رواية مثابرة خاسرة كاملة بقلم ديانا ماريا عبر مدونة كوكب الروايات
رواية مثابرة خاسرة الفصل السادس 6
حدق لها الجميع بصدمة وهتف بها محمد بعدم تصديق: ماما أنتِ بتقولي إيه!
نظرت له بإستهزاء: إيه بقول الصح يا خايب! هى كان فيها إيه لكل الليلة دي!
أمسك محمد بذراعها: ادخلي يا ماما جوا دلوقتي.
دفعت ذراعه عنها بقوة: مش هدخل وهشوفك هتعمل إيه مع مراتك يا سبع الرجالة!
تحدثت والدة حنين بغضب: أنا كنت ساكتة علشان في بيتك لكن والله كلمة كمان أتصل أجيب أبوها ويتصرف في المهزلة دي! في إيه يا محمد؟ عيب عليك وعلى والدتك اللي بتعمله ده أنا مش هسكت أكتر من كدة.
شهقت والدة محمد بسخرية: ليه هتعملي إيه يا عنيا؟
كانت والدة حنين على وشك الرد حين جاء والد محمد الذي قال بتعجب: إيه يا جماعة في إيه؟ واقفين كدة ليه؟
التفتت له والدة حنين وردت بحدة: كويس أنك جيت يا أبو محمد علشان إحنا بنتهزق في البيت ده وأنا مش هسمح بأي كلمة تمس بنتي ولا تمسني.
حدق والد محمد إليهم بحيرة: طب أهدوا بس وصلوا على النبي وحد يفهمني حصل إيه؟
ردت والدة محمد بتهكم: الست هانم قال تعبت من كتر ما بتشيل وتحط فأمها جاية تاخدها علشان ترتاح.
عقد والده حاجبيه بتعجب: طب وفيها إيه دي؟
نظرت له وقالت بغيظ: فيها إيه يعني إيه؟ أنت يا راجل متقولش كلمة عدلة أبدا! ليه تطلع من بيت جوزها أصلا كانت بتشتغل في الفاعل!
تنهد ورد: مفيهاش حاجة لما تروح عند أهلها شوية وبعدين ده موضوع بينها وبين جوزها وهما حرين مع بعض سيبهم يحلوا أمورهم بينهم.
حدقت له بغضب وردت بقسوة: بقولك إيه أنت متتدخلش خالص خليك كدة زي قلتك علطول هو أنت من امتى كان ليك لازمة أصلا علشان تيجي تقول رأي دلوقتي!
شهق الجميع بصدمة من حديثها واحمر وجه والد محمد من قوة الإهانة التي وجهتها له، نظر حوله بحرج قبل أن يستدير ويغادر المنزل بسرعة.
عادت والدة محمد تنظر لهم وكانت على وشك الكلام حين قاطعتها والدة حنين بصرامة: أنا مليش كلام معاكِ كفاية لحد كدة، الكلام كله هيبقى بين جوزي وابنك واللي حصل ده مش هيعدي بالساهل أبدا كفاية الفضائح والأسلوب ده!
نظرت لحنين التي دمعت عيناها: يلا يا بنتي من هنا.
كان محمد على وشك أن يحمل الحقيبة حين أمسكته والدته من ذراعه بقوة وهى تشده: رايح فين؟ اوعى تقول إنك هتمشي وراها بشطنتها كأنك خدام عندها.
أبعد محمد ذراع والدته وهو ينظر لها بعتاب ثم حمل حقيبة حنين وذهب ورائهم.
قالت والدته باشمئزاز: عيل أهبل زي أبوك.
حين وصلوا للشارع أوقف محمد سيارة أجرة، كانت حنين ووالدتها يقفوا بجانبه بصمت حين وصلت سيارة الأجرة، كان محمد على وشك أن يصعد معهم حين أشارت له والدة حنين بالرفض بجمود: مفيش داعي يا محمد لو سمحت خليك ووالدها هيبقى يتصل عليك.
غادروا بينما محمد يقف مكانه يشعر كالعاجز الذي لا يقدر على فعل شئ.
حين وصلت حنين مع والدتها للمنزل، ساعدتها حتى ترتاح في السرير، حينها انطلقت كل مشاعر حنين التي كانت مخبأة وبكت بحرارة.
احتوتها والدتها في أحضانها قائلة بحزن: بس يا حبيبتي متزعليش ولا تعيطي ماعاش ولا كان اللي يعمل فيكِ كدة.
ردت حنين من وسط شهقاتها: أنا مش ضعيفة يا ماما بس أنا تعبت أوي أنا حاولت اتجاهلها واعدي لها كل حاجة بتقولها واطنش علشان خاطر محمد وعلشان خاطر البيبي علشان النفسية السيئة مش كويسة علشانه لكن تعبت وجيبت أخري بجد أنا معرفش أنا عملت لها إيه لكل ده.
مسحت على شعرها بحنان ورددت لها كلمات مواسية حتى نامت أخيرا ثم غطتها جيدا وخرجت تنتظر عودة زوجها من العمل.
حين عاد أخبرته بمجئ حنين فابتسم: بجد؟ طب هى فين عايز أسلم عليها.
تنهدت والدتها بحزن: هى مش كويسة خالص.
قال بقلق: ليه حصل إيه؟
سردت له ماحدث حينما ذهبت لها وكيف تطاولت حماتها عليهما ثم على زوجها.
كان زوجها مصدوم مما سمعه ثم غضب بشدة: ولما ده حصل متصلتيش عليا ليه؟
قالت بتوتر: أنا جبيتها على هنا معايا وقولت لما ترجع أقولك مش عايزين مشاكل كبيرة.
صاح بها بعصبية: مشاكل! هما لسة شافوا مشاكل! وجوز بنتك كان لازمته إيه واقف بيتفرج؟ أنا هعرف ازاي أعلم العيلة دي كلها الأدب.
أخرج هاتفه ثم أتصل برقم معين وانتظر بنفاذ صبر الرد.
حين أتاه رد الطرف الآخر قال بنبرة حادة : أسمع يا محمد النهاردة بالليل تكون عندي وأنا هعرف إزاي أجيب حق بنتي اللي أنت وقفت تتفرج عليها بتتهان هى ومراتي وأنت كنت ساكت!
- يتبع الفصل التالي اضغط على (رواية مثابرة خاسرة ) اسم الرواية
تعليقات
إرسال تعليق