الوقت كنت بتغرق نفسك فى الشغل اكتر و اكتر ، و مراد بيقلدك و بيعمل زيك
يعنى مراد ابتدى من مكان حضرتك ما وصلت ، ماداش لنفسه حتى فرصة انه يجرب طعم الدنيا و حلاوتها ، انا متهيألى وفت ما ربنا يرزقهم باولاد مراد مش هيقدر حتى يكيف مشاعره كأب
مدكور برفض : لا طبعا مش للدرجة دى ابدا
هدى بمهادنة : يا عمو .. مراد و رهف وصلوا لمرحلة الخرس الزوجى من قبل ما يمر على جوازهم شهرين
لتنكمش ملامح مدكور بصدمة و يقول : و ليه رهف ماتحتويش ……
هدى مقاطعة اياه : لا يا عمو .. رهف حاولت باكتر من طريقة و اكتر من مرة و انا اول شاهد على الكلام ده ، لكن مراد بقى عامل زى الانسان الالى اللى بيشتغل اتوماتيك و بيفصل برضة اتوماتيك لمجرد الاكل و النوم و بس
مدكور بتفكير : طب و انتى عاوزانى اعمل ايه
هدى بمكر : عاوزاك تساعدنى فى اللى ناويين نعمله
مدكور بفضول : و اللى هو ايه بقى بالظبط
هدى بابتسامة مشاغبة : هقول لك
عودة من الفلاش باك
رهف بفضول : و وافق
هدى : عيب عليكى
رهف : و مازعلش منى انى سافرت من غير ما اقول له
هدى : هو طبعا فى الاول زعل و قعد يقول ان كده غلط و مايصحش و ما ينفعش ، بس انا فهمته انك سافرتى و انتى سايبالى مهمة الكلام معاه ، و خدى بالك ، هو جايلك هو و تالا و باباها بكرة ، و تقريبا هيفعدوا يومين او تلاتة و يرجعوا من تانى
رهف : ايوة ، عرفت من الشغالين ، بابا كلمهم و بلغهم
هدى : و دادة جتلك و اللا لا
رهف : دادة معايا من وقت ما وصلت ، و امينة هتيجى بالليل تبات معايا
…………………
فى مجموعة العزيزى فى نهاية اليوم ، كان مراد مع مدكور بمكتبه و قد اعد له بعض الملفات التى سوف يحتاج إليها باسيوط ، فقدمها له قائلا : كده كله تمام يا عمى و لو احتجت اى حاجة تانية كلمنى و انا ابعتهالك على الايميل
مدكور : ماشى ، رغم انك لو حبيت تيجى معانا يبقى افضل
مراد : حضرتك ماقلتش انك عاوزنى معاك
مدكور : مانا ماكنتش اعرف ان رهف مسافرة ، لكن طالما انها هناك يبقى ايه المشكلة لو جيت معايا
مراد بفضول : و هو حضرتك عرفت منين انها مسافرة
مدكور ضاحكا : و انت فاكر انها عشان بقت مراتك يبقى انا كده خلاص اتركنت على الرف .. فوووق يا استاذ انا الاساس
مراد باستدراك : ااه طبعا .. حضرتك الخير و البركة ، انا اقصد يعنى هى رهف كلمتك امتى
مدكور : سيبك من الكلام ده و قول لى .. ها هتسافر معايا و تقضى يومين مع مراتك و اللا هتفضل هنا
مراد بتردد : مش عارف .. ماعملتش حسابى
مدكور و هو ينهض و يستعد للمغادرة : عموما من هنا لبكرة تكون فكرت ، و اهو على الاقل تحضر معانا عزومة جاسر اللى عاملها على شرف سليمان و زيارته للمشروع
……………….
اما بمجموعة الانصارى فكان سليمان يتكلم بغضب قائلا : ماكانش المفروض برضة تمضيلهم على الاذونات يا تالا
تالا : يا دادى حاصرنى .. هو من ناحية و مراد من ناحية كنت هعمل ايه
سليمان : كنتى تتحججى باى حجة
تالا : مانا الاول اتحججت ان دفتر الشيكات مش معايا ، لقيته طلعلى بموضوع اذونات الدفع دى ، زى ما يكونوا كانوا عاملين حسابهم و محضرينها بالمليم
سليمان : يعنى ايه .. مش هنعرف نستفيد منه باى حاجة خالص
تالا : طلع تعلب فعلا يا دادى ، بس لا .. تعلب ايه .. ده غول
سليمان باستنكار : يعنى ايه ، هترفعى الراية
تالا بحقد : لا طبعا ، انا كلمت ناس صحابى على التركيبة اللى قلتلك عليها و خلاص هانت ، على ما نرجع من اسيوط هتكون التركيبة عندى
………………..
مساءا بفيلا رهف بالقاهرة .. كان مراد يجلس بصحبة هدى التى قالت له : يعنى هتسافر مع عمو و اللا هتفضل هنا
مراد : مش عارف
هدى : عمو خلاص مسافر الصبح ، يعنى المفروض تكون محدد و واخد قرار من دلوقتى
مراد : يعنى هسافر و اسيبك انتى و تميمة لوحدكم
هدى بامتعاض : يعنى مش عاوز تسيبنى لوحدى و هتسيب مراتك لوحدها عادى
مراد : ما عمى هيبقى معاها
هدى : و هيرجع و هيسيبها
مراد : ايوة بس معاها امينة و دادة زينب
هدى بسخرية : ااه صحيح .. كنت ناسياهم
مراد : طب لو سافرت تيجى معايا
هدى : اكيد لا ، لانى وعدت رهف انى اخد بالى من الشغل فى الاتيلية على ما تناقش الرسالة بتاعتها ، و ماتنساش انى بقيت اعتبر شريكة معاها هى و امينة ، يعنى مسئولة
، بس عاوزة اقول لك ماتحملش همى .. انا موجودة هنا و معايا الشغالين و بعدين ده هم تلت ايام مش قصة يعنى
ليعلو صوت هاتف هدى لتجد ان زوجها هو المتصل لترد عليه بسعادة طاغية قائلة : احمد حبيبى وحشتنى
احمد : حبيبتى .. انتى وحشتينى جدا مش عارف اوصفلك اد ايه
هدى : انت وحشتنى اد الدنيا كلها
احمد : طمنينى عليكى عاملة ايه
هدى : انا كويسة يا حبيبى الحمدلله ، و انت عامل ايه طمننى عليك
احمد : بخير يا حبيبتى ، و تميمة كويسة .. وحشتنى
هدى : و تميمة كمان كويسة ، لو كنت اتصلت بدرى ساعة واحدة كنت لحقتها قبل ما تنام ، بس انت كمان وحشتها جدا ما بتبطلش سؤال عنك
احمد : و انتى كمان كنتى هتنامى
هدى : لا .. قاعدة مع مراد
احمد : و الله ، طب اديهولى اسلم عليه
لتمد هدى يدها بالهاتف لمراد قائلة : احمد عاوز يسلم عليك
ليتناول مراد الهاتف و يقول : ابو حميد .. عامل ايه
احمد : الحمدلله و الله يا مراد انت اخبارك ايه .. كله تمام
مراد : كله تمام و انت الدنيا عاملة معاك ايه
احمد : ما انت عارف .. ببقى زى اليتيم من غير هدى
مراد : اومال وافقتها ليه انها تسيبك كل ده
احمد : حسيتها مش مبسوطة و هى بعيد عنكم و خصوصا ان شغلى بيخلينى اغيب عن البيت فترات طويلة ، بس ما اخبيش عليك ، ناوى اخليها تيجى بعد ما رهف تناقش الرسالة بتاعتها ، مش عارف اقعد من غيرها
مراد بمرح : يا زيدى يا زيدى على كلام الكتب
مراد ببعض الجمود : خليك انت فى حالك و خد مراتك اهى و هسيبكم تحبوا فى بعض براحتكم و هطلع انام .. سلام
ليعيد مراد الهاتف مرة اخرى لهدى و يتجه الى الدرج صاعدا لغرفته و سؤال احمد يتردد فى ذهنه بإلحاح .. يعنى بزمتك لو رهف سافرت و سابتك لوحدك هتعرف تعيش من غيرها
ليجد مراد نفسه لا يستطيع الاجابة على ذلك السؤال البسيط للغاية
reaction:

تعليقات