رواية ساكن الضريح كاملة بقلم ميادة مأمون عبر مدونة كوكب الروايات
رواية ساكن الضريح الفصل العاشر 10
كانت ممددة على الفراش، متصنعة المرض، لا حول لها ولا قوة، ترى دموع زوجها تملئ عيناه و لا تبالي به، اختها تجلس بجانبها تبكي بشده ولا تعي ما يدور حولها.
مجيدة متصنعة المرض
– اه منك لله يا حسان انت و ابنك، انتو الاتنين عايزين تموتني.
حسان قد جلس بجانبها
-كده برضو يا مجيدة حرام عليكي، دانتي حبيبة عمري هو انا اقدر استغني عنك، و لا اعرف اعيش من غيرك يوم واحد.
مجيدة بأهات كاذبه
– اه تعرفو بس تجيبولي المرض، انا حاسه اني جاتلي جلطة تاني، حسبي الله و نعم الوكيل فيك يا مالك يا بني.
-امي!
كان قد وصل للتو ودلف الغرفه حينها و من خلفه صديقه وزوجته، التي لاحظت خوف شذي الواقفة بالزاوية تتألم في صمت و
تبكي وحدها، فتقدمت نحوها ضاممه اياها بين ذراعيها.
تقدم مالك نحو والدته، لكنها أشارت بيدها له بأن يتوقف.
-امشي اطلع بره، مش عايزة اشوف وشك، ربنا ياخدني عشان ارتاح واريحك انت كمان.
ماجدة ببكاء حار
-اسكتي يا مجيدة حرام عليكي نفسك يا اختي، ليه كده بس هو عمل ايه، دا مالك مافيش أطيب منه.
مجيدة و مازلت مستمرة في تمثيلها البارع
-اه ياني ده! دا هيكون السبب في موتى النهاردة.
انا بنبه عليكي اهو، لا يحضر دفنتي ولا يشيل خشبتي، ولا يقف ياخد عزايا، لا هو ولا ابوه…
و عندها انهار مالك من البكاء، وانزلقت دموعه سريعاً ثم انحني على يدها يقبلها
-طب حقك عليا انا اسف، ثم صمت قليلاً، لتنظر هي له منتظرة ان يتم حديثه..
-هاعملك كل اللي انتي عايزاه.
مجيدة معتدله بفرحه
-و النبي صحيح.
نظر لها مندهش لترقد ثانية، وتمد له يدها
-قيسلي الضغط يا واد، انا شكلي بموت ولا ايه.
ابعت هات المأذون يا شيخ حسان، بت يا رانيا زغرطي يا بت، و انتي يا مخبلة بتعيطي على ايه، دانتي عروسة الدكتور مالك، افرحي يا بومة…
وقفت ماجدة غير واعية لما يحدث
-انا مش فاهمه حاجه، هو مين اللي هيتجوز، هي مجيدة اتجننت يا شيخ حسان…
استدار الشيخ حسان ليرحل من الغرفه بأكملها وهو يقول:
-لله الأمر من قبل و من بعد
مالك وهو يسحب جهاز الضغط من ذراعها :
-شوف ابويا يا حسام، انا مش ناقص يجراله حاجه هو كمان.
حسام :
-حاضر طبعاً
مالك بعد أن ذهب صديقه خلف ابيه
-ضغطك عالي، انتي ماخدتيش حباية الضغط صح
مجيدة ببسمة
-هاخدها لما تنفذلي طلبي، واشوف المأذون بعيني، وهو بيقفل دفتره وبيقولك مبروك يا عريس.
-خدي علاجك يا مجيدة، قولتلك خلاص هاكتب عليها، عايزة ايه تاني بقي
مجيدة بفرحة
-عايزاك طيب يا نور عيني، روح بوس على رأس عروستك، و خدها في حضنك كده و طيب بخاطرها.
هم مالك بالذهاب مندهشاً من تفكيرها وهو يستغفر ربه
-ايه الل انتي بتقوليه دا بس، انا نازل لابويا
-عندك حق يا واد، خليه بعد كتب الكتاب، عشان يبقى حضن شرعي، وحلال ربنا برضك.
خرج منفعلاً مغلقاً الباب خلفه لتعتدل مجيدة، و ترتمي رانيا عليها، و ينطلقو في الضحك سوياً.
اقتربت ماجدة من ابنتها التي تبكي بهدوء و سألتها؟
-انا مش فاهمة حاجة يا شذى، بتعيطي بحرقة كده ليه يا بنتي، و ايه الفيلم اللي خالتك عاملاه ده.
تولت عنها مجيدة الإجابة، مشيرة لأختها بأن تجلس بجانبها…
-تعالي يا ماجدة، انا هاحكيلك على كل حاجه، تعالي يا حبيبتي جانبي.
❈-❈-❈
-انا لا يمكن اقبل بكده ابداً، يتجوز بنتي غصب عنه ليه هي بايره، ولا فيها عيب عشان تلزقوها ليه.
كان هذا صوت صراخ ماجدة، التي ارتدت عبائتها عليها و سحبت ابنتها خلفها بيد، حامله حقيبة ملابسهم باليد الاخري، مترجلة على الدرج مسرعه بالذهاب من البيت كله.
هب الثلاث رجال واقفين، مندهشين من هذا المنظر.
هي تسحب ابنتها خلفها بكل عنف، و اختها تحاول اللحاق بها، و على ما يبدو هذه المره، انها بدئت في الاعياء، و علامات المرض وضحت عليها بحقيقة.
-استنى يا ماجدة، يا بت استني الله يخرب بيتك.
ماجدة بعنف موبخه شقيقتها الكبري
– ما هو اتخرب، هو لسه هايتخرب يلا يا بت مدى.
وقف مالك مغلقاً عليهم الطريق : في ايه تاني، واخداها و رايحه على فين كده انشاء الله.
-بص يا مالك، انا مش موافقه عن كل الكلام اللي امك المجنونه دي بتقوله، و ماقدرش اغصبك على جوازك من بنتي و..
قاطعها هو هذه المرة معنفاً اياها
-أولاً وطي صوتك يا خالتي.
ثانياً ماسمحش ليكي انك تهيني امي و تشتميها.
ثالثاً بقى وده الأهم، هو انتي شيفاني عيل صغير، عشان يغصبوني على الجواز من بنتك.
شذي متداخلة في الحديث ببكاء
-لاء انت كنت……
قاطعها في الحديث هي الاخري غاضباً، مشيراً لها بالصعود للأعلي
-اخرسي خالص و اطلعي على اوضتك، مش عايز اشوف طيفك هنا خالص يلااااا.
بسرعة البرق تركت يد والدتها، و صعدت للأعلى، و هي تكاد لا ترى من كثرة البكاء
نغزت مجيدة يد رانيا حتى تلحق بها، و بالفعل نفذت طلبها
و نادت اختها بوهن ملحوظ للكل.
-ماجدة الحقيني يا بت، اسنديني يا اختي، ثم سقطت مغشياً عليها فعلاً.
صرخت ماجدة، صعدت الي اختها، و الكل من خلفها.
-يا لهوي مجيدة يا اختي يا حبيتي.
حملها مالك سريعاً الي غرفتها، ملقياً على صديقه اوامره.
-هاتلى جهاز قياس السكر من اوضتي بسرعه يا حسام.
فعل صديقه كما طلب و اضطر الي شك اصباعها، لتقطر منه بعض نقط الدماء.
واخذ نقطه منها على شريط القياس، وجد نسبة الأنسولين منخفضه جداً في الدم.
وضع لها حباية من دواء الضغط تحت لسانها، وصاح بصوت جهور…..
-شذييييييييي
جرت سريعاً، وقفت بجانبه، بشهقات متقطعة اجابته.
-ن ع م انا اهو…
مالك بغضب
-انزلي بسرعه اعملي كوباية عصير كبيرة، و هاتي عسل نحل و اطلعيلي حالاً.
همت ماجدة بالذهاب لتلبي طلبه
-انا هاروح اعملها.
مالك بصراخ
-لاء هي اللي هتروح، امي تعبت نفسها بسببها هي، يبقى هي اللي تخدمها.
شذي سريعاً
-حاضر انا هابقي تحت رجلها، من غير انت ما تطلب اصلاً.
جرت من امامه لتفعل ما أمرها به، و من خلفها رانيا، التي شعرت بطيبة قلبها، و وقفت تحضر معها الأشياء.
– شذي عايزاكي ماتزعليش من مالك، و تاخديه بالمسايسه، مالك طيب بس مندفع.
شذي ببكاء
-مندفع ايه بس، ده صعب صعب اوي، انا من يوم ما جينا هنا، و انا مش عارفة اتعامل معاه، هابقي مراته ازاي بس دانا بخاف من كلامه.
-انتي بتحبيه و لا لاء؟
احنت رأسها بخجل و همست
-بصراحه ايوة.
-عايزة تتجوزيه و لا لاء؟
-عايزة.
رانيا بضحك
-يبقى هايحصل، انا و خالتك معاكي، و بالتخطيط هاتخليه يحبك ،اكتر ما بتحبيه كمان.
-يلاااااا يا شذييييييييي….
اتاها صوته الجهور كالأعصار من الاعلي
لتصرخ و هي تحمل كوب العصير…
-ايووووه دا اللي هايحبني، دا هايدبحني قبل
مايتجوزني و ربنا.
صعدت اليه، بيد مرتجفة ناولته كوب العصير.
بدء في روي ظمأ والدته، التي بدئت تستعيد وعيها رويداً رويدا.
تقبلت مجيدة من يده العصير، و اشار لتلك الواقفة بجانبه، بأن تجلس مكانه، مفسحاً لها الطريق.
أعطاها الكوب في يدها، لتكمل ما بدئه، واحضر هو قلم الأنسولين الخاص بوالدته، ركع ارضاً ليكون بمستوى الفراش.
غرز سن القلم في ذراعها معطيها جرعتها الصباحية، والتي تغاضت عن أخذها، لتشعل قلبه من الخوف عليها.
وقبل ان يقف أمسكت والدته كف يده، و وضعته على يد شذي، وبصوت ضعيف قالت..
-انا وابوك وحتى خالتك اللي انت شايفها قصادك صغيرة دي..
مش هانعيش ليكم قد اللي احنا عشناه…
شذي يتيمة ملهاش ضهر تتسند عليه، عايزاك تكون ضهرها يا مالك.
تحميها من غدر الزمن، تتقي ربنا فيها، عايزاك قبل ما تعاملها على انها مراتك، تكون اب ليها
طبعها بطبعك، وخليها تسمع كلامك بس برضو خليك حنين عليها، دلعها وحسسها انها بنتك يا واد.
ابتسم على تفكير والدته، و ضحك الجميع وأكملت هي..
اوعدني انك هتكون امانها وسندها في الدنيا، عمرك ما هتيجي عليها ولا تظلمها.
احنى رأسه على كف يدها و ترقرت الدموع في عينه.
-ربنا يخليكي انتي ليا يا حبيبتي، و مايحرمنيش منك ابداً.
مجيدة بمشاكسه
-هايحرمك يا… امك هو في حد بيخلل فيها يا واد، ما تقوله يا شيخ حسان.
التفتو جميعاً اليه، ليجدوه يجلس على المقعد بالركن المقابل لها، عينه تزرف الدمع في صمت.
لكنه تخلي عن صمته، وهتف لأبنه.
-اسمع كلام والدتك و اعملها اللي عايزاه، انا
مش حمل اني اشوفها راقده قصاد عيني تاني.
ربنا يجعل يومي قبل يومك يا مجيدة.
ولا ان قلبي يتوجع عليكي كده.
مجيدة بمرح
-يا راجل اختشي مش قصاد العيال، ماتوعدني بقى يا مالك وتخلصني يوه.
مالك بضحك مقبلاًَ رأسها
-اوعدك يا مجيدة يا سكر قلبي انتي.
❈-❈-❈
حضر المأذون واستقبله مالك، واجلسه مع صديقه، وصعد إلى غرفة والده، المغلقه عليهم
دق مالك باب الغرفه فاتحاً اياه، أستمع الي نقاشهم الحاد.
مجيدة بصخب واضح
-بتقول لابنك نفذ لها رغبتها ومتزعلهاش، وانت بتوجع قلبي معاك اهو.
-ممكن تفهموني الخناقه المره دي على ايه، ولا انا بسأل ليه، ما هو اكيد شذي!
اللي قلبت حال البيت ده، من ساعة ما دخلته هي السبب…
لم تعيره مجيدة اهتمام و اكملت
-بقى في اب في الدنيا كلها، ابنه بيكتب كتابه وهو مش موجود، طب روحو كلكم اكتبو الكتاب في المسجد.
عشان خاطري، لو بتحبني بجد نفذلي طلبي.
طب إلهي يارب ما اوعي….
الشيخ حسان بلهفه
-خلاص اسكتي، اياكي تدعي على نفسك.
بس لازم تفهمي، اني اصلاً مش راضي عن كل اللي بتعمليه ده.
انا واحد كنت اتمنى اجوز ابني واحده تليق بمقامه، اقله تبقى دكتورة زيه مش بنت محمد العسال يا مجيدة.
مصمصة شفاهها امامه وهتفت
-معلش بقى نصيبه جيه كده، احمد ربنا انها قبلت بيه، سيادة الدكتور اللي قرب يخلص التلاتين،
مالك بضحك
-قصدك تقولي عليا عنست يعني، ماشي يا ام مالك، على العموم انا جيت اقولكم ان المأذون جيه تحت.
مجيدة بلهفه
-كده طب اجري يا ولا اندهلي خالتك ورانيا من أوضة شذي، و ابقي طيب خاطر عروستك.
اللي مابطلتش عياط دي، وخد بطاقتها منها وحصل ابوك على تحت.
ما تيلا يا اخويا انت و هو، انتو مالكم واقفين جانبي زي اسدين قصر النيل كده ليه.
صفق الشيخ حسان يديه ببعضهما وهو يحوقل، بينما ضحك مالك، و خرج خلف ابيه ليفعل لها ما طلبته…
دق بابهم و فتحه ثم هتف.
-خالتي امي عايزكي عندها انتي و رانيا.
-حاضر يا مالك، رانيا بس هتغير لشذي على جرح رجلها و هنروحلها.
-سيبيها يا رانيا، انا هكملها روحو بس شوفو ماما، اصل المأذون جيه تحت، وهي عايزاكم تساعدوها.
-حاضر ياحبيبي، تعالي معايا يا رانيا،
تركو لهم الغرفة وذهبو.
جلس مكان صديقته وكشف عن قدمها، الا انها وبعين مازلت تذرف الدمع، خبئت قدمها تحت اسدالها، وضمت اياها الي صدرها.
واذا به يمد يده، و يسحب قدمها بقوه، و يرفعها على فخذه.
شذي بخوف منه
-اوعي سيب رجلي..
مالك بعنف
-لاء مش هاسبها، اصلاً خلاص كلها نص ساعة، وهتبقى كلك على بعضك ملكي.
مش ده اللي انتي عايزاه، وعملتي الفيلم دا كله عشان توصلي ليه، اهو نجحتي في انك توصلي..
برافو شذى قابلي بقى اللى هاتشوفيه مني.
شذي ببكاء
-اه سيب رجلي، انت مش شايفها بتجيب دم ازاي، ابعد بقى عني و سيبني في حالي، لا عايزاك تعالجني ولا عايزاك تتجوزني كمان.
كانت كل كلمه تلقيها عليه، تطرق معها لكمه ضعيفه من يدها على صدره و كتفه،
ليربط جرحها جيداً، ويمسك معصميها ويضعهم خلف ظهرها.
كانت شبه جالسه على قدمه، بين احضانه الان.
مالك ناظراً في عينيها بقوة
-وحياة من صور جمالك ده لاتجوزك، و اعلمك الأدب يا شذى، و حياة حَمار خدودك، ولون عنيكي اللي زي ماية البحر الصافية دي، لهكون معاكي حتى في أحلامك.
تركها من بين براثن يده، واعدلها على الفراش، ملقي عليها اوامره.
-بطلي عياط.
-حاضر
-والألوان اللي انتي ملونه بيها ضوافرك دي تتمسح..
-حاضر
-رجلك ماتلمسش الأرض، ولا تقفي عليها، عشان بعد ما اخلص، والناس تمشي هخيطهالك.
صعقت مما قاله، لكنها بالاخير همست بخوف..
-حاضر
-بطاقتك فين؟
-حاضر
-ايه
-اااقصدي في شنطتي
توجه نحو ما أشارت، وجذب حقيبتها واحضرها لها، لتجلب له بطاقة الهوية تبعها وتعطيها له.
أخذها منها واتجه للخارج، دون أن يتحدث مره ثانية
❈-❈-❈
تمت الزيجة واصبحت في عصمتهِ، وقفت السيدة مجيدة متكأه، على يد اختها تصدح الزغاريط أمام المنزل، تعلن عن عقد قران فلذة كبدها، وتستقبل التهاني من النساء.
الجميع سعداء حتى ابيه، الذي بدا بالأصل معارضاً، الا انه عند نطق الشيخ بتلك الكلمه لأبنه(بارك الله لكم وبارك عليكم وجمع بينكم في خير) لم تسعه الدنيا فرحاً، وظل يحتضنه ويهنئه بكل سعادة.
وبعدها تركهم يفعلون ما يشائون وجلس بوجه عابس
جلس صديقه بجانبه يمرح معه، يحاول ان يجذبه من عبوثه هذا.
حسام
-الف مبروك يا حبيبي، اخيرا فرحت فيك وشوفتك عريس.
لم ينطق بكلمه واكتفي بأن رجع للخلف مستنداً بظهره على مقعده، ناظراً اياه بجدية.
التمس حسام مدى جديته، وعلم انه غير راضي.
-شكلك مش عجبك الوضع
-تفتكر هيفرق كتير
-بس خلاص انت قبلت ومضيت على العقد، وانا شايف ان البنت مش وحشه بالعكس دي…
مالك بتحذير
-حسااام
حسام بمرح
-الله طب ما احنا بنغير اهو، اومال في ايه بقى.
-مش غيرة بس خلاص بقت في عصمتي، وانا ماحبش حد يبص لحاجه ملكي، وبعدين ما تغض بصرك بقى يا اخي، ولا مراتك مش مالية عينك.
-ههههه حاضر يا سيدي هاغض بصري، وعلى فكره مراتي حبت مرأتك أوي، وبقت صاحبتها.
وقاعدة بتديها وصايه الحياه الزوجية فوق دلوقتي، وهي بتخيط لها الجرح.
وكأن أفعى كبري اقتربت منه ولدغته، انفزع من علي مقعده، و توجه نحو الدرج تاركاً صديقه مندهشاً.
حسام :الله مالك يا بني انفزعت كده ليه، ورايح على فين
مالك بغضب
-طالع لمراتي زي ما بتقول، وهاحدفلك مراتك من فوق، تبقى تستقبلها وتاخدها وتروح لعيالكم بقى.
وفي غضون لحظات، كان شامخاً أمام هذا الباب، وبكل عنف فتحه دون أن يدقه.
ليستمع الي شهقاتهم وجحوظ عيناهم.
رانيا بصدمه
-انت ازاي تدخل علينا بالطريقه دي، هو حصل حاجه.
مالك ببرود
-ماحصلش حاجه، بس اكيد مش هخبط، وانا داخل أوضة مراتي يعني يا دكتورة رانيا.
اشفقت على تلك التي بدت عليها علامات الزعر، فهي قد روت عليها من ما تخشاه منه.
كما طلبت منها هي أن تحيك لها جرحها قبل أن يصعد.
-ها لاء طبعاً ماحدش قال كده، بس يعني، هو انت مش واخد بالك اني موجودة معاها لا ايه.
مالك وقد شعر برعبها أيضاً، حين لاحظها وهي تدثر نفسها جيداً.
-لاء مانتي هتتفضلي على تحت، اصل جوزك مستنيكي عشان تمشو.
-كده طيب اوك اقعد معاه بس شويه صغيرين، اكون انا خلصت خياطة الجرح بتاع شذي، وهنزل ليكم علطول.
-لاء يا ستي متشكرين اوي ليكي انزلي لجوزك، وسبيلي انا بقى مراتي اظن مش هتخافي عليها اكتر مني.
-هاه لاء طبعاً، طيب معلش بقى يا شذى هاضطر استئذان، واضح ان الدكتور مالك هيكون احن عليكي مني.
عيناها تحولت إلى بركتان مملوئتان بالدموع، نظرة الرجاء فيهما كانت تشق الحجر الصوان.
لكنها اومأت لها بالأخير، دون أن تلفظ بكلمة
وها هو الآن يقف منفرداً بها في الغرفه، بعد أن اغلقت رانيا الباب ورحلت عنهم..
كلما اقترب خطوة من فراشها، كانت تلتصق به هي أكثر، وترجع للخلف تحتمي بأي شئ حتى لو كانت وسادتها .
وبدون ارادتها انهمرت من عيناها الدموع، وهي ترى جمود عيناه.
-انت بتبصلي كده ليه، ابعد عني اوعي تقرب مني.
عاااااااااا
صرخة مدوية أطلقتها، حين غافلها وجذب الغطاء، وانحني بجزعه عليها، وحملها بين يديه.
-بس اخرسي، مش عايز اسمع صوتك.
-طب نزلني والنبي، انت واخدني ورايح على فين تاني.
مالك بأبتسامة ساخرة
-على أوضة جوزك يا عروسة، ولا انتي مش واخدة بالك اننا كتبنا الكتاب خلاص، وبقيتي مراتي.
شذي برعب منه
-لاءه والنبي سيبني، انا عايزة ماما.
واذا به يغلق باب غرفته عليهم بقدمه، ويلقى بها بكل عنف على فراشه.
ويعطيها ظهره ملتفتاً نحو خزانة ملابسه، يفك ازرار قميصه ويشلحه من عليه.
كممت ثغرها بكلتا يديها، تحاول أن تكتم صرخاتها وهي تراه هكذا.
اندهش هو من خوفها الزائد، كيف بها ان تراه همجي لهذه الدرجة.
ارتدي قميصه القطني الذي سحبه من خزانته على عجاله، ليلحق بها قبل أن تنهض من الفراش، وتضغط على قدمها.
-استنى يا حيوانة، انتي افتكرتي ايه، انا جايبك هنا عشان اخيطلك جرح رجلك.
شذي محاولة التملص منه، والابتعاد عنه.
-لاءه و النبي سيبني، انا مش عايزة منك حاجه، ابعد عني اوعي تقرب مني.
بدت عليها حاله هستيريا، ربما اول مره يشاهدها عليها.
فحاول تهدئتها مقربها من صدره، رابطاً على حجابها بيده.
-شششش انتي شيفاني مين ادامك عشان تترعبي كده فوقي من اللي انتي فيه ده لانا ابن عمك البلطجي ولاخطيبك اللي مربيلك الرعب
ماتخفيش خلاص اهدي انا مش قصدي اخوفك انا بس متغاظ منك ومن اللي عملتيه فيا يا بنت اللذينا انتي
شذي وقد وضعت وجنتها الحاره على صدره وبشهقات متقطعه
-طب والنبي ماتخوفنيش منك انا والله هاسمع كلامك في كل حاجه تقولها ليا
مالك قد بدي عليه الارتباك لكنه تظاهر التماسك
-طب ابعدي عني بقى وارتاحي كده عشان اعرف اشوف شغلي وبعدها نامي شوية
ابتعدت عنه واراحت رأسها على وسادته ليبدئ هو في عمل اللازم لها
وبعدها ذهبت في نوم عميق أثر حباية المهدئ التي أعطاها لها
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية ساكن الضريح ) اسم الرواية
تعليقات
إرسال تعليق