Ads by Google X

القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية بعينيك أسير الفصل الثامن 8 - بقلم شهد الشوري

   رواية بعينيك أسير كاملة   بقلم شهد الشوري   عبر مدونة كوكب الروايات 

رواية بعينيك أسير الفصل الثامن 8




لم يفق الاثنان من شرودهم سوى على صوت ميان التي دخلت للتو من باب المنزل بعدما كانت تسهر برفقة لينا مرددة بصدمة :
بابا !!!
ما ان استمع رأفت لصوت ابنته انتفض مبتعداََ عن كاميليا ينظر لميان التي رشقته بنظرة عتاب فقد رأت كيف ينظر تلك الأفعى
فتمتم بتوتر و حرج و هو يتخاشى النظر لها و يلعن بداخله نفسه على ما فعل و على نظرة ابنته له :
رجليها اتلوت و كانت هتقع فمسكتها
قال ذلك ثم صعد لأعلى متحاشياََ النظر لابنته و ما ان غادر صعدت كاميليا بضجر من مجيء ميان بذلك الوقت متناسية انها من المفترض ان قدمها تؤلمها كما تقول !!
فلاحظت ذلك ميان التي جزت على أسنانها بغضب و قد فهمت ما تنوي تلك الأفعى انها تريد سرقة زوج اختها و هدم عائلتها
انتظرت حتى صعدت لغرفتها و صعدت هي خلفها مغلقة الباب بالمفتاح جيداََ قائل بقرف و نظرات تنم عن كل شر :
اسمعي مني الكلام ده كويس و لأخر مرة ، انا مش امي اللي بدموع التماسيح بتاعتك هتصعبي عليها لأنك في الأول و الأخر اختها للأسف و مش ابويا اللي قبلك في بيته مجبور عشان ميزعلش امي و مش زي كل اللي بتضحكي عليهم بدمعتين يا كاميليا
اقتربت منها قائلة بشر :
صدقيني انا اسوأ مما تتخيلي و لو بس حسيت ان اللي ابويا و امي بنوه كل السنين دي و البيت اللي حافظوا عليه بيتهد بسبب واحدة زيك ، قسماََ عظماََ لأخليكي تشوفي الأسوأ و اقدر اخليكي تمشي تلفي حوالين نفسك من الرعب
كامليا ببرود و تحدي :
تصدقي خوفت ، روحي العبي بعيد يا شاطرة و بعدين في بنت محترمة و متربية تنادي لخالتها باسمها من غير القاب و تهددها كمان لأ بجد عليا عرفت تربى بصحيح
ميان بغضب و توعد :
مظبوط انا بقى متربتش يا كاميليا و اتقي شر احسن لك انت تعرفي ميان البنت الصغيرة لكن متعرفيش لسه ميان بعد ما كبرت تقدر تعمل ايه
نظرت لها كاميليا ببرود رغم غضبها الداخلي من حديثها بتلك الطريقة معها فغادرت ميان بغضب صافعه الباب خلفها بقوة انتفضت الأخرى على اثرها
نزلت ميان لأسفل حيث طاولة الطعام لتجد والدها يجلس على الطاولة و قد ابدل ملابسه ينظر للفراغ بشرود فجلست على المقعد يمينه قائلة بعتاب :
بابا انا عندي ثقة كبيرة فيك انك لا يمكن تجرح امي او تخليني افقد في يوم احترامي ليك ، الست دي داخلة بيتنا و هي ناوية على كل شر بعد ما طلعت مشيت عادي يعني كانت بتمثل
اومأ لها قائلاََ بصدق :
انا في حياتي كلها مجبتش حد قد مز حبيت عليا يا ميان لا يمكن اجرحها ابداََ كوني واثقة في ده ، اما بالنسبة لكاميليا انا هعرف اتصرف معاها !!
بعد دقائق انضمت لهما كاميليا و عليا كانت ميان تتابع كل ما يصدر من كاميليا بترقب سعل والدها بمنتصف الطعام كادت ان تعطيه عليا الماء فسبقتها يد شقيقتها قائلة برقة :
اتفضل يا رأفت
نظر لها بطرف عينيه بقرف و استنكار ثم تجاهلها ملتقطاََ الكوب كن زوجته شاكراََ اياها بابتسامة جميلة شعرت كاميليا بالحرج و التقت عيناها يعين ميان صدفة لتجدها تناظرها بتحدي و قرف
بعد دقائق قال رأفت بجدية :
انا اشتريت شقة في العمارة اللي قصادنا عشان كاميليا تنقل فيها و تكون على راحتها تقدر تنقل فيها من بكره
ابتسمت ميان بتوسع فقالت كاميليا بضيق و حرج زائف :
انا اسفة لو وجودي مضايقكم
رأفت بجدية :
ده حل افضل عشان تكوني على راحتك و بكره الشغالة لما تيجي خليها تنقل حاجتك هناك
اومأت له كاميليا بضيق قائلة :
تمام عن اذنكم انا شبعت
بعد ان غادرت سألته عليا :
ليه عملت كده يا رأفت
ميان بتأييد لتصرف والدها :
بابا عمل الصح يا ماما
نظرت لهم عليا باستغراب مرددة :
انا مش متضايقة بس ليه عملت كده من غير ما تسألني يا رأفت في حاجة حصلت منها ضايقتك
رأفت بأبتسامة جميلة :
لأ ابداََ يا حبيبتي انا عملت كده عشان هي تكون على راحتها و احنا على راحتنا دي كل الحكاية
اومأت له بصمت فقالت ميان بابتسامة :
انا طالعة انام تصبحوا على خير
اومأ لها الاثنان و ما ان غادرت لثم رأفت يد عليا قائلاََ باعتذار :
انا اسف يا عليا
سألته بعدم فهم :
اسف على ايه يا رأفت
ابتسمت بخفوت قائلاََ :
على كل حاجة على اي تصرف عملته و ضايقك من غير قصد و على كل حاجة
عليا بحب :
انت اخر واحد ممكن يضايقني يا رأفت ، عُمو بحاله عشته معاك و انت مراعي ربنا فيا و عمرك ما خلفت بوعدك مع بابا اللي يرحمه و هو بيسلمني ليك و صنت الأمانة
ابتسم مقبلاََ يدها مرة اهرى بحبه و بداخله متعجباََ شتات بين الشقيقتان فكيف للرجل و المرأة اللذان انجبوا عليا انجبوا تلك الحية ايضاََ !!!
………
في الصباح الباكر
كانت تنتقي احد الكتب الخاصة بالطب من مكتبة الجامعة لحين وصول ميان و لينا
لم تجد احد ليساعدها لتلتقط ذلك الكتاب الموجود بالرف العلوي و يصعب ان تصل له فكانت المكتبة خالية بذلك الوقت الباكر
فاستعانت بذلك المقعد الخشبي القديم الذي يهتز صعدت عليه بحذر و ما ان التقطت الكتاب المنشود استمعت لصوت احدهم يأتي من خلفها مباشرة قائلاََ بجدية :
بتعملي ايه يا دكتورة
صوته فزعها فقبل ثواني لم يكن احد موجود اختل توازنها و سقطت فوق جسده فقد كان يقف خلفها مباشرة فسقط الاثنان و هي فوقه !!!
لتتفاجأ ما ان رفعت وجهها له بأنه ” يزن ” الذي كان ينظر لداخل عيناها الزرقاء بانجذاب لا يعلم سببه مهما حاول الإنكار تلك المجنونة صاحبة اللسان السليط تعجبه شخصيتها و جمالها البريء الذي لا يتلاءم مع صفاتها ابداََ لتشرد به هي الأخرى جذاب ذو هيبة تطغى بأي مكان يدخله يعجبها هدوء شخصيته و شخصيته الرزينة و الثقيلة
انتبهت بعد لحظات لوضعهم فابتعدت على فور كذلك فعل هو محمحماََ بحرج و عتاب و لوم تملك منه لأنه نظر لأخرى غير حبيبته حتى و لو للحظات بدون وعي منه
تمتمت همس بخفوت و حرج :
اسفه
بنفس النبرة تمتم يزن هو الأخر بحرج :
حصل خير بتعملي ايه هنا في الوقت ده
التقطت الكتاب الذي وقع ارضاََ مثلها قائلة :
المحاضرة الساعة تمانية انهاردة و صحابي موصلوش لسه فقولت اجيب كتاب اتسلى فيه على ما يوصلوا بس مطولتش فوقفت ع الكرسي و لما سمعت صوت اتخضيت لانِ كنت فاكرة مفيش غيري هنا
اومأ لها بصمت قائلاََ :
حصل خير ، بعد اذنك عندي محاضرة دلوقتي
اومأت له بصمت فغادر هو من امامها حزين و يلوم ذاته و يعنفها على ذلك الخطأ الفادح الذي ارتكبه بحق حبيبته الراحلة !!
………
افيقت سميحة في الصباح تشعر بألم شديد برأسها كذلك زوجها لكنها لم تهتم و ذهبت لتحضر الإفطار بينما كمال توجه لغرفة ابنته ليطمئن عليها طرق مرة اثنان ثلاثة لكن لا رد فتح الباب و دخل بحذر خشية ان كانت مستيقظة ان يوقظها
لكنه تفاجأ بالغرفة فارغة قطب جبينه بقلق اين ذهبت من الصباح الباكر كاد ان ينادي على زوجته لكن رنين الجرس منعه من ذلك عندما تعالى رنين جرس المنزل ذهب ليفتح فتفاجأ بقصي أمامه فسأله بقلق :
خير يا بني هي سيلين معاك
سأله قصي بقلق هو الأخر :
هي ما رجعتش امبارح
كمال بقلق :
رجعت بس صحيت الصبح ملقتهاش في اوضتها
بنفس اللحظة صعد صاحب القهوة المقابلة للبناية قائلاََ بسرعة :
الحق يا عم كمال الواد و عنتر و هو بيفتح سجلات الكاميرا شاف شابين نازلين امبارح في نص الليلو في منهم واحد شايلها و هي مش واعية
توسعت اعين قصي و كمال بصدمة فركض قصي مسرعاََ للغرفة ينظر لها بتفحص لا يوجد اي اثر لشجار كل شيء مرتب مكانه كاد ان يغادر لكنه توقف عندما دعس شيء بقدمه انزل عيناه ليرى ما هذا ليجد انها زجاجة مخدر كما مدون عليها
التقطها بيده بغضب ثم خرج للرجل صاحب القهوة قائلاََ بصرامة :
فين تسجيل الفيديو ده
كانت سميحة تبكي و تنوح بقوة على ابنتها بينما كمال لحق بالرجال لأسفل
ليروا تسجيل الفيديو سيارة سوداء بها شخص و اثنان كلاهما يصعدان للبناية مر وقت قصير و خرجوا منها احدهم يحمل سيلين بين يديه و انطلقوا بها مغادرين
قصي بحدة :
قرب و جيبلي رقم العربية دي
دقيقة و كان يغادر المنطقة بأكملها قائلاََ بصرامة لزوج خالته :
اطمن يا عمي بنتك هتبات في حضنك الليلة من غير ما يمسها اي سوء !!!
……..
بعد ما يقارب الساعة و نصف وصلت رسالة لقصي من احد رجاله بمكان تواجد السيارة و مالكها و عنوانه الذي كان بأحد المناطق الشعبية
توجه لهناك على الفور برفقة عدد من رجاله ليصعد الدرج المتهالك و خلفه رجاله استمع لصرخة تأتي من سطح البناية يعرف صاحبتها جيداََ !!!
بينما بالأعلى كانت سيلين مقيدة من قدمها و يديها بطرف الفراش المتهالك و توجد قماشة على فمها تمنعها من الصراخ بتلك الغرفة الصغيرة بينما بالخارج كان ثلاث شباب يقفون امام الباب من بينهم راغب الذي التمت عيناه بشر و هو يستمع لصوت صراخها المكتوم قائلاََ بشر :
ست الحسن و الجمال فاقت اخيراََ ، وحياة امها لكسر عينها
نظر لهم قائلاََ بوقاحة :
هدخل انا الأول و ابدأ معاها و انتوا ورايا علطول ظبطوا سوا بقى مين هيكون بعدي
ضحك الاثنان بحماس و كلاهما لعق شفتيه باثارة فردد احدهما برغبة :
طب أنجز و حياة ابوك
ابتسم الاخر بشر و دخل للداخل صافعاََ الباب خلفه مقترباََ منها و امارت السعادة و الانتشاء من الزعر الذي ارتسم على ملامح وجهها ما ان رأته يدخل من باب الغرفة
تحسس بوقاحة قدمها الظاهرة امام عينيه فقد كانت ترتدي جلباب مفتوح من الجانبين يصلح للنوم فقط حاولت سحب قدمها بعيداََ لكنه احكم قبضته عليها قائلاََ بشر :
مالك خايفة ليه ده الليلة ليلتك يا حلوة !!
تابع لمساته الوقحة على جسدها قائلاََ بغضب :
اجمدي كده معايا عشان ليلتك طويلة لسه ده فيه انا و اتنين بره مستنين دورهم ، وحياة امي لتدفعي تمن كل ساعة قعدتها في السجن هخليكي كل دقيقة تتمني الموت
امتدت يده ببعد خصلات شعرها بعيداََ عن وجهها حتى يقبلها لكنها اخذت تحرك وجهها يميناََ و يساراََ حاولت ان تصرخ اقرى و فعلتها بعدما انحصرت تلك القماشة بين شفتيها !!!
ركض قصي لأعلى ما ان استمع صراخها و تفاجأ بشابان امامه تصرف معهم احد رجاله بينما اقترب من باب الغرفة دافعاََ اياه بقدمه بكل قوة انتفض على اثرها راغب مبتعداََ عن سيلين التي تبكي بقوة جسدها يتنفض من الخوف
اقترب من راغب لاكماََ اياه بكل قوة صارخاََ على رجاله ان يبقوا بالخارج بقى يلكم الاخر حتى فقد وعيه و الدماء تغطي وجهه بأكمله ثم توجه لسيلين يحل تلك الحبال من عليها ثم دثرها بذلك المفرش الخفيف حاملاََ اياها بين يديه ثم غادر بها البناية طالباََ من رجاله التحفظ على ثلاثتهم !!
……..
بعد وقت
كان يدخل بها من باب شقته التي تكون امام شقة والدته التي بالطبع هي الآن بمنزل شقيقتها تخفف عنها وضعها على الفراش برفق كانت فاقدة للوعي ثم توجه لمنزل والدته يأتي لها بثياب ثم اتصل على الطبيبة التي تقيم اسفلهم يطلب منها ان تصعد لتفحصها
بعد وقت غادرت الطبيب و بدأت هي تستعيد وعيها و ما ان تذكرت ما حدث صرخت بفزع و هي تنظر حولها اقترب منها قائلاََ بقلق :
سيلين اهدي يا حبيبتي ، اهدي مفيش حاجة انت كويسة دلوقتي و في امان
تمتمت بذعر و هي تضم بيدها جسدها :
كا….كان…..عااا..اايز يق……
قاطعها قائلاََ برفق :
ملحقش متخافيش و قسماََ بالله هخليه يشوف جهنم ع الأرض و حقك هيرجع و محدش يقدر يقرب منك طول ما انا عايش
كان جسدها يرتعش بطريقة تثير القلق و هي تردد بخوف و ذعر :
انا خايفة اوي يا قصي ، مش هيسكت هيرجع من تاني دي مش اول مرة يعمل كده ، احميني منه
جذبها لاحضانه قائلاََ برفق و حب :
انا هنا يا سيلين اهدي يا حبيبتي مش هيقربلك تاني او حتى هتلمحيه وعد مني يا حبيبتي
تمسكت به بخوف و لازال جسدها يتنفض بين يديه حتى هدأت بعد وقت و غفت بين يديه اعادها للفراش و جلس بجانبها يتأملها بحزن
……..
خرج عمار من المستشفى باليوم التالي و لم يرد البقاء اكثر من ذبك رافضاََ الذهاب لتلك الفيلا و قرر الإقامة بمنزل فريدة بينما سفيان قد ذهب لمنزله بعد ان اوصله لهناك و اطمئن عليه و قام بتعين ممرضة تعتني به
قررت ميان زيارته و تلك المرة رافقتها لينا فقط
استقبلتهم فريدة بحفاوة قبل ان تأحذهم لغرفة عمار للأطمئنان عليه
عمار بمرح ما ان رآهم :
يا مساء الورد
كان يقولها و هو ينظر للينا بتأمل جميلة تلك الفتاة بحق بخصلات شعرها الصفراء و عيناها الجميلة ملامح وجهها التي اقرب ما يكون وجه طفل صغير يحمل براءة الأطفال تأملها إعجاب بفستانها الأخضر الفاتح الذي يصل لكاحلها بحمالات رفيعة و تحمع خصلات شعرها المموج بكعكة غير منظمة
خجلت من نظراته التي لاحظتها ميان و فريدة التي ابتسمت بتوسع حفيدها معجب بفتاة يبدو ان سيدخل عش الزوجية قريياََ
اطمئن عليه ميان لدقائق قليلة ثم غادرت برفقة فريدة التي غمزتها بالخفاء ليبقى الاثنان سوياََ
صمت يعم المكان بعد ان غادر الاثنتان قطعته هي قائلة بحرج :
انا هروح اشوفهم فين
اوققها قائلاََ بابتسامة :
خليكي قاعدة معايا
جلست مرة اخرى تفرك يدها بتوتر و خجل من نظراته المتأملة لها تمتمت بخجل :
بس بقى
سألها بابتسامة :
بس ايه !!
لينا بضيق زائف و هي تتهرب من النظر لعيناه التي لا ترحمها بنظراته :
بطل تبصلي كده و الا همشي
غازلها بمرح :
طب انا ذنبي ايه عيوني هي السبب طول عمرها بتعشق القمر و تحب تتأمل فيه يوم ما تلاقيه جنبها تبطل تتأمله ده حتى يبقى ظلم ليها و ليه
ابتسمت بزاوية شفتيها بخجل و هي تخفض وجهها ارضاََ و اكتفت بالصمت ليبتسم هو الأخر بدوره حاول تحريك جسده و ما ان فعل تأوه بألم شديد
فانتفضت هي قائلة بقلق مقتربة منه :
مالك حصل ايه ، حاسس بأيه وجعك
ربت على يدها التي لامست كتفه بعفوية من القلق ثم التقطها بين يديه مقبلاََ باطن كفها برقة جعل جسدها يرتعش من الخجل فسحبتها منه على الفور قائلة يخجل و ضيق مما فعل :
انا كده اطمنت عليك و لازم امشي عن اذنك ، و اه ياريت تاني مرة ما تتجاوزش حدودك معايا و تعمل اللي عملته من شوية يا استاذ عمار ، عن اذنك
قالتها ثم غادرت للخارج بدون اي كلمة اضافية متجاهلة محاولته لايقافها
…….
بينما بالخارج قبل خروجها كانت ميان تجلس برفقتها صامتة تشعر بالحيرة إلى من ستحكي ما رأت تبقى صامتة او تحكي له حتى يعرف حقيقة زوجته ، اهتدى عقلها ان تخبر فريدة فهي الوحيدة التي ان أخبرت سفيان سيصدقها :
فريدة……
طال صمتها لتسألها فريدة :
مالك ، من ساعة ما جيتي و انتي ساكتة ، عايزة تقولي ايه و خايفة !!
ابتلعت ريقها قائلة بصعوبة :
فريدة انا….
صمتت مرة اخرى لتزفر فريدة بضيق قائلة :
انتي ايه هتفضلي تنقطيني بالكلام
نطقت بصعوبة و هي لا تعرف ان كان ما تفعل صواب ام خطأ :
انا شوفت نرمين مع واحد !!!
فريدة بتساؤل :
مين !!
خفضت وجهها قائلة بحرج و صعوبة :
كانوا قريبين من بعض و….
صمتت و لم تجد القدرة على متابعة الحديث فتابعت فريدة بدلاََ عنها :
عايزة تقولي ان نرمين بتخون سفيان !!
اومأت لها بصمت لتتابع فريدة بابتسامة حزينة لأجل حفيدها الغالي :
انا عارفه !!!
توسعت اعين الاخرى بقوة قبل ان ترفع رأسها تنظر لها بصدمة متمتمة :
من امتى و ازاي ساكتة يت فريدة !!!
فريدة بضيق :
انا عرفت من فترة قريبة اوي و مكنتش عارفه اعمل ايه سفيان بيسمع ليها و واثق فيها ثقة عامية مش عارفه السبب ايه حتى انا لو قولتله مش هيصدقني مكنش معايا دليل و خوفت لو حصل و صدقني يموتها و يودي نفسه في داهية
ميان بزهول :
ازاي مش هيصدق يا فريدة ده عمره ما حب حد قدك انتي و علطول بيسمعلك انتي و بس
فريدة بسخرية مريرة :
بيتهيألك سفيان اتغير خالص و انتي اكتر واحدة عارفه هو اتغير قد ايه ، سفيان كلمة توديه و تجيبه من نرمين و حقيقي مش عارفه ليه بيسمع لها كده طردني من بيتي و نسب بيتي ليه و لمراته لمجرد انك غلطتي فيها و ان دخلتك الفيلا ده مش دليل انه مستحيل يصدق عليها كلمة
تنهدت بحزن قائلة :
مقدرتش اعمل حاجة غير اني اسكت و الح عليه يتجوز واحدة تانية عشان يخلف و يتلهي معاها و ما يفضلش موقف حياته على واحدة متستاهلش زي دي بس هو عنيد و مش بيسمع مني ، خايف على شعورها
قالت الأخيرة بسخرية لتسألها ميان بعد صمت لحظات :
عرفتي ازاي يا فريدة !!
فريدة بضيق :
للأسف انا اللي ببقى قاعدة اغلب الوقت معاها في الفيلا يعني ببقى شايفه اللي سفيان مش هيشوفه لأنها طول ما هو موجود بتمثل دور الزوجة المخلصة
تنهدت متابعة بحدة :
سمعتها مرة بتتكلم في التليفون معاه بصوت واطي بعدها قدرت صدفة لما نسيت تليفونها مفتوح و طلعت لاوضتها و انا فتحت سجل المكالمات على تاريخ اليوم ده و الساعة و كنت حفظتهم كويس لقيت الرقم بأسم بنت حفظت الرقم على تليفوني بسرعة و في نفس الوقت و انا مسكاه جالها رسالة من نفس الرقم و اتأكدت ان اللي باعتها راجل مش ست زي ما مسجلة الرقم و من ساعتها بقى و هي تحت عيني
أخرجت هاتفها قائلة و هي تضعه بيد ميان :
قدرت اعرف اسم اللي بتكلمه و اجيب صورته هو ده اللي شوفتيها معاه
اومأت لها ميان بصدمة لتتابع فريدة بحدة و قرف :
اسمه ” زاهر السلطان ”
سألتها بحيرة بعد صمت :
طب و العمل يا فريدة !!
فريدة بجدية :
انا قولت لسفيان يتجوز و اختارت ليه عروسه !!
ابتلعت ميان غصة مريرة بحلقها سرعان ما صدمت عندما قالت فريدة بصرامة :
العروسة تبقى انتِ يا ميان !!!
ميان بصدمة :
انت بتقولي ايه يا فريدة سفيان مش طايقني اصلاََ تقومي انت تقوليله يتجوزني !!
فريدة برجاء :
ميان انتِ الوحيدة اللي اقدر آمن على سفيان معاها لأنِ عارفه انك بتحبيه
ميان مغمغة بحزن :
بس هو لأ ، سفيان نسيني
فريدة بثقة :
بيحبك والله يا بنتي ، لسه بيحبك و زي الأول و اكتر هو بس محتاج اللي يفوقه من اللي فيه سفيان بيمر بأزمة يا ميان انا عارفه انه مصدوم من اللي حصل زمان لسه و انه مش قادر يتحاوز صدمته في امه ، اقفى جنبه و ساعديه يبعد عنها ، انا متأكدة ان بوجودك في معاه مش هتاخدي وقت كتير و الحية دي هتكون بره حياته
ميان بسخرية مريرة :
انت بتضحكي عليا بالكلام يا فريدة ، سفيان نسيني حب غيري و مبسوط معاها حتى لو متستاهلش بس حبها و مبسوط ، انا مقدرش اوافق ع اللي بتقوليه ، و لو انا وافقت بابا او ماما هيوافقوا
ثم تابعت حديثها قائلة :
انا لا يمكن اقبل اكون زوجة تانية و لا هقبل على نفسي اكون مجبورة عليه
فريدة برجاء :
طب و هو هتسيبيه كده على عماه معاها
ميان بسخرية :
مش هيصدقك انتي يا فريدة ، و هيصدقني انا
توقفت قائلة بحزن و اعين تلمع بالدموع :
انا يا فريدة يوم بعد يوم بكره نفسي عشان بحبه ، بكره نظرته ليا اللي وراها سبب كبير اموت و اعرف ، انا نفسي اكره سفيان يا فريدة ، نفسي اكرهه و انساه و اطلعه من حياتي
خرجت لينا بتلك اللحظة تطلب المغادرة فغادرت معها ميان على الفور تتهرب من نظرات فريدة المتوسلة لها كي توافق غافلة انها تطلب المستحيل فأن وافقت هي كيف سيكون رد الأخر الذي ما ان اخبرتها بشرطها الزواج منها ثار و كاد ان يكسر هذا المنزل من الغضب !!
………
كانت همس تجلس وحيدة بالجامعة تتذكر ذلك اليزن الذي يجذبها يوماََ بعد يوم لقاءهم و حديثهم قليلة لكنها تشعر بانجذاب نحوه هي هاديء الطباع عكسها تماماََ كتلة من الحركة و الجنون متنقلة من مكان لأخر لطالما كانت دوماََ تقول ان شرطها الأساسي بزوجها المستقبلي ان يكون مختلفاََ عنها لا تريده يمتلك نفس صفاتها و شخصيتها المجنونة بل تريده هاديء ثقيل يتمتع بالرزانة التي تغيب عن شخصيتها المجنونة تماماََ
فما الجيد ان تتزوج بشخص يشبهها هي لا تفضل ذلك ابداََ ذلك الطبيب يتسلل لقلبها و إعجابها به يزداد يوم بعد يوم !!!
لمحته من بعيد و هو يستقل سيارته مغادراََ الجامعة تنهدت ثم وقفت لتذهب لمرحاض الجامعة حراس والدها يحاوطوها من كل جانب تنفيذاََ لأوامره الصارمة
دخلت و هم ينتظروها بالخارج بعد دقائق كانت تقف أمام المرأة الكبيرة التي بعرض الحائط تضبط ثيابها كان المرحاض خالي من الفتيات خاصة بذلك الوقت فالشمس على وشك الغروب و الجميع يغادرون
كادت ان تخرج لتتفاجأ بثلاث سيدات منتقبات احدهم فاقدة للوعي و الاثنتان يساندوها سألتهم بقلق :
تحبوا اساعدكم في حاجة او اتصل بالدكتور
احد السيدات بمكر :
طبعا يا حلوه نحب اوي انك تساعدينا
تفاجأت همس بصوت رجالي و ليس صوت فتاة و قبل ان تأخذ رد فعل كان احدهم يأتي من خلفها راشقاََ ذلك السن الرفيع برقبتها فسقطت فاقدة للوعي كشف الثلاثة عن وجوههم و لم يكن سوا رجلان و فتاة تخلصت من نقابلها حتى ترتديه همس ليتمكنوا من الخروج بها من هنا
كان رجل يساعد الفتاة و الأخر يغلق باب المرحاض حتى ينتهوا لحظات و خرجت الفتاة اولاََ ثم بعدها الرجلان بنفس الطريقة التي دخلوا بها و لم يشك احداََ بهم فالوضع كان طبيعياََ
ثلاث فتيات رفيقتهم فاقدة للوعي و يساندوها ابتعد الاثنان بها لخارج الجامعة و من ثم أخذها منهم ثلاثة اخرين مطلقين لوجهتهم البعيدة !!!
……..
افيقت سيلين من غفوتها تشعر بألم بكامل جسدها لتتفاجأ بقصي غافياََ على المقعد بجانبها اعتدلت تنظر حولها بصدمة و هي تتذكر ما حدث في الصباح
تأملت وجهه بحزن و حب كيف لها ان تكون حمقاء لتلك الدرجة كيف تفضل ذلك الحقير عليه ، كيف اوصلتهم لتلك الحالة !!
فتح عيناه ليجدها تتأمله بحزن و حب ظاهر بوضوح بعيناها قبل ان يتحدث سألته بحزن :
لامتى يا قصي
لم يفهم ما تقصد فتابعت هي بحزن و ألم :
لامتى هتفضل بعيد و لامتى هنكون كده مرة انت تقرب و انا ابعد و دلوقتى انا اقرب انت تبعد
كل ما خرج من بين شفتيه تلك الجملة :
انتي اللي وصلتينا لكده
توقف امامه قائلة بدموع :
بقيت تكرهني خلاص
نظر لداخل عيناها قائلاََ بحزن و سخرية :
ياريتني قادر اكرهك كنت ارتاحت ، مش قادر انسى اللي عملتيه يا سيلين
تمسكت بكف يده قائلة بدموع :
طب انا غلطت بس غلطي يستاهل تعاقبني ببعدك طول العمر ، يستاهل نتوجع احنا الاتنين ، غلطتي ملهاش فرصة تانية ، انا بحبك يا قصي
تنهد قائلاََ بحزن :
يبقى ليها فرصة تانية لكن للأسف يا سيلين
انتظرت ان يتابع تلك الجملة التي ما ان نطقها تألم قلبها أكثر :
انا مش واثق في حبك ده و لا واثق حياتنا هتكون ازاي قدام
ترجته مرة أخرى قائلة بحزن و دموع :
طب انا بس عايزة فرصة واحدة بس يا قصي ، هكسب ثقتك من تاني
اشاح بوجهه بعيداََ عنها قائلاََ بحزن :
جهزي نفسك لازم نمشي ، اهلك زمانهم قلقانين عليكي انا لسه مكلمتش حد
جلست على الفراش تبكي بقوة و جسدها يهتز من شدة بكاءها :
انا محتاجالك جنبي متسبنيش يا قصي ، انا عايزة ارجع زي ما كنت زمان ، عايزة ارجع سيلين القديمة اللي كنت بتحبها عايزة الزمن يرجع بينا لأيام زمان ياريتنا ما كبرنا و ياريتني ما عملت اللي عملته
اقترب منها جالساََ بجانبها على الفراش مردداََ بقلق حزن :
اهدي يا سيلين
بكت اكثر قائلة بانهيار :
ياريتني ما جيت ع الدنيا دي و ياريت انا اللي موت عشان ارتاح و ترتاحوا مني و محمد هو اللي فضلها انا حمل ع الكل
تنهد محاوطاََ وجهها بيديه يمسح دموعها التي تقتله من الداخل :
سيلين اهدي
تمسكت بيده التي تحاوط وجهها قائلة بدموع عادت تنهمر من عيناها :
سامحني
تمتم بحزن :
مش هقدر انسى
نظرت لداخل عيناه قائلة بتوسل و دموع :
هنسيك
نظر لعيناها لحظة قبل ان يردد !!!
…….
بينما تلك الحية الأخرى كانت تجلس على تلك الاريكة بالمنزل الذي اننقلت إليه كما قال رأفت تكاد تموت من الغيظ مما فعل لكنها ابداََ لن تصمت فأن فشلت في التواجد بداخل منزله لديها طرق أخرى
اما الآن فيجب ان تعود لتلك الفيلا التي سبق و تركتها منذ سنوات و لن يسعدها سوى شخص واحد فقط !!!
التقطت هاتفها ثم على الفور رددت بغل ما ان جاءها الرد :
اسمعي انا ما صرفتش عليكي كل ده و لبستك و نضفتك عشان تفضلي نيمالي في الخط و ما استفدش منك بحاجة ، انا لازم ادخل الفيلا و ارجع اعيش فيها و الا عليا و على اعدائي زي ما دخلتك النعيم اللي عايشة فيه ده اقدر بسهولة اخرجك منه ، يا مرات ابني !!!

reaction:

تعليقات