Ads by Google X

القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية قانون آيتن الفصل التاسع 9 - بقلم داليا أحمد

   رواية قانون آيتن كاملة   بقلم داليا أحمد    عبر مدونة كوكب الروايات 


رواية قانون آيتن الفصل التاسع 9


 
ردت منة ضاحكة:
-لا متاخدش في بالك..
– طب ايه ؟ تحبي توقفي أنتِ التاكسي
استوقفت سيارة أجرة بنفسها ..وركب هو في الكرسي الأمامي بجانب السائق ومنة بالخلف، أسندت رأسها للنافذة تتأمله من المرآة.. أفاقها الشاب من شرودها بعد عدة دقائق وهو يقول:
-وصلنا يا آنسة
ثم أعطي السائق أجرته ونزلت لتحاسبه، رفض تماماً أن يأخذ منها شيء بعد محاولات كثيرة، ليقول مغيراً الحوار :
-احفظي بقى المكان
أومأت بارتباك واضح:
-حاضر
ساد الصمت بينهم، نظر إليها لدقائق وكأنه يريد أن يقول شيئا لكنه متردد؛ ليجيبها برسمية:
-طيب .. عايزة حاجة ؟
نظرت له بحزن و رجاء مخفي وكأنها تود أن تتعرف عليه أو حتى تعرف اسمه ولكنها لم تستطع أن تفعل ذلك! فأجابته بخجل و رقة:
-لا .. ميرسي أوي..
لم يعطيها فرصة للمناقشة أو تتعرف عليه فاستأذن وانصرف
بعد ثوانٍ..لمحت فتاة بالقرب من كارفور لتسألها بفضول:
-لو سمحتي هو فين أقرب بنك هنا؟
-لا مفيش أي بنك قريب من هنا خالص
وتفاجأت بأن أقرب فرع بنك كان بالقرب من المكان الأول..!
ظلت تقف في منتصف الشارع غير مصدقة ما حدث .. شعور بالندم علي عدم استغلالها تلك الفرصة لتقول مبررة لنفسها:
-لا طبعا اللي عملته ده صح ..لو كنت حاولت أتعرف عليه كان ممكن يقول عليا مش محترمة وأقل في نظره ..يوووه ياريتني كنت ركبت التاكسي و روحت الفرع اللي بره وخلاص
__________________________________
كانت العينان التي تتابعها بالصدفة.. عينيّ “حمزة”، حاول الخروج من المكان بعد انتهاء مقابلة عمله، ولكنه اتجه نحو طاولة “آيتن” وهي تبتسم لذلك الشخص الغريب وتتحدث معه وكأنها تعرفه جيدا !
وقف أمامهم وقبل أن ترحب به، نطق بجملة سريعة:
– كنت عايزك في حاجة
ارتفع حاجباها بدهشة واعتراض ولم تتحرك، فهتف بصوت اعلى :
– اكيد مش هنتكلم قدامه يعني !
– لا نتكلم قدامه..في حاجة ؟
– بلاش عشان الاحراج بس
فسحبها من مرفقها بسرعة لتتحرك معه بعيدا عن الطاولة، ليقف امين وهو يتحرك خلفهم فنبهه حمزة بإشارة من يده :
– مش هطول عليك أصلا
جذبت يدها بقوة من يده وحركته المفاجأة فتملصت منه سريعاً، و وقفا أمام الطاولة الفارغة التي كان يجلس عليها حمزة
– ممكن افهم ايه الأسلوب اللي مش لاقياله وصف ده !
اتهمها قائلا بسرعة:
– انا برضو ! ولا أنتِ
ده انتِ اديتيني محاضرة في مكتبك و ازاي تتهمني .. وأنتِ عادي اهو مقضياها و بتخرجي وتضحكي ..

تألقت عيونها بذهول ، واستوعبت اتهاماته الباطلة، لترد عليه بغيظ :
– حضرتك بجح ماشاء الله !
قاطعها بحدة :
– أنا برضو ؟ ولا ده تبع شغلك برضو !
صاحت به باندفاع من تدخله الغريب:
– أنت مالك اصلا.. يخصك في ايه ؟؟
رد بتبرير موضحًا:
– بنت خالتي تبقى صاحبتك..
قاطعته بعنف :
– اديك قلت.. بنت خالتك !! يعني هي كبيرة وفاهمة كويس اوي تصاحب مين
أنت برضو يخصك في ايه فهمني؟؟
– ما انا ميرضينيش انها تصاحب حد نظام حياته غير نظامها..
-ليه وهي عيلة صغيرة ؟؟ بيبي هي متعرفش تفرق بين الصح والغلط
لتردف وهي تخبره من بين أسنانها:
-اللي انت قولته من شوية عني ده ما يخصكش.. نظام حياتي صح ولا غلط … ما تدخلش اصلا…يخصك في ايه فهمني !؟؟
– ازاي واحدة زيك تبقى كده ؟
– كده ازاي ؟

نظر إليها بتمعن و عدم تصديق :
– ملامحك بريئة جدا…شكلك ميقولش انك ممكن تعملي كده زي ما رهف قالت … بس اللي شوفته قدامي …
ردت بنبرة متهكمة:
– معاك دليل ؟؟
– نعم؟
– حكمت عليا كده وخلاص من كلام سمعته من رهف ؟ و شوفته قدامك..معاك دليل عليه؟
– شوفتك خارجة قدامي مع حد واضح جدا أن مفيش شغل بتتكلموا فيه..
قاطعته بغضب:
– مين أنت أصلا علشان تدخل وتحكم عليا بحاجة مش موجودة غير في خيالك.. أنا شغلي واضح جداً ومفيش حد قال عني نص كلمة غير الزفتة رهف .. و ده عشان هي آخرها كده .. تتكلم على اللي مش عارفة توصله ولا تبقى زيه
لتردف وهي تنهي الموضوع قائلة:
– عموما مش موضوعنا و زي ما قلت .. حياتي تخصني انا وبس … صح ولا غلط برضو ماتخصكش
– “آينا” … معلش اتأخرت عليكي
قاطعهم صوت وئام وهي تقترب منهم قائلة بتلك الجملة، لتردف بعدها وهي تنتبه إلى حمزة :
– ايه ده مستر حمزة … حضرتك هنا
رد بذهول :
– وئام
ألقت نظرة على زوجها من بعيد :
– ايه ده انتوا سايبين امين لوحده ؟ ولا انت متعرفتش عليه
– لا معلش مش لازم
قاطعته بسرعة:
– ازاي يعني حضرتك متتعرفش على جوزي و شغال في الاوتيل كمان معانا
اتسعت حدقتيه بذهول، ليفهم أنه أخطأ بالفعل :
– جوزك ؟؟؟؟ غريبة يعني اصل ايتن جت قلبك
بينما ايتن ارتسمت على ملامحها التسلية والمكر
ردت وئام بتبرير :
– أنا دائما متأخرة وكنت بخلص شوية حاجات … فـايتن وصلت قبلي… تعالى اعرفك عليه بقى
ذهب خلف وئام وايتن باتجاه طاولة امين، لينظر إلى وئام وهي تجلس بجانب زوجها و ايتن على الناحية الأخرى، ليندم على تسرعه و اندفاعه…فهو لم يقصد ابدا ما فعله … لا يعلم لم فعل ذلك أساساً.. بالنهاية هي لديها كل الحق
فهي لا تخصه ابدا..
قال بنبرة هادئة معتذرا لايتن و امين :
– معلش على سوء التفاهم ده
رد امين بحيرة:
– لا ابدا.. حضرتك بس مسلمتش ولا اتكلمت
همس باعتذار حقيقي :
– آسف بجد … انا لخبطتلكم اليوم
– متقولش كده يا مستر حمزة ده حضرتك منورنا…لازم تقعد معانا بقى
– لا انا لازم امشي عشان اروح البيت..
– لا حضرتك اقعد معانا منورنا طبعا
وقفت ايتن قائلة :
– أنا لازم امشي ..
اقترب منها قائلا برجاء :
– خليكي يا آيتن…انا مش عارف اقولك ايه بجد… انا آسف حقيقي … هنتكلم مرة تانية .. تمام
ليردف بصوت عال وهو يتركههم حتى لا يجعلها تترك أصدقائها بسببه :
– عن اذنكم .. وان شاء الله نتقابل في مرة تانية

– في ايه يا بنتي … هو حصل حاجة ؟
سألهم امين :
– هو ده بقى حمزة؟
– هو.. بس سيبكم منه … انا عايزاكم في مهمة جديدة… الست اللي وئام جابتهالي.. في حاجة لازم تساعدوني فيها عشان نخلص مشكلتها
– تمام معاكي
همست آيتن بتفكير بعد أن قصت عليهم سريعا ملخص ما قالته تلك المرأة:
-أنا هروحلها وههددها أنها تقول لجوزها ان جالها مرض الإيدز وتوريله شوية تحاليل مزورة طبعا انتوا هتساعدوني فيها، واخليها تقوله خلي بالك المرض مبيظهرش على طول وممكن يجيلك وهو طبعا هيخاف وهيسيبها وهيقعد فترة عند كذا دكتور شكل وإشاعات وتحاليل وهيقعد فترة مصدوم
سألتها وئام:
-طيب أفرضي البنت رفضت وقالتله
قالت آيتن بثقة:
-لا متخافيش أنا هعرف أتصرف كويس
– وانا هجيبلك التحاليل دي على طول .. هاتيلي بس بياناتها
– حاضر
_________
ذهبت آيتن لمقابلة المرأة بعد أن أخذت العنوان من العميلة و ساعدوها كلا من امين و وئام بالطلبات؛ لتنهي هذه المشكلة بنفسها
دلفت آيتن إلى داخل الشقة، بينما أبقت المرأة الباب مفتوحا واتجهت لتقف أمامها وهي تسألها :
-أيوة أنتِ مين؟
آيتن بسخرية:
– الراجل إللي أنتِ ناصبة عليه ومش هتتجوزيه لحد ما تخليه يفلس .. انا واحدة قريبة من عيلته
المرأة بإنكار:
-نعم؟ أنا معرفش أنتِ بتتكلمي على أيه
صاحت آيتن بعصبية :
-لا يا روح أمك أنتي عارفة .. هتستهبلي يا بت ولا أيه .. ولا أقولك شوفي الفيديو الحلو ده و أنتي تفتكري
فتحت آيتن هاتفها لتريها الفيديو التي تظهر فيه المرأة وهي تتراقص لزوج العميلة.. ابتلعت ريقها بصعوبة بينما تعالت دقات قلبها فربما قد أتت لتفضحها أو تساومها علي شيء !
صاحت بصدمة:
-يا نهار أسود .. جابر هو اللي بعتلك الفيديو ؟ هو حيوان للدرجة دي!
آيتن بنبرة ساخرة:
-شوفتي بقي ..عشان تأمني لراجل تاني
سألتها بارتباك:
-طيب أنتي عايزة مني أيه.. أنا خلاص هسيبه
لتجيبها آيتن بابتسامة ماكرة وهي تعطيها التحاليل:
-عايزاكي لما يجيلك تديله التحاليل دي وتقوليله إن جالك الإيدز وانه متوقع يجيله المرض ده برضو زيك
المرأة بدهشة غير مصدقة:
-لا أنتي بتهزري؟
أومأت بنفي:
-لا مبهزرش.. أنتي هتعملي كده

أومأت بأيجاب:
-خلاص ماشي هقوله حاضر.. حاجة تانية ؟
ابتسمت مكملة تفجير قنبلتها:
-آآه الشبكة اللي جابهالك ب 200 ألف جنيه
شحب وجهها وبهتت ملامحها وهي ترد بتلعثم:
-شبكة! شبكة إيه دي..جابر مجابليش حاجة
جذبتها من ملابسها بعنف وهي تهتف بغضب شديد:
-لا بقولك أيه ده أنا أنزلك الفيديو بتاعك ده على النت وأعمل إعلان ممول يخليه يلف مصر كلها في اقل من 24 ساعة فـتعالي ننهي الحوار ده بقى و لمي الدنيا و هاتيلنا الشبكة اللي جابهالك
شهقت بندم وهي تلطم على وجهها:
-كان يوم أسود يوم ما وقعت على الراجل ده
زفرت آيتن بنفاذ صبر :
– برافو عليكي.. خليه بقى ألوان و ننهي الحوار ده
تنهدت بمرارة:
-طيب ثواني هدخل أجبلك الحاجة
آيتن بتحذير:
-لا يا حبيبتي ..أنا داخلة معاكي ولو طلعوا أقل.. قسما بالله هخليكي تندمي عمرك كله..
المرأة بخوف:
-لا لا والله ..حاضر هجبلك كل الدهب اللي جابهولي
__________________________________
قصت آيتن لصديقتها خديجة ما حدث معها لمشكلة المرأة وما فعلته لها
خديجة بحزن:
-تقريباً كل الرجالة بقت كده إلا قليل أوي ..عشان كده إلافضل أنّ الست لو كان معاها مبلغ كويس أو أرض متديش حاجة لجوزها هو راجل ويقدر يتصرف ويصرف وهي تشيل فلوسها لوقت خيانته أو غدره عشان تقدر تعيش من غير ما تحتاج لأي حد
أومأت آيتن بأيجاب:
-حنيتنا الزيادة والمثالية بتاعتنا وإننا بقينا واحد ده أكبر غلط عشان مبيطمرش فيهم ولا عمره هيعترف بفضلها وجميلها ومساعدتها له والنتيجة يا أما هيغدر بيها أو هيخونها ومش هيهمه أي حاجة ولا هيهمه عياله ولا عشرة ولا سنين
ابتسمت خديجة بفخر:
-بس بجد برافو عليكي يا آيتن ضربتي عصفورين بحجر واحد ..خرجتي البت من حياته ورجعتي الشبكة الغالية اللي الست دي كأنت هتلهفها و أديتيها للعميلة بتاعتك..وكمان هتخلي الراجل يعيش فترة خأيف ان المرض يكون اتنقله
ثم تابعت بدهشة:
-بس بستغرب كل عميلة ليكي كأنت بتعشق جوزها وبعدين تفكر تعمل فيه كدا
آيتن بتبرير:
-الست مبتتخلاش عن جوزها أو حبيبها ولا بتقسى عليه إلا لو وصلها لمرحلة إلاهانة وقلة القيمة والضرب؛ مين هيفكر ينتقم من حد بيعشقه كده إلا لو اتأذي منه.. مفيش!
لتسألها خديجة بفضول:
-عندك حق .. طب هي بعد ما تعرفه الحقيقة هتسيبه ولا هتكمل معاه؟

ابتسمت آيتن بحزن:
-بصي الغدر للأسف بيدمر أي علاقة فـ أنتي الوحيدة اللي بتقدري تقيمي الموقف بأنك تكملي وتشوفي المركب بتغرق أو تنطي منها قبل فوات الاوان
– صحيح هتعملي ايه مع حمزة بعد الموقف السخيف اللي عمله
هتفت آيتن بغضب متذكرة:
-أنا بقى مش هسكت يا خديجة ومش هسيب المهمة دي وهخليه يندم على كل كلمة قالها
أومأت خديجة بإيجاب :
-‏وأنا واثقة أنّك هتقدري
___________________________________
لاحظت منة تغير ايتن معها وهروبها الدائم من الكلام معها حتي ردودها عليها أصبحت باردة ومختصرة، فشعرت ان هناك شيء ما حدث..فقررت أن تنتظرها بعد انتهاء الكورس
-ايتن…
تجاهلتها قائلة ببرود:
-‏ معلش مخدتش بالي
زفرت منة بضيق :
-‏في ايه يا آيتن أنتِ متغيرة كده ليه مش فاهماكي.. هو أنا عملت حاجة ضايقتك ؟!
ردت بنبرة ساخرة :
-لا بس كده أحسن..
منة بنفاذ صبر:
-‏ ممكن افهم في ايه لو سمحتي ؟ واضح جدا انك متغيرة أو في حاجة مزعلاكي مني.. حتى لما بسأل حمزة عنك قالي انك مش بتتكلمي معاه
– حمزة !.. غريبة مش ده اللي هو كان عايزه !
جحظت عيناها بدهشة:
– عايز ايه ؟ انا مش فاهمة حاجة
– متاخديش في بالك يا منة…بس هو شايف أن صداقتنا دي متنفعش … شايفني غيرك
– بصي انا مش هسيبك غير لما افهم حصل ايه.. حتى هو مش عايز يحكيلي بس شكله بوظ الدنيا صح ؟
صاحت ايتن بغضب:
– اللي حصل ان هو شك فيا و كان مصدق كلام رهف .. كنت خارجة انا و صاحبتي و جوزها وهي مكنتش لسه وصلت واتهمني و مكنش فاهم لسه انه جوز صاحبتي
– لا غلطان بجد…وحتى لو مش جوز صاحبتك هو ماله اصلا..دي حياتك وأنتِ بجد إنسانة محترمة..انا مشوفتش منك حاجة وحشة
– شكرا يا منة .. بس ده مش مبرر أنه يتهمني وفي الاخر يفهم أنه اتسرع و يعتذر على الموقف السخيف
شعرت بالندم على تسرع حمزة وتصديقه لكلام فارغ :
-متزعليش منه أصل اللي مر به في حياته خلاه يبقى كده.. مبيصدقش اي حد بسهولة
ردت بنبرة ساخطة:
-‏أيه اللي مر بيه يعني ؟
اجابتها بحزن :
-‏ مواقف حصلتله حولته لشخص كده
ثم أردفت معتذرة:
-أنا آسفة يا آيتن عشان هو اتسرع و فهمك غلط.. والله هو مكنش كده
– عادي يا منة.. أنتِ ذنبك ايه

منة بندم:
-متزعليش منه بجد سوء فهم.. وانا هعرفه ازاي يقول كده
– لا متقوليلوش حاجة طبعا…خلاص الموضوع اتقفل وهو اتكسف لما عرف أنه جوز صاحبتي.. طمنيني عليكي اخبارك ايه؟
– عايزة أحكيلك اللي حصل معايا بقى وأنتي مش موجودة
ومن ثم سردت عليها أحداث ذلك اليوم مع هذا الشاب المجهول
منة بهيام:
-كان قمر بجد أيه الجمال ده! حاجة كده جامدة شبه أبطال الروايات والممثلين..أنا حسيته عايز يقول حاجة بس اتحرج أو يمكن بيتهيألي.. بس أنا مخنوقة هتجنن ..اللي أنا حسيته يومها غير أي مرة شوفت فيها حد وأعجبت بيه
آيتن بتبرير:
-أنتي بس حاسة الإحساس ده عشان أول مرة تشوفي راجل زيه راجل بجد من المواقف والمعاملة ومكنش هدفه يشقطك مثلاً .. أنتي عجبتك جدعنته معاكي وانه شهم
منة بحزن:
بصي يا تونا سيبك من شكله.. بس فعلا حسيته راجل بجد.. شوفت في عينيه رجولة مش موجودة دلوقتي ولا هتبقى موجودة..بس تفتكري هشوفه تاني؟
آيتن بتفكير :
– لو ليكي نصيب أنّك تشوفيه تاني أكيد هتشوفيه ..رب صدفة خير من ألف ميعاد
منة بابتسامة:
-مش صدفة ده قدر جميل من ربنا ..كان نفسي حتى أعرف اسمه بس ..ده البطل المجهول اللي كنت بدور عليه حتي لو مش هشوفه تاني بس مش قادرة أنسى الموقف ده ولا هقدر انساه بسهولة
آيتن باستغراب :
-طب ليه يا منة محاولتيش تعرفيه بطريقة غير مباشرة ؟
لمعت عيناها بحزن:
-مقدرتش لساني عجز عن الكلام.. وبعدين خوفت يفهمني غلط ويقول عليا مش محترمة.. أنا اكراش على ولاد اه لكن في الحقيقة ممكن اقلب بطة بلدي ومعرفش أعمل حاجة
__________________________________
شعرت أماني بالقلق فمنذ أسبوع لم تأتِ منة لديهم كالعادة.. قلقت عليها؛ لتسأل حمزة بشك:
-أومال منة فين يا حمزة بقالها اكتر من أسبوع مبتجيش عندنا يعني..غريبة أنت مزعلها؟
ضحك حمزة :
– هي منة بتزعل برضو ؟ ده أنا نفسي أشوفها مرة بتعيط
تنهدت أماني بقلق فشعرت أنّ هناك شيئا ما حدث معها :
-طب اتصل بيها كده شوفها مالها عشان فاتورتي خلصانة
هاتفها حمزة على الهاتف قائلا بمزاح:
-أيه يا منوش فينك؟ مجتيش يعني بقالك أسبوع
ليتابع قائلا بسعادة:
-مش جاية الأسبوع الجاي كمان؟! وطي صوت الزغاريط يا ماما لحد ما نتأكد من الخبر
ضحكت منة :
– خالتو برضو اللي هتزغرط؟
حمزة بجدية:
-لو بعرف كنت زغرط يا منوش
صاحت منة بإحراج:
-يا اخي هموت من كتر الحب ده والله مش كده
هتفت والدته بعتاب:
-حمزة اديهاني اطمن عليها بقى
ثم ناول الهاتف لوالدته:
-خدي ماما عايزاكي
__________________________________
في اليوم التالي
قرر حمزة أن يذهب ليطمئن على منة ويعرف ما حدث معها وخاصةً أن صوتها كان متغيراً
قهقه حمزة قائلا:
-طب وربنا يا منوش وحشتيني أوي
صاحت منة بتذمر:
-يا اسطى بطل كدب بقى
هتف حمزة بجدية:
-بجد وحشتيني..عايش زي القبيلة اللي من غير كلب
والدتها بابتسامة:
-هقوم أعملك حاجة تشربها يا حمزة
استغل الفرصة ليعرف ما حدث لمنة فقصت عليه كل شيء بخصوص الشاب الذي رآته بالصدفة
لمعت عيناه بغضب شديد قائلاً:
-أنت مجنونة؟ ازاي أصلاً تركبي تاكسي مع واحد غريب.. افرضي كان خطفك؟
همست منة بهيام:
-ياريت
صاح حمزة بعصبية:
– منة أنا مبهزرش ..افرضي كان متفق مع التاكسي
منة بتبرير:
-بطل تتفرج على أفلام أكشن كتير، وعموما أنا اللي وقفت التاكسي مش هو، وهو ركب قدام أصلاً
هتف بتحذير:
-برضو ميتكررش تاني اللي حصل ده..مفهوم!!
– عارف.. أنا أول ما شوفته حسيت اني هقوله قلبي ومفتاحه دول ملك أيديك ..أنت مش فاهم أنا اتغيرت بسببه يا حمزة.. تخيل بطلت اكراش على حد
قطب حاجبه بدهشة:
-لا بجد!
منة ببراءة:
-بجد ..أنا اتغيرت 360 درجة
حمزة بنبرة ساخطة:
– 360 درجة يعني متغيرتيش يا هبلة أنتي كده رجعتي لنفس النقطة .. 180 درجة يعني اتغيرتي
منة بغيظ:
– يا رخم
ضحك حمزة قائلا :
-بما إنّك كئيبة بقى وأنا مش متعود عليكي كده؛ فقررت أتنازل وأخرجك
منة بسعادة :
-موافقة بس بشرط تجيب آيتن معانا عشان نفسي أشوفها
رد بحدة:
– هي مش هتوافق
زمت شفتيها بضيق:
-حمزة والله آيتن بجد كويسة أنت ليه عملت التصرفات الرخمة دي معاها…
قاطعها قائلاً ببرود:
-عارف بس هي مش هتوافق صدقيني
جحظت عيناها بذهول :
-عارف!!! و لما انت عارف ليه اصلا تتصرف كده
– كان سوء تفاهم والله يا منة … انا مكنش قصدي .. مجرد بس اني خوفت تكون هي مش كويسة أو حاجة بس هي كانت محترمة جدا
منة بعتاب:
-شوفت يعني كلامي طلع صح أهو لما دافعت عنها قبل كده
حمزة بلا مبالاة:
-اه
ابتسمت منة قائلة بتلقائية:
-طب أيه أعتذر لها بقى
رد ببرود :
-آه ماشي..ما انا اعتذرتلها يا بنتي في المطعم وهي تجاهلتني…و كمان حاولت اكلمها تاني لقيتها بتتجاهلني بجد
زفرت منة بضيق:
-لا أعتذر لها بجد يا حمزة أنا عارفة انك عمرك ما هتعملها بس أنت فعلاً جرحتها وضايقتها
قاطعها بحزم:
-طيب يا منة بعدين
منة بعناد:
-عموما أنا مش هسامحك ولا هخرج معاك غير لما تعتذر لآيتن وكمان تعزمها تيجي معانا
زفر حمزة بنفاذ صبر:
– أعزميها أنتِ طيب
_________________________________
في الصباح
دلف عمر إلى غرفة اخته وفي يديه بعض الحلويات التي تحبها منة
ليقول عمر بابتسامة:
-منوش ..جبتلك چيللى كولا من اللي بتحبيه
غمزت منة بعيناها قائلة بشك:
-يا قلب منوش.. عامل مصيبة صح ؟
عمر ببراءة مزيفة:
-بصراحة اه..جالي استدعاء ولى أمر
شهقت منة بصدمة:
-يخرب عقلك ده بابا آخر مرة حلف أنّه مش هيروح تاني حتى لو اترفدت من المدرسة
زفر عمر بضيق مبرراً:
-ما هو المدير برضو حلف أنّه مش هيدخلني المدرسة إلا ومعايا بابا وفاضل يومين على امتحانات الميدترم وقالي لو بابا مجاش هيحرمني من الامتحانات .. أعمل أيه يا منة
قطبت حاجبيها بانزعاج:
-يخربيت سنينك يا عمر ..أنت أيه معجون بمأية عفاريت.. مش عارفة طالع شقي لمين كده؟ ده اختك ملاك
عمر بمكر:
-خلاص أنا لقيت الحل
__________________________________
كانت منة تتحدث معها عبر الهاتف وتحاول إقناعها لتأتي معهم هي وحمزة
منة بشك:
-أنتي لسة زعلانة من حمزة بقي ؟
فهي منذ آخر مقابلة بينهم لم تعيره أي اهتمام ولا تتحدث معه وعندما يجتمعوا سويا تتجاهله
آيتن بثبات:
-لا أبداً بس أنا مشغولة كتير الأيام دي في الشغل
-يا سلام! وبعد الشغل؟
-هروح لصاحبتي
-وبعد ده كده وراكي حاجة ؟
آيتن بنفي:
-لا مفيش
-طيب نتغدى بكرة مع بعض
-لا هتغدى في الأوتيل
همست منة بسخرية:
-بكرة الجمعة على فكرة
آيتن بتردد:
-ها ..اه ..ما انا يعني
قاطعتها بجدية :
-نتغدى مع بعض أنا وأنتي وحمزة عشان عايز يخرجني وأنا نفسي تيجي معانا عشان وحشتيني
آيتن ببرود:
-آآه طيب
منة بتبرير:
-طيب أنا عموماً مش عايزة اخرج معاه غير لما أنتي تيجي، هنعدي عليكي ناخدك ونروح مطعم حلو كده ونتغدى..تمام ..ها..
__________________________________
دلف عمر إلى الصالة، ليقاطع والده من قراءة الجريدة الصباحية وهو يقول بتوجس:
-بابا ..أنت فاضي؟
-عأيز أيه ؟
قطب حاجباه بتفكير وهمس باتزان:
-في استمارة لازم ولي الأمر يمضيها
والده بدهشة:
-أنا أول مرة اسمع كده؟
عمر ببراءة متصنعة:
-معرفش هما قالولي كده
هتف والده بتهديد :
-طيب هاجي معاك بس عارف لو طلعت عامل مصيبة!
هز عمر كتفيه باستنكار:
– معملتش حاجة
__________________________________
كان يجلس في الشرفة يتذكر أفعاله معها، هي لم يكن لها أي ذنب كي يتهمها..شعر أنّه تسرع بالفعل
دلفت إليه والدته وهي تناوله فنجان القهوة:
-مالك يا حبيبى سرحان في أيه؟
-مفيش يا ماما..
تمتمت والدته بضيق فشعرت أنه تذكر شيء عكر مزاجه:
-نفسي تنسى يا حمزة..انسى وعيش حياتك عادي..عايزاك ترجع حمزة بتاع زمان
هتف بنبرة ساخطة:
-زمان!!! والنبي يا ماما ما تكلميني عن زمان أنا كده أحسن بكتير
أماني بنبرة حانية:
-يا حبيبي ده نصيبنا وقدر ومكتوب يحصل كل ده وأنا واثقة ان ربنا هيعوضك عن كل اللي شوفته.. نفسي أشوفك مبسوط بجد ومتجوز وعيالك بيتنططوا قدامي كده..ربنا يهديك يا حبيبي…
لتردف بنبرة حزينة :
-كان نفسي كندة اختك تكون عايشة وسطنا…وحشتني اوي يا حمزة .. ملحقتش افرح بيها…راحت بدري اوي… كان زمانها دلوقتي قد منة
اغمض عيناه بوجع :
– وحشتنا كلنا يا ماما…كل ما بشوف منة بفتكرها..بفتكر انها كانت قدها.. وكل حاجة كنتي بتعمليها للاتنين زي بعض…
– اومال يا حبيبي كانوا اخوات بالرضاعة..
ربنا يرحمها يارب … انا يمكن قريبة من منة و بهزر معاها وبحبها كده عشان مبحبش ازعلها ابدا …ونفسي اشوفها مبسوطة…
– عقبال ما تفرحي بيها يا حبيبتي
– وافرح بك أنت كمان…
– أن شاء الله يا حبيبتي
_______________________________________
في مدرسة عمر وبالتحديد مكتب المدير
دلفا إلى المكتب ومعه عمر ليقول بابتسامة :
-ازيك يا استاذ فتحي؟.. فين إلاستمارة اللي همضيها لعمر؟
فتحي بسخرية :
-استمارة أيه؟ ابنك لاعب في جهاز كمبيوتر ومبوظه وأنت جاي عشان كده ..عشان حلفت ما هدخله المدرسة غير لما تيجي
زفر والده بغضب حارق:
-طيب شوف هيتصلح بكام؟
-لا مستر الحاسب الآلي عملوا خلاص
ليلتفت إلى ابنه المشاغب ويقول بتحذير:
-وأنت حسابك معايا في البيت
المدير بصرامة:
-روح على فصلك خلاص يا عمر.. وياريت تعقل شوية
__________________________________
في منزل خديجة
كانت تجلس معها بعد أن جاء لها “بسام” مدير أعمال صديقتها و الذي يعمل معها احيانا
بتقرير عن مراقبته للرجل زوج المرأة التي ساعدتها وهو يذهب إلى كل طبيب و مركز تحاليل وعلى ملامحه الانهيار والتعب
فعلمت انه يبكي و حزين .. خائف مما حدث للمرأة التي كان سيتزوجها .. خائف أن يحدث له عقاب مثلها.. خائف أن تتركه زوجته أن علمت ما سيحدث له
هي انهت مهمتها .. و وصلت لهدفها، إنهاء او بقاء العلاقة بين اي عميلة لها .. أمر لا يخصها تماما
قالت خديجة بضيق :
-الخيانة عند اغلب الرجالة ملهاش علاقة ولا بالست اللي معاه و لا بمشاعرها ناحيته ولا اي حاجة
اومأت آيتن بغضب:
– هي قرف و عين فارغة و حد اتعود على الغلط و الحرام بالنسبة له مبقاش حرام
هتستني منه ايه؟
لفت برأسها للجانب الآخر، هتفت وقد خرج غضبها عن سيطرته :
-أنا بشوفه في صورة كل راجل بنتقم منه !


reaction:

تعليقات