رواية وانقطعت الخيوط كاملة بقلم ميمي عوالي عبر مدونة كوكب الروايات
رواية وانقطعت الخيوط الفصل الثامن 8
مدكور : الموضوع ده يخص رهف لوحدها ، هى بس اللى تقدر تبت فيه ، و بعدين المشروع ما ابتداش بملايين يا رهف ، المشروع ابتدى بسيط ، و ماينفعش تشاركها فى التعب بس و اما المشروع ينجح و يكبر بتعبها و مجهودها تقوللها خلاص كفاية عليكى كده مابقيتش محتاجالك
و بعدين طول عمر امينة و انور كمان و احنا كلنا بنعتبرهم مننا مش مجرد بيشتغلوا معانا ، و دى فرصة كويسة جدا انك تقدرى تفهمى الكلام ده و تتقبليه
رهف بتردد و ادعاء الحزن و هى تحاول جس رد فعل مدكور : انا عارفة انك بتحاول تفهمنى انى التزم حدودى مع الكل و انى مش هبقى اكتر من ضيفة او دخيلة عليكم كلكم ، لكن ما كنتش متخيلة انى حتى مش هقدر اقول النصيحة لو فى ايدى
مدكور : ماحدش قال انك هتبقى دخيلة ، لكن انتى هتتجوزى مدكور مش هتتجوزى رهف ، رهف كبيرة كفاية انها تقدر تدير شئونها
تالا بسخرية : بس ده ما كانش رأيك ابدا من اسبوعين فاتوا
مدكور : ده لانها لسه تحت سلطتى و فى بيتى ، لكن اول ما هتتنقل بيتها مع مراد مش هيبقى ليا اى سلطان عليها .. زيك بالظبط
تالا : زيى !! ، زيى اللى هو ازاى مش فاهمة و فى ايه
مدكور : ان انتى كمان اول ما هتبقى فى عصمتى ، سليمان مش هيبقاله برضة عليكى اى سلطان
تالا : ايه الكلام ده ، طب ماهى رهف مكتوب كتابها من سنتين فاتوا ، و لحد دلوقتى ……
ليقاطعها مدكور قائلا : ناقصك كتير عشان تتعلميه يا تالا ، كتب الكتاب شئ و الجواز شئ تانى .. طالما لسه فى بيتى و ماحصلش دخلة تبقى البنت لسه فى طوع ابوها .. تقدرى تقولى خطبة مقننة .. ااه هو برضة جوزها و كل حاجة .. لكن بشروط و قيود و كمان حدود ، لكن للاسف مش كل الناس فاهمة الكلام ده ، رهف طالما ما اتزفتش لمراد فهى تحت رعايتي و اشرافى ، انما احنا هنكتب الكتاب و نسافر على طول ، يعنى جواز جواز مش مجرد خطوبة
تالا : بس مهما ان كان ، انا ما اقدرش ابعد عن دادى
مدكور : و مين قال انك هتبعدى .. انا بقول ان انا بس اللى هيبقى لى سلطة عليكى فى كل شئونك ، و ده اللى لازم تفهميه كويس و تحفظيه زى اسمك
لتنظر له تالا و هى تحاول قراءة ما يدور بعقله و هى تتذكر وصف ابيها له بالثعلب و لكنها تفشل فشلا ذريعا
لتمر الايام تباعا مابين التحضير للزفاف و بين ترتيبات العمل الخاصة بمجموعة مدكور الذى ارهق نفسه و بشدة كى لا يترك عبئا ثقيلا على اكتاف انور اثناء سفره و سفر مراد أيضا
حتى اتت ليلة الاحتفال بعيد ميلاد تميمة و الذى ضم اسرة مدكور و انضم اليهم سليمان مع ابنته تالا و اسرتى انور و زينب و بعض الاقارب المقربون للغاية لكلا العروسين .. امينة و أنور
كان حفلا بسيطا و لكنه كان راقيا و كانت هدى هى بطلته الاولى ، فقد اصرت على الاشراف على كل كبيرة و صغيرة به بعد ان الح انور على زينب ان يقوما بعقد القران ايضا و نال موافقتها
و بعد الاحتفال بعيد ميلاد تميمة و اطفاء الشموع ، امسكت هدى طبقا من المعدن و دقت عليه بشوكة معدنية فاصدرت صوتا عاليا جعل الجميع ينظر اليها لتضحك قائلة : احتفلنا بتميمة و كل سنة و هى طيبة ، بس آن الأوان بقى اننا نحتفل بالعرسان و اللا ايه
لتترك ما كان بيدها ثم تتجه الى امينة التى كانت تجلس بجوار رهف و تسحبها معها لركن قريب من المدعوين كان يوضع به مقعد عريض و مزين بالحرير و التل مع جدائل زهور الياسمين لتجلسها على المقعد لتجد ان مراد قد قام بالمثل مع أنور ليجلس بجانبها مع ارتفاع صوت الزغاريد و يصدح صوت الموسيقى و الغناء
ليقوم القاضى الشرعى بعقد القران وسط جو من البهجة ، ليقوم الجميع بتقديم التهانى و المباركات الصادقة
ليأتى موعد ارتداء الشبكة وسط فرحة صادقة من الجميع عدا تالا و سليمان اللذان كانا يراقبان مابحدث بشئ من التسلية حتى اتت اللحظة الفارقة بالنسبة لهم عندما وجدوا مدكور يقدم هدية لم يكن يتوقعها اى احد من المتواجدين و التى لم تكن سوى عقد تمليك لمنزل مبنى فوق عدد من قراريط الارض البسيطة و التى لم تتعدى العشر قراريط و الذى كان عقدها باسم امينة التى قال لها بحب : الارض دى ليها معزة خاصة عند زينب من زمان و عشان كده انا بانيها و موضبها و عامل حسابى انها هتبقى هدية جوازك انتى و اللى هيبقى من نصيبك .. مبروك يا بنتى
امينة بامتنان : يا خبر يا عمو ، ده كتير اوى
مدكور : مش كتير على اخت بنتى اللى بتحبها من قلبها ، ثم قال لزينب بمرح : ماتزغردى يا زينب
لتصدح زغاريد زينب مرة اخرى وسط نظرات الذهول المتبادلة بين سليمان و تالا التى توجهت مرة اخرى الى هدية مراد و رهف و التى كانت طاقم من المجوهرات الراقى الثمين
تالا بامتعاض : انا مش فاهمة هو ازاى بيتعامل كده مع الشغالين
ليقول سليمان بهمس خافت : دى بشرة خير يا بيبى ، تفتكرى اما دى تبقى هديته لبنت الدادة بتاعة بنته .. اومال هديتك انتى هتبقى ايه
تالا و بعينيها بريق الطمع : بس برضة الحاجات دى خسارة .. الناس اللى زى دى مابتعرفش تحافظ على الكلام ده و لا بتعرف قيمتها ، و اللا سى مراد راخر .. شايف الطقم اللى قدمهولهم هدية
سليمان : خليه يتنعم له يومين بفلوس عمه قبل ما المجموعة بتاعته تتحول على مجموعتنا
تالا بسخرية : عندك حق ، كفاية عليه انه هيقضى شهر العسل على حسابى ، خليه يعيش له يومين
سليمان باهتمام : انتى مقررة هتعملى ايه و اللا لسه
تالا بغرور : مش عاوزاك تقلق يا دادى ، صحيح مدكور ماطلعش سهل ابدا زى ماقلتلى ، بس مهما عمل مش هيعرف يوقفنى عن اللى فى دماغى .. انا وعدتك .. و طالما وعدتك ……
مدكور ضاحكا : يبقى هتنفذى يا بيبى
لتمر الايام تترى ، حتى كان يوم زفاف رهف و الذى كان مليئا بالصخب و الاهتمام من الجميع .. فمنذ الصباح الباكر و العمل يجرى فى القصر و فى الحديقة الخاصة به على قدم و ساق
فالمسئولين عن تنظيم حفل الزفاف يضعون معداتهم من الامس و يقومون بتنسيق المكان و تقسيمه وسط العمل الدؤوب تحت اشراف انور و احمد زوج هدى و الذى وصل من سفره منذ يومين فقط
اما رهف فكانت تخضع لما تقوم به خبيرة التجميل بغرفتها بصحبة هدى و امينة و متابعة زينب من فينة لاخرى
اما تالا فقد اصرت ان تأتى بخبيرة التجميل الخاصة بها من القاهرة لتقوم بالاعتناء بها و تجهيزها لتلك الليلة التى ستكون حديث الميديا و الاعلام لفترة ليست بالقليلة
اما مراد فكان بصحبة مدكور الذى كان يجلس بغرفة مكتبه يتابعه باهتمام بالغ و هو يوصيه برهف قائلا : طول عمرى كنت بتعامل معاها بجمود و يمكن بقسوة .. لكن ده كان لظروف شغلنا و بعدى عنها اوقات طويلة .. كنت عارف انها بتخاف منى و كنت بتعمد ان ده يحصل عشان تبقى دايما شايفانى قدامها فى اى تصرف تتصرفه سواء كنت موجود هنا او لا
لكن كنت شايف انى كده بعمل منها باب صد لاى حاجة ممكن تحصل معاها و انا مش موجود ، ما اعرفش ان كنت غلطان و اللا صح .. لكن هو ده اللى حصل
و اوعاك تفكر انى ما كنتش اعرف بموضوع الاتيلية و التمثيلية الهبلة اللى عملتوها عليا .. انا عارف بالاتيلية ده من قبل ما يتعمل
لينظر إليه مراد بذهول فيكمل مدكور بسخرية : ماكنتش ابقى مدكور العزيزى لما الكلام ده يتعمل من ورا ضهرى
مراد بفضول : اومال ليه حضرتك فهمتنا انك ماكنتش تعرف فعلا
مدكور بابتسامة : لكذا سبب .. اولا فرحت بيك و انت بتدافع عنها قدامى و واقف فى ضهرها و انت بتحميها منى وبتقولى انك كنت معاها و عارف من البداية .. وفتها حسيت انى مش سايبها لوحدها ابدا
مراد : طب و ثانيا
مدكور : ماكنتش عاوز ثقتها تتهز فى زينب و امينة
مراد بصدمة : تقصد ان هم اللى ….
مدكور بابتسامة : من اكتر من اربع سنين .. كنت انت فى القاهرة و انا كنت قاعد مكانى هنا براجع اوراق الشغل ، لقيت زينب بتخبط عليا و دخلت و هى ساحبة امينة فى ايدها و بتقوللى
فلاش باك
زينب : كنت عاوزة اقول لك على حاجة
مدكور و هو يطالع امينة التى يبدو عليها التمرد : خير يا زينب .. فى ايه و مالك ماسكة امينة بالشكل ده ، ايه اللى حصل
لتشير زينب الى امينة قائلة بامر : اقعدى
لتجلس امينة على الفور و لكن بامتعاض و تقول زينب : يا مدكور بية انت عارف انى مش ام امينة و بس و يعلم ربنا انى بعتبر رهف زيها بالظبط و غلاوتهم عندى واحدة
مدكور : و ايه لازمة المقدمة الطويلة دى .. انا عارف و متأكد من الكلام ده كويس اوى
زينب : و انا الصراحة شايفة البنات عايزين يعملوا حاجة كويسة بس طبعا كالعادة رهف بتترعب منك و خايفة تقول لك
مدكور : و انتى بقى جاية تتوسطيلها
زينب : لا .. جاية اقول لك انهم هيعملوا اللى هم عاوزبنه من غير ما يقولولك
مدكور بحدة : إيه الكلام الفارغ ده
لتنتفض امينة بجلستها و تقول بدفاع : يا عمو الحكاية مش كده خالص ، ماما بس فاهمة غلط
مدكور : فهمينى انتى الصح يا ست امينة
امينة : حضرتك عارف ان رهف شاطرة اوى فى تصميم الازياء ، و غاوية تقص و تفصل بنفسها و حضرتك ماتقدرش تنكر ابدا ان اى حاجة بتعملها بتخطف عين كل اللى بيشوفها
مدكور : و بعدين
امينة و هى تزدرد لعابها بصعوبة : انا اقترحت عليها انها تعمل اتيلية صغنن تقدر تستغل فيه موهبتها دى
مدكور بسخرية : يعني بعد العمر ده كله بنتى تطلع خياطة يا ست امينة
امينة بدفاع : خياطة ايه بس يا عمو ، بقول لحضرتك اتيلية و تصميم زى اللى حضرتك بتجيبلها هدومها كده منها لما بتنزل القاهرة
مدكور : انتى بتشرحيلى ايه انا مش فاهم ، هو انا يعنى مش عارف يعنى ايه اتيلية يا بنت زينب و انتى اللى بتعرفينى
امينة : العفو حضرتك .. اسمعنى بس يا عمو ، رهف طول الوقت قاعدة لوحدها ، حضرتك محرج عليها كل حاجة و مانع عنها حتى تروح فى اى مكان
مدكور : طب ماهى شغالة على رسالة الماجستير و قربت تخلصها
امينة : ماهى برضة الدنيا مش كلها مذاكرة و بس ، اديها فرصة تطلع الطاقة اللى جواها
مدكور : و لما تهمل الرسالة بتاعتها عشان الازياء
امينة : مش هيحصل صدقنى ، لانها شايفة ان الرسالة الحاجة الوحيدة اللى ممكن تخلى حضرتك شايفها و فخور بيها
لينظر مدكور الى زينب التى كانت تستمع الى امينة فى صمت و قال : و انتى يا زينب ايه رايك فى الكلام ده
زينب : انا موافقة على كل كلمة اتقالت
مدكور بدهشة : اومال اللى يشوفك و انتى ساحباها و جايالى يقول انك بتسلميها لقضاها
زينب : ده لانى مش عاوزة ده يحصل من وراك ، عاوزاه يبقى بمعرفتك و مباركتك كمان
امينة : يا ماما .. يا عمو ارجوكم اسمعونى ، رهف محتاجة تعمل الكلام ده من غير ما تخاف من الفشل او الحساب ، ادوها فرصة تثبت لنفسها انها بتقدر تعمل حاجة ناجحة من غير ماتبقى طول الوقت عاملة حساب رد الفعل لو غلطت اى غلطة صغيرة .. ارجوك يا عمو افهمنى .. اديها فرصة واحدة تعمل حاجة بعيد عن الخيوط اللى حضرتك مربطها بيها ، لو نجحت و هى عارفة انها لوحدها هتحس انها قوية زى ما انت دايما بتتمنى
مدكور : طب لو فشلت
امينة بحماس : رغم انى متأكدة ان ده مش هيحصل .. بس حتى لو كان .. على الاقل هتوفر عليها كسرة عينها قدامك
عودة من الفلاش باك
مراد : يعنى حضرتك كنت بتتابعها و بتساعدها من بعيد لبعيد
مدكور : كنت بتابع اخبارها بس .. مش بتابعها هى ، و عمرى ما ساعدتها
مراد بدهشة : اومال ليه حضرتك كنت عاوز تمنعها من رسالة الدكتوراة بتاعتها
مدكور ضاحكا : كنت بحاول اخليها تتحدى روحها قدام تالا ، لانى كنت حاسس ان سليمان خلاص مش قادر يصبر اكتر من كده ، و كمان ده كان قبل ما اعرف انهم نقلوا العطا عليا
ثم اكمل بجدية .. قصر الكلام يا مراد .. انا يمكن ما كانش فى وقت قبل كده انى اوصيك على رهف ، لكن انت اكيد مش محتاج تعرف انها اغلى حاجة عندى فى دنيتى كلها ، و بتمنى انك ماتجيش فى اى وقت تجرحها او تحسسها انها مفروضة عليك
مراد : مفروضة عليا .. ليه حضرتك بتقول كده
مدكور : بقول كده لانى فعلا فرضتكم على بعض ، بس صدقنى لانى كنت و مازلت شايف انكم اكتر اتنين هتقدروا تصونوا اسم العزيزى ، يمكن ماسالتش حد فيكم عن رأيه ، و بتمنى ان ماحدش فيكم يحملنى نتيجة ده فى يوم من الايام سواء كنت لسه موجود معاكم او لا
مراد بحب : ربنا يخليك لينا و يديك الصحة يا عمى .. احنا مالناش غيرك ، ثم صدقنى انا من صغرى و انا حاطط فى دماغى ان انا و رهف مسيرنا لبعض .. لاننا اولى ببعض و اللا ايه .. مش هى دى عادتنا و تقاليدنا
مدكور : ربنا يسعدكم يا ابنى و اشيل ولادكم
مراد بابتسامة : ان شاء الله يا عمى ، و خلاص حضرتك قررت تكتب الكتاب بعد بكرة فعلا
مدكور : ايوة .. ان شاء الله
مراد : انا طلبت من احمد انه يحضر مع حضرتك هو و هدى
مدكور بابتسامة باهتة : اهتم انت بس بجوازك و ماتشيلش هم حاجة تانية ، و اهم حاجة انكم لما تسافروا بالسلامة تفضلوا دايما على اتصال معايا عشان تطمنونى عليكم ، و قوم ياللا انت كمان عشان تلحق تجهز
بغرفة رهف كانت هدى و امينة تحاولان الترفية عن رهف لشعورهما بتوترها و قلقها الزائد عن الحد
امينة و هى تأكل بعض الفزدق : احلى حاجة فى الدنيا دى هو الفزدق .. تاكلى كده و تنبسطى و تنسى كل حاجة
هدى : طب ماتجيبى شوية ، انتى واخدة الطبق كله و خلصتى على كل المكسرات لوحدك
امينة : مين ده ، دى بنتك واخدة نص الكاجو فى جيوبها
رهف بزهق : بس بقى دوشة انتو تاعبين اعصابى بنقاركم ده
امينة باستهجان : احنا اللى تاعبين اعصابك ، ده انتى مخلصة تلاتة متر لبان لحد دلوقتى و برضة مش مبطلة توتر
هدى بضحك : انهى لبان ده اللى بالمتر
امينة : انا عارفة لها بقى ، عمالة تهز فى رجلها و تفرقع فى صوابعها لما حولتنى .. قلت اجيبلها شوية لبان تطلع فيه قلقها ده .. خلصت العلبة المفترية و برضه مافيش فايدة
رهف و هى على وشك البكاء : انتو اصلكم مش حاسين بيا .. انا عاوزة دادة ، حد يندهلها محتاجة لها هنا جنبى ماتسيبنيش
هدى بلطف : يا حبيبتى بس .. اهدى شوية ، ليه كل القلق ده
رهف : انا مرعوبة يا هدى .. حاسة ان قلبى هيقف من الخوف
و قبل ان تجد من اى منهم ردا سمعوا دقا على الباب ، و عندما سمحن للطارق بالدخول.. اطل عليهم مدكور بوجهه و قال بمرح قلما يروه : ها يا بنات عاملين ايه
هدى بمرح : عاملين حفلة كاجو و مكسرات انما ايه
مدكور و هو يراقب رهف التى مدت يديها بسرعة لتزيح بعض العبرات عن وجنتيها : طب هو انا ممكن اخد منكم رهف شوية و ارجعهالكم تانى
هدى : ايه ده بقى .. فيها لا اخفيها
مدكور : يا ستى انتى فيها على طول ، بس سيبيهالى خمس دقايق و هرجعهالكم تانى صاغ سليم
ليصطحب مدكور رهف الى غرفة نومه و يجلسها على الاريكة .. ثم يذهب الى حافظة ملابسه و يخرج منها صندوقا من الصدف المطعم بالعاج و التى عرفته رهف من النظرة الاولى فهو صندوق والدتها التى كانت تحتفظ فيه بمقتنياتها الثمينة ، و عاد اليها ثم جلس الى جوارها و قال : يمكن ماحصلش قبل كده انى قلت لك انتى غالية عندى اد ايه .. لكن آن الأوان انك لازم تفهمى انك اغلى عندى من اى حاجة تانية فى الدنيا دى .. انتى امتدادى على الارض يا رهف ، يمكن ولادك مايشيلوش اسمى بصحيح لكن هيشيلوا كل حاجة حلوة غرستها فيكى
عارف كمان انك بتخافى منى ، لكن اللى ماتعرفيهوش .. انى بحبك اكتر من روحى ، و من وقت ما كنتى لسه فى اللفة و انا بحلم باليوم اللى اسلمك فيه لمراد و اللى عمرى ماتمنيتلك غيره لانه اكتر حد هيصونك و هيخاف عليكى
يمكن اى بنت فى الدنيا دى .. فى يوم زى ده بتبقى محتاجة امها معاها تبقى جنبها ، الله يرحم امك كانت و نعم الزوجة و اتمنى انك تكونى زيها و دايما تبقى مصدر فخر ليا زى ماكنتى طول عمرك
رهف بدموع : انا يا بابا .. انا كنت مصدر فخر ليك
مدكور بتاكيد : اومال ايه … طبعا .. كنت دايما فخور بيكى لدرجة انى كنت بخاف عليكى من الحسد ، فكنت دايما احاول ادارى فخرى ده
ثم مد يديه بالصندوق و وضعه على قدميها و قام بفتحه قائلا : العلبة دى فيها كل مجوهرات امك الله يرحمها .. و النهاردة بقت ملكك ، المجوهرات دى غالية عندى اوى لانها من ريحتها ، ثم تناول من الصندوق عقدا من اللؤلؤ الحر و اكمل قائلا .. لكن العقد ده انا و امك الله يرحمها اشتريناه سوا و انتى كان عمرك خمس سنين و صممت ماتلبسهوش و قالت انها هتشيلهولك لحد ما تلبسهولك يوم فرحك ، و عشان كده انا جيبتك هنا عشان البسهولك باديا زى ما كانت بتتمنى
ليمد يديه حول عنقها و هو يلبسها اياه لترتمى رهف باحضانه و هى تجهش بالبكاء فيضمها رابتا عليها بحنان قائلا : هتوحشينى … البيت مش هيبقى له طعم من غيرك .. مبروك يا حبيبتى .. الف مبروك بتمنالك السعادة من كل قلبى
رهف و هى تجفف دموعها : الله يبارك فيك يا بابا ، و مبروك لحضرتك انت كمان .. و ان شاءالله انت كمان تبقى سعيد و مبسوط
مدكور : ربنا يكتبلنا الخير كله من عنده .. ياللا عشان ترجعى تكملى اللى كنتى بتعمليه و عاوز الابتسامة ماتفارقش وشك النهاردة
و عندما همت رهف بمغادرة الغرفة قال : خدى المجوهرات معاكى
رهف بحيرة : ايوة .. بس هعمل بيها ايه و انا مسافرة
مدكور : خلاص ماتشغليش بالك .. انا هديها لمراد وهو هيتصرف
رهف : اللى حضرتك تشوفه
لتمر الساعات سريعة ليجتمع كبار عاىلات الصعيد مع كبار رجال الاعمال فى حفل زفاف انجال العزيزى و الذى تناولته بعض المواقع كحدث مباشر
لينتهى حفل الزفاف باصطحاب مراد لرهف و مغادرتهم القصر بملابس الزفاف بعد توديع الجميع الى الميناء الجوى لبدء رحلة شهر العسل
فى السيارة التى كان يقودها احمد زوج هدى و كانت هدى بصحبتهم .. كانت رهف كالتائهة و يبدو على ملامحها الذعر و هى تنظر من النافذة و تراقب قصرهم و هو يبتعد عن عينيها شيئا فشئ ، فقامت هدى باجلاس تميمة بين مراد و رهف و قالت : بقول لكم ايه .. ماتاخدوا تيمو معاكم ، مش هتاخد مكان .. قول لهم الماديلية بتاعتى
مراد ضاحكا : بس هيصادروها فى الجمارك .. هيخافوا النمل يتلم عليها
تميمة و هى تصع يدها على فستان رهف : هستخبى فى فستان رهف و مش هبان
مراد : فكرة برضة .. خلاص يا رهف دخليها معاكى فى الفستان
لتبتسم رهف نصف ابتسامة دون رد ليقول احمد : بس يا هدى ماتشبطيهاش لا تفضحنا فى المطار
هدى : انا عاوزاكم تكلمونى كل يوم ، و عاوزة صور كتير كتير ، و كمان تجيبولى هدية حلوة من تركيا و لتيمو كمان
تميمة : انا عاوزة عروسة
مراد و هو يقبل تميمة : احلى عروسة لكحكتى
احمد : عروسة مين يا عم ، احنا عاوزين عيال تلعب مع تيمو عشان تونسها
ليكسو الخجل ملامح رهف التى ذهبت ببصرها على الفور الى النافذة وسط ضحكات احمد و هدى ، اما مراد فكانت الابتسامة مرسومة على شفتيه دون تعليق
وبعد ان وصلا الى الميناء الجوى .. تبادلوا السلام و التهنئة مرة اخرى بعد ان اخذت هدى رهف بين احضانها و قالت لها هامسة : سيبى نفسك للدنيا يا رهف و انبسطى و اوعى تخافى .. خلى عندك ثقة فى مراد .. صدقينى مراد هياخد باله منك و هيعمل كل ما فى وسعه عشان يسعدك .. و حاولى تتكلمى معاه و تطلعى اللى فى قلبك .. ابنى قناة للحوار بينكم يا رهف .. ماتستنيش حد يبنيهالك
اما بالقصر .. فبعد ذهاب جميع المدعوون ، بقى سليمان باستضافة مدكور ليبيت ليلته بالقصر بعد ان تم الاتفاق على سفر الجميع الى القاهرة فى اليوم التالى استعدادا للزواج الجديد
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية وانقطعت الخيوط ) اسم الرواية
تعليقات
إرسال تعليق