رواية وخنع القلب المتجبر لعمياء كاملة بقلم سارة أسامة عبر مدونة كوكب الروايات
رواية وخنع القلب المتجبر لعمياء الفصل التاسع عشر 19
جاءت تُكمل حديثها لكنها تفاجئت بأخر شيء تتوقعه على الإطلاق، شيءٌ ضرب الصدمة ببدنها بقوة عاتية…
دموع يعقوب التي شعرت بها تسقط على يديها، دموع حسرة، دموع هذا الذي بات الألم من عناصر حياته..
شعرت رِفقة وكأن ثمة سكين حادة تمرّ فوق قلبها فتمزقه..
رفعت أطراف أصابعها المرتعشة تسير بهم على وجهه مرورًا بلحيته وهي تشعر به يتشعب بروحها، همس يعقوب بتساؤل متعجب:-
– إزاي يا رِفقة قادرة تحسي بالنِعم إللي إنتِ بتقولي عليها دي كلها وإنتِ كدا..
أنا بس بستغرب منك ومن تفكيرك..
تعرفي أنا رغم كل إللي حوليا ده والنعيم إللي كنت عايش فيه من وجهة نظر الناس، بس عمري أبدًا ما حست بإحساس الرضا أو إن عندي حاجة مش عند حد…
يعني عادي .. مش حاجة مُميزة بل بالعكس كنت بقول إن أقل من أي حدّ في سني، تعرفي عمري ما حسيت إحساسك ده..
ابتسمت رِفقة ببشاشة ثم قالت بهدوء:-
– تعرف يا يعقوب .. أنا كُنت زيك كدا، كنت بنت أقل من العادية بمراحل..
عايشة بالطول والعرض كل إعتمادي على بابا وماما، مش مقدرة أي حاجة في حياتي..
لغاية ما حصلت الحادثة وغيرت كل حاجة في حياتي..
انتبه يعقوب لها معتدلًا وانصت لما تقوله باهتمام فيسمعها تُكمل وهي تتذكر تلك الأحداث المنصرمة:-
– كنت في أولى إعدادي في الصيف .. بابا قرر يودينا المصيف ويفسحنا بعد سنة شديدة..
كنا أسرة بسيطة وبابا وماما كانوا أحن أب وأم في الدنيا وكانوا مغرقني حنان ودلع..
روحنا واتفسحنا وصيفنا وإحنا راجعين كنا بعد نص الليل على الطريق الصحراوي، بابا وهو سايق شاف راجل وست مغمى عليهم على جانب الطريق..
بابا نزل جري وماما نزلت علشان الست من غير تردد، وبمجرد ما نزلوا اتفاجئنا إن فخ من قُطّاع الطُرق، حاصروا بابا وماما وأنا اتصدمت وأنا راكبه في العربية ونزلت جري لهم بس قبل ما أوصلهم حسيت بحاجة زي ما يكون حديدة حد ضربني بيها على راسي من ورا…
وساعتها مش حست بالدنيا حوليا..
ألا بعدها باسبوعين فوقت في المستشفى وفتحت عيني بس كانت الدنيا سودا .. كل حاجة حوليا سودا..
ابتلعت رِفقة ريقها بألم وتدحرجت دموعها رغمًا عنها وهي تشعر بمرارة تلك الذكرى..
اقترب منها يعقوب وأخذ يمحق تلك الدموع المُعلقة بأهدابها بحنان ثم أحاطها لتستند على كتفه برأسها ثم التقطت خيط الحديث تُكمل:-
– ساعاتها بقيت أصرخ وأعيط وأنا مش مستوعبة وجالي إنهيار عصبي حاد وعيشت فترة طويلة على المهدئات … بس إللي هداني شوية لما عرفت إن بابا وماما بخير وعايشين وهما رغم تعبهم فضلوا معايا ورفضوا أي علاج..
عرفنا ساعاتها إن فقدت البصر .. وعرفت ساعاتها إن معدتش هشوف ألوان ألا الإسود..
طبعًا كان إنهيار ورا إنهيار وأنا مكونتش بستوعب أبدًا..
بس بابا وماما مش سبوني رغم حزنهم وحسرتهم لكن هما كانوا بيخبوا جواهم ومش بيبينوا ليا..
وبقوا يحمدوا ربنا إن الحادثة دي جات على قد كدا، لأن عرفت إن حالتي كانت صعبة وكان عندي نزيف..
عرفت إن هما طعنوا ماما وبابا فضل يقاوم واتأذى بشكل كبير …إحنا كنا انتهينا بس ماما قالتلي إن إللي حصل معانا مُعجزة ولطف ربنا بنا كان كبير..
في عربيات لناس مهمة عدت في نفس التوقيت..
قُطّاع الطريق خافوا وأخدوا عربية بابا وهربوا بيها وسابونا .. والناس دي إللي أنقذتنا..
أنا وقتها كنت بين الوعي واللاوعي وكانت الرؤية ضبابية … بس قدرت أحسّ بناس بتتحرك حوليا وأشوف وشوش ضبابية مش واضحة..
عند تلك المرحلة من السرد شرد يعقوب شرود عميق ثم اتسعت أعينه بصدمة وهو ينظر لها بعدم تصديق لكنه اكتفى بالصمت المطبق..
ابتسمت رِفقة وهي تنغمس أكثر بأحضانه وواصلت حديثها:-
– مش أنا بقولك رب الخير لا يأتي إلا بالخير..
في بداية الأمر ولما تبص عليه من بعيد، تلاقي الموضوع إبتلاء صعب ومحنة شديدة..
بس بفضل الله ثم بفضل أمي … هديت بعد شهرين تقريبًا من الإنهيار…
كانت ماما تقعد تقرأ جمبي قرآن وتحكيلي عن الصالحين والإبتلائات وإزاي الإبتلائات دي حولت المُبتلين وغيرت حياتهم للأفضل..
وساعاتها الكلام نزل على قلبي ولقيت نفسي في وسطهم أقل إبتلاء، وعرفتني جزاء الصبر على الإبتلاء والرضا بقضاء الله..
بدأت اتأقلم مع حياتي الجديدة وحددت لنفسي أهداف تناسب حالتي..
سجلت في دورات بتدعم إللي زيّ، واتعلمت اقرأ إزاي …وماما وبابا مقصروش معايا في حاجة..
بس الأحسن من ده كله … إن اكتشفت في رحلتي دي حاجات كتيرة أووي يا أوب واتعلمت أكتر..
وأكتر حاجة اتعلمتها واترسخت فيّا، يقيني بالله وحُسن ظني بيه إللي مستحيل خاب وإن ربنا بقى صاحبي في كل حاجة في حياتي..
قدّرت حاجات كنت شيفاها عاديه.. قدرت نعمة البصر إللي كانت معايا وفي غمضة عين ربنا لحكمته ورحمته نزعها مني، عرفت إن ربنا كبير أوي ولا يُعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، عرفت إن الحياة دي بسيطة أوي ومش مستاهلة إللي بقينا نعمله في بعض، مش مستاهلة الكُره والغيرة والعداوة إللي بقت في قلوبنا..
والله ما مستاهلة يا يعقوب..
عرفت إن أبلع ريقي من غير ألم دا نعمة تستحق تحمد ربنا عليها عمرك كله..
أهو بلع الريق ده ممكن تكون في نظر البعض حاجة يعني عاديه ممكن مش ياخدوا بالهم منها أصلًا بس في مقابل إللي عنده مشاكل عارف قيمتها كويس…
طب دا إحنا غرقانين بالنِعم .. دا حتى شوية الهوا إللي بناخدهم نِعمة عظيمة..
طب الواحد يحمد ربنا على أيه ولا على أيه بس..
علشان كدا بدأت أعمل ورقة النِعم..
وبما إن الورقة والقلم صعب مع إللي زيّ، ورقة النِعم تكتب فيها كل حاجة ربنا عملها علشانك، موقف حصلك وربنا أنقذك، مشكلة ربنا حلها لك..
ولا وجع ولا مرض كنت بتعاني منه وربنا شافاك وعافاك .. ولا حتى إمتحانات كانت صعبة وربنا عداها .. أي حاجة ربنا عطهالك..
كل صغيرة وكل كبيرة .. بس بديل الكتابة أنا بدأت أحفظ في دماغي كل التفاصيل دي وأراجعها كل يوم حرفيًا قبل ما أنام وأحمد ربنا عليها .. ودا لما عرفت إن أكتر حاجة ربنا بيحبها من عبده هو الحمد وإن الحمد سبب في تفريج كل كرب وسبب في إنهمار العطايا علينا..
وخلاص أنا مش زعلانة أبدًا على حالتي بالعكس يا يعقوب دا أنا ممتنة جدًا لها..
طب أقولك على سرّ..
كان يعقوب يستمع إليها بقلب قد ذاب وخجل اعتراه وهو يستدرك ما تقول ويُسجله بقلبه وعقله، ابتسم وهو ينظر لها نظرة مطولة مغمورة بالمعاني التي لا حصر لها..
وهمس لها وهو يُقبل باطن كفها:-
– قولي يا أرنوبي..
رددت وهي تتنفس بعمق:-
– هي حاجة مجنونة شوية يمكن تستغربها..
من النِعم إللي بحمد ربنا عليها نعمة فقدان البصر..
أيوا أنا بعتبرها نعمة، لأن لولاها مكونتش وصلت لهنا ولا كنت عرفت إللي عرفت ولا قدرت إللي عندي ولا قربت من ربنا وحبيته الحب ده كله..
لم يقوى يعقوب على الصمود أمام هذا الكم من الرِقة والصفاء والجمال فجذبها لأحضانها باحتواء وحنان فاستقرت هي براحة وأمان..
وبعد مدة لا بأس بها هتف يعقوب متسائلًا:-
– طب يا رِفقة مجربتيش تكشفي على عيونك وتشوفي لو في أمل إن البصر يرجعلك تاني، عملية مثلًا…
رددت رِفقة بهدوء:-
– طبعًا .. بابا وماما مش سكتوا .. بس إحنا انتظرنا مدة بعد الحادثة على ما أموري تستقر لأن كنا خايفين مش يبقى في أمل ونتصدم صدمة جديدة بس ماما أقنعتني وبعدين بدأنا في رحلة الكشف والأشعة والكلام ده كله .. بس الرحلة وقفت لما الحج جه لبابا وماما .. كانوا مقدمين واسمهم جه..
بس هما كانوا عايزين يلغوها بس أنا أصريت عليهم لإن كان نفسهم فيها أوي وقولتلهم يروحوا ويدعولي..
وفعلًا سافروا وبقيت عند خالي عاطف بس هي مكانتش تعرف إن مرات خالي كدا..
المهم لما بابا وماما اتأخروا في الرجعة، روحت كشفت مع مرات خالي عفاف..
بس الصدمة إن الدكتور قالنا إن مفيش أي أمل إن ممكن أرجع أشوف تاني وبلاش نتعلق بأمل كذاب..
ومن وقتها وأنا شيلت الموضوع من دماغي واتعودت على حياتي..
هتف يعقوب بعد أن فكر بُرهة:-
– طب مين كان قالك كدا .. يعني مين قالك إن مستحيل ترجعي تشوفي تاني..
تعجبت رِفقة من سؤاله لكنها أجابته بهدوء:-
– يوميها أنا كشفت وخرجت والدكتور اتكلم مع عفاف مرات خالي، وهي لما خرجت قالتلي الدكتور قال كدا .. هي مكانتش عايزه تقولي بس أنا أصريت..
سبّ يعقوب تحت أنفاسه وراودته الشكوك فهتف بحماس:-
– طب أيه رأيك نكشف تاني نروح لمركز عيون متخصص..
أنا واثق إن كلام الحربايه عفاف دي غلط وهي كدابه .. أكيد لعبة قذرة من ألاعيبها..
رفعت رِفقة أعينها له لتتسائل بغُصة علِقت بحلقها:-
– يعني إنت .. مش عايزني .. علشان قصدك كدا أنا مش مناســ..
قاطعها يعقوب مسرعًا بصدمة:-
– رِفقة .. أيه الكلام ده .. إزاي تقولي الكلام ده، يعني ده إللي مفكراه عليا..
أنا مستحيل أفكر بالطريقة دي ولا عندي أي إعتراض .. أنا راضي بيكِ في كل حالاتك وتكفيني بل إنتِ كمان كتير عليا..
حوى كفيها بين كفيه بحنان ثم همس لها بحب:-
– أنا أقصد علشانك إنتِ..
علشان ترجعي تشوفي الألوان..
علشان ترجعي تشوفي السما والسحاب..
عشان ترجعي تشوفي الورد وكل حاجة بتحبيها..
علشان ترجعي تشوفي البحر والأقحوان..
كوّب وجهها وأكمل بنبرة حانية ممزوجة بالعتاب:-
– مش عايزه تشوفي يعقوب..
ولا ولادنا .. لما يبقى عندنا بنات وصبيان، مش هيبقى نفسك تشوفيهم وتشوفي ملامحهم وتهتمي بكل تفاصيلهم..
صمتت رِفقة تطرق مُفكرة بأعين دامعة فيذوب قلبها شوقًا لتلك المغريات..
قالت بإرتعاش بتيهة مختلطة بالخوف:-
– بس أنا خايفة أوي يا يعقوب..
خايف من خيبة الأمل، خايفة أتعلق بأمل كذاب..
جذبها لأحضانه بحنان يمتصّ جزعها وقلقها طابعًا قُبلة على مقدمة رأسها ثم همس برعاية:-
– مش هنخسر حاجة يا رِفقة .. أنا بقولك المرة دي خلي عندك يقين بالله، مش إنتِ علمتيني إن اليقين بالله والثقة بتعمل المعجزات..
مش إنتِ قوليلي إن زمن المعجزات إنتهى لكن لم تنتهي قدرة الله…
شعشع الأمل داخل قلبها لتردف وقد غمر قلبها الراحة:-
– ونعم بالله … خلاص إنت عندك حق فعلًا خلينا نجرب مش هنخسر حاجة .. لن يُصيبنا إلا ما كتب الله لنا…
استقام يعقوب بفرحة ثم جذبها ليجعلها تقف بسعادة هاتفًا:-
– طب يلا بينا .. ادخلي البسي على ما أعمل إتصال علشان ننزل حالًا..
اندهشت رِفقة من تسرعه لتقول بتعجب:-
– دلوقتي عالطول..
– طبعًا .. خير البر عاجله يا أرنوبي، يلا قدامك عشر دقايق مش أكتر..
انعقد لسانها أمامه ولم يكن منها سوى أن
دلفت للغرفة قبل أن تنقضي العشر دقائق..
بينما يعقوب فجذب هاتفه وهو ينتوى دقّ أول مسمار في تابوت كبرياء لبيبة بدران..
عبث قليلًا بالهاتف بتطبيق (الفيسبوك) ولو يكن منه سوى نقرة واحدة لتغيير الحالة الإجتماعية من أعزب إلى متزوج..
لم تستهويه حياة مواقع التواصل الإجتماعي كان دائمًا منغمسًا في تشييد حُلمه، وبذل كل غالٍ وثمين لتطوير سلسلة مطاعمه والعمل الدائم..
لكن لا بأس بهذا التطبيق الآن فحالة الانقلاب التي سيتسبب بها هي المُراد..
ولم يلبث إلا قليلًا حتى انهالت التساؤلات والدهشة التي تم التعبير عنها بوجه مصدوم، غير مرات المشاركات التي تخطت المئات بالعشر دقائق..
غمغم بسخرية:-
– عالم تافهة..
❀❀❀❀❀❀❀❀❀❀
اجتمع رجال الأمن يمنعون اقتحام الصحافة قصر آل بدران بصعوبة بالغة..
أعداد جما يحملون الكاميرات وبعض الأجهزة وتداخل لغطهم حتى حلت ضجة وضوضاء وصلت لمسامع لبيبة التي خرجت غاضبة من هذه الضوضاء التي لا تعلم سببها..
قابلها رئيس الأمن الذي أتى راكضًا ومساعدتها الشخصية..
تسائلت لبيبة بغضب:-
– في أيه … أيه السوق والهمجية دي..
قال الرجل وهو يُخفض رأسه:-
– صحافة كتير أوي يا لبيبة هانم …محصلتش قبل كدا..
وقبل أن تتسائل لتشفى عجبها قالت المساعدة:-
– كلهم مقلوبين على جواز يعقوب باشا، وعايزين يعملوا مقابلات ويعرفوا التفاصيل ومين هي العروسة..
فزعت لبيبة في مكانها لتشعر بدوار عنيف يجتاحها من هذا الخبر المروع لها، ملامحها مسطور فوقها الصدمة ولم تمكث دقيقة حتى سقطت فاقدة للوعي..
❀❀❀❀❀❀❀❀❀❀
بعد فحص دام أكثر من ساعة تحت يد أمهر أطباء العيون ويعقوب يُمسك يدها بدعم حتى انتهى الطبيب وجلس أمامهم مبتسمًا ببشاشة ليستفهم يعقوب بلهفة:-
– أيه يا دكتور خير .. في أمل..
ابتسم الطبيب لتلهفه الواضح ليقول بتعجب رغم هدوءه:-
– مش عارف إزاي دكتور قالكم الكلام ده، وإن مفيش أمل من إن مدام رِفقة ترجع تشوف..!
بعد الكشف المبدئي المشكلة مش كبيرة ولا صعبة بالطريقة دي..
شوية فحوصات وتحاليل وهنأكد كل حاجة يا يعقوب باشا .. عيونها هتحتاج عملية مهمة ودقيقة جدًا..
توسعت أعين رِفقة بصدمة من هذا الحديث المغاير تمامًا لما قاله لها الطبيب السابق عن طريق زوجة خالها عفاف..
بينما ابتهج قلب يعقوب، يُقسم أنه لم يسعد بحياته من قبل هكذا..
ودون أن يتجمجم هتف يعقوب وازدهاء السعادة ينبثق من عينيه، سعادة تملئ ما بين خوافق السموات والأرض:-
– مفيش مشكلة يا دكتور .. أنا مستعد لأي حاجة، لو حتى محتاج تسفرها برا لأكبر المستشفيات أنا من دلوقتي هبدأ في الإجراءات..
قال الطبيب بعملية:-
– أكيد هنعمل كل إللي نقدر عليه واللازم يا يعقوب باشا، بس بإذن الله مش هنضطر للسفر برا..
ثم نظر تجاه رِفقة وضَّاحة الوجه وقال:-
– مدام رِفقة هتروحي مع الدكاتره والممرضات على الأشعة وياخدوا منك عينة لشوية تحاليل..
حركت رِفقة رأسها بإيجاب وسحبت يدها بخجل من يد يعقوب وهي تتحرك بصحبة الممرضات ليهتف يعقوب بحنان:-
– جاي وراكِ مش هتأخر..
أردف الطبيب بصوت ثابت:-
– متقلقش يا باشا مفيش أي مشكلة، حالة عينيها مش بالسوء ده .. وفي أقرب وقت إن شاء الله هيرجعلها النظر .. نسبة نجاح العملية ٩٠٪.
بس بصراحة….
صمت الطبيب قليلًا ليسرع يعقوب يهتف بقلق:-
– في أيه … في مشكلة .. مش إنت قولت مفيش مشاكل..
أكمل الطبيب حديثه:-
– هي بس تكاليف العملية كبيرة حبتين…
قاطعه يعقوب براحة:-
– مفيش مشكلة أيًّا كانت التكاليف أنا مستعد لأي مبلغ فداها أي حاجة…
حتى لو فيه زرع قرنية معنديش أي مشكلة..
حتى لو الموضوع وصل لتبرع قرنية أنا مستعد..
طالعه الطبيب بدهشة وتسائل مصدومًا:-
– يعني إنت ممكن تتبرع لها بعينك .. بالقرنية بتاعتك..!!!
صمت يعقوب وأغمض عينيه ثم همس بداخله:-
– “أن أُهديكِ مُقلتاي على صحفة مُزينة بالأقحوان يكونانِ لكِ سراجًا مُنيرًا، ويكفيني أن ترِي صفو السماء بعينايّ..
هَا لكِ عينايّ فصُونِيهما جيدًا ليكونان تذكارًا لعشقي وتخليدًا له، فلن أَضل أبدًا إن قادتني يداكِ ويكفيني أن أشعر بأعيُوني تبتسم بمقلتاكِ وقد امتزجتا بملامح وجهكِ، وأصبحت عيناي عيناكِ..
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية وخنع القلب المتجبر لعمياء ) اسم الرواية
تعليقات
إرسال تعليق