رواية قمر السلطان كاملة بقلم Lehcen Tetouani عبر مدونة كوكب الر وايات
…… كان عبيد السلطان قرب الكوخ وسمعوا كل مادار ما بين سمية والساحرة ولما خرجت وإبتعدت سمية قليلا دخلوا وكمموا فم الساحرة وحملوها معهم
أما سمية فقد هاجمها في منتصف الطريق رجال ملثمون
سرقوا منها كل ما تحمله وتركوها في الغابة ومشت حتى تورمت قدميها ولم تصل إلا في المساء وقد ظهر عليها العطش والإعياء الشديد
وجدت السلطان وأباه العجوز في إنتظارها ولما سألها الأب أين كنت يا إبنتي تلعثمت ولم تعرف ما الذي تقوله
قال السلطان وقد ظهر عليه الغضب : أصلحي من شأنك موعدنا غدا في قاعة العرش
أخبرتها أحد جواريها التي تثق بها أنهم أحضروا ساحرة من الغابة فعرفت سمية أنها وقعت في الفخ وعليها الهرب إلى قومها ثم إيجاد كذبة مناسبة لتبرير مغادرة القصر
كان هناك دهليز سري يقود إلى الخارج في الليل جاءت جاريتها وألهت الحارس الواقف أمام الباب أما هي فتسللت من الدهليز وفي طرفه وجدت جاريتها تنتظر مع حصانين ومعها جراب فيه طعام وماء ثم سارتا وإختفيا في الظلام
في الصباح أرسل السلطان في طلب سمية لكنه إكتشف أنها هربت أحضر الساحرة التي إعترفت بكل شيئ وقالت له: إذا وعدت بعدم قتلي سأرفع السحر عن إمرأتك
قال له أبوه :أنصحك بقتلها وسأزوجك بأجمل جواري المملكة لكن السلطان قال: إني أحب قمر وإن لم ترجع كما كانت سأقتل نفسي ثم أخذ الخنجر ووضعه على رقبته
فصاح أبوه : أرجوك لا تفعل ذلك حسنا سنكتفي بسجنها في أحد البيوت ونجري عليها نفقة
قالت الساحرة : أنا موافقة وسأصلح ما قمت به من أخطاء
أخذت ريشة من ريش قمر وضعتها في ماء مع مسحوق أبيض ثم صبت الماء على الحمامة وبعد لحظات شاهد الجميع صبية ليس في الدنيا أجمل منها
وسارعت أحد الجواري بوضع ثوب عليها
نظرت قمر إلى نفسها وقالت هل هذه أنا ثم وضعت رأسها على الأرض وراحت في نوم عميق
قالت الساحرة لما تستيقظ غدا ستكون في حالة جيدة الآن أتركوها تنام
في الصباح أحست قمر بقبلة دافئة على جبينها ولما فتحت عينيها شاهدت جمال الدين جالسا بجانبها على الفراش وهو يحملق فيها فإبتسمت وسألته : لماذا تنظر إليك هكذا ؟
أجابها :لا أصدق أنك عدت كما كنت لقد إعتقدت أنك ستبقين حمامة ولا أقدر أن أكون معك Lehcen Tetouani
قالت :وأنا أحسد الحمام على حريته لقد إستمتعت كثيرا بالتحليق فوق المروج الخضراء لقد رأيت حياة المخلوقات الصغيرة النمل والديدان والفراشات إنها تعيش بسعادة وليس مثلنا نحن البشر وهي لا تعرف الجشع ولا الحقد
كان يستمع إليها بإنتباه ثم سألها فجأة :هل تعلمين أن سمية قد هربت ؟
أجابت: لا أستغرب ذلك بعد أن انكشف أمرها فوراء جمالها هناك وجه قبيح كانت تخفيه عنا
قال السلطان: كنت أحس بذلك لهذا السبب كنت أنفر منها قلبي لم يحبها يوما رغم أنني حاولت ذلك
غدا يحضر القاضي كي أطلقها وأبي لم يعد يرغب في وجودها هنا فهي خدعتنا جميعا
لقد حكت لي الساحرة عن كل شيئ وأن أجدادها كانوا يصنعون للملوك مرهما يجعلهم أكثر شبابا المشكلة أن هذا الدواء مركب من غدد ينتزعونها من الموتى والملوك لم يعودوا يكتفون بذلك وبدأوا يخطفون الأطفال لقتلهم
كان سحرة الثعبان الأسود ناسا شرفاء رفضوا رغبتهم وهربوا إلى الجبال لكن هناك خائن دل على مكانهم وفي الأخير تم إبادتهم ولم تنج إلا هي لأنها كانت تجمع الأعشاب بعيدا عن القرية
وذات يوم كانت الأميرة تتجول في الغابة فسقطت وأصاب حجر ساقها فخرجت لها من بين الأشجار وعالجتها وبمرور الوقت أصبحتا صديقتين وعلمتها شيئا من السحر حتى اليوم الذي تزوجت فيه
قالت قمر: يا لها من حكاية عجيبة لو لم أظهر في حياتك لواصلت سمية تعلم السحر حتى يجيئ اليوم الذي تسحرك فيه وتصبح طيعا بين يديها
قالت قمر وأنا أيضا لولاك لبقيت جملا آكل العشب في البادية
أما سمية فرجعت إلى أباها ولما رأته إرتمت عليه وبدأت في البكاء إنزعج الملك وسألها ماذا حدث ؟
قالت إن السلطان وأبوه يستضيفان بعض سحرة الثعبان الأسود وهما يمارسان السحر ويستحضران الجن
ولما علمت بسرهما حاولا قتلي فهربت
إبتلع الملك ريقه وقال: هل أنت متأكدة ممّا تقولين فلقد قتلنا كل أفراد هذه الجماعة ولم يبق أحد
أجابت :نعم وعلامة ذلك أنهم يصنعون أكسير الحياة
وأن لهذه الساحرة إبنة إسمها قمر ولقد تزوجها السلطان وهي أكثر براعة في السحر من أمها و يجب قتلها أولا
أجاب الملك : سنحاصر المدينة
- تبع الفصل التالي اضغط على ( رواية قمر السلطان) اسم الرواية
تعليقات
إرسال تعليق