رواية ومقبل على الصعيد كاملة بقلم رانيا الخولي عبر مدونة كوكب الروايات
رواية ومقبل على الصعيد الفصل السادس عشر 16
في الصباح
في منزل عمران
كان جاسر يستعد للخروج من الغرفة عندما طرق الباب فقام بفتحه ليجد أمامه مصطفى الذي وقف ينظر إليه بملامح مبهمه لا تعبر بشئ وقال
_ ممكن لو وقتك يسمح نتكلم مع بعض شويه؟
رغم الضيق الذي شعر به إلا إنه تحدث بهدوء
_ أتفضل
دلف مصطفى وأغلق جاسر الباب خلفه فيجلس كلاهما على الأريكة وتحدث مصطفى بجدية
_ سارة كلمتنى امبارح في موضوع جوازكم وأنا جاي أسألك أنت عايز أيه من أختي
بغت بسؤاله وفكر في تلك اللحظة أن يقص عليه ما حدث لكنه تراجع ليس خوفًا عليها إنما خشيةً من رد فعله مما قد يؤدي إلى وصول الخبر لجده.
فرد السؤال بآخر
_ بعد مـ تجولي أنت كمان عايز أيه من چدي.
تبادل كلاهما النظرات؛ أحدهم بتحدي والآخر يطلب منه أبعادها عن الأمر فقال بجدية
_ أنا مش هلومك وبلتمسلك العذر على أسلوبك الجاف معانا بعد اللي عرفته بس أحب أقولك إن أنا وأختي ملناش ذنب في اللي حصل زمان
للأسف أحنا عرفنا كل حاجة متأخر وكانت صدمتنا كبيرة، بس صدقني كنا بنحاول أنا وأختي نوصلكم من زمان وتقدر تسأل بنفسك دكتور خالد وهو هيأكدلك.
سأله جاسر بسخرية
_ أيه هو بقى اللي عرفته؟
شعر مصطفى بالضيق من أسلوبه من السخرية التي يتحدث بها وتحدث جاسر تلك المرة بجدية
_ أحب أجولك إنك متعرفش حاچة واصل لإن اللي حصل أصعب من إكده بكثير، تحب تعرفها؟
أجابه بإيماءة من رأسه ليتابع جاسر
_ أبوك لما أخد الفلوس وسافر ومهموش أيه اللي ممكن يحصل لأهله وهو سايبهم في الظروف دي
مع إن لو كان وقف جانبهم ورچع الفلوس كانت هتحل مشكلة كبيرة جوي ومكنوش داجوا الجوع ولا جدي فضل في فرشته سنه كامله وهو مش جادر يجف على رجليه من الصدمة اللي أخدها من أبوك.
عمك كان بيفضل بالتلات ليالي ميشوفش فيهم النوم ويشجى ليل ونهار عشان يسدد الديون والحمد لله قدر بعد تعب سنين طويلة يجف على رجله من تانى وبعد كل ده چاي يجول عايز ورثي، يعني عايز كمان ياخد ورثه وأبوه لساته عايش
كان أبوك عايش في رفاهية وبيتمتع في الفلوس اللي أبوي وچدي تعبوا فيها وهما أهنه بيدوجوا طعم الجوع وهو ولا على باله.
وده جزء بسيط من الحجيجة.
لم يجد مصطفى الكلمات التي تصف مدى الخزي الذي يشعر به تجاه والديه، كيف استطاعوا تزييف الحقائق ويظهر كلاهما بدور المظلوم.
فيردف جاسر كي يخرجه من شروده
_ أنا رايد أختك بعيد عن أى حاچة وعايزك تساعدني
سأله بشك
_ وايه اللي يأكدلي إنك مش بتعمل كده عشان تنتقم من أبويا
أجابه جاسر بحنق
_ مش اني اللي أنتقم من حرمه، لأن أنا جاسر جمال عمران راچل من ضهر راچل، وعمري مـ ادخل الحريم في مشاكلنا.
وبعدين إحنا معدش فيه بناتنا حاچة عشان ننتقم منيها، أنا فعلًا رايد اختك وهى كمان مش عايزه تفارج اهلها وعزوتها، هتساعدني ولا لأ؟
رغم الحيرة التي اصابته إلا إنه ترك الأمر بيد والديه علمًا بأنهم لن يوافق أحدهم على ذلك الزواج.
_ على العموم أنا هكلم بابا النهاردة واشوف رايه في الموضوع ده بس اللي انا واثق منه أنه مستحيل يوافق؛ مش عشان حاجة لأ عشان مش هيقدر يقف أدام ابوه وعمي بعد اللي حصل ده.
نهض من مقعده وأردف
_ بس بردوا هكلموا وحاول أقنعه.
نهض جاسر بدوره وهو يقول بثبات
_ هنشوف.
الثقة التي يتحدث جاسر بها تقلقه لكن ما يطمئنه هو وجودها بين عائلتهم ومع عمه جمال الذي يعاملهم بكل الحب الذي يكمن بداخله منذ أن رآهم
اوما برأسه ونزلوا إلى الأسفل ليجدوا توأم عمه بجوارة على طاولة الأفطار يواصلون مرحهم مع سارة التي استمتعت كثيرًا بمزاحهم.
لكنها اندهشت عندما كفوا عن المزاح ما إن رأوه ليقتربوا منه ويصافحوه بإحترام
ثم نظروا إلى مصطفى تحدث معتز بابتسامه
_ أنت طبعًا مصطفى ولد عمي، نورتنا.
صافحه مصطفى وهو يبادله الابتسامه
_ منوره بأهلها.
صافح حازم أيضًا وأجتمعوا جميعًا حول المائدة ووسيلة تنظر إلى مكان ابنتها الفارغ باشتياق
ليشعر بها جمال الذي ربت على يدها بحنو فتبتسم بثبات وتتداخل معهم.
خرج مصطفى إلى حديقة المنزل كي يجيب على الهاتف وهو يحاول بصعوبة جعل صوته ثابتًا كي لا تشك بشئ
_ صباح الخير ياماما
أجابت سمر وهى تنظر إلى منصور النائم على الفراش بجوارها
_ صباح النور ياحبيبي عامل ايه؟
رد بهدوء
_ بخير الحمد الله، بابا راح الشركة ولا لسه؟
تنهدت بحيرة وهي تنظر إليه
_ لأ لسه المهم اختك فين خليني أكلمها
_ هى جوا مع جدي أول مـ أدخل اخليها تكلمك لإني برة في الجنينة
علمت انها تتهرب منها فقالت باحتدام
_ سيبك من الحجج الفارغة دي وخليها تكلمني يا إما
تجيبها وترجع سواء برضاها أو غصب عنها فاهم؟
أستيقظ منصور على صوتها وهو يسألها بنعاس
_ في أيه بتزعقي ليه؟
تابعت حديثها مع أبنها
_ زي ما قلتلك يا إما أنا بنفسي اللي هاجي أخدكم.
أخذ منصور الهاتف منها عندما علم انه تحدث أبنه وقال بتثاءب
_ ازيك يامصطفى عامل ايه؟
رد بهدوء
_ الحمد لله كويس بس أنا كنت عايز حضرتك في موضوع مهم
نهض منصور وقد شعر بالقلق من حديث أبنه وقال بجدية
_ خير في حاجه حصلت؟ أختك كويسة؟
_ اه يابابا كويسة متقلقش.
ازداد قلقه من أن يكون والده أخبرهم كل شئ فتابع مصطفى بتمالك
_ أصل جاسر ابن عمي عايز يتقدم لـ ليلى وهى موافقة، وعمي عايز يفاتحك في الموضوع.
ألجمته الصدمة قليلًا لكنه تمالك نفسه كي لا تشعر سمر بشئ وقال بمثابرة
_ تمام يبقى نتكلم بعدين.
أغلق الهاتف ومازال على إندهاشه فتسأله سمر بتوجس
_ في حاجه حصلت؟
أنتبه منصور لها وقال بجدية
_ مفيش هما بس عايزين يقعدوا أسبوع هناك وانا قُلتلهم هشوف.
لم تقتنع بحديثه وشعرت بوجود خطب ما
_ يعني مش مخبيين عليا حاجة؟
رد بثبات وهو يدلف للمرحاض
_ لأ مفيش، ولو فيه أنا مش هكون هادي كده.
أغلق منصور الباب خلفه وقام بالوقوف أسفل المياة وهو لا يعرف ماذا يفعل
ساوره الشك ان يكون جاسر يأخذها للأنتقام
لكنه يعرف أخيه جيدًا لن يقبل بالظلم مطلقًا
إذًا ماذا يحدث
لن يقتنع بأن أبنته أحبت في تلك الفترة الوجيزة
قد يكون تعلقها بهم سبب من ضمن الأسباب لكنه يشعر بأن هناك شئٍ آخر وعليه معرفته.
❈-❈-❈
في المشفى
أستيقظ أمجد ليجد نفسه مازال داخل تلك الغرفة التي يبغضها وذلك الطنين الذي يصدر من الأجهزة المحيطة به من كل جانب تزعجه
بحث بعينيه عنها ليجدها نائمة على المقعد كعادته بها، ابتسم بحب وظل يتأمل ملامحها التي حفرت بداخله منذ أن رآها أول مرةٍ في حديقة منزلهم.
ليدق قلبه بعنف وكأنه يخبره بأنه وجد ضالته أخيرًا
والأهم من كل ذلك أنها أيضًا بادلته نفس المشاعر
لن يصدها بعد الآن؛ وليستسلم كلاهما لذلك الشقاء الذي كتب عليهم.
ومن يدري؛ ربما يكون للعمر بقية وحينها لن يفرقهم شيئًا
تململت ليلى في نومتها وقد شعرت بتيبس عضلاتها من تلك النومة
انتبهت على صوت أمجد الذي تحدث بهدوء
_ صباح الخير
نظرت ليلى إليه بلهفة وقالت بابتسامه أرهقت قلبه
_ صباح النور
تقدمت منه كي تلقى نظرة على الأجهزة وأردفت
_ الحمد لله بقينا أحسن بكتير
ابتسم بحزن لعلمه جيدًا بحالته ويعلم أيضًا أنها تقول ذلك كي توهم نفسها قبل أن توهمه، فتحدث بيأس
_ أحسن دي تقوليها لحد مش عارف حالته كويس إنما أنا لأ
ألمها نبرة اليأس التي يتحدث بها وقالت بحب
_ خلي أملك في ربنا كبير.
رد بصدق
_ ونعم بالله، بس أنا بحب الوضوح والصراحة أكتر
مش بحب تزييف الواقع، وأنا شايف إن الأمل في حالتي كل مدى مـ بيضعف
لم تريد التطرق في ذلك الأمر أكثر من ذلك وغيرت مجرى الحديث قائله بمرح
_ على فكرة أنا جعانه آوي أيه رأيك لو اخلي سهى تجيب لنا فطار
أومأ لها مبتسمًا كي يتركها تترك العنان لدموعها التي تجمعت داخل مقلتيها، فتخرج مسرعة من الغرفة وتستند بظهرها على الباب لتحرر تلك العبرات التي تدفقت بغزارة داخل عينيها
فمؤشراته لا تبشر بخير مطلقًا.
وقد أصبح الأمل ضعيف.
كل ذلك يحدث وهو يشعر بها خارج الغرفة تذرف دموعها بغزارة
ليته يستطيع النهوض والذهاب إليها كي يأخذها داخل أحضانه ويهون كلاهما على الآخر
لكن يعلم جيدًا بأنه لن يستطيع الوقوف على قدميه مرة أخرى
وظل مكانه ينظر إلى الباب الذي يحجبها عنه بقلب ملتاع، يلعن حظه العسر الذي وضعه في ذلك الموقف.
عادت بعد قليل وهى ترسم ابتسامة لم تصل لعينيها التي احمرت من شدة البكاء وقالت بحب وهى تجلس على المقعد بجواره
_ معلش أخرت عليك بس كنت في الكافتيريا بوصي على الفطار.
يعلم جيدًا بأنها لم تتزحزح من أمام الغرفة وأنها طلبت الفطار بالهاتف، فأراد أن تكون أكثر صراحة معه
فتحدث بوهن من شدة الألم الذي يشعر به
_ مفيش داعي إنك تكدبي عليا، أنا عارف إنك متنقلتيش من أدام الأوضة، وكنت حاسس بدموعك بتقطع في قلبي
همت بالمعارضة لكنه منعها قائلًا
_ متحاوليش لإني واثق من اللي بقوله
خفضت عينيها بألم ليتابع هو
_ أنا مش زعلان، كل الحكاية إني حسيت بالعجز وأنا مش قادر اقوم من مكاني عشان اهون عليكي
ازدرد ريقه بصعوبة وهو يحاول تلاشي الألم الذي يزداد وأردف بوهن
_ عايزك لما تعيطي تعيطي وأنتي جنبي عشان أنا اللي أديكي الأمل مش أنتي.
اخذت نفس عميق تهدئ به من لوعتها وقالت بشجن
_ الأمل الوحيد اللي عايزاة من الدنيا هو إنك تخف وصدقني مش طالبه منها حاجة تاني.
ليته يستطيع امساك يدها التي تضغط عليها بمحاولة فاشلة منها على الصمود وألا تعاود البكاء مرة أخرى
وقال بغصة
_ نفس إحساسي ورغبتي في الحياة، واللي عايز أتمسك بيها لأول مرة في حياتي
وجودك فرق كتير أوى وأتمنيت أني اقابلك في ظروف أفضل من كدة
إزدراءت تلك الغصة التي وقفت في حلقها وتحدثت بحب
_ المهم إننا إتقابلنا، ودا غير كتير آوى في حياتي، أمجد أنا قبل مااعرفك كانت الحياة بالنسبالي هي المذاكرة وبس انت خلتني أشوفها بمنظور تاني خالص، لأول مرة بعرف يعني أيه حب والقلب اللي بيدق كل ما بيسمع أسم اللي بيحبه ولا حتى اسم مشابه لاسمه.
لما بتشوفه ولو حتى من بعيد تحس إن الحياة هى اللحظات اللي بتشوفه فيها ولما بيفارقك الأشتياق بيقـ.ـتلك ونفسك تهرب معاه من الدنيا كلها
كان يستمع لكلماتها بابتسامه شغف وولع لتلك التي أطربته بأجمل الكلمات التي تصف مدى تعلقها به فأيدها قائلاً بتوق
_ كل الكلام ده حسيت بيه من وقت مـ شفتك بتذاكري في الجنينه، خطفتي قلبي من وقتها وكل ما أخزي الشيطان وابعد عينيه عنك ألاقيها بتروح ناحيتك من تاني
ضيقتك ليلى عينيها وهى تقول بغيظ
_ أمم يعني كنت بتبص عليا وانا بذاكر
رفعت اصبعها في وجهه وهي تتحدث بلهجتها الصعيدي بتحذير مرح
_ أنت خابر لو كان جاسر ولد الحاچ جمال شافك كان هيعمل فيك ايه؟
رفع حاجبه متسائلًا لتجيبه بحدة
_ هيجتلك من غير مـ يرفله جفن
ضحك كلاهما ليطرق الباب وتدلف سهى تحمل الإفطار وهى تقول
_ أحلى فطار زي ما وصيتي يادكتورة ليلي.
شكرتها ليلى وهمت سهى بتحضيرة على الطاولة لكنها منعتها
_ لأ روحي أنتي ياسهى وأنا هفتحه
اومأت وخرجت من الغرفة
فقامت ليلى بوضع الطعام على الطاولة وقربته من الفراش بعد ان قامت برفعه حتى يستطيع تناوله بأريحية، لكنه نظر لها بخبث وهو يقول
_ بس انا هاكل إزاي بالأجهزة اللي في إيدي دي كلها.
نظرت ليلى إلى يديه وقالت بحيرة
_ اه صحيح
إزداد خبثه وهو يقترح
_ خلاص أكليني أنتي
اتسعت عيناها ذهولًا مما نطق به وقالت بحدة صعيدية
_ أنت بتجول أيه؟
تراجع بمرح وهو يقلد لهجتها قائلاً
_ بجول إنك تبعتي لسهى هى اللي توكلني
نشبت الغيرة بداخلها وقامت بإزالة المحلول من يده وتعليقه حتى ينهي طعامه وقالت باستنكار
_ كده مش محتاج حد.
تابع مكره
_ بس أنا فعلاً تعبان مش قادر أرفع إيدي.
زمت شفتيها بغيظ
_ لما تاكل هتقدر
استسلم امجد في النهاية وبدا بتناول طعامه وهو يبعد عينيه عنها بصعوبة كي لا تحرج منه
أما هى فكانت مندهشة من تلك الجرئة التي أصبحت عليها
تركت نفسها لتغرق أكثر في بحر عشقه دون أن تبحث عن البر
ربما لأنها تعلم جيدًا أن لا بر لها معه، ربما تكون عودة لكن تخرج منها ضائعة
أو تعود معه لبر الأمان بأحلام وردية
لا تبالي بشئ
كل ما يهم الآن أنها تأخذه ملجأ لها كما أخذها هو ملجأ له ويستند كلا منهم على الآخر باسم الحب
فقد أصبحت مثل خيلٍ حبيس أطلق سراحه فرفرف عاليًا فرحًا بحريته التي لم يعلم بأنها الخطوة الأولى نحو آلامه
كانت تختطف النظرات إليه بحسرة على ذلك العشق الذي حكم عليه بالموت وهو مازال وليدًا.
تدحرجت دمعه حاره على وجنتيها مسحتهم بظهر يدها قبل أن يلاحظها ذلك المعشوق
وهى تتساءل كيف تكون حياتها بدونه
انتبهت لصوته الذي يسألها
_ سرحتي في أيه؟
ابتسمت ليلى وهي تقول باعتراض لما تفعله
_ مش عارفه إن كنت هتفهمني ولا لأ، بس بما إنك صعيدي أكيد هتفهمني
حرك رأسه مستفسرًا لتتابع هى بوجل
_ أنا حاسة نفسي بعمل حاجة غلط؛ وأولهم إن تعاملي معاك مش تعامل مع مريض لأ ده حاجة تانية خالص
نظرت إليه لتجد وجوم على ملامحه وتابعت
_لأول مرة بعمل حاجة من ورا اهلي
صحيح أنا عرفت حازم ومعتز ومغلطني جدًا بس ده بردوا ميدنيش الحق إني أخون ثقتهم فيا
قاطعها أمجد بجدية
_ بس انتي معملتيش حاجة غلط عشان تخوني ثقتهم
سألته بحيرة
_ أومال تسمي أيه اللي بعمله ده؟ تفتكر أنت كنت هتقبلها على أختك
ساد الصمت قليلًا ليتحدث بعدها بصدق
_ لو بينهم الحب اللي بينا ده أكيد كنت هقبل.
همت بالمعارضة لكنه قاطعها بجدية
_ ليلى أنا بحالتي دي مقدرش أوعدك بحاجة بس اللي واثق منه إني لو في ظروف غير دي مكنتش حاجة هتمنعني اني اتجوزك حتى لو العالم وقف قصادي
إنما حاليًا أنا معنديش عُمر اوعدك بيه.
حاولت تنظيم أنفاسها التي هدرت بقوة حزنًا وألمًا من كلماته التي تمزق قلبها بغير رحمة
وهذا ما لاحظة أمجد
فيشعر بالألم يعاوده فأراد تغيير مجرى الحديث وسألها
_ بابا وفارس مسألوش عليا؟
ردت بتأكيد وهى تحاول بصعوبة الثبات أمامه
_ لا طبعًا محدش منهم بيسيبك بس دكتور عصام مانع الزيارة عشان حالة باباك.
أومأ برأسه وشعر بالتعب يزداد فقامت ليلى بإضافة بعض الأدوية وقالت
_ كفاية كلام لحد كدة وأرتاح شوية
اغمض أمجد عينيه بإرهاق وقال بألم
_ متسيبنيش
أكدت بألم مماثل
_ مش هسيبك.
❈-❈-❈
في مكتب منصور
دلف خالد المكتب ليصافح منصور هو يقول بغيظ
_ في إيه تاني؟ جايبني على ملى وشي ليه؟
أشار له منصور بالجلوس
_ تشرب أيه الأول.
_ ولا حاجة قول بسرعة في أيه؟
تنهد منصور وعاد بظهره للوراء وهو يقول
_ جاسر ابن جمال عايز يتجوز سارة.
تحدث خالد بدهشة
_ جمال أخوك
اومأ بصمت ليقول خالد بجدية
_ وأيه اللي فيها، جاسر أنا عارفه كويس إنسان محترم جدًا ورجل يعتمد عليه ميتخيرش عن جمال اخوك، انا لو مكانك مترددش لحظة واحدة
زم شفتيه بحيرة ثم تحدث بقلق
_ أنا معاك في كل ده بس اللي انا مستغرب له إزاي
لحق يحبها ويقرر يرتبط بيها في المدة البسيطة دي؟
أجاب خالد ببساطة
_ وايه المشكلة؟! بتحصل كتير جاسر أبن ناس ومتعلم ووسيم وفيه صفات كتير حلوة أى واحدة تتمناه، وكفاية انك هتنام وانت مطمن عليها وسط أهلها بدل مـ ييجي ولد من بتوع اليومين دول يكون طمعان فيها.
تحدث منصور بتهكم
_ يعني ابن جمال هو اللي مش هيكون طمعان فيها؟ ولا يمكن يقول ……
قاطعه خالد بنفي
_ مستحيل جاسر يعمل كده وأنا واثق فيه زي ما أنا واثق إنك انت اللي قاعد أدامي دلوقتي، وبعدين جمال اللهم بارك بقى عنده اد اللي عندك واكتر كمان.
وافق يامنصور وقرب المسافات بينك وبين أهلك، يا سيدي دا حتى المثل بيقول أهلك لتهلك.
فكر في أبوك فكر في أمك اللي ملهاش ذنب في كل ده، أرجع وأعتذر وانا واثق أنهم هيسامحوا.
مراتك دي اللي مش قادرة تتحمل فراق ولادها من أسبوعين شوف أنت بقى ولدتك اللي بقالها أكتر من خمسة وعشرين سنه مشفتش أبنها.
_ أنا الكلام معاك بيتعبني وأنا أصلًا تعبان لوحدي
عايز نصيحتي وافق وأبعد بنتك عن الحرب اللي هتقوم الفترة الجاية دي مع مراتك
رد منصور بارتباك
_ بس أنا مش هقدر أروح هناك واتكلم في جواز وغيره وكأن شيئًا لم يكن
_ صدقني وقت مـ تدخل عليهم كل حاجه هتتنسي وكأن فعلًا شيئًا لم يكن.
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية ومقبل على الصعيد) اسم الرواية
تعليقات
إرسال تعليق