Ads by Google X

القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية ثلاث صرخات وحدها لا تكفي الفصل الثاني عشر 12 - بقلم اسماعيل موسى

    رواية ثلاث صرخات وحدها لا تكفي كاملة  بقلم اسماعيل موسى  عبر مدونة كوكب الروايات


 رواية ثلاث صرخات وحدها لا تكفي الفصل  الثاني عشر 12

 
. كتبت له عنوان كوثر وسمحت له ان يأخذ سيارتها الخاصة!
انطلق احمد نحو العنوان ووصل قبل أن يفرش الليل ثوبه ، كانت بنايه متداعيه، الدرجات مكسره، الجو يتضوع برائحة العفونة، استقبلته بدريه علي باب الشقة احتضنته وقبلته، لقد كبرت يا احمد، منها لله والدتك قطعت رحمنا، لكننا تجمعنا اخيرا، أين والدتي؟ سألها احمد وهو يدفعها من طريقه!
بغرفتها للتو تناولت طعامها، دلف احمد للغرفة، قبل يدي والدته وسألها عن حالها لكن والدته لم ترد!
لماذا لا ترد يا عمه؟
ابتلعت لسانها يا والدي، لم تتحمل الألم بعد الازمه القلبية التي آلمت بها، كانت ترغب بالموت حتي لا تحملك فوق طاقتك!
حملق احمد بفم والدته، لسانها المقطوع، لماذا فعلت ذلك بي يا اماه؟ تعلمين انني كنت سأحملك فوق رأسي طوال العمر وغرق في البكاء!
انتحبت والدته هي الأخرى فسعلت كوثر بصوت عالي!
انكمشت شروق علي نفسها وارتعش جسدها كطائر اغرقته ندف الثلج؟
لا تثقل عليها والدتك تحتاج للراحة!
سآخذها لأشهر مشفي في البلد، سأعالجها حتي لو بعت كل ملابسي!
كانت وصية والدتك قبل أن تفقد النطق ان تظل هنا حتي الموت، سأعمل علي رعايتها الاعتناء بها، الظفر لا يخرج من اللحم!
لا سأخذها للمشفى!
يا ولدي والدتك بأيامها الأخيرة علي الأقل احترم وصيتها، ثم ان منزلي مفتوح باي وقت يمكنك زيارتها!
لقد اشتقت لها كثيرا فلا تحرمني من تلك الفرصة قالت بدريه بنبرة مستجدة.
كلما نطقت كوثر كلمه ارتعش جسد شروق والتصقت بحضن ابنها أكثر، سأظل معها هنا قال أحمد وهو يجلس علي الأرض!
طوال الساعات التي قضاها احمد في غرفة والدته لم تبارح كوثر الصالة، عينيها تحملق بأحمد وتراقب والدته ، عندما حضر حازم زوجها وكان بنفس عمر والدته ، شاب اربعيني نحيف بعيون غائرة وبشرة باهته قصير القامه ورغم نحافته الا ان كرش صغير دفع قميصه للخارج، طلبت منه كوثر ان يجلس مع احمد وهي تغمز بعينها، ثم اجرت اتصال من هاتفها بالشرفة عادت بعدها لتجلس بالصالة مره اخري، لحظات ودق هاتف احمد، كانت نرجس تطلب منه العودة للمنزل حيث أن لديها مهمة طارئة تنتظره ولا تحتمل التأخير، حاول احمد ان يتملص منها لكنها صدته!
ودع احمد والدته التي كانت ملتصقة به ولا ترغب بتركه وانطلق بطريق العودة للفيلا!
اصرخي يا لبوه قالت كوثر بنبرة موبخه وهي تلسع شروق بالنار في معدتها، أمرتك ان تلزمي الصمت ولا تقومي بأي حركة، لقد كنتي ميته قبل حضور ابنك واذا بقدرة قادر تتلوين كالحية علي السرير؟
قلت لك اقتليها ونبيع أعضائها حشرج حازم بنبرة مسترخية!
اسكت انت، طالبته كوثر، انا الملم خراك الذي لم تنظفه منذ عشرين عام، أعضائها تالفه وميته، ان وظيفتي تتمثل في الحفاظ علي بقائها حية أطول فتره ممكنه!
وإذ أخبرت نرجس احمد في لحظة ضعف عنا؟
نرجس رقبتها بين يدي، ولا ترغب في خسارة ابنيها وإذ تجرأت سنقضي عليها، ليست اول مره، سامبو والاكحل رهن اشارتي!
كان قلب أحمد يتمزق كلما اقترب من الفيلا، دموع والدته لازالت عالقة بقميصه، رعشتها في حضنه كل ذلك جعل الدنيا امامه ضباب، كاد ان يدهس امرأة عبرت الشارع فتوقف علي جانب الطريق وراح ينتحب كطفل صغير.
قضيت اسبوع بالإسكندرية وجمر الوجع يكوي عروقي، كنت اهاتف العمه كوثر واطمأن علي والدتي، كانت دوما تقول انتبه لحالك والدتك بخير ، لا تمضي الايام المحملة بالألم بسرعه ابدا.
اول شيء فعلته عندما عدت قمت بزيارة والدتي، كان جسدها نقص للنصف حتي ان عظام خدها بانت كانت مقلة في الحركة واذا حاولت توجعت من الألم ودمعت عينيها، احتضنتها بقوه لدقائق فانتحبت في حضني وجسدها يرتعش، كانت تحرك اصبعها بأشارة اعرفها من ايام الطفولة وهي تعني الخطر، تلفت من حولي انا لا اري اي خطر هنا، كوثر تعتني بها اكثر من اي شخص، لكن اصبع والدتي ظل علي حاله، كانت كوثر كعادتها تحملق بنا علي مقربة من أجل راحة والدتي!
بالصالة كان حازم يجلس مع رجلين جلفين لديهم تقاسيم جافة وعيون تصيبك بالزعر أسفل ملابسهم اسلحة نارية يتهامسون وهم ينظرون نحوي، كنت متعب لذا قلت سأرحل الأن وأعود اليوم التالي، بطريقي نحو الباب وانا اتخلص من قبضة والدتي المرتعشة انحشر طرف جلبابها عن ساقها للحظه، كان أأثر كي النار بكل بقعه فيها.
جلست بسرعه وغطيت قدم والدتي دون أن تلحظنا كوثر, أمسكت بأصبع والدتي وهمست في اذنها تذكرت الأيام القديمة يا والدتي عندما كنت العب بجوار الغيطان وتحذريني بأصبعك ان ادلف داخلها، خارت والدتي واستكانت، قلت سأرحل الان واعدك ان أعود لزيارتك بسرعة
هبطت درجات السلم دمي يغلي، تخبطت في الطرقات ابحث عن أي سلاح، كنت اعرف ان نرجس لديها معارف من الممكن أن يساعدوني لذلك هاتفتها، طلبت منها المساعدة واخبرتها بشكوكي!
لم تتأخر نرجس منحتني عنوان احد اعوانها وقالت سيمنحك سلاح، ركضت خلال الشوارع نحو العنوان القريب، منحني الرجل مسدس اخفيته بين ملابسي ورفض المال الذي قدمته له.
اسرع من الريح قطعت الطريق نحو منزل كوثر قبل أن اصل المنزل بخطوات غادرت سيارة بسرعه خارقه جعلت الأتربة تشكل غيمه فوق مدخل البناية، صعدت درجات السلم ركضا، كانت الشقة خاليه وباب غرفة والدتي مغلق والدماء تسيل من تحته.
بكل قوه دفعت الباب، كانت والدتي مذبوحة علي السرير تلفظ أنفاسها الأخيرة، احتضنتها وأطلقت صرخة هزت غيوم السماء، حملت والدتي ونزلت درجات السلم وضعتها في المقعد الخلفي وقدت نحو المشفى في منتصف الطريق لفظت أنفاسها الأخيرة، قضيت ساعة علي جانب الطريق ابكي والعن نقسي، عندنا تمالكت نفسي قدت السيارة نحو الفيلا.
عندما وصلت كان المقعد الخلفي للسيارة ملطخ بالدماء، عندما رأيت مقعد السائق من الجهة الخلفية ملطخ بالدماء استعرت بي النيران، كانت والدتي ترغب بقول شيء لكني كنت مشغول بالقيادة.
بجوار السيارة هويت علي الارض اصرخ وانتحب، هب الخدم لنجدتي، كارمه ومصطفي، نرجس نفسها، الكل أحاط بي يواسيني.
حملوا والدتي لداخل الفيلا، تبعت مصطفي ونرجس للداخل بينما تأخرت كارمه لدقائق تحملق بالدماء التي لطخت السيارة ثم طلبت قماشه وازالت الدماء التي علي مقعد السائق بنفسها قبل أن تتبعنا للداخل.
قمنا بدفن والدتي في المقابر المجاورة للفيلا، حيث قضت معظم عمرها وحيث ترعرعت بين أحضان الموتى ووسط أرواحهم الهائمة.
reaction:

تعليقات