رواية هي بيننا الفصل الحادي عشر
البارت 11
كانت دعاء واقعة على الأرض تصرخ وتتلوى بقوة، أسرعت إليها سلام تحاول أن تهدئها وتمسك بها حتى لا تؤذي نفسها ولكن كانت دعاء تتملص منها.
تطلعت سلام إلى إياد المصدوم وقالت : تعالى ساعديني وأمسكها بسرعة.
أفاق إياد سريعا واقترب ثم أمسك بدعاء واستطاع التحكم بها بقوته أما سلام أسرعت لتجهز حقنة مهدئة حقنت بها دعاء التي هدأت تدريجيا حتى راحت فى نوم عميق و إياد مازال يمسك بها بشدة.
ضمها إياد إلي صدره بحزن ونظر لسلام: هى حصل لها إيه ؟
نظرت سلام له باضطراب: مش عارفة يمكن نوبة عصبية بس ده غريب جدا لأنه حالتها كانت مستقرة.
رفعها إياد لينقلها ويضعها على سريرها ثم يغطيها بينما ذهبت سلام للاتصال بطبيب دعاء لتطلعه على ما حدث.
بعد ما انتهت من المكالمة تقدم إليها إياد وسألها بلهفة: الدكتور قالك إيه؟
تنهدت سلام: الدكتور قال ده يمكن يكون حالة عرضية من الإصابة أو زي ما قولت نوبة عصبية مفاجئة ونبه أنه لازم لها رعاية شديدة علشان لو اتكرر دعاء لازم ترجع المستشفى تاني.
ذهبت نظرات إياد بحزن إلى شقيقته الغالية على قلبه ثم عاد لسلام: طب دلوقتي ايه اللي المفروض يحصل ؟ تقعد جنبها نراقبها ؟
قالت سلام : أنا هفضل جنبها يا أستاذ إياد متقلقش الدكتور أكد عليا أني لازم أفضل جنبها طول الليل بالذات.
أومأ إياد ثم قال فجأة: طب ده مش هيسبب لك مشاكل في البيت؟
عبست سلام وقالت ببرود: متخافش حضرتك مش هيحصل حاجة.
سمع إياد صوت بالخارج فخرج من الغرفة ليري منار وعائلتها يدلفوا إلي المنزل نظر إلي والدته بنظرة تعجب خفية فأقتربت منه تهمس فى أذنه: إحنا عزمنا منار وعائلتها على الغدا النهاردة، أبوعا أتصل على أبوك يتطمن على دعاء فعزمه على الغداء وكنت هتصل أقولك بس نسيت وملحقتش انشغلت، أنا لسة راجعة من برة من دقيقة كنت بجيب حاجات علشان أقدمها ضيافة لما عرفت.
أومأ لها بتفهم ثم أبتسم لهم ورحب بهم.
جلسوا لتناول الغداء و فوجئت منار بسلام التي انضمت لهم على الغداء ونظرت إليها بحنق شديد وقد تعكر مزاجها.
عرفهم والد إياد عليها بصفتها ممرضة دعاء التي ترعاها، رحب والدي منار بها بهدوء وود بينما نظرت منار تجاهها بضيق ولم تتكلم.
حين انتهت سلام ونهضت إلى الحمام استأذنت منار برقة أنها انتهت من الطعام وستذهب لتغسل يدها.
نادت على سلام قبل أن تدلف إلي الحمام.
التفتت سلام بتعجب: نعم؟
نظرت لها منار بتعالي: أنتِ هنا ليه؟
رفعت سلام حاجبيها بعدم فهم: مش فاهمة سؤالك؟ يعني ايه هنا ليه؟
أبتسمت منار إبتسامة بدت غير لطيفة لسلام وأكملت: لازم أنتِ فاهماني كويسة أوي.
زفرت سلام بنفاذ صبر: لو مش هتوضحي كلامك ياريت بلاش منه من الأول.
ثم كانت على وشك الذهاب إلا أن منار أسرعت تقول بحقد: يعني أنتِ فعلا ليه تيجي لإياد ليه مش واحدة غيرك إلا لو كنتِ حاجة عينك عليه!
اتسعت عيون سلام بذهول وحدقت إليها لمدة قبل أن تضحك بشدة.
عقدت منار حاجبيها وهى تسألها بغضب: ايه اللي بيضحك؟
رمقتها سلام ببرود ثم قالت بقسوة: تفكيرك الطفولي هو أكتر حاجة بيضحكني بجد، هو أنتِ عقلك إزاي بيوديكِ للأفكار دي؟
طالما مش واثقة في خطيبك أوي كدة بترتبطي بيه ليه؟
ارتبكت منار بشدة فهي لم تتوقع هجومها بهذا الشكل عليها.
تابعت سلام بنفس النبرة بعد أن اكتفت من منار وتصرفاتها: يا أستاذة منار أكيد يعني مش أنا اللي هختار اجي بالعكس خطيبك هو اللي عرض عليا الشغل لأني بعرف أتعامل مع حالة أخته كويس مش أكتر أتمني تكون فهمتِ.
ثم تركتها وغادرت بينما عادت منار إلى الطاولة بوجهها الشاحب.
سألتها والدتها باهتمام: مالك يا منار في حاجة؟
لاحظت أن جميع الأنظار تركزت عليها فقالت بتوتر: لا مفيش حاجة خالص.
في الليل وبعد أن نام الجميع، استيقظت سلام من نومها حيث كانت تنام على أريكة بغرفة ورفضت دعوة والدة إياد بأن تنام بغرفة أخرى حتى تكون بجانب دعاء، خرجت من الغرفة بهدوء حتى تذهب للمطبخ وتشرب ولكن كان الظلام يعم المكان ف سارت بهدوء وهى تتلمس طريقها.
فجأة تعثرت وسقطت على إياد النائم على الأريكة، فتح إياد عيونه بينما شهقت سلام بقوة وهى تعي ما حدث
أبتعدت بسرعة عنه ونهضت وحاولت الذهاب حين أضاء إياد نور الصالة ونظرت له سلام بحرج شديد ودون أن تقول أي كلمة غادرت بسرعة تشبه الركض عائدة إلى غرفة دعاء.
•تابع الفصل التالي "رواية هي بيننا" اضغط على اسم الرواية
تعليقات
إرسال تعليق