رواية فارس من الماضي كاملة بقلم ايمان البساطي عبر مدونة كوكب الروايات
رواية فارس من الماضي الفصل الثاني و العشرون 22
دخل ضابط الشرطة الي الحجرة الجالس بها معتز وتحدث اليه:
– اهلا يا دكتور معتز، بعتذر على أزعاجك، لكن الموضوع مهم جداً
نظر اليه معتز وتحدث بقلق:
– خير حضرتك اى هو الموضوع؟
صمت الضابط قليلاً ثم تحدث بهدوء:
– وصل لينا بعض المعلومات عن عمل عمك رمزى الغير قانونى، وبعد ما روحنا نقبض عليه وجدنا جثته مقتول.
وقف معتز بصدمة وهو ينظر الي الضابط بزهول، هز الضابط رأسه بالايجاب وقال بهدوء:
– من فضلك يا دكتور معتز حاول تحافظ على هدوئك، وتساعدنا فى القبض على اللى قتل عمك.
نظر اليه معتز بزهول محاولا استيعاب ما قاله ضابط الشرطة، استرسل له عقله الكثير من الأحداث والأسئلة؛ من قاتل عمه رمزي؟ يعلم ان لعمه الكثير من الاعداء ولكن من ارتكب هذه الجريمة، تزاحمت الأسئلة برأسه، قطع صمته الضابط وتحدث اليه بفضول:
– أنت كنت تعرف حاجه عن اعمال عمك الغير قانونية؟
خفض معتز وجهه ارضا وتحدث بهدوء:
– لاء
تحدث الضابط مرة أخرى؛
– انت عارف مين عمل كده أو عندك شك فى حد معين؟
هز معتز رأسه بالنفي وتحدث بحزن:
– لاء معرفش مين عمل كده
هز الضابط رأسه بتفهم وتحدث الي معتز بتأكيد:
– تمام، انت من وجبك دلوقتى تساعدنا فى امساك المجرم.
تحدث معتز بتأكيد:
– أكيد، أنا مستعد اعمل اى حاجه، اى المطلوب منى؟
نظر اليه الضابط بغموض وقال:
– هقولك دلوقتى هتعمل اى
في مكان اخر.
حيث تجلس رنيم تبكي بخوف وقلق على معتز ولا تعلم ماذا حدث معه. اقتربت منها دادة حليمة وهي تحمل كوبا من اللبن الدفئ وتحدثت اليها بابتسامة:
– هتفضلى كده يا رنيم، طب كلى حاجه طيب
نظرت اليها رنيم بحزن وقالت:
– مش عايزة حاجة يا دادة، انا عايزة اطمن على معتز
استمعوا الي صوت معتز وهو يتحدث اليهم بمرح:
– اطمنى يا حبيبتى أنا بخير.
وقفت رنيم واقتربت منه وهي تنظر اليه بقلق، اقتربت منهما والدتها داليا ونظرت الي معتز بفضول قائلة:
-معتز إى اللى حصل ليه روحت قسم الشرطة؟
نظر اليها معتز بحزن وتحدث بهدوء:
– فى خبر مهم لازم تعرفوه
نظروا اليه بفضول، صمت قليلا ثم تحدث بترقب:
– أنا عرفت من الظابط، أنهم قبضوا على عمى رمزى، وهو بيسلم صفقاته الغير قانونيه
شهقت رنيم بقلق وتحدثت داليا بغضب:
– كان دا لازم يحصل من زمان، ويتعاقب على أفعاله، لازم يتعدم
نظر اليها معتز وقال بتوتر:
– للأسف مينفعش يتحكم علية بالإعدام
نظروا اليه بستغراب، بلل ريقه وقال بتوتر:
– وجدوا جثة عمى رمزى، ومش عارفين يوصلوا للمجرم.
صرخت رنيم بصدمة ونظرت اليها والدتها بزهول، تبادلت النظرات بينهم يتسألون من فعل ذالك برمزي، تذكرت داليا حديثها مع سالي سكرتيرة رمزي، عندما اعترفت لها سالي انها زوجة رمزي، نظرت داليا الي معتز وقالت بتوتر:
-بس أنا عارفه مين اللى عمل كده، لكن دا مجرد شك، مش عارفه هى قتلته فعلاً، ولا حد تانى
نظر اليها معتز بصدمة قائلاً:
– تقصدى مين؟
بللت ريقها وقالت بتوتر:
– اقصد سالي، سكرتيرة عمك الشخصية، من كام يوم جات ليا هنا تشمت فيا، وعرفت منها انها متجوزة عمك
شهقت رنيم بصدمة، نظر معتز الي والدة رنيم وقال بصدمة:
– ازاى امتى عمى اتجوزها! أنا لازم أشوفها وأعرف اى اللى حصل بالظبط
خرج معتز من المنزل وهو يركض الي منزل السكرتيرة سالي، وقفت رنيم تضم جسدها وتبكي بخوف، عانقتها والدتها وربتت على ظهرها بحنان وهي تحاول تهدأتها.
ذهب معتز الي منزل سالي وهو يحاول السيطرة على غضبه وانفعاله، طرق على باب منزلها، فتحت له سالي وشهقت بتوتر عندما رأته، نظر لها معتز بتقيم وقال:
– اهلاً يا سالى، انا جيت اتكلم معاكى شويه، تسمحى ليا أدخل؟
نظرت اليه بصدمة وهزت رأسها بالايجاب، دخل معتز وهو يتفحص المنزل بتركيز، جلس فوق احد المقاعد ووقفت سالي بجواره، توترت سالي كثيرا من نظراته الغامضه، نظر معتز حوله وقال:
– فى حد هنا معاكى، ولا أنتى لوحدك؟
نظرت اليه بقلق وقالت:
– دى بيتى وأنا عايشة فيه لوحدى.
هز رأسه بالايجاب وقال بمكر:
– اممم وعمى كان بيجى هنا بردو، ولا كنتوا بتتقبلوا فى مكان تانى.
توترت من حديثه وتحدثت بغضب مصتنع:
– وعمك يجى بيتى ليه !
ابتسم بمكر وقال:
– مش يمكن عشان جوزك بردوا؟
انفعلت سالي وقالت بعفوية:
– مكنش متجوزنى، عمك خدعنى واستغلنى.
نظر اليها معتز باهتمام، توترت كثيرا بعد اعترافها بزواجهما، وضعت يديها فوق فمها وتحدثت بارتباك:
– أنت عايز اى دلوقتى، جيت ليه؟
نظر اليها بثبات وقال:
– مين اللى قتل عمى؟
توترت سالي وتحدثت اليه ببرود مصطنع:
– معرفش، روح دور على اللى قتله فى مكان تانى.
ابتسم معتز بمكر قائلاً:
– مستغرب ازاى استقبلتى خبر موته بالبرود دا، انتى فعلاً متعرفيش مين قتله؟
ارتفع صوتها وهي تقول بعنف:
– قولتلك معرفش، امشى هنا
وقف معتز وهو ينظر اليها بترقب وقال:
– همشى، لكن هرجع تانى وأنا معايا الشرطه بعد ما يشوفوا القاتل وهو بينفذ جريمته
نظرت اليه سالي بصدمة وقالت:
– ازاى هيشوفوا القاتل وهو بينفذ جريمته؟
تحدث معتز بمكر:
– واحد من رجالتى كان بيسجل لحظة تسليم الصفقه، وسجل وقتها جريمة القتل، وبعتها ليا عشان اعرف مين اللى قتل عمى
نظرت اليه سالي بصدمة وقالت له:
– فين التسجيل؟
تحدث معتز ببرود:
– معايا وهيكون مع الشرطه دلوقتى.
نظرت اليه بصدمة وقالت بانفعال :
– وأنت عايز الشرطه تقبض على المجرم، عمك كان يستحق انه يتقتل بدل المره ألف مره، كان راجل ظالم، ضحك عليا وفهمنى أنه متجوزنى رسمى وهو جايب واحد من رجلته وفهمنى انه مأذون، وبعت ناس يضربونى عشان انزل الطفل اللى فى بطنى بعد ماطلب منى انزله وانا رفضت، ووقتها قالى انى انا اللى اتحمل عقوبه قرارى لوحدى لانه مش متجوزنى ومافيش اى اثبات على دا، عمك كان بيتاجر فى الأعضاء، وهو اللى اتفق مع يوهان والسبب فى اللى حصل رنيم، بعد اللى عرفته تفتكر عمك مكتش يستحق يتقتل.
نظر اليها معتز بصدمة وهي تبكي وتحكي له ما فعله بها عمه رمزي، انهارت وهي تحكي له وقالت في حالة انهيار:
– عايز تعرف مين قتل عمك انا اللى قتلته، ولو كان يإيدى كنت قتلته ألف مرة، أنا كنت بنت عايزة تتجوز جواز شرعى، ورفضت يقرب منى الا لما نتجوز، لكن هو خدعنى، وخلانى زي البنات الرخيصه، أنا قتلته أنا انتقمت لشرفى.
نظر اليها معتز بصدمة رغم تعاطفه معها، لحظات قليلة واقتحم رجال الشرطة منزل سالي، بعد ان استمعوا الي اعترافها وقاموا بتسجيل اعترافها لمعتز.
ذهبت سالى، مع رجل الشرطه، وهى تصرخ بجنون بأنها من قلت رمزى.
فى المساء
قد عاد معتز بعد ان تم قفل محضر مقتل رمزى، وتم إثبات أن سالى هى القاتله، وتم إحتجازهاحتى موعد عرضها، على النيابه العامه، وإتخاذ الإجراء المناسب، لتحقيق العداله، دخل معتز المنزل وجد رنيم تركض إلية فى إستقباله بلهفه، قائله:
– معتز انت كويس، انت سبتنا ومشيت قلقنا عليك
اقترب منها معتز وامسك يديها وتحدث بحنان:
– متقلقيش يا رنيم، أنا كويس وهنعيش براحه بعد كده
تحدث رنيم بإستفهام:
-إزاى!
تحدث معتز بإرهاق:
– تعالى نقعد الأول انا مش قادر أقف على رجلى اكتر من كده
سارت رنيم مع على أقرب مقعد، وجلست تنظر إلية تنتظر منه إجابة علة كل ما يدور برأسها، أتت حليمه، وداليا أيضاً، للإطمأنان علية، قص عليهم معتز ماحدث، وعن حديث سالى وأنها من قامت بقتل عمهم فعلاً، وتم القبض عليها، بالإتفاق مع الشرطه.
بكت رنيم، فهى بالرغم ما فعله عمها فى حقها لم تود أن تكون نهايتها بشعه هكذا، أخذتها والدتها فى أحضانها، لكى تهدأ، فما زلت أبنتها نقيه، تحزن على ما يصيب من حولها حتى من تسبب فى تدمير حياتها.
تحدثت حليمه بغضب لم تعد تستطيع أن تخفيه أتجاه رمزى:
– انا مش زعلانه على اللى حصله، عاش حياته مؤذى، ومحدش اترحم منه، واستغل بنت اخوه فى أعماله الرخيصه ودمر حياة ناس، متبكيش عليها يا رنيم المسكينه سالى عملت كده دافعت عن شرفها، استفاد اى بكل اللى عمله دا اهو عاش حياته يجمع فى فلوس أهو مات ومخدش حاجه منها.
نظرت لها داليا بغضب بأن تصمت، فارنيم لم تعد تتحمل سماع اى سئ اكثر من ذالك، دخلت رنيم غرفتها، بعدما انهارت سعادتها للمره الثانية، وقد دمر اجمل يوم بحياتها كانت تنتظره بفارغ الصبر.
نظرت لها حليمه بحزن وهى تدلف إلى غرفتها، وقالت:
– قلبى وجعنى عليها، رمزى مسبهاش تعيش مبسوطه وهو عايش، حتى بعد موته كسر فرحتها هى ومعتز.
-معتز امتى هتستلم جثة عمك عشان ندفنه.
تحدث معتز بإرهاق:
– الظابط قال أنى اقدر أستلمها بكرة، وأبدأ فى إجراءات الدفن
تحدث داليا بحنان:
– ادخل أرتاح شويه معتز، واضح على وشك التعب، والصبح أجى معاك ننهى إجراءات الدفن، وتكمل واجبك اتجاه عمك، مش عشانه بس عشان ابوك وابو رنيم.
إنصاع معتز لحديثها ودخل غرفته، لكى يرتاح فهو متعب للغاية، فى الصباح ذهبت داليا ومعتز لإتمام إجراء الدفن، وأصرت رنيم على الذهاب معهم، وذهبت حليمة أيضاً، معهم، ولحق زين وزياد بهم حتى لا يتركوا صديقهم بمفردة فى هذة المحنه، أنهى معتز تصريح الدفن، وقاموا بأداء صلاة الجنازة، ودفن رمزى فى مقابر العائله، وقفت رنيم وداليا امام مقبرة والدها، تبكى بإشتياق له، فهى لم تأتى لزيارة مقبرته منذ سنوات عديدة، وبكت داليا هى الاخرى على فراق زوجها وحبيبها، ووالد أبنتها، تخبره كم قست الحياه عليهم بعد ذهابه عن عالمهم، بجانبهم وقف معتز امام مقبرة والديه، بعينان دمعتان، يبث لهم ما فى قلبة كل هذة السنوات، دعا معتز لهم وقرأ لهم بعض أيات الله، ورحل الجميع إلى منزل، فقد عاد معتز وهو يشعر برضا والده عليه بعدما قام بواجبه إتجاه عمه حتى بعدما فعله، فقد عزم على إرضاء ربه، و راحة والديه ووالد رنيم قبل كل شئ…
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية فارس من الماضي) اسم الرواية
تعليقات
إرسال تعليق