رواية نور حياتي كاملة بقلم زينب بهاء عبرمدونة كوكب الروايات
رواية نور حياتي الفصل الاول 1
لم أعد أحبه، ولا أكرهه أيضا. لم يعد يعني لي أي شيء، لم يعد مثله كمثل البشر بعَيّني، هو مثله كمثل أي شيء آخر، هو من سرق فرحتي وسعادتي وبهجتي وتوأم روحي، مثله كمثل الا شيء بحياتي، هو نكره بها لا أكثر، لم يعد له فائدة على الإطلاق، ولكن فقط يأتي منه كل شيء الا الخير، كل الشر، كل شيء سيء، ولكن يريد أن يبقى ملاكٍ مظلوم بين البشر. رغم كل الحقد والسوء والشر الذي يكتظ به قلبه.
نور
فتاه في العشرينات تربت على الطيبة والخوف من كل شيء، وأولهم الخوف على مشاعر الآخرين.
لا تتمتع بقدر كبير من الجمال، ولكن روحها الملائكية جعلت منها شخصية تُحَب من كل من يراها، بل حتى من مَن تمر على أرضه مرور الكرام.
تعمل كمشرفة لدار مسنين قريب من منزلها، وهذا ما جعلها تكون أكثر حنان وطيبة على من حولها.
الساعة ال خامسة عصرا: كانت تجلس وحيدة بحديقة الفردوس، التي طالما عشقت جوها الهادئ ونسمتها النقية التي كانت تشبهها كثيرا، كانت دائما ما تذهب قبل صديقاتها لترى منظر غروب الشمس الذي يشبه قلبها وروحها، منظر الشمس وهي تحتضن الأرض رغم حمرتها من شفق، لا يحمل سوى حنان الراحلون الذي يبثونه في نفوس أحبتهم قبل الرحيل.
كانت هناك في زاوية لا تبعد عنها كثيرا عينان تراقبها خلستا كانتا فقط تشتاق أن تخترق عالمها الذي طالما حرصت على أن لا أحد يخترقه، لا أحد حتى يحاول أن يلقي عليه نظرة من بعيد، فإن نظر إليها أحد لا ينظر إليها إلا وكانت تملأ أعينه الشفقة على هذا الملاك الحزين، وهذا كان فقط تفكيرها هي وحدها.
بينما هي شاردة بعالمها جاءت هدير صديقتها والتي لا تعرف أحدا سواها، صديقاتها كثر ولكن هي كانت تخشى الناس، ترهب التعامل مع أحد، تخاف أن يتعمق بعالمها أحد، بعد ما حدث لها من أقرب الناس إليها منذ أعوام.
السلام عليكم كيف حال نوري اليوم
هدير أنتي جيتي
قالت هدير وهي تضحك: وتجلس بالكرسي المقابل لنور
لا لسه جايه في الطريق
نظرت إليها نور بعينيها الجميلتين
حقا نسيت أن أوصف عيناها لكم
عينين من ينظر إليهم يشعر بحنان الكون وما به، عينان تظنهم ناعستين ولكن هم كذالك مما تحمله هذه الملاك السائر من آلام وأحزان، يتعين عليك مجهود كبير حينما تنظر إلى عينيها وتريد صرف نظرك عنها، فمن ينظر إليها تأخذه عينيها إلى عالم آخر.
وقبل أن تنطق نور حرفا تفاجأت بشخص يقتحم جلستهما قائلا
السلام عليكم هدير ازيك.. ترفع هدير عيناها لتلتقي بخالد.
خالد هو شخص ملتزم دينيا، وسيم جدا، بشرته بيضاء عينيه زرقاء كزرقة الماء، يزين وجهه لحية خفيفة، ويزيده وسامة خصلات شعره البني الناعمة.
تقول هدير وهي في حالة من الارتباك، أهلا خالد أنت بتاجي هنا كتير ولا أيه.. يرد عليها خالد وهو ينظر إلى الجانب الآخر، الجانب الذي جعله يقف وقفته هذه.. أهلا آنسة..
تتدخل هدير مسرعة قائلة نور.. صديقتي نور يا خالد
ده خالد إبن خالتي يا نور
تقول نور في دهشة: أهلا، وتصمت، يقطع صمتها رنين هاتفها
تنظر إلى المتصل فتجده نادر فتعبس بوجهها ومن ثم تستأذن للرد على الهاتف مبتعدتا عن هدير وخالد.
خالد: يعني أول مرة نشوف معاكي النور ده يا هدير
هدير تنظر إليه بشرود وتقول مدركتا: نور تقصد نور..
أه صحبتك اللي كانت هنا
ترد هدير قائلتا: هي صحبتي من أيام ثانوي ومكناش بنتقابل كتير لأن دراستي كانت بعيد في الجامعة زي ما انت عارف
تأتي نور في هذه اللحظة لتأخذ حقيبتها فتقول لها هدير
على فين يا روحي
ترد نور بعيون باكية
سامحيني ياهدير بس لازم أمشي عشان ماما في المستشفى
يتدخل خالد قائلا
هدير يلا نوصل أنسة نور عربيتي برة لو مش عندها مانع
هدير لا لا أكيد مش هتمانع يلا حبيبتي
تنظر لها نور بدهشة ولا تقول أي شيء، فهي في حالة لا تمكنها من نطق أي كلمة، فهي لا يهمها أي شيء الآن سوى الوصول بأسرع وقت إلى المستشفى لترى ما بها والدتها، فهي تركتها صباحا في صحة وعافية، فما الذي حدث فجأتا لها!!!
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية نور حياتي ) اسم الرواية
تعليقات
إرسال تعليق