رواية قانون آيتن كاملة بقلم داليا أحمد عبر مدونة كوكب الروايات
رواية قانون آيتن الفصل التاسع عشر 19
في حديقة الفيلا
شاهدته من الطابق الأعلى يجلس وحده ويحاول الاتصال على أحد ما..فقررت أن تنهض لترى ماذا يفعل
-مالك في ايه؟؟
همس حمزة بتوجس:
-مش عارف بتصل على منة مش بترد..و خالتو قالتلي أنها اتأخرت و قالت لعمر يروح لوحده من النادي وأنها هتتمشى شوية
ايتن باقناع:
-ممكن كانت مخنوقة وحابة تكون لوحدها
هتف بعصيية:
-ليه يعني مش فاهم..هي كانت رايحة معاه النادي ايه اللي يخليها تتخنق هناك
تأكدت ان حمزة لم يعرف ان سيف يذهب إلى النادي أيضا فقررت الصمت وتغيير مجرى الحوار
-ممكن عاملاه سايلنت
___________________________________
ظلت متسمرة لثوان تفكر..فلا مجال للهرب لأنها في جميع الحالات ستذهب معهم..ولن يأتي فجأة البطل المجهول الذي يظهر في الافلام لينقذها من الأشرار..
فكرت قليلا حتى وجدت طريقة ربما تنجح
حاولت إخفاء ارتباكها قائلة بثبات مزيف:
-طب بقولكم ايه
ليقول احدهم وهو يضع المطواة علي عنقها:
-قولي يا مُزة
منة بدلال مزيف:
-واضح ان انتوا كده كده مش هتسيبوني سواء بمزاجي او غصب عني..فأنا عندي فكرة حلوة وفي نفس الوقت أهلي هيتطمنوا عليا
قهقه الرجل الثاني بشدة:
-انتي فاكرانا اغبية يا بت انتي
هزت رأسها بنفي:
-لا لا لا ابدا.. انا قصدي هكلم واحدة صاحبتي اتفق معاها تكلم ماما و انا هبعتلها location “الموقع” على application “تطبيق” الواتساب وكمان بابا و ماما مش هيرفضوا وهيطمنوا عليا ولما أحب اجيلكم تاني هيبقى براحتنا وفي نفس الوقت مش هيبلغوا البوليس
نظروا إلى بعضهم فربما لم يدركوا بعض الكلمات التي قالتها باللغة الإنجليزية، ليقول واحد منهم بتفكير:
-يطلع ايه التوكيشن ده يا مزة؟
همست منة لنفسها بفرحة:
– واضح انهم مش فاهمين..حلو اووي كده
ليصرخ الرجل بعصبية:
-ما تنطقي يا بت
انتفضت علي صوته قائلة بتبرير:
-ما هو حضرتك مش مديني فرصة اشرحلك..يعني الكتب اللي بنذاكر منها موجودين علي سي دي او اسطوانة يعني اكيد حضرتك عارفينها
جذبها من شعرها بعنف:
-الله طب ما تنطقي عربي ياختي
حاولت التماسك :
-طيب حضرتك قولت ايه
نظر إلى الثالث :
-ايه رأيك ياض؟؟
الرجل بتفكير:
-والله انا شايف الفكرة حلوة وأكيد مش هنشبع منها مرة واحدة وهي هتجيلنا كتير
-خلاص موافق..خدي تليفونك كلمي صاحبتك
-متشكرة اوي
طلبت رقم ايتن وهي ترتعش، قائلة :
-ايوة يا تونة..افتحي الاسبيكرر اوكيه لو زوز عندك
انتفض حمزة من مقعده، قائلا بلهفة:
-دي منة؟؟
اومأت ايتن رأسها وهي تفتكر الميكرفون:
-أيوة
منة بثبات :
-كنت عايزاكي تقولي لماما ان انا هبات برة
التقط حمزة الهاتف قائلا بعصبية شديدة :
-وحياة امك انتي هتستهبلي ولا ايه..تباتي فين؟؟
منة بغيظ:
– عندك يا زوز
ايتن باستغراب:
-احنا في الغردقة انتي ناسية؟؟
اومأت رأسها بعنف قائلة بارتباك:
-ايوة عارفة عارفة.. بقولك ايه افتحي داتا بسرعة وانا هفتح ال GPS (نظام تحديد المواقع العالمى)
هبعتلك اللوكشين بتاعي علي الواتساب اوكيه وانتي بقي اتصرفي وفهمي ماما..بس متتأخريش عليا..باي
ثم أغلقت الهاتف لينظر كلا من ايتن وحمزة إلى بعضهم قائلا لها بشك :
– انتي فهمتي اللي انا فهمته؟؟
صرخت بصدمة :
-منة مخطوفة
هز رأسه بنفي:
-لا في حد بيهددها نبرة صوتها فيها خوف متداري.. يعني لسة متخطفتش
ثم أردف بسرعة:
-انا هكلم سيف بسرعة وهبعتله اللوكيشن بتاعها وهو هيعرف يتصرف
__________________________________
زفر الرجل بضيق لمنة:
-مش يلا ولا ايه يا حلوة
منة بخوف:
-استنى بس صاحبتي دي تكلم ماما عشان ماما تكلمني
رد الاخر بعصبية شديدة :
-مش هستني كتير انا
ردت بصوت ناعم :
– 5 دقايق بس اصبروا .. انتوا بتخوفوني منكم كده
ابتسم الأول بمكر:
– صابرين هو احنا ورانا غيرك..بس لو اكتر من 5 دقايق هنروح
___________________________________
سيف وهو يقترب بسيارته بسرعة شديدة :
-حاضر يا حمزة انا اصلا قريب من المكان بتاعها..خلاص انا قربت اهو
وبعد دقائق اتجه إلي المكان
نظر سيف إلى المكان حوله وعاد بنظره حتي وجدهم..فاقترب بسرعة منهم.. ثم اقتربوا الثلاث رجال منه..وهو يلقي نظرة اطمئنان لها..
هتف أحدهم بغضب شديد :
– و ده يطلع مين ده كمان..البت شكلها كانت بتشتغلنا وكلمته يا غبي منك ليه
فلتت منة من يده بعنف و وقفت خلف سيف..نظر ليدها وهي تتشبث بجسده بقوة وتختبيء خلفه ويشعر برجفتها.. لم يشعر “سيف” بشيء سوي وهو يسحب مسدسه من جرابه من خصره وأطلق رصاصة منه في الهواء.. ثم استدار الثلاث رجال له وانتفض جسد منة من رصاصته..
أردف سيف بصوت غليظ وهو يقترب منهم:
-وحياة امك انت وهو لتتربوا
هز الرجلان رأسهم بخوف متراجعين بينما الاخر ما يزال تراوده بعض الشجاعة
ليخرج المطواة من جيبه..بينما ارتعبت منة من الخوف..وقبل أن ينظر لهم ألتقت لكمة في وجهه علي سهو منه، ثم أخذها منه وهي تصرخ بفزع
ليقول الرجل ب شر والمطواة تلتف حول عنقها:
-تحب ادبحهالك هنا ولا تسيبنا نمشي وبكرة هروحهالك
رمقه سيف بعصبية :
-انت اتجننت يا روح امك..بتمد ايدك تاخدها مني وهي معايا
-سيبنا نمشي واوعدك المطواة مش هتلمسها
وقبل أن يهرب بها..صوب مسدسه عليه لتصيب ذراعه صارخا بشدة وقبل أن يفر الرجلان الآخرين انتفضوا برعب مكانهم
اخذ منة التي كانت تصرخ برعب من المشهد الذي أمامها..فجسدها كان ينتفض بشدة
أردف سيف وهو يلكمهم بعنف حتي سالت دماءهم، قائلا لأحدهم الذي أخذ الرصاصة :
-عاملي فيها دكر يا روح امك
أوقفه صوت الضابط الآخر وهو يبعده عنهم الذي طلبه سيف ليأتي بالبوكس كي يأخذهم
-سيبهم يا سيف باشا..خلاص
اخرج الضابط الكلبشات من جيبه و وضعها في يدهم جميعا واخذهم بالسيارة المخصصة للقسم
وأخيرا التفت لها ليراها ما زال جسدها ينتفض و وجها شاحب و يزداد علي ذلك شهقاتها القوية..فهي لأول مرة تتعرض لذلك الموقف بحياتها..و تري دماء أحدهم
اقترب منها وهو يمد لها يده لتنهض..ليري نظرتها البريئة التي مزجها الخوف
قائلا بهدوء عكس ما بداخله :
-يلا يا منة مفيش حاجة خلاص
ازدادت شهقاتها :
-انا كنت هضيع
-الحمد لله الموقف عدي علي خير متخافيش..يلا عشان اروحك
هزت رأسها قائلة بنفي:
-لا شكرا يا حضرة الظابط انا هاخد تاكسي
كان يحاول السيطرة علي غضبه بأقصى ما يتسطيع حتي لا يزيد من رعبها فهي في موقف لا تتحمل أي عصبية..لكن استفزازها جعله يرد بحدة:
-نعم؟؟؟ تاكسي ايه اللي تاخديه..مش كفاية جيتي بالليل لوحدك في حتة مقطوعة و لولا ستر ربنا..وفي الاخر عايزة تاخدي تاكسي
نظرت إليه بضيق واستجمعت شجعاتها هامسة بعناد:
-خلاص هطلب اوبر
فقد السيطرة علي اعصابه وأمسك معصمها بعنف وهو يتجه نحو سيارته ليفتح لها الباب الأمامي قائلا بغضب:
– اتفضلي اركبي..
زفرت بضيق لتستسلم لأمره قائلة بارتباك:
-طيب
___________________________________________
استمر سيف في القيادة دون ان يلتفت لها..بينما هي تشعر بالضيق من صمته.. لينظر لها بعد وقت قصير قائلا باستفهام:
-ليه؟
عقدت منة ما بين حاجبيها قائلة بعدم فهم :
– ليه ايه ؟؟
زفر بنفاذ صبر:
– ليه روحتي المكان ده لوحدك بالليل
هزت كتفيها بلا مبالاة:
-عادي يعني
أوقف السيارة فجأة..ثم التفت لها بغضب وانفاسه الحارة تلفح وجهها ليعاتبها بحدة:
-كنتي هتضيعي نفسك بسبب تهورك وجنانك
شعرت بالارتباك من قربه لتهمس بنبرة خافتة:
-بسببك
زفر بندم قائلا :
-منة انا عارف ان ممكن كلامي ضايقك بس انا اتفاجئت و..
كتمت شهقاتها داخلها تحاول منع دموعها :
-خلاص يا سيادة الرائد..كلامك مش هيغير حاجة..وعموما الف مبروك ذوقك جميل بصراحة
ليدور السيارة مرة أخري.. ثم مدت منة يدها إلى مشغل الموسيقي، قائلة بمرح مزيف:
-عايزة اسمع حاجة كده..
– فيه وائل جسار اللي بتحبيه
وليتها لم تفعل ذاك لأن الأغنية التي جاءت وكأنها تقصد كل حرف من ناحيتها لسيف فتسمرت أمامها وهي تستمع إليها بحزن..بينما هو شعر بالحرج وقرر الصمت
“آه آه
آه آه آه
بعد ما إرتاحت روحي ليك
وعرفت طعم الدنيا بيك
مشيت خلاص و ما قلتليش أنا أعمل إيه
تنساني ليه بالله عليك
و أنا قلبي حياتو و روحو فيك
و إزاي حيجيلو حبيبي نوم لو مش لقيك
أنا قلبي كنت بخاف عليه
شفتك ما اعرفش جرالي إيه
حبيت و خلاص محسبتهاش
و لا قلت ليه
كان حلم دا و لا كان خيال
لا إرتاحت و لا بيرتاحلي بال
ريحني و قولي إزاي البعد
أقدر عليه”
نظرت إليه بعمق ليلتفت إليها في نظرة قصيرة لم تدري معناها.. ثم نظروا أمامهم مرة أخرى ليستمعوا إلي اخر مقطع من الأغنية
“أجمل أيام فاتت أوام
و كإنو يادوب نظرة و سلام
و أنا لسا حبيبي بعيش غرام
و بقول ياريت
على قد ما بتمناك في يوم
ترجعلي و أشوفك بس يوم
حاولت أنساك يوم بعد يوم
و لا يوم نسيت”
بعد فترة قصيرة قبل ان تنزل منة من السيارة اوقفها سيف قائلا بترجي:
-خلي بالك من نفسك يا منة ممكن
ردت بنبرة خالية من أي تعابير:
– حاضر.. شكرا على اللي عملته
– الحمدلله انك بخير … الحمدلله
_________________________
“الأخطاء تجعلك حكيما، والألم يجعلك قويا”
في اليوم التالي
طلبت منه ان تتحدث معه مرة واحدة، فرفض تماما، فقررت أن تضعه أمام الأمر الواقع وذهبت إلى مكان كان يجلس فيه وحده لتستأذنه بالتحدث معه
أفنان بضعف:
-حمزة انت اكيد زعلان من اللي حصل زمان مني
ضحك حمزة بسخرية:
-لسة ايه؟؟؟ زعلان!
هتفت افنان بأسف:
– أيوة .. انا عارفة اني زعلتك ومش هتقدر هتسامحني بسرعة
قهقه ضاحكاً بشدة:
-اسامحك على ايه؟؟ اسامحك على كسرك ليا زمان ولا اسامحك علي انك خليتيني اجرح ناس تانية بسببك ومن ضمنهم شذى !
في تلك اللحظة اقتربت ايتن من المكان وسمعت اخر ما قاله لتتأكد أنه بالفعل جرح شذى لتخرج وهي ترتدي نظارتها الشمسية حتى لا يراها
نكست رأسها بارتباك:
-عارفة ان اللي عملته مش سهل..ومكنتش تتوقع مني كده بس انا..
نظر حمزة لساعته وقد ظهر عليه التأفف والضجر.. ثم نظر تجاه افنان بملامح ساخطة:
ـ عايز اعرف بتلفي وتدوري على ايه، انتي ضيعتي وقتي على فكرة
ثم أردف بنبرة أكثر سخرية:
ـ وزي ما أنتي فاهمة…وقتي غالي اوي يا…يا مدام
أغمضت عيناها بحرج عندما لاحظت تلميحاته وخصوصا اخر كلمة قالها، لتهمس بتوسل:
-تعالى نفتح صفحة من الاول.. انا لسه بحبك يا حمزة
ضحك حمزة بشدة:
– نتبدى صفحة من الاول؟؟ هو اصلا كان بينا حاجة؟؟
زفرت بمرارة:
– كنا مخطوبين وبنحب بعض
قاطعها بنبرة صلبة كملامحه:
– – اتكلمي عن نفسك … انا مبقتش فاكر حبنا ده !
وياريت بلاش نجيب سيرة اللي فات ده..عشان انا مسحته من حياتي كلها
تمتمت من خلال دموعها التي هطلت من عينيها الخضراء:
-انا والله لسة بحبك يا حمزة و معرفتش انساك
حمزة وهو يضع قدم علي قدمه، مفجرا قنبلته:
-اه طبعا مصدقك من غير ما تحلفي بأمارة ابن عمي اللي قرر ميضيعش الفرصة لما فركشنا وفضل معاكي لحد ما زهق منك وسابك هو كمان انتي كنتي غرضك يتجوزك وهو كان عايز حاجة تانية..ولا بأمارة انك اتجوزتي مرتين ولا اهلك اللي سابوكي لوحدك..و.. انا بقول كفاية عليكي كده..
جحظت عيناها بصدمة :
– انت متابع اخباري بقى؟؟
هتف بغرور:
– لا اخبارك كانت بتوصلي لحد عندي بس مكنتش بهتم
ثم أردف بنبرة أكثر سخرية:
– بس غريبة يعني اتجوزتي مرتين و كنتي مصاحبة ابن عمي قبلهم ومعرفتيش تنسيني!
أطرقت لتتساقط دمعاتها علي وجنتيها، قائلة بتوسل وضعف:
-حمزة انت متعرفش انا كنت بمر بإيه وكنت ايه
ليقاطعها بنبرة ساخرة:
– كنتي واطية مش كده !
فتحت عيناها علي وسعهما وقالت بذهول:
– حمزة !
ثم نهض من مقعده فجأة:
– وقتك انتهى معايا يا أفنان
_________________________________
لتجري أفنان اتصال علي شخص ما :
-ايوة..بقولك ايه..حمزة قالي كلام زي الزفت بس انا بقي مش هسكت وانت لازم تساعدني فاهم؟؟
__________________________________
بعيدا عن العاطفة.. احيانا تستحق ما يحدث لك..
كي تغير تفكيرك وتفيق من غبائك قليلا
كانت تجلس في غرفتها..وهي تدفن رأسها بين وسادتها تاركة العنان لدموعها..فلم تسمع باب غرفتها الذي انفتح فجأة لتري يد حمزة تربت عليها بعد ان ازاح الوسادة عن رأسها
-بتعيطي ليه..مش الحوار عدى علي خير الحمد لله
رفعت رأسها تحاول التماسك أمام عينا حمزة المندهش من دموعها:
-مفيش..افتكرت حاجة ضايقتني
زفر بنبرة ساخرة:
-ولا عشان سيف خطب؟؟ ومش هتعرفي تروحي النادي تاني
شهقت بصدمة:
-انت عرفت منين
شدها بقوة من ذراعيها قائلا بغيظ:
-هو ده اللي فارق معاكي ؟ عرفت منين..مش فارق معاكي انك كنتي بتستغفليني..كنتي بتقللي من نفسك عشان واحد انتي مش في دماغه اصلا
صاحت بانفعال، وبدأت عيناها بذرف الدموع :
-بس هو في دماغي
تنهد حمزة بضيق..هامسا بحنو:
-مفيش حاجه تستاهل توجعي قلبك علشانها … قاومي احساسك لأن الحياة كده كده ماشية.. وانتي مش قد الحب ولا وجعه يا منة..خلي قلبك مقفول
رفعت رأسها ببطيء ونظرت بعيناها الدامعتين لوجهه وهمست ببكاء :
-عندك حق انا كنت متهورة وغبية
شعر وكأن سكاكين تغرز بقلبه علي حالها..لا يستطيع رؤية دموعها..ولا رؤيتها حزينة لأي سبب..ضم رأسها لصدره يهدهدها بكلماته ثم رفع رأسها :
-الدنيا مش وردي يا منة زي ما انتي فاهمة..الدنيا فيها ثعالب وشياطين وناس كتير لابسة وشوش تداري بيها وشها البشع..وانا مقصدش سيف بكلامي لان سيف مفيش زيه دلوقتي..انا اقصد تخلي بالك من نفسك
شعرت براحة عارمة تغرق جسدها بعد كلامه..شعرت بالسكنية والفرح يعود إليها ثم اومأت بإيجاب :
-حاضر
قبل قمة رأسها، قائلا بحنان :
-هتاخدى وقتك يا منوش بس هتبقى احسن انا واثق من ده..انا اختي متعيطش علي حد فاهمة!!
هزت رأسها بابتسامة :
-فاهمة
_______________________
في مطعم الفندق فرع إسكندرية
بعد رجوعهم من الغردقة، تفاجأ بطلب من مديره بمستثمر جديد سيشاركهم بالفندق ونقل أفنان إلى فرع إسكندرية
أفنان بالإشارة إلى الرجل في أواخر العشرينات من عمره:
-مستر حسن العقاد..المدير التنفيذي لمجموعة شركات العقاد..و ده اللي هيشغل فلوسه في الاوتيل..و ده مستر حمزة والأستاذة ايتن المانچر ماركتينج
ايتن بابتسامة :
-ااه اهلا يا فندم..اكيد طبعا عارفة.. حضرتك غني عن التعريف
-اهلا بيكي
ابتسم قائلا بإعجاب لآيتن:
-عاجبني اوي استايل المطعم هنا شيك جدا و راقي مع أن .. شياكة المكان متجيش حاجة جنب شياكة حضرتك يا انسة ايتن
ابتسمت ابتسامة صغيرة علي وجهها، قائلة بامتنان:
-ميرسي اوي
ثم اردف قائلة لحمزة بتساؤل:
-ايه رأيك يا مستر حمزة متفاؤل بالشغل معايا ؟
بهتت ابتسامته وهو يقول ببرود:
-معتقدش..اصل الجواب باين من عنوانه
قطبت أفنان حاجبيها بدهشة :
-لا ده تحفة طبعا..حضرتك ازاي متعرفش شغل مستر حسن
قاطعها مغيرا الحوار، قائلا بغضب:
–ميهمنيش اعرف وبعدين هنقضيها كلام ولا ايه؟ احنا جايين نتكلم في الشغل وننجز
همس حسن بإحراج:
-تمام
بعد مرور ساعة
كانت تقف مع حسن لشرح المشروع الجديد..بينما هو منشغلا مع احد العاملين
بعد قليل..
سمع صوت ضحكة عالية أطلقتها ايتن مع حسن..فحاول تجاهلها لكنه لم يستطع
كان يدعي الكبرياء وعيناه لن تغفل عن مراقبتها..
واخيرا اقترب منهم مقاطعا كلامهم، ليهتف حمزة بحزم:
-ايتن..كفاية كده اتأخرنا..يلا نروح
ردت بضيق :
-لا خلينا شوية
زفر بصلابة:
– يلا مش هكرر كلامي
رد حسن بنبرة ساخطة:
-مش شايف انك مزودها اوي..هي مش صغيرة ممكن تروح لوحدها
هتف من بين أسنانه:
-وهي جاية معايا
ازاحها حسن لتقف خلفه، قائلا بتأكيد:
-ايتن هتفضل قاعدة معايا..وانا هروحها لحد البيت..روح انت يا حبيبي
تحول هدوء حمزة إلى غضب شديد، وهو يجذبها من وراء حسن
أومأ حسن رأسه متفهما وانصرف بعيد عنهم
صاحت ايتن قائلة بتألم:
-سيبني..خلعتلي كتفي..وبعدين انت مالك بيا اصلا
ثم اقترب حسن مرة أخري وفي يده كوب ماء به قطع ثلج، متدخلا في الحوار قائلا باستفزاز :
-جبتلك كوباية ماية ساقعة متلجة اوي هتروقك
تحاشي النظر إليه قائلا بعصبية:
-الكلام خلص لحد هنا يا حسن
تنحنح حسن ليجيبه بمكر :
-متشغلش بالك هي مبسوطة معايا، و متخافش عليها مش هشربها حاجة صفرا و أخدها معايا البيت
لم يستطع سماع باقى كلماته المستفزة، ليلكمه بعنف جعلته يسقط علي الأرض بقوة..ثم اقترب منها بخطي واثقة و سريعة و وقف أمامها بقوامه الطويل بينما سرق كوب الماء المثلج من بين يدها و سكبه علي حسن، شهقت ايتن لتتسع عيناها بذهول مما حدث، اقتربت منهم في تلك اللحظة أفنان وسمع همهمات بعض الناس فتجاهلهم، وهو يشدها إليه لكنها دفعته بعيدا عنها لتعود إلى حسن، لكنه لم يرضي بما تفعله بل سارع إلى شبع غروره بمسكها من يدها بعنف مانعا مقاومتها..هامسا بحدة:
-يلا نمشي قولت
وجدت ايتن نفسها تائهة لثوان..بلعت ريقها و حاولت إفلات نفسها، ليزداد الأمر سوءا، فقيد معصميها ليمنعها من اي مقاومة ..ارادت تحريك يدها للمقاومة لكنه ازداد الضغط عليها، همست ايتن بإلحاح:
-مش عايزة امشي
رفضت ايتن التحرك معه، وحاولت تقاوم بأقدامها بغضب طفولي، أحاطها بذارعه القوية ورفعها علي يديه بحركة جعلتها تصرخ،
شهقت ايتن وتسارعت دقات قلبها بجنون، أرادت المقاومة لكنه سلب منها قواها ..لم يستغرق الأمر وقتا طويلا حتي وضعها في سيارته المفتوحة من السقف، ليجلسها في المقعد الأمامي من السيارة، ثم قفز حمزة سريعا جالسا بجانبها ، ليبدأ التحرك فورا
صاحت باندفاع :
-ايه الجنان ده !..عامل نفسك سوبر مان
اقترب منها، فشعرت بسخونة أنفاسه على وجهها وخصلة شعره المتمردة مثلها، تداعب جبينه
هتف قائلا بعصبية:
-اللى حصل ده مايتكررش تاني
__________________________________
بعد مرور وقت في سيارة حمزة
زفر حمزة بضيق:
-انا مبحبش العند يا ايتن..وانتي بتستفزيني بتصرفاتك السخيفة الطفولية
حدقت به بذهول:
-انا تصرفاتي سخيفة يا حمزة؟؟
فقد السيطرة علي اعصابه قائلا بعنف:
-ايوة..عشان قولتلك يلا نمشي فضلتي مصممة..وعايزة تقعدي مع الزفت ده
همست بدهشة:
-انت بتزعقلي؟؟؟
ارتفع صوته بعصبية أكثر :
-عشان لما اقولك يلا..يبقي تسمعي الكلام من سكات
-اسمع كلامك؟؟ بصفتك ايه معلش..وبعدين انا مش فاهمة انت كنت متضايق منه ليه
بعد دقيقتان.. وقف امام العمارة قائلا بسخرية :
-انزلي خلاص وصلتك ولا عايزة تقعدي معايا شوية
رفعت حاجبيها قائلة بحدة:
-انت تطول اصلا اني اقعد معاك؟!
ثم نزلت وهي تفتح باب السيارة بعنف خلفها وتركتها مفتوحة:
-ابقي اقفلها انت بقي
_________________________
في مكتب حسن
سألها حسن بفضول :
-انتي عايزة ايه من حمزة يا أفنان
ابتسمت بمكر:
-عايزاه..
ضحك قائلا بسخرية:
-انسي
أفنان بحزن:
-معرفتش أنساه
غمز لها قائلا بخبث:
-يا فيفي انا انسيهولك
زفرت بضيق:
-حسن بطل بقي طريقتك دي..حمزة لحد دلوقتي مرتبطش ولا خطب بقاله اكتر من 8 سنين..يعني معناه انه لسة بيحبني بس بيكابر..انا بقي عايزاك تشغل اللي اسمها ايتن دي عشان لو فيه إعجاب بسيط يبقي يروح..والجو يفضالي انا وميزو وانا هعرف اوقعه
حسن بتفكير:
-هي الصراحة ايتن دي قمر..بس مشوفتيش حمزة عمل فيا ايه عشانها ده شكله بيغير عليها
أفنان بتبرير:
-عمل فيك كده عشان انت استفزيته يا سونا وعشان السبب التاني انت عارفه..لكن معتقدش غيرة لا
وبداخلها خوف ان يصبح الموضوع غيرة حقا
______________________
بعد مرور أسبوعان
في مكان آخر بمحافظة الفيوم
كان يقف رجل امام شاب بأوائل الثلاثينات في إحدى الشقق الراقية والتي هي مكان عمله يستخدمها شركة محاسبة لمتابعة عمله وعلى الجهة المقابلة تقع شقته في نفس المبنى، دلفت فتاة في أواخر العشرينات من عمرها وهي ترتدي ملابس باللون الاسود حداد على شقيقتها المتوفية منذ وقت قريب
– انا عايزة اعرف انت بتعمل ايه للستات بتخليها تهرب منك او تنتحر بسببك !
زمجر من بين أسنانه:
– ايه اللي بتقوليه ده انتي اتجننتي؟
صرخت قائلة بحرقة:
– اختي ماتت ليه ؟
نفخ حانقاً:
– وانا مالي هو انا اللي موتها؟
أردف وهز رأسه بقوة وهو ياخذ نفس عميق متمتماً:
-دي ماتت منتحرة ياختي في قلب بيتكم ولا نسيتي
حدجته بنظرة قوية بدون خوف ثم تمتمت بثقة:
– ومين كان السبب !! مش انت؟؟
أنت اللي كنت سبب في موت اختي انا واثقة في كده..وأنت برضو اللي بسببك خطيبتك الاولى هربت منك وسابت محافظة الفيوم باللي فيها والله اعلم مصيرها إيه !
ولا مراتك الاولى اللي اختفت فجأة ومحدش عارف راحت فين؟؟
لم يجيبها بأي شيء، فأردفت بقوة هاتفة:
-ما ترد ساكت ليه؟؟؟
البنات دي شافت منك ايه ..
شافوا ايه منك يخليهم يدمروا حياتهم كده ويبيعوا حياتهم باللي فيها
اختي … اختي اللي اهلي سلموهالك امانة يا اخي تعمل فيها كده؟؟
دمعت عيناها وقالت بصوت مخنوق:
-بالله عليك ريح قلبي … ريح قلبي و قلب أمي اللي محروق عليها
طب عملت حاجة ؟؟ آذتك في حاجة؟
التفت بحدة:
– بلاش اقولك هي عملت ايه … عشان لو عرفتي هترتاحي انها عملت كده في نفسها وانتحرت
صاحت بنفي :
– كدااااب … اختي متعملش حاجة غلط.. انا واثقة في تربيتها يا حيوان
أومأ بإجهاد ثم أردف:
– و إيه اللي خلاها تنتحر بقى ؟؟؟ ايه خلاها تهرب مني واحنا في شهر العسل ؟؟
– يا بحاجتك يا أخي..ما تقول لنفسك .. هو في عروسة تسيب عريسها في شهر العسل وتهرب وترجع بيت اهلها منهارة ومابتنطقش .. وكل ما تقعد لوحدها تصرخ وتعيط … شافت منك ايه خلاها تعمل كده … شافت منك ايه خلاها تنهي حياتها بالطريقة البشعة دي
شافت ايه خلاها تستغنى عن روحها وحياتها واهلها !
– وانا مالي بكل ده ؟؟؟ انا مش هقولك هي عملت ايه … مش هقدر…غصب عني…دي برضو واحدة ماتت مينفعش اتكلم عنها
أومأت برأسها وهي ترد بنبرة ساخطة:
– ومراتك الاولى !! برضو اختفت وانت متعرفش ؟؟
ولا يا ترى بقى عملت حاجة مش قادر تقولها …معقولة كل البنات اللي كانوا في حياتك هما اللي ظلموك !
– هو أنتِ جاية تعملي تحريات عن علاقاتي السابقة بعد ما اختك ماتت ؟
صاحت باكية:
– مش هسكت إلا ما اجيب حقها منك…حق اختي مش هيروح
أخرج زفرة حارقة ضاغطاً على أسنانه:
– وانا مستنيكي تجيبي حقها … بس يكون في علمك … انا مش هنطق ولا هقول حصل ايه … عشان سر اختك مش مع حد غيري … غيري انا وبس
فكرت قليلاً :
– وماله بس متنساش أن خطيبتك الجديدة لسه متعرفش كل ده !! انا هروحلها وهقولها كل حاجة.. مش دي برضو الضحية الجديدة بتاعتك !!
لتجد خلفه خطيبته الحالية وهي تنظر له بتردد وعيناها متسعة بذهول
– مهاب … ايه اللي سمعته ده ؟؟؟
– أمنية حبيبتي انتي فاهمة غلط … دي واحدة حقودة بس و كذابة
تراجعت أمنية بخوف، صرخت الفتاة الأخرى والتي تدعى دعاء قائلة:
– هو اللي كذاب …اهربي يا أمنية .. هيدمرك هيغدر بيكي زيهم
صاح يستدعي الأمن بسرعة وهو يطلب منه اخراج دعاء بينما خطيبته واقفة كالصنم لا تستطيع أن تنطق ولا تفهم شيئاً، حاول شرح لها بطريقته الراقية الحنونة كعادته التي لا تشبه شيطانه الداخلي
– صدقيني يا حبيبتي دي كذابة…ما انا قدامك اهو…شوفتيني عملت حاجة ؟
– بس بس هي انتحرت ليه؟
– خانتني
اتسعت حدقتيها بذهول :
– مقولتلهاش كده ليه يا مهاب !!!
– مقدرش…حرام دي ماتت مينفعش أوجعهم على بنتهم
– ما يمكن بتضحك عليا انا كمان زي ما هي بتقول
– أمنية … حبيبتي انتي عارفة اني محبتش غيرك … صحيح اتجوزت مرتين بس مفيش واحدة خطفت قلبي غيرك..اومال انا بحبك ليه ؟ عشان عارف انك هتحافظي على اسمي
– طب ومراتك الاولى …اللي اللي اختفت !
-دي طليقتي مش مراتي…كنت مطلقها قبلها…لو تحبي اوريكي القسيمة وتتأكدي..ومعايا كمان صورة من المحضر اللي أهلها عملوه عشان اختفاءها..تحبي اوريكي يا موني ؟
نظرت له بتردد, فهز كتفيه وهو يطلب شخص ما ويطلب منه بعض الأوراق بينما هي ترمقه بحيرة وقلبها يدق بشدة
– خلاص يا مهاب انا مصدقاك …بس لازم امشي دلوقتي عشان قولت اعدي عليك في الشغل…ومش هتأخر
امسكها من معصمها برقة قائلا:
– مش هسيبك تمشي إلا لما اثبتلك الحقيقة
– مفيش داعي يا مهاب … انا مصدقاك خلاص
– والله ابدا … وبعدين احنا كنا خارجين النهاردة ولا نسيتي
– الواد هيجيبلي الورق اللي طلبته منه …مش عارف اتاخر كده ليه …استني هكلمه تاني
خرج من المكتب واغلق الباب خلفه, ليتصل على مدير أعماله قائلا:
– روحت الموظفتين اللي كانوا فاضلين زي ما قولتلك في الرسالة
– أيوة يا باشا
– موضوع أمنية لازم يخلص النهاردة…دي خلاص شمت ريحة الغدر…ومش هسيبها تمشي وتفضحني ولا تفتش ورايا مش كفاية الزفتة اخت مراتي اللي مش سايباني في حالي…و ايتن … مش هقولك تاني تدور عليها وتقلب الدنيا كلها عليها …ايتن لازم ترجع تاني
ليغلق الهاتف معه, بينما فتحت أمنية الباب فجأة وهي تسير بخطوات متعثرة :
– ماما اتصلت عليا ولازم امشي حالا.. ابقى ابعتلي الورق على الموبايل
جذبها من ذراعها بعنف قائلا :
– انتي مش واثقة فيا !!!
صرخت به بغضب :
– انت اتحولت ليه دلوقتِ؟ سيبني امشي …سيبني
دفعها نحو الجدار وهو يغلق الباب خلفه ولكن بالمفتاح ، هامسا بنبرة شيطانية خطيرة :
– مش هسيبك…مش انتي عندك فضول تعرفي انا عملت ايه فيهم !!
انا بقى هوريكي عملت ايه فيهم !
صرخت برعب متوسلة إياه :
– لااااا…ابوس ايدك لا يا مهاب
– متخافيش مش اللي في بالك خالص … ده انا بقالي شهور مستني اثبتلك و اوريلك الوش التاني من مهاب !
_______________________
في الفندق
كان يتحاشي الحديث معها او الاختلاط سويا منذ آخر مقابلة بينهم وما فعلته بالمطعم..وهي لم تحاول الاعتذار أو التحدث معه
جذبها من معصمها فجأة :
-تعالى عايزك في مكتبك
فلتت يده منه قائلة بضيق:
– لا والله لسة فاكر تكلمني..ما كنت تكمل شهر مخاصمني بقي
دلفا إلى المكتب، قائلا بغضب:
-واللي انتي عملتيه يوم المطعم ده كان ايه..ده انتي حتي مفكرتيش تعتذري
شهقت ايتن :
-اعتذر ليه؟؟ هو انا غلطت!!
حمزة بنبرة ساخرة:
-لا خالص انتي ملاك
اومات ببرود:
-طيب اقعدي عايزك في موضوع كده
عقدت يديها أمام صدرها ثم قالت بسخرية:
-خير؟؟
رمقها بحدة وهو يضع ساق فوق الأخرى :
-قولت اقعدي
زفرت بنفاذ صبر :
-قعدت اهو خير
اقترب منها وهو يهمس بجانب اذنيها:
-تتجوزيني
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية قانون آيتن ) اسم الرواية
تعليقات
إرسال تعليق