رواية قانون آيتن كاملة بقلم داليا أحمد عبر مدونة كوكب الروايات
رواية قانون آيتن الفصل الثاني عشر 12
أمام قسم الشرطة
كانا كلا من “منة و دلال” يتشاجران، حتى جاءهم ضابط من خلفهم؛ قائلا بصوت خشن صارم:
-بس يا بت أنتِ وهي اسكتوا في إيه لـكل ده يعني!
التفتت منة، بينما ظلت دلال مسمرة أمامها بخوف، لترد منة بعصبية :
-ايه ده أنت بتتدخل ليه حضرتك؟
هتف الضابط بحدة :
-اتلمي يا بت أنتِ و اتفضلوا من هنا
زغرت منة لدلال بغضب لكي تنطق، لتقول دلال بتوسل :
-إلحقني يا باشا البنت دي مفترية و كانت عايزة تتخانق معايا.. مش كفاية كسرت الشغل بتاعي اللي كان في الشنطة و بهدلت كل حاجتي يا باشا
قطبت منة حاجبيها بدهشة:
– اتفقت معاكي هديكي فلوس تعويض!
صاحت دلال بانفعال:
– لأ انت بتضحكي عليا ومش هتديني حاجة، حرام عليكي يا مفترية
زفر الضابط بضيق:
-شوفي تمن الحاجة كام و اديلها لما أنتو مبتعرفوش تسوقوا.. بتتنيلوا بتركبو عربيات ليه نفسي افهم؟
منة بسخرية :
-مش معايا كاش دلوقتي قولتلها تركب معايا و هنشوف أقرب ماركت أو ماكينة و اسحب منه رفضت واتهمتني أنّي نصّابة
دعاء مصطنعة البكاء :
-شوف يا باشا عايزة تنصب عليا ازاي
منة بغرور مصطنع عكس شخصيتها :
-انصب عليكي ايه يا بتاعة أنتِ، مش عارفة أنتِ بتكلمي مين!
الضابط بنفاذ صبر :
-ما خلاص بقى أنتِ و هي مش فاضيين لكم
منة باندفاع :
-ما تخليك في حالك حضرتك، أنت مالك أساساً بينا تتحشر ليه !
حملق بها بأنفاس لاهثة تكاد تحترق من الغضب ليقول بنرفزة:
_ اتحشر مين يا بت أنتِ.. أنا بقي هربيكي
منة بنبرة ساخطة :
-تربي مين مش لما تربي نفسك الأول
أشار الضابط بيده علي العسكري ليقول بحدة:
-يا سعيد .. هاتلي الاتنين دول جوه
نظرت دلال للضابط متوسلة، قائلة بصوت شبه باكي:
-الله.. وأنا مالى يا باشا والله ما عملت حاجة
بينما ابتسمت منة بمكر لنجاح اول بداية خطتها و هي دخولها القسم و استفزاز ضابط
أدخلهم العسكري مكتب الضابط الذي تشاجرت معه منة
صاح الضابط بحنق:
-كنتي بتقولي بقي إنّي عايز اتربى! أنا بقى هعلمك ازاي تفكري كويس قبل ما تردي بعد كده
تأففت منة وهى ترمقه بغيظ :
-أوكيه وريني
سألته دلال بخوف:
-طب وأنا يا باشا براءة كدا أروح؟ والله ما عملت حاجة
زفر الضابط بعصبية متجاهلها:
-بس يا بت اسكتي دلوقتي
صاحت دلال بتوسل:
-يا باشا أنا ذنبي ايه طب خليها بس تديني الفلوس وأنا هروح
هتفت منة بتأكيد :
-يا حبيبتي ما أنا قُلت لك مش معايا كاش تعالي نروح نسحب و أنتِ اللي عملتي كل ده
صاح الضابط بزهق :
-عايزة كام
دلال بهدوء:
-300 جنيه
ثم وجه حديثه لمنة:
-وأنت مش معاكي فلوس كاش ؟
– لأ
– عندك محفظة على رقمك صح ؟
– أيوة
بنفاذ صبر:
– تمام هخلي حد يسحبلك
استدعى شخص ما يعمل بالقسم، وطلب رقم ما على هاتفها وادخلت منة رقم حسابها السري لكي تسحب عدة نقود من خلاله حتى تأخذها دلال، و في خلال دقائق تصرف لحل مشكلة الفتاة وأعطاها الثلاثمائة جنيه ثم أعطى منة الباقي فهي سحبت بزيادة
سألته دلاا بفضول :
-كده أنا براءة صح يا باشا؟ أمشي أنا بقي
الضابط و هو يناولها بطاقتها الشخصية :
_ آه براءة .. خدي بطاقتك و روحي اشتري الحاجات اللي الاستاذة دي كسرتها
دلال بابتسامة:
-إلهي ربنا يكرمك و يسعدك يارب و ما يوقعك في ..
قاطعها بانزعاج:
-ما خلاص بقى روحي ولا تحبي تشرفي في الحجز شوية
هزت دلال رأسها بنفي:
-لا لا يا باشا متشكرة مع السلامة
خرجت دلال و هي تحمد ربها أنّ الخطة مرت بسلام
ثم وجه حديثه لمنة:
-أما أنتِ بقي هتتفضلي معانا شوية
همست منة معتذرة :
-لا ميرسي مش هينفع والله خليها مرة تانية
قطب حاجبيه بدهشة:
-نعم ؟
منة بتبرير :
-مش هقدر أتفضل شوية عندكم عشان خالتو مستنياني على الغدا دلوقتِ وكده هتأخر عليها
نظر الضابط لمنة قائلا بسخرية:
-لا أنتِ هتتفضلي معانا شوية احنا لسة هنفتح محضر عشان بعد كده تتعلمي تقلي أدبك تاني
فكرت منة قليلا:
-أوكيه هعمل مكالمة ممكن
الضابط بلا مبالاة:
-اتنيلي اعملي
أخرجت هاتفها و اتصلت على حمزة
منة بصوت شبه باكي مصطنع :
-الو .. أيوة يا حمزة شُفت اللي حصلي .. لالا أنا كويسة دي واحدة غبية لقيتها قدامي، فرملت فجأة الحاجات اللي معاها اتكسرت و مكنش معايا فلوس كاش أعوضها قُلتلها اركبي هسحبلك لقيتها بتردحلي وبتتخانق معايا في الشارع وكنا قريبين من قسم فـالضابط جه يشوف في إيه وأنا يعني اتنرفزت عليه وبعدين دخلنا وروحها بعد ما سحبت لها الفلوس و مرضيش يروحني أعمل إيه يا حمزة .. بس قول بسرعة قبل ما موبايلي يفصل شحن
جحظت عينا حمزة قائلا بعصبية :
-أنتِ غبية! أكيد قُلتي له كلام متخلف زيك أنتِ في قسم إيه ؟..
ليردف قائلا :
-آاه ده سيف هناك طيب اديني الظابط ده.. الو يا بنتي روحتي فين!
انقطعت المكالمة بتعمد فجأة ومنة تبتسم و تتمنى أن يأتي سيف
بعد عدة دقائق دلف سيف إلى مكتب الضابط، ابتسمت منة تلقائيا وقلبها يخفق بعنف وهي تنظر إليه افاقت من شرودها على صوته
حدجها سيف بنظرة عتاب وبعد تنهيدة طويلة:
-إيه اللي عملتيه ده يا انسة منة؟.. ياريت تعتذري لأيمن باشا
تنحنحت منة لتقول بعناد:
-أنا ما غلطتش
زفر سيف قائلاً بحذر:
-لا غلطتي وعيب أوي اللي حصل ده
-أنا ما غـ…
قاطعها سيف بهدوء محاولاً السيطرة علي غضبه، قائلا بحدة:
-منة
منة بهيام محدثة نفسها:
-يلهوي اسمي طلع حلو اوي منه
زفر سيف هواءاً حاراً كثور هائج عندما لم يجد منها رد:
-آنسة منة اعتذري عشان عندي شغل و عشان تروحي!
منة معتذرة :
_ طيب أنا آسفة علي كلمة بتتحشر اللي قُلتها، وعلى طريقتي في الكلام مش قصدى
الضابط بتحذير:
_ عشان خاطر سيف باشا بس غير كده والله كنتي هتباتي هنا النهاردة
أومأت منة برأسها بتفهم :
-أوكيه ميرسي
ثم التفتت إلى سيف وهي تبتسم له قائلة:
-حلو كده
ابتسم سيف وأخذها ليخرجوا من مكتب الضابط
وضع كفيه في جيب بنطاله وهو واقفاً بشموخ ليقول :
-يلا عشان تروحي بقي
منة بابتسامة :
-لا أنا لسه هشرب حاجة
سيف بتحذير :
-طيب بالهنا و الشفا و ياريت متعمليش مشاكل تاني
منة بضحكة يغلفها الخجل:
-حاضر
سيف بجدية:
-تمام عايزة حاجة
منة بضيق :
_إيه ده! أنت بتطردني كده ليه؟ مش هتعزمني على حاجة اشربها؟
رد سيف بحزم :
-أنا آسف بس عشان مش فاضي دلوقت .. أن شاء الله أشوفك بعدين
ردت منة بمشاكسة:
-لا بعدين إيه؟ مفيش بعدين في دلوقتي .. ومتقلقش أنا اللي عازماك على قهوة
قهقه بضحكة جميلة بينما شردت منة فيها، لتقول بابتسامة رقيقة:
-ها قولت إيه ؟
سيف بلهجة رسمية:
-مش هينفع
تحولت ملامحها للغضب .. و التفتت أمامها فاوقفها صوته وهو يقول بابتسامة :
-ربع ساعة بس مش اكتر عشان بجد عندي شغل
أومأت رأسها بابتسامة وقلبها يكاد ان يرقص من فرحتها بنجاح خطتها أخيراً
__________________________________
-ميرسي أوي بجد على القهوة..وعلى إنّك وافقت يعني تيجي معايا
ابتسمت “منة” قائلة تلك الجملة، بينما كانا يتحتسيان فنجانا قهوة في مقهى قريب من قسم الشرطة
سيف بملامح جامدة، وصوت نغمة هاتفه يرتفع :
-لا أبداً مفيش حاجة .. معلش ثواني كده
ليجيب على الهاتف:
-أيوة يا ماما ..حاضر يا حبيبتي هعدي عليه وأنا مروح آخده.. مش ناسي طبعا متقلقيش .. ماشي..مع السلامة
سألته منة بفضول :
-في حاجة ولا إيه ؟
أومأ برأسه بإيجاب:
-آه ماما بتفكرني عشان أروح لأخويا الصغير النادي؛ لأنّ عنده تدريب النهاردة وهو بيطمن لما أروح معاه
منة بتساؤل:
-تدريب إيه ؟
-سباحة
-ماشاء الله.. بيتدرب في نادى إيه بقي؟
-القمر
همست منة بتلقائية :
-والله أنت اللي قمر
أدهشته صراحتها، قائلاً بصرامة:
-لا أنا قصدي اسم النادي
شعرت منة بإحراج من اندفاعها وتلقائيتها فهي تتعامل مع أي شيء بقلبها، ابتسمت بخفة تدراي ارتباكها:
-اه عارفة
سيف مستئذناً:
-معلش أنا لازم أمشي.. عشان اتأخرت على شغلي
ثم حدثت منة نفسها بسعادة، بينما يطلب هو النادل لكي يحاسب على المشروبات:
-ياربي.. أخوه في نادي القمر وأنا اللي كنت غبية وبرفض أروح مع عمر أخويا!
__________________________________
جلست بجانب أخوها لتساعده في تصنيع ألعابه التي لا قيمة لها ودائما تتشاجر معه بسببهم؛ لكن الأمر الآن يختلف
لتقبله من وجنتيه:
-مارو حبيبي.. عايزة منك طلب
عمر باستغراب:
-خير!
ربتت علي شعره الذي تعشقه، فهو يصل إلى كتفيه:
-بص يا حبيبي.. أنت طبعا بتدرب في نادي القمر.. واعتقد عندك ميعاد تمرين النهاردة!
-اه .. ليه في حاجة؟
منة بأمر وتحذير:
-أيوة ..عايزاك تقول لماما إنّك عايزني أروح معاك بدالها وكده..بدل ما أقولها انك بتصنع “سلايم” وتشدك من شعرك الحلو ده
نهض مرغما عنه، قائلا بغيظ:
-طيب
__________________________________
كان يحاول إقناع والدته بالموافقة على ذهاب منة معه إلى النادي، لكنها شعرت بشيء غريب
ناريمان بلهجة حادة:
-و من امتى الست منة عايزة تروح معاك.. ده أنا اتحايلت عليها تروح بدالي وترفض .. خلاص احلو في عينيها النادي فجأة
دلفت منة المطبخ متدخلة في الحوار قائلة بتبرير:
-أبداً يا ماما حبيت أريحك.. غلطت كده يعني ؟
التفتت لها والدتها لتصيح بلهجة شك:
-يا قلب ماما..تريحيني؟ إيه السر بقي أنّك تروحي
زمت شفتيها بإصرار :
-سر؟ سر إيه بس يا ماما ..أنا كنت عايزة أغير جو عادي وقلت اروح مع عمر فيها إيه مش فاهمة
ناريمان باستسلام:
-خلاص روحي ..أما نشوف آخرتها
قبلتها من وجنتيها بحب:
-يخليكي ليا يا نبع الحنان يارب
__________________________________
كانت تجلس مع خديجة في مطعم بعد فترة عملهم
لتسألها خديجة بفضول:
-أخبار حمزة إيه؟
تنهدت آيتن بزفرة قوية:
– اهو بيرسم دور الراجل التقيل الغامض.. بس على مين! مبقاش ايتن إما وقعته
غمزت لها خديجة بضحكة:
-لا بس كانت حركة جامدة اللي عملتيها مع منظمة القاعة انها تخليه يبدل مع اخو العروسة وقت المشكلة
هتفت آيتن مؤكدة:
-ما هو مش عايز يتحرك وطبعا ماكنش ينفع أروح أقوله تعالى أرقص معايا .. فقررت أتفق مع البنت و كويس أن اخو العروسة كان طوله وسط، والحمد لله الخطة نجحت
حدجتها بعينين نص مغمضتين بتسلية:
– ياربي ! لو حمزة كان رفض يرقص معاكي
آيتن بغرور وتعالي:
-لا مكنش هيرفض.. حمزة كان عايز يثبت لنفسه أنه أول واحد يرقص معايا خصوصاً لما عرف كده
ضحكت خديجة قائلة بتنبيه:
-هاني لو اكتشف الحوار ده و أنه كان بموافقتك هيستغرب، ده فضل طول اليوم يقولي ازاي ده حصل ايتن وحمزة !
هزت أكتافها باستهتار:
-لا متخافيش أنا منبهة عليها متنطقش وهي اتصرفت بتلقائية واقناع .. وبعدين ده أنتِ اليوم ده كنتي بتحاولي تنكدي عليه ارحمي الراجل شوية
قهقهت قائلة بتبرير:
-بصراحة كنت بحاول أوقع هاني بالكلام يعني أشوفه بيلعب بديله ولا ماشي كويس فعلا
صمتت آيتن ثم نظرت لصديقتها شذرا وأدرفت بلهجة حادة :
-حرام عليكي الراجل ماشي كويس.. مش كفاية مأجلة فرحكم لحد دلوقتى
همست خديجة بمرارة :
-لما اخلص من قدرى الأول والمشاكل اللي ورايا وقتها أفكر في جواز وفرح
هزت رأسها بابتسامة ساخرة:
-أنتِ إللى عاملة في نفسك كده
__________________________________
“منة أنت بتدوري علي حاجة”
قالها عمر عندما لاحظ أن عيون منة تدور حول النادي كله كأنها تبحث عن شيء
أومأت منة بارتباك :
-ها ! لا بس فيه واحدة صاحبتي تقريبا بتيجي هنا
-طيب
وجدته أخيراً..كان جالساً علي إحدى الطاولات ومعه طفل صغير في مثل عمر اخيها، فابتسمت قائلة لعمر:
-ثواني، وراجعالك
زم شفتيه بغضب:
-هتسيبيني لوحدي؟
زفرت منة باستسلام :
-تعالى معايا طيب
اقتربوا من طاولة سيف لتهتف منة بدهشة مزيفة:
-ايه ده ! سيف إزيك؟
سيف بدهشة :
-إزيك يا منة.. بتعملى إيه هنا؟
-أنا بروح النادي دايما؛ عشان عمر أخويا بيتدرب هنا
صمت لثوان ثم أردف بذهول:
-غريبة يعني! مقولتيش إنّ اخوكي بيتدرب في نفس النادي؟
ردت منة بارتباك:
-لا ما أنا نسيت خالص
هز رأسه متفهما:
– إزيك يا عمر
عمر بابتسامة :
-الحمد لله تمام
أردفت منة مشيرة على الطفل الذي معه:
-ده أخوك؟
-آه “لؤي”
-ازيك يا لؤي..أنا منة
لؤي بابتسامة وهي يسلم عليها بسعادة :
– الحمدلله .. تمام .. أزيك أنتِ
– تمام الحمدلله
– أنتِ جميلة يا منة
– والله أنت اللي جميل خالص
ليهم بالانصراف بعد قليل :
– أنا هدخل يا سيف عشان الميعاد جه
-ماشي يا حبيبي أنا هستناك هنا
ثم التفت لعمر يسأله:
-وأنت يا عمر خلصت تمرينك ولا لسه هتدخل؟
أجابت منة بدلا عنه :
-لا عمر لسه شوية
-تمام.. تشربوا إيه؟
منة بنفي:
-لا ميرسي
قاطعها سيف بإصرار:
لينادي على النادل، ثم اقترب منهم ليطلب سيف آمرا منه بعض المشروبات:
– تمام ولو عايزين حاجة غيرهم شوفهم
أومأ بايجاب :
-تحت أمرك يا سيف باشا
ثم التفت مرة أخرى قبل أن ينصرف لعمله موجها حديثه لمنة:
-إيه ده! آنسة منة.. إزيك؟
ابتسمت منة بترحيب:
-أهلاً..إزيك أنت؟
قال النادل بعتاب:
-عاش من شافك أخيراً نورتينا ده حضرتك بقالك فترة كبيرة مبتجيش النادي
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية قانون آيتن ) اسم الرواية
تعليقات
إرسال تعليق