رواية قانون آيتن كاملة بقلم داليا أحمد عبر مدونة كوكب الروايات
رواية قانون آيتن الفصل الرابع 4
قاطعها جاد بحدة ممزوجة بندم:
-لا لا أنا عايز أكمل مع مراتي، مش خوف منك بس أنا فعلا ندمت وعايز مراتي بس مش حاجة تاني
هددته آيتن بتحذير:
-تمام أتمنى تفضل على كدا عشان معايا نسخة لكل حاجة عندي وموبايلك هرجعهولك مع زميلي اللي لاقاه بس برضو هتديله فلوس..وأنا رأفة منّي هنزلك المبلغ، اصل حطيت نفسي مكان مراتك…اللي أنا عملته ده يعتبر قرصة ودن بس
رفعت حاجبيها باستهجان وهي تضيف:
– الصح بقى ان الراجل يكون محترم من نفسه ولنفسه مش خوف من مراته ولا من حد، وانه لو محترم وربنا قلب القلوب وبص لبره وحب واحدة غيرها يبقى ربنا يسهله لو اختار غيرها
ثم أغلقت الخط
بعد صمت دقائق.. تنحنح ليقول بأسف:
-لميا أنا عايز نقطع كل اللي فات ده ونبدأ صفحة جديدة..أنا فعلا ندمت وربنا هو اللي يعلم أنا ضميري مأنبني اد ايه..
قاطعته بغضب :
-اسأل كده نفسك لو كنت أنا الخاينة كنت هتسامحني؟
حقاً لو تبدلت الأدوار لو هي من قامت بالخيانة فهل كان سيسامحها ؟ ولو سامحها هل كان سيعود كما كان بسهولة ؟! لا يوجد شيء أصعب من الخيانة فالمرأة مثل الزجاج كما قال الرسول “رفقا بالقوارير” فخيانتك لها كأنّك أحدثت شرخ في قلبها وهي كأي إنسان يتأثر وخصوصاً بالخيانة..
أمّا هي فالظاهر إنّه بدلاله الزائد لامرأة أخرى وخيانته لها أصبحت ترى أنّه لا قيمة لها
أجابها الإجابة المعتادة والمبرر لأي رجل خائن:
-متقارنيش دي بـدي الراجل حاجة والست حاجة
أجابته بنبرة ساخرة:
-بس الجرح واحد يا جاد..أنت كسرتني
اهتز زوجها بارتباك:
– أنتِ متعرفيش انا حصلي إيه.. انا اتكسرت و اترعبت اليومين اللي فاتوا يا لمياء.. كنت خايف، مكنتش بعرف انام..انا مش هخبي عليكي حاجة وهقولك اللي حصل
ليقص عليها سريعاً ما حدث معه وانهاء علاقته بزميلته
– انت وصلتني لدرجة اني فرحت لما شوفتك مكسور زيي عشان تحس بيا.. أنا كنت فاكرة لما هيجي يوم و تسيبها وترجعلي هسامحك وخلاص هعدي كل اللي فات..بس اكتشفت إنّي مش قادرة انسى..عشان كده أنسب حاجة لينا إنّنا ننفصل بهدوء وخلاص
قاطعها بتوسل وندم:
-لا لا انتي بتقولي ايه ..أنا مقدرش أسيبك أنا فعلاً حسيت بقيمتك متأخر بس فكرة الطلاق دي مستحيل أوافقك عليها
-لو كنت عايز تمشي، قولي وربنا يسهّل لك! الموضوع كان بسيط.. لكن انت مكنتش حاسبها صح
أطرق لحظات:
– هي اللي حاولت معايا..
هزت رأسها مذهولة:
-لا اوعى تقول هي، ده انا هنت عليك أنت… على جوزي وأبو عيالي، هي مالها اصلا !
هي اللي غريبة…هي لو ملقتش منك ريق حلو مكنتش كملت وعشمت نفسها…
هز رأسه بشحوب شديد:
– بس برضو الست عليها عامل..
بصوت ساخر جدا أجابته:
– ليه وانا متجوزة راجل فاقد الاهلية مالوش رأى ولا دماغ!!
ايه اللي يخليها تعملي حساب ومتكلمش جوزي اذا كان هو شخصيا مش عاملي حساب
أطرق لحظة ثم رفع رأسه يحدق بعينين لامعة بالندم والدموع يترجاها:
-اديني حتى فرصة ..وأنّا والله ما هعمل حاجة غلط تاني حتي موبايلي هسيبهولك مفتوح قدامك أي حاجة انتي عايزاها أنا هعملهالك بس فكرة إنّك تسيبيني دي لا
في مجتمعاتنا يمكن أن تغفر خيانة الزوج، لكن خيانة الزوجة لا تغتفر، وهذا ليس من الإنصاف؛ فالخيانة لا تغتفر
هذا قانون البشر
يغفر لهذا ويدين ذاك
أما حكم “رب العباد” الجميع سواء بالعقوبة ذكر كان أم أنثى كما ذكر بالقرآن الكريم
ربنا عز وجل عادل لم يفرق بين رجل أو امرأه بالعقوبة وانما المساواة بين هذا وذاك
_________________________________
كانت منة تجلس في الشرفة مع والدتها تتصفح إحدى مواقع التواصل الاجتماعي قائلة بدهشة وهيام:
-ايه القمر ده اللي بيظهرلى الاكونت بتاعه كتير علي الفيسبوك ..عقبال ما يظهرلى في بيتنا يا رب
-وريني كده
نظرت الأم نحو هاتف منة..قائلة بسخرية:
-ايه الإشكال دي ذوقك يقرف والله
منة بنفي:
-ده قمر على فكرة
صاحت الأم بزهق:
-أنا قولت هفتح الصور ألاقي حاجة عدلة بس بجد ذوقك زفت ..ده سرسجي تقريباً؟
منة بتصحيح:
-سرسجي بس قمر
__________________________________
في اليوم التالي
في الكافيه الذي تقابل به معظم عملائها، كانت تجلس مع لمياء فهذه آخر مقابلة بينهم
لمياء بابتسامة واسعة قائلة بامتنان:
-أنا عايزة اقولك شكراً.. على أنّك غيرتيني.. اللي عملتيه ليا ده خلاني أقوى أنا كنت جبانة وبخاف من المواجهة بس أنا لما عاتبته واتكلمت معاه ارتاحت أوي حسيت أنّي قولت كل اللي نفسي فيه
آيتن بفضول:
-بس أنا مستغربة انتي دلوقتي ناوية تعملي ايه مع جوزك؟
-بصي هو فضل يحاول معايا بكذا طريقة أنّه يراضيني وأنا يمكن حسيت بصدق ندمه بس مقدرتش أسامحه حاسة أنّي لسة شايفاه بيخوني وبشوف الست دي كل ما أبص في وشه عشان كده قولتله يديني وقت أحاول أنسى وأعدي الفترة دي واحنا مع بعض، ولو لاحظت أنّه اتغير فعلاً هسامحه
-وهو وافق؟
اومأت بإيجاب :
-أيوة ما صدق أصلاً ..لأن انا كنت هسيب البيت وهو قالي أنا هسيبك على راحتك خالص لحد ما تاخدي وقت ولما تلاحظي إنكي بجد اتغيرت تديني فرصة نرجع زي الأول
-طيب تمام .. مبروك يا حبيبتي
-حقيقي لولاكي مكنتش هعرف أرجع جوزي ليا وكان هيروح منّي خالص ..فعلاً مندمتش إنّي سمعت كلام صاحبتي اللي جربتك وقالتلي عنك
ثم أخرجت من حقيبتها مبلغ من المال:
-طيب اتفضلي ده باقي الفلوس اللي اتفقنا عليها .. وانتي خلاص نفذتي المطلوب وكدا تمام جداً
آيتن بابتسامة:
-لا طبعاً أنا مش هاخد حاجة منك..حسابي وصلني من جوزك مع بسام..أنا عملت كده عشان يتقرص..وعموما خدي باقي الفلوس بتاعته لأنّ ده كان أكتر من المطلوب بكتير، بس خديهم ليكي انتي، خليهم معاكي
ابتسمت لمياء بسعادة:
-انتي بجد جميلة أوي وذكية كمان..حقيقي مبسوطة أن أتعرفت عليكي
__________________________________
كانت تتحدث مع خديجة على الهاتف في سيارتها
آيتن بسعادة:
-وأخيراً خلصت من مشكلة لمياء
-اه الحمد لله أخيراً بقى، بس انا مستغربة يعني ازاي يخون مراته مع واحدة متجوزة !
ردت بنبرة ساخرة:
-يعني هو الراجل وقت ما يخون هيفرق معاه اذا كان الست متجوزة و لا لا؟!
ما هي لما تكون متجوزة ليه منقولش ان الرجالة بتأذي بعض!!
أردفت آيتن بضيق:
-الست اللي الراجل بيعرفها على مراته مش هي السبب في الخيانة؛ هي مجرد وسيلة عشان تظهر اخلاقه و اخلاصه لمراته
تجهمت ملامح خديجة بحزن:
– بيصعبو عليّ الستات اللي بيلومو الست قبل ما يلوموا اجوازهم..
بتنهيدة طويلة:
-البني ادمين ممكن يغلطوا، بس خيانة الثقة دي اصعب من أي حاجة،وتقليل لكيان الست نفسها..
-عندك حق، المهم يا بنتي قابلي بقى البنوتة اللي خللت دي
– حاضر انا بس مكنتش فاضية
-طيب هبعتلك رقمها حددي معاها ميعاد وقابليها ده صاحبتها جاتلي الاتيليه كذا مرة، وزعلت فكرتني مطنشة أقولك
أومات بوعد:
-حاضر هكلمها وأقابلها
__________________________________
في الكافيه
تجلس أمامها فتاة في منتصف العشرينات، بيضاء، عيناها بني، شعرها بني قصير بالكاد يغطي عنقها، ملامحها حادة وجميلة، تبدو حزينة أو منكسرة قليلا
قاطعهم صوت النادل وهو يعطيهم المشروبات التي طلبوها
آيتن بابتسامة :
-تمام يا شذى احكيلي بقى مشكلتك وعرفيني بنفسك الأول
شذى بتنهيدة:
-أنا اسمي شذى عندي 27 سنة وبشتغل في وظيفة كويسة جدا وعايشة مع والدي لأن والدتي متوفية.. من 7 سنين
ارتبطت بابن خالة صاحبتي، هو أكبر مني بسنتين..ارتبطنا فترة وكان المفروض أنّه هيخطبني ويكلم بابا وبعدها بكام يوم قالي إنّه بيجهز لمشروع شغل جديد خاص به وكان فيه بنت كانت زميلته في الكلية من دفعته وبيخرجوا مع بعض وبيتكلموا بخصوص شغله الجديد سوا وأنا كنت واثقة فيه..وجيت في يوم لقيت واحدة صاحبتي بتقولي إنّه بيخوني ومقضيها معاها..مسكت موبايله بالصدفة لقيت بينهم رسايل كأنهم مرتبطين وصور خروجات دايما ومقضيها معاها.. واجهته قالي أنا محبتكيش أصلاً.. وانتي كنتي بتصعبي عليا عشان كدا كنت ببعد عنك كتير وأسيبك..وكويس أنّك عرفتي من نفسك..قولتله بس أنا حبيتك مصعبش عليك إنّك كنت بتضحك عليا.. ولما كنت بتقولي بحبك وانتي ليا وغيرتك عليا كل ده ايه ؟؟ قالي بكرة هتنسيني وعادي..كنت كل شوية أضعف وأكلمه تاني وبتوجع منه ويستقوى عليا .. أنا معرفتش أسيطر على نفسي من جوايا وأنسي وأعيش حياتي هو لو كان قالي من الأول أنّه مبيحبنيش مكنتش أتعلقت بيه وفضلت أحبه طول السنين دي.. ده حتي مش حاسس بالذنب خالص وشايف أنّه عادي وايه يعني يكسرني
-مقدرتيش تنسيه كل ده ؟
بدأت الدموع تتلألأ في عينيها:
-صدقيني مقدرتش ..الجرح بيعلم وبيكبر أكتر وأكتر أنا مقدرتش أسيطر على نفسي الفترة دي بقالي سنين مش عارفة أتحرك ولا أعدي كل ده سنين حرفيا بموت كل يوم من الوجع .. الموضوع أيوة خلص بس لسة بحبه وفي نفس الوقت نفسي ارتبط وأحب بس معرفتش ..هو أثر عليا وعلى كل حياتي .. آخر مرة كلمته فيها عشان أخليه يرجعلي قالي جملة كسرتني أوي ..
لقيته بكل قسوة وبرود بيقولي خليكي انتي متدمرة كده أنا عايش حياتي ومبسوط..وقفل معايا
آيتن بمحاولة إقناعها:
-بصي يا شذى طول ما انتي بتحاولي هتفضلي مكانك كده..لازم تاخدي موقف من جواكي قرار مترجعيش فيه ولازم تركزي في شغلك وحياتك واتعلمي حاجات جديدة ومتقعديش لوحدك كتير..حاولي تبعدي عن أي حاجة بتفكرك بيه..فكري كده لما ترجعيله تاني..هل في حاجة هتتغير فعلا؟ وهتكوني سعيدة ولا هيوجعك تاني ؟!
قاطعتها شذى بحدة وهي تهز رأسها يميناً وشمالاً:
-أنا عارفة كل الكلام ده ..صدقيني أنا مش جاية أسمع كل ده ..أنا جايالك عشان تساعديني وأنا تحت أمرك في أي حاجة تطلبيها
آيتن بتساؤل:
-عايزة ايه ؟
شذي بغضب:
-عايزة ادوق “حمزة” كل وجع دوقته في الست سنين دول ..عايزة انتقم منه وأكسره زي ما دمرني
-ازاي؟
-حمزة لحد دلوقتي مرتبطش من يومها.. أنا عايزاه يرتبط وبعد كدا يتجرح وقتها بس هقدر أعيش حياتي طبيعية
آيتن بحدة:
-اهدي كده يا شذي اللي انتي بتطلبيه ده مش صح .. وبعدين اللي انتي طالباه مني ده هيطول أوي وأنا مبشتغلش في النوع ده
عادت تتوسلها من خلال دموعها المتزايدة:
-انتي لازم تنقذيني وتساعديني..أرجوكي انتي الوحيدة اللي تقدري تنقذيني ..خديجة قالتلي عنك كتير أوي وإنّ مشكلتي دي أكيد صغيرة بالنسبة لمشاكل تانية بتجيلك..أنا حياتي واقفة بسببه..أرجوكي ساعديني أنا كنت .. هنتحر بسببه مرتين ..بصي ايدي
شمرت أكمام قميصها لتريها اثار محاولتها للانتحار علي يديها
شهقت لتجيبها بصدمة :
-معقولة انتي حاولتي تنتحري عشانه؟
-مكنش قدامي حل غير كده وكل مرة كانوا بيلحقوني ..أنا تعبت وهو ولا حاسس بيا.. أرجوكي انتي الوحيدة اللي تقدري تساعديني وأنا مستعدة أدفعلك اللي تطلبيه وأكتر
__________________________________
كان والد منة جالساً في صالة المنزل يشاهد التلفاز..فقال بصوت عالٍ لابنه:
-عمر تعالى يا حبيبي عايزك
خرج عمر من غرفته ليعرف ماذا يريد والده منه:
-نعم يا بابا
والده بهدوء:
-أنزل جيب الطلبات دي من السوبر ماركت
-مش فاضي قول لمنة تروح هي
زفر بضيق:
-منة مش هنا ..عند خالتك وبعدين مش فاضي بتعمل ايه يعني الباشا وراه ايه
-ورايا مهمات بجهزلها
رد بسخرية:
-تقصد مصايب يعني.. ده بدل ما تشوف مذاكرتك ودروسك
-أنا مخلص الهوم ورك ومراجع مع ماما
والده بحيرة:
-ما هو ده اللي هيجنني..إنّك رغم كل ده شاطر في دراستك وبتقفل امتحانات وفي نفس الوقت شقي جدا
-دي قدرات يا بابا.. يلا عن أذنك انا داخل أكمل اللي ورايا
هتف بحدة:
-خد يا عمر هنا مش بكلمك .. انزل جيبلي الطلبات دي ومسمعش كلمة تانية يلا
عمر باستسلام:
-طيب ..هات الورقة والفلوس
بعد دقيقتين من خروجه سمع صوت صراخه، زمجر بقوة عندما سمع صوت تأوهه وفتح الباب ليتفاجأ به…
__________________________________
في آتيليه خديجة
آيتن بحيرة:
آيتن بحزن:
-أيوة ده السبب اللي ممكن يخليني أوافق .. بس الفكرة دي هتطول أوي وهتاخد وقت ده غير ان أنا هظهر في الصورة تقريبا كاملة
خديجة بتفكير:
-طيب ما تجربي يا آيتن..لو معرفتيش خلاص
زفرت بتشتت:
-صدقيني مش عارفة أنا قولتلها هفكر بس مش عارفة أتصرف ازاي، وخايفة تعمل حاجة في نفسها تاني
خديجة وقد انتبهت لشيء في الورقة التي تملؤها كل عميلة لآيتن عن تفاصيل لحياة الشخص، وصورته على الهاتف
شهقت خديجة بدهشة :
-ايه ده! آيتن بصي كده.. عارفة حمزة ده يبقى مين!
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية قانون آيتن ) اسم الرواية
تعليقات
إرسال تعليق