رواية لتضيء عتمة احلامي كاملة بقلم اية السيد عبر مدونة كوكب الروايات
رواية لتضيء عتمة احلامي الفصل السابع 7
-هل تقبلين سليم مصطفى عبد الحميد الأنصاري زوجًا لكِ؟
رفعت رأسها بصدمه لتنظر لسليم الذي يحثها بعينيه على القبول، كرر المأذون كلامه: هل تقبلين سليم مصطفى عبد الحميد الأنصاري زوج لكِ
حدقت بسليم للحظات ثم نظرت للوحمه بيده متذكره طفولتها
فلاش باك
سلمى: ايه الي على ايدك دي يا سولي!
سليم: دي حاجه بتميزني اسمها وحمه
سلمى: لحمه! ههههههه سليم عنده لحمه في ايده
سليم بضحك: يبت وحمه مش لحمه يا لمضه… بس أنا عندي لحمه في إيدي برده مش كلها عظم
بااااك
أخذت تنظر ليده مرارًا وتكرارًا ثم إلى وجهه، بدأت تطابق بين ملامحه منذ عشر سنوات وملامحه الأن وتذكرت رسمتها التي تشبه ملامحه كثيرًا ينقصها اللحيه والشارب، فقد أصبح أجمل عندما أطلق لحيته وشاربه، مسح على لحيته بتوتر، حينما تأخر ردها فنظر إليها يحثها بعينيه على الموافقه قالت بإرتباك: أيوه أقبل
نظر لسليم قائلًا: هل تقبل ب سلمى محمد عبد الحميد الأنصاري زوجة لك
وبعدما نطق اسمها علم لماذا تأخرت في موافقتها، جحظت عيناه من المفاجأه، وقع اسمها على مسمعه كالماء البارد للظمآن في الحر الشديد، أمعن النظر في ملامحها يطابق بين حالتها الآن وبين ملامحها عندما كانت طفلة صغيره ذات أعين جذابه وشعر ذهبي طويل تشبه روبانزل، عندما لاحظت نظراته لها خفضت بصرها في حياء، فحتى وإن كان هذا ابن عمها الذي تربت معه وعاشت برفقته لسبع أعوام؛ فقد أصبح غريب عنها الأن أصبح شخص أخر، ما زالت لا تعرفه، فلم تره منذ سنوات عِدة أفاق هو من شروده ونظر إليها قائلًا: أقبل
مضى الوقت بطيئًا وسط نظرات أعينهم التي تتحدث عن كل سنوات الضياع، وبعد إمضاء الأوراق قال المأذون: “بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير”
لم يتحدثا بل اكتفى كل منهما بنظراته للأخر، كان سليم ينتظر أن يتوارى عن أعين شريف حتى يستطيع معانقتها، خرجوا من عند المأذون وتبعته بصمت وقفت على بعد منه حينما وقف مع شريف ….
شريف وهو يربت على كتف سليم: إنت كنت متأكد إنها عايشه… وأهي رجعت وبقت مراتك قانوني يا صاحبي… بعد ما كانت مراتك شرعي من الطفوله
نظر سليم لشريف قائلًا: بس دي خايفه مني… واضح جدًا في عينيها
شريف: معلش واحده واحده الي مرت بيه مش شويه… بص أنا هروح شقتي وأسيبك بقا في شقتك… يلا عشان أوصلكم
ربت سليم على كتف شريف قائلًا:
-ماشي يا حبيبي تسلم
نظر سليم لتلك الواقعه بحياء على مقربة منهم تخطف النظر إليه من حين لأخر، فتح لها باب السيارة لتركب قائلًا: اتفضلي يا سلمى
قاد شريف السياره وبجواره سليم وكانت تركب في الكرسي الخلفي، ولم يخلو الطريق من نظراتهم لبعض وتذكر الأيام الخوالي….
—————————–
تقف فريده مع والدها في شارع جانبي يأخذ منها أموال أردفت فريده:
-لو كنت قولتلي إنك عايزها كنت جبتهالك لحد عندك من غير الدوشه الي عملتها دي!
-الباشا بيقول لقت ابن عمها!
-طيب إنت ناوي تعمل اي دلوقتي؟
-هراقبها لحد ما أخد أوامر جديده
-أوامر!! لا طبعًا إحنا لازم نتصرف مش هنستنا الأوامر بتاعتك دي
– قصدك إيه؟
-سيب الطلعه دي عليا يأبو فريده، متقلقش بنتك هتظبطلك الحوار دا
-هتعملي ايه؟ احنا مش عايزين مشاكل
– نهدى بس شويه كدا وبعدين شوف أنا هعمل إيه…. إن مكنتش أجيبهالك برجليها لحد عندك مبقاش أنا فريده
-طيب فهميني؟
-أنا هعمل…………………
أخذت ترتب خطتها التي صنعتها عبير ابنة خالتها، وقررت تنفيذها بعدما تقبض بيدها مرتبها من العمل….
————————–
وقف شريف أمام العماره وفتحت سلمى باب السياره لترتجل منها، وقفت تنظر للعماره متذكرة كلام عبد الله وعيونه الغاضبه، تنهدت بقلة حيله، حتى رأته ينزل من العماره برفقة يمنى، نظر إليها شذرًا يرمقها بغيظ وهي تقف بجوار سليم، تذكر ما قاله أحمد وظن أنها قد لعبت بعقل سليم، لعن حاله لأنه من تسبب بدخولها لحياتهم جميعًا، وجه كلامه لها بغضب: أنا مش قولتلك مشوفتش وشك تاني هنا
ردت بحزن واضح في عينيها: للدرجه دي كرهتني يا عمو! والله يا عمو بريئه، مسألتش نفسك ليه اتبعتلك الصور دي ما هو أكيد عشان تطردني ويرجعوني تاني ليهم…. و
أردف مقاطعًا: أنا مش عايز أسمع حاجه…
تحدث سليم بحزم: بس يا سلمي طلما هو قافل عينه عن الحقيقه خلاص متبرريش لحد حاجه
هم أن ينصرف فابتسم عبد الله بسخريه وقال: واضح إنها عرفت تستغفلك… زي ما استغفلتني زمان بالظبط
نظر له سليم ولم يرد بل غادر المكان على الفور من شدة غضبه كي لا يتصرف تصرف يندم عليه، وتبعته سلمى بصمت، كانت يمنى تتابع الموقف وتنظر لسلمى وهي تردد بهمس: معلش…
أما شريف فوقف معهم وحاول أن يشرح لعبد الله حقيقة الأمر لكنه قد أغلق عينيه وعقله فلا يريد أن ينصت لأي كلمه، ركب عبد الله سيارته ووقفت يمنى مع شريف لدقيقه…
يمنى: ابقى كلمني عشان تقولي حصل ايه!
شريف: حاضر هكلمك، ابقي طمنيني على جدي لما توصلي… يعني كان لازم سفر بالليل!!
-جدي تعبان وبابا قلقان…
-طيب طمنيني أول ما توصلي
ارتفع صوت عبد الله: يلا يا يمنى
نظرت لشريف مودعه ثم استقلت السياره قبل أن ينطلق عبد الله للأسكندريه
————————
صعدت للشقه وفتح سليم الباب قائلًا:
-ادخلي يا سلمى
دخلت في حياء تنظر للشقه، انتفضت حين أغلق الباب، ازدردت ريقها بتوتر، اقترب سليم منها ليعانقها بنظرات الشوق لكنها رجعت خطوات للخلف، إنها تخشاه بل أصبحت تخاف من جميع الرجال فما فعله أحمد وما تعرضت له راسخٌ في عقلها فهي تخاف من لمسة أي رجل، عندما لاحظ خوفها ابتعد لكنه نظر في عينيها قائلًا: وحشتيني…. كبرتِ وبقيتِ زي القمر
ازدردت ريقها بتوتر ونظرت للأرض بحياء
سليم: عارف إنك اتبهدلتي، بس خلاص أنا بقيت موجود ومعدش فيه بهدله تاني..
أردفت بحياء: مش عارفه أقول لحضرتك إيه… شكرًا ليك
أردف بتعجب: حضرتي! يااااه على الدنيا غربتنا عن بعض… وخليتك قدامي خايفه مني!!
لم ترد عليه وخفضت بصرها فقال: كل سنه وإنتِ طيبه يا سلمى، عمري ما نسيت يوم ميلادك…
ابتسمت له وهي تقول: وإنت طيب
فأي هدية أفضل منه في يوم ميلادها، حمدت الله في سرها… عندما لاحظ شرودها قال:
سليم: متاخديش على كلام عمي عبد الله هو راجل طيب وبكره تلاقيه جاي يعتذرلك…
أومأت رأسها بتفهم وقالت: أتمنى والله يعرف إني مظلومه… دا الوحيد الي ساعدني ووقف جنبي
أردف: المهم أنا عايزك تحكيلي كل حاجه وازاي روحتي المنيا وكنتِ عايشه ازاي؟ …أنا دورت عليكِ كتير أوي.
سردت له ما حدث معها منذ مقت.ل أهلها، وكيف أقنعها أبو فريده أنه سيربيها ويعلمها وكيف كانوا يعاملونها حتى هربت وقابلت عبد الله…
نظرت إليه قائله: أنا… أنا اتبهدلت أوي بجد
أكلمت بصوت متحشرج ودموع: مكنتش أعرف إنت اتقت.لت زيهم ولا عايش… بس كنت حاسه إنك عايش
-اتق.تلت!! أهلنا ماتوا بسبب حريقه! محدش قت.لهم
نظرت لعينيه باكيه: لا أهلنا اتقت.لو… أنا شوفتهم والد.م حواليهم
أردف سليم:
-أكيد كنتِ طفله وبيتهيألك حاجات…. هما ماتوا بسبب حريقه!
-لأ مش ممكن أنا منساش اليوم دا أبدًا… بعد ما خرجت من البيت حصلت حريقه…. بس والله أنا شوفتهم مقتو.لين
-طيب ليه الي قت.لهم سابك إنتِ
-معرفش!! معنديش تفسير غير إني كنت نايمه ومشافنيش..
تذكر سليم هذا اليوم الذي كان يذاكر مع صديقه وبات معه الليل بطوله، ثم استيقظ على وفاة والديه وحريق بيته، أيعقل ما تقوله؟ أيعقل أن موت عائلته بأكملها يكون مدبر، ومن قد يكون ذاك الشخص الذي أنهى حياة عائلة بأكملها!! ظلت هذه الأفكار تدور برأسه حتى خرج من شروده عندما رأها تضع يدها على رأسها تشعر بدوار حاد، فهي لم تأكل منذ الصباح، ومنذ رأت تلك الصور وهي تبكي، اقترب منها ينظر لها بتسائل: إنتِ كويسه؟
بحثت عن شيء تستند عليه فلم تجد جوارها إلا هو فوضعت يدها عليه عله يسندها، تدارك الموقف ومسكها بين يديه ليكون وجهه مقابل لوجهها، نظرت إليه وابتسمت قبل أن تغيب عن الوعي وترتاح قليلًا من كل هذه الضغوط والمناوشات التي بداخلها…..
————–
كانت فريده تتحدث عبر الهاتف مع أحمد الذي يقول لها من كلمات الغزل ما تهواه، وما يعزف على أوتار قلبها فيدق فرحًا، حتى سمعتها عبير وهي تتحدث معه بهمس:
-بقولك ايه يا أحمد يلا بقا عشان عبير متسمعش… عشان لو عرفت هتقت.لني….
-أنا بحبك يا ديدا… مش عايز أبطل كلام معاكِ
-وأنا بحبك أوي يا قلب ديدا
-طيب ايه مش هنتجوز بقا!
-يلا أنا مستعده، بابا هنا في القاهره اتقدملي وأنا موافقه
-لسه هنتجوز رسمي وإجراءات ومصاريف… متيجي نضرب ورقتين دلوقتي أنا مستعجل أوي… بحبك وبموت فيكِ وعايزك جنبي وأوعدك هتقدملك علطول لما أجهز نفسي
-طيب ولو وافقت ايه المقابل؟
-الي تطلبيه؟
-اكتبلي شيك بنص مليون وأنا أوافق
ظنت أنه شرط تعجيزي لكنه وافق ورحب بالفكره فظنت أنه يحبها من قلبه ووافقت على طلبه، لكنه كان يخطط لشيء أخر…
سمعتها عبير فأخذت تلعنها في سرها وعزمت أن تنتقم منها شر انتقام فقد طعنتها في ظهرها، وهذا أحمد الذي تزوج من قبل عبير في السر ويتهرب منها منذ رأي فريده ستأخذ حقها منه، ستريهم من هي عبير وتنتقم منهم أشد انتقام….
“فاللهم اضرب الظالمين بالظالمين وأخرج سلمى وسليم من بينهم سالمين”😊
__________________
فتحت باب قلبي ليكون لك موئلًا تسكن إليه حين تهوى، لتستريح عندنا ترهقك الحياة، كي تعود مجددًا تسلك سبيل الحياة وتواجهه معرقلاتها التي لن تنتهي.♥️
وبمجرد أن فتحت سلمى عيونها وجدت نفسها ترقد على السرير وبجوارها سليم الذي ينظر إليها بخوف، اعتدلت مسرعه وهي تهندم من حالها فقال سليم: خضتيني بجد حرام عليكِ أنا قطعت الخلف…. انسي بقا موضوع العيال دا
ابتسمت لكن سرعان ما ادعت الجمود وقالت: أنا متأسفه… غصب عني والله… مأكلتش حاجه من الصبح
-ثواني ويكون الأكل جاهز، خليكِ زي ما إنتِ
غادر مسرعًا تاركًا إياها تتنفس بارتياح فها قد وجدت موئلها، كمن ظل يركض لا يجد مكان للجلوس وأخيرًا وجد، فقد جاء إليها كشعاع من الضوء في عتمة الليل المظلم قد بعثه الله إليها ليضيء عتمة أحلامها.
وبعد تناول الطعام تركها تستريح بغرفته ودخل غرفة شريف لينام بها وقبل نومه طرق عليها الباب
-ادخل
-طبعًا مش معاكِ هدوم تنامي فيها… افتحي الدولاب هتلاقي هدومي البسي منها ما تشائي
قالها وابتسم، ثم هم بالإنصراف قائلًا: تصبحي على خير.
-وإنت من أهل الخير
أغلق الباب خلفه لتخلع حجابها وتُظهر خصلات شعرها الذهبي الطويل بالرغم من أن والدة فريده قد قصته لها عنوة، إلا أنه أصبح طويلًا مجددًا يغطي ظهرها بالكامل، فتحت الدولاب تبحث بين ملابسه عن شيء ترتديه، أخرجت تيشرت بكم طويل باللون الأحمر وضعته على أنفها تشم رائحتة سليم به، ارتدته ثم أخذت قميص أخر لتحضنه وتحاول النوم وهي مبتسمه …..
أما سليم فجلس يفكر فيما قالته وكيف توفى والديه لم تغفل عيناه للحظه بل ظل يفكر ويبكي على فراق والديه…..
فبعد فراقهم ينكشف الظهر وإن سُتر، وينحني وإن استقام، فقد أنعم الله علينا بالنسيان لكن مع فقدان عزيز لا يسمى نسيانًا بل إنشغالًا بالحياة للتناسي والتأقلم على الغياب، فمهما كان المتوفى عزيزًا لابد أن تستمر الحياة.
__________________
وبعدما اطمئن عبد الله على حالة والده التي بدأت أن تستقر إلى حد ما، جلس مع والدته التي تلومه وتأنبه على ما فعل، فقد حكت لها يمنى كل شيء بمجرد وصولها
عبد الله: يا أمي إنتِ مش فاهمه حاجه… البنت دي مش تمام
حكى كل ما قاله أحمد ثم قال: عايزاني أقعد واحده زي دي في بيتي!
ردت والدته: وإنت بقا واثق في كلام أحمد كدا ليه! مش يمكن يكون كذاب
ربنا سبحانه وتعالى قال”ياأيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قومًا بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين”
-وأحمد هيكذب ليه دا معايا من سنين ومشوفتش منه حاجه
-بقولك ايه الواد ده أصلًا أنا مبرتاحلهوش، وبعدين البنت دي عندها حياء وواضح إنها مظلومه، متظلمهاش يبني وفكر كويس متخليش غضبك يعميك…
-طيب هي ليه طلعت مع سليم شقته… واحد غريب متعرفهوش…
-ابقى روح اسألها أكيد عندها إجابه…
انصرفت وتركته يضرب كفًا بالأخر فهل سحرتهم سلمى جميعًا حتى يدافعوا عنها بهذه الطريقه!!..
جلست يمنى بجواره قائله: بابا! عاوزه أقولك حاجه عن سلمى
أجاب بنفاذ صبر
-نعم يا يمنى… قولي الي عاوزه
-سلمى اتجوزت سليم
ابتسم بسخرية قائلًا: والله البت دي مش سهله أنا مش عارف ازاي بتدافعوا عنها
-يا بابا حضرتك فاهمها غلط صدقني!
قام من جوارها وقد احمرت عيناه من شدة الغضب: مش عايز كلام في الموضوع دا تاني نهائي.. اتفضلي قومي نامي
————————–
فتحت سلمى عيناها فقد جافاها النوم لا تدري أمن فرحتها أم ماذا!، أخذت هاتفها لترى ما الوقت؟ فكانت الثانيه بعد منتصف الليل قامت لتتوضأ وتصلي، فتحت الباب ببطئ تنظر يمينًا ويسارًا كمن يريد أن يسرق شيئًا، وجدت الشقه هادئة دلفت إلى الحمام لتتوضأ وتخرج فاتحةً باب الحمام ببطئ مرة أخرى وهي تنظر يمينًا ويسارًا فمازال الهدوء يعم المكان وبمجرد خروجها سارت على أطراف أصابعها فسمعت من خلفها:
سليم: بتتسحبي زي الحرامي ليه!
صرخت من صدمتها فلم تتوقع أن تراه…
وقالت:- بسم الله… إنت صاحي لدلوقتي ليه؟
-مش جايلي نوم… إنت صاحيه ليه؟
تلعثمت سلمى قائله:
-كنت في الحمام….
اقترب منها ينظر لها ولخصلات شعرها الذهبيه التي ترفعها لأعلى، أزال رابطة شعرها لينسدل شعرها المشذب لأسفل ظهرها، أزاح بعض الخصلات عن وجهها قائلًا: كبرتِ وبقيتِ أجمل من روبانزل… أجمل من الصوره الي رسمتهالك في خيالي
نظرت إليه بحياء تقول في سرها: إنت الي بقيت زي القمر بجد…
حدق في ملامحها قائلًا: وحشتيني يا سلمى
أصبح قلبها يدق بعنف من خلف أضلعها، تخاف أن يسمع سليم صوته من شدة نبضاته… حاولت أن تهرب كعادتها منذ عرفها لكنه أحكم قبضته عليها وضمها إليه يعانقها بشوق، فالآن هي تشعر بالأمان والإطمئنان ولا تريد الخروج من بين أضلعه تتمنى أن تبقى هكذا للأبد….
—————————-
مرت الأيام وتم تحديد فرح شريف ويمنى بعد
الامتحانات، كان سليم يتابع سلمى كظلها لا يفارقها إلا للنوم…
ذات يوم كان سليم يقف في المطبخ يغسل الأطباق وهو يغني بصوت عذب، يرفع صوته كي تسمعه سلمى
-ليل يا ليل ياااا ليل…. قولوا لها أنني مازلت أهواها مهما طال النوى لا أنسى ذكراها….أخذ يردد الأغنيه مرارًا حتى يتأكد أنها سمعت كل كلمه قالها…
سمعت صوته سلمى التي تذاكر لإمتحانها فأغلقت الكتاب وذهبت لتقف بالقرب من المطبخ حتى تستطيع سماع صوته بوضوح، دق قلبها فرحًا، لم تشك أنها المقصوده من كلماته وألحانه، ابتسمت بفرحه تستمتع لسماع صوته العذب، سار على أطراف أصابعه وخرج من المطبخ ليجدها واقفة تبتسم فنظر لعيناها بحب وأردف مغنيًا: هي التي علمتني كيف أعشقها هي التي سقتني شهد رياها…
نظرت للأرض بحياء فقال: أنا فاكر زمان وإحنا صغيرين كنتِ قولتيلي عمري ما هتكسف منك أبدًا يا سولي… دلوقتي لو لمحتيني وشك بيقلب ألوان من الكسوف….
لم ترد عليه وابتسمت فأردف وهو يضع يده على خده: قول للزمان إرجع يا زمان… دا أنا كنت بحميكِ بإيديا دول، مكنتيش بترضي تستحمي إلا بإيديا…
لكزته في كتفه بخفه: إيه الي بتقوله دا! ساعتها كنت صغيره مش عارفه حاجه…
هرولت من أمامه إلى غرفتها لتهرب من نظراته التي تحرجها، فلا يترك فرصة إلا ويناكفها فيها.
فضحك عليها قائلًا: خليكِ كدا كل لما أقولك كلمتين اهربي مني….
وقف يردد الأغنيه: ليل يا ليل …..
صكت الباب خلفها وابتسمت على كلامه ونظراته، وجلست تستمع لصوته وهو يغني…..
_________________
عندما علم أحمد بزواج سليم من سلمى جلس مع مدحت يرتب خطة ما لينتقم منهما…
أحمد: إحنا نقتلها ونلبس القضيه لسليم ونبقا ضربنا عصفورين بحجر
مدحت: اعمل الي تعمله… ولع فيهم مش فارق معايا…
أحمد: أنا من زمان نفسي أسألك يا باشا ليه بتكره سليم كدا….
وقف مدحت عن مكتبه ونظر من النافذه قائلًا: أبوه وعمه كانوا أصحابي زمان بس غدروا بيا وكان معاهم أوراق توديني ورا الشمس…
أردف وهو يبتسم بسخريه: كانوا عاوزين يحبسوني… عاملين فيها شرفاء! فأنا قررت أخد كل حاجه منهم حتى عيالهم، بس للأسف معرفتش أخد عيالهم ولا بيتهم ولا شركتهم
أردف بهمس يسمعه هو فقط: معرفتش أخد إلا روحهم….
————————
يجلس شريف مع سليم في مكتبه
سليم: هتعبك معايا تروح تجيب سلمى من الكليه وتيجي على ما أخلص الشغل الي في إيدي
شريف: ماشي هجيبها الشركه ماشي
أومأ سليم برأسه وهو منشغل على الابتوب، وقف شريف ليغادر خرج من المكتب فهندمت فريده شكلها سريعًا لتحاول لأخر مرة علها تنجح،
نظرت له قائله بدلع: نورتنا يا مستر شريف
-دا نور اللمبه يا فريده
-مستر شريف هو حضرتك بتعاملني وحش كدا ليه؟
-عشان مبحبش جو التلزيق يا فريده، وإنتِ شكلك بتحبيه
-تلزيق إيه بس يا مستر، حضرتك فاهمني غلط خالص
خبط بيده على مكتبها قائلًا:
-لأ يا فريده أنا لا فاهمك غلط ولا فاهمك صح ولا يهمني أفهمك، ركزي في شغلك لو سمحتي
انصرف وتركها تنظر لأثره يائسة منه، سرعان ما لمعت في رأسها فكره جلست تفكر حتى تحبكها جيدًا وبعد مضي ما يقرب من الساعه قامت من مكتبها ودلفت لمكتب سليم، دخلت تدعي التعب تستند على نفسها حتى وقعت أرضًا مدعيه الإغماء، هرول من مكتبه ينادي على أحد الموظفين ولكن لم يسمعه أحد، حملها ووضعها على الأريكه وحاول إفاقتها بوضع البرفن الخاص به حول أنفها، سرعان ما فتحت عينها تهمهم أنينًا كاذبًا بدلع زائف
– مستر سليم… شكرًا ليك
حاولت لمس يديه بإغراء ونظرت في عينيه بجراءه، ثم اقتربت منه لتقبله من خده فسحب نفسه وابتعد عندما شعر بأن هناك شيئا خاطئ…
قالت: هو إنت بتعاملني كدا ليه! للدرجه دي مش حاسس بيا
أردف بجديه: إنتِ بتقولي ايه؟ إنتِ في وعيك!
تابعت وهي تضمه: أنا عمري ما كنت في وعيي زي النهارده… أنا بحبك يا سليم
دفعها قائلًا بغضب: لا إنتِ أكيد اتجننتي… اطلعي بره…
نظرت إليه وقد تجمعت الدموع في عينيها: يعني خلاص كدا مفيش أمل تحس بيا
أردف بحزم: اطلعي بره يا فريده
نظرت إليه بخبث ومزقت ملابسها وبدأت تصرخ قائله: الحقوني…. الحقوني… عيب يا مستر سليم… متعملش كدا اااااه اعاااا
بدأت تضرب نفسها كالمجنونه وسليم يقف مكانه بربع يده حول صدره بسخريه وينظر إليها حتى فتح شريف الباب ليدخل ومعه سلمى وخلفهم بعض موظفين الشركه..
صفق سليم بيديه ساخرًا وقال: براڤو عليكِ ممثله هايله…. لازم تاخدي أوسكار
فتح الفديو المسجل بواسطة الكاميرات على اللابتوب وعدله ليراها الموظفين وقال: حظك وحش لسه مركب الكاميرات النهارده
نظرت سلمى لتلك الواقفه بملابس ممزقه وقالت: فريده!! بتعملي ايه هنا؟
تجاهلت فريده سلمى قائلة: دا كداب الفديو دا متفبرك وهو حاول يعتدي عليا يا مستر شريف
شريف: اطلعي بره يا فريده معدش ليكِ شغل هنا…
وقف سليم بجانب سلمى قائلّا: أنا راجل متجوز… وبعدين يوم ما أبص هبصلك إنت!! نظر سليم للموظفين قائلًا: الناس دي كلها عارفه مين سليم وعارفه أخلاق سليم
نظرت فريده لسلمى قائله: ليه إنتِ يكون معاكِ كل حاجه وأنا دايمًا بخسر كل حاجه!
شريف: اطلعي بره يا فريده… مش عايز أشوف وشك تاني
خرجت من الشركه تجر أزيال خيبتها، وتعزم على الإنتقام….
——————-
في اليوم التالي كانت سلمى تخرج من جامعتها تقطع الطريق حين انقض عليها إثنان ملثمان وسحباها للسيارة، فبدأت تصرخ لكن لم يلاحظ أحد صراخها، وضع أحدهم شيئًا على فمها لتغيب عن الوعي…
عندما فتحت عيناها كانت في غرفه واسعه لا تحتوي على أي شيء سوى ذالك التخت المفروش بملائة قديمه…
اقترب رجل منها وكان ملثم لا تظهر إلا عينيه قال:مكنتش أعرف إنك زي القمر كدا دا أنا حظي حلو بقا عشان وقعتي تحت إيدي
سلمى بإرتباك: إنت مين؟
قال: أنا الي الحظ ضحكلي ووقعك في طريقي
هج.م عليها بعن.ف يحاول تجريدها من ملابسها وهي تصرخ بكل قوتها….و..
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية لتضيء عتمة احلامي) اسم الرواية
تعليقات
إرسال تعليق