رواية ساكن الضريح كاملة بقلم ميادة مأمون عبر مدونة كوكب الروايات
رواية ساكن الضريح الفصل الثالث عشر 13
لا تعرف لماذا انقبض قلبها أثر ما تفوه به، ظلت تنظر اليه بريبة، و هو يقف امامها
بقميصه المفتوح،
و عضلات صدره البارزه تعلو و تهبط، مع صوت أنفاسه المتسارعه كعاصفة هبت على رأسها هي فقط.
الي ان هتف فيها بوجه متهجم.
-قومي يا هانم البسي، و حضري شنطة هدومك على بال ما اجهز انا كمان قدامك ربع ساعه تكوني جاهزه فيها يلااااا.
شذي بخوف منه
-هنروح فين؟
مالك بصوت مفزع امر لها
-يلاااا يا شذى و لا تحبي البسك انا.
هذه الكلمة كانت كفيلة بأن تحركها من الفراش.
انتزعت الغطاء من عليها، هبت واقفة امامه مرة ثانية.
تتشبث بتلك المنشفه بخجل من عينه، التي تفترس جسدها بل و تكاد تكظم انه يرى الجزء المغطي منها، ويخترق جسدها
بالكامل.
شذي بعين منكسرة، و رأس منحني مكتفية بكلمة واحدة.
-اخرج
مالك بجمود و هو يتمسك بملابسها الداخلية في يده
-لاء البسي قدامي يا شذى
شذي و قد انهارت من البكاء
-عشان خاطري، و النبي اخرج.
مالك و قد رق قلبه سريعاً لها
-فات من الربع ساعه خمس دقايق، فضلك عشر دقايق و تكوني قصاد عيني، تحت بشنطة هدومك
قال كلمته الاخيرة، و هو يضع في يدها ملابسها الداخلية.
و يلمس كتفها العاري بسبابته، ثم اتجه للخارج، و تركها مغلقاً الباب عليها
ليتجه داخل غرفته حتى يبدل ملابسه، و يحضر حقيبته هو الاخر، و لكنه جلس على الفراش يأنب نفسه على ما فعله بها.
مالك لنفسه بغضب
-ايه اللي انت عملته ده، انت فاكر نفسك عيل صغير ، ولا مراهق حيوان و مش قادر تتحكم في غرازيك و شهواتك.
و بعدين منين بتقولها انك رافضها، و منين عايز تاخد حقك الشرعي منها، فوق لنفسك بقى،
اقبل الوضع اللي انت فيه، اذا كنت فعلاً هتسيبها، يبقى ما تلمسهاش تاني، و تعاملها كأب ليها و بس.
و بعد عشر دقائق كان يجلس بالأسفل، و بجواره حقيبته ينتظرها حتى تترجل اليه،
ويمسك بيده هاتفها الذي وجده على الاريكة الخشبية، يبدو أنها تركته حين ذهبت للأستحمام، ولم تتذكر ان تأخذه معها
وهي صاعده.
الان مل من الانتظار لذلك صاح بصوت جهور، وهو يغلقه ويضعه في جيب بنطاله.
-العشر دقايق فاتو من بدري يا شذييييييي!!
كانت مختبئة بالأعلى، تظن انه مع الانتظار سيتغاضي عن عقابه هذا.
لكنه خذلها، فسحبت حقيبتها خلفها، بقلة حيلة و ترجلت اليه، لكنه فاجئها بصراخه عليها مره اخرى.
-انا مش قولت قبل كده مافيش لبس بناطيل تاني.
شذي و الدموع تملئ وجهها
-و انا قولتلك ان ده استايل لبسي، و كل هدومي كده.
مالك رافعاً لها اصبعيه
-و ادي تاني عقاب، حاضر يا شذى هانم هنغير الاستايل بتاع حضرتك ده.
و اذا به يجذب يد حقيبتها من يدها، و يصرخ فيها….
اتحركي قدامي.
شذي برجاء
-و النبي خليني استنى ماما لما تيجي، عشان اقولها و متاخفش عليا.
مالك ببرود
-انا هقولها انك معايا أظن مافيهاش حاجة إنك تكوني مع جوزك اتحركي بقي.
❈-❈-❈
اول ما جاء في تفكيره، وفعله كان البحث عن محل للملابس النسائية للمحجبات، وقبل ان يتركو الحي اتجه بسيارته نحوه،
تركها وحدها بالسيارة، ودلف لداخله وغاب بعض الوقت…
و بعدها ترجل منه حاملاً بيديه عدد كبير من الحقائب البلاستيكية، فتح باب السيارة الخلفي و وضعهم بها.
ثم عاد الي مقعده، وقاد السياره دون التحدث معها.
جلست بجانبه داخل السيارة ،و صوت بكائها يصل إلى السيارت المجاورة لهم ، لدرجة أنه لفت أنظار من بداخلها،
لذا تهجم وجه أحدهم متطفلاً بالسؤال من داخل سيارته.
-خير يا استاذ في حاجه ولا ايه.
مالك مستغفراً ربه مضطراً للكذب
-عندنا حالة وفاة بس يا حبيبي، والد المدام تعيش انت
-اه البقاء لله يا اخويا، طب اي اوامر.
-تسلم ربنا يخليك السلام عليكم، ليغلق زجاج السيارة عليهم، و هو يلقى عليها نظرة غضب و يأمرها بالصمت.
-عجبك كده! اخرسي بقى الناس فكراني خطفك، بطلي عياط بصوتك العالي ده.
شذي بخوف منه ،و هي تجفف دموعها التي لا تجف ابداً بيدها :
-حاضر حاضر ،بس كلم ماما بقي.
مالك بهجوم
-مش هكلم حد انا مش خطفك يا هانم انتي مراتي، و من حقي اخدك و اروح بيكي اي حته انا عايزها،
ممكن بقى تسكتي، مش عايز اسمع صوتك نهائي.
لقد توقف الطريق في إشارة مرور، و على ما يبدو أنه سيطول الوقت قليلاً ليلتفت الي جانب الطريق، و يرى امامه متجر للمجوهرات.
و هنا تذكر انها لا تحمل خاتم زيجته، اذاً من أين يعلم الناس انها متزوجه، و ليس بيدها خاتم الزوجيه.
ليمسك يدها بهدوء، و يشلح من إحدى اصابعها خاتم ذهبي رقيق، و ينظر إليها بلطف،
ثم ينزلق خارج السيارة مرة اخري، و يغلقها عليها ،و يذهب نحو المتجر دون أن يفهمها شيئاً.
غاب عنها بعض الوقت ،و تركها عيناها معلقة على باب المتجر منتظره عودته، و معالم الدهشه ترتسم على وجهها الحزين.
الي ان عاد إليها، و جلس على مقعده مغلقاً بابه ، ملتفتاً اليها و بيده تلك الحقيبه الصغيره.
اخذ منها علبه صغيره له، ثم ألقاها على قدمها بلا مبالاه.
مالك وهو يرتدي من تلك العلبه خاتم زوجيه رجالي فضي (دبله فضه)
-الخاتم القديم بتاعك في الشنطه ،و معاه دبلة وخاتم ليكي البسيهم.
كادت ان تنفجر رأسها من شدة الغضب، و اذا بها تلقى بالحقيبة أسفل قدميها و تصرخ فيه…
-مين قالك اني عايزة منك حاجه، او اني ممكن البس دبلتك، انا مش عايزة منك حاجه.
مالك بصوت مفزع
-انتي قليلة الا….، هاتي الشنطه اللي رمتيها دي، و البسي الدبله عشان الناس تعرف انك مت… متجوزة، مش جايبهم
حباً فيكي ولا تمسكاً بيكي يا سمو الأميرة.
الا تكتفي من الاهانه و التقليل من شأني، امازلت تريد تذكيري، بأني لا اصلح ان اكون زوجه لك، و لما التمسك بي اذاً.
انتفضت و افاقت من تفكيرها حينما صاح بوجهها.
-انتي كمان هاتسرحي شذييييييي…
قولتلك افتحي العلبه والبسي اللي فيها في ايدك الشمال يلااا.
انحنت بجزعها العلوي للأسفل، تمسكت بالحقيبة و فتحت ما بداخلها، وهي تبكي بشده.
أي فتاة غيرها حين ترى خاتم الزواج هذا ستفرح، و بشدة نظراً لجمال زوقه.
انه خاتم من الذهب الأبيض يعلوه حجر من الألماس، يزغزغ العين أثر كبر حجمه، و معه محبس من نفس النوع، لابد و أنهم باهظان الثمن.
الا ان صوت صراخها وهي تبكي كان يدل على رفضها التام، لذلك قرر هو أن يتولى تلك المهمه بدلاً عنها هو ليمسك يدها بكفه ويلبسها الخواتم رغماً عنها.
-هو انتي ماتعرفيش تعيطي من غير صوت ابداً.
ليترك يدها بعد ذلك، و يقود السيارة دون أن يلتفت إليها مره اخرى.
❈-❈-❈
عادو الاختان الي المنزل فارحين، بما ابتاعوه من ملابس و أشياء لعروسهم الصغيرة.
الحجه مجيدة بضحك
مش عارفه بقى زوقنا هيعجب شذي في لبس العرايس ولا ايه، حاكم بنات اليومين دول يا اختي بيحبو يمشو على الموضه، حتى في اللبس ده كمان.
ماجدة بتوجس
-هو البيت ساكت كده ليه يا مجيدة، و البت مالهاش حس.
مجيدة و قد بدي عليها القلق :ادخلي شوفيها في المطبخ، و لا يمكن طلعت اوضتها نامت شوية.
جرت ماجدة على غرفة الطهي تبحث عنها بها و هي تناديها دون جدوى، لتخرج سريعاً لأختها و هي تصرخ.
-البت مش موجودة يا مجيدة، حضرت الاكل وخلصته لكن هي مش موجوده.
-يووه انتي هاتقلقيني ليه، يمكن جوزها رجع و طلعو يريحو شوية في اوضتهم.
ماجده بصراخ
-يريحو هما و يقلقو راحتي انا، اوعي يا اختي كده اما اشوف بنتي، و اطمن عليها الاول.
يبقى ابنك يرتاح براحته بعد كده، و سريعاً ما صعدت الدرج، و جرت نحو غرفة ابن اختها، تدق بابها ظانه انهم بالداخل، و تناديهم
-مالك يا شذى انتو جوه ، طب لو انتي جوه ردي عليا يا حبيبتي، ماتفتحيش طمنيني عليكي بس
لم تتلقى اي اجابه، لذلك التفتت الي اختها التي صعدت إليها، و هي تلتقط أنفاسها بصعوبه و هتفت….
-ماحدش بيرد عليا يا مجيدة، شكلهم مش جوه.
الحجه مجيدة و هي تقبض بيدها على مقبض الباب
-شكلهم هو انتي لسه هتقولي شكلهم اوعي كده.
واذا بها تفتح الباب على مصرعيه، و تدلف داخل الغرفه الفارغه، الا من ملابس ابنها الملقاه بأهمال، فتمسك قميصه المبلل بيدها و تهتف..
مالك كان هنا و مبدل لبسه، و قميصه مندي اهو قصاد عنيكي.
ماجده بحيره
-اومال راحو فين بس؟
-تعالي نشوفهم في الاوضة التانيه.
اسرعو الخطى نحو الغرفه الاخري، و دقو بابها وايضاً، لم يتلقو اجابه، فتحو الباب عنوه ليجدو الغرفه على حالها.
المناشف المبللة ملقاه ارضاً، الفراش مبعثر بطريقة عشوائية، و هناك أيضاً سترة مالك الصوفية ملقاه بجانبه.
لينظرو الاختان الي بعضهم، و هم يضحكون فرحاً و يتغامزون، لتهتف الحاجه مجيدة، و هي تمسك سترة ابنها بيدها..
-يا الف نهار ابيض، يا فرحة قلبي بيهم.
ماجدة بضحك
-ههههههه شوفي يا اختي العيال، طب اومال سابونا و راحو فين بقى انشاءالله.
جلست الحاجه مجيدة على الفراش، و هي مازلت تضحك و تقبل سترة ابنها و هتفت..
-تلاقيهم اتكسفو يتموها هنا، نقوم نسمعهم و لا حاجه ، استنى اما اتصل عليه من تليفوني، اكيد اخدها و راحو على شقتهم بقي.
اسدلت هاتفها و بحثت فيه عن اسم ابنها، لتتصل عليه و يصدح رنينه الي اذنيها، و تنتظر الرد.
و على الجهه الاخري تفاجئ هو برنين هاتفه، و هو يوقف السيارة، أمام مبنى شاهق الارتفاع علي النيل مباشرة.
و قد رأي اسم والدته، فافتح مجيب الاتصال قبل أن يترجلو خارج السيارة، و هو يشير لها بعلامة الصمت.
-الو السلام عليكم يا أمي.
-و عليك السلام و الرحمه يا قلب امك، انت فين يا عريسنا اخدت عروستك و روحتو علي فين.
مالك متعجباً من فرحة صوتها، و مما تقوله
-اخدت عروستي! و روحنا على شقتي يا أمي، عشان افرجها عليها، احنا لسه واصلين اصلاً.
اتاه صوت خالته الفرحة أيضاً من بعيد -شذي كويسة يا مالك، والنبي خلي بالك منها وخدها براحه يا حبيبي، و طمني عليها.
ضم حاجبيه ناظراً اليها بغرابه
-هي كويسة جداً ما تلقيقش عليها، ثم انزلق خارج السيارة ليفهم معنى حديثهم هذا، بعيداً عن صغيرته التي مازلت وجهها حزين، مغلقاً باب السيارة حتى لا تسمعه.
هو في ايه يا أمي، أنا ليه حاسس في نبرة صوتكم كده بحاجه غريبة انا مش فاهمها.
مجيدة بصوت فارح وهادئ في نفس الوقت
– يا واد يا دكتور هاتعملهم عليا انا، ما احنا شوفنا هدومك الي مرمية في كل حته، والفوط المبلوله، والسرير المتبهدل، وخلاص بقى الف مبروك يا عين امك.
كاد ان يقطع شفتيه السفلي أثر ضغط أسنانه عليها، لكن على كل حال هذا في صالحه، لعلهم يهدؤ ويتركوهم لحالهم فترة، دون سؤال ليستمع الي تكملة حديث والدته…
-بقولك يا عريس، قول لشذي ماتتعبش نفسها خالص، وخليها مرتاحه يا حبيبي، وماتشلوش هم الاكل انا و خالتك هانجيب ليكم بكره اكل يكفيكم لحد يوم الخميس، بس لازم ترجعو بقى يوم الخميس، عشان فرحكم ماشي يا مالك.
مالك سريعاً
-لالالاء بلاش تتعبو نفسكم، ممكن ماحدش فيكم يجي، لحد ما نرجع احنا الاتنين، يا ريت تسيبونا لوحدنا اليومين دول يا أمي لو سمحتي.
ماجدة ممسكة منها الهاتف
-ماشي كلامك يا مالك، بس ممكن تديني شذي اكلمها، واطمن عليها.
مالك وهو يفتح باب السيارة، ويجلس بجانبها
-انتي مش مصدقاني يا ماجده ولا ايه، ولا تكوني مش مطمنه على بنتك معايا، ثم فتح مكبر الصوت ليحثها على التحدث مع والدتها.
-انا لو هخاف على بنتي من العالم كله، هاطمن عليها معاك انت يا دكتور.
كلمات والدتها كانت كفيله بأن ترجعها عن خوفها منه، لتجيب عليها وهي تنظر في عينه بصوت متحشرج من أثر البكاء.
-ماااما
ماجدة بلهفه
-حبيبة قلب ماما، انتي كويسة يا شذي
-ايوه يا ماما انا كويسة ماتخفيش عليا.
-طب تليفونك مقفول ليه، اابقي اشحنيه وخلي بالك من نفسك، و خلي بالك من جوزك و اسمعي كلامه.
شذي بدموع وهي منحنية الرأس
-حاضر يا ماما
سريعاً ما سحب الهاتف و أغلق المكبر، حتى لا تستمع والدتها الي صوت شهقاتها،
تركها وحدها هذه المره، و هو يشير بيده الي احد حراس العقار الآمنين..
مالك منهياً الحديث معهم
-اطمنتي بنفسك على بنتك يا ستي، صدقتي اني لسه مأكلتهاش.
– ربنا يطمن قلبك يا غالي، ويريح بالك يارب.
مالك وهو يفتح للحارس حقيبة السيارة
-طب سلام بقى، عشان انتو اخدتو من وقتنا كتير اوي.
و على فكره انا مش عايز ازعاج خالص اليومين اللي قاعدينهم هنا، يلا سلام بقى يا ماجده انتي و مجيدة.
ماجده ومجيدة معاً بفرحه :
-مع الف سلامه يا حبايبي.
وأخيراً ما أغلق الهاتف، و تنفس الصعداء وهو يعطي الحارس الحقائب، و يشير لأخر بأن يأتي اليه.
اخذ الحارس الحقائب واتجه بهم داخل المبنى، وفتح هو بابها، و انحني بجزعه نحو الصندوق الأمامي المقابل لها، ثم فتحه وجلب منه دفتر ورقي وقلم، و استدار اليها و هو يعتدل و همس لها.
-يلا انزلي عشان نطلع بيتك يا عروسه..
وقف يدون بعض الطلبات، وتركها جاحظة العينين تحاول أن تستوعب ما قاله لها.
-خد يا بني الورقة دي، و هاتلي كل الطلبات اللي فيها، من السوبر ماركت.
اطاعه الحارس، و اخذ تلك الورقة و ذهب.
و حينها شعرت بقبضة من حديد، تضغط علي كفها الصغير، و تجذبها للخارج.
-يلا قولتلك انزلي، و لا ناوية تباتي في العربية.
شعرت برجفة تسري في جسدها، و هي تقف بجانبه.
حتى اغلق السيارة، و سحبها خلفه بخطي سريعة، لداخل البرج السكني.
تكاد ان تتعركل قدميها، و هي تحاول أن تلحق بخطاه.
شذي بهمس
-بلاش يا ابيه، انا مش عايزة اقعد هنا.
مالك و هو يزجها داخل المصعد بجمود :
-من اللحظه دي مافيش حاجه هاتمشي بمزاجك يا شذى، خلاص اللي انا هاعوزه هنا هو اللي هيحصل، وانتي مش مطلوب منك غير الطاعه.
ادخليييي….
❈-❈-❈
كانت عيناها معلقة بالشاشة الرقمية الماكنه في أعلى المصعد، تعد الأرقام التي تنير بها.
كلما توقف المصعد في دور من الأدوار، عيانها تنهمر بسيل الدموع بغزارة، صوت انينها يقوي و يعلو
كلما زاد عدد الارتفاع، شعرت بالابتعاد عن الارض بمسافة كبيرة.
ليصيح بها بعين كالجمر.
-كفاية بقى صوتك العالي ده، عايزه تعيطي عيطي براحتك بس مش لازم تصرخي كده.
شذي بصراخ باكي
-انا بخاف من الأدوار العالية، و مش حابه اقعد هنا، لو سمحت رجعني بقى وكفاية لحد كده.
توقف المصعد في الدور الخامس عشر، انفتح بابه أخيراً ليفعل كالسابق، و يجذبها خارجه بقوه مثلما ادخلها، وهو يسحبها خلفه مثل الشاه.
مالك معنفاً اياها
-خلاص يا شذي، لقد سبق السيف العزل.
توقف عند باب معين، فتح بابه بمفتاحه الخاص، و اذا به يدفعها بداخله برعونه، و ينفض يدها من يده بقوه.
حمل هو الحقائب المتروكه بالخارج، دلف مغلقاً الباب من خلفه متجهاً للداخل، متخطيها بلا مبالاه و هو يستهزء بها، و يلقي عليها بعض الكلمات اللازعة.
-يلا اتفضلي قومي مش عايزة تاخدي حريتك، اظن مافيش مكان احسن من كده تاخدي حريتك فيه!
يلا مستنية ايه، قدامك شقة طويله عريضه مساحتها ١٥٠ متر، اتفضلي اقلعي لبسك كله
لو عايزة تقعدي من غير الفوطه كمان اقعدي، خدي حريتك على الآخر، علي الاقل هنا مافيش حد غريب عنك ممكن يشوفك،
حتى جوزك اللي هو انا، مش هاكون معاكي هانزل و اسيبك تاخدي حريتك اللي انتي عايزاها يا شذى….
-انت مش جوزي!! ولا يمكن اقعد معاك أو في بيتك ده، زي ما انت مش عاوزني انا كمان مش عايزاك.
صرخت بها شذي، وقفت من علي آلأرض و اسرعت الخطى بصراخ مستمر، لا ينقطع و اتجهت نحو الباب.
-انا مش هفضل هنا ثانية واحدة، انا مش مجبرة اني اسمع كلام واحد مش معترف اني مراته اصلاً،
غير في الاوامر اللي كل شوية يأمرني بيها، انا هامشي من هنا يعني هامشي.
و لكنها توقفت أمام هذا الباب المصفح المزود بقاعدة الكترونية ذات ازرار عديدة، تقبض بيدها الصغيرة على مقبضه، و لكنه لا ينفتح.
و فجأه شعرت بأن قدميها لا تلمس الأرض، و يديه مكبلاها بالكامل.
يحملها بين يديه، و يتجه به نحو الداخل بأتجاه الغرف.
لتعاود الصراخ مره اخرى.
-ابعد ايدك دي عني، انت موديني على فين؟
-على أوضة النوم يا شذى، عشان اعترفلك انك مراتي، بكل الطرق اللي انتي عايزاها، و اللي مش عايزاها كمان…
انا هاعرفك ازاي تفكري في الكلام بعقلك ده قبل ما تخرجيه على لسانك بعد كده،
واذا به يدفعها على الفراش بكل قوته.
وابقي عيطي بقى، اترعشى، خافي براحتك على الاخر هنا
انا مش هخاف واحن عليكي زي كل مرة، و لا حد ممكن يلحقك من ايدي.
شذي وقد قفذت سريعاً من علي الفراش، وجرت الي ركن بعيد في آخر الغرفه.
-حنية اي اللي بتتكلم عنها دي، انا ماشوفتش منك غير القسوة من يوم ما عرفتك، حتى لما بتعمل ليا حاجه!
بفرح من جويا انك افتكرتني لكن برضو، بتكون مغلفه بالقسوه و باين فيها الكره،
انت بتكرهني وانا عارفه انك بتكرهني، ومش مصدومه من ده، و انا يعني كان امتى حد حبني.
بس سيبني في حالي بقى، و ماتزودش قسوتك عليا اكتر من كده، مشيني من هنا و رجعني عند امي، و صدقني مش هتكلم معاك، و لا هتحس بيا من أصله.
مالك بجمود
-مين قالك اني بكرهك؟
انا لا بكرهك و لا بحبك.
و موضوع انك تتكلمي و تتعاملي معايا ده، مش بمزاجك انتي مراتي غصب عنك، لما اكلمك ترضى عليا.
ثم حتة راضي بجوازنا او لاء دي مش بتاعتك انتي خالص.
شذي بصراخ، و قد تلفظت بما لا يحمد عقباه.
-انت معقد يا ابيه!.
ايوه انت معقد و بطلع عقدك عليا، انا مش عايزة اقعد هنا،
الشقة دي لا يمكن تكون شقتي، دي شقه انت كنت جايبها لغيري، و غيري دي سابتك و راحت اتجوزت غيرك.
مشيني من هنا بقولك…
و أخيراً صمت صراخها و صمت الكون كله من حولهم، حين غافلها بصفعه مدوية،
من كفه الذي هوي على وجنتها بكل قوته، لتسقط علي آلأرض فاقدة للوعي.
تركها بالغرفه وحدها ليسرع في خطاه للخارج.
جلس وحده على الاريكة الموضعه في ساحة
الاستقبال الواسعه، بوجه محتقن من أثر الدماء النافرة في عروقه.
يفكر من أين علمت بكل هذا الحديث، لابد أن والدته هي التي حكت لها.
ما الذي اتي بهذه الذكري المؤلمة الوحيدة بالنسبة له، على زهن والدته.
حتى تضعف كفته امامها بهذه الصوره، على كلٍ سيكون له معها حديث طويل، حتى يعرف لماذا تحكي سره القديم، للفتاة الوحيدة التي أصرت هي بنفسها ان تزوجها له.
آفاق من شروده هذا على صوت رنين الانتركام الخاص بالباب، ليرفع سماعته و يتحدث بكلمه واحده.
-مين.
اتاه من الخارج صوت الحارس الأمني.
-الطلبات اللي حضرتك طلبتها وصلت يا دكتور.
فتح الباب، و اخذ من يده الحقائب، و املي عليه اوامره.
-انا نازل دلوقتي، و رايح المستشفى مش عايز اي ازعاج للهانم، و لا اي حد يجي ناحية الباب ده.
الحارس بطاعة
-تحت امر حضرتك طبعاً عن اذن حضرتك يا فندم.
مالك وهو يعطيه بعض النقود
-اتفضل انت، و متشكر اوي.
وبعد أن رحل الحارس، وضع الحقائب على طاولة الطعام، و اخرج هاتفها من جيب بنطاله، و وضعه بجانبهم.
ثم اتجه الي حيث وضع هاتفه و اشيائه، و اخذهم و بلمح البصر كان خارج الشقة مغلقاً الباب خلفه، و موصده بمفتاحه الخاص.
❈-❈-❈
افاقت من اغمائتها وحدها لتشعر بألم يسري في عظامها، و رأسها كونها ارتطمت بالأرض بقوه.
اعتدلت من رقدتها وفتحت عيناها برويه لتجد نفسها تجلس وسط ظلام حالك، فاتوجست الخيفة و الحذر، وقفت معتدله بخطوات بطيئة غير منظمه، تبحث عن المكبس الخاص بمصباح النور، و هي تنادي عليه.
شذي لنفسها
-لأ مش ممكن يكون عملها وسابني لوحدي هنا، ابيه مالك يا ابيه مالك.
انت روحت فين وسبتني، اوعي تكون عملتها والنبي يا ماااااااااالك….
لكن لا يوجد مجيب عليها، و لا تلقى رد.
جرت خارج الغرفه سريعاً، تتخبط في الظلام الي ان رأت ضوء القمر يأتي من زجاج الشرفة الرئيسية، فجرت نحو الضوء تبحث عنه، و هي تصرخ بأسمه.
وحين وقفت بجانب الباب الرئيسي، حاولت فتحه دون فائده لقد اوصده عليها.
بحثت عن أي شئ تحاول الاتصال به عليه، فوجدت الهاتف الأرضي، موضوع على طاولة صغيره، فأمسكته بيدها سريعاً.
لتدق على أرقامه، لكن مهلاً هي لا تحفظ رقمه، ولا حتى رقم منزل خالتها، و لا رقم هاتف والدتها،
فألقته بيأس، جلست على الاريكة خائفه، الي ان استمعت الي صوت خرفشة الحقائب البلاستيكية، عندما داعبها الهواء، اخافها صوتها، وقفت حتى تزيحهم من مكانهم،
و تضعهم في مكان آخر بعيداً عنها، و عندما حملتهم، رأت هاتفها موجود على الطاوله بجانبهم، علمت انه كان بحوزته طيلة هذا الوقت.
ألقت ما بيدها، و امسكت هاتفها الذي وجدته مغلق بفعل فاعل معلوم لها طبعاً، تأففت بغضب ضاغطه على زر تشغيله، وهي تعض على اصابعها بخَوف.
َحين انار جلست على مقعد الطاوله، تبحث عن الاسم الوحيد المسجل عليه، ضغطت على الاتصال به هامسه بترجي.
-يا رب ترد يا مالك، والنبي ترد و ماتسبنيش لوحدي.
عاودت الاتصال به مرات عديدة دون أن يجيبها، كلما اقبل عليها الليل، زاد معه الظلام بداخل الشقة.
هي حقاً مرتعبة، بدء جسدها ينتفض من الخوف تارة، و من البرد تاره أخرى، و ذلك لأنها فتحت باب الشرفه الرئيسية، و جلست بها حتى تستأنس بنور القمر.
ليس بيدها حيلة الان، الا ان تبعث له بعض الرسائل عبر السوشال ميديا، و كانت بداية رسائله،
رسالة اعتذار عما تفوهت به.
-انا اسفه حقك عليا، عارفة اني ماكنش ينفع اقول حاجه زي دي، او اتدخل في حاجه ماتخصنيش من أصله، بس و حياة خالتو عندك، ترجع انا بجد هاموت من الخوف.
الرسالة الثانية.
-مالك عشان خاطري والنبي تيجي بقى، النور مقطوع و انا مرعوبه، و بردانه من قعدتي في البلكونه، تعالي بقى انا خايفة يا مالك.
الرسالة الثالثة وكانت رسالة يأس.
طب لو قربك مني و انك تاخد حقك هيرضيك تعالي، انا مش هامنعك، و لا هخاف منك تاني، بس ارجع بقى انا تعبانه و شكلي اخدت برد، بطني عماله توجعني، تعالي بقى و لا حتى رد عليا يا مالك…
الرسالة الاخيرة
-الحقني يا مالك انا النزيف رجعلي تاني، انا حاسه ان روحي بتتسحب مني، رد عليا بقى….
بعثت اخر رساله و هي تعلم انه لم يرى اياً منهم، و لسوء حظها قد فرغ شحن هاتفها و انغلق.
في هذا البرد القارص، بدئت شذي تتعرق و ينتفض جسدها، أثر تلك الحمى التي تملكت منها.
و ما زاد من سوء حالتها، غزارة الدماء التي بدئت تبلل ملابسها، و تلك الاريكة الصغيره التي تتكور عليها.
❈-❈-❈
قضى ليلته بالكامل داخل غرفة العمليات، شغل نفسه بمداوة قلوب مرضاه، و ترك جرح قلبه هو ينزف، أثر تلك الذكري المؤلمة، التي زكرته بها فتاته الصغيرة العنيدة.
فتاته الجميلة، لا يعرف اذا كان انجذب إليها حقاً و يريدها له،
ام هو فعلاً كما قالت عليه، فقط يريد الانتقام لنفسه و لرجولته من حبيبته الأولى، متخيلها في اي أنثى.
-اللي واخد عقلك يا دوك.
قالها الطبيب الشاب حسام صديقه الوحيد.
مالك و هو جالس على مقعده خلف مكتب مدير المستشفى
-عادي يعني انا قولت اريح شويه بس، قبل ما ادخل العمليات تاني.
حسام متفاجئاً من رده
-تدخل تاني انت لسه ماتهدتش يا مالك، عملت تلات عمليات قلب مفتوح و لسه عايز تدخل تاني، انا قولت هاخرج القيك روحت، و لا حتى نايم.
-قول اعوذ برب الفلق يا اخي، امسك الخشب انا كده مش هالحق اروح اصلاً.
حسام بريبة في أمره
-مالك انت فيك حاجه مش طبيعية، من ساعة ما جيت امبارح.
و انت قافل تليفونك، و مش راحم نفسك في الشغل، ما تقول فيك ايه يا بني، و تريحني.
مالك و لأول مرة يشعر بأنه لا يريد أن يبوح لصديقه، او يتحدث معه عن شئ خاص جداً بالنسبة له
-مافيش يا حسام انا بس كنت حاسس اني مقصر في شغلي، عشان كده حبيت اهتم شويه.
ماتنساش ان المؤتمر قرب، و مش هبقي موجود فتره كبيره.
-تمام قافل تليفونك ليه بقى.
-عادي يا بني كنت هافتحه، ولا هاخده معايا ليه و انا داخل العمليات.
-الله مش يمكن العروسه تكون عايزة تكلمك، او تبعت ليك حاجه حلوه على الواتس مثلاً.
-لاء اطمن يا اخويا احنا لسه مأخدناش على بعض للدرجه دي، و ادي يا سيدي التليفون اهو اتفتح، عشان اثبتلك ان مافيش حاجه من دي اصلاً.
بمجرد ان انار هاتفه لم يخمد رانين الرسائل واشعارات المكالمات التي اتته.
لتتملك من صديقه نوبه من الضحك، وهو يشير عليه بأصبعه
مالك بغضب :
-خمسة وتلاتين مكالمة تليفون يا جبارة، و ايه كمية الرسايل دي، فتحها قاصداً قرائتها بلا مبالاه.
و لكن مع قرائتها، بدئت ملامح وجهه تتغير من الجمود الي الخوف، في غضون لحظات كان يقف و يتجه الي المرحاض الخاص بمكتبه، قاصداً تبديل ملابسه و في ظرف ثواني كان بالخارج.
حسام مندهشاً من تحوله هذا
-الله انت مش قولت انك هتدخل العمليات تاني، هاتمشي و لا ايه
مالك و هو يأخذ هاتفه، و مفتاح سيارته و يرحل سريعاً
-مش هاقدر اعمل العملية دي ادخل انت بدالي، شذي تعبانه و لازم اروح دلوقتي.
-نأجلها و اجي معاك.
-لاء هاخد رانيا، هي هاتنفعني عنك دلوقتي، كلمها وخليها تحصلني على الجراچ، سلام بقى.
-سلام ربنا معاك، ابقى طمني طيب.
❈-❈-❈
كانت تجلس بجانبه داخل السيارة منفزعه من سرعته الفائقه، تكاد تكزم بأنه سيرتطم بأحدي السيارات بين اللحظه و الأخرى.
رانيا بخوف و حيرة في نفس الوقت
نالله احنا مش رايحين الحسين، اي اللي طلعك على الكورنيش.
مالك متحفزاً، وهو يعاود الاتصال بها
-عشان احنا نقلنا في شقتي امبارح.
-طب ما تهدي السرعه، و تسيب الموبايل من ايدك يا عم، كده مش هنلحق نوصل.
مالك بخوف واضح عليه
-انا عايز الحقها هي، يا ريتني ما نقلتها، و سبتها لوحدها و نزلت، ازاي قدرت اعمل فيها كده.
-عملت ايه يا مالك، هو النزيف ده من ايه بالظبط اوعي تكون…
مالك معنفاً اياها، نافياً ما تظنه به
-اخرسي يا رانيا، لاء طبعاً اللي في دماغك ده ماحصلش.
ليتوقف بالسياره أخيراً، و يجرو داخل البرج السكني سريعاً، ليصعد إليها راجياً من الله بألا يكون قد أصابها مكروه.
❈-❈-❈
فتح الباب على مصرعيه، و دلف اليها كاطفل مرتعب يبحث عن امه.
مالك بصوتٍ جهور
-شذييييييي انتي فين، ردي عليا شذي….
بالطبع قادته قدماه الي مكانها، حيث انها اعلمته في رسائلها انها مقيمة بالشرفه.
وأخيراً ما وجدها، و بقلب مفطور عليها، حمل جسدها المتشنج و الغارق في الدماء، بين يديه ودلف بها للداخل.
لتصرخ رانيا من هول ما رائت
-يا خبر اسود، دي بتنزف جامد يا مالك.
مالك بجديه وهو يتجه بها نحو المرحاض
-حرارتها عاليا جداً يا رانيا، شنطة هدومها جوه في اوضة النوم افتحيها،
و حضرليلي منها لبس نضيف، لحد ما احاول انزل الحراره دي بالمايه البارده شويه، و اغسلها جسمها من الدم ده.
رانيا بدون تردد
-حاضر حاضر
شلح مالك عنها ملابسها، وفتح المياه عليهم هم الاثنان، أحتضنها بيد و غسل جسدها بيده الاخري
-انا اسف غصب عني هاعمل كده، انتي لو فايقه دلوقتي، كان زمانك لميتي عليا العماره كلها…
شذي وهي تهذي دون وعي
-انا بحبك اوي يا ابيه.
فتحت عيناها لتغرقه، مثل كل مره في بحرها.
مالك مسحور بها و بكلمتها
-قولتي ايه يا شذى قوليها تاني.
شذي بدون وعي
-اوعي تسيبني تاني، انا انا…
مالك بجنون يريد أن تقولها
-قوليها يا شذى، انتي ايه قوليها يا حبيبتي.
-انا خايفه منهم، كلهم طمعانين فيا، احميني منهم انا…..
لقد غشي عليها مره ثانيه، وتجهم وجهه أثر كلامها، اغلق صنبور المياه، سحب مأزر الاستحمام الخاص به ، والبسه لها مغلقه عليها بأحكام، ليحملها و يخرج بها متجه إلى غرفة النوم.
وجد رانيا تنتظره بها.
-سيبها يا مالك وغير هدومك انت، وانا هلبسها.
مالك بجمود
-لاء معلش انا هلبسها، و اغير هدومي شوفي انتي العلاج اللي هتحتاجه، عشان يوقف النزيف ده، و انا هانزل اجيبه ليها، هو و الحاجات اللي لازمها كلها.
و ابقي خليكي انتي معاها، مش عايزك تبلغي امي بحاجه يا رانيا.
اندهشت رانيا من تقلبه هذا، ضمت حاجبيها معبره عن عدم فهمها.
أهذا الذي كان منذ قليل متلهفاً لرؤيتها، الان يتحدث بهذا البرود.
أهذا الذي كان يدعو الله بألا يصيبها مكروه.
حقاً ان الرجل متقلب المزاج، مثله مثل ثمرة الطماطم يوم بالطالع و يوم بالنازل.
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية ساكن الضريح ) اسم الرواية
تعليقات
إرسال تعليق