Ads by Google X

القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية وختامهم مسك الفصل الرابع 4 - بقلم نور زيزو

   رواية وختامهم مسك كاملة   بقلم نور زيزو    عبر مدونة كوكب الروايات 

رواية وختامهم مسك الفصل الرابع 4


 
 
 
فزعت “مسك” مما تراه وهرعت إلى “زين” وهو يصرخ بها ومتشبثًا بجسدها كأنه لا يقوى عن فراقها، حاولت أنتزعها منه بغضب من قوة قبضته عليه فنظر إلي وجهها وعندما علم بماهيتها ترك “ورد” راجيًا أياها بان تنقذ محبوبته وتعيدها للحياة، نظرت “مسك” لجسدها وأطرافها بحالة من الفزع رغم محاولتها فى الهدوء حتى تستطيع السيطرة على رجفتها من بشعة المشهد، صعدت فوق جسد “ورد” و”زين” يتشبث بيديها لتُتمتم “مسك” بنبرة خافتة:-
-أتصل بالإسعاف
حاول تمالك أعصابه عندما أدرك أن هناك أملًا فى إنقاذ محبوبته، أتصل بالمستشفي وكانت “مسك” تضغط بقوة على صدر “ورد” وترفع رأسها لخلف، تحدثت بصوت جاد مع مُستقبل الأتصال من المستشفي وأخبرتهم بتشخيصها لحالة “ورد” التى تعاني من كسر فى ضلع فى قفصها الصدري أصاب قلبها بالضغط عليه ومزق جداره تقريبًا وأوشك قلبها على التوقف عن النبض بسبب إصابتها، إحضارت أحد الفتيات الموجودين على الشاطيء عباءة مفتوحة زرقاء اللون من أجل “ورد”، رفضت “مسك” تحريك جسدها حركة واحدة حتى لا تسوء حالتها ووعندما جاءت الإسعاف نقلت “ورد” عليها ومعه كانت “مسك” تضغط على صدرها كما هى كأنها تكتم نزيف قلبها داخل هذه الفتاة الضعيفة، أستلمها أطباء المستشفي من “مسك” وشخصت لهم الحالة كاملة وجعلتهم يأخذوها لغرفة العمليات وجلست مع “زين” أمام غرفة العمليات فى أنتظارها، سألها “زين” بقلق:-
-هتعيش؟
أومأت إليه بنعم وقالت بجدية صارمة:-
-اه وكله بيعتمد على الجراح وحالتها لما يفتحوا صدرها ربما يلاقوا حاجة تانية أسوء من تشخيصي متنساش أني مش جهاز أشعة
وقف بأغتياظ من قسوة هذه الفتاة التى لا ترأف بحاله وقلبه الممزوق من القل عليها فقال بعبوس:-
-أنتِ معندكيش دم، متعرفيش تتكلمي بلطف وترحمي اللى قدامك
رفعت نظرها إليه بجدية صارمة ورأت دموعها تتلألأ فى عينيه وجسده يرتجف ذعرًا من الخوف على فتاته رغم كونه رجلًا لكن عشقه يفتك به وجعًا، تنهدت بإشفاق عليه وقالت:-
-هتعيش كويس كدة
غادرت من مكانها لكنها توقفت فى منتصف الردهة عندما فتح باب غرفة العمليات وهرعت الممرضة للخارج دون أن تتوقف له، أوقفتها “مسك” بجدية من ذراعها عندما مرت من جوارها وقالت:-
-فى أيه؟
كانت تفهم تحركات كل شخص هنا وذعر الممرضة وخروجها من هناك بهذا الفزع يعنى سوء حالة المريضة، أخبرتها الممرضة بأن “ورد” تعاني من نزيف داخلي شديد، أرتعب “زين” قلقًا مما يراه وغادرت “مسك” قليلًا ثم عادت مع أحدهم ترتدي ملابس الجراحة عبارة عن بنطلون وتي شيرت بنصف كم أخضر اللون وتضع طاقية طبية على رأسها وتسير نحو غرفة العمليات،أوقفها “زين” قبل أن تدخل بقلق ثم قال:-
-أنقذيها أرجوكي
رفعت يدها المُصابة إليه وقالت:-
-متأملش كتير
نظر إلى يدها والشاش الطبي  يحيط بها من جرحها كأنها تخبره بأن “ورد” ستكون فى خطر أكثر تحت يد جراحة مُصابة، دلفت إلى الداخل بعد تحدثها إلى مدير المستشفي وسمح لها بالدخول، وقفت من خلف الزجاج فى غرفة التعقيم تنظر إلى الأجهزة المجاورة إليها تتفحص مؤشراتها الطبية وأنخفاض مستوى الدم والممرضة تعلق لها الكثير من أكياس الدم، انهت تعقيم ودلفت إلى الجراح كجراحة مساعدة له…..
_____________________
أمرت “زينة” رجل الأمن بفتح غرفة “تيام” بالقوة ثم ولجت للداخل لتراه نائمًا فى فراشه وبجواره صديقته الروسية لتلاقي بالوسادة عليه بغضب سافر، فتح “تيام” نظره بفزع ليراها تقف أمامه وخلفها رجلين ليقول:-
-أيه دا؟ أنتِ أيه اللى دخلك هنا؟
-عملتها يا تيام؟ ورحمة أمي ما هعديها المرة دى
قالتها بغضب مُستشاطة غيظَا وعينيها تبث كره ونار إليه فصرخ بانفعال من طريقتها قائلًا:-
-عملت أيه ؟ أنتِ مجنونة يا زينة
ألتفت حول الفراش ومسكته من تي شيرته بقوة وقال بتهديد واضح:-
-والله العظيم لو ورد جرالها حاجة ليكون التمن حياتك يا تيام والمرة دى على أيدي فأدعي بقي أنها تخرج من العمليات عايشة!!
دفعته بقوة وخرجت من الغرفة وهو لا يفهم شيء مما يحدث وعما تتحدث لكن الشيء الوحيد الذي ترجمه عقله هو أن “ورد” بغرفة العمليات وأصابها شيء، وقف من مكانه يشعل سيجارته ويتكئ على عكازه، أقتربت الفتاة منه وعانقته من الخلف بهيام لا تبالي بأقتحام “زينة” إلى الغرفة أو غضبها وهي لا تفهم لغتها العربية….
______________________
وقفت “مسك” جوار الطبيب بعد أن خرجت “ورد” من غرفة العمليات ونقلت إلى العناية المركزة، كان يفحصها ويدون الأدوية الملازمة لها أثناء فترة نقائها، دلف “زين” له بهدوء كي يطمئن عليه فأخبره الطبيب بأنها تعرضت للأعتداء وأثناء مقاومتها ضربها أحد بشيء قوي كسر ضلعًا لها لتشتعل عينيه غضبًا مما تعرضت له فتاة كنسمة الهواء لم تأذي أحدًا يومًا، بل كانت تداوي الجميع ببسمتها وتمليء المكان سعادة أين تضع قدمها ببسمة واحدة منها وعفويتها، أقترب “زين” منها بعد مغادرة الطبيب ليأخذ يدها فى يده بخوف من أن تفارقه بعد كل هذا، قبل يدها بحنان ودفء ثم قال:-
-متسبنيش يا ورد ووعد مني أجبلك حقك من اللى عملها
تنحنحت “مسك” بخفوت ثم قالت بهدوء:-
-هتكون كويسة العملية كانت ناجحة
اومأ إليها بنعم دون أن يلتف إليها وعينيه لا تفارق وجه محبوبته، عبست “مسك” مما تراه رغم أنها لا تعرف “ورد” معرفة مُقربة ألا أنها كلما رأتها كانت تبتسم على عكس “مسك” التى تجهل رسمة البسمات كثيرًا وتتسم بالحدة، لم ترى أحدًا يعشق كما رأت العشق فى عين “زين” الخائفة من الفراق كأنه أوشك على ترجي العالم بأسره بأن يساعدوا حبوبته فى الحياة وألا تفارقه، حدثته “مسك” بنبرة هادئة أكثر من المعتادة إشفاقًا بحالًا قلبه:-
-أدعيلها
غادرت الغرفة تاركة “زين” خلفها لا يقوي على فراق “ورد”، وصلت للفندق فى سيارة أجرة وترجلت منها بملابس المستشفي وتحمل ملابسها الرياضية فى يدها بتكاسل وتطقطق عنقها يمين ويسار بعد أن أستغرقت الجراحة أكثر من ست ساعات، سارت فى الردهة والجميع ينظرون عليها بسبب ملابسها حتى وقع نظرها على “تيام” الذي يسير على عكازه يسمع الحديث من الجميع عما حدث إلى “ورد” وقد فهم الآن سبب أنفعال “زينة” عليه وأعتقادها بأنه من فعلت ذلك، وقع نظره على “مسك” التى ترتدي زي الجراحة وتسير بغطرسة لا تكترث لأنظار أحد، صعدت “مسك” إلى الأعلي ورأت المحامي يغادر من غرفة “عبدالعال” لتندهش من طلب حضوره للمحامي رغم ما سمعته عن التهديد والأنذار الذي تركه إلى أحفاده..
أخذت حمام دافئ ثم خرجت ترتدي بنطلون باللون الزيتي وقميص أبيض بأكمام وتدخله فى البنطلون ثم صففت شعرها على ظهرها والجانبين صانعة فرقًا بمنتصف رأسها ووضعت مرطب البشرة ثم خرجت من الغرفة وكانت الخادمة أحضرت لها الطعام لتجلس “مسك” على السفرة تنتظر أن ينتهى “عبدالعال” من اجتماعه مع “جابر” حتى تفحصه، تناولت الطعام بهدوء وجلست الخادمة قربها تساعدها فى إخلاء السمك من الشوك بسبب إصابتها، سألت الخادمة بنبرة خافتة:-
-هى كويسة؟ ربنا يستر اللى ممكن يحصل لو أنسة ورد جرالها حاجة
تركت “مسك” الملعقة من يدها بفضول شديد يقتلها حول معرفة خبايا هذا المكان وأسرار هذه العائلة فقالت:-
-كويسة، تفتكري تيام ممكن يكون هو اللى عملها؟
رفعت الخادمة نظرها إلى “مسك” بأندهاش من ألحاق التهمة به وقالت بجدية:-

-لا، مستحيل تيام بيه ميعملهاش، هيعملها ليه وهو أصلًا مش عايز حاجة من العائلة دى لا مال ولا سلطة ولا أملاك… أقولك على حاجة هو طيب والله من جواه أنتِ مشوفتهوش زمان كان مهندس شاطر وناجح لحد ما شاف أبوه مع واحدة فى وضع يعنى لا مؤاخذة وبعدها أتجوزهان قام تيام بيه بقي مستكتش ساب البيت فى مصر وجه هنا وبدأ يشرب ويسكر وكل يوم مع واحدة شكل ومن بلد مختلفة وقفل مكتب الهندسة بتاعه وبقي على الحال دا بينتقم من أبوه ليه بقي؟
تبسمت “مسك” بسخرية على هذه السيدة التى باحت لها بكل شيء دون أن تعرفها وقالت بتهكم:-
-ليه؟
-عشان الست عائشة بنت عبدالعال بيه الصغيرة ماتت قام بقي أخوها عادل بيه ابوه تيام بيه بقي هو الوريث وبعد عمرًا طويل هورث الجمل بما حمل بس بعد عملته وغضب عبدالعال بيه عليه لأن مراته مش بنت أصول دى بترمي الفلوس على الأرض ببزخ قاله أنه مش هيورث جنيه واحد والتركة كلها هتروح لأحفاده اللى هم تيام بيه وزين بيه والست زينة وطبعًا سيدي تيام مش طايق أبوه ويشوف العم ولا يشوفهوش مشي فى الطريق دا عشان جده يحرمه من الميراث زى ما عمل مع أبوه وبكدة مبيقاش فى أي وسيلة لعادل بيه أنه يورث ولا حتى عن طريق تيام بيه
أومأت “مسك” بأندهاش من عقلية هذا الرجل وقالت:-
-يعنى دمر حياته عشان أبوه ميورثش جنيه منه طب ما كان خد الورث ومداش حاجة لأبوه وخلاص
-عقليات بقي يا دكتورة تقولي ايه؟
قالتها الخادمة بسخرية من الحديث، أنهي “جابر” لقاءه مع “عبدالعال” وخرج لتقف “مسك” من مقعدها وتدخل تفحص “عبدالعال” …….
______________________
خرجت “ورد” من كوخ السباحين بعد أن بدلت ملابس السباحة وأرتدت فستان أزرق اللون طويل وبأكمام فضفاض يليق بهذه المنطقية السياحة برسوماته المائية الموجودة عليه من الأسفل، سارت على الرمل بعد أن ودعت زميلها “فادي” وتتجه نحو الشاطئ وتحمل هاتفها فى يدها وأرسلت رسالة إلى “زين” ووجهه يبتسم بحماس وأناملها تكتب له :-
(أنا خلصت لو فاضي تعالي نتعشي على البحر سوا يا روحي)
أنتظرت جوابه لكنه لم يجيب عليها لتعبس وجهها كليًا حتى سمعت صوت رجولي قُربها وشاب يقول:-
-هو القمر ساب السماء ونزل على الأرض ولا أيه
ألتفت لتري شابين يقتربان منها، تنحنحت بخوف منهم وسارت على الشاطئ مُتجنبة إياهم قدر الإمكان ليسير خلفها وبدأ أحدهما يلمس ذراعها بداعبة فأنتفضت خوفًا منه وقالت بتلعثم:-
-إياك تقرب مني؟
تبسم من تهديد هذه الفتاة المُرتجفة رعبًا وتجهل فى إخفاء رعبها منهم ليسهل عليهم الأمر فأقترب منها أكثر يحاصره طريقها من الجانبين والبحر خلفها، أبتلعت لعابها بخوف منهم فركلت أحدهما بقوة وركضت تصرخ بكل طاقتها تستغيث بأى شخص ينقذها من هؤلاء فبدأوا بالركض خلفها بقوة ويديها ترتجف وتمسك الهاتف محاولة الأتصال بـ “زين” ليسقط الهاتف منها وهى تركض فأكملت دون ان تستدير للهاتف نهائيًا، مسكها الشاب من خرصها ورفعها عن الأرض لتصرخ بقوة فوضع يده على فمها يمنعها من الصراخ وصوت الموسيقي والحفلات على قرب منهم لم يساعدوها فى العثور على النجاة، أخذوها لأحدى زوايا الشاطيء وألقي بها الشاب على الأرض لتضربه بقوة فدفعه صديقه وهو يقول:-
-أنا الأول
تشاجر الأثنين على من يبدأ بها كأنها وجبة طعام فوقفت من أجل الهرب ليدفعها أحدهما بقوة فى الصخرة المحدبة لتصرخ بألم من صدرها وسمعت صوت أنكسار عظمتها وسقط جسدها أرضًا وهذا الضلع أخترق قلبها المسجون بداخله وبدأت عينيها تستسلم لدقات قلبها التى أنخفضت وشعرت بيديهما تمزق فستانها الذي سترت به جسدها كاملًا لكن هؤلاء الذئب جاءوا لها يمزقه كل شيء……
أنتفضت “ورد” على الفراش بفزع بعد أن رأت كل ما حدث لها فى نومها وفتحت عينيها، هرع “زين” إليها بخوف شديد وسعادة من عودتها للحياة وقال:-
-ورد !! حبيبتي أنا هنا
كانت تلهث بقوة كأنها فى سباق ركض وأنقطعت انفاسها، ظلت ترتجف مما حدث لها ويفتت ذاكرتها وعينيها تحدق بوجه “زين” الذي يقف جوارها ويضم يديها بأستماتة فتمتمت بضعف وصوت مبحوح :-
-زين
بدأت فى نوبة بكاءها ليُضمها “زين” إليه بحب شديد يطمئنها بأنه هنا ولن يتركها، جهشت فى البكاء بخوف وفزع مما حدث وبعد أن فحصها الطبيب جلست تخبر “زين” بما حدث بتلك الليلة ليقول بغضب سافر:-
-أنتِ كنتِ مقصودة مش مجرد واحدة حلوة ولا واحد سكران، هو تيام!! محدش يعملها غيره
تركها وخرج من الغرفة كالمجنون ليقتل هذا الرجل بيديه على ما حدث لمحبوبته….
_____________________
أنهت “مسك” جولتها فى تزلج الأمواج وصعدت لتجلس على الشاطيء مُرتدية بدلة السباحة السوداء تخفي جسدها كاملًا وأقدامها حافية، وضعت عباءة مفتوحة ملونة على جسدها فوق ملابسها وجلست ترتشف كوب العصير على الرمال وبجوارها لوح التزلج، رأت “تيام” يجلس هناك على الشاطيء وحوله مجموعة من الفتيات ويضحكون معًا فنظرت أمامها بأشمئزاز من عقله الذي جعله يدمر حياته لأجل الانتقام من والده وتسخر منه فلو كانت مكانه لأختارت النجاح كي تقتل عدوها به، نظرت إلى راحة يدها بعد أن طاب جرحها تقريبًا خصيصًا بعد مرور أسبوع..
سمعت صوت صراخ الفتيات لتستدير ورأت “زين” يهجم على “تيام” ولكمه ثم سحبه من تي شيرته ليلقي به على الأرض وتوقف الجميع عما يفعلوا وتجمعه حولهم يراقبون، وقفت “مسك” من فوق الرمال ينفض ملابسها من الرمال ببرود شديد وتراقب مثل البقية، أتكئ “تيام” على عكازه ليقف بغضب من هذا الرجل وقال:-
-هو في أيه؟
-ليه مش عارف أنت عامل أيه؟
قالها “زين” بغضب بعد أن لكم وجهه بقوة ليسقط “تيام” على البار الموجود فجاء “زين” من خلفه وأخذه من اكتافه ليركله فى بطنه بركبته، رد له “تيام” اللكمة فى وجهه، كان “زين” غاضبًا ولا يشعر بشيء سوى نار تحرقه من الداخل بعد ما سمع من “ورد” ما حدث لها وعقله لا يكفِ عن تخيل ما عاشته بين يدي هؤلاء الوحوش، أبتلعت “مسك” لعابها بقلق وهى تعلم أن غضب “زين” سيقتله للتو، ضربه “زين” بلكمة قوية على وجهه الذي لم يعد بيه أنش سليمة وركل منه عكازه ليسقط “تيام” بقوة على الشاطئ ومياه البحر تبتلعه بداخلها، جلس”زين”فوقه يلكم وجهه بقوة وبيده الأخري يمسك ملابس “تيام” من رقبته، ركله “تيام” فى ركبته ثم أعطه لكمة قوية على وجهه، ضغط “زين” على جرح قدمه ليصرخ “تيام” بألم شديد..
هرعت “مسك” إليه ودفعته بعيدًا عن “تيام” بفزع ليمسك “تيام” قدمه بألم وبدأ يتلوي وسط مياه الشاطئ، صرخت “مسك” به بغضب:-
-خلاص
كاد “زين” أن يهجم عليه مرة أخري وعينيه لا تفارق وجه “تيام” بغضب سافر ويقول صارخًا:-
-هقتله والله لأقتلك يا تيام
دفعته “مسك” من صدره بعيدًا حتى لا يجرأ على الأقتراب من هذا الرجل المريض ويصرخ من الوجع وقالت:-
-قولتلك خلاص
-متدخليش يا دكتورة، دا مش محتاج يتربي دا محتاج يموت وموته على ايدي
قالها “زين” بنار تحرق قلبه على ما حدث لمحبوبته، وقفت “مسك” أمام “تيام” وعينيها تحدق بوجه “زين” بتحدي وقوة ثم قالت:-
-أنت مديون ليا بحياة ورد، لولاي كان زمانها من الأموات
تطلع “زين” بها بصدمة ثم قال:-
-أنتِ بتحميه ليه؟؟ دا ميستاهلش
اجابته بنبرة واهنة وعينيها ترمق “تيام” بأشفاق قائلة:-
-مريض، دا جبن منك تستقوي عليه لأنه مريض… بعدين هو كمان اتعرض للأذي
صرخ “زين” بأنفعال غاضبًا من حديثها ويشير بذراعه على “تيام”:-
-عشان كدة أنتقم منها، هو الوحيد اللى عايز ينتقم منى لأن مخه الو**سـ**خ خلاه يفكر أنى السبب فى اللى حصله
-اثبت!! عندك دليل أنه عملها؟
قالتها” مسك”بتحدي وقوة دون أن تخشي غضب هذا الرجل النابع من وجعه على “ورد” وهى بين الحياة والموت، صمت “زين” بغضب سافر لا يملك جوابًا على سؤالها لتستدير “مسك” إلى “تيام” وساعدته فى الوقوف بينما هو يتألم حتى أخذته ومرت من جوار “زين” وابتعدت به قليلًا لكن أستوقفها صوت “زين” ينادي بأسمه بغضب سافر:-
-تيام!!
ألتفت به لتُصدم عندما رأت “زين” يصوب مسدسًا نحوهما يرغب بقتل هذا الرجل حقًا، أوشك على الضغط على الزناد لكن أوقفه “جابر” الذي ظهر برجله وسحبوا منه المسدس ثم أخذوا الأثنين إلى “عبدالعال”
وقف “عبدالعال” أمام “تيام” وصفعه بقوة على وجهه ليصرخ بغضب سافر قائلًا:-
-هو فى أيه؟ أنا بقيت ملطشة للكل ولا أيه؟
-عملت كدة ليه؟
قالها “عبدالعال” بغضب شديد ليصرخ “تيام” بأقتضاب وقد فاض به الأمر من أتهامه بشيء لم يرتكبه:-
-معملتش حاجة؟ أنا هيأذيها ليه ولا هعمل فيها كدة ليه؟ أنا قولتله فى وشه أنى هأخذ منه المنصب مالي ومال ورد أنا
صرخ “زين” بغضب قاتل قائلًا:-
-محدش ممكن يفكر يأذيها وبالطريقة دى غيرك
ألتف “تيام” بأنفعال له وقال بغرور ونبرة غليظة مُستفزًا إياه:-
-أنا لو فكرت أعملها مع ورد مش هأجر حد يعملها، أنا أبسط ما عليا أخذها لسريري وأعلم عليك بنفسي
لم يتمالك “زين” غضبه فلكمه مرة أخرى ليصرخ “عبدالعال” بيهم بأنفعال:-
-بس هتموتوا بعض قصادي كمان، وأنت يا زين عندك دليل أن هو اللى عملها ولا فضحتنا بسبب شكوكك
ألتزم “زين” الصمت وهو لا يملك دليل قاطع على اتهامه لـ “تيام” فنظر “تيام” له بغضب سافر مما فعله به أمام الجميع:-
-أديك طلعت غضبك وغلك فيا لكن دا ميمنعش أن عند وعدي وبرضو مش هتطلع على الكرسي دا زين طول ما أنا عايش
غادر “تيام” الغرفة مُتكأ على عكازه ليرى “مسك” تقف أمام باب الغرفة بعد أن بدلت ملابسها المبللة وأرتدت بنطلون أبيض اللون وتي شيرت أخضر اللون كالزيتون، حدقت بوجهه بضيق ثم أخذته بالأكراه إلى غرفته وجلست تضمد له جرحه بصمت شديد وهو ينفث دخان سيجارته من الغيظ والغضب الذي بداخله فهو من تعرض للهجوم والآن ينال عقاب على ذنب لم يقترفه، تحدثت بنبرة هادئة:-
-أنا شايفة أنك تروح مستشفي لأنك بالطريقة دى مش هتطيب وكل شوية تفتح الجرح بسبب أهمالك
نظر إليها بأقتضاب وقال:-
-خلصي اللى بتعملي وأمشي من وشي، خلي نصائحك لنفسك
رفعت “مسك” نظرها إلى وجهه المهمش من اللكمات ووضعت منشفة مبللة بلطف عليه تمسح عنه الأتربة بخفة ثم قالت:-
-اللى عملها هيتجب الموضوع أبسط من كدة
عاد بنظره إليها بأندهاش من كلمتها كأنها تحاول إخماد نيرانه وأحتواء غضبه فسأل بأندهاش قائلًا:-
-أنتِ مصدقة أنى معملتهاش
وضعت المطهر على القطن بين يديها وتهز رأسها بنعم ثم قالت:-
-وألا مكنتش دافعتك عندك وسيبته قتلك من غير ما يسمع مبرر، على حسب نظرتي أنت متعملش حاجة بالغصب ولو مكنتش اللى معاك جاية برضاها مش هتعملها
رفعت نظرها إلى عينيه التى جرحت من لكمات “زين” ووضعت مكعب من الثلج عليه ليتألم “تيام” بوجع مكبوح، أبتعدت يدها بلطف وبدأت تنفخ فى حرجه بلطف، نظر إليها عن قرب وهذه الفتاة مُنذ قدومها وهى تحيره كثبيرًا لا يعلم اهى تكرهه أم تشفق عليه بسبب كره الجميع له، نظرت إلى عينيه مباشرة لتتقابل معها فى نظرة صامتة لتقول:-
-حاول تهتم بنفسك لأن محدش هينفعك لو ساءت حالك رجلك لأنك لو أهملتها مش بعيد تتبتر
-دا أيه الدبش الرائع دا، بتفولي عليا عيني عينك
قالها بسخرية من كلمتها، وضعت اللاصقة على جبينه وقالت بعد أن وقفت من مكانها بحدة:-
-أنت المسئول عن حالتك!! ولعلمك بحالتك دى مش هتقدر تأخد منه اوضة مش منصب الرئيس لأن واحد زيك بقرفك دا معتقدش أنه يستحق يكون رئيس ومسئول عن المكان دا واللى يصوت لك يبقي متخلف رسمي
غادرت الغرفة بعد أن ألقت عليه قنبلة قاتلة وتعترف أمامه بفشله…
_______________________
وضع الحارس صورة إلى “مسك” على المكتب والرجل يعطيه ظهره واقفًا وراء المكتب ينظر إلى البحر ومياهه الزرقاء ليقول الحارس:-
-دي مسك!! بسببها فشلت محاولة قتل تيام والنهاردة أنقذته من الموت على أيد زين
-اقتلها!! أى حد يقف قصادك في قتل تيام شيله من على وجه الأرض
قالها الرجل بحدة صارمًا فى أمره دون أن يلقي نظرة على صورة “مسك” أو يستدير له فقال الحارس بهدوء:-
-بس جريمة قتل فى القرية بعد الحوادث اللى حصلت هيقل من قيمة الأسهم وأحتمال تتسبب فى إفلاسها
نفث الرجل دخان سيجارته بقوة فى الحائط الزجاجي الذي أمامه وقال بغضب مكبوح:-
-أى حاجة ممكن تتصلح غير موت تيام، تيام هيموت حتى لو أخر يوم فى عمري واللي أسمها مسك دى ما دام حاجز وعائق يبقي تموت وأى عائق يحاول يحمي تيام هيموت حتى لو كان شعب بحاله
________________________
مر أكثر من اسبوعين وهو حبيس غرفته و”زين” لا يفارق “ورد” فى المستشفي حتى تحسنت حالتها وأصبحت أفضل فعاد بها إلى الفندق ، كانت الجميع يباركوا لها على عودتها لكنها كانت شخص أخر غير السابق صامتة وبسمتها قُتلت تمامًا مع هذه الحادثة وأنطفأت روحها كليًا، دلفت “مسك” إلى غرفته صباحًا وكان “تيام” نائمًا فى فراشه بتعب وحوله الكثير من الأوراق المنثورة على الفراش والأرض واللاب توب مفتوح أمامه وفنجان قهوة مسكوب على الفراش، تأففت من أهمال هذا الرجل وفوضته، رفعت الفنجان عن الفراش بأشمئزاز وفصحت جرحه وكان قد شفي تقريبًا بعد أن التزم غرفته مؤخرًا ، وقع نظرها على الأوراق لتراه والكتاب الموجود وكان يهتم بإدارة الفنادق فتبسمت على إصراره على تعلم كل شيء وحده دون أن يطلب شيء من “زين” وأرادته فى سرق المنصب من هذا المنافس له، غادرت الغرفة قبل أن يستيقظ وضغطت على زر المصعد ووقفت تنتظره دون أن تنتبه إلى هذا الشخص الذي يراقبها، شعرت بأحد خلفها وعندما أستدارت لم تجد أحد فتنهدت بحيرة فهل أصبحت تتخيل الأمور، دلفت للمصعد وضغطت على زر الطابق الأرضي برقم صفر من اجل مرأب السيارات، أغلق المصعد أبوابه لكن قبل أن ينتهي وضع أحد يده يمنعه من الإغلاق لتفزع “مسك” من ظهر شخص من العدم وفتح المصعد أبوابه لهذا المترصد……..
للحكــــــايــة بقيــــة…..


reaction:

تعليقات