رواية بين سجون قلبك كاملة بقلم فيروز أحمد عبر مدونة كوكب الروايات
رواية بين سجون قلبك الفصل العاشر 10
وصلا أنس و ريم الي البناية التي بها عيادة الطبيب .. نزل أنس اولا و هي خلفه يقودها الي حيث المكان .. جلسا منتظرين دورها الذي اتي سريعا ، دخلت الي الطبيب و هي تشعر بالرهبه و الخوف فهي تكره الاطباء جدا
ما ان دخل أنس حتي سلم علي الطبيب الذي هو معرفه لهم ،، سلم عليه الطبيب و دعاهم للجلوس
جلس أنس مقابلا لها علي المقاعد الموجوده امام مقعد الطبيب .. ظل يثرثر هو أنس قليلا حتي وجه سؤالا له هاتفا :
_ انت تعبان و لا ايه يا أنس ؟
_ ابدا يا دكتور ، رييم هي الي تعبانه بقالها يومين سخنة بتاخد دوا خافض ينزل السخونية شوية و بعدين ترجع تاني !
اماء الطبيب قبل ان يشير لها علي السرير الطبي هاتفا :
_ اطلعي علي السرير يا ريم طيب
نظرت له بقلق و توتر لا تريد ان تذهب مع الطبيب وحدها .. شعر بقلقها و هي تنهض ببطئ ناحية السرير ، استقام يمسك بيدها يحثها علي السير هاتفا :
_ يلا يا ريم
اماءت له و اتجهت تنام علي السرير بينما هو يقف الي جوارها يتابع الطبيب و هو يفحصها ،، انتهي الطبيب من فحصها فابتعد عن الفراش ، اسرعت هي تعدل ثيابها بينما أنس يتبع الطبيب مجددا ناحية المكتب
جلس الطبيب علي المقعد و جلس امامه أنس قبل ان تأتي ريم و تجلس بجوار أنس .. نظر لها الطبيب بينما يمسك ورقه ما وقلما قبل ان يهتف :
_ انتي عندك احتقان في الحلق و ده عامل سخونية و صداع ليكي .. الحمدلله مش مأثر علي ودانك بس مأثر علي صدرك
اماءت له بصمت فنظر للورقه يخط بعض الاشياء هاتفا :
_ انا هكتبلك علي حقن مضاد حيوي علشان الاحتقان كل يوم واحده … بتاخدي الحقن عادي صح ؟؟
تطوع أنس تلك المره بالرد هاتفا بسرعة :
_ ايوة يا دكتور طبعا .. اكتبلها حقن علشان مفعولها اسرع !!
نظرت له ريم بغضب و توتر و لكنه لم يرها ، بينما اماء له الطبيب قبل ان يهتف :
_ طيب .. دول حقن خافضه للحرارة و مسكنه بردو هتاخديها مع المضاد .. و ده دوا اقراص للكحة و الرئة لو حسيتي ان صدرك مقفول
اخذ منه أنس الورقه قبل ان يومأ له و يستقيم يصافحه شاكرا :
_ شكرا جدا يا دكتور
صافحه الطبيب مبتسما بينما يهتف :
_ العفو يا أنس ، سلملي علي مروان بيه كتير .. و الف سلامه عليكي يا ريم
_ الله يسلمك ..
قالتها ريم بهمس بينما تتبع أنس الي خارج غرفة الطبيب .. نزلا معا علي السلم هو اولا و هي خلفه ، اتجها الي السيارة ركب كل في مقعده قبل ان ينطلق أنس بها .. نظر لها بينما يقود السيارة كان وجهها محمرا من الحرارة العالية و هيئتها تلك محببه لقلبه حقا فتبدو جميلة جدا .. ابتسم برفق قبل ان يهمس لها :
_ الف سلامة عليكي يا ريم !
_ الله يسلمك
قالتها و هي تشعر بالخجل لا تعرف لماذا .. بينما هو ابتسم بحنان لقد بدأ قلبه يميل لها حقا فهي تعجبه .. تبدو مميزة و جميلة جدا فقط يحتاج لفهمها …
اوقف سيارته امام احدي الصيدليات ،، نظرت لها ريم برعب و توتر قبل ان تنظر للجهه الاخري ناحيته هو … اوقف السيارة و خلع حزام الامان ينظر لها متساءلا :
_ يلا يا ريم ؟؟!
نظرت له بتساؤل مماثل هاتفه :
_ يلا فيين ؟؟
شعر بالغرابة و اشار علي الصيدلية هاتفا لها :
_ تعالي معايا علشان تاخدي الحقن
_ لا مش عاوزه ادخل الصيدلية .. هاخدهم في البيت
نظر لها متعجبا قبل ان يهتف بعدم فهم :
_ مين هيديهم لك في البيت يا بنتي ؟؟ .. تعالي يلا احنا اودام الصيدليه اهو
نظرت له بغضب قبل ان يرتفع صوتها بنفاذ صبر هاتفه :
_ يوووه بقي قولتلك مش عاوزه اخدهم في الصيدلية .. مبعرفش … هاخدهم في البيت
نظر لها بتعجب و هو يشيح بكتفه هاتفا لها :
_ براحتك .. هخليهم يبعتولنا حد علي البيت و ربنا يهديكي و الله !
ثم تركها في السيارة و نزل يحضر لها الدواء الذي كتبه الطبيب .. عاد بعد عدة دقائق يحمل كيسا كبيرا ، ركب السيارة بجوارها واضعا علي قدميها كيس الدواء الخاص بها قبل ان يهتف :
_ اتفضلي يا ستي .. و اديتهم العنوان .. في ممرضة هتجيلك بعد نص ساعة
_ ماشي
قالتها بهدوء بينما نظر هو لها بتعجب و ربط حزام امانه و انطلق بالسيارة ناحية المنزل .. اما هي فنظرت للكيس علي قدميها تري كم الابر الطبيه الموضوعه داخله و هي تشعر بالخوف الشديد منهم فهي لا تحبهم و ترتعب منهم بشده ..
نظرت له بغضب قبل ان تهمس داخلها :
_ كل دي حقن ؟؟ منك لله يا أنس انت السبب كان لازم تقوله اكتب حقن يعني !
ثم نظرت الي الطريق من النافذه جوارها تفكر كيف لها ان تتخلص من كل تلك الابر الطبية دون ان تأخذها !!
####################
وصلا الي المنزل .. سبقته ريم بالصعود و معها الدواء الخاص بها بينما هو يركن سيارته .. قابل والداه اللذان كانا ما يزالان جالسان في الحديقه فابتسم بحنان هاتفا لهما :
_ مساء الخير يا بابا .. مساء الخير يا ماما
_ مساء الخير يا حبيبي
قالتها رهف ببسمة سعيدة ،، بينما بادر مروان بالسؤال عن حال ريم هاتفا :
_ الدكتور قالكم ايه ؟؟
_ قال عندها احتقان و صدرها مقفول .. و كتبلها علي حقن بس مرضيتش تاخدها في الصيدلية .. خليتهم يبعتو ممرضة و هتيجي كمان شوية
_ ااه هي ريم فعلا مش بتحب الصيدلية .. خلاص لما تيجي الممرضة هبعتهالكم .. الف سلامه عليها يا حبيبي
قالتها رهف بحنان و رفق فابتسم لها أنس قبل ان يهتف :
_ الله يسلمك يا ماما .. بعد اذنكو بقي
ثم انصرف من امامهم يصعد الي جناحهم متبعا ريم .. دخل الي الغرفة فوجدها جالسه فوق الفراش متدثرة بالغطاء و مازال وجهها احمر كما هو محبب له .. اقترب منها يجلس الي جوارها علي الفراش هاتفا لها برفق :
_ ممكن اقولك علي حاجه ؟؟
_ اتفضل قول
_ انتي شكلك حلو اووي و انتي محمرة كده .. بس انا عايزك تخفي ،، الف سلامه عليكي !
قالها و اسرع يقبل جبينها بحنان .. نظرت له بخجل و حرج قبل ان تهتف بتقطع :
_ شك .. شكرا .. الله يسلمك !
ابتسم بحنان و لم يرد الضحك علي تعبيراتها الغريبة بل استقام من جوارها يبدل ملابسه ايضا ثم جلس علي الاريكة ينتظر الممرضة .. بعد نصف ساعة حضرت الممرضة و اصعدتها احد الخادمات الي جناحهم … ادخلها أنس و وقف يهتف لها بينما يعطيها الدواء :
_ هتاخد واحده مضاد و واحده خافض
_ تمام حضرتك .. دي حقن عضل .. ممكن تطلع تستني بره ؟؟
قالتها بينما تاخذ منه الدواء و تخرج العلب ، نظر بتعجب فامأت ريم تهتف له :
_ اااه استني بره يا أنس
اماء بقلة حيلة هاتفا :
_ طيب ماشي
قالها بينما ينسحب من الغرفة ، اما ريم فما ان رأت الممرضة تفتح العلب حتي هتفت لها :
_ استني لو سمحتي !
_ في حاجه و لا ايه ؟؟
_ اااه .. انا مش عايزة اخدهم
_ نعم .. امال انا جايه ليه ؟؟
تأففت ريم بضيق بينما تهتف لها :
_ افهميني شوية .. انا مش عايزة اخدهم و هو عايز يديهم لي .. انا هديكي فلوس و تطلعي تقوليله انك ادتيهم ليا و هو هيديكي اجرتك و خلاص !!
ثم وضعت في يدها بعض النقود ، فنظرت لها الممرضة برضا هاتفه :
_ ماشي الي انتي عاوزااه !
بقت معها الممرضة قليلا في الغرفة ، ثم فتحت الباب و خرجت فقابلها أنس الذي كان يستند علي الحائط .. اعتدل في وقفته متساءلا :
_ خلاص اديتيها الحقن ؟؟
_ ايوه يا فندم
_ طيب شكرا ليكي .. انا هبعت حسابك علي الصيدليه
_ شكرا لحضرتك
قالتها ثم تركته و انصرفت اما هو فدخل الي الغرفة ينظر الي ريم التي تلحفت بالغطاء استعدادا للنوم .. قبل ان يعاود النوم علي الاريكة مجددا تاركا لها الفراش فهي مريضه !!
####################
انتفضت وعد مفزوعه من نومها و هي تلهث بشدة ،، لقد كانت تحلم .. كانت تحلم به يجبرها و يأخذها بعنف مره ثانية او ربما ثالثة و رابعه هي لا تعلم
فركت وجهها بارهاق اثر دموعها التي سقطت علي وجهها ، نظرت حولها وجدت نفسها في المكان الذي سقطت فيه فاقدة للوعي و بجوارها السكين .. تنهدت بحزن و الم و هي تستقيم من مكانها شاعره بالم شديد جدا في جميع انحاء جسدها فهمست بالم تسبه :
_ منك لله يا أوس .. ربنا يخدك و اخلص منك .. اااااه يا جسمي … ااااااه
استقامت ناظره حولها لم تجده فهمست مره اخري لذاتها :
_ راح فين ده ؟؟ .. يارب يكون مات و خلصت منه ..
ثم دخلت غرفة النوم وجدته يغط في نوم عميق جدا .. نظرت له بغضب و ألم قبل ان تنظر للساعة الموضوعه علي الحائط .. انها السادسة صباحا
اسرعت تخرج من غرفة النوم متجهه لباب الجناح تحاول فتحه و لكنه مغلق بالمفتاح ..
_ اااه يا مفتري قافله بالمفتاح .. لازم الاقيه و اهرب مش هقدر افضل هنا و اخليه كل شوية يعمل الي بيعمله فيا ده
فكرت اين يمكن ان تجد المفتاح ثم بدأت بالبحث عنه بين ثيابه و ادواته ، ظلت تبحث لساعة عنه الي ان وجدته في احد ادراج السراحة .. اخذته سريعا و اتجهت تفتح الباب و تخرج من الجناح
وقفت في منتصف الدور تهتف لنفسها بتساؤل :
_ لو نزلت الخدم هيشوفوني و هيبلغوه .. و لو طلعت .. الاوض فوق معفنه اوي و هو هيبقي عارف مكاني .. اعمل ايه يا ربي بس !
دخلت الغرفة الوحيده التي تجاور جناحهم وجدتها فارغه و بها شرفه صغيره .. هداها تفكيرها ان تبحث عن مخرج من الشرفه فالدور ليس بعيدا عن الحديقه
اسرعت تدخل تنظر الي المسافه بين الشرفه و الحديقه .. اتكأت علي السور الخاص بالشرفه و هي لا تعلم انه ليس مثبتا بعد .. فاخذها السور و انهار
صرخت بشدة و هي تري جسدها يسقط ، حاولت سريعا التمسك باي شيئ فتمسكت بقطعه حديد صغيره تخرج من اساس ارضية الشرفه .. حاولت التمسك بها جيدا و هي تصرخ بخوف و رعب و هي تري نفسها تسقط و يدها تفلت :
_ ااااااه حد يلحقني … يا نااااس ياالي هناااا حد يلحقني .. بقع حددد يلحقني .. همووووت !
بكت بشدة و هي تهتف عل أحد يسمعها و لكن لا مجيب ! .. ظلت متشبثه و هي تشعر بذراعها سينخلع و هي تشعر بالالم الشديده فيه اصلا .. فلم تجد حلا سوا ان تترك يدها و تغمض عيناها تسقط لا تعلم ماذا سيكون مصيرها !!!
####################
قرابة الساعة السادسة و النصف صباحا .. استيقظ أنس علي صوت أنات خفيض جدا .. ظن انه يحلم و لكن صوت الانات يرتفع .. فتح عيناه سريعا ينظر حوله بتعجب قبل ان يدرك ان ريم هي من تأن و يصدر منها هذا الصوت
اسرع يبعد الغطاء عنه مبتعدا عن الاريكة و مقتربا من الفراش .. وجدها متكومة علي نفسها تأن بألم شديد و هي تنتفض و ترتجف من حرارتها بينما تهذي ببعض الكلمات
وضع يده علي رأسها وجد حرارتها مرتفعه جداا .. اسرع يخرج من الجناح متجها ناحية المطبخ يحضر صحنا فيه بعض قطع الثلج و قماشة صغيره ليصنع لها الكمادات
دخل الي الغرفة كانت كما هي .. اسرع يبعد عنها الغطاء و يسطحها علي الفراش معتدله قبل ان يدثرها مجددا به .. ثم جلس علي الفراش بجوارها يضع الصحن علي الكومود .. نظر لها شاعرا بالالم من هيئتها المريضة
عصر القماشة واضعا اياها علي جبينها لتخفض حرارتها ، فانتفضت من برودتها بينما تبكي بألم هامسه له :
_ لا مش عاايزة .. شيلها علشان خاطري
ربت علي خصلاتها القصيرة بحنان هاتفا برفق :
_ اهدي بس و سيبيها علشان الحرارة تنزل
اماءت له قبل ان تغمض عيناها و الدموع تتسرب من خلف جفنها المغلق بألم .. دقائق و بدأت تتحدث في نومها فعرف انها تهذي و لكنها وضعت يدها علي القماشة المبلولة و هي تهز رأسها للجانبين هاتفه له بألم شديد :
_ رااسي .. فيه صداااع .. خليه يمشي .. مش قادره .. خلييه يمشي بقي
شعر بالالم و الحزن الشديد و وضع يده علي رأسها يهتف لها بحنان هامسا برفق :
_ هيروح دلوقتي لما الحرارة تنزل .. استني بس شوية
نفت برأسها عدة مرات قبل أن تهمس ببكاء أدمي قلبه علي حالها :
_ لا انت كذاب .. الصداع مش بيمشي .. انا مش بحبك اصلا انت شرير
ثم هدأت قليلا بينما هو نظر لها متعجبا بشدة و مستغربا حديثها ، قبل ان يسحب القماشة من علي رأسها يضعها في المياة المثلجه و يعصرها واضعا اياها علي رأسها مجددا
مرت بعض الدقائق الهادئه قبل ان يزداد بكاءها و تبدأ بالهذيان مجددا .. في البداية لم يكن يفهم ما تهذي به ، و لكن فهم حين هذت بصوت مفهوم قليلا :
_ ماما .. انا عايزة ماما … لا .. بابا مشي .. انا .. انا تعبانة .. خدووني .. ماما تعالي خديني بقي انا تعبانه اهو .. ماما !!
نظر لها بصدمة و اتسعت عيناه بعدم تصديق .. لماذا تهذي بهذه الكلمات .. أتريد أن تذهب الي والديها حقا ؟؟ .. اين ستذهب لهم ؟ .. ريم تريد الموت !!
شعر بالالم الشديد داخل قلبه علي حالها و الغضب الشديد من نفسه .. لقد اذاها ذات مره بشدة .. حزن بشدة علي ما تمر به قبل ان يبدل القماشه الموضوعه علي جبينها
كان هذيانها يزيد لا يقل .. و كلماتها بدأت تكون مفهومه بالنسبة له .. و الغريب انه استمع لاسمه عدة مرات في هذيانها هذا و لكن لم يفهم لماذا تهتف باسمه ..
بعد قليل فهم لماذا تهتف باسمه حين بدأت تهذي بصوت مفهوم قليلا :
_ لاااا .. أنس … لااااء .. ابعد .. شعري لااا .. يا ماما .. يا ماما خليه يبعد .. بيقصه .. لاا لاااا .. انا عايزة شعري طويل زي ماما … أنس لااا لااا
ثم بكت بشدة ، تساقطت دموعها بسرعة علي وجنتها ، شعر أنس بالحزن الشديد في قلبه .. لقد أخطأ في حقا خطأ لن تغفره له .. كانت تحب شعرها بشدة ، لقد أذاها جدا .. و لكنها صامته و تُظهر القوة فظنها لا تبالي بما فعله بها و بشعرها و لكنها في الحقيقة تتألم لقصه و بشدده
نظر لها بحزن و ألم قبل ان ينحني مقبلا بصيلاتها القصيرة تلك هامسا لها بحزن :
_ أنا أسف و الله أنا أسف .. مكنتش اعرف انه مهم عندك أوي كده .. أنا أسف يا ريم !
ابتعد فرأها تفتح عيناها تنظر له بتيه و ضياع قبل ان تهمس له ببكاء و ألم شديد :
_ مش قادره و الله .. الصدااع هيفرتك رااسي .. خليييه يمشي .. خليييه يقف .. رااسي بتوجعني !!!
ثم اغلقت عيناها مجددا بينما لا تزال تبكي و قد عاد هزيانها .. لم يجد حلا سوا ان يضع يده فوق رأسه يقرأ عليها بعض ايات القرآن لعل الصداع يذهب عنها و لكنه مرتبط بحرارتها !!
ظلت تهذي لفترة طويلة و حرارتها لا تنخفض .. شعر بالقلق الشديد عليها و لا يدري لماذا لا تنخفض حرارتها .. فكر في حل سريع فلو بقيت هكذا ستصاب بمتلازمة او ربما يتضرر جهاز ما لديها بسبب الحرارة ..
نظر حوله فابصر باب المرحاض .. هداه تفكيره الي ان يضعها اسفل المياة الباردة .. اجل الجو بارد و لكن لا حل أخر لتنخفض حرارتها
اقترب يبعد عنها الغطاء يضع يده اسفل قدميها و الاخري خلف ظهرها قبل ان يحملها هامسا في أذنها :
_ أنا أسف يا ريم بس و الله مفيش حل غير ده .. مش هسيبك تموتي من الحرارة !!
ثم حملها و اتجه بها الي المرحاض .. اوقفها علي قدميها و لكنها كانت كالهلام لانها شبه فاقدة وعيها بسبب الحراره .. فاسندها علي جسده بينما يفتح صنبور المياة البارده ..
انتفضت ريم تشعر ببرودة المياة ، فامسكت بثيابه سريعا تهمس بألم :
_ ييح يييح الماية سااقعة اووووي
فك يدها عن ثيابه يضعها جيدا أسفل المياة الباردة هامسا لها :
_ معلش معلش علشان حرارتك تنزل
بكت بشدة و حاولت الابتعاد عن الماء و هي تهتف له ببكاء :
_ لا لا مش عااوزه .. الماية سااقعة اووي .. ييح يا مامااا … ابعدها عني
لم يجد حلا سوا ان يحتضنها و يقف معها اسفل المياة الباردة .. تشبثت فيه بينما تنتفض بشدة هامسه بألم :
_ انا سااقعانة اووي .. كفاااية علشان خاطري
وضع يده علي جبينها يتحسس حرارتها قبل ان يهتف لها :
_ لسه الحرارة منزلتش يا ريم معلش استحملي شوية انا معاكي اهو .. و سقعاان زيي زيك
اماءت له قبل ان تضع رأسها علي صدره تريحه بينما تتشبث به .. في تلك اللحظه شعر أنس بشعور غريب جدا يجتاحه و هو يراها تتمسك به بهذه الهيئه و هو لأول مره يحتضنها هكذا
دائما كانا في شجارات ، لأول مرة يحتضنها بهدوء و دون شجار .. شعر بان قلبه يريدها الي جواره هكذا .. متمسكة به و رأسها علي صدره
بدأ يشعر بارتجافتها تقل و جسدها بدأ يعتاد حرارة الماء .. وضع يده علي جبينها وجد حرارتها قد انخفضت ،،، علي الرغم من انه لا يريد ان يخرجها من حضنه فهو سعيد جدا بتلك الحاله .. و لكن يجب ان تخرج من تلك المياة الباردة الان !!
ناداها برفق قبل ان يبعدها عن الماء هاتفا :
_ ريييم .. رييم انتي سامعاني ؟؟
اماءت له بصمت فهتف مرة اخري بينما يغلق الصنبور هاتفا :
_ طب يلا هنخرج .. حرارتك نزلت الحمدلله
اماءت مرة اخري قبل ان يضع يديه اسفل ركبتيها و ظهرها كما المره السابقه يحملها بين ذراعيه .. اما هي فوضعت رأسها علي صدره مجددا تشعر برأسها ثقيلة جدا لا تستطيع رفعها
رقص قلبه بسعادة و هي تضع رأسها علي صدره مجددا .. تعجب من نفسه بشدة و هدأ قلبه الغريب هذا قبل ان يضعها علي الفراش ..
دق باب الجناح فوزع نظراته بينها و بين الباب قبل ان يسرع اليه يفتحه ، وجد رهف في وجهه صعدت لتوقظه للعمل .. نظرت له بغرابه شديدة متساءله :
_ ايه الي عاملك فيك كده يا أنس ؟؟ .. انت مبلول كده ليه هتبرد !!!
سحب والدته سريعا من يدها دون ان يهتف باي شيئ .. اوقفها امام ريم التي كان حالها مشابها لحاله تقطر ماءا من كل جسدها .. قبل ان يهتف بسرعة :
_ ماما ريم كانت حرارتها مش عايزة تنزل و انا حطيتها تحت الدش الساقع علشان الحرارة تنزل .. مش هعرف اغيرلها هدومها ، معلش ساعديها تغير هدومها
ثم اسرع يحضر ثيابا لريم من الدولاب و لم يغفل عن احضار ثياب داخلية لها .. وقف امام درجها الذي يحتوي ثيابها الداخلية ينظر اليهم قبل ان يسحب الاسود منهم هامسا داخله :
_ هيبقي جااامد ده اووي عليها و هي اصلا بيضه و حلوة
ثم عنف نفسها هاتفا بسرعة :
_ انا بعمل ايه مش وقته !! ..
ثم اسرع يذهب الي والدته يعطيها ثياب ريم هاتفا لها :
_ ماما ساعديها تغير هدومها لغاية ما اغير هدومي انا كمان
_ ماشي يا حبيبي ما تقلقش
اسرع هو الاخر يبدل ملابسه بينما ساعدت رهف ريم في تبديل ملابسها و جعلتها تجلس فوق الفراش و دثرتها جيدا بالغطاء .. خرج أنس من المرحاض بعد ان بدل ملابسه و اقترب منها يسألها برفق :
_ عامله ايه دلوقتي .. حسه بصداع او حاجه !
نفت برأسها هامسه له :
_ لا خلاص راح الصداع .. شكرا
نظرت له رهف تبتسم بهدوء بينما تهتف :
_ هو انا المفروض كنت طالعه اصحيكو علشان عندك شغل !!
_ لا شغل ايه بقي يا ماما مش هعرف اروح و اسيبها تعبانه كده .. انا هنزل اكلم بابا و افهمه اني مش هعرف اروح
نظرت له رهف بخبث بينما ترفع احدي حاجبيها متساءلة :
_ هو انت هتسيبها لوحدها ،، منا ممكن قعد معاها .. و لا انت بتتلكك علشان تهرب من الشغل و تقعد معاها !
شعر أنس بالحرج من حديث والدته فعبث بشعره من الخلف بضيق قبل ان يهتف بحرج :
_ ماما مش قصدي .. انا يعني …
قاطعته رهف بينما تقف تقترب منه مربته علي صدره هاتفه بحنان أمومي :
_ مش محتاج تبرر يا حبيبي .. خليك مع مراتك و انا هبلغ بابا انك مش هتعرف تروح الشغل ..
ثم ابتسمت بسعادة و همست داعية له بفرحه :
_ ربنا يسعدكو يارب و يفررحني بيكو و يلين دماغكم الناشفه انتو الاتنين !!
ابتسم لها أنس بحنان ممتنا ، بينما هي التفتت تنظر لريم هاتفه لها :
_ هخليهم يعملولك شوربة خضار يا ريم .. اشربيها هتودي البرد علي طوول !
_ مش بحبها يا طنط و الله
_ مفيش حاجه اسمها مش بحبها ،، اشربيها و انتي ساكته علشان تخفي !
ثم استأذنت منهم وغادرت الغرفة .. اما أنس فاتجه يجلس بجوار ريم مبتسما بحنان قبل ان يضع يده فوق جبينها هاتفا براحة :
_ الحمدلله الحرارة نزلت .. بس انا هتجنن ازاي حرارتك عليت اوي كده فجأة و انتي واخده امبارح حقنة خافض .. المفروض الحرارة متعلاش اصلا !
نظرت له بحرج و خجل قبل ان تحمحم هامسه بخجل :
_ احم احم .. اصل .. اصل انا .. يعني … مخدتش الحقن امبارح !
نظر لها بتعجب و عدم فهم قبل ان يتساءل :
_ مخدتيش الحقن ازاي يعني ؟؟ .. امال الممرضه كانت بتعمل ايه هنا ؟
شعرت بالحرج الشديد و اخجلت بشدة و احمر وجهها فنظر لها متعجبا ، ابعدت نظرها عنه هاتفه بسرعة و هي تغلق عيناها كالاطفال :
_ اديت لها فلوس علشان تقولك انها اديتني الحقن .. و انا مأخدتهاش !
فتحت عينا واحده تنظر له تتبين رد فعله ، كان مصدوما ينظر لها بصدمة و غرابة و لكنه شعر بانه يريد الضحك و هو يراها تغلق عيناها و تفتح واحده فقط هكذا كالاطفال … رسم الجدية علي وجهه قبل ان يهتف متساءلا و حاول تصنع الغضب هاتفا :
_ و هو احنا كنا جااايبين الحقن دي علشان مناخدهاش ؟؟ و كمان بتدفعي فلوس علشان تخلي الممرضة تكدب عليا كمان و تقول انك اخدتيهم ؟؟
ادارت وجهها تنظر له بغضب قبل ان تهتف بحنق شديد :
_ اعملك ايه منت السبب اصلا .. قعدت تقوله اكتب يا دكتور حقن و بتاع .. انت شرير اصلا !!
قالتها بعبوس بينما تربع ذراعيها معا كان شكلها لطيفا جدا و هي تعبس و تحتج كما الاطفال هكذا .. شعر بالغرابة لاول مره يري هذا الجانب الطفولي من ريم …. لا يصدق انها تلك العابسة التي تعاتبه بلطف هكذا هي ذاتها ريم التي تقف ندا له و رأسها برأسه كل يوم !
ضيق عيناه عليها ينظر لها حين أدرك سبب عدم تناولها لدواءها .. نظر لها متفحصا قبل ان يسألها :
_ ريم هو أنتي ماخدتيش الحقن ليه ؟؟
نظرت له بخجل و هي تفك عبوس وجهها ، قبل ان تبعد وجهها عنه للجهه الاخري .. امسك بوجهه يديره ناحيته مرة أخري هامسا لها بتساؤل :
_ ها يا ريم ؟؟ .. مأخدتيهمش ليه ؟؟
رأي الدموع تلتمع في عيناها بينما تزيح يده هامسه له :
_ لو قولتلك هتتريق عليا .. و أنت وحش وشرير أصلا و انا مش عايزة أتكلم معاك !
ابتسم بحنان شديد من كلامها و هيئتها اللطيفة تلك .. قبل ان ينظر لعيناها يسألها بتقرير :
_ ريم أنتي بتخافي من الحقن صح ؟؟
نظرت له بعبوس قبل ان تومأ برأسها ، فنظر لها متعجبا قبل ان يسألها بعدم فهم :
_ طب و مقولتيش كده اودام الدكتور امبارح ليه علشان ميكتبش الحقن ؟؟
نظرت له بغضب قبل ان تهتف بحنق :
_ انت الي قعدت تقوله اكتب يا دكتور حقن علشان مفعولها أسرع
رفع كتفاه بتعجب هاتفا لها :
_ انا بالنسبالي الحقن أسرع فعلا و لما ببقي تعبان مثلا بخلي الدكتور يكتبلي حقن علشان تخلص بسرعة و أخف أنا بسرعة .. لكن مكنتش أعرف انك بتخافي منهم كنت فاكر بتفكري زيي
اماءت برأسها بلا بينما عيناها تدمع هاتفه له ببكاء :
_ لا أنا بخاف منهم و مش عايزة أخدهم .. دوول كتيير أووي و شكلهم يخض و الله
ثم تساقطت دمعاتها فابتسم برفق قبل ان يمسح دموعها هاتفا لها بحنان :
_ بصي هنتفق اتفاق .. لازم تاخدي علي الاقل حقنة من هنا و حقنة من هنا علشان حرارتك الي مش عايزة تنزل دي .. و بعد كده هنكلم الدكتور نخليه يغير الحقن دي !!
_ مش عاوز شغل عيال يا ريم ، هي واحده علشان خاطر حرارتك تنزل
نظرت له بعبوس تربع ذراعيها هاتفه بحنق و ضيق :
_ ملكش دعوة بيا .. انا مش هاخد حقن !
طرق باب الجناح فتركها مكانها ناهضا بينما يهتف ساخرا :
_ بتناقش مع عيلة دماغها أد دماغ بنتي .. قال ملكش دعوة بيا قال .. مبتشوفش نفسها و هي مفرفرة من الحرارة !
فتح الباب فابصر خادمة ما تحمل صحن الحساء لها .. اخذها منها و اغلق الباب قبل ان ان يرفع هاتفه يهاتف الصيدلية يجعلها ترسل أحدي الممرضات !! ……
●●●●●●●نهاية الفصل العاشر●●●●●●●
مستنية رأيكم في الاتنين الحلوين الي بدأ قلبهم يدق لبعض 😍😍❤ .. و ايه الي هيحصل لوعد تفتكرو هتقع و لا أوس هيلحقها ؟؟
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية بين سجون قلبك ) اسم الرواية
تعليقات
إرسال تعليق