Ads by Google X

القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية فارس النار الفصل الثالث 3 - بقلم شيماء سعيد

   رواية فارس النار كاملة   بقلم شيماء سعيد    عبر مدونة كوكب الروايات 

 رواية فارس النار الفصل الثالث 3


 
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله 🌺
اتجهت به هيام نحو الجبل بـ فارس ، ليفاجئها فارس بقوله الذى أثار فى نفسها مزيدا من الرعب …الله أنتِ عتودينى ناحية الچبل يا خالة ؟
فكاد قلب هيام أن يتوقف ، فكيف له أن يعلم وجهتها وايضا مسرورا لذلك الأمر .
ارتجفت هيام بقولها …هو انت عرفت كيف أن ده طريج الچبل يا واد انت ؟
فقهقه فارس بصوت غليظ مردفا …ده انا حفظه صم ، عشان ديما باچى العب كتير إهنه من أصحابى الديابة .
فتخشبت هيام فى مكانها بعد أن تجمدت أطرافها خوفا وتلعثمت بقولها …صحااااابك .
فضحك فارس…ايوه ، ودلوك هناديلك عليهم ، عشان عيرحبوا بيكى على الاخر .
ليقوم فارس بالصفير فتجمعت الذئاب حوله فى مشهد تقشعر له الأبدان ، مكشرا كل منهم عن أنيابه ، مستعدا للإنقضاض على الفريسة .
فارس ..يلا يا حبايبى جوموا بالواجب مع مرت خالى الغالية هيام
ليبدئوا بالفعل فى التقرب منها ، لتصرخ بفزع …لاااا .
خليهم ببعدوا عنى يا فارس .
حرام عليك ، انا عندى عيال صغيرة .
ليقول بصوته الأجش …ومش حرام عليكى اللى كنتى ناوية تعمليه فيا عاد .
ومسمعتيش ليه كلام چوزك لما جالك بلاش ..أنتِ اللى چبتيه لنفسك عاد .
ودلوك انا هسيبك عشان ارچع لأمى زمانها جلجانة عليه ومتجلجيش هبجا اوصيها على عيالك .
هى جلبها طيب جوى .
ثم ضحك وفر من أمامها ، ليستمع لصوت صراختها حتى انقطع عنه بعد أن مزقتها الذئاب إلى أشلاء متناثرة .
ليعود بعدها الى منال ، فتحضنه بحب …وحشتنى يا ولدى .
ها انبسطت مع عيال خالك ؟
فابتسم بمكر …جوى جوى .
انتاب مرزوق القلق والخوف عندما تأخرت هيام عن العودة للمنزل وهنا أدرك أنه حدث ما خوفها منه .
فأخذ يضرب وجهه بيده فى هيسترية ..جولتلك هو اللى عيخلص عليكى مصدجتنيش .
ده ولد شياطين ، مش ولد عادى ابدا .
اعمل ايه دلوك ، فى كوم اللحم اللى چوه ده .
ليصله بالفعل خبر من الشرطة بعد يومين بالعثور على جثتها ، وينتشر الخبر فى القرية ، ليتهافت الجميع على تقديم واجب العزاء ، وفى مقدمتهم أخته منال وفارس .
ليصيح مرزوق عند رؤيته ..انت اللى جتلت مرتى .
انت اللى جتلتها ، انا مش عسيبك عاد وعجتلك .
ليحاوط بيديه عنق فارس ليخنقه ، فتصرخ منال …بعد يدك عن ولدى ، انت اتچننت .
مرزوق بهيسترية ..أنتِ اللى اتجننتى لما چبتى شيطان عتربيه عنديكى .
منال بصراخ خوفا على فارس …بعد يدك عتموته ، ألحجونى يا ناس .
لتتفاجىء منال بصرخات أخيها بعد أن اشتعلت النار فى جسده .
فاتسعت عينيها خوفا متسائلة ماذا حدث ؟ وكيف اشتلعت به تلك النار ؟.
ليفزع كل من رأى ذلك الموقف وسارعوا إلى الهروب واحدا تلو الآخر بدلا من تقديم المساعدة وتطفئة مرزوق بالماء ، رغم استغاثة منال بالناس بقولها …ألحجونى اخويا بمية ناس ولا بطانية .
ولكن لم يستجيب لها أحد .
وكان هناك من رأى ذلك الموقف من بعيد فأقسم أن يأتى بذلك الشيطان الصغير لمساعدته فى عمله .
وهو دجال القرية وكما يسمونه أهل القرية الشيخ سلامة اللى سره باتع .
وهو يسخر الچن لأذى وسحر الناس بالباطل .
لتقف منال عاجزة أمام ذلك الموقف وهى ترى أخيها قد أحرق حيا أمامها وترى فارس أمامها يطالعه مبتسما .
فحدقت به بخوف لاول مرة مردفة بفزع …انت بچد كيف ما بيجولوا عليك ، شيطاااااااان .
يعنى انى صوح هربى شيطان ، وكتلت اخوى .
فأغمض فارس عينيه ولم يتحدث ، فصرخت منال بهيسترية …انت مين يا فاااارس ، رد عليه !
ليطالعها فارس بعين حمراء لامعة مردفا بندم …انا اسف ، بس صدجينى انا لو اذيت الناس كلاتها مش هجدر اذيكى أنتِ ، عشان أنتِ الوحيدة اللى حنيتى عليا وعاملتينى كويس .
لكن هما يستاهلوا ده ، عشان عيكرهونى وعيتمنوا موتى .
منال بهيسترية مردفة بإنفعال …..لا مهما عملوا مكنش ينفع تعمل أكده ، لأن الحكم ربنا مش انت .
وللأسف لحد إكده وانتهى ، مش عجدر اكمل تربيتك عندى وانا خابرة انك موت اخوى ومرته .
ودلوك عيال اخوى اولى بيه .
طالعها فارس بإنكسار ودمعت عيناه ولكن لم تسقط دموعا بل سقطت كرات نار صغيرة من شأنها أن تحرق المكان بأكمله .
ففزعت منال وصرخت …عتموتنى انا كمان يا فارس .
نفى فارس ذلك بقوله …لا أنتِ لا .
وعتشوفى بعينك دلوك هنقذك ازاى !
لتجد نفسها هى وأطفال مرزوق فى لمحة بصر فى شقتها .
ووجدت رسالة مكتوبة بالدم …عهد ليكى أنتِ بس ما أمسك بسوء .
بس خلى بالك عاد من نفسك ومن عيال مرزوق ، لأن العرج دساس .
ليبقى هو وحيدا من جديد ،يجوب الطرقات حزينا منكسرا.
ثم جلس على أحد الأرصفة يضع يديه على رأسه يحدث نفسه ..ليه كل اللى عيحصلى ده ، ذنبى ايه من الأول انى اتولدت أكده ؟
مش عارف نفسى انا ايه ، انسان ولا شيطان زى ما بيجولوا .
وبينما هو كذلك تفاجىء بـ الشيخ سلامة أمامه ، فتلونت عينه بحمرة الغضب .
فضحك سلامة بقوله …لفيت كتير يا ولدى ،وآن الاوان تيچى بجا لأبوك ( سفروت ) هو مستنيك عندى من زمان .
بس كان سيبك تجرب حياة البشر شوى ، لغاية ما تقرر انت عايز تكمل معاهم ولا ترچع لأصلك يا فارس چنى مش إنسى .
وتخلع ثوب البشر ده .
ولا عچبك اللى عيعملوه فيك عاد ولساك عايز تكمل معاهم .
فارس بغصة مريرة …ما انت السبب يا سلامة ، انى جيت الدنيا وانا نص إنسان ونص چنى .
يوم ما زرعت فى أمى نطفة چنى لما چتلك تشتكى عدم الخلقة.
ياريت فضلت من غير خلفة أحسن ما چبتنى الدنيا دى أعانى من كره الناس ومش عارف أعيش وسطيهم .
سلامة …ليه إكده يا ولدى ، سيبك من هم الدنيا ، انت لسه صغير وتعال معايا أحميك منهم وأضلل عليك .
وتبجا چمب أهلك من الچن .
فارس …انت عايز تفهمنى انك عايزنى لوچه الله إكده وناسى انى فهمك كويس وخابر انك هتعمل ايه وعتخرب بيوت الناس بالسحر ، وعتاكل حرام فى حرام .
فضحك سلامة مردفا ..تعچبنى نصحتك وعجلك ، بس متجولش حرام جول منفعة جصاد منفعة .
وانا هستنفع من ورا غل الناس وكرههم لبعض .
فارس ..لكن انت هتأذى ناس ملهاش ذنب .
سلامة ..ما انت بردك هتأذيهم وتموتهم محروجين كمان .
فارس مدافعا عن نفسه …لا انا مش بأذى غير اللى يستاهل إكده بس .
سلامة …اعتبرهم يستاهلوا برده ، عشان الزمن ده ، زمن الجوى مش الضعيف
وكفايا حديت ماسخ عاد ، ويلا معايا نبتدى الشغل ، وهعملك مرتب وهچبلك كل اللى نفسك فيه يا ولدى .
فلم يجد فارس مفرا من الموافقة ، بعد أن فقد الأمل أن يعيش مرتاحا ومحبوبا بين البشر.
فنظر فارس خلفه مودعا عالم البشر بنظرات انكسار وحزن ، لانه كان يتمنى أن يكون بينهم ويعيش فى سلام ولكن ما باليد حيلة ، فليذهب إلى عالمه الاخر لعله يجد هناك الراحة رغم الصعوبات التى ستفرض عليه .
وفى لمحة بصر ، كان فارس فى بيت سلامة .
يتنقل ببصره فى ذلك البيت الموحش الذى تتميز أركانه باللون الاسود الملطخ بالدماء ، بجانب عدد من رؤوس الحيوانات المعلقة على الحائط .
وأُضيىء المنزل بإضاءة خافتة حمراء ، ورائحة البخور تملىء المكان ، بجانب تلك الأصوات التى تقذف فى القلب الرعب ولا تعلم من اى اتجاه تكون ، بل تحيط بك من كل مكان .
ثم جلس سلامة على مقعدة الملون بألوان قاتمة .
ثم أحدت قسمات وجهه أمام ذلك الطبق الذهبى المتسع أمامه ويخرج منه الدخان الكثيف ،متمتما بكلمات غير مفهومة ، حتى خرج منها ذلك الچنى سفروت برأس انسان يشبه فارس تمام ولكن بجسد حرباء متلونة .
سلامة مشيرا إلى سفروت …ايه رئيك بجا يا عم سفروت فى المفاجأة الحلوة دى .
ولدك فارس اهو ، ليطالعه فارس بإندهاش ولكنه اشمئز من جسده المتلون ، فكرهه .
قهقه سفروت من هيئة فارس النافرة منه ،فحدثه بقوله …مش عجبك شكلى يا فارس ، امال لو شوفت اخواتك هتعمل ايه !
ليقترب منه سفروت بقوله …تعال فى حضنى يا ابنى عشان وحشنى .
فضمه سفروت بقوة كادت أن تتمزق أضلع فارس ، وشعر بجلده يتلون بكل لون أثناء تلك الضمة ، فابعده فارس مردفا بحنق..كفاية إكده .
سلامة ..وبعدين يا فارس ، مش جولنا نطول بالنا شوية ، انت لسه ياما هتشوف معانا .
ثم وجه حديثه نحو سفروت …جولى يا سفروت ايه أخبار الكفر وانت عتلف يمين وشمال فى البيوت ،مفيش حاچة إكده سوجع نتلم منها بجرشين .
سفروت …اه فيه بيت محروس القناوى ، مچوز فى السر ومراته حاسه وبتواجهه وهو بينكر .
فهتيجى ليك عشان تتأكد منها ، فأنا هقولك فين بيته التانى وتوصفلها وربنا يقدرنا على فعل الخير ..
ابتسم سلامة بمكر…اه احنا عنتعب جوى عشان الناس ، بس ياريت فى الاخر بيطمر .
فضحك فارس ساخرا …لا واضح جوى ، عتخرب البيوت .
رمقه سفروت بنظرة غاضبة مردفا …الواد ده شكله عاق مش زى ولادى ابدا .
سلامة …معلش يا عم سفروت استحمله ، ده تربية بشرية منال كانت طيبة بزيادة .
ابتسم سفروت عند ذكر اسم منال فأردف …صح طيبة اوى وكمان حتة قمر ، وبكون مبسوط اوى لما بشوفها كل يوم ، وبكون عاااايز بس …؟
ليقف فارس غاضبا قائلا بصوت أجش …عتكون عايز ايه منيها ؟
انا بجولك اهو ، اوعى تجرب من منال واصل والا هكون حارق المكان ده بلى فيه .
ففزع سلامة وأردف بخوف من قدرات ذلك الصغير….لا يا فارس ، انت بجيت مننا وعلينا ، لا نأذيك ولا تأذينا عاد
فارس …يبجا بشرط ، محدش يجرب من منال .
سفروت …متخفش عليها اوى كده ، هى اصلا محصنة نفسها وكل ما أحاول اقرب منها مقدرش .
ديما بلاقى بينى وبينها ساتر ، يأما سورة البقرة اللى بترددها يوميا ، أو محافظتها على أذكار الصباح والمساء ، غير السبع تمرات اللى بتاخدهم على الريق اللى بيمنعوا اى سحر عنها .
ده غير الصلاة فى معادها طبعا ، فمش عارف أدخلها منين ؟
فابتسم فارس واطمئن قلبه لحفظ الله لها .
وهكذا عاش فارس مع ذلك الدجال وأعوانه من الچن ، الذين ينقلون له اخبار القرية ، ليبث هو سمومه لأصحابها .
حتى مرت عدة سنوات ، كبر بها فارس وأصبح شابا فتيا ، جميل الوجه ، وذو عضلات بارزة لانه لم يجد شيئا ، ينفس به عن غضبه سوى حمل الأثقال فى غرفته التى كان ينام بها فى ذلك البيت الموحش بيت سلامة .
حتى جاء اليوم الذى خرج به بين أهل القرية ، يتنزه قليلا لينعم ببعض الوجوه الحسنة بعد أن مل من وجوه الشياطين فى بيت سلامة .
فوجد فتاة قد برع الخالق فى تحسين صورتها ، أمام منزلها تتحدث مع فتاة أخرى .
عنبر …بجولك ايه يا بت ، مش عويس ابن العمدة بذات نفسه چه يتجدملى .
لترد صديقتها بغيظ مكتوب …والله ، ده أنتِ طلعتى جادرة يا بت ، ووجعتيه كيف ده ؟
ده كل بنات الكفر عنيهم منيه .
عنبر …اناااا !!
لا انا معرفش أوجع ولا الكلام ده ، ولا اعرف أتسهوك كيف البنات ، انا معرفش غير اللى ريدنى يجى يتجدملى وانا اشوف هرتاح ليه أو لأ .
نسمة .. أنتِ خايبة يا بت _ده ابن العمدة ،خابرة يعنى ايه ابن العمدة !!
فكيف تجولى هترتاحى ولا مترتحيش ؟
هو أنتِ تجدرى ترفضيه من الأساس ، هو أنتِ فاكرة نفسك حاچة ، ده أنتِ بت فلاح فى أرضه .
عنبر بثقة فى نفسها …بنت فلاح وايه يعنى ، بس عندى عزة نفس ، ومدام مش ريداه ولا يهمنى .
فطالعها فارس بإعجاب ، وقذف الله حبها فى قلبه ، فنظر مطولا إلى عينيها البندقيتين مرورا بشفتيها الكرزيتين ، فتمناها لنفسه .
وأثناء حديث عنبر إلى نسمة ، صادفت عينيه التى تنظر لها بإعجاب ، فتحرك قلبها ولكن من خجلها افترشت بنظرها الأرض ، وتركت نسمة مردفة …سلام دلوك يا نسمة .
ثم ولجت عنبر للداخل ، ومن وراء الستار حاولت النظر الى فارس لتعلم هل ما زال موجودا ام لا ؟
وعندما لم تستطيع رؤيته ، أزاحت الستار بعض الشيء لتجد عينيه تتابعها ،فسرت قشعريرة فى جسدها وأغلقت الستار ، فضحك فارس مردفا …مچنونة بس قمر .
اما نسمة فأخذت تحدث نفسها طوال الطريق…ايه هو مفيش فى البلد بنات غير عنبر ، كله الرچالة عنيهم منيها.
واتعموا عليا ، وايه كمان حصلت ولد العمدة كمان .
لا ده إكده كتير اوى عليها ، وانا خلاص فاض بيا ومش هسكت وهروح للشيخ سلامة يعملها عمل يچيب أجلها .
فتوجهت إليه نسمة فى ظل غياب فارس الذى لم يغادر مكانه أمام عنبر لعله يراها مرة وهنا تغلبت عليه صفته البشرية عن صفاته الأخرى فلم يستمع إلى حديث نسمة مع سلامة .
وقفت نسمة أمام سلامة بجسد مرتجف تطلب منه عمل شىء لعنبر لكى ينفر منه العرسان أو تموت وترتاح منها للأبد .
سلامة ..بس أكده عيونى ليكى يا جمر .
بس عتجدرى على طلب الأسياد ؟
نسمة. ..اعمل اى حاچة ترضى الاسياد بس اخلص منبها .
فأقترب منها سلامة ، ولمس وجهها وهمس فى أذنها .. الأسياد عيجولوا لزمن العمل يتعمل فى حاچة أكده تكون بينى وبينك على الخصوص .
فضربت نسمة على صدرها مردفة ..يا حومتى ، ده كان ابوى يجتلنى .
سلامة بمكر …ومين هيعرف ابوكى ، ومتخافيشى على نفسك مش هيكون الموضوع واعر جوى ، يعنى هتفضلى زى ما انتِ ومحدش هيعرف.
نسمة…كيف ده ؟ا
أمسك سلامة بيدها وادخلها إلى غرفته قائلا …تعالى بس وانا هفهمك .
ليقع ما ليس فى الحسبان .

reaction:

تعليقات