Ads by Google X

القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية ومقبل على الصعيد الفصل الاول 1 - بقلم رانيا الخولي

  رواية ومقبل على الصعيد كاملة  بقلم رانيا الخولي   عبر مدونة كوكب الروايات  

رواية ومقبل على الصعيد الفصل الاول 1

 
سقط عمران على المقعد وقد شعر بصعوبة بالغة في التنفس بعد تلك الصدمة التي تلقاها.
وأى صدمة! فقد كانت صدمه قاتله هزت ذلك الجبل الذي ظل ثابتًا رغم تلك المحن التي مرت عليه.
كيف فعل ذلك بنفسه وبأولاده، وقد خسر كل شيء وأصبح خالي الوفاض.
خسر ميراث أجداده والحائط المتين الذي كان مستندًا عليه ، فينتهي به الحال داخل ذلك المنزل الذى أصبح بين ليلة وضحاها لا يملك سواه
أنتهى كل شيء الآن
زواج ابنه الأكبر
ومشروع ابنه الأصغر
كل ذلك تلاشى بعد أن كان بين يديه
شعر بنغصه حاده في قلبه وقد ازدادت وتيرة تنفسه فاصبح يترنح في وقفته
حاول الوقوف لكن قدميه أصبحت كالهلام لم تستطيع حمله وقبل أن يسقط أرضًا كانت تلك اليد الداعمة له دائمًا تنتشله من السقوط
فسأله جمال بلهفه:
_ مالك ياحاچ؟
لم يستطيع عمران التحدث من شدة الصدمة التي تلقاها لتوه، وساعده جمال على الجلوس فوق الأريكة وأسرع بإعطائه كوبًا من الماء الذى تجرعه بظمأ
فيعاود جمال سؤاله بخوف:
_ مالك يا بوي؛ انت زين؟ ابعت أشيعلك الدكتور؟
رد عمران بتعب وقد هدئ تنفسه قليلًا:
_ أنا بخير ياولدى متجلجش؛ أنا زين.
لم يقتنع جمال بكلامه وقد ظهر الشحوب واضحًا عليه فقال بإصرار:
_لا أحنا لازمن نروح للدكتور أنت شكلك تعبان جوى خلينا نطمن.
لم يستطيع عمران إخفاء الأمر على إبنه الذي كان ومازال ذراعه الأيمن والداعم له في كل معضلاته فقال بألم
_ خلاص ياولدي مفيش داعي؛ بعد ما كل شئ راح وانتهى.
لم يستوعب جمال معنى كلماته وسأله مستفسرًا
_بتجول أيه ياحاچ، مش فاهم.
رد بألم:
_ حامد الخليلي مات أمبارح؛ جطاعين الطريج طلعوا عليه عشيه وضربوه بالنار وأخدوا الفلوس اللي معاه.
رغم الصدمة التي الجمته لثواني معدودة إلا أنه تحدث بثبات:
_ فداك الدنيا وكل شيء يابوى، كفاية علينا حسك في الدنيا
تساءل عمران بألم:
_ كيف بس ياولدي؛ وفرحك اللي بجيله سبوعين، ومشروع أخوك اللي بيحلم بيه من سنين؟!
رد جمال بحكمه:
_ فرحي يتأجل ياحاچ، وإن كان على منصور أخوي هو عمره ما هيفضل مصلحته عليك، هناخد فلوس المشروع وندفع بيها چزء من رهنية الأرض، ومع الوقت كل حاچه هترجع كيف لول وأحسن كمان.
لم يقتنع عمران بكلام ابنه فهو يعلم منصور جيدًا لن يتنازل عن حلمه لأجل أحد حتى وإن كان والده
أردف جمال
_ تعالى معي تروح اوضتك وترتاح على فرشتك وأرمي حمولك كلها عليا؛ وبعون الله هنعدي الأزمة دي زي ماعدينا كتير غيرها.
هز عمران رأسه بيأس
_ بس المره دي واعره جوي.
أكد له جمال وهو يمد يده يسنده
_ هتعدي يابوى، هتعدي.
استند عمران على جذعه الذي لم يلين يومًا ومنذ صغره وهو دائمًا جدار صلب يستند عليه إذا مال ولو قليلًا.
وعند خروجهم من الغرفة تفاجئت جليلة برؤية معشوقها الذي لم يهدئ حبهم مهما مرت الأعوام، تراه الآن وهو خارجًا من مكتبه مستندًا على ولدها، بقلب ملتاع أسرعت اليهم وهى تسأله بخوف:
_مالك ياحاچ؟
نظرت لابنها وأردفت
_ أبوك ماله ياجمال؟
قال عمران بتعب
_متجلجيش ياجلية انا زين والحمد لله
أمسكت ذراعه الاخرى وساندته حتى صعدت به غرفتهم واستلقى على الفراش بمساعدة ابنه
دثرته جليله جيداً ثم نظرت الى ابنها قائله
_ روح انت ياولدي وأنا هفضل معاه
نظر جمال الى أبيه وقال بصوت أجش
_ أن احتاچتنيى يابوي فأنا ديمًا في ضهرك، متجلجش من حاچه واصل طول ما انا عايش.
أومأ له بعينيه
فتناول يد أبيه ليقبلها ثم خرج من الغرفه كي يذهب إلى أخيه ويخبره بما حدث.
❈-❈-❈
صعدت جليلة على الفراش بجواره وقلبها يأن ألماً على رؤيته بتلك الحاله.
فهذا حبيبها منذ الصغير ورغم كل الصعوبات التى وقفت تهدد صفوهم إلا إن عشقهم حارب تلك الصعوبات ببسالة حتى تلاشت وانتصر العشق حينها.
_مالك ياعمران أحكيلي..
❈-❈-❈
وقف مذهولاً من رده وكأن من أمامه قد تلاشت من قلبه الرحمة
لم يرأف بحالة أبيه ولا ما سيحدث له لو ضاعت تلك الارض من بين أيديهم، يعلم جيدًا بأنه لا يبالي بأحد لكن لم يتخيل يومًا أن تصل به الأنانية لدرجة الإنحطاط
وكان من امامه نزعت من قلبه الرحمة
_للدرجة دي محناش فارجين معاك؟!
علا صوته قليلاً وهو يتابع
_ للدرجة دي انت أناني وميهمكش غير مصلحتك وبس؟
استدار منصور حتى يوليه ظهره ورد قائلاً بجحود
_ أبوك اللي غلط ولازم يتحمل لوحده نتيجة غلطه، قلتله ونبهته انه لازم يضمن حقة بشيك ولا أي حاجه؛ بس هو مهتمش حتى بكلامي، اهو الراجل مات وريني بقى هيقدر يثبت حقه إزاي.
لم يتخيل يومًا أن يكون أخاه بكل تلك الحقارة، يتحدث عن والده وكأنه عدو وسأله بتوجس
_ أنت شمتان ف أبوك إياك؟!
نفى منصور قائلاً
_أنا مش شمتان ولا حاجه، وبعدين دي مش قصتنا، أنا مستحيل أتخلى عن حلمي لأى سبب من الأسباب، المشروع ده هو اللي هيرفعني لفوق مش أرض وكلام فاضي.
لم يصدق جمال ما نطق به لسان اخيه
وشعر بأن من يقف أمامه متبجحاً الآن لا ينتمى اليه بقيد أنمله
رآه يخرج من الغرفة وهو يحمل حقيبته مستعداً للذهاب ويبدوا أنه ذهاب دون عودة فيصيح به جمال
_ بردك هتمشي وتهملنا؟
رد بإصرار وهو يتابع خروجه
_ أيوة ومش راجع هنا تاني..
❈-❈-❈
انتهى عمران من سرد ما حدث معه منذ أن أتفق مع رفيق عمره على إنشاء ذلك المشروع الذين حلموا به كثيرًا منذ صغرهم
لكن يشاء القدر أن ينتهى به الحال مقتولاً من قاطعي الطريق وسرقة ما بحوزته
بعد أن رهن كليهما أراضيهم حتى يستطيع كلاهما توفير المال المطلوب منهم.
_ هى دي كل الحكاية ياچليلة، معرفش أعمل أيه دلوجت.
ربتت جليلة على كتفه تحاول تهون الامر عليه
_ إن شاء الله هتتحل وربك مش هيسيبنا واصل، وإن كان على الرهنية أنا هسحب الفلوس اللي بأسمي في البنك ودهبي وكل شئ حداي ، وبردك فلوس المشروع بتاع منصور، وإن اتسلفنا جرشين عليهم ونفكوا الرهنية.
ابتسم عمران بحزن وقال بيأس
_ كل اللي بتجولي عليه ده مش هيكفي نص الفلوس حتى.
ردت جليلة بتفاؤل وهي تضغط على يده
_ لو كفت نص الدين يبجى زين جوي، ويعالم يمكن ربنا يفرجها من عنديه.
ردد بتمنى
_ يارب
طرقات خافته على باب الغرفه تلاها دخول جمال الذي لم يستطيع اخفاء حزنه تلك المره وقال لوالده
_ كيفك دلوجت يابوى؟
أيقن عمران من نظرات ابنه بأن منصور لم يوافق على التنازل، فأراد التأكد أكثر
_ بخير ياولدي أومال فينه منصور؟
ارتبك جمال ولم يستطيع الرد، فعلم حينها أنه رفض أعطاءه المال الذي بحوزته وسأله بغصة
_ سافر مش إكده؟
التزم الصمت ولم يستطيع البوح بما في داخله فأردف عمران
_ ولدي وأنا خابره زين، كل اللي يهمه مصلحته وبس.
هزت جليلها رأسها بحزن من ذلك الذي لم ولن يتغير مهما حدث، فقال جمال بثقة
_ متجلجش يابوي وزي ما جلتلك سيب كل حاچه عليا، وأنا جدها إن شاء الله.
نظرت جليلة إلي ولدها الذي يحاول بصعوبة أخفاء حزنه لتقول بثقه
_ جدها ياولدي وخابره إن الحمل تجيل عليك، بس إن شاء الله ربنا هيخلف عليك بالزين ويجبر بخاطرك.
….
خرج جمال من منزله متجهًا إلى منزل محبوبته، عليه أن يخبرها بكل شئ ويترك لها حرية الإختيار، إذا أرادت أن تبتعد فلن يلومها على ذلك، فهو لا يعرف حتى الآن ما يخبئه له القدر، لكن بوادره تخبره بأنها أيام عسيرة، وربما لا ترحم
وصل إلى منزلها فيجد والدها وأخيها في المنزل، وعندما رأوه رحبوا به بسعة
_ أهلًا بولد الغالي.
قالها والدها وصديق أبيه عند ولوجه للمنزل مما جعل الكلمات التي نوى قولها تنحشر في حلقه فتآبى الخروج.
جلسوا جميعًا في مضيفة المنزل وجمال يحاول بصعوبة بالغة انتقاء الكلمات التي سيلقيها عليهم فتحدث بإحراج
_ لو سمحت ياعمي كنت رايد أتحدت معاك في موضوع مهم ولازمن وسيلة تكون موچودة
شعر عاصم بالقلق وسأله بتوجس
_ جلجتني ياولد عمران خير
رد بإحراج اشد
_ معلش زى ما جولتلك لازمن تكون موجودة لأن الكلام ده يخصها بردك
نظر عاصم إلى ولده وأمره بأستدعاءها فآتت على الفور
تقدمت منهم ولأول مره ينقبض قلبها عند رؤيتها لملامحه التى لا تبشر بخير مطلقًا
_ السلام عليكم
رد الجميع السلام ثم آمرها والدها بالجلوس معهم ونظر إلى جمال قائلاً
_ أهى چات جول بجى اللى عنديك.
ازدرأ ريقه بصعوبة ومازال يهرب بعينيه بعيدًا عن محيط عينيها التي تنظر إليه بتساءل وقال بثبات زائف.
_ أنا رايد أكون صريح معاكم وخبركم باللي حُصل، وبعدها هسيبلكم حرية الأختيار، ولو رفضتم مجدرش ألومك وهعملكم اللى رايدينه.
ٱانقبض قلبها أكثر وأرادت أن تخرج الجميع وتبقى معه وحدها حتى تعرف ما يود قوله لكن وليد أخيها سبقها قائلًا
_ متجول في إيه من غير مجدمات.
بدأ جمال بسرد كل شئ حتى أردف في النهاية
_ وأنا چاي دلوجت عشان أجولكم إني بعفيكم من الچوازه دي لأن الأيام الچاية دي هتكون صعبه جوي وحرام أظلمها معاي.
ساد الصمت قليلًا بين الجميع وكلًا ينظر للأمر بمنظور آخر حتى تحدث عاصم بإستياء
_ ردي مش هيكون ليك ياولد عمران ده هيكون لأبوك اللي عتابي ليه هيكون جاسي جوي.
حاول جمال التحدث لكنه منعه قائلًا
_ جلت ولا كلمة.
خرج عاصم دون قول شئ وترك جمال الذي لا يعرف ماذا يفعل الآن ينسحب بهدوء أم يبقى أمام تلك التي تنظر إليه بعتاب آقسى مما يتحمل، تحدث وليد بثبات
_ طيب انا هسيبكم دجيجتين وراجع تاني
خرج وليد تاركًا الاثنين في حيرة من أمرهم، تهربت الكلمات منه وكأنه تلاشت منه أبجدية الكلمات.
حتى قاطعت هى ذلك الصمت بعتاب
_ للدرچة شايفني جليلة الأصل يا جمال؟
أصابته الكلمة في مقتل ليرد مسرعًا
_ حشى لله يابنت الناس، كل الحكاية إني مش رايد أظلمك معاى واني معرفش الأيام اللي چاية دي هتكون كيف وعشان أكده جلت أخبرك بكل شئ.
تابعت عتابها
_ وانت لما تبعد عني جبل فرحنا بإسبوعين ده مش ظلم بردك؟
قالتها بلوم جعلته يستاء من نفسه، لم يفكر في ذلك الأمر كل ما جال بخاطره هو انقاذها من براثين الفقر الذي سيعاني منهم في الأيام المقبله فيرد بنفى.
_ أنا مقصدش واصل اللي فهمتيه، بس كان لازمن أخبرك بكل حاچه غير كمان انا معدش حيلتي حاچه واصل اجدمهالك، ولا حتى مصاريف الفرح
تابعت بلوم أشد أرادت به إيلامه كما آلمها
_ يعني عادي أكده تتخلى عني تسيبني لغيرك.
تحول الحزن إلى غيره قاتلة عند ذكر تلك الكلمة، لكنه تحكم في غيرته وتحدث باقطتاب
_ جلتلك.غصب عني ومش بيدي.
هم بالإنصراف لكنها وقفت أمامه تمنعه وقالت بحكمه
_ أنا بحبك يا جمال ومعاك مهما تكون ظروفك، هكون سند ليك؛ الحضن اللي ترمي فيه همومك، الجلب اللي هيحس بيك لو جلت آه وأنت بعيد عني
ده اكتر وجت محتاچني فيه، مستحيل أتخلى عنيك واصل مهما حُصل.
تهرب بعينيه منها وقد لامست بكلماتها قلبه العاشق لها وتحدث بألم
_ خايف عليكي من اللي چاى.
ردت بنفي
_ بخاف عليكي من بعدي، مش ده كلامك ليا، ليه دلوقت خايف عليا من جربك.
لاحت ابتسامه صافية على محياة مما جعلها تبتسم بدورها وأردفت بصدق
_ الحياة من غيرك ملهاش طعم ولا عازه يبجى إزاى عايزني أفارج الروح اللي متعلجه بروحي.
تاهت الكلمات بين شفتيه واكتفى بالنظر لتلك العينين التي تشبه صفاء شمس الشروق.
فيفيق كلاهما من تلك الفقعه الوردية على صوت وليد أخيها
_ معلش ياچمال بس الحاچ مشيعلك تاچي دلوجت.
حمحم جمال بإحراج وأومأ له ليخرج دون قول شئ.
❈-❈-❈
بعد خروج عاصم من منزله
ذهب مسرعًا إلى صديقة الذي أخفى عليه ذلك الأمر، لقد أخبره بشأن تلك الصفقة لكن رفض المشاركة بها وحاول اثناءه عن ذلك لكنه صمم كى يساعد ولديه.
دلف إلى المنزل يسأل عنه فتخبره الخادمه بأنه قد تعب قليلًا وهو الآن في غرفته
قال عاصم بإصرار
_ جوليلوا إني رايده ضروري ولازمن اجابله
صعدت أم حسين لغرفته لتطرق الباب فتفتح جليله وتسألها
_ خير يا أم حسين أنا مش جيلالك أنه عايز يرتاح.
ردت ام حسين
_ الحاج عاصم تحت ومصر أنه يجابله سمعوا صوت عمران الذي تحدث بتعب
_ دخليه المكتب وأنا چاي دلوجت
أنصرفت ام حسين وتدلف جليلة فتجده ينهض من الفراش بتعب حاولت منعه لكنه اصر قائلاً
_ أكيد أبنك خبره بكل شئ لأنه جال هيأچل چوازته
ساعدته بإرتداء جلبابه ونزل للأسفل
وهو يحاول الثبات أمام صديقه الذي وقف ينظر إليه بعتاب فأشار له بالولوج إلى غرفة المكتب ليتحدث عاصم بعتاب
_ أيه اللي حُصل ياخوى.
سقط قناع الثبات أمام صديقه وبئر أسراره ليرتمي على الأريكة وهو يقول بألم.
_ وكأن صدمه واحده مش كفاية چاتني التانية بعديها طولي.
جلس عاصم بجواره ليسأله بحيرة
_ كيف ده أحكيلي.
تنهد بألم وتابع
_ أكيد چمال ولدي حكالك كل شئ بس اللى جهرني هو منصور ابني اللى رفض يجف جانبي في محنتي ورفض يعطيني الفلوس اللي أخدها واللي عمل كل ده عشان أحجج له حلمه، أخد الفلوس واتخلى عنينا وهمل البلد وسافر.
لم تكن حالته تسمح بالعتاب مما جعل عاصم يقول بدعم
_ أحنا عشنا عمرنا كله نجف جانب بعضينا، ياما وجعت وملجتش غير يدك اللي بتساعدني أجف على رچلي من تاني، ويوم انت ما تجع هتلاجي يدي وضهري سندينك
حاول عمران الأعتراض لكن عاصم منعه بحزم
_ ألغي أى كلام دلوجت، أهم حاچه أننا نلحج الأرض جبل ما تضيع منينا وبعدين يبجى نتحاسب
لم يزيده حديث عاصم سوى مراره وحزن آلم قلبه عندما قارن حديثه وموقفه معه بحديث ابنه.
طرق الباب ويدلف حينها جمال الذي ما أن رآه عاصم حتى تحدث بلوم
_ كمان باعتلي ابنك يرچع في كلمته اللي أدهاني جبل الفرح بسبوعين؟! عيب عليك جوى.
تفاجئ عمران مما يقول ونظر إلى جمال الذى تهرب بعينيه بعيدًا عن عين أبيه وسأله بسخط
_ صُح الكلام ده؟
لاول مره يشعر جمال بحماقة تسرعه وتحدث باقطتاب
_ الموضوع مش أكده يابوى
تحامل عمران على نفسه وهمّ واقفًا رغم تعبه وسأله بأنفعال
_ أومال أيه؟
حاول ان يتحدث بثبات وألا يشعر أحدهما بالضعف الذي يكتسحه الآن
_ كل الحكاية إني خيرتها لأن الأيام الچاية هتكون عسيرة جوى وأنى خايف أظلمها معاي، دي كل الحكاية.
لم يريد عاصم توبيخه أكثر من ذلك لعلمه بصدق حديثه ومدي تعلقه بابنته، وإن كان تسرع بقول تلك الكلمات التي تحدث بها من خلف قلبه فعليه أن يكون لينًا قليلًا معه ليقول بجدية
_ اللي جولته ده يزعل ياولدي، بنتنا بنت أصول تعيش مع چوزها على الحلوة والمره
بس المهم لول إننا نفك رهنية الأرض
الدهب اللي جيبته لبنتي ده حجك
حاول عمران الرفض لكنه لم يمهله فرصه للحديث ليتابع بحزم
_ الدهب ده دهبكم وبعد ما تتفك الأزمه دي يبجى تعوضه المهم إننا نعدي المحنه دي كل واحد فينا يتصرف من جباله ونچهزوا أى مبلغ ونبعته للحاج عتمان
تقدم من جمال وتابع بلوم قبل ذهابه
_ الكلام اللي جلته ده حسابه واعر جوى بس بعدين، يالا أسيبكم دلوجت ونتجابل بعد صلاة العشا
بعد إنصرافه اخفض جمال عينيه أمام نظرات أبيه العاتبه وتحدث بإرتباك
_ أنا خابر زين إني غلطت بس كان لازمن أعرف رد فعلها لما تعرف الحجيجة.
كلمات واهمه تحدث بيها كي يتجنب تعنيف والده له، وهو فعل ذلك كي يسمع منها تلك الكلمات التي أطربت قلبه وجعلت الصعب لينًا
وكان والده يعلم ذلك علم اليقين فيقول بتفاهم
_ خابر ياولدي بس مكنتش تتجال بالطريجة دي، وعلى العموم المواقف اللي زى دي بتعرفك عدوك من حبيبك وإن شاء الله فرحك عليها هيكون في ميعاده
قبل يد والده وهو يقول بحب
_ ربنا يخليك لينا يابوى.
ابتسم عمران رغم الالم الذي أحتل قلبه بفعلت منصور الذي أخذ مبلغًا كان بوسعه تغطية قدر كبير من الرهنية، لكن عليه الدعاء له بالنجاح حتى يشعر بأن ماله لم يضيع هدر.
❈-❈-❈
ظل ينظر إلى الحقيبة التي وضعها على المقعد بجواره وفي داخله صراع لا يرحم
بين الوقوف بجوار والده وبين تحقيق مع سعى كثيرًا لتحقيقه.
الان حلمه بين يديه لما يفرط بيه ولأجل ملا يغني ولا يسمن من جوع، عادات وتقاليد عفى عليها الزمن لكنهم حتى الآن متشبثين بها
أوقف السيارة على جانب الطريق يحاول بصعوبة الوصول لقرار
أمامه طريقان إما المضى قدمًا وتحقيق حلمه؛ وإما العودة لوالده كي ينقذه من تلك المحنه، شتان بين الأثنين حتى قرر في النهاية……
ياترى منصور هيرجع لأبوه ويتخلى عن حلمه ولا هيختار حلمه ؟


reaction:

تعليقات