رواية روح جحيمي كاملة بقلم هايدي سيف عبر مدونة كوكب الروايات
رواية روح جحيمي الفصل الثاني عشر 12
وقفت عربيه عند البوابه فتح الباب نزل يحي دخل بسرعه
– روووح
كان بينادى عليها وهو فى المزرعه وعمال يدور عليها جرى ناحيه المقابر الى قالتله عليها وهو قلقان من نبره صوتها إلى سمعها لحد دلوقتى وخليته يفزع من نومته ويجيلها
– ياا روووح انتى فين
كان بينادى عليها وهو مش لاقى اى حد
بس وقف لحظه لما لقى صخره كانت عليها دم
قرب منها ولمسه فتسرب الخوف لقلبه
بص حوليه بيدور عليها افتكر كلماتها “المزرعه .. قبر”
– قبر
مشي وهو بيدور بس كان فى قبور كتير انى واحد فيهم
وقف فجأه بص تحت وكانت الأرض إلى دايس عليها ناعمه ورمالها سايبه وكأن هناك من عبث بها
بعد لورا وبص للهيئه وبعدين بص حوليه وخد مجرفه وشال التراب علطول
وكان فعلا باين أن القبر جديد وباين أن فيه حد حفر قبله
مكنش يحي بيتعب بل كانت قوته بتزيد وميوقفش وبيبعد التراب
لحد اما وقف وكان وصل للقبر وشاف النعش
نزل على الفور واستحمع قوته ومسكه بكلتا قبضتيه وفتحه
بس اتفزع اول أما وقعت عينه اتبدلت ملامحه واحتلته صدمه كبيره
كانت روح تغك فى نوم عميق مبتتحركش
دمعت عين يحي وهو شايفها نائمه هكذا بهدوء
– رووح
قالها وكأنها بينده عليها وهو مش مصدق الى شايفه
قرب منها وشالها على الفور وخرجها من ذلك النعش
نايمها على الأرض وهو فى صدمته مسك دماغه بضيق وبصلها من حالتها المتسخه البذيئه وجرحها إلى فى دماغها والدم إلى نازل على وشها
مد ايده وكانت بترتجف لمس وشها وملامحها
– روح
تحدث بذلك بصوت ضعيف قرب منها وتحسس أنفاسها واتصدم لما لقاها مش موجوده
– لا .. مستحيل ..روح
مسكها وهو بيهزها قال
– فوقى يا روح فتحى عينك .. أنا متأخرتش عليكى والله .. اصحى
حضنها جامد بزراعيه ونزلت دمعه من عينه قال
– متسبنيش .. أنا عايزك معايا ياروح .. انتى فى حضنى اصحى وصرخى فيا وابعدينى .. سيبانى احضنك لى
دفن وجهه فى عنقها قال
– متعمليش كده فيا
بس لما قرب منها حس بدفئها الى لسا نابع من جسدها
بعد وحط أيده من ورا ناحيه رقبتها وايده التانيه على عنقها بس مكنش سامع اى حاجه
قرب منها ايسر صدرها وهو خايف
أصغى حواس سماعه بس لقى قلبها لا يزال ينبض فزفر بإرتياح وبسمه طفيفه مليانه حزن واطمئنان فهى لاتزال حياه
دخل يحي المستشفى وهو شايل روح وبيهتف فى الأطباء بغضب
شافوه فاسرعو بتلبيته وخدو روح منه اسعفوها
كان يحي واقف عند الأوضه خرح الدكتور فقرب منه
– مالها
– متخفش الجرح مش عميق هى بس اتعرضت لأختناق فحنا هنوصلها الأكسجين لحد ما ترجع رئتيها تستحمل تشم الهوا العادى لأنها استنشقت ثانى أكسيد الكربون.. علعموم متقلقش هى بخير
– طب هى هتفوق امتا
– يعنى مش كتير ساعتين كده
– أقدر أدخلها
– اه
دخل يحي وشاف روح وهى نايمه والمسك التنفسي والمحاليل
افتكر لما خرجها من القبر ده والمكان إلى كانت فيه
– كنتى بتعملى اى فى المزرعه دى واى إلى وداكى فى الوقت ده .. واى إلى حصلك
اتنهد بضيق
قال احمد بغير إهتمام
– كان ليه لازمه كل ده
بعدت عنهعقدت حاحبيها بضيق قالت
– ايوه طبعا .. انا اتحملت كتير واكيد مش هطلع بعد ده كله متغير حاجه وان كنت عايشه فى قصر ده مش هيفرق معايا انا عايزه الأملاك تبقى فى ايدى .. عايزه تمن عمرى الى ضاع وانا بمبنى اللحظه دى الى نقلها خطوه وهو توقيع يحي وده مش صعب .. يحي هو إلى مستعد يداى اى حاجه انا عوزاها
– وبتعملى معاه كده لى .. يحي بيحبك بجد
– مش ده الى كنت بتغير منه … انا مش عايزه غير حبك انت محدش يفرقلى غيرك … والى عملته ده كله عشانك
– بس انا مشتكتش
– لأن متعرفش حاجه والدنيا ماشيه ازاى .. انت طيب يا احمد .. طيب وانا مش عايزه الدنيا تدوس عليك .. لما ابوك مات وسابنى انا وانت وانا كنت لسا عيله اتجوزت ابراهيم بس هو مكنش عاوزنى معايا عيال وده كان شرط فى جوزانا فخيبت حقيقه انك ابنى بس خليتك فى القصر جنبى تحت عينى
ابتسمت بسخريه وهو بيقاطعها – خداام .. خليتنى فى القصر خدام بتعطفى عليه
دمعت عينها وقالت – مكنش بإيدى كنت هتشرد انا وانت ومش هنلاقى ناكل كان لازم اقبل عشان نعيش … انا مكنتش فرحانه بوضعنا بس ده كان رحمه على الى هيحصلنا … وجه الوقت الى هديلك تمن السنين الى اتحرمت فيها منى .. قولتلك هعوضك بس اصبري والدنيا هتجمعنا تانى
– تعوضينى بالفلوس .. مش عارفه اقولك اى بس انا مليش حق فى الفلوس دى
– انت بتقول اى يا احمد ده حقك وحقى .. هتخلص اللعبه على هنا اول ما املاك عليه الفاخرى تبقى بأسمى ساعتها هخليك تاخد مكان يحي آلى اتمنتها ويبقى ليك اسم
– انا كنت عاوز مكانته عندك
– انت متعرفش مكانتك اى عشان تحكم عليا .. انا استحملت كتير عشان اوصل لهنا متعرفش عملت اى عشان الأوراق تبقى معايا
سكت احمد واتنهد بقله حيله
قالت كوثر – اقرأ الورق يا احمد خلينى اشوف ابراهيم كتب اى قبل ما يموت والأملاك هتتصدر لمين من بعد أما الوثيقه دى تظهر
اتنهد احمد وخد الاوراق وفتحها ليقرأ ما بها
– أقر أنا ابراهيم رشيد الفاخرى وأنا فى كامل قواى العقليه أن هذه ستكون وصيتى من بعد مماتى ولا عبث بها وبخط يدى اكتب .. أن ينتقل ٩٠ فى الميه من جميع ممتلكاتى لأبنى يحي ابراهيم رشيد الفاخرى عدا عشر فى الميه سيكون من نصيب ابنتى سلمى إبراهيم رشيد الفاخرى وزوجتى
– خمسه فى الميه .. ده اى الحرم ده
بصلها أحمد وبعدين كمل
– لكن يحي سيكون المسؤل وله الحق فى التصرف فى كل من هذا وسيتم كل شئ تحت موافقته والرجوع إليه
– نعم .. كمان يعنى مش هتطول حاجه فى الحالتين
– ستتوثق الوصيه فى المحكمه والذى من ضمن شرطها الأساس حين تكتب الأملاك باسم يحي عليه أن يكون قد تزوج اى أن لا أملاك ستصدر إليه لحين يتوثق زواجه هو الآخر ويكن لأكثر من ستة أشهر
اتصدمت كوثر واعتلها دهشه كبيره وقالت
– بتقول اى يتجوز
طوى احمد الورقه وقال- ده إلى مكتوب
– هعملها ازاى دى وست شهور .. بس انا كده فهمت هو عاوز اى
– فهمت اى ..ولى طالما كان بيحب يحي اوى كده كان بيضرب فيه زمان وعيشه فى القهر ده وحالته كانت تصعب على الكافر
سكتت كوثر شويه وبتفتكر ابراهيم وإلى كان بيعمله فى يحي .. لوهله شعرت بالحزن من التذكر وكان بها ذره امومه تحملها تجاهه ، اتنهدت قالت
– يحي مكنش لى ذنب بالى حصل كان مجرد طفل الذنب كان فى أمه
– أمه .. اشمعنا عملت اى
– ابراهيم عرف انها بتخونه وقتلها ومحدش حاسبة لأنها قضيه شرف وعرف يطلع نفسه زى الشعره من العجينه .. بس اتعقد لانه كان باين أنه بيحبها جدا وعمره متوقع أنها ممكن تخونه فى يوم من الايام .. حتى اوقات كان بيندم أنه قتلها من شده حبه ليها .. عرفت ده كله لما كان فى يوم ابراهيم مش وعيه وحكا كل الى مخليه … كان يحي بيتعاقب على ذنب مش ذنبه بيتحبس فى اوضه ضلمه محدش بيدخله فيها .. كنت يستحيل عليه يخرجه لانه طفل بس هو كان بيحسب أنه بالى بيعمله ده هو بيشفى غليله منه وعملت امه .. كان اوقات بحس أنه بيشك أنه هو إبنه .. كان بيضربه بوحشيه على أقل غلط يعمله .. مره كان بيلاعب سلمى أخته فى الجنينه واللعبه اتكسرت فى أيده منغير ما يقصد وهى عيطت بطبيعه أنها كانت طفله عندها تلت سنين حاول يهديها ويعتذرلها بس ابراهيم خده ودخله الأوضه وفضل يضرب فيه .. كنت اوقات بلحقه لانى كنت بسمع الضرب وصراخه واوقات مبلحقوش .. كان بيحسب أنه لما يكبر خلاص الضرب ده هيسيبه بس محصلش كده وفضل الوضع لحد اما هو متعود .. فى مره اتخانق مع حد فى المدرسه لانه ضايقه ولما رجع اداله الحزام وقلع لبسه قدامه بمعنى انه يضربه … يحي بالنسبه الى هو فيه ده من صبره هو كده مش وحش بالعكس … لو عاش حد مكانه مكنش هيكون زيه لا كان هيبقا زى الوحوش بجد بيعمل جرائم .. مش فى مكانه زى انهارده .. هو بس بيرتكب اخطاء دلوقتى لانه بيثبت لنفسه انه دلوقتى بيغلط ومحدش بيحاسبه مش زمان لما كان بيضرب من غير ميعمل حاجه
سكت احمد لأنه عارف المعاناه إلى كان بيعيشها صحبه وعمره ما عاتبه على إلى هو فيه رغم أن نفسه يبعد عن المعاصى ديه
قالت كوثر – وبيتهيألى ابراهيم عرف ذنب يحي إلى رقبته فى آخر أيامه وبيحسب أنه لما يعوضه هيعوضه بفلوسه .. ميعرفش أن يحي هو ذات نفسه مش عايز اى حاجه منه .. ضيع نفسه وعلى إبنه يكرهه حتى فى يوم موته مزعلش ولا نزل دمعه على فراق لبس وش البرود ومش فرق معاه … ممكن كنت بدافع عن يحي زمان وبعوضه شعور الأم والحنان إلى مفتقده عشان يحبنى لانى كنت حاسبه حساب اللحظه دى بالظبط وعارفه إلى هيحصل .. ولأن ابراهيم مكنش بيثق فيا وكل أسراره كانت مع زينب هى إلى عرفها مكان الوصيه هى بس حتى المحامين بتوعه موثقش فيهم .. لأن طول ما الوصيه بعيده عن ايدى وايد يحي يبقى الممتلكات بخير
– يحي !! ازاى مهو كتب كل حاجه لى مكان بديله الوصيه ويخلص
– بردو مش فاهم يا احمد … يحي لو عرف مكان الوصيه اول حد هيقولو هى أنا .. ولو قلتله يعمل فيها اى حاجه ويكتب كلو باسمى مش هيتردد وهيعمل إلى قلتله عليه .. عشان كده الوصيه مكنتش فى أيد يحي لأن ابراهيم عارف هو بيحبنى ازاى وخاف عليه منى ومن الحب ده
سكتت وضاقت ملامحها – والوصيه اهيه معايا. افتكرت انى هروح اخد امضيته وكل حاجه تخلص بس مظنتش أن إبراهيم يكتب شرط زى ده يخرب عليا كل حاجه فى لحظه …. اى سبب أنه يكون عاوزه يتجوز والمده تعدى الست شهور .. دايما مكنتش فاهمه دماغ ابراهيم حتى فى طربته
فى المستشفى
قال يحي – هى لسا مصيحتش لى .. عدى خمس سعات مس ساعتين زى ما قولت
قال الدكتور بخوف وتوتر – يا استاذ يحي والله ده حسب التقرير الطبى صدقنى هى كويسه بس مش عارفه مفقتش لى .. حتى تنفسها رجع لطبيعته
– امال فى أى
كان يحي متعصب ومنفعل لأن روح لسا نايمه وهو فضل جنبها ده كله منغير ما يروح ويسبها
– لو طلعت مش كويسه اعرف ان المستشفى دى هطربقها على دماغكو يبتوع الطب يالى مش عارفين تفسرو نومها
خافو من نبرته مشي وراح لاوضه روح شافها وهى نايمه مكنش حاسس انها بتتحسن
دخلت كوثر عند الخدم قالت
– عايزه تعملو اكل خلو انهارده
ابتسمو فور أن وجودها تبتسم وبتلك البهجه
– امرك يا ست هانم
كانت كوثر مبسوطه مستنيه يحي يصحى عشان تفاتحه فى موضوع الوصيه وأنها بقيت معاها
سمعو صوت من برا
– يالهو روح
قالتها صفيه وهى بتجرى لبرا
أما كوثر اتصدمت من سماع هذا الاسم قالت
– روح !!
كان يحي طالع بيها لفوق وهو شايلها وبيدخلها لأوضه جنب جناحه
حطها على السرير برفق اقتربو الممرضات منها
قال يحي – المحلول اتحرك من أيدها
اومأو إيجابا فخرج وتركهم عشان يشوفو شغلهم
قابل يحي كوثر وهو خارج قالت
– يحي انت كنت فين بحسبك فى نايم
– لا لسا راجع من برا
– هى روح مالها
– معرفش حاجه لحد دلوقتى مستنيها تصحى عشان تقولى
– طب وانت لقتها فين وحالتها دى من أى
– كانت فى المزرعه بتاعت العيله
اتصدم الجميع وشهقت صفيه وتفت فى عبها قالت
– اللهم محفظنا
استغرب يحي قال – تقصدى اى
– يا يحي بيه ما حضرتك عارف ان المزرعه مسكونه من زمن
– مفيش الكلام ده تخاريف .. مزرعه واتحرقت هتتسكن بأيه
قالت بصوت منخفض – بالى اتحرقو فيها
بصلها يحي بحده بعدين مشي بالامبالاه وخرج
دخلت زينب وكانت قاعده على كرسي بعجل والمنرضه موظفيها لاوضه روح زى ما طلبت
واتصدمت لما شافتها نائمه كده
عينها دمعت بحزن وتأنيب ضمير وبصت لكوثر بحنق فهى تعلم أنها السبب
بس شغلها حاجه الوصيه فى أيد مين دلوقتى
لقت كوثر بتقرب منها وبتنزل لمستواها قالت
– طبعا بتسألى الوصيه فين طالما روح نايمه بالشكل ده دلوقتى
كملت بمكر – احب اقولك أنها بقيت فى مكانها الصح
اتسعت عين زينب من الصدمه فهل عرضت حياه الفتاه للخطر وحدث ما خاشته منذ زمن
فى منتصف اليوم دخل يحي اوضه روح وكانت لسا تغط فى النوم
بصتله صفيه والممرضه إلى كانو قاعدين معاها
قرب وقعد جنبها وهو بيبصلها ويشعر بالحزن لأجلها كل ما يتذكر حالتها
– لسا مصيحتش
ردت الممرضه – لا
قرب يحي أيده منها بتردد بس كان عاوز يحس بدفئها
بس لقا أيدها سخنت قرب وحط أيده على جبهتها واتبدلت ملامحه
لف وهتف بهم غاضبا
– وانتو قاعدين هنا لى مش عشان تشفوها .. دى مولعه
بصو لبعض بإستغراب قرب الممرضه واتصدمت لما شافت حراره روح قالت
– ازاى .. والله انا قاعده كل شويه بشوفها اسألها
قالت صفيه – ايوه وانا بذات نفسي معاها
قالت الممرضه – والله معرف عليا مره واحده كده ازاى
سكت يحي وقال لصفيه – هاتى كيس تلج يصحب السخونيه دى
– حاضر
مشيت صفيه ورجعت وكان معاها كيس طبى خاص لتلك الحالات
خده يحي وحطه على دماغ روح
كانت صفيه بتبص لروح بخوف وقلق قالت – يحي بيه
هم همم بمعنى نعم
– مش ممكن يعنى ..
– اى
– انت قولت أن روح كانت فى المزرعه ممكن تكون اتلبست أو فيها حاجه كفاله الشر
بصلها بغضب وقال – أنا مش عايز الهبل ده
سكتت صفيه ومتكلمتش وكان يحي فى غضبه مشي وسابهم قعظت الممرضه جنب روح ومسكن الكيس بداله قالت بخوف
– انتى تقدى اى بالى قولتيه .. يعنى البت دى دلوقتى فيها جن
بصتلها صفيه قالت – مالك يختى بتقولها كده لى وحياتك لو فيها هتفضل قاعده جنبها من الفلوس إلى هتخديها بقعادك
سكتت الممرضه بحرج لأن فعلا يحيي هيديها مبلغ عالى
بصت لصفيه تانى وقالت بفضول – امال قوليلى هو اى حكايه المزرعه دى
– عايزه تعرفى
اومأت الممرضه برأسها إيجابا فابتسمت صفيه بسماجه قالت
– لا
بصتلها الممرضه بضيق وسكتت
كان يحي قاعد فى الاوضه باله مشغول من كلام صفيه
هما بس يعرفو أنها كانت فى المزرعه امال لو عرفوا أنه خرجها من قبر زى الميتين .. هتقول أنها عفريته .. وهل ممكن فعلا فى حاجه مستها
رن تلفونه بص لقاها دينا مساعدته
– مستر يحي حضرتك مش جاى انهارده
– لا احمد هيكون موجود لو فى حاجه قوليله
– حاضر
فى الليل كان يحيى لسا صاحى ومجالوش نوم كان عنده رغبه أنه يشوفها لأن تفكيره كله كان رايح عليها
دخل الاوضه لقا الممرضه لسا صاحيه
– الحرارة مشيت
– اه الحمدلله
تمتمت داخل نفسها – مشيت بسرعه زى أما جت
وقفت وفسحت ليحي إلى عارفه أنه جاى عشانها
كان واقف جنبها بيبص لوجهها الذى يعمه الهدوء لكنه يبدو مضطرب .. افتكرها زمان قبل أن يفعل فعلته بها
كانت مرحه ويعيده كانت دائما تضحك والبسمه بترسمها على وسهلا ومبتفارقوش .. هل يعترف أنه كان يحقد عليها لنقاء قلبها والسعاده من اللمعه إلى بيشوفها فى عينها
ها لقد اطفأ لمعتهاا ولم تغدو مشرقه كسابق عهدها
بقا هو إلى لما بيفتكر إلى حصل بينفر نفسه
التفت عشان يمشي بس فى حاجه وقفته
شاف صباع روح اتحرك
هل تخيل ؟
قرب منها لقى جفنها بيتحرك
فأرتاح لأن كده فاقت وقريب هتصحى
لقى ملامحها بضيق وكأنها شيفا حاجه
وإلى استغربه أن لقى دمعه بتنزل من عينها وهى مقفلاهم .. هل تبكى وهى نائمه
وفعلا سمع صوت شهقاتها وبتاخد نفسها وكأنها بتعيط بجد كانت تشبه الطفله .. قعد جنبها قال
– روح مالك
مسك أيدها بيحسسها بلأمان لقتها بتطبق على أيده من شده خوفها
حزن وهو شايفها كده فمسح بيده على رأسها قال
– أهدى
وهنا انتقض جسدها وفتحت عينها بذعر ورجعت لورا وهى صامته ركبتيها منكمشه على نفسها
فرح يحب أنها صحيت بس مسعدش من رمه فعلها
– روح مالك
قرب منها فرجعت لورا بخوف وهى مرعوبه بصاله وساكته ومخليه نفسها زى أما يكون طفله. . كانت نظرتها مش طبيعيه وضامه جسمها ومبتتكلمش باصه ليحي وعينها مبتتحركش حتى تظل على خوفها .. بل وكأنها لا تعرفه أو رأته من قبل
– انتى كويسه
قرب منها ببطى وهدوء قال – مش هعملك حاجه أهدى
كانت ساكته بصاله وبتكلمش اكتر قعد قدامها بهدوء قال
– مالك
بصتله فى عينه وتحولت بأنظارها فى الغرفه بعدين كسرت الهدوء وسمع عياطها ونشيجها بحزن ورجفه وخوف استغرب لكن اطمن لما لقتها بتعيط لان وسها مكنش بيدى اى تعبير
قال يحي – روح أهدى
نفت برأسها وانقضت عليه وهى بتحضنه وبتعيط اكتر
اتصدم جدا وبصلها وهى قريبه منه وزراعيها التان يحاوطنه
– روح ا..
– هيقتلونى
كانت بتترعش من شده خوفها
– شوفت الموت بعنيا .. قعدت فى قبر زى الميتين مستنين الحساب … بس انا فضلت مستنيه الموت والحساب .. فضلت اعرف أنا فين ومكانى هيبقا اى .. إلى أنى استسلمت وعرفت انى هموت ومش هخرج .. عيشت فى رعب والدنيا كانت ضلمه اوى مكنتش شيفا اى حاجه غير السواد
كانت بتنشج من بين بكائها وبتنفض من خوفها وبتعيط وبتحتضنه اقوى وكأنها على وشك اختراق اضلعه تريد الاختبأ
كان ببصلها ومتوتر فى تلك اللحظه بس قربها منه خلاه يحس بحاجه غريبه
حضنها هو كمان وكان عناق صادق لا يحمل اى طغينه سوء
– أهدى محدش هيعملك حاجه او يقرب منك طول ما انتى معايا .. وعدت نفسي فى اليوم إلى عاتبتينى فيه
وكان يقصد لما كان معاها فى العربيه وراجعين ” لى معنديش حد ياخد حقى منك ”
– قطعت وعد على نفسي أنى اخدلك حقك واحميكى من يأذيكى وإن كان من نفسي .. إلى اذيتك زمان هتحميكى انهارده
كان بيحس بضربات قلبه ونبضه وهو بيحضنها ومش عايز يبعدها عنه بس الفوراق والحواجز مش عاوز ينساها ويعيد الفلك ويستغلها من تانى
– متخافيش ياروح أنا معاكى
كان بيهديها وهى لسا بتعيط بهستريا لحداما بدأت تصغى بكلماته الحانيه المليئه بالحب وتهدأ
حس يحي بأرتخاء جسدها ومبقتش تتحرك ولا يسمع صوتها بعدها شويه لقاها نائمه زى أما توقع أنها كانت جوا حلم حتى وهى بتحضنه بالتأكيد لم يكن هو فهى تبغضه فى كل الأحوال
نيمها برفق ورفع الغطاء عليها بعدين مشي
فى اليوم التانى مرحش يحي لشركه اتصل احمد بيه قال
– انت مش هتيجى الشركه انهارده كمان ولا اى
– لا
– طب فى وراك لازم تقرأها
– هاتهالى على القصر
– تمم إلى تشوفه
فى المساء جه احمد وكان طالع ليحي وقف عند الاوضه إلى جميع
إلى اول ما شاف روح مسطحه السرير اتصدم
دخل وهو بيبص عليها
شافته صفيه قالت – استاذ احمد حضرتك عايز حاجه
– هى روح مالها
– روح … لا مفيش تعبانه شويه
– تعبانه من أى وامتى الكلام ده
– من يومين كده يحي بيها جابها لقصر وهى حالتها وحشه اوى .. ولسا فايقه امبارح بس مفقتش تانى .. ربنا يقومها بالسلامه
سكت احمد وكأنه بيستوعب المده إلى قالت عليها صفيه
– متعرفيش اى إلى حصلها
– لا والله كل الى اعرفه انها كانت فى بسم الله الرحمن الرحيم مزرعه العيله
اتبدلت ملامح احمد
– ال حضرتك بتسأل لى
مردش احمد كان ساكت خرج منغير ما يتكلم
كان يحي بيشوف الورق بص على احمد لقاه شارد
– مالك
فاق على سؤاله
– بتفكر في اى
– لا مفيش حاجه .. هونتا جبت روح ازاى من المزرعه
بصله يحي بإستغراب من سؤاله فكمل بتوضيح
– اقصد حالتها
احس يحي بضيق فقفل الملف الى فى أيده وادهالو منغير ما يتكلم بمعنى أنه بيقفل الحديث ده
قال احمد – هسألك سؤال واحد تردى عليها بالحقيقه
كانت كوثر واقفه قدامه قالت
– مالك يا احمد سؤال اى
– انتى إلى مسؤوله عن حالة روح
سكتت كوثر وجمعت قبضتها بضيق بصلها أحمد قالت
– انتى يا أمى
– لا
– امال مين
– انت بتكذبنى يا احمد
– أنا لو كنت كذبتك مكنتش جيت وسألتك .. بس روح كانت فى المزرعه تعرفى كده ولا لا .. المزرعه إلى جبتى منها الوصيه … أنا مصدقك وعارف بردو الوصيه زى مهمه عندك قد اى وممكن تخليكى تعملى اى حاجه ولا أن حد يخدها منك
– وانا قولت لا .. مليش دعوه بالى هى فيه .. هى كانت هناك عشان هى إلى عرفت تجيب الوصيه لأن زينب عرفتها مكانها
– قمتى عملتي فيها كده
– قولتلك مش انا .. أنا خليت حد بس يمشي وراها عشان يخدها منها بس .. ده كل إلى عملته ولا لسا دعوه بحالتها أو قولتلهم يقربو منها أو يضربوها كل إلى طلبته الورق إلى معاها
قرب احمد منها وقال
– يعنى مش انتى يا امى
كان بيرجوها من نبرته لانه مش عايز يشوفها كده
ضاقت ملامحها قالت – لا مش انا .. وبعدين مالك جاى تحاسبنى عليها لى .. أنا قولتلك قبل كده ابعد عنها
– ومتدنيش اجابه تخلينى ابعد عنها لى
جمعت قبضتها قالت – كده يا احمد اسمع كلامى وابعد عن البنت دى بأى شكل
– اى إلى مخبيه عنى تانى
سكتت ومردتش لأنها مكنتش عايزه تزعله وتعرفه حاجه عن روح وعيزاه يبعد عنها عشان قلبه ميتكسرش بعدين
كان يحي بيطمن على روح كل شويه ومبيرحش لشركته
كان بيديرها من وهو قادر فى القصر عن الاب توب
كانت بتصحى عشر دقايق ويتكون نائمه فى آن واحد .. لم تكن تلك روح أنها مغيبه عن الواقع تماما
كانت بتاكل وبتبص للفراغ بصمت وكأنها شايفه حاجه مش شيفنها
كانت السخونيه ملازمها أوقات نومها سخونيه عاليه وبتروح لحالها
كان ببشوفها فى حاله رعب لما الليل يجى رغم أنها متعرفش التوقيت
بس الصبح بتكون ساكته متعملش اى ردت فعل حتى لناس إلى تعرفهم أما بليل خوفها بيظهر
دخل لأوضتها وزى أما توقع لقاها نايمه بس بتتصبب عرق وتعقد حاجبيها ودموع بتنزل من عينها
مسك أيدها قال
– بس متخافيش
لقتها مسكت أيده جامد ثم احتضنت زراعه ، كانت عايزه اى حاجه تحييها بلأمان
بصلها وهى بتعيط ولف زراعيها حول زراعه متشبثه به وبتنشج
هداها زى أما بيعمل بكلماته التى تبث إليها الطمأنينه ورجعها لنومتها بس مكنتش راضيه تسيب زراعه
معرفش يعمل اى غير أن قعد جنبها وترك زراعه لها لحد اما أيدها تسيبه من تلقاء نفسها
بس الوقت خده وهو من نظره فيها خلاه يغفو بجانبها
فتحت روح عينها بتثاقل على ضوء عبر من النافذه
بصت حوليها وللأوضه إلى هى فيها اتحركت بس حست بحاجه رفعت عينها حتى اتسعت عيناها بصدمه وارتعشت خوفا لما شافت يحي انتفضت وابتعدت عنه على الفور
صحى من رده فعلها بصلها
– روح
سالت دموع من عينها قالت – انت بتعمل اى
كان بيحسبها لسا مش فايقه بس صوتها بيدل على وعيها وأنها روح إلى بتتكلم وشيفاه فرح لأنها فاقت بس حزن من خوفها إلى رجع شافه فى عينها
– متردد .. بتعمل اى هنا جنبى
كملت بصوت ضعيف – عملت فيا اى تانى حرام عليك
– معملتش حاجه أنا
– انت اى يا اخى مبترحمش .. أنا معملتكش حاجه ابعد عنى كفايه
– أهدى يا روح والله ما لمستك انا جبتك هنا عشان ..
– عشان تستغلنى زى أما بتعمل .. مكتفتش من آخر مره جاى بتكمل
سكت يحي ومردش كان بيطالعها بصمت
دخلت صفيه لما سمعت صراخ روح بصتلها بدهشه من افاقتها بعدين بصت ليحي
– اطلع برا
اتصدمت قالت – روح اى إلى انتى بتقوليه ده
– الى سمعه لو عشان قصره فأنا إلى اطلع ولا يجمعنى مكان معاه
– خليكى هخرج أنا
قالها يحي بيوقفها بعدين مشي وخرج من الاوضه وروح بتبصله بحنق
قالت صفيه بعتاب – لى كده يا بنتى .. انتى متعرفيش ازاى كان بيهتم بيكى طول فتره مرضك ومكنش بيسيبك
ابتسمت روح بسخرية قالت – قولتيلى بقا بيهتم بيا ولا بيستغلنى
– بيستغلك !!
مردتش روح قالت صفيه – بيستغلك ازاى .. انتى متعرفيش أنه هو إلى جابك من المزرعه إلى كنتى فيها دى
افتكرت روح إلى حصلها فاصابها الخوف افتكرت لما كلمته قالت
– مكنتش شايفه أنا بتصل بمين .. كل إلى كنت عيزاه اى مساعده
– وهو إلى ساعدك
سكتت بضيق مكنتش مصدقه أنها لسا عايشه .. هل وصل لها بهذه السرعه حيث لم تمت .. وحتى لو كانت عارفه انها بتتصل بيه متوقعتش أنه يجيلها وينقذها
كانت زينب فى اوضتها بصت لقت روح بتدخل عليها فابتهج وجهها كان ليا باين عليها المرض بس كويس أنها فاقت
قالت زينب – ر..وح
– الوصيه بتاعت حضرتك فى ناس طلعوا وسرقوها منى
– ع..رفت ال..مهم..انك ..بخير ..قلق..ت ..عليك مع..لش..أنا الس..بب ف..ى إلى ..حصلك
سكتت روح لأنها مش عايزه تفتكر إلى شافته وعاشته فى اليوم ده قالت
– الحمدلله على كل حال.. بس انتى عرفتى أزاى
– ك..وثر .. الوصي..ه معا..ها
اتصدمت روح قالت – ايه !!
نزلت روح وهى بتجول بأنظارها وكأنها بتدور على حد وقفت لما لقت كوثر قاعده مع يحي إلى كان ماسك ورق بيبص فيه
اتصدمت لما لقته الورق إلى كان معاها فى اليوم ده
قالت كوثر – أنا كلمت سلمى عشان ترجع من لندن
قال يحيي – تمام بس الوصيه ظهرت ازاى .. جبتيها منين افتكر أن… أن ابراهيم كان مخبيها عن العيله كلها
مكنش يحي بينديله غير بأسمه ولا بيعتبره أبوه وده إلى استغرب روح وهى سمعته
– زينب عمتك اتكلمت معايا وقالتلى مكانها متشغلش بالك بالحجات دى .. المهم كلم المحامى عشان نتممها
– حاضر
ابتسم كوثر ابتسامه خافيه توخى بالرضا
رجع يحي بص فى الورقه الى كانت فى أيده ومكنش مهتم بيها
قلبها بس وقف لما لقى ورقه مطويه مبينهم
قال يحي – ورقه اى دى هو كتب حاجه تانيه
استغربت كوثر قالت – ورقه !! بتقول أى
فتحها يحي عشان يقرأهلها بس لسانه وقف لما قرأ أول كلمه
” ابنى يا يحي الذى لطالما كان من صلبى .. كتبتلك رساله مش هتفكر عن ذنب واحد من ذنوبى فى حقك إلى مأثر عليك لحد دلوقتى ومس مخليك تعيش حياتك بصوره شخص طبيعى .. سامحنى يا بنى على جحود قلبى عليك عاقبتك على غلط مكنش ليك ايد فيه .. دايما كرهت إلى بعمله فيك وبستمر فيه ومعرفش ازاى بعمل كده .. هقابل ربى وانا حامل كتيى من الخطايا بس ذنبك إلملفوف حول عنقى هو الى هيرمينى فى النار ومش هيشفعلى حد فى ده .. خليت أشوف العذاب الذى عذبتهولك .. هسيبك فى الدنيا وامشي من حياتك زى اى ذكرى .. بس انا ذكرتى هتكون وحشه اوى .. لدرجه انى بتمنى تنسانى وتنسي أن كان ليك اب زى .. عقدك وهلاك تفهم الابويه غلط .. لانى عمرى مكنت اب ليك .. همشي بس الندبات والاثار إلى سبتها عليك هتفكرك بيا .. أنا ندمت فى وقت مينفعش فى الندم .. ندمت ندم عمرى ومستنى موتى إلى هيرحمنى من الشعور ده .. حاولت اعوضك بموتى من الأملاك رغم انى عارف انها مش هتعالج إلى سببته ليك .. سامحنى .. ممكن فى الوقت إلى بتقرأ فى الرساله دى هكون أنا بتحاسب وربنا بيقتص لك منى .. بتمنى تكون كويس فى اى وقت بتمنى لما تقابلنى بعد عمر طويل تكون مسامحنى يابنى ”
احمرت عين يحي وبرزت عروقه بشر وضيق
قالت كوثر – ها الورقه فيها اى يا يحي
كانت مستنيه يرد عليها وروح مستغربه تحول يحي واندهشت لما لقته بيخرج ولاعه من جيبه وبيقرب النار من الرساله فمسكت فيها
كان يحي بيبص لنار ببرود ومس حاسس باللهب بتاعها
– بتمنى مكانك دلوقتى يكون زى رسالتك .. فى النار
قالها لنفسه وكأنه مدرك التمنى بتاعه لشده كرهه والجرح العميق الذى لا يمحى
رمى الورقه من أيده خطها فى جيبه ومشي ببرود
استغربت روح لأنها متابعه المشهد بصتله وهو ماشي بعدين قربت
وقفت عند الورقه التى صارت رمادا لقت حته منها موصلش النار ليها واطفت قبلها انحنت وخدتها
لقتها اخر جمله “مسامحمنى يابنى”
– هى الرساله كانت من أبوه .. وولع فيها كده لى ده اتحول لما قراها عن الهدوء إلى كان فيه
بصت للورقه وللحمله إلى بتحمل كثير من المشاعر .. فاستغربت هو بيطلب منه السماح على أى
بصت لكوثر بحنق لأنها حاولت تقتلها
قالت روح – خدتى الوصيه
سمعت كوثر صوتها وقفت وقالت – صحيتى
– اه خيبت ظنك ، معلش البلطجيه بتوعك معرفوش يقتلونى
– مش فاهمه قصدك اى
– يا مدام كوثر صورتك وضحت قدامى أنا بس مستغربه عمله زى دى تيجى منك انتى ده الناس بتكلم عن اخلاقك تخلى ناس يمشو ورايا ويقتلونى ويدفنونى بالحيا
اتخضت كوثر وقالت بتمثيل – دفنوكى .. اى الشر ده .. الحمدلله انك كويسه يا بنتى
بصت لها روح بٱستغراب فكملت
– أنا مطلبتش منهم كده يا روح يا بنتى .. كل إلى عملته انى خليتهم يجبلولى الوصيه إلى كنت عارفه انك إلى هتجبيها .. قتل اى .. احنا بتوع كده بردو
– امال هما عملوا كده من نفسهم اكيد انتى السبب .. وتاخدى الوصيه منى كده لى دى مش بتعتك فى واحده استأمنتنى عليها
– تقصدى زينب .. هى مستأمنتكيش عليها هى استغلتك زى ما إلى حوليكى بيستغلوكى .. خليتك تجبلها حاجه هى عايزها وتعرضك للخطر منغير متهتم ليكى
قربت كوثر ووقفت قدامها واضافت
– عارفه يا روح انتى بتفكرينى بنفسى زمان كنت زيك كده بردو الدنيا استغلتنى وخدتنى يمين وشمال لحد اما مسكتها وبقيت احركها زى ما أنا عاوزه
مكنتش روح فاهمه هى بتقول اى وكلامها الغامض قالت
– وياترى ابنك يعرف انتى ازاى خدتى الوصيه .. اكيد ميعرفش أنه لما لقانى كده أمه كانت السبب
ابتسمت كوثر قالت – لا هو ميعرفش لحد دلوقتى بس لو مش عايزه تقوليلو روحى مش همنعك .. بس تفتكرى يحي هيعمل اى لو حد اتكلم نص كلمه عن أمه .. وحتى لو كلامك صح وهو صدقه ممكن يعملى حاجه
اندهشت من ثقتها قربت كوثر قالت – انتى بس الى هتكسبى .. هتكسبى عدواتى يا روح
مشيت وسابتها ده كله وروح بصالها
– قالت انها مطلبتش منهم يقتلونى .. بس انا مش عايزه اسكت أنا شوفت الموت
كانت روح عند زينب بتكلمها
قالت زينب – م..متقوليش ..ليح..ي
– انتى كمان
– م..مش هي..هيصدقك ..وهى مع..ها ..حق..لو صدقك برد..و مش هيعمل..ها حاجه
– ده لى يعنى
عدى يومين خلصت روح كل الشغل الى عليها بدرى كانت خارجه لابسه بصت على اوضه يحي مكنتش كلمته من اخر مره .. زفرت بضيق بعدين رحتله
كان يحي قاعد بيشتغل الاب توب سمع طرقات فسمح بالدخول
واتفجأ لما لقاها روح
– أنا خارجه
عرف انها تقصد اخر مره قالها أن متخرحش غير أذنه
– راحه فين
– درس
أومأ لها يجابا فخرجت
قابلت أحمد ابتسم لما شافها قال
– عامله اى دلوقتى
– الحمدلله احسن
– راحه فين
– الدرس فى مراجعه ومس عايزه افوتها
– الساعه كام
– يعنى ٣ كده اكون هناك
ابتسم وقال بمزاح – وانتى هتوصلى هناك فى تلت دقايق
– خلينى اخمن عايز توصلنى
– ده لو وافقتى
سكتت وكأنها بتفكر قال
– فاضل دقيقه
بصتله بصدمه وبعدين بصت فى الساعه ومشيت علطول
ابتسم احمد وهو يطالعها
وقفت روح مستنيه تاكسي
– أركبى
بصت لقت أحمد قالت – قولتلك ١٠٠ مره مركبش عربيات مع حد
– كنتى بتوقفى عربيه اهو مع الغريب .. أركبى يا روح ربنا يهديكى ومس هتتكرر .. يالا قبل أما اغير رأى وامشي
بصتله بعدين بصت للوقت وكان المعاد فركبت معاه وهى متردده مبصلهاش احمد عشان متضايقش ومشي
وصلها ونزلت بس لقتها وقفت اتكلمت مع حد ووشها اتغير بعدين رجعت
– مدخلتيش لى
– مفيش درس المستر لغى .. فى تصليحات فى السنتر
– وانتى مكنتش تعرفى
– هعرف منين وانا كنت بحضر
– ومكنتيش بتحضرى لى ؟
بصتله روح وسكتت وقال ببرود
– شكرا
– مالك ياروح أنا قولت حاجه ضايقتك
– لا
– امال فى اى .. مش هسأل عن حاجه تانى .. هتروحى دلوقتى
– امال
– تفتكرى العزومه إلى كلمتك عليها وقولتى مره تانيه .. اى رأيك فى المره دى
بصتله بشده قالت – هى بتتقال مره تانيه مش قصدى..
– قولتلك خليكى قد كلمتك
– بس
– اى
– أنا مش عايزه اتأخر
– تتأخرى على مين ؟
سكتت روح اتنهدت بقله حيله
كانو واقفين قدام مطعم
قال احمد – هتفضل واقفين كده كتير مش هندخل
– لا أنا وافقت اجى معاك بس مش لمطعم
– لى يعنى مهى دى العزومه الى كنت اقصدها
– يبقى نمشي
– خلاص أهدى ، قولى عايزه اى
كان بيتكلم بهدوء وكأنه بيكلم طفله وكانت روح ملاحظه كده وحابه معاملته ليها
سكتت شويه وكأنها بتفكر بعدين قالت
– عصير قصب
ضحك احمد على إلى قالته فعقدت حاجبيها بضيق وقالت
– بتضحك على اى
– لا مفيش .. يلا نمشي قبل أما ترجعى فى كلامك
دخلو كافيه وقغدو وكلب احمد العصير بصلها قال
– مالك
– مليش
سكتت احمد شويه وكأنه عايز يقول حاجه
– ينفع اسالك سؤال
بصتله من نبرته الجديه قالت
– بقيت تتكلم برسميه
كانت تقصد لما قراها أن تسيل الألقاب وتتكلم معاه عادى
قال احمد – لا أنا بس مستنيكى انتى ترجعى تتكلمى بتلقائيه زى الاول .. أنا بس شايف حاجه فيكى متغيره مش عارفها فمش عايز اقول حاجه تضايقك أو تفهمينى غلط
ابتسم روح ابتسامه مريره عشان إلى هى فيه دلوقتى بسبب حسن نيتها تجاه اى حد
– اى هو السؤال
– انتى مرتبطه
بصتله وكان مستنى ردها
– لا
حس بلأرتياح لما سمع ده منها لان عارف البنات إلى فسنها بيدخلو فى علاقات حب وخاف ليمون تغيرها ده بسبب انها حبت واحد وجرحا
خرحو وكان. مروحيه واقفين عند العربيه
قالت روح – لا نمشيها احسن
– انتى عندك عداوه مع العربيه دى .. اغيرها طيب
– لا بس مش هيفرق المشي عن الركوب
– اديكى قولتى مس هيفرق أركبى
– لا
قالتها بحزن فبصلها بعدين بص للعربيه ابتسم قال
– تحبى تتعلمى السواقه
بصتله روح بشده قالت – اتعلمها
– ايوه متخفيش مش صعبه .. هعلمك بس
رفعت صبعها فى وشه بتوقفه يكمل وقالت
– مبحبش الإستغلال
– اى ده عرفتى منين انى استغلالى
قالها بمزاح بصتله روح شويه بعدين نزلت صبعها وابتسمت
بص احمد لابتسامتها الجميله إلى بنخفيها وصفيف اللؤلؤ إلى ظهر
ركبت روح العربيه وكانت قاعده مكان السواقه
قال احمد وهو بيشاور – الدواسه إلى على يمينك البنزين والشمال الدبرياج وإلى فى النص الفرامل .. طبعا العربيه تكون واقفه الموتور والعادات واقفه
اومأت برأسها بتدل أنها فاهمه
– اول حاجه هتفكى فرمله الايد يعنى شيفا العصايا دى فرماه الايد .. هتدوسي على الزرار إلى فوقه باللون الفضى ده
مسكتها روح وعملت زى أما هو بيقول فلقت عجله القياده نورت قال
– الفتيس دلوقتى منور وده معناه انك مش مغيره لأى سرعه ، فهتضغطى على الدبرياج
داست روح على دواسه وعلمها احمد الاتجاهات وابتسمت ببهجه ودهشه اول ما العربيه اتحركت
– أنا كده سوقت صح
ابتسم احمد عليها وفرح أن شوف مرحها رجع من جديد قال
– هتسوقى دلوقتى بس مش هنا عشان ده مكان عام يعنى هنروح لمكان خالى شويه
بصتله روح وقالت – خالى ازاى يعنى مش فاهمه
– الطريق يكون فاضى عشان تسوقى فيه
اومأت بتفهم وتردد مد احمد أيده عشان يلف العجله قالت
– استنى هجرب اقدر الفها
– مش هتعرفى استنى لما الطريق يكون فاضيلك
حركت روح العربيه لورا بص احمد لقتها عرفت
رجعت كمان عشان تخرج من الركنه
– ارجعى تانى
سمعت روح كلامه
– لما تتقدمى براحه لأن العربيه بتكون مندفعه شويه ..
ولسا مخلصش الجمله من هنا وروح داست على. البنزين ضغطه واحد العربيه اتقدمت وخبطت فى الى قدامها
اتصدم احمد وهى كمان اتوترت لقت باب العربيه بيتفتح وبينزل راجل
نزل احمد علطول بصتله روح بعدين تبعته
– اى إلى انت عملته ده
كان الراجل خايف باصص للعربيه إلى اتشرخت وبيلطم على وشه
قال احمد – أنا بتأسف عن إلى حصل هى مكنتش تقصد
– مكنتش تقصد !!
بص على روح وقال – انتى إلى دخلتى فى العربيه كده طبعا مهى زريبه
ردت روح بغضب – انت بتتكلم كده هونا كنت أقصد وبعدين انت إلى ركنها غلط
– كمان بتعلقى على كلامى منتى
أدخل احمد وهو بيقول – بقولك اى كلامك معايا قولتلك معلش هات رقمك وابعتهالك على التوكيل
لطم على وشه وقال – مدى المصيبه
ابتسم بخوف قال – يارتنى كنت اقدر ياخويا بس انا مليش انى اوديها حتى
قالت روح – انت سارقها ولا اى
وكانت تقصد شكله وشكل العربيه الفخمه جدا واخر اصدار
– سارقها مين يابت انتى
– اى بت دى
قال احمد – روح
قال الرجل وهو بيشرشح – اه بت ده انتى حته عيله لولا عارف انك قاصره ومش هتتحاسبى كنت خدتك على القسم
– لا وانت الصادق شهرين واتم ال١٨ نبقا نروح
– مستعجله على السجن اوى
كان احمد بيبصلهم وهما بيردو على بعض
– فى اى يا صلاح
وقف الراجل اول ما سمع الصوت
بصو لقو واحد فى الخمسين من عمره لكن يبدو عليه القوه
كان لابس بدله وفوقها رداء الاسود إلى بيلبسوه فوق الجلابيه زى المعلمين
قرب منهم بهدوئه وقال
– اى إلى بيحصل
قال صلاح بخوف – عماد بيه .. مفيش البت دى خبطت العربيه
قالت روح بضيق – بت تانى
بص عماد على العربيه
قال احمد – أنا بعتذر لحضرتك بنيابه عنها هى مكنتش تقصد وانا قولتله هوديها التوكيل
بصله عماد وكان لسا هيكلم وقعت عينه على روح إلى كانت واقفه وراه
بصلها بشده وهو بيشوف ملامحها ووشها وبتتجسد صوره قدامه لبنت فى العشرين من عمرها لابسه ملابس ريفيه وملامحها شبها
بص احمد لروح بإستغراب من نظراته وهى كمان مكنتش فاهمه
قال صلاح – عماد بيه
فاق عماد من شروده بص للعربيه وصلاح قال
– حصل خير تقدرو تمشو
فتح صلاح فاه من الصدمه
أما روح ابتسمت وهى بتغيطه قالت
– والله حضرتك راجل طيب
بصلها عماد عندما تحدثت
قربت من احمد وقالت بهمس
– يلا نمشي قبل أما يسخنه علينا
بصلها احمد فسحبته عشان مايتنحش
ركبو العربيه ومشيو ده كله وتحت أنظار عماد إلى كان بيبص على العربيه لحد ما اختفت عن أنظاره
قال صلاح وهو ينظر إليه
– هو فى حاجه يعماد بيه
مردش عماد التف بثباب فتحله العربيه ركب وقال
– بعد كده لما حاجه تحصل تكلمنى
– حاضر حضرتك أنا بس خوفت ل..
– تقدر تمشي
أومأ برأيه بالطاعه ومشي أما عماد فكان عقله فى زاويه اخرى
نزلت روح لما وصلن من العربيه وكانت بتضحك لما تفتكر إلى حصل
قال احمد – يخربيتك أنا بقيت بحاول اهدى وانتى تردى على الراجل من ناحيه
– هو إلى عصبنى أنا كنت خايفه زيك بردو وانى اسببلك مشاكل
– لا مفيش مشاكل عديت على خير
ابتسمت روح سكتت شويه بعدين قالت
– شكرا يا أحمد
– على اى
– هتدصقنى لو قولتلك انى بقالى كتير مضحكتش كده من قلبى زى انهارده
– وانشاء الله متكنش اخر مره
ابتسمت بعدين استدارت عشان تدخل وقفت لما لقت يحي وابتسامتها اختفت
قرب ووقف قدامها ببرود وهو حاطط أيده فى جيبه قال
– كنتى فين بتهيألى الدرس مبيعقدش ده كله
كانت روح هتتكلم قال احمد
– كانت معايا أنا إلى اخرتها
بصله يحي ببرود شديد وقال
– محدش وجهلك كلام
استغرب احمد من نبرته الى مسمعهاس منه قبل كده
بص يحي لروح وقال – اعتبرى نفسك مخصملك يومين
بصتله بصدمه وهو مهتمش بيها بص لأحمد إلى كان مضايق منه ومش فاهم هو عمل كده لى لم يعيره اهتمام ومشي
كل اما يفتكر ضحك روح إلى سمعه وهى معاه وبصت احمد ليها بتخليه يحترق بيحس بالضيق وبيسال نفسه ماله .. وخلى نفسه على بالى هو عمله قدامهم ومعرفش يتحكم فى ضيقه
بص احمد لروح وكان هيتكلم لقتها مشيت اتنهد بضيق
دخلت روح اوضتها وهى مضايقه
– أنا مقصرنش فى شغلى عشان يخصملى يومين
بصت على ايديها إلى كانت قد هلكت من أعمالها هنا فى القصر قالت
– انا ايدى عمرها ماكانت كده ودلوقتى جاى يخصملى يومين بحلهم بكل سهوله وميعرفش أنا بتعب قد اى هنا ومذاكرتى إلى ضايعه .. أنا كنت بحلم ابقى مهندسه دلوقتى بحلم انى عدى تالته على خير من قله المذاكره إلى مش عارفه هلمها ازاى
كانت مضايقه لأن كرها قل ليه شويه لما سمعت كان بيعمل اى اى لما كانت تعبانه واهتمامه بيها
فى الليل ترجل يحي من سيارته وكان اثار الثماله عليه
دخل القصر وهو بيتطوح مش شايف قدامه
طلع السلم عشان يروح اوضته وقف فجاه رجع وغير اتجاهه
كان بيتعلث فى السير رايح ناحيه اوضه روح
مسك مقبض الباب وفتح كانت قاعده بتذاكر
حست روح بحد لفت واتصدمت لما شافت يحي وقفت علطول لقته بيدخل
– أنت بتعمل اى هنا .. اطلع برا
لقته بيقفل الباب وكأنه مسمعش هى بتقول اى قرب منها وروح مرعوبه رجعت لورا
– ملكش فى انك تسألنى .. انت مش خصمتلى يبقى خلاص .. أخرج من هنا
مسكت القلم فى أيدها قالت
– متقربش يا يحي وإلا اقسم بالله هقتلك
– خايفه منى
– لو جه يوم ومبقتش اخاف فهتكون انت ميت
حس بوخزه ايسر صدره من الى سمعه منها قرب ولسا هترفع أيدها مسكها دمعت عينها وجسمها ارتعش
– سيبنى
قرب يحي ورفع أيده بصتله بخوف من كفه الى بيقربه من وشها
– متلمسنيش
– متخافيش منى ياروح
كان بيبصلها بتوهان وو
ياترى اى الى هيحصل ويحي هيعيد غلطه تانى ……..
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية روح جحيمي ) اسم الرواية
تعليقات
إرسال تعليق