Ads by Google X

القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية ساكن الضريح الفصل الثالث و الثلاثون 33 - بقلم ميادة مأمون

       رواية ساكن الضريح كاملة   بقلم ميادة مأمون    عبر مدونة كوكب الروايات  


رواية ساكن الضريح  الفصل الثالث و الثلاثون 33


 
عنفت نفسها على ضعفها امامه، ابتعدت عنه لتسرع في تحضير ملابسها دون النظر له مردفه بلا اهتمام.
– على فكره انا كمان صايمه
إندهش عندما قالتها فرح من داخلها لمجرد شعوره بانها تتخذ قدره حسنه لها لكنه نفى تقليدها الأعمى له.
– لا مش هتصومي
ما كان منها الا انها اندهشت هي الاخرى بغرابه يريد ان يصيروا غضبها من الان حتى صيامها يتدخل فيه
شذى رافعه حاجبها الأيمن.
– لا والله وده من ايه بقى ان شاء الله حاطه صيامي هتتدخل فيه يا دكتور
مالك بتحدي
-ما هو علشان انا دكتور لازم اتدخل وامنعك من الصيام يا شذى
شذى بتحدي اكبر
-ليه وانت شايفني انا كمان مسنه ولا عندي مرض مزمن يا دكتور.
اخذ مالك وحلته من الخزانه متجنبا النظر اليه غير عاليا صراخها.
– اولا انتِ لو كنت ناويه تصومي ثلاث ايام الصيام كان هيبقى من امبارح ثانياً انتِ بتاخدي علاج وليه مواعيد محدده لازم تاخديه فيها،
ثالثاً بقى وده المهم انتِ ماكلتيش امبارح كويس حتى مش اتسحرتي وعندك امتحان النهارده يعني لازم تكوني مركزه كويس جدا تقدري تقولي لي هتركزي ازاي بقى؟
ارتدت اسدال صلاتها على منامتها مستعده لتذهب و تضغط بيدها على مقبض الباب وفتحته ولكنها القت نظره لائمه وكلمات اكثر لوما عليه.
– وانت فاكر اني هقدر اركز في حاجه بطريقتك دي معايا حتى من غير طريقتك دي اطمن انا مدمره من جوايا لدرجه اني حتى النفس اللي بتنفسه مش حاسه بيه، تفتكر بقى هفكر في اكل او شرب
اغمض عينه بالم تلك الجميله تملك حزنا يجعلها كإمرأه هارمه قد اكل عليها الظهر وشرب،
لكن كيف يعيدها الى الحياه وهي تزيد من تقليل شانه وهذا ما لم يرضى به ابداً
ارتدى ملابسه على قبل ان تصعد اليه مستعداً ليوصلها الى جامعتها ثم ترجل على الدرج هابطا للاسفل متقابلا معها.
ليردف مالك بهدوء تام.
– يلا صلي الصبح والبسي وانا هستناكي في العربيه، مش هقول لك طبعاً انك تتاكدي من لبس نقابك كامل وتاخدي علاجك يا شذى.
قررت التلاعب بعقله وايغاظته، وقفت من الاعلى تناديه سائله.
-مالك
التف اليها قبل ان يبرح اخر درجه ناظرا للاعلى
– تعمل ايه لو نزلت ليك من غير النقاب
لمحت بعينيها عروق يده النافره اثر تكويره قبضته بقوه لكنه اجابها ببرود.
– هكسر لك رجلك اللي اتجرئت وخرجتك ليا من غيره يا شذى.
دبت بقدميها ارضاً معلنة عن غيظها هي لتختفي من امام نظره ويبتسم هو على دبدبتها كالاطفال بكل سهوله
❈-❈-❈
وفي تمام الحادية عشر ظهرا ترجلت خارج لجنه امتحان ها، وقفت امام بابها حائره خائفه، هي لا تعرف احدا هنا، وليست عندها الشجاعه بان تتعرف على احد،
وفي ظل تفكيرها هذا وجدت رنين هاتفها يصدح معلناً عن اتصال منه فتحت الهاتف متلهفه على الرد عليه لتهمس بصوت رقيق
-مالك.
لكم تمنى ان يقولها لها لا يوجد سواكي في قلب مالك، لكن تراجع لسانه في اخر لحظه ليقول بهدوء.
– عملتِ ايه
– مش عارفه انا حليت خلاص
– طب وخايفه كده ليه
تلفتت حولها تبحث عنها لتجده يقف في اخر الرواق يضع الهاتف جانب أذنه وعينه عليها
كانه اول يوم تقضيه طفله بالروضه بعيدا عن ابيها جرت نعم جرت وسط ذهول الطلاب من حولها، لتقف امامه قبل ان تصطدم بصدره وتلقي بنفسها بين ذراعيه
شذى بتلهف وعين دامعه.
– مالك انا كنت هموت من الرعب وانا لوحدي
صعق من تهورها هذا سحبها من يدها مبتعدا عن الانظار
– اعمل في جنانك ده ايه شوفتي عمرك واحده منتقبه بتجري زي الاطفال كده
لتهتف شذى وقد فاض بها الكيل وطفح.
-يا مالك حرام عليك بقول لك كنت هموت من الرعب وخايفه انا اصلاً افتكرتك مشيت وسبتني لوحدي ماكنتش عارفه اعمل ايه
فتح لها باب السياره ادخلها بها والتف يجلس بمكانه ليقود بسرعه قبل ان تتلف اعصابه بالكامل واردف لها بعنف
– انا مامشيتش اصلاً وفضلت مستنيكِ لحد ما تخرجي.
شذى بحب
– مش كنت بتقول انك عايز تلحق شغلك قعدت ليه
مالك ساخراً.
– اصلي خفت خفت تخرجي من اللجنه وتقفي خايفه ما تعرفيش تتصرفي زي ما عملتِ كده بالظبط خفت عليكِ يا شذى
كفايه بقى يا مالك.
صرخت بها ووضعت راحة يادها على وجهها مكمله
– حرام عليك بقى انا اعصابي تعبت من كل اللي انا فيه ده
مالك ملفتاً نظرها.
– ومين اللي بيخلق الخناق ده، مين اللي بيهين التاني كل شويه، مين اللي كل تصرفاتها زي الاطفال،
ومخلياني عيني عليها في كل حاجه وفي الاخر بتتهمني اني جبان
– انا اسفه والله اسفه إعمل اللي انت عايزه بس لو سمحت خلينا ناخد هدنه من العصبيه والخناق عشان حتى اقدر اركز في باقي الامتحانات بتاعتي.
أردف مالك بضجر.
– وبالنسبه لأمتحان النهارده
شذى بحزن.
– ما اعرفش بقى انا حليته خلاص
مالك بتحذير.
– وانا مش هقبل بانك تطلعي بماده يا شذى
صمتت وأشاحت وجهها للجهه الاخرى بحزن ليكمل هو محاولا تهدئه نفسه قبلها وتحفيزها على المذاكره
– ولو نجحتِ في الترم ده من غير مواد ليكي عندي هديه حلوه
مازالت على جلستها ولم تلتفت اليه لكنها همست.
– مابقتش عايزه حاجه غير اني اعيش يومين من غير شَدة الأعصاب والخناق ده، انا بجد تعبت يا مالك،
كادت تفتح باب السياره عندما توقف امام المنزل الا انها تفاجئت بإمساكه ليها، استدارت له دون ان تتحدث.
اخذ نفسا عميقا قبل ان يحدثها ليزفره براحه مردفا لها.
– انا كمان تعبت احنا فعلا لازم ناخد هدنه بس معلش استحمليني يومين الامتحانات دول كمان لحد ما يخلصوا بعدها هترتاحي مني فتره كويسه
– قصدك ايه
– انا قدامي عشرة ايام واسافر عشان المؤتمر الطبي وهقعد بره حوالي خمسة عشرة يوما اظن ان ده وقت كافي عشان تقدري ترتبي افكارك وتريحي اعصابك وتريحيني معاكي يا شذى
نفضت يدها من يده ورفعت وشاح وجهها ليرى سيلاً من دمعها على وجنتيها المقتذتان باللون الاحمر وهمست له
– انت فاهم أني كده اعصابي هترتاح يا مالك.
مد يده وانزل وشاحها على وجهها مره اخرى وضع يده على عجله القياده ضاغطا عليها بشده ناظراً للامام
– على الاقل هترتاحي من عصبيتي عليكِ يلا انزلي وادخلي نامي لك شويه وبعدها ابقي قومي ذاكري
سحبت حقيبتها وتركته وذهبت نحو باب المنزل تدقه متذكرة أنه يتبعها، لكنها تفاجات بانه قد ادار محرك السياره مره اخرى واستعد للرحيل
فتحت والدتها الباب، وقذفت لها بيدها حقيبتها واتجهت نحوه قبل ان يرحل
شذى سريعاً
-استنى يا مالك.
مالك ملفتاً لها.
-نعم عايزة حاجة
إنحنت برأسها أمام نافذة السيرة لتنظر له.
-إنت رايح فين.
ليصيح مالك بعصبية.
-أتعدلي ماتوطيش كده في الشارع.
اعتدلت بحزن و وقفت بجانب السيارة حين رأته يفتح بابه وينزلق من على مقعده، لائماً نفسه على تعصبه عليها وذهب لها سريعاً.
-ممكن ماتبقيش توطي كده في الشارع تاني
-الله كنت عايزة أكلمك.
-كنتي عايزة حاجة يعني
هزت رأسها يميناً و يساراً، و وقفت متلعثمة تفرك أصابعها في بعضهم.
ليرأف هو بحالها ويهمس لها.
-طيب أنا رايح شغلي وهارجع قبل المغرب بأمر الله، يلا ادخلي بقى ولو عوذتي حاجة إبقى كلميني.
اومئت له براسها ودلفت داخل البيت متخطيه والدتها التي ما زالت تقف تراقبهم وعندما تخططها اشارت له بيدها متسائله بمعنى
– في ايه
رفع كتفاه ومط شفتيه السفلى لها بمعنى انه لا يعلم ثم اشار لها بالسلام واستقر سيارته وسريعا ما رحل.
❈-❈-❈
اغلقت ماجده بالمنزل واتجهت خلف ابنتها التي تصعد الدرج سريعا لتوقفها
– استني يا شذى مش تقولي لي عملتِ ايه في الامتحان
وقفت على الدرج ناظره لها لترد عليها وتسالها بنفس الوقت.
-الحمد لله يا ماما هو مالك مشي
-اه مشي يا حبيبتي اطلعي غيري لبسك وانزلي كلي حاجه.
– لا انا هنام شويه هي خالتو فين
– في المطبخ انزلي سلمي عليها واقعدي معانا شويه وبعدين ابقي نامي زي ما انت عايزه.
أومئت لها براسها مؤكده
– طيب يا ماما انا هنزل لكم كمان شويه
صعدت الدرج سريعا واتجهت والدتها للداخل حيث شقيقتها
كانت جالسه كعادتها تحضر الطعام وعندما ولجت عليها شقيقتها سالتها
الحاجة مجيدة.
– ها رجعوا
ماجدة نافية.
– لا دي شذى بس اللي دخلت وطلعت اوضتهم مالك مشي تاني بالعربيه
– تلاقيه رجع المستشفى تاني وهي عملت ايه في الامتحان.
-بتقول الحمد لله، بس مش عارفة مالها زعلانة ليه
-ياختي هي من إمتى بنتك دي بان عليها فرح، إلا ما شوفتها مرة بتضحك، ربنا رزقها بجمال البنات كلها بتحسدها عليه وهي عاملة زي البومة.
-على فكرة بقى الله يسامحك.
قالتها شذى الوقفة على الباب تستمع إلى حديثهم.
ضحكت الحاجة مجيدة مشاكسة لها.
-هايسامحني على ايه ولا ايه بس، دا كفاية إني بليت الواد الغلبان بيكي.
شذى بحزن.
-كده برضو يا خالتو يعني أنا بلوة
-أه وبلوة كبيرة كمان، تعالي اقعدي هنا يا بت انتي
جلست بجوارها تفصص معها حبات البزلاء، لتكمل خالتها.
-ها مالك زعلك في ايه النهاردة؟
بكل سلبية أجابتها.
-عادي بقى يا خالتو أنا أخدت على كدة خلاص.
نفخت الأخرى بنفاذ صبر.
-أنطقي يا بت ماتطلعيش روحي معاكي.
شذى باحباط
-انا بجد تعبت من عصبيته دي تصوري اني لما خرجت من الامتحان كنت هموت من الخوف وانا لوحدي
ولما لقيته مستنيني فرحت وجريت عليه عارفه عمل ايه اول ما وصلت له
الحاجه مجيده مبتسمه لها
-عمل إيه يعني ضربك.
– لا جرني من ايدي وراه زي المعزه وحدفني جوه العربيه وقعد يزعق ويقول لي،
فاكره نفسك طفله ولما وصلنا هنا بكلمه من شباك العربية لقيته بيزعق ثاني ويقول لي ما توطيش في الشارع كده
التفتت ماجده من امام الطاهي وهتفت
– ومش واخده بالك ان دي غيره يا شذى
شذى منتبهه الى والدتها
-غيرة ازاي يا ماما بس.
اردفت خالتها مؤكده بمثل شعبي قديم.
– زي الناس يا روح….. قال اللي ما يشوفش من الغربال يبقى اعمى يعني يعمل لك ايه اكثر من كده عشان يثبت لك انه غيران عليكِ،
يحطك في صندوق ويقفل عليكِ عشان تصدقي.
شذى بإنهيار.
– مش عايزاه يغير عليا عايزاه يبطل عصبيته دي كل شويه يا خالتو
خالتها ضاحكة.
– والله خايبة مش عارفه مصلحتك فين دا الغيره اساس الحب يا عبيطه.
❈-❈-❈
اصدرت الحاجة مجيدة امرها للجميع بأن يلتفو حول مائدة الطعام،
لم تأكل اي منهم شئ، حتى يستأنس بهم في افطاره، و ها هو يحضر من المسجد، بعد أن صلى صلاته مع ابيه.
كانت تجلس بجواره ساكنه تماماً، تعبث في طبقها و لم تأكل شيئاً، لاحظ هو هذا و همس لها…
-مابتكليش ليه؟
فرحت لأهتمامه بها، رفعت عيناها من علي الصحن ملتفته اليه،
لتراه يأكل بشراهه ولم ينظر إليها، لتهم بالوقوف من علي مقعدها بوجه عابث، هامسة بكلمه واحدة…
-شبعت
امسك يدها قبل أن تقف، مجبرها على الجلوس مره اخرى، مائلاً برأسه نحوها قليلاً.
-مش قولتي ان احنا في هدنه، وانا وفقت عليها، خلصي طبقك كله و هاجبلك حاجه حلوه.
لمعت عيناها بفرحه أخيراً، و علت ثغرها ابتسامه لطيفة، التفتت الي صحنها لتجده قد بدله لها باخر ممتلئ بكل انواع الطعام،
كما قطع لها قطعة اللحم، و أشار لها عليه أمراً….
ماتقوميش غير لما الطبق ده يخلص.
-بس دا كبير قوي.
-و انتي في اليومين دول خسيتي قوي، يا ريت بقى تاكلي عشان ماتبقيش رفيعة.
واذا به يلقى داخل اذنها بكلمة احمرت وجنتيها، و هو يقف من جانبها، دون أن يسمعه احدهم.
-احم انا مش بحبك رفيعة.
في غضون ثواني كانت قد انهت طبقها بالكامل، لدرجة ان وجهها قد احمر بالكامل.
❈-❈-❈
جلس مع ابيه على الاريكة الخشبية يحتسون الشاي، و يتحدثون سوياً، بينما جلسو الشقيقتان يتابعان التلفاذ، أما عنها هي فكانت تنظف الصحون بغرفة الطعام، ليلاحظ هو عدم وجودها، و يذهب اليها.
مالك واقفاً عند الباب
-شذى انا رايح اصلي العشا، لو سمحتي عايز لما ارجع الاقيكي صليتي و قاعدة بتذاكري بره.
شذي بأبتسامه هادئة
-حاضر
ابتسم لها و ذهب من امامها، لتلتفت هي الي ما بيدها و تكمله.
و بعد وقتٍ ليس بقليل كانت جالسه على الاريكة، مفترشة علي الطاولة الصغيرة بعض الأوراق، و منحنية عليها تمسك بيد هاتفها و بيدها الاخري قلم.
جلس هو بجانبها بعد أن عاد، ليضع امامها حقيبة صغيرة بها بعض انواع الشيكولاته.
فتحتها و امسكت ما فيها بفرحة كبيره، و بدون اي مقدمات ارتمت على صدره و عانقته مقبله وجنته كالاطفال.
ليتفاجئو بفعلتها و ينظرو الي بعضهم بفرحة، لتهتف والدته بمشاكسة.
الحاجة مجيدة
-ليكم أوضة تعملو فيها الحاجات دي، بلا قلة أدب.
لترد شقيقتها بلطافة
-الله ماتسيبي العيال يضحكو شوية مع بعض يا مجيدة هما عملوا ايه يعني، بت يا شذى هو مالك جايبلك ايه، هاتي حته.
شذي ناظرة إليهم بشر
-لاء مالك جايبهم ليا انا بس، و ماتركزوش معانا بقى من اول الليلة الله يبارك لكم.
فتح هو جهاز حاسوبه و قرر ان يشغل نفسه به بعد أن قبل رأسها و ابعدها عنه برفق، متابعاً مشاكستهم معاً، ويرى أيضاً وجه ابيه الواجم.
مجيدة بأسف
-حسرة عليا، الا ما دخلت على امك بحتة شيكولاته واحدة، لكن الأميرة شذى تجيلها شنطة مليانه مش كده.
مالك ملفتاً نظرها
-قللي انتي بس السكر اللي عندك و انا اجبلك اللي انتي عايزه يا سكر.
أسرعت ماجدة خاطفة واحدة من الحقيبة و همت تجري من أمام ابنتها على الدرج بضحك.
-طب انا بقى ماعنديش سكر، و هاخد واحدة يعني هاخد ههههههه.
قفزت شذى من علي الاريكة، تجري خلفها و سقط حجاب رأسها من عليها لينسدل شعرها على ظهرها امامه،
لتعم المنزل فرحه غريبة و تعلو به أصوات الضحكات.
شذي بشراسة
-و كمان اخدتي اكبر واحدة، طب والله يا ميمي ما هاسيبك.
هتفت مجيدة بضحك وهي جالسة مكانها
-شاطرة يا بت يا ماجدة، كليها كلها و ماتسبيش ليها حاجة يا بت.
التفتت شذى إليها عابثه
-اخ ياني منك انتي يا ماري اروح منكم فين بس يا اخواتي.
همت ماجدة بفتحها، لتلتهمها و هي تصعد الدرجات قائله بفم ممتلئ
-هاكلها كلها.
للتتعثر في اسدالها و تسقط على الدرج في مقابلة ابنتها التي اسندتها منفزعه عليها بصرخة
-يا لهوي ماما الحقني يا مالك.
ماجدة متئلمة
-اه ماتخفيش يا شذى، انا كويسة.
مالك منحنياً عليها
-خالتي انتي كويسة بجد قومي اقفى كدة.
اتكأت على قدمها و همت بالوقوف مستنده على راحة يده، لكنها تألمت قليلاً.
-الظاهر ان رجلي اتجزعت طلعني اوضتي يا مالك.
مالك نافياً ناظراً الي قدمها
-اوضتك ايه بقى، البسي نقابك يا شذى و حصليني على العربية.
جرت شذى سريعاً للأعلي هاتفه بخوف
-حاضر حاضر.
ماجدة بعدم فهم
-هاتوديني على فين، انا كويسة.
مالك بضجر و هو يحملها
-بلا كويسة بلا ني… بقى، انتو ايه مابتعرفوش تفرحو ابداً، من غير ما يحصل حاجة.
همت الحاجة مجيدة بالذهاب خلفه و هي تلف حجابها
-محسودين و النبي يا ابني والعين علينا، مش مكتوبلنا نفرح ابداً.
اجلسها مالك على مقعد السيارة الأمامي مستغفراً
-استغفر الله العظيم واتوب اليه، انتي رايحة على فين انتي كمان، ادخلي جوه لو سمحتي يا أمي.
الحاجة مجيدة مزيحة يده فاتحه الباب الخلفي للسيارة
-وسع يا واد انت من سكتي، انا مش هاسيب اختي يا حبيبي.
ترجلت الصغيرة سريعاً على الدرج مرتدية نقابها، لتتقابل مع ذلك الكهل الكاره لها بالأسفل، ليقذفها بكلماتٍ صاخبه.
الشيخ حسان
-عمرك ما هتبقى مصدر سعادة ليه ابداً، هاتفضلي دايماً مصدر تعبه و حزنه.
سالت دمعاتها و رمقته بنظرة كارهه، وغادرت المكان سريعاً، و هي تبكي بشدة.
❈-❈-❈
أخذها الي المشفى، و عندما وصلو الي هناك كان الألم قد تملك منها و ازداد ورم قدمها، ليأمر هو العاملين بأخذها الي قسم العظام
وبحث عن الطبيب المختص، و الذي يدعي بالدكتور عبد الرحمن الفولي.
هو راجل بأواخر العقد الرابع من عمره، ولكن من يراه يحتسبه شاب ثلاثيني، نظراً لجسده الرياضي و وجهه ذو الملامح الوسيمة.
العجيب انه انجذب الي عين ماجده من اول نظره، كما ابتسم جداً علي حيائها، و خجلها منه،
فكلما أراد الكشف على قدمها، اسدلت طرف اسدالها عليها ناظره الي ابن اختها بخجل.
سألها الطبيب بعض الأسئلة من ضمنها، كان السؤال الذي لا يعجب النساء دائماً.
دكتور عبد الرحمن
-عندك كام سنه يا مدام ماجدة.
ماجدة ناظرة له شرزاً
-خمسة و أربعين سنه.
دكتور عبد الرحمن بضحك
-بس شكلك أصغر من كده على فكره، ثم وجه حديثه لمالك،
-لازم نعمل اشاعه على رجليها يا دكتور، شكله كسر مضاعف انتي وقعتي ازاي.
لم تخبره او حتى ترفع عيناها له، و ازداد احمرار وجهها لتخفض رأسها موارية عيناها منه.
اردف مالك بدلاً عنها ضاحكاً
-كانت طالعه السلم بتجري و هي بتاكل شيكولاتة فوقعت من عليه.
صفعه قوية أخذها على يده منها، لتأدبه و هي تهمس له
-اسكت يا ولد انت.
الدكتور عبد الرحمن ضاحكاً على خجلها
-طب هو يعني ماكنش ينفع تاكليها و انتي قاعدة، السن برضو ليه حكمه.
اردفت ماجدة هامسه لمالك بعد أن أعطاها ظهره
-ايه قلة الذوق دي، في حد يقول كده لواحدة ست.
مالك ضاحكاً
-الله ما هو الراجل برضو معاه حق.
ماجدة مغتاظة منه
-كسر حقه على حقك، و الله يا مالك لقول لمجيدة عليك، استنى عليا بس اما رجلي تخف دي بتوجعني اوي.
مالك مبتسماً لها
-ههههه معلش بقى يا ميمي ما هو السن ليه حكمه و العضمه كبرت برضو.
ماجدة مشتعلة من الغيظ
-كده يا مالك والله لوريك بس اما نروح.
لتشهق بخضه عندما اتاها صوت الطبيب من خلفها.
دكتور عبد الرحمن
-يلا عشان نعمل الاشعة.
مد مالك يده مدخلاً بعض خصالها الناعمه المتمرده داخل حجابها، لتقوم هي بعدله،
و إذا به يبتعد عنها و يتركها للممرض ليزج المقعد الجالسه عليه للخارج.
نظرت هي له برجاء الا يتركها وحدها، فوقف بجانب والدته و زوجته، رافعاً كفيه لها بعلامة الاستسلام.
❈-❈-❈
أخذهم وجلسو بأنتظارها في مكتبه، حتى تأخذ زوجته راحتها، و ترفع نقابها عن وجهها
الممتلئ بالدموع.
جلست بجوار خالتها، والتي بدورها امالت رأسها على صدرها تربت عليها بحنان.
الحاجة مجيدة مطمئنة
-ماتخفيش عليها يا شذى ماما هتبقى كويسة يا حبيبتي.
شذي موجهه حديثها الي زوجها
-انتو لقيتو في رجلها ايه يا مالك؟
مالك بجدية
-رجلها اتكسرت يا شذى و الدكتور بيعمل ليها إشعة عشان يعرفو الكسر فين بالظبط.
شذي ببكاء
-يا حبيبتي يا ماما.
مالك بهدوء
-ممكن تبطلي عياط وتقعدو هنا لحد ما اخلص انا و هي و هاجي اخدكم تاني.
شذي نافية
-لاء خدني معاك ليها.
مالك بأمر
-لاء اقعدي هنا، و مش عايز كلام كتير سيبيني اشوف شغلي بقى.
و هنا تدخلت الحاجة مجيدة قبل أن يحتد الأمر بينهم
-خلاص يا مالك انا هاقعد انا و هي هنا لحد ما الاشعة تطلع و بعدها هانروح ليها.
اجلستها مرة اخري بجانبها، ليومئ هو برأسه لهم، و يتركهم و يذهب.
❈-❈-❈
ذهب إلى قسم الأشعة، حيث كانت قد بدئت بالفعل عملها، و وقف رافعها امامه يشاهد ما بها، ليجد الكسر مبين في كاحل القدم اليمني.
فاشار للدكتور عبد الرحمن بجدية
-كسر مضاعف في الكاحل.
ليردف الطبيب ايضاً
-هاتحتاج لجبيرة من الجبس لمدة واحد و عشرين يوم.
مالك موافقه الرأي
-تمام، احنا مستنين ايه.
ابتسم مالك له و هتف
-طب اتفضل حضرتك معايا و انا هاعرف اتصرف معاها وانتو بتعملوا ليها الجبيرة.
الدكتور عبد الرحمن بخجل
-هي اختك يا دكتور مالك؟
مالك ناظراً له ضامماً حاجبيه
-لاء يا دكتور هي خالتي و ام زوجتي.
ظهرت ملامح الحزن على ملامح الطبيب، الذي احنى رأسه و اردف
-متزوجة.
مالك مبتسماً له
-ارملة.
عادت الابتسامه الي وجهه مره اخرى، ونظر اليه فرحاً
-كده شكلنا هيبقى لينا كلام تاني مع بعض في الموضوع ده يا دكتور.
دلفو إليها ليجدها تبكي متألمة في صمت.
مالك رابتاً على كتفها امامه
-ايه يا ميمي الجميل زعلان ليه.
وكأنها وجدت طوق نجاتها أمسكت يده متشبثه به
-مالك الحقني تعالي شوف الراجل ده عمل في رجلي ايه، من ساعة ما عملي الاشعة وهي قايدة نار.
جحظت عين الدكتور عبد الرحمن ورفع لها حاجبه الأيمن هاتفاً
-حرام عليكي يا شيخه، هو انا لسة جيت جانبك، عشان تتبلي عليا كده.
ماجدة ضاممه حاجبيها هامسة لمالك
-ايه يا اخويا البلاوي دي.
مالك بضحك
-هههههه انا عارف يا اختي.
reaction:

تعليقات