رواية قانون آيتن كاملة بقلم داليا أحمد عبر مدونة كوكب الروايات
رواية قانون آيتن الفصل الثلاثون 30
امسك بمفاتيح سيارته بسرعة .. ثم خرج من الشقة بأسرع ما يمكن. بقدر الإمكان.. حمد ربه أن هاتفها كان متصل بنظام التتبع لديه، فاتصل بسيف سريعاً وأخبره ما حدث ليحاول أن يصلا إلى مكانها بأسرع وقت.
رن هاتفه، رد بخوف:
-ايه يا سيف..عرفت هي فين بالظبط؟..
أغمض سيف عينيه برعب عندما اتاه خبر سيء، قائلا بشك:
-حمزة جالي خبر بيقولوا ان فيه حادثة على الطريق عربية مشيت بسرعة جنونية و اتصدمت في حاجة وشكلها هتولع
صرخ حمزة بعصبية شديدة :
-عربية ايه اللي هتولع…بسرعة يا سيف…بسرعة اتصرف
-انا بعت قوة..وانا وراهم اهو..قربنا نوصل..لو وصلت انت قبلنا اوعي تعمل حاجة..اوعي تتهور فاهم
وصل حمزة إلى ذلك المكان .. بدا مرعوبًا وقلبه مفزوع .. ليجد عدة أشخاص على الطريق الصحراوي .. وهناك وقفت سيارة أجرة أعلى التل، اشتعلت النيران في مقدمة السيارة ولم يستطع أحد الاقتراب منها… ولا يريد أحد مساعدتها !
فالكل يخاف على نفسه
سارع للركض بأسرع ما يمكن نحو سيارة الأجرة .. ولكن بدت صرخة قوية حوله أوقفه أحدهم بقوة قبل أن يقترب من السيارة:
– انت هتعمل ايه يابني؟؟ هتضيع نفسك مش وقته شهامة !
دفع الرجل بعنف ، وتجمع بعض الرجال حوله بعضهم من يحاول منعه وبعضهم من يستهزئ به :
-التاكسي هيولع كده خلاص، والنار هتزيد في باقي التاكسي
يا الهي لا يوجد اي تفكير تماما، فحياتها مقابل أن يفكر ثانية ، قفز نحو السيارة الأجرة وأخذ معدن حديدي ليكسر به زجاج السيارة من الخلف .. فالسيارة كانت مغلقة من الجانبين فلا يستطيع فتحها، وما أن كسر الزجاج الخلفي، حتى بدأت النار بالاشتعال أكثر ليسرع نحو الباب الذي لم يصله النار بعد ولكن السيارة مغلقة جيداً والرائحة حتى لو لم تصلها النيران ولكن يبدو أنها فقدت الوعي من الاختناق، فحملها بسرعة واسرع بعيداً ليأتي سيف في ذلك الوقت، وهو يركض بعنف وعيناه تلمع بالدموع والرعب .. فساعد بأخذهم بعيدا… ليسمعوا بعضها صوت انفجار قوي بالسيارة..
أغلق عينيه بشدة وعانقها…في هذه المرة بكى…كان يبكي بشدة وهو يحمد ربه أنه استطاع إنقاذها .. وسيف بجانبه يحاول أن يفعل شيء …. ليسرع قدوم سيارة الإسعاف..ظل يحاول سيف إيقاظها … حتى جاء المسعفون … فقام وحملها باتجاه سيارة الإسعاف..
_________
في الفندق
كانت تجلس مع هاني وهو يتابع عمله، ليأتيها مكالمة من منة تخبرها بما حدث لايتن..فاسرعت تلتقط حقيبتها بخوف
اقترب هاني منها ليسألها بقلق:
-في ايه ؟
خديجة بإنهيار :
-ايتن عملت حادثة
اخذ مفاتيح سيارته بسرعة وهو يقول بقوة:
-يلا هنروحلها حالا
نظر إليها منذ ركبت السيارة وهي علي تلك الحالة، تبكي بصمت وهي تردد إسمها..
ربت علي كتفها وهو يقول بنبرة حانية:
-متخافيش يا حبيبتي هتبقي كويسة
خديجة بخوف:
-يارب..هي مش صاحبتي هي اختي.. الوحيدة اللي حسستني يعني ايه اخت بجد مش زي اخواتي اللي مجرد اسم علي الفاضي
جذبها لتستند رأسها علي كتفه وهو يربت علي شعرها، قائلا برقة:
-متقلقيش..ان شاء الله حادثة بسيطة
نظرت إليه بتأمل:
-ياااارب
___________
دخل حمزة وسيف غرفة ايتن .. كانت نائمة و شاحبة جدا .. بدا وجهها متعبا ..
أخبرهم الطبيب أنها أخذت شيء يفقدها الوعي والاختناق زاد عليها، اقترب منها سيف، جلس على مقعد بالقرب من سريرها وامسك بيدها.. تحدث بنبرة حزينة:
-مش عايزك تسيبني بعد ما لقينا بعض … مش هقدر استحمل بعدك عني تاني والله…
نزلت دمعة من عين حمزة ثم قال بصوت متحشرج:
-متقلقش هي هتبقى كويسة يا سيف وهتفوق
سيف بخوف وهو يتذكر ما حدث:
-لولاك كان زمانها..
قاطعه حمزة بسرعة:
-بعد الشر عليها…هي كويسة وربنا كاتبلها عمر…هي مكنش ينفع تسيبني اصلا
سأله سيف باستغراب:
-مخوفتش على نفسك؟؟
رد حمزة بتلقائية :
-لو كان حصلها حاجة انا مكنتش هسامح نفسي لحظة ان كان بأيدي انقذها وفكرت حتى !
لم يستطع أن يتخيل أنه يمكن أن يفقدها ..
ابتسم سيف بسعادة لحب حمزة لايتن .. قبل جبهتها برفق ثم خرج لتستريح .. وطلب من حمزة أن يستريح هو الآخر فما مروا به صعب للغاية.
بعد مرور وقت …
اقترب حمزة من مقعدها ولف ذراعيه حولها على جانبي السرير.. بينما جلس على السرير بجانبها .. دفن وجهه في رقبتها وهو يغمغم لها بصوت مرتجف:
-ان شاء الله مش هيحصلك اي حاجة تاني وانا معاكي..
أزاح خصلات شعرها الناعمة بجانبها .. ليجدها تنتفض قليلاً فسعلت بشدة وهي تسحب الهواء إلى رئتيها .. فابتعد قليلا ليجدها فتحت عينيها الخضراء، وناظرته ببكاء مكتوم :
-حمزة
وكأن صوتها أراح قلبه المتعب، فلم يقاوم جذبها إليه ليضمها نحو صدره:
-قلب حمزة
تمسكت به، فرفعت وجهها الشاحب إليه، و عيناها تبرق بشدة نحوه بإستغراب:
– أنا فين كده ؟ هو حصل ايه…انا اخر حاجة فاكراها كانت السواق..
-انتي اللي لازم تحكيلي حصل ايه
قصت عليه ما حدث وهو أيضا..وبداخله غضب شديد للشخص الذي وراء هذه الخطة..التي كانت تؤدي إلي موتها
همست ايتن بعيون دامعة:
-ماكنتش أتخيل في يوم ان حبك ليا يوصل لدرجة انك تلغي تفكيرك وتجازف بحاجة زي كده…مخوفتش تتأذي يا حمزة
احتضن وجنتيها قائلة بنبرة اجشة:
-الأذى اللي بجد ان أنتِ متبقيش في حياتي
ليردف بتحشرج:
– والله ما كان هيبقى ليها معنى من غيرك
لمعت عيناها قائلة :
-بحبك
لاحظت صمته لترد بتذمر ناعم:
– الناس بتقول وانا كمان على فكرة؟
رفع حاجبه بدهشة:
-وأنتِ في المستشفى كده؟
هتفت ايتن بشك:
-مش عجباك يعني ؟
غمز لها بضحكة عابثة:
– زي القمر
ايتن بغرور:
-عارفة عارفة
همس بخفوت:
-في عينيا انا بس
ضربته علي كتفه وهي تهتف بإعتراض مضحك:
-يا رخم
تأوه وهو يبعد يداها، قائلا باستسلام:
-بهزر خلاص.. أحلى واحدة في البنات اصلا
دلفت خديجة وهاني إلى الغرفة بلهفة، وهي تركض نحو آيتن بقلق:
– ايتن… حبيبتي أنتِ كويسة ؟ حاسة بحاجة
– أنا كويسة يا حبيبتي متقلقيش خالص
دمعت عيناها قائلة:
– ماصدقتش لما سمعت الخبر
لتردف خديجة بنبرة متحشرجة :
-حقيقي أنتِ أحلى حاجة في الدنيا عندي.. صاحبتي اللي بموت فيها وتقريباً عمري ما اعتبرتك صاحبتي خالص… دايما بقول عليكي اختي اللي ربنا عوضني بيكي
ابتسمت ايتن بتأثر:
– حبيبتي يا ديچا..حقيقي ماشوفتش في حنيتك ولا في خوفك عليا، حبي ليكي كل يوم بيزيد وعمره ما هيتغير ولا عمر الزمن هيغيره…
ردت خديجة بثقة:
-أنتِ اجمل اختيار في حياتي
قاطعها هاني متأثراً:
– بعد اختيارك ليا طبعا
قهقت خديجة بضحكة :
– غيور أوي بجد
دلفت منة و وئام في ذلك الوقت معاً، فقد التقيا أمام بوابة المستشفى عندما أخبرتها منة ما حدث لايتن:
– تونة حبيبة قلبي… سلامتك
اقتربت منها وئام بقلق :
– ألف سلامة عليكي يا حبيبتي…آيني طمنيني عليكي
– الحمدلله يا حبايب قلبي انا بخير
– أن شاء الله اللي يكرهوكي بجد وأنتِ لأ
– تسلمي يا منوش
بعد مرور وقت قصير، طلبت وئام التحدث مع حمزة بمفرده، وقصت عليه ما سمعته..قال حمزة باندفاع :
– كانوا عايزين يموتوها !!!
– اللي فهمته أن رهف مكنتش تعرف كل ده، التخطيط الأساسي لافنان…بس طبعا رهف شاركت في أول مرة
– اوعي يكونوا شافوكي بس أو خدوا بالهم
– لا لا اطمن محدش شافني، انا عرفت اسجلهم كمان
– برافو عليكي يا وئام…ابعتيلي بقى التسجيل ده .. واسمعي اللي هقولك عليه ده لازم يحصل … افنان انا هعرف اتصرف معاها…لكن رهف بقى عايزك تركزي معاها الفترة دي اوي..فترة غياب ايتن عن الشغل..هيخلي رهف تعمل اي تصرف من اللي ايتن محذراها منه ..حاولي تركزي كويس معاها…اظن انتي فاهماني
– حاضر متقلقش..
– اللي زي دول وراهم حد بيخطط…مستحيل بنتين يعملوا كل ده لوحدهم وحتى لو افنان بس … افنان وراها حد وانا هعرف و وقتها هخليها تندم عمرها كله انها فكرت تعمل كده
– منهم لله بجد … ربنا ينتقم منهم ونخلص منهم
___________
في المساء
سأل حمزة بشك:
-الحادثة دي بفعل فاعل..معرفتش التاكسي بتاع مين؟
هز سيف رأسه بنفي:
-التاكسي طلع مسروق
-سيف انا عايزك تخلي حد عينه على افنان…زميلة ايتن في الشغل
سيف بفضول:
-انت شاكك فيها؟؟
-انا متأكد…بس عايز اعرف مين وراها
– حاضر
______
في اليوم قبل الأخير من خروج ايتن من المشفي
زفر حمزة بضيق:
-ايتن بجد انا آسف كان عندي حاجة بس بعملها…كنت بحاول اوصل لمين تبع الحادثة المدبرة دي
عقدت يديها امام صدرها:
-طيب
حمزة بتمعن:
-يعني مش زعلانة
ادارت رأسها قائلة :
-خلاص يا حمزة
ضحك قائلا :
-يبقي زعلانة..بس ممكن بعد دي هتصالحيني
فتح العلبة المربعة الأنيقة من خلف ظهره وأخرج منه كيك بالشوكولاتة أخبرته في الصباح أنها سئمت من تناول الطعام في المستشفى والعلاج .. أرادت أن تأكل الشوكولا التي تحبها ، وهمست بامتنان:
– شكرا يا حبيبي… لازم تدوقها بقى معايا
اقترب منها وجلس بجانبها، رسم ابتسامة عريضة على وجهه واقترب منها قائلا بنفي:
- انا مش بحب الشوكولاتة أوي يعني
ساعدها لتعتدل، وأحاط خصرها بذراعه ، وبالأخرى وضع الطبق أمامها , التقط ملعقة وبدأ في تحطيم القطعة الهشة بالكيك التي تغطي الشوكولاتة التي تحبها وشاهدت الشوكولا الداكنة تسيل من منتصف الكيك.. نظرت إليه بدهشة معترضة:
– بس انا بحبها
ابتسم ورفع الملعقة التي كان يقطر منها سائل الشوكولاتة الكثيف وأعطاها الملعقة في فمها تتذوقها بنهم:
– كفاية أنتِ في حياتى هعمل بيها إيه؟
ليردف بغمزة عابثة:
-وبعدين هو في مِسكرة تاكل حاجة مسكرة شبهها برضو؟
ابتسمت له بحب هامسة بدلال:
– بموت فيك والله
-وأنا بعشقك اصلا
وصلوا إلى منتصف القطعة، فسألته مرة أخرى :
– طب ايه مش هتجرب؟
قال بعبث :
– ممكن بس هاكلك أنتِ
نظرت إليها بدهشة ، ثم لكزته برفق على كتفه .. وسقطت بقايا شوكولاتة حول فمها وهو يمدها بالملعقة .. صاحت آيتن ضاحكًة:
– مرح يا حبيبي ماشاء الله…بس انا كنت بتكلم بجد..
انقض على شفتيها ، يأكل الشوكولاتة التي تراكمت على أطراف فمها وذقنها .. بقيت متجمدة في مكانها وتجمد جسدها نتيجة تلك المفاجأة .. رمقته بدهشة .. أغلقت عينيها بخجل، ليهمس بنبرة خشنة :
– وانا مابهزرش أصلاً…
صاحت بغضب:
-انت بتستغل اي فرصة وخلاص
حمزة ببراءة مصطنعة:
-الله..ما أنتِ عزمتي عليا اجربها
ايتن بارتباك:
-قصدي تاكل الكيك، مجبتش سيرة انك تبوسني خالص
ضحك حمزة قائلا بمرح:
– قولت ادي الشوكولاتة فرصة بقى، وبصراحة عجبتني
ثم امعن النظر في عيناها وببطيء اقترب من فمها بشفتيه..مقبلاً شفتيها بهدوء ونعومة..
-شكلي دخلت في لحظة غلط
التفت حمزة وايتن إلى سيف الواقف علي الباب يناظرها بتنحنح، ابتعدا كلاهما عن بعض بإرتباك وحرج وهي تلتقط أنفاسها بصعوبة..فتلونت وجنتيها بحمرة الخجل..فقهقه حمزة بداخله..ثم رمي نظرة ساخطة بوجه سيف وهتف:
– هادم اللذات زي خطيبتك
قهقه سيف بشدة وهو يقترب نحوهم..ثم سحب ايتن لحضنه..فإبتلعت ريقها بخجل
ثم همس بخبث وإستفزاز بعد ان لمح ضيق حمزة:
-هو انا يعني حضنت حد غريب..ده انا حضنت مراتك
توسعت عيناها بذهول من كلام أخيها المجنون.. فدفع زوجها.. سيف عن حضنها، ممسكا اياه من ياقة قميصه يجذبه ليعيده للحائط قائلا بغضب:
-ما تحترم نفسك ايه حضنت مراتك دي..ما تقول اختك..ولا هي قلة أدب وخلاص
قهقه سيف قائلا بإعتراض:
-لا وحياة اهلك..دي اختي يعني انا ليا فيها اكتر ما لكَ انت
ضحكت ايتن قائلة :
-قلبك ابيض يا ميزو خلاص…بيهزر
قهقه سيف عاليا وهتف بعد ان ابعد قبضة حمزة عن قميصه:
-ينفع كده بوظلتي الجاكيت..انا كنت بهزر يا جدع
-تستاهل
_______
بعد خروج ايتن من المشفي بعدة أيام…
في منزل منة
التقطت منة هاتفها لتجد رسالة قصيرة من سيف :
“عيد ميلاد لؤي اخويا بكرة في الاوتيل اللي بتشتغل فيه ايتن..هستناكي بكرة الساعة 10 بالليل”
تمتمت منة بتذمر:
-انت فاكرني هاجي بجد..لا بس هو وحشني برضو..انا ماليش في حوار التُقل ده اوي..منك لله يا حمزة هتطير الراجل من ايدي
___________________
في صباح اليوم التالي
بعد انتهاءها من ارتداء ملابسها..أعطاها ملف فسألته باستغراب:
-ايه ده؟
حمزة وهو يفتح الملف:
-الـReport اللي كان لازم تخلصيه
ايتن بدهشة :
-أيوة مين عملوا؟
اجابها بتبرير:
-خليت “سلوى” موظفة معانا في الشركة بتشتغل نفس شغلك تعملهولك..طبعا قصاد شغل اعديهولها
اتسعت حدقتيها بذهول:
-بجد يا حمزة؟ انت فعلا عملت كده عشاني وخليتها تخلص شغلي
ضحك حمزة قائلا :
-اه مالك مستغربة كده ليه ؟
ايتن بسعادة غير مصدقة:
-لا بس مفيش راجل يعني بيساعد مراته في شغلها..ويخلص شغلها المتأخر..وهي تعبانة
رفع حاجبه مبررا:
-عشان مينفعش حبيبتي تروح الـ Meeting المهم ده وهي مخلصتش شغلها…و اللي معروف عنها..انها نشيطة وشاطرة في شغلها
ايتن بنبرة متيمة:
-حمزة…انت اجمل وانضف راجل ممكن اي واحدة تقابله في حياتها..وانا محظوظة عشان الراجل ده متجوزاه انا
احتضنته فبادلها ذاك الحضن بقوة وكأنه يريد ادخالها في جسده الصلب..ابتسمت وهي تستنشق رائحته الرجولية..
_____________
في المساء
في الفندق
خلعت ايتن نظارة منة، قائلة:
-منوش هجرب النضارة بتاعتك
منة بتذمر :
-ايتن…استني الدنيا ضلمة ومش بشوف كويس من بعيد في الضلمة دي
– متقلقيش لما نقرب هتشوفي كويس كل حاجة…ده عشان احنا بعيد بس
اعترضت منة ونظرت بجانبها لتأخذها منها..فلم تجد ايتن..شعرت بالخوف:
-آيني، أنتِ روحتي فين وسيبتيني؟؟
سمعت صوت شخص يقول بصوت عال :
-منة امشي قدامك زي ما أنتِ
أضاءت الأنوار فجأة لكنها لم ترَ ايتن في المكان .. سارت منة في الممشى … مزينة من الجانبين بشموع ذهبية مضيئة متناثرة بطريقة منظمة على جانبي الممر وكأنها على شكل أضواء ساطعة تنير المكان وبجانب كل شمعة منهم زهور جميلة حمراء اللون.. وعلى الجانب الآخر كان هناك حبال ذهبية مضيئة بطريقة رائعة .. نظرت حولها منبهرة بذاك الجمال الساحر ، ثم رفعت عينيها لترى .. سيف .. وخلفه مائدة بيضاء مستديرة رائعة فوقها بعض المشروبات.. وخلف الطاولة مجموعة من البلالين الحمراء المتناثرة بشكل عشوائي على هيئة عدة أشكال، قلب و دائري ليتراقصوا في الهواء خلف الطاولة بطريقة رائعة،
كان واقفًا بهيبته أمام المائدة، كان يرتدي كنزة سوداء … لتُظهر عضلات صدره بدقة..صحيح أن جسده ليس بالعريض ولكنه يمتلك عضلات بجسده تتناسق معه … ليُظهر لها ابتسامته الجميلة برؤيته لها .. بينما كانت تحدق في المكان بدهشة .. لتجده يمد كفه إليها.
وجدت المكان خالي تماما من اي شخص..فكانت الطاولة عليها عدة شموع أخرى بيضاء اللون طويلة للغاية في منتصفها
تسمرت منة مكانها، فسألته بدهشة :
-اومال فين لؤي؟؟ و أصحابه؟
لم يأتيها رد من ناحيته..فقط سحبها بهدوء نحو الطاولة..لتقف أمامها، قائلة بتذمر:
-سيف انا مش فاهمة حاجة..فين الناس؟ وايتن فين؟
-سربتها
عقدت ذراعيها علي صدرها قائلة بدهشة:
-ليه
رفع حاجبه بتعجب:
-مش ذنبي انك غبية..المهم تاكلي ايه؟
-ها..انت جايبني عشان ناكل؟
-اقعدي هنتكلم
وتقدم منهم النادل وجهز الطاولة بعدة اطباق للعشاء الرومانسي
همست منة بتعقل:
– بص يا سيف انا بحب الراجل اللي بيغير مانكرش
– طب حلو
قاطعته قائلة :
– بس مش بيشك، يعني بيصدقها
رفع حاجبه باعتراض :
– وانا بشك فيكِ؟ مين جاب سيرة شك يا منة.. لو بشك فيكِ هتجوزك ليه؟
رمقته بنظرة لوم وعتاب:
– لما حصل موقف الولد اللي هو قريب صاحبتي ده… مكنتش مصدقني
اردفت قائلة بنبرة مهددة :
-وانا بقى لو حد غيرك ماكنتش هكمل معاه لحظة واحدة
استشاط سيف غضبا وهو يصيح:
– ماينفعش يبقى في حد غيري
سألته بتلاعب:
– ليه؟
-عشان أنتِ حياتي كلها
اتسعت عيناها بسعادة :
– و ده من امتى؟
اطرق سيف بحزن :
- منة.. كل راجل و ليه أسلوبه في الغيرة..عارف اني غلطت بتصرفي معاكي…
– ثواني يعني انت بتغير عليا بجد؟
قاطعها بلهجة قاطعة:
– اكيد مش حبيبتي
ليردف بنبرة صادقة:
– وكل حاجة اصلا
ابتسمت له قائلة بفرح :
– ايه الكلام الحلو ده…يعني كان لازم نتخانق عشان تعترفلي بكل ده
غمز لها قائلا بإعجاب:
– أنتِ اللي حلوة أصلا و زي القمر
همست منة بتلقائية:
– يالهوي بقى على الدلع ده…
همس سيف باعتذار :
-منة…انا اسف…اللى حصل مني ده كان تسرع..انا بعتذرلك..وآسف اني زعلتك مني في اي حاجة..لأني اتاكدت ان حياتي متسواش حاجة من غيرك..انا بحبك
منة بذهول :
-بجد؟
أمسك يدها ورفعها ناحيه فمه وقبلها برقة..ثم نظر لعينيها بقوة وقال:
-انا عمري ما كنت هلاقي منة الجميلة دي تاني الا في أحلامي بس..عشان كده كل ما أفتكر تصرفي معاكي بتضايق..انا بقى عندي استعداد اعمل اي حاجة عشان احافظ على وجودك معايا
ثم اردف بتساؤل:
-ها..لسة زعلانة؟
هزت رأسها بنفي:
-انا مابعرفش ازعل منك عشان اسامحك
زفر بنفاذ صبر :
-اومال طلعتي عين امي ليه الايام اللي فاتت
ضحكت منة :
-عشان تحس بحبي ليك
لتردف بنبرة متذكرة :
– بس الصراحة يعني انا في حاجة كمان ضايقتني اوي واتصدمت فيها
– قولي يا حبيبتي
سرحت في أفكارها قائلة بحيرة :
– الكاتبات دول ضحكوا عليا…بيوصفوا في رواياتهم أن البطل لما بيبدأ يغير على حبيبته يقولولنا في السرد “اشتعلت نيران عيناه من الغضب، وتحولت عيناه إلى جمرة حمراء مشتعلة تكاد تحرق من ينظر إليها”
– و ايه المشكلة معاكي بقى؟
– أنا بقى ماشوفتش أي نار طلعت من عينيك خالص ولا حتى انا اتحرقت !
اغمض عيناه بنفاذ صبر :
– يا الله صبرني…
سألته باندفاع :
– تقدر بقى تقولي النار اللي قالوا عليها دي راحت فين ها؟؟؟
لتردف بوعيد ساخر :
– أنا مش هسكت وهروح اقول للكاتبة أن الروايات بتاعتها مش شغالة صح في الواقع يا فنانة
رمقها بغيظ قائلا:
– يعني أنتِ مطلعة عيني الايام اللي فاتت وحاسس بالذنب عشان زعلتك وانت كل اللي مزعلك وشاغل دماغك النار اللي مطلعتش من عينيا زي ما الكاتبة وصفت في الرواية !
قومي يا منة قومي خلاص انا غلطان..
قهقت منة ضاحكة:
– بهزر والله خلاص…احنا هنمشي تاني ؟؟؟
– لا هنعمل حاجة تانية
بعد انتهاء العشاء وسط ضحكاتهم وحديثهم..
انطلقت الألعاب النارية في السماء بلون جميل .. كان مظهرها رقيقًا للغاية .. فتجمعت معًا لتشكل حروف اسمها وعبارة (Happy Birthday Menna). … ثم انطلقت الألعاب النارية مرة أخرى مع ارتفاع البلالين الحمراء
في تلك اللحظة جاء النادل ليضع كعكة حمراء اللون و بعض قطع الكب كيك الصغيرة بجانبها
التفت سيف لينظر إليها فوجد الدموع تتلألأ في عينيها.. قال بقلق:
-مالك يا حبيبتي؟
منة بصدمة:
-انت عارف ان عيد ميلادي بكرة؟
تنهد بهدوء ليردف مقاطعا:
-عارف انه بكرة…بس حبيت احتفل بيه معاكي من اول الساعة 12 من بداية اليوم..لوحدنا..كل سنة وانتي طيبة..وكل سنة وانتي معايا…
منة بنبرة متيمة:
-بعشقك والله
تحركو بعدها لتقطيع التورتة ومن ثم انتهائهم
سيف بابتسامة :
-ممكن بقي تسمحيلي بالرقصة دي
منة بابتسامة رقيقة:
-ممكن طبعا
ثم مد يده نحوها بطريقة رومانسية ، ليرتفع صوت موسيقى اغنية : حلم حياتي- لوائل جسار
أخذ يدها وبدأ كلاهما يتأرجح مع الأغنية لمطربها المفضل .. بينما هو يحيط خصرها الصغير بيده
“الدنيا بترتب صدف
وكل قلب واحساسو
فجاة الطريق بينا بيوقف والحب بيجمع ناسو
واحنا تقابلنا وجاه اوانا
شفتك بقلبي اللّي تمنى
ورتني ايام الجنة
ومليت بحبك اوقاتي
حلم حياتي
وصحيت وياك على يوم عيدي
حاضناك قلبي ولمساك ايدي
والفرحة عرفت مواعيدي
كتّري يا سنين من اوقاتي
حلم حياتي
كان سيرة في عمري الي اتقضى
كان صورة ما بين نظرة وغمضة
وخلاص يا عيوني من اليوم ده
على حضنه هتصحي وهتباتي
علشان لبعض اتطمنا
وحلمنا وقلوبنا مأمناه
قدرنا نمشي بحبنا
ونوصلو لبيت احلامنا
يا كلمة طول عمري بقولها
يا دنيا كان نفسي ادخلها
دلوقتي هلمسها وهطولها
وهتبتدي معاك حكايتي
حلم حياتي”
سيف بهمس رقيق:
-بحبك والله
نظرت لعيناه قائلة بلهفة:
– وأنا بعشقك أصلا
التقيت بك بالصدفة .. رأيتك مختلفاً عن أي شخص آخر .. أعشقك بكل معنى الكلمة .. فوجودك بالقرب مني وكأنني امتلكت سعادة الدنيا.
___________
لاحظ حمزة أنها تمشط شعرها منذ نصف ساعة امام المرآة..
اقترب منها وهو يسألها :
-مالك بس في ايه؟ مش عارفة تسرحي شعرك؟
ايتن بتذمر طفولي:
-لا عايزة المه ومش عارفة
قال لها بغضب مصطنع:
-وانا روحت فين ها ؟ انا اعمل اي حاجة لبونبونايتي
ايتن بدهشة:
-بجد؟
رفع حاجبه بتعجب:
-اه طبعا..انتي مستقلية بنفسك ولا ايه؟
ضحكت ايتن قائلة بتحذير:
-علي فكرة انت لو فضلت تدلعني كده طول الوقت انا هطمع و هتغر
حمزة بثقة:
-انا عايزك تتغري اصلا..اتغري براحتك
قرصته من وجنته بمرح:
-و لو اتغريت اوي
غمز لها قائلا:
-هاتي اخرك..واخليكي تتغري تاني
سألها باقتراح:
-ايه رأيك اعملك ضفيرة؟
وقفت لتنظر له باستغراب :
-بجد؟
اومأ بإيجاب :
-يلا اقعدي
-عجبتك؟
ايتن بإنبهار:
-جدا..انا اصلا مبعرفش اعملها..صحيح انت اتعلمتها ازاي؟
حمزة بتلقائية:
-كندة كانت بتحبني اضفرلها شعرها
نظرت له بدهشة:
-كندة مين؟
قال ببرود:
-بعدين هقولك…
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية قانون آيتن ) اسم الرواية
تعليقات
إرسال تعليق