Ads by Google X

القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية جعفر البلطجي الفصل العاشر 10 - بقلم بيسو وليد

   رواية جعفر البلطجي كاملة   بقلم بيسو وليد    عبر مدونة كوكب الروايات 

رواية جعفر البلطجي الفصل العاشر 10

 
صلاح بحده:أزهار فين يا عم حسني
نظر لهُ حسني وقال:وانتَ عاوز أزهار ليه يا صلاح
صلاح بجديه:أزهار مرتي يا عم حسني
حسني:مش هتبجى من اللحظه دي عشان هتطلجها
صرخ بهِ صلاح بغضب شديد بوجهه وهو يقول:مفيش طلاج وأزهار مرتي غصب عنها وعنك يا عم حسني
حسني بحده:ودا مش بمزاچك يا صلاح
تدخل عبد المعز وهو يقول بتهدئه:أهدوا وصلوا على النبى الأمور اللي زي دي متتاخدش أكده
صلاح بغضب:مانتاش سامع يا بوي عاوزني أطلجها
عبد المعز بحده:أهدى يا صلاح بجول وهنتكلم متجعدش تزعج
زفر صلاح بغضب ونظر للجهه الأخرى فنظر عبد المعز لحسني الذي أفسح الطريق وهو يقول:أتفضل يا عبد المعز
دلف عبد المعز وخلفه صلاح وأغلق حسني الباب وأقترب من الأريكة قائلًا:تشربوا ايه
عبد المعز:كتر خيرك يا حسني
حسني:لا لازم جول بس
عبد المعز:شاي
صاح حسني وهو يجلس على الأريكة وقال:بت يا ميادة أعملي كوبايتين شاي
أجابته ميادة قائله:حاضر يا بوي
نظرت لأزهار ثم ذهبت بينما نظرت أزهار لأثرها قليلًا ثم أقتربت من باب الغرفه ووقفت على مقدمة الغرفه وهي تختلس النظر إليه ، كالعادة يجلس بهيبته المعتادة يرتدي جلبابه المفضل لهما وهو الجلباب ذو اللون الرمادي والعِمة على رأسه وذلك الوشاح الأسود والعصا ، تفاصيل صغيرة للغاية تجعل قلبها يطرق كالطبول من الصعب إيقافه ، تلك الهيبة والجدية والصرامة الظاهرين على معالم وجهه وأسلوبه بالحديث يجعلونها تُحبه أكثر وأكثر ، لا تعلم ماذا يحدث فبات الشك يتسلل لقلبها ليُخبرها بأنه بالتأكيد قد سبق بسحرها فتعلقها بهِ رغم ما يفعله غير عادي ، خرجت ميادة ووضعت أكواب الشاي على الطاولة ودلفت من جديد وهي تنظر لصلاح نظره مُفعمة بالغضب
حسني:شوف يا عبد المعز عشان نبجى على نور من أولها ومنلفش وندور حوالين بعض … چواز أزهار من صلاح ولدك مكانش لازم يحصل
عبد المعز:وه .. ليه يا حسني
حسني:تجبلها على بهيرة تچيلك كل شويه غضبانه يا عبد المعز … تجبل چوزها يمدّ يده عليها ويلطش فيها كيف ما هو عاوز وبعد أكده عاوزها تجوله حاضر وتطيعه … ترضاها على بنتك
عبد المعز بهدوء:بصراحه لا مجبلهاش
حسني:دي تالت مره أزهار تچيلي فيها يا عبد المعز ومتجوليش أنها غضبانه لعلمك … قسمًا بالله ما بتجولي أنها غضبانه عارف تجولي ايه چايه أزورك يا بوي چايه أتطمن عليك يا بوي عمرها ما چت أشتكت أجولها عامله ايه مع چوزك تجولي زين يابا مرتاحه يا أزهار تجولي أيوه يابا بيعاملني زين ومبيزعلنيش … بذمتك يا صلاح مانتاش مكسوف من نفسك أني مأمنك على بنتي وموصيك عليها تعمل فيها أكده هتستفاد ايه لما تصبحها بعلجه وتمسيها بعلجه أني لو كنت عرفت من الأول أقسم بالله كنت ما خليتها على ذمتك لحظه واحده … لما تديها ضربه غلط دلوج ويحصلها حاچه لجدر الله هتستفاد ايه … ردّ عليا كيف ما بكلمك أكده لا عمرها أشتكت منِك ولا خبرتنا عن علاجتكوا مع بعض وكاتمه چواها … هتستفاد ايه يا صلاح من كل دا يا ابني صوتها عليّ عليك مره زعقت وشتمت … ليه يا ولدي تبهدلها أكده
عبد المعز:كلامك زين يا حسني ومجدرش اجول حاچه صلاح غلطان فعلًا واللي حصل دا ميرضنيش … أني زعجت معاه يوم ما ضربها ومشاها من البيت وبهدلت الدنيا … أني عارف أزهار زين وكلنا بنحبها دا حتى الحاچه عزيزه عماله تزنّ عليه وتتحايل عليه يرچعها مش جادر أوصفلك بيحبوها جد ايه … أني معاوزش الأمور توصل بينا للطلاج يا حسني .. فى يدنا نحل كل دا
حسني:نحل ايه يا عبد المعز بس أني مجدرش أرچعها عن جرارها هي عاوزه تطلج همنعها ليه
صلاح:عشان أني مهطلجش يا عمي وهي عارفه
خرجت ميادة وهي تقول بغضب:يعني ايه مهطلجش هو بمزاچك
نظر لها صلاح بغضب فقال حسني:خشي چوه يا ميادة
ميادة بغضب:يعني ايه خشي چوه لا مهدخلش ورچوع أزهار مهياش راچعه كفايه چسمها المزرج بسببك حسبى الله ونعم الوكيل فيك يا شيخ على اللي عامله فيها
حسني بحده:خشي چوه يا ميادة جولت ومتدخليش واصل مش فيه رچاله جاعده ولا ايه
نظرت لهُ ميادة ثم نظرت لصلاح بغضب وكراهية ودلفت مره أخرى فأسطرد حسني حديثه قائلًا بأعتذار:معلش يا ولدي حجك عليا
تحدث صلاح والحده تكسو معالم وجهه قائلًا:حصل خير يا عمي
عبد المعز:اللي يرضيها أحنا هنعمله بس نبعد عن الطلاج
حسني:والله دي حياتها هي ملياش صالح
فى الداخل نظرت ميادة لأزهار وقالت بتحذير:عالله يا أزهار أني متفجه مع عم عبد المعز وهو عارف كل حاچه متچيش انتِ على آخر لحظة تضعفي بسبب عيونه السود اللي ساحله اللي خلفوكي دي
حركت أزهار رأسها برفق ونظرت لهم بهدوء
فى منزل جعفر
دلف جعفر وخلفه بيلا التي أغلقت الباب خلفها وهي تقول بتعب:مش قادره بجد
جلس جعفر على الأريكة بهدوء وهو ينظر بهاتفه ، جلست بيلا بجانبه وهي تنظر لهُ قائله:بتعمل ايه
جعفر بهدوء:مبعملش
رأى فيديو أمامه فوقه بعض الكلمات فعقد جعفر حاجبيه وهو يقول:ايه دا … مش دا شارعنا !
نظرت بيلا للهاتف وقالت بذهول:ايه دا
نظر لها جعفر وهو يقول:في ايه
قرأت بيلا المكتوب فوق الفيديو وهي تقول:مكتوب مشاجرة حاده تنتهي بحبس شاب من قِبل ثلاث شباب بسبب تطاوله على فتاه حارته أثناء الظهيرة
فتح جعفر الفيديو ورأى مها وفتوح الذي كان يقوم بالتطاول عليها بالأيد ومن ثم ضربها لهُ دون توقف وتدخل سراج السريع لإبعادها عنه ، أتسعت عينان جعفر وهو ينظر للفيديو وبجانبه بيلا التي كانت لا تُصدق ما تراه ، أنتهى الفيديو ونظرت بيلا لجعفر الذي مسح على وجهه بغضب ثم هاتف سراج تحت نظرات بيلا القلقه والمترقبة ، نهض جعفر وخرج للشرفه وهو يتحدث مع سراج والغضب يظهر على صوته تحت أعينها التي كانت تُتابعه حتى رأته يُغلق معه بعدما صرخ بهِ بغضب ودلف ، نهضت وهي تنظر لهُ قائله:في ايه يا جعفر
أوقفته وهي تمنعه من الذهاب قائله:هتعمل ايه ردّ عليا
نظر لها وهو يقول بغضب:هقطع أيده اللي أتمدت على أختي يا بيلا لازم أأدبه هو فاكرها ايه
بيلا:طب هاجى معاك انا مش عايزه أقعد لوحدي ولا عيزاك تروح لوحدك
ليس لديه الوقت للمجادلة فتحدث جعفر قائلًا:يلا
أرتدت حذائها سريعًا وخرجت خلفه بعدما أخذت حقيبتها وأغلقت الباب خلفها
فى الحاره
لؤي بتساؤل:في ايه ؟
سراج:جعفر عرف اللي عمله فتوح مع مها وشكله كدا هييجي يقومها
مُنصف بذهول:ايه دا عرف منين ؟!
سراج بجهل:معرفش عرف منين
كان فتوح جالسًا وهو يضع قدم فوق أخرى ببرود فنظروا ثلاثتهم لهُ ثم نظروا لبعضهم ولم يتحدث أحد ، بعد مرور القليل من الوقت وصل جعفر أخيرًا ودلف الحاره ومعالم وجهه لا تنُم على خير وبجانبه بيلا التي كانت تتشبث بذراعه خوفًا من فتحي ومن فارس وسط أنظار أهل الحاره المتعجبه والسعيده وبدأوا يقتربون كي يروا ماذا سيحدث ، وقف جعفر بجانب أصدقائه ونظر لهم وهو يقول بنبره حاده تحذيريه:بيلا أمانه في رقبتكوا عنيكوا متغبش عنها ثانيه واحده
تركهم وترك بيلا معهم والتي كانت تُتابعه بقلق ، بينما أقترب جعفر من فتوح وهو يقوم بثنى أكمام القميص الخاص بهِ بينما كان فتوح جالسًا ببرود وهو يضحك حتى تلاشت أبتسامته سريعًا ونظر لجعفر بصدمه الذي أقترب منه ، تملك الرعب منه ونهض وهو ينوي الهروب ولكن كان جعفر أسرع منه ليجذبه من قميصه بقوه ويلكمه بعنف بوجهه تألم فتوح وهو يضع يده على وجهه بينما أكمل جعفر سير لكماته العنيفه حتى بدء فتوح يترنح ولم يستطع جسده كل ما تعرض لهُ فأختل توازنه وسقط أرضًا تحت نظرات جعفر الغاضبه والذي كان يلهث بعنف وقطرات العرق تتصبب من جبينه ، كانت مها تُتابع كل ذلك وهي مصدومه حتى أنها تركت المنزل ونزلت سريعًا فأوقفها سراج وهو يراها تتقدم من جعفر وهو يُمسك ذراعها قائلًا:تعالي رايحه فين
نظرت لهُ مها ثم لبيلا التي أقتربت منها ووقفت بجانبها وهي تُتابع جعفر الذي شعر بحراره جسده ترتفع شيئًا فشئ بسبب غضبه المتصاعد ويُتابع فتوح الذي كان يتألم ولا يقدر على الحركه فركله بمعدته في حركة مباغته منه تألم فتوح أكثر وهو يضرب على الأرض من شِدة الألم ، تحدث جعفر وهو ينظر لهُ قائلًا بحده:أتلوى أكتر يا فتوح … عايزك تتوجع أكتر
مال بجزعه وهو يُمسك بخصلاته ورفع رأسه قليلًا وهو ينظر لهُ بعينان متوعدتان قائلًا بهدوء:عشان انا لسه بسخن
تركه وأعتدل بوقفته وهو ينظر لهُ بينما كان فتوح يلهث بتعب ، لحظات وسمعه يقول بصوتٍ متألم:وديني لتدفع التمن غالي أوي يا جعفر … وربي ما هسيبك عايش
أبتسم جعفر بسخريه ومال بجزعه وهو ينظر لهُ قائلًا:دا انا اللي هدفعك التمن غالي أوي يا فتوح .. هكون كابوسك الأسود اللي كل ما تنام تشوفه وتكره اليوم اللي عرفتنى فيه … انتَ لسه متعرفش الوش التانى
تحدث فتوح بتعب وهو يقول:هو لسه فيه وش تاني
تحدث جعفر بنبره حاده متوعده:للأسف … شوفت وشي الأول قاسي أزاي … ميجيش حاجه جنب قسوه وشي التاني اللي هتشوفه عشان تعديت على أختي بالسوء
فتوح:بدل ما تضربني شوف أختك اللي…
لم يستطع أن يُكمل حديثه ليتفاجئ بضربه عنيفه يستقر موضع ألمها بمعدته وأصبح يتألم بقوه وهو يتحرك بعشوائية على الأرض
صاح جعفر بهِ بغضب قائلًا:أختي شريفه يا أقذر خلق الله … أختي ميتجابش سيرتها غير بالحلو بس … متعلقش قرفك على شرف غيرك عشان الحاره كلها عارفه انتَ ايه وسبق وحذرت اللي يأذى واحده هعيشه أسود أيام حياته … مع أختي يبقى فتحت باب قبرك بأيدك وجنيت على نفسك
أنهى حديثه وتحولت عيناه للون الأحمر مع شحوب بشرته وبروز أنيابه وصدمه فتوح الكُبرى الذي أتسعت عيناه بخوف وهلع وبدء يُحرك رأسه بعشوائية وهو يزحف على الأرض للخلف برعب وهو ينظر لجعفر تحت تعجب الجميع وتفاجئهم فجعفر لم يفعل شئ ليُصيبه حالة الهلع تلك ، ظل يزحف حتى أصتدم بشئ خلفه نظر ورأى فتحي واقفًا وينظر لجعفر بغضب الذى أبتسم لهُ وهو واقفًا أمامه ، تحدث فتوح بخوف وهو يقول:ألحق يا معلم جعفر … عنيه … عنيه أتحولت للون الأحمر وطلعله أنياب ولون بشرته أتغير
ضحكوا بخفه وهم يسخرون من ما يقوله فتوح بينما أبتسم جعفر بسخريه وهو يعقد يديه أمام صدره وهو ينظر لهُ ، تحدثت سيده وهي تقول:سلامه النظر يا فتوح جعفر واقف محصلهوش حاجه
نظر فتوح لجعفر ورأى من جديد عيناه الحمراء وأنيابه وشحوب بشرته فعاد يصرخ من جديد وهو يقول:أهو والله يا معلم شوف
نظر فتحى لجعفر الذي كان واقفًا على طبيعته وهو يعلم بأن فتوح لا يكذُب مُطلقًا فكيف يحدث هذا إذًا ، أقترب فتحي من جعفر الذي كان واقفًا وخلفه بيلا التي كانت تقف مع أصدقائه الثلاثه ، وقف فتحى أمامه ونظر لبيلا نظره ذات معنى جعل الرعب يدب بأوصالها ، نظر لجعفر وهو يقول بأبتسامه:مش قولتلك عندي ليك أمانه لازم تاخدها
فهم جعفر مقصده بينما أكمل فتحي وهو ينظر لبيلا بشر قائلًا:وشكلي هاخذ أمانتي انا كمان
جعفر بحده:ملكش حاجه عندي يا فتحي
فتحي بعبوس:لا يا راجل متقولش كدا أزاى … لازم تخاف على أختك بردوا زي ما بتخاف على ناس
أقترب فارس وهو يقول بغضب:حمدلله على سلامه الغندوره أخيرًا ظهرتي
أقتربت بيلا من جعفر سريعًا وأختبأت خلفه وهي تُمسك قميصه بقوه وهلع عندما رأت أبغض أثنان على وجه البشريه يقفان أمامها وأيضًا رجال فتحي الذين حاوطوهم من كل مكان وجعفر ثابتًا مكانه لم يتحرك خطوه واحدة ، أبتسم جعفر وهو ينظر لهما قائلًا:دا الحبايب متجمعه كلها
فارس بغضب:هات بنتي
علق جعفر على كلمته بسخريه قائلًا بأبتسامه:بنتي … مش هتاخدها
فارس بغضب:يعني ايه
جعفر:يعني أنسى أنك خلفت بت يا فارس
فارس بذهول:فارس … دا انتَ بقيت عربجي درجه أولى وأحنا منعرفش وشكلنا هنتعلم منك
أبتسم جعفر بسخريه ولم يتحدث ببنت شفه ، على الجهه الآخرى كانت غزالة وهادي يختبئان وهما ينظران في التخفي ، أشار هادي وهو يقول:تقريبًا هو دا مش كدا
نظرت غزالة لهُ ثم نظرت للصورة وأبتسمت بخبث وقالت:هو
أخرجت هاتفها وألتقطت لهُ عده صور ، أبتسم هادي وهو يقول:حلو أوي لازم نراقبه
وضعت غزالة سبّابتها على فمها وهي تقول:ششش أستني خلينا نسمع بيقولوا ايه
فتحي:سلمنا بيلا يا جعفر عشان تخرج من هنا سليم مفكش خدشايه واحده
جعفر:ولو مسلمتهاش
فتحى:هنتجه انا وانتَ لطريق تاني وبردوا هاخدها
حرك جعفر رأسه برفق وهو صامت ثم نظر لبيلا التي كانت تختبئ خلفه وتتمسك بهِ بقوه وتنظر لهُ بعينان لامعتان ، نظر لهُ من جديد وهو يقول:مينفعش تاخدها يا فتحي للأسف
فتحي بحده:ودا ليه أن شاء الله
جعفر:يمكن عشان مراتي مثلًا
صدمه ألجمت الجميع بما فيهم فتحي وفارس الذي صاح بغضب قائلًا:مراتك أزاى يعني
نظر لهُ جعفر وهو يقول:ايه اللي مراتي أزاي … مراتي على سُنه الله ورسوله
صاح فارس بغضب وقال:اه أكيد ضحكت عليها بكلمتين حلوين
جعفر بأبتسامه:طب أسمع كدا
تحدثت بيلا وهي تنظر لهُ بتحدي وهي تقول بنبره قويه:انا متجوزه جعفر برضايا ومغصبنيش على حاجه وعلى سُنه الله ورسوله وعن حُب كمان
صُدم كُلًا من غزالة وهادي اللذان كانا ينظران لهم وأفواههما مفتوحه من هول الصدمه بينما نظرا كُلًا من فتحي وفارس لها وهما لا يُصدقان ما يسمعانه ولكن صاح فتحي فجأه وهو يقول بغضب:يعني ايه انتَ عملت ايه يا جعفر
أبتسم جعفر وهو يقول بسعاده وبراءة:زي ما سمعت كدا يا توحه … انا وبيلا متجوزين … الصدمه وحشه انا عارف وكمان نسيت أعزمك وقتها انا بجد أسف بس هي جت فجأه عماله تزن عليا وتقولي يلا نتجوز يا بيبي وانا أقولها أستني نعزم المعازيم زعلت وانا بصراحة مقدرش على زعل بيلا حبيبتي فكتبنا الكتاب على طول بس وعد هتكون أول حد أعزمه على الفرح شوفت انا طيب أزاي
أنهى حديثه وهو يضم بيلا لأحضانه ويُقبل خدها وهو ينظر لهُ بأبتسامه ، بينما نظرت غزالة لهادي وهي تقول بصدمه:جعفر طلع متجوز
نظر هادي لها وقال:عارفه دا معناه ايه
غزالة بأبتسامه وخبث:دي باينلها هتحلو على الأخر خالص
لم يستطع فتحي التحكم بأنفعالاته فصرخ برجاله قائلًا:هاتوهم
ركض جعفر وهو يُمسك بيد بيلا وركض ورأهما رجال فتحي وركض كلًا من لؤي ومُنصف خلفهم ونظر سراج لمها وقال:أطلعي دلوقتي ومش عايزك تخافي على جعفر
حركت رأسها برفق ولكن رأت فتحي يقترب منهما وعلِمت بأنه سيأخذها كرهينة حتى يُجبر جعفر على العودة من جديد فنظرت لسراج وقالت بهمس:فتحي وراك
في حركه سريعه من سراج كانت لكمته تستقر بوجهه ليرتد على أثرها عده خطوات للخلف ، نظر لها سراج وقال:بتعرفي تجري
ركضت مها سريعًا وخلفها سراج ، بينما على الجهه الأخرى كان جعفر يركض وهو مُمسكًا بيدّ بيلا التي كانت تنظر خلفها من الحين للأخر ، نظرت لجعفر وقالت وهي تلهث:انتَ ناوي على ايه انا مش فهماك بجد
نظر لها وهو يقول:هتعرفي متقلقيش
دلفا لشارع جانبي وهو يقول:بقولك ايه مستعده نقضي مغامرة دلوقتي
نظرت لهُ وقالت بأبتسامه:مستعده
جعفر:هسيبك دلوقتي هتدخلى يمين وانا هدخل شمال وهنتقابل في نهاية الشارع بشرط ميكونش بيجري ورا حد فينا واحد من رجاله فتحي
بيلا بأبتسامه:موافقه وقدها كمان
نظر لها وأبتسم قائلًا:بالتوفيق
ترك يدها ودلف هو يسارًا ودلفت هي يمينًا مثلما قال بينما نصفًا من رجال فتحي ذهب خلف جعفر والنصف الأخر خلف بيلا ، كانت بيلا تركض وهي تنظر خلفها وترى رجال فتحي يركضون خلفها ويأمرونها بالتوقف وسط نظرات الناس لهم وتعجبهم مما يحدث ، كانت تركض وهي لا تعلم كيف ستتخلص منهم ، بينما على الجهه الأخرى كان جعفر يركض وهم ورأه ويأمرونه بالتوقف ، توقف جعفر بالفعل عندما لمح الطريق مسدود أمامه ثم ألتفت إليهم وهو يرى نظرات الشماته والأبتسامه بأعينهم ، أقترب رجلًا منه وهو يُمسك بعصا حديديه قائلًا:الطريق مسدود … للأسف ملكش نصيب بقى لأن بمسافه ما انتَ تتمسك …
الكتكوته بتاعتك هتكون أتمسكت هي كمان ووقتها مش هتعرفوا تهربوا من المعلم يا هفأ
كان جعفر واقفًا وهو يعقد يديه أمام صدره وخصلاته مبعثره والعرق يتصبب من جبينه وينظر لهُ ببرود وملل ، نظر لهُ وقال ببرود:خلصت صدعتني على فكره لو عايز تمسكني وتوديني للعبيط بتاعك أخلص
نظر الرجال لبعضهم البعض بتعجب وتساؤل تحت نظراته المبتسمه فأستغل تشوش عقولهم وركض دالفًا للعمارة التي كانت بوابتها ذات اللون الأحمر الحديدي تحت ذهولهم ، أستفاقوا ونظروا لبعضهم وركضوا خلفه وهم يتوعدون لهُ ، بينما صعد جعفر على الدرج ركضًا حتى أصبح على سطح المنزل ، نظر حوله وهو يلهث وأتجه راكضًا إلى سطح المنزل الآخر الذى كان ملتصقًا بهِ ، ركض رجلًا منهم خلفه ولكنه أختفى فجأه من أمامه فتعجب الرجل كثيرًا ونظر حوله وهو يبحث عنه وهو يُحدث نفسه قائلًا:هيكون راح فين دا
كان جعفر يختبئ خلف جدار وهو ينظر لهُ بترقب ، سمع الرجُل صوت خلفه فألتفت سريعًا وأختبئ جعفر وهو يلهث ويسمع صوت أقدامه تقترب منه بينما كان الرجُل ينظر للجدار بترقب وهو يقترب منه حتى نظر لهُ فجأه وهو يقول بأنتصار:وقعت خلاص
لم يجد أحد فعقد حاجبيه وكان سيلتفت ولكن باغته جعفر وهو يضع منديلًا مخدرًا على وجهه جعله يفقد وعيه سريعًا ويسقط أرضًا ، نظر لهُ ثم أكمل ركضًا بعدما رأى بقية الرجال يلحقون بهِ
كان فتحي يضع الهاتف على أذنه وهو يستمع لكلمات أحد رجاله وهو يقول:مش قادرين نمسكهم يا معلم لحد دلوقتي شكلهم مربطينها مع بعض
صاح فتحي بهِ بقوه وهو يقول:تجيبوهم بأي تمن حتى لو متكسرين … المهم يكونوا عايشين
على الجهه الأخرى
كان سراج يركض خلف رجال فتحي الذين كانوا يركضون خلف بيلا كي يُساعدها قليلًا وأثناء ما كانت هي تركض ظهرت مها من الشارع الجانبي الذي تخطته بيلا وهي تُمسك بدلوًا مليئًا بالماء والذي سكبته عليهم ، توقفت بيلا وهي تنظر لهم بينما نظرت لها مها وأقتربت منها سريعًا وهي تقول بقلق:انتِ كويسه
حركت رأسها برفق وهي تلهث وتنظر لهم ، نظرت حولها سريعًا وبدأت بتجميع الحجارة ونظرت مها لها وهي تقول:بتعملي ايه يا بيلا
تحدثت بيلا وهي تقوم بتجميع الحجارة قائله:بجمع طوب يكش واحده فيهم ترشق في دماغ واحد فيهم تخلصنا منه
أستقامت بوقفتها ونظرت لها وصرخت مها فجأه وهي تقول:خلي بالك
كان ردّ فعل بيلا أسرع والتي ألقت الحجارة عليه أصابته برأسه جعلته يتألم ركضت من جديد وركضت مها من طريق أخر
فى مكان آخر
دلفت غزالة وخلفها هادي وهي تقول بأبتسامه سعيده:يا هانم يا هانم جيبالك أخبار زي اللوز من جمالها هتموتي من الفرحه
تحدثت بترقب وهي تقول:عرفتي ايه
غزالة بأبتسامه:شوفنا جعفر
تبدلت معالم وجهها إلى السعادة وعدم التصديق وهي تقول:شوفتيه … شوفتيه فين
غزالة بسعاده:كان في الحاره فعلًا زي ما قولتي وواقف وسط مجموعه رجاله كتيره ورئيسهم كان بيهدده والظاهر كدا إن فى مشاكل تانيه وخفايا أحنا منعرفهاش
هادي:قدرنا نصوره كذا صوره كمان ونحتفظ بيها
غزالة:بس يا هانم كان معاه واحده كدا قموره أوي كانت بتتحامي فيه ولما راقبناه عرفنا أنها مراته
تفاجئت هي كثيرًا وقالت بعدم تصديق:متجوز … دا حلو أوي كدا … عارفين إن مراته دي لو أستغلناها لصالحنا هتسهل الطريق أكتر وأكتر لأن أكيد هي دي نقطه ضعفه الوحيده دلوقتي والوتر الحساس اللي هنلعب عليه الفتره الجايه
غزالة بأبتسامه:بس تعرفي يا هانم انا كنت راسمه مخيلة في دماغي كدا أول ما ورتيني صورته خالف كل توقعاتي بسم الله ما شاء الله عليه واخد الحلاوه كلها لوحده
_مش دا المهم دلوقتي يا غزالة … المهم أنه يموت زي ما أتفقنا … بس طالما مراته ظهرت فاللعبة هتطول معانا وهتتعقد أكتر
غزالة:بس يا هانم بصراحه لو ناويه أنك تخلصي من مراته فللأسف مش هتعرفي لأنه واخد باله منها أوي ومبيسبهاش لحظة واحده
_هنتصرف يا غزالة أكيد في خطه هتتحط … المهم دلوقتي تراقبوه وتعرفوا قاعد فين وبيسيب البيت أمتى كل المعلومات تبقى عندي مفهوم
غزالة بأبتسامه:مفهوم يا هانم مفهوم
على الجهه الأخرى
وقف جعفر في المكان الذي أتفق عليه مع بيلا وهو ينتظرها وبالكاد لا يستطيع أخذ أنفاسه الهاربة ، مسح على خصلاته المبعثره للخلف وحبات العرق تتصبب من وجهه وجسده ، نظر حوله وهو يبحث عنها بعينيه فقد تأخرت وبات يقلق وظن بأنهم أستطاعوا الإمساك بها وكان سيتحرك ويبحث عنها رآها تقترب منه بتعب وأرهاق وخصلاتها مبعثره ، وقفت مكانها بتعب وهي تلهث وتُشير لهُ بأبتسامه وبأنها أستطاعت التخلص منهم ، أبتسم هو وأقترب منها مسرعًا وعانقها وبادلته عناقه بأبتسامه وقالت:تمت متأخر شويه
نظر لها بأبتسامه سعيده وأعاد خصلاتها خلف أذنها وقال:وانا مبسوط أنك قدرتي تعمليها
زفرت بهدوء وقالت:هنعمل ايه دلوقتي أكيد مش هيسكت وهيحط ناس تراقبنا ومش بعيد يكون عرف أحنا قاعدين فين دلوقتي
جعفر:متشغليش بالك بكل دا انتِ من اللحظة دي انتِ برا الموضوع
بيلا:أزاي وانا السبب الرئيسي
جعفر:من دلوقتي مبقتيش … لأني هغير محور اللعبة كله وهفاجئه
نظرت لهُ وقالت بترقب:حاسه من كلامك أنك هتعمل حاجه انا مش هبقى راضيه عنها
أبتسم بخفه وقال:التغير اللي هيحصل دا صدقيني هيكون سبب من ضمن الأسباب اللي كفيله تدمر فتحي وفارس … بس شكلي كدا هستعين بيكى كتير الفتره الجايه
أبتسمت بحماس وقالت:وانا مستعده لأي حاجه وفي أي وقت
طبع قُبلة على رأسها وعانقها من جديد وهو يُفكر في أولى خطواته القادمه
بعد مرور الوقت
عاد رجال فتحي وهم يسحبون خيبتهم خلفهم ، نظر فتحي لهم ووقف وهو ينظر لهم بينما وقفوا هم أمامه وهم متكئين برؤسهم فتحدث بنبره حاده وقال:مسكتوهم
عم الصمت المكان وكان أهل الحاره يقفون بنوافذهم وينتظرون سماع أجابتهم على سؤال فتحي الذي أعاده مره أخرى بنبره حاده فتحدث رجلًا منهم بهدوء قائلًا:هربوا يا معلم
صاح فتحي بغضب وهو يقول:نعم يا ننوس عين ماما
نظر أهل الحاره لبعضهم البعض بأبتسامه سعيده بينما حطم فتحى المقعد بعنف وغضب وهو يصرخ بهم قائلًا:أزاي هربوا منكوا طب هو وهنقول ماشي وارد ميتمسكش إنما هي أزاي تهرب منكوا دي الوحيده اللي المفروض ترجعوا بيها
تحدث رجُلًا من رجاله بترقب وهو يقول:صعب نمسكها يا معلم … شكلهم كانوا مربطينها مع بعض
صاح فتحي بقوه وهو يقول:يا حلاوة … على آخر الزمن واحده تعلم عليكوا بالمنظر دا لا راحت ولا جت
تحدث رجُلًا آخر وهو يقول:يا معلم مكانش سهل نمسكها البت كانت عندها طاقه غير طبيعيه عامله زي القرده ومش قادرين نلحقها وظهرت بت تانيه في طريقنا بوظت كل حاجه يا معلم صدقني متفقين سوى ومخططينها صح
حرك فتحي رأسه برفق وهو يقول بتوعد:حلو أوي … طالما الزوق منفعش يبقى نتجه للطريق التاني وهو اللي فتح على نفسه باب جهنم … مش أختار يلعب بالنار انا كمان هلاعبه بالنار ونشوف هتحرق مين الأول
فى الصعيد
خرجت أزهار ووقفت أمامه وهي تعقد يديها أمام صدرها وتنظر لهُ دون أن تتحدث بينما نهض هو ونظر لها بهدوء دون أن يتحدث أيضًا ، أقترب منها قليلًا حتى وقف أمامها وعيناه مازالت مصوبه على عينيها التي تتهرب من نظراته بشتى الطرق ، لحظات وسمعته وهو يقول:طالبة الطلاج ليه يا أزهار لحجتي تزهجي مني
لم تتحدث أزهار وفضلت الصمت فقال هو:بُصيلي يا أزهار وكلميني
نظرت لهُ أزهار وقالت بنبره تملئها الضيق:نعم يا صلاح
عقد حاجبيه من نبره صوتها التي يسمعها ولأول مرة فتحدث وهو ينظر لها قائلًا:ايه الأسلوب دا … أول مرة تتكلمي أكده
أزهار:ومش آخر مرة يا صلاح … من النهارده هو دا أسلوبي لو كان عاچبك لأن الظاهر أكده أن الطيبة والطاعة مهماش چايين معاك سكة فنتچه للطريج التاني بجي من غير زعل
صلاح بترقب:جصدك ايه ؟!
أزهار ببرود:جصدي أني مبجتش أزهار اللي تعرفها يا صلاح … أزهار العبيطة اللي كانت بتاخد على راسها كل يوم بسبب ومن غير وتجفل خشمها خلاص ماتت مبجتش موچوده اللي موچوده دلوج أزهار تانيه خالص … أزهار چديده دي بجي من هنا ورايح مهتسكتش على حجها معاك انتَ خصوصًا
صلاح بحده:وه شكلك چنيتي عاد وهتلبخي بالكلام
أزهار بحده:لا يا صلاح مچنيتش لسه … لسه بعجلي … مش عاچبك يا ابن الناس طلجني … معنديش أكتر من اكده خلاص خلصت متفتكرش عاد أنك شاريني بفلوسك لا يا واد عبد المعز فوج أني غالية وغالية جوي كمان معتشترنيش بفلوسك لا خليهالك يا خوي مش أزهار بت حسني اللي راچل يشتريها ويتحكم فيها فوج يا صلاح متعيش دور مش دورك چو التملُك والتحكم بتاعك دا خنجني خلاص ولو فاكر يعني أننا عشان ناس فجيرة وعلى جد حالها وانتَ بتصرف علينا أننا هنموت من غيرك لا يا حبيبي ممحتاچينش فلوسك خليهالك أني جادره أصرف على البيت دا وأشيله فوج راسي ولا الحوچه لراچل وأبجى ست بعشر رچاله ميهزهاش حاچه … ومهما تجول مهرچعش في جراري يا صلاح ومصممة على الطلاج وروح يا حبيبي شوفلك واحده تانيه تستحملك بعصبيتك وزعيجك وبجرفك أني ميلزمنيشي خلاص چبت أخري منك ووريني عرض كتافك يا واد عبد المعز
تركته ودلفت للداخل مره أخرى بعدما أنهت حديثها تحت صدمته ودهشته الشديده وعدم تصديقه لما حدث منذ لحظات وشيئًا واحد يدور بعقله فقط “أهذه أزهار التي أحبها” نظر لهُ عبد المعز وهو يرى صدمته وشروده هو وحسني الذي نظر لهُ ، بينما بالداخل دلفت أزهار وأغلقت ميادة الباب سريعًا ونظرت لها وهي تقول بصوتٍ خافت وسعاده:أني مش مصدجه بچد معجوله يا أزهار أني هاين عليا دلوج أزغرط ايه يا بت الحلاوه دي
جلست أزهار على طرف الفراش ووضعت يديها على وجهها وهي تبكي فجلست ميادة على رُكبتيها أمامها وهي تقول:بتعيطي ليه دلوج
نظرت لها أزهار ودموعها تتساقط على خديها بحزن دفين بعدما تبخر قناع البرود والقسوة وهي تقول بصوتٍ باكِ:معرفاش يا ميادة چبت الجسوة والبرود دا كله منين … أني معرفاش لحد دلوج كيف جدرت أعملها
ميادة:يا بت أفهمي … كان لازم تعملي أكده وطبيعي هتلاجيكي بتنفذي من غير ما تمهدي لحالك حاچه كفاية اللي دوجتيه معاه دا لوحده كفاية يخليكي تتكلمي بالأسلوب دا
أزهار ببكاء:مش جادره أنسى نظرته يا ميادة وصدمته وأني واجفه جدامه ببچح فيه وبطلب منه الطلاج … صدمته في طريجتي وأسلوبي في الكلام مهاتچيش حاچه چنب صدمته لما جولتله أني عاوزه أتطلج … مخبراش جلبي محروج أزاي دلوج يا ميادة
حزنت ميادة كثيرًا وتأثرت بشده وهى ترى حزن أزهار وقهرتها الكبيرة ، أحتضنتها ميادة وهي تُربت على ظهرها في محاولة منها لتهدئتها وهي تسمعها تبكي أكثر وتقول بقهرة:أني بحبه جوي يا ميادة ومجدرش أعيش من غيره حبيته غصب عني ومجدرتش أمنع نفسي وعايشه على أمل أنه يجبني رُبع حُبي ليه بس أني مش شايفه منه غير الجسوة والچبروت والتحكم … عمري ما شوفت لمعة الحب دي في عيونه واصل … أوجات ببجى عايزه الأرض تتشج وتبلعني أندفاعاتي وحبي ولهفتي وخوفي عليه دايمًا فاضحيني وعشان أني بسكت ومبتكلمش هو زود في جسوته أكتر وأكتر … أني تعبت ومبجتش طايجه حالي ولا طايجه حاچه … أني أنطفيت خلاص ومبجتش أزهار اللي تعرفيها انتِ وابوكي … من ورده مفتحه وبتبروء لورده دبلانه معوزاش تعيش خلاص
ربتت ميادة على ظهرها بمواساه ودموعها تتساقط على خديها بسبب حديثها الذي ألم قلبها كثيرًا ، بينما كان حسني واقفًا أمام الغرفه بعدما ذهب عبد المعز وصلاح ودموعه تتساقط على خديه وكم ألمه حديث أزهار وظل يُعنف نفسه طوال اليوم على ما أرتكبه في حق أبنته
في منزل جعفر
دلف جعفر أخيرًا ومعه بيلا بعد يوم طويل وشاق ، أغلق الباب خلفه وأرتمى على الأريكة بأرهاق شديد بينما أتجهت بيلا للمرحاض مباشرًا بتعب وهي بالكاد لا ترى أمامها ، زفر جعفر بهدوء وهو يستند برأسه على الجدار الذي كان خلفه وهو يُغمض عيناه حتى سمع صوت بيلا بعد مرور القليل من الوقت وهي تقول لهُ:قوم خُد شاور عشان تفوق شويه
نظر لها وقال:هي الساعه كام دلوقتي
نظرت بيلا لساعه الحائط وقالت:سته ونص
حرك رأسه برفق ونهض وهو يتجه للمرحاض بينما قالت هي:هجهزلك الأكل لحد ما تخلص
حرك رأسه برفق وقال:لا انا هنام على طول عشان مش شايف قدامي
أغلق الباب خلفه ونظرت هي لأثره وشعرت بالكسل وبألم جسدها فتوجهت للغرفه ومن ثم أستلقت على الفراش وهي تنظر أمامها بشرود وتتذكر أحداث اليوم وكيف أنقلب كل شئ في غمضه عين وخالف كل توقعاتها وتذكرت حديث جعفر عندما كان يقوم بإغاظه فتحي ولمعه عيناه التي رأتها حينها والتي شتت تفكيرها وجعلت مشاعر جديده تنمو بداخلها لتُجبرها على حُبه وتقبله ، أبتسمت عندما تذكرت وهو يُنهي حديثه بعناق وقُبله على خدها وكان ينظر لفتحي بأغاظه حينها ، زفرت بهدوء وابتسامه بسيطه ولطيفه تُزين ثغرها حتى أغمضت عينيها وذهبت في ثُبات عميق دون أن تشعر بمن حولها ، بعد لحظات دلف جعفر ورأها نائمه فأبتسم بخفه وترك المنشفه واستلقى بجانبها بهدوء على ظهره وهو ينظر لسقف الغرفه بشرود حتى ذهب هو أيضًا في ثُبات عميق
بعد مرور يومان
تحدث جعفر وهو يستعد للذهاب قائلًا:بيلا انا همشي محتاجه حاجه
خرجت بيلا من الغرفه وهي تقول:لا عايزه سلامتك … هتتأخر
جعفر بجهل:مش عارف لسه هبقى أكلمك وأقولك
حركت رأسها برفق وهي تبتسم أبتسامه خفيفه بينما أبتسم هو لها وقال:خلي بالك من نفسك
بيلا بأبتسامه:متقلقش خلي بالك انتَ من نفسك لأن فتحي أكيد مراقبك
جعفر:يراقبني .. مش فارقه بالنسبالي
بيلا:ليه واخد الموضوع بالسهوله دي
جعفر:عشان هو مش صعب يا بيلا
بيلا بذهول:أزاي مش صعب انتَ واخد حاجات كتير أوي بسهوله وهي مش سهله أساسًا
جعفر:عشان لو خدت كل حاجه بصعوبة مش هعمل حاجه وهفضل محلك سر … لازم تتعلمي تواجهي العالم مهما كان شره .. مش كل الناس طيبه زيك يا بيلا ونصيحه مني ليكي .. بلاش تتخدعي في المظاهر عشان المظاهر خداعه … أتفقنا
طبع قُبله على جبينها ثم ودعها وخرج تحت نظراتها الهادئه التي كانت تُتابعه حتى أغلق الباب وذهب ، جلست على الأريكة بهدوء وهي تُفكر بحديثه بشرود
في مكان آخر
كان أكرم واقفًا وهو ينظر حوله بهدوء حتى أقترب منه جعفر الذي قال:عاش من شافك
أبتسم أكرم وصافحه قائلًا:طمني عليك
جعفر:كله زي الفل طمني انتَ الدنيا ماشيه أزاي
أكرم:والعه
جعفر بتساؤل:قدرت توصل لحاجه ؟
مدّ أكرم يده بالورقه لهُ وهو يقول:عيب عليك يا برنس … مش صعبه عليا
أخذها منه جعفر وهو ينظر لها بأبتسامه وعدم تصديق بينما سمع أكرم يقول:طول ما الموضوع متعلق بعيلتي يا جعفر انا هعمل أي حاجه عشانهم
جعفر بأبتسامه:عارف من غير ما تقولي يا أكرم .. انتَ صاحبي ومش جديد عليا … انا مبسوط أنك جبتها مكنتش متوقع أنك تجيبها بالسهولة دي
أكرم:لازم اخد كل حاجه بسهوله … دي لعبتي من زمان وانتَ عارف
جعفر بأبتسامه:متربيين مع بعض طبيعي نبقى شبه بعض
نظر للورقه وهو يقول بأبتسامه:وبكدا أول خطوه في خطتي نجحت والورقه بقت في أيدي واللي هتساعدني كتير في مشواري الجاي
أكرم بغضب:انا مش مصدق لحد دلوقتي … يعني ايه سميحه تبقى مرات أبويا
نظر لهُ جعفر وقال:متستغربش أوي … أبوك بوشين بس محدش يعرف غيري
أكرم:قصدك ايه
جعفر:انا مبتعاملش معاه كدا من فراغ … انا شوفت منه كتير وعرفت هو ايه يبقى رايح جاي على المسجد وعاملي فيها شيخ وفي نفس الوقت بيعمل العكس
أكرم بحده:جعفر انا مش هسكت لولا أنك مانعني انا كنت زماني دافن سميحه حية دلوقتي وفي نفس الوقت مخلص عليه
جعفر:لا يا أكرم أحنا مش هنعمل كدا … انا اعمل أي حاجه عقلك ممكن يتخيلها … إلا القتل … خليه يفرح ويتبسط ويتفق مع فتحي كمان عادي جدًا بس أنهم يفكروا يلمسوا شعره من بيلا فدا انا مش هسمح بيه مهما حصل
أكرم بقلق:طمني عليها يا جعفر هي كويسه
أبتسم جعفر وربت على كتفه برفق وهو يقول:متقلقش … بيلا كويسه وزي الفل
أكرم براحه:الحمد لله … خطوتك الجايه ايه
نظر لهُ جعفر وهو يقول بهدوء:خطوتي الجايه مفيش أسهل منها … واحده واحده وبشويش بشويش … ألعب على نار هاديه تحس بمتعة أكتر وانتَ شايف ضحيتك بتتعذب
تبدلت نظراته لنظرات تحمل شر كبير وتوعد مدفون حتى الآن لم يفيق بعد وهو يتوعد للجميع بالهلاك المُميت
على الجهه الأخرى
أشهرت غزالة الصوره بوجه الرجُل وهي تقول:تعرف الواد دا
نظر الرجُل للصوره قليلًا تحت نظرات غزالة وهادي فنظر لها من جديد وقال:لا معرفهوش أول مره أشوفه
ذهبت غزالة لمحل أخر ودلفت وهي تُشهر بالصوره في وجه الرجُل قائله:تعرف الواد دا
نظر للصوره ورأى بأنه جعفر نظر لها وقال:دا المعلم جعفر كبير المنطقه
غزالة بترقب:هو فين بقى
الرجُل بجهل:لا صدقيني معرفش من ساعه خناقه فتوح وفتحي آخر مره ومشوفتهوش تاني
غزالة:بيحب يقعد فين ولا بيروح عند مين كتير أكيد عارف
الرجُل:محدش يعرف عن المعلم جعفر حاجه حياته الشخصية محتفظ بيها لنفسه
زفرت غزالة بضيق وهي تنظر لهادي ، خرجا من المحل وتحدثت غزالة بضيق قائله:ليه كان ابن الوزير واحنا منعرفش
هادي:قولتلك مش سهله مسمعتيش الكلام هنعمل ايه دلوقتي
غزالة:لا لازم نسأل وندور أكيد هيرجع هنا تاني في أي وقت فلازم نيجي هنا كل شويه لحد ما نعرفله طريق … شكله هيتعبنا معاه ومن وشه باين أنه مش سهل يتلعب معاه
هادي:بس مع الهانم لا تختلف
نظرت لهُ قليلًا قبل أن تقول:تصدق عندك حق … أحنا لسه في أولها والأيام بينا تثبت
ذهبا وغادرا الحاره بينما في الداخل هاتف الرجُل جعفر وانتظر لحظات قبل أن يقول:ايوه يا معلم في واحد وواحده جم من شويه ومعاهم صورتك وبيسألوا عليك
جعفر بتعجب:واحد وواحده ! … مقالوش هما مين
الرجُل بنفي:لا مقالوش حاجه بس شكلهم كدا يعني مش مُريح وشكله كمين ومعمولك
نظر جعفر لأكرم الذي كان ينظر لهُ وقال:لو معاك صورتهم ابعتهالي
الرجُل:حظك حلو كاميرا المراقبه لسه متصلحه إمبارح وأكيد جابتهم أقفل وهبعتلك صورتهم
أغلق معه وهو ينظر لشاشه الحاسوب وهو يقوم بمراجعه الكاميرا من جديد بينما تحدث أكرم وهو ينظر لهُ قائلًا:في ايه
نظر لهُ جعفر وقال:في واحد وواحده بيدوروا عليا
عقد أكرم حاجبيه وقال:بيدوروا عليك ليه
جعفر بجهل:معرفش … عمومًا هنشوف
لحظات ووصلت لهُ رسالة فتحها بهدوء تحت نظرات أكرم ورأى صوره غزالة وهادي التي كانت واضحه أمامه وضوح الشمس تحت نظرات جعفر المُريبة ونظرات الشك من أكرم الذي قال:انا أول مرة أشوفهم … دول مش من الحاره عندنا
تحدث جعفر بهدوء وهو ينظر للهاتف قائلًا:عارف … وشكلهم كدا مش سهلين ووراهم حاجه … بس مش على جعفر … أول ما تشوفهم في الحاره تاني تبلغني يا أكرم … أما اشوف وراهم ايه هما كمان



reaction:

تعليقات