Ads by Google X

القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية وما معنى الحب الفصل الخامس 5 - بقلم آية السيد

   رواية وما معنى الحب كاملة    بقلم آية السيد     عبر مدونة كوكب الروايات 


 رواية وما معنى الحب الفصل الخامس 5



 
مقدمه
ما أشق مغالبة الهوى ولكن ما أعظم أجر مجاهدة النفس في هذا الزمان الذي كثُرت به الفتن واشتد فيه الأسى، تشوشت الرؤيه وازدادت مشقة الطريق على الغرباء “فطوبى للغرباء”.
&&&&&&&
“بقالي أسبوع بحاول معاكِ بالحُسنى بس الظاهر كدا إنك مش هتيجي إلا بالغصب”
قالها حمدى بنظرات تهكم، حاولت مروى الصمود وتظاهر القوة وهتفت بسخريه: غصب! إنت أصلًا متقدرش تعملي حاجه وأحسنلك يا حمدي تبعد عن طريقي
أخرج هاتفه من جيبه وقال: بصي كويس للفديو ده عشان تعرفي إن أنا أقدر أعمل كتير أوي
نظرت للفديو وصرخت: يا حيوان…الفديو دا متفبرك!
-إثبتي إنها مش إنتِ! ودي أقل حاجه في الي عندي…. هنشرهم كلهم وشوفي بقا مين هيصدقك ويكدب عينه!
-حرام عليك إنت عايز مني إيه؟
أردف بشغف
-أنا عايزك يا قلبي…
-يا حيوان! حسبي الله ونعم الوكيل فيك
ابتسم بسخرية قبل أن يركب سيارته وقبل أن ينطلق بها نظر لها بخبث قائلًا: هكلمك ولو مردتيش عليا هيكون ليا تصرف تاني
ازدردت ريقها بتوتر وما أن غادر حتى تذكرت أن هاتفها مفقود، أدمعت عينيها ووقفت تندب حظها وتسب حمدي، لا تعلم ماذا ستفعل؟ ابتلعت غصة في حلقها وأكملت طريقها لتعود للبيت…
_____________________________
عادت منى برفقة هدى لشقتها وقبل أن تدخل نادتها أم مصطفى فاتجهت منى إليها وسلمت عليها، عاتبتها أم مصطفى قائله:
-بقا كدا يا منون إسبوع كامل متسأليش عليا
-معلش والله يا طنط حضرتك عارفه الكليه والشغل مبقعدش والله
-معلش يا حببتي الله يعينك…. بس يارب ميكونش عندك شغل النهارده
-لا النهارده راحه بس ليه؟
-كنت عامله حفله صغيره كدا بمناسبة يوم ميلاد مصطفى وعايزاكِ تساعديني
تذكرت تاريخ اليوم فهو يوم ميلاده، ابتسمت قائله: طيب هغير هدومي وأجيلك علطول
كانت هدى تقف شاردة بوجه متجهم على غير عادتها، وأعين هائمه قاطع شرودها أم مصطفى
-بت يا هدى مالك واقفه بعيد كدا ليه!
أقبلت هدى باتجاههم وقالت بابتسامه: ازيك يا طنط
-الحمد لله… تيجي بقا مع منى تساعدوني
-حاضر يا طنط دا إنتِ تأمري
نظرت منى لهدى وقالت: هدى أصلًا مش عجباني بقالها إسبوع… أنا جيباها عشان أتكلم معاها
أم مصطفى: طيب هسيبكم تتكلموا مع بعض شويه… بس متتأخروش عليا ومتتغدوش أنا عامله أكل تعالوا نتغدى سوا…
_______________________________
في بيت كبير مكون من ثلاث طوابق يجلس سيف مع أخوه الأصغر
سيف: أنا نسيت موضوع الموبايل دا خالص… خد يا معاذ صلحه عشان أوديه لصاحبه
أخذه معاذ وحدق به بتمعن ثم قال: دا شكله فاصل شحن… وهيحتاج شاشه كمان
-ظبطه بقا النهارده يكون خلصان
-المهم هتدفع يعني!
-طول عمرك مادي حقير….
ضربه على كتفه بخفه قائلًا: هتاخد فلوس من أخوك الكبير ياد… أومال لو مكنتش فاتحلك السنترال بفلوسي!
“معاذ يدرس بكلية التكنولوجيا والمعلومات بعامه الثاني يهتم كثيرًا بمجال التكنولوجيا يستطيع اختراق أي هاتف أو جهاز حاسوب بمهارة وحرفيه”
دخل شاب أخر الغرفه مهرولًا وهو يقول:
– جماعه حد يحوش أمكم عني
دخلت والدته قائلة
الأم “نبيله”: أنا نفسي أعرف الناس كلها عيالها بتتجوز إلا عيالي ليه!؟
أردفت وهي تشير على سعد: يعني ما شاء الله واحد واعظ أد الدنيا
أشارت على سيف وأردفت: والثاني ظابط… أي واحده تتمنى بس يشاولها
ضحك التلاث أخوه وأردف سيف: جواز إيه يا ماما مش طالبه وجع دماغ… أنا عايز أعيش حياتي
سعد: أنا بقا مستني سيف مش هتجوز إلا لما يعيش حياته
ضمها معاذ وقبلها من خدها قائلًا: متزعليش يا ماما هاتيلي عروسه وأنا مستعد أتجوز
نبيله: تتجوز وإنت في تانيه كليه؟ أنا بتكلم عن الاتنين دول ناقصهم إيه؟ ايه الي مانعهم من الجواز
نظر الإثنان لبعضهما ولم ينطق أي منهم منعًا للجدال الدائم بشأن هذا الموضوع، أردفت نبيله: إنتوا أحرار المهم مين هيوصلني لعند خالتكم؟
سيف: أنا خارج أصلًا هوصلك في طريقي
نظرت نبيله إلى ثلاثتهم قائله: اعملوا حسابكم انتوا التلاته تيجوا على هناك بالليل
سعد: منقدرش نتأخر يا بلبله
“سعد شاب الثامن والعشرين من عمره يشبه سيف كثيرًا”
_______________________
دخلت مروى غرفتها أطلقت العنان لدموعها التي حبستها أمام أفراد أسرتها، تبكي على ما أوصلت حالها إليه، تريد أن تتحدث مع أحد تريد أن تفرغ ما بقلبها عل أحد يساعدها لا تستطيع التفكير ولا التدبير، مسحت دموعها وفتحت حقيبتها لتخرج تلك الورقه الصغيره التي كتبت بها منى رقمها، تنهدت بحسره ثم مسحت دموعها وخرجت من غرفتها لتأخذ هاتف ناهد وتدخل الغرفة توصدها جيدًا وتطلبت رقم منى منتظرة الرد…
____________________
كانت أم مصطفى تحاول تزين البيت فخطر في بالها شيء، حملت هاتفها وطلبت رقم أحمد الذي رد عليها مسرعًا: طنط رقيه وحشتيني
-لو وحشتك بجد كنت تسأل عليا!
-والله بسأل مصطفى عليكِ علطول
-على العموم أنا عازماك النهارده بالليل عامله حلفه مفاجأه لمصطفى ومحتاجه مساعدتك
-مفاجأه بقا وحركات… طيب عايزاني أساعدك في إيه أجيب التورته؟
-لا أنا مظبطه كل حاجه بس محتاجه منك تعطل مصطفى لحد بالليل وتبلغني وهو راجع
-عنيا يا طنط دا إنتِ تأمري… هعطلهولك لحد العشا
وبعد انتهاء المكالمه أوشك أن يطلب رقم مصطفى فلفت نظره اسمها في الهاتف شعر بوغزه في صدره، فقد أصبح مولعًا بها، وكان هذا الإسبوع هو أسوء أسبوع يمر عليه، يفتقدها بشده ويتمنى لو تعود لتحدثه فقد اشتاق لصوتها وضحكتها وخفة دمها، تنهد بألم ثم طلب رقم مصطفى…
__________________________
كان يجلس على مكتبه يفكر بمشاعره التي تتحرك لمنى، والتي تزداد يوم بعد يوم فقد تخطت مرحلة الحب أصبح مغرمًا بها، ولكن كم يزعجه هروبها المستمر، يخاف أن تكون لا تُكن له أي مشاعر، طرد الأفكار من رأسه فهو ينزعج كثيرًا عندما يتخيل أنها لا تفكر به ولا تشعر بمشاعره، حمل مفاتيحه وهاتفه ليخرج من الشركه ويعود للبيت حين أضاء هاتفه برقم أحمد فأجاب قائلًا
-سيادة المدير
-فينك يا درش… محتاجلك ضروري
قال مصطفى:
-مالك صوتك شكله زعلان
تنهد أحمد بألم
-نفسيتي تعبانه أوي… محتاج أتكلم معاك
-طيب أنا كنت خارج من الشركه إنت فين؟
-أنا في المكتب تعالالي
__________________________
-قوليلي بقا مالك مش إنتِ هدى الي أعرفها في حاجه في قلبك
تنهدت هدى بألم وقالت:
-أحمد
ابتسمت منى قائله:
-أحمد!! مش فاهمه
هدى بأعين تائهه
-قلبي فيه أحمد… غلطت وبتعاقب… كنت بقعد طول الليل أبص في صورته… أو أسمع ريكوردات بصوته… اتعلقت بيه من غير ما أحس… ولما اكتشفت إني بغلط قطعت علاقتي بيه بس مش قادره أعيش حاسه إني ماشيه من غير روح
كانت منى تسمعها تريدها أن تفرغ كل ما بقلبها
أدمعت عيني هدى وأردفت: أنا السبب فيه… بس أنا مش عارفه أتجاوز مش عارفه أعيش من غيره…. ساعات ببقا عايزه أفك البلوك وأكلمه أقوله متسيبنيش…
مسحت دموعها وقالت: بصلي قيام عشان أدعي ربنا يكون من نصيبي عشان بجد مش عارفه أعيش من غيره… مش قادره أكل مش قادره أضحك مش قادره أكمل… حياتي وقفت من بعده
ضمتها منى وقالت: ليه شايله في قلبك كل دا ومحكتليش مش احنا أصدقاء وبنقول لبعض كل حاجه!
-كنت عارفه إنك لو عرفتي هتزعلي مني عشان كدا خوفت أحكيلك
-هبله… أنا عمري ما أزعل منك قومي كدا اغسلي وشك ونروح نساعد طنط رقيه شويه وتيجي تحكيلي بالتفصيل اتعرفتوا ازاي وكل حاجه من البدايه
ابتلعت غصه في حلقها وابتسمت ببرود: ماشي
قامت لتغسل وجهها، شعرت براحة قلبها حينما أفرغت تلك الشحنه من داخلها، كأنها كانت تحبس طاقة سلبية بداخل قلبها وأخرجتها مع الكلام والبكاء.
أما منى فجلست تفكر في حالة صديقتها التي تشبهها كثيرًا، إنها لوعة الحب فالحب ابتلاء من الله يزرعه في قلوب العباد ليرى مدى صبرهم وتحملهم لآلامه، فإما أن نصبر حتى يأتي في الحلال أو نتعجل فينزع الله البركه من العلاقه…
قاطع شرودها رنات على هاتفها أجابت
-السلام عليكم
-عليكم السلام ازيك يا منى؟
-الحمد لله مين معايا؟
-أنا مروى فاكراني؟
-أيوه إزيك يا مروى عامله ايه؟
-الحمد لله كنت عايزه أتكلم معاكِ ضروري
-اتفضلي يا حببتي
-لا مينفعش في التلفون ممكن نتقابل؟ قوليلي المكان الي إنتِ فيه وأنا أجيلك… أرجوكِ محتاجه أتكلم معاكِ ضروري
– أنا في البيت خدي العنوان وهستناكِ العنوان*******
-تمام مسافة السكه هكون عندك
أغلقت منى الهاتف، وجلست تفكر في مروى وما قد تريده! تخشى أن تحدثها عن مصطفى مجددًا، طردت الأفكار من رأسها وابتسمت فلن تهرب منه اليوم تريد أن تعيش هذا اليوم بسعاده فقد اشتاقت لرؤيته، وها هي تضعف مجددًا أمام عاطفتها ومشاعرها!
توجهت بصحبة هدى لشقة مصطفى بدأت هدى تضحك كعادتها معهم وتمازحهم، تناولا الغداء معًا، وبدأن بمساعدة أم مصطفى حتى وصلت نبيله وبرفقتها سيف الذى دخل وسلم على خالته ووضع ما بيده من أشياء أحضرتها والدته وغادر على الفور..
___________________________
كانت تقف أمام البرج حائرة فهذا هو العنوان المطلوب كما وصفته منى، لكن لا تعرف كيف ستصل لشقة منى، لفت نظرها شاب يخرج من البرج فأقبلت تسأله
-لو سمحت أوصل شقه ١٢ إزاي؟
إلتفت إليها وما أن رأها حتى قال: إنتِ مش فاكراني… إنتِ سيبتِ تلفونك معايا ومشيتِ فاكره!
حمدت ربها على تلك الصدفه وقالت:
-أنا محتاجه موبايلي جدًا والله… الحمد لله إني شوفتك
-موبايلك بيتصلح…. المحل قريب من هنا لو تحبي تيجي معايا نجيبه
أومأت مروى برأسها فهي تريد الهاتف اليوم قبل الغد، وقف سيف أمام سيارته وفتحها فعقبت قائله: لأ أنا مش هينفع أركب مع حضرتك قولي اسم المحل وأنا أجيلك على هناك
-يا ستي ممكن تعتبريني أوبر!
-لا مش هينفع
همت أن تغادر ولكن وقفت فجأه متذكره حمدي وما طلبه فرجعت له قائله: المكان مش بعيد صح؟
-خمس دقايق بس بالعربيه
فتح لها باب السياره لتركبت في الخلف ثم ركب وانطلق بالسياره، نظر في مرآة السياره ليرى تلك الجالسه بجسدها فقط أما عقلها فبمكان أخر فهي ضائعه كمن كان يسلك طريق يجهله باحثًا عن مأوى، فانقطع عليه الضوء فأصبح يتخبط في الظلام يبحث عن ضياءٍ بدلًا من المأوى.
كانت تنظر من نافذة السيارة تُدمع عيناها وتواري دمعتها، يبدو أنها شامسةً في شيءٍ وخيم، شعر أنها ضائعةً فأراد أن يمُد يد العون لها فقاطع شرودها قائلًا: ينفع أسألك سؤال؟
انتبهت لسؤاله وعدلت جلستها قائلة: اتفضل
-ليه عينك مليانه حزن أوي كدا؟
نظرت له بسخرية وقالت ببرود: قديم أوي أسلوب الشقط دا
ضحك على كلامها وقال: الله يسامحك بقا دا شكل واحد بيشقط!! دا أنا حتى فاشل في الكلام دا…
ابتسمت ابتسامه صفراء وأردفت
– ليه بتسأل يهمك في حاجه؟
-جايز يكون عندك مشكله وأقدر أساعدك!
تنهدت بألم: من الناحية دي فأنا عندي مشاكل مش مشكله واحده… وبعدين محدش بيساعد حد من غير مقابل!
-لا والله أنا مستعد أساعد من غير مقابل ولوجه الله…
صمتت وشردت تفكر للحظات، فيجوز أن يساعدها كما يقول، فهو شخص لا تعرفه ولا يعرفها لن يحدث شيء إذا حكيت له ما يُتعب قلبها فهي بحاجه لتتحدث حتى تفرغ ما بداخل قلبها، حتى وإن لم يساعدها على الأقل ستتحدث؛ حتى تهدأ تلك الحرب التي تدور بداخلها، فكم تحتاج لأحد يساعدها لتجاوز تلك المحنة! كما أنها تخشى أن تصل المشكله لأفراد أسرتها فهي لا تريد أن تمس المتاعب قلب والديها وستُحاول حل مشكلتها بنفسها! خرجت من شرودها وأومأت برأسها قائله: هحكيلك…
_______________________________
نبيله: والله يا هدى دمك شربات…
هدى: طيب هقولك بقا فزوره… تعرفي ليه الدكتور الصيدلي لازم يبني عماره؟
نبيله: عشان يعيش فيها!
منى: لا عشان يسكن الألم
ضربت منى كفها بكف هدى وضحكتا ونظرا كلا من أم مصطفى ونبيله لبعضهما ثم انفجرن ضاحكين
رقيه: انتوا بصراحه مسخره…. الي يقعد معاكم ميبطلش ضحك
ابتسمت هدى قائله: بس دي أصلًا نكته بايخه مبتضحكش
نبيله: يختي احنا مبنصدق نلاقي حاجه نضحك عليها
قامتا منى وهدى ليكملان عملهما بتزين الشقه، نظرت لهن نبيله بإعجاب فهن زوجتان مثاليتان لأولادها سيف وسعد قاطع شرودها أم مصطفى التي جلست جوارها وهمست: اي رأيك فيهم؟
ابتسمت نبيله قائله: الاتنين زي القمر… ينفعوا سيف وسعد
لكزتها رقيه في كتفها بخفه قائله: لا انسي دول محجوزين منى لمصطفى وهدى لأحمد
نبيله: من امته الكلام دا؟
-عيني عليهم من زمان لمصطفى وأحمد… ادعي ربنا يجعلهم من نصيبهم!
____________________________
أردفت بحسره: أنا أسوء بنت ممكن تقابلها في حياتك
وقف بسيارته فقد وصلا للمكان المراد، نظر لها بترقب منصتًا إليها يحثها بعينيه على تَلفُظ المزيد من الكلمات فأردفت بدموع: خونت ثقة أهلي… صاحبت ولاد كتير… معرفش ليه كنت بعمل كدا!
ابتسمت بسخريه: تقريبًا كنت بسلي نفسي وبملى فراغي العاطفي بأي حاجه
عادت تُدمع: بس والله توبت لكن الماضي مش عايز يسيبني… كأن حاجه بتزقني لورا… الشاب الي كنت بكلمه مركب وشي على فديوهات وحشه…
شهقت ببكاء وأردفت: أنا والله كان أخري كلام و في التلفون أو أقابله في مكان عام…. ودلوقتي عايز مني حاجات أكبر وإلا هيفضحني
حكت له موقف العصير وكيف غابت عن وعيها، كان يسمعها بإشفاق يحدق بملامحها التي تزداد جمالًا مع بكائها لا يستطيع رفع عينيه عنها كأنه سُحر بها جُذب إليها كأنها مغناطيس وهو قطعة من الحديد يُسحب إليها، سرعان ما غض بصره عنها ونظر أمامه، أما هي فقد إغرورقت وجنتيها بالدموع، سحب منديل من أمامه وأعطاها إياه قائلًا: طيب اهدي…. هاتيلي عنوان الواد دا
-معرفش عنوانه…. كان معايا رقمه بس التلفون معاك!
-طيب استني ثواني هروح أشوف الموبايل وأجي
دلف للمحل وغاب عليها قرابة نصف ساعه، وارتجلت من السياره تنتظره، وبعد دقائق عاد وبيده هاتفها وقال:
– اتفضلي موبايلك… غيرتله الشاشه بس وكل حاجه زي ما هي
أخرج ورقة وقلم من جيبه وقال: قوليلي بقا اسمه ورقمه وأي تفاصيل تعرفيها عنه
وبعد أن أعطته التفاصيل وكتبها قال: هاتي بقا رقمك عشان أتابع معاكِ
أعطته رقمها فقال:
-اسمك إيه عشان أسجله
-مروى
سجل رقمها وأعطاها رقمه قائلًا: سجليني سيف
طلب رقم على هاتفه وقال: فيه رقم عايزك تستعملي عنه هقولك تفاصيل تجيبهالي ضروري…
أخذ يملي عليه ما يريده وبعدما انتهى من مكالمته قال: متقلقيش استني مني مكالمه النهارده… اتفضلي تعالي أوصلك
مروى: لا أنا هتمشى شكرًا لحضرتك
همت بالمغادره فأوقفها صوته
-لو فيه أي حاجه رني عليا
أومأت برأسها وغادرت لتعود للبيت فلم تعد بحاجه للحديث مع منى أو غيرها فقد أفرغت ما بداخلها، لا تعلم ما تفعله صحيح أم لأ لكنها تشبه الذي أوشك على الغرق وقد وجد يد العون فتشبث بها…
__________________________
يجلس مصطفى مع صديقه في ڤيلته يتحدثان بعد أن تناولا الغدا
-بس يا سيدي والموضوع انتهى على كدا
-طيب معني كدا إنها بنت محترمه… مستني ايه بقا! روح اتقدملها
-مش عارفه أوصلها حتى رنيت عليها من رقم تاني موبايلها مغلق… تقريبًا غيرت رقمها
-طيب متعرفش هي ساكنه فين نسأل عنها؟
-مقالتليش معلومات عن نفسها إلا إنها من الإسكندريه واسمها هدى أشرف وفي كليه تمريض… المهم سيبك مني قولي إنت عملت ايه مع منى؟
-ولا حاجه مفيش جديد… بس أنا بحاول وهي تستحق بصراحه…
تنهد أحمد قائلًا
-وأنا كمان هحاول…
____________________________
أنزل الليل ستارة الظلام، أصرت أم مصطفى على هدى أن تمكث لساعة أخرى فاستأذنت هدى والديها وجلست معهم ليتبادلن أطراف الحديث، تريد أن تخرج من حالة الحزن التي تخيم على قلبها وتقضي معهم ساعة أخرى متناسية كل ما يرهقها، ارتفعت رنات هاتف أم مصطفى فأجابت مسرعة: أيوه يا أحمد… راجع… طيب عطله نص ساعه كمان على ما ولاد خالته يوصلوا
رد أحمد قائلًا:
-ركب عربيته أصلًا وخلاص كلها خمس دقائق ويكون عندك
-طيب خلاص يا أحمد أهم حاجه تيجي معاه
-أنا راكب عربيتي وجاي وراه
-طيب توصلوا بالسلامه
كلما سمعت هدى إسم أحمد ينبض قلبها بقوه ويُفرز دماغها هرمون السيروتونين فيخيم الحزن على قلبها مجددًا، قاطع شرودها أم مصطفى قائله:
-يلا يا بنات جهزوا كل حاجه عشان مصطفى في الطريق
وبعد خمس دقائق أغلقن كل أضواء المنزل، فتح مصطفى باب الشقه وولج ثم أشغل الضوء، فتساقطت الورود على رأسه، نظر لجمال البيت وزينته وابتسم بسعاده وأمه وخالته يغنيان “سنه حلوه يا جميل”
أقبل يضم والدته ويقبل يدها ليشكرها على تعبها، دخل أحمد بعده يحمل بيده هديه وضمه قائلًا: كل عام وإنت بخير يا كبير
مد أحمد يده ليصافح أم مصطفى فضمته وشدته من أذنه بخفه قائله: هات بوسه يا واد دا أنا أمك إنت ناسي إن أنا مرضعاك تسع شهور…
قبل أحمد يدها قائلًا: ربنا ميحرمنيش منك يا طنط
كانا هدى ومنى يقفان بجوار المطبخ يسمعن حديثهم دق جرس الباب ودخل سيف مع إخوته
وجلس الجميع معًا يتبادلن أطراف الحديث وهدى ومنى في المطبخ، حملت هدى البيبسي لترتشف منه وتقول
هدى: مش كنا مشينا بدل ما إحنا محشورين في المطبخ كدا
منى : يا بت بطلي بيبسي بقا هتتعبي
ارتشفت مرة أخرى قائله: سيبيني أشرب عشان أنسى
ضحكت منى علي كلامها وأضاء هاتفها برقم مروى فأجابت: السلام عليكم
-عليكم السلام معلش يا منى أنا جيت لحد البيت بس اضطريت أروح مشوار ضروري
-ولا يهمك يا حببتي أنا موجوده أي وقت
-تسلمي يارب شكرًا ليكِ هكلمك تاني إن شاء الله
وبعد السلام أغلقت معها فأردفت هدى: مين دي؟
-دي مروى كانت عايزه تقابلني
-أهااا طيب خلي بالك بقا عشان أنا بغير… إنتِ صاحبتي لوحدي
ابتسمت منى قائله: إنتِ أختي أصلًا مش صاحبتي
غمزت هدى بعينها وقالت: طيب احكيلي بقا اي حكاية مصطفى… عينك بتطلع قلوب لما بتسمعي إسمه
قالت منى بخوف
-يا نهار أبيض هو أنا باين عليا حاجه؟
ابتسمت هدى قائله:
– لا بس أنا قرياكِ يا بت…. احكيلي بقا…. ما أنا حكيتلك عن أحمد
– اسكتي يا هدى متقلبيش عليا المواجع
-مواجع! دا الموضوع كبير بقا!
-بعدين أحكيلك عشان محدش يسمعنا
_______________________
تذكرت أم مصطفى هدى ومنى فهمست لنبيله: احنا سيبنا منى وهدى جوه
نبيله: طيب روحي هاتيهم
دخلت أم مصطفى للمطبخ وقالت: أنا آسفه يا بنات نسيتكم خالص… تعالوا اقعدوا معانا بره
هدى: لا أنا مش خارجه إلا لما الحشد الي بره دا يمشي أنا بتكسف
أم مصطفى: طيب تعالي إنتِ يا منى إنتِ عارفاهم كلهم
منى بتلعثم: لا يا طنط احنا هنمشي أصلًا أ..أنا بس كنت عايزه أدي لمصطفى الهديه دي ممكن توصليهاله…
ابتسمت أم مصطفى قائله: طيب متوصليهاله إنتِ
سحبتها من يدها إلى الشرفه وهي تقول لهدى: عن إذنك ثواني يا هدى
ثم نادت مصطفى الذي أقبل قائلًا: نعم يا ماما
نظرت لمنى قائله: منى كانت عايزاك
ابتسم لمجرد رؤيتها، تركتهم وغادرت وهي تقول: هشوف خالتك بتنادي ليه
توترت منى وتلعثمت حتى أن الكلام أصبح ثقيلًا على لسانها، هربت منها الكلمات: ك..كل سنه وإنت طيب
ابتسم مصطفى وهو ينظر إليها: وإنتِ طيبه يا منى
صوبت الهديه باتجاهه قائله: دي حاجه بسيطه كدا
-دي حاجه مقامها كبير أوي عندي… شكرًا
كانت ستغادر لولا أن أوقفها صوته قائلًا: ليه بتتهربي مني؟
تلعثمت قائله: ههرب منك ليه!
مصطفى: أنا جوايا كلام كتير أوي عايز أحكيهولك
وضعت يدها على سور الشرفه تنظر للطريق وهتفت: بس احنا مفيش بينا كلام
-ومين السبب في كدا! مش إنتِ الي بعدتيني عنك!
نظرت للفراغ تفكر لوهله ثم نظرت إليه قائله: أنا لازم أمشي عشان هدى مستنياني
-شوفتي بقا بتتهربي مني ازاي؟! منى إنتِ مش حاسه بيا! مش حاسه بمشاعري ناحيتك؟ أنا عايز أخد خطوه وخايف من رد فعلك
لم تتوقع كلماته نظرت له بصدمه، أقال مشاعره! أيُكن لها مشاعر بقلبه؟ فماذا عن مروى؟ لكنها لن تُخطئ مجددًا ستُحاول أن تُلملم ما تبقى من كرامتها وكبريائها
-مصطفى أنا مش بتاعت الكلام دا وإنت عارف كدا كويس
-كلام إيه! منى إنتِ فاكراني عايز أصاحبك؟
هز رأسه مبتسمًا بسخريه وقال وهو ينظر لها: إنتِ متخيله إن أنا ممكن أفكر فيكِ كدا!!
_________________________
على جانب أخر جلست أم مصطفى ووجهت كلامها لأحمد قائلة: ممكن يا أحمد تجيبلنا مايه من المطبخ
-حاضر يا طنط… ثواني
ابتسمت بخبث فهي تحيك خطة علها تنجح….
كانت هدى تقف في المطبخ تفتح علبة الجاتو لتأكل القطعه الثالثه وهي تحدث نفسها قائله: أكيد هيقولوا عني مفجوعه… بلاش…
أغلقت العلبه وحدثت حالها قائله: خليني أرص المواعين دي وأسلي نفسي على ما الست منى تيجي
دلف للمطبخ فوجدها تقف على أطراف أصابعها تحاول وضح الطبق بمكانه، فابتسم وتنحنح فوقع الطبق من يدها وانكسر من فزعها، عضت لسانها وانحت تلم الفتات المكسوره، ونظرت لهذا الواقف أمامها إنه شبيه حبيبها كما تزعم، يرتدي نفس التيشيرت الخاص بحبيبها! ازدردت ريقها بتوتر عندما انحنى يساعدها في جمع الفُتات نظر لها قائلًا: أنا آسف لو خضيتك
جاءت أم مصطفى مهروله أثر صوت الطبق المكسور وهي تقول: فيه إيه يا أحمد؟
وبمجرد أن سمعت إسمه توترت فهو أحمد! ليس شبيه كما تعتقد! وقفت وألقت ما جمعته من الطبق المكسور أرضًا فتبعثر مرة أخرى ضحك على صنيعها
وقال: مش تقولي يا طنط إن فيه حد في المطبخ!
-معلش يبني نسيت خالص
خافت هدى أن تنطق أم مصطفى اسمها فحاولت أن تقول أي شيء يغطي على الكلام فعقبت قائله بتوتر: أنا أسفه يا طنط… لازم أمشي حالًا عشان اتأخرت
هرولت لتخرج من المطبخ فنادتها أم مصطفى قائله: استني يا هدى شنطتك
عادت لتأخذ حقيبتها وهي ترمقه بطرف عينيها تحاول أن تعرف هل عرفها أم لا!
أما هو فعندما وقع الإسم على مسمعه ولاحظ حركاتها وتوترها شك أنها هي!
نظر لأم مصطفى قائلًا:
-طنط أنا هنزل أجيب حاجه من تحت وأجي
ابتسمت بانتصار وهي تقول: ماشي يا حبيبي
تظن أن خطتها قد نجحت وأنه أُعجب بها لا تعلم ما يدور بداخلهما…
قبعت تُلملم فتات الطبق المكسور وهي تبتسم بسعاده قائله: فداهم….
____________________
كانت مروى تعبث بهاتفها حين وصلها رساله من حمدي بفديوهات وصور مفبركه كأنها هي فمن يراها لا يشك للحظه أنها مركبه، هَمَت عيناها تصب دموع الحسره، رن عليها فأجابت: حسبي الله ونعم الوكيل فيك… حرام عليك إنت شيطان
قال وهو يبتسم ساخرًا: أنا مستنيك دلوقتي في عنوان***** لو مجيتيش صورك مش هتاخد دقيقه وتكون منتشره في كل مكان
أغلق الهاتف لم ينتظر إجابتها ووضعت يدها على فاها تكتم شهقاتها كي لا يسمعها أحد، حملت هاتفها تطلب سيف لكنه لا يرد تنهدت بحسره فهل تنتظر المساعده من شخص لا تعرفه ولا يعرفها، جلست تبكي بألم وسرعان ما ارتدت ملابسها مسرعه وخرجت دون استئذان ودون أن يراها أحد…..




reaction:

تعليقات