رواية هي بيننا الفصل التاسع
رواية هي بيننا الفصل التاسع
البارت التاسع
نظرت منار بصدمة إلى سلام التي تجلس بجانب سرير دعاء.
قالت بدون شعور: أنتِ ايه اللي جابك هنا؟
حدقت إليها سلام ببرود بينما نظر إليها إياد بتعجب فتداركت ما قالته.
تحدثت بإرتباك: قصدي هو أنتِ ليه هنا مش دعاء خرجت من المستشفى ؟
كأنها بحديثها زادت الطين بلة فنهضت سلام تقول: أنا هخرج يا أستاذ إياد لحد ما تخلصوا علشان اسيبكم براحتكم وأرجع تاني.
غادرت بينما تجنبت منار عيون إياد الذي قال بإستنكار: منار إيه اللي أنتِ قولتيه ده؟ أنتِ مخدتيش بالك أنه كلامك كان خالي من أي ذوق ؟
قالت منار بضيق: إياد أنت مش ملاحظ أنت بتقول إيه؟ أنت كدة بتتهمني أني قليلة الذوق! وبعدين أنا متوقعتش أشوفها هنا ولما دخلت اتصدمت مش أكتر.
إياد بهدوء: وأنتِ شايفة أسلوب كلامك اللي ينفع؟
الدكتور قالنا أنه دعاء لما تخرج هتحتاج ممرضة معاها ترعاها فى البيت لفترة.
منار بضيق: طب وأنت مقولتليش ليه؟
رفع حاجبه وقال: لو كنتِ دخلتي ولقيتي أي ممرضة تانية كنتِ هتهتمي؟ ولا علشان لقيتي سلام نفسها ؟
قالت بانزعاج: هى دلوقتي بقا إسمها سلام بقا؟
إياد بصبر: منار متغيريش الموضوع.
دلفت إليهم والدة إياد تقول بتعجب: ايه يا ولاد لسة مخلصتوش المعازيم مستنين برة.
قال إياد وهو يوجه نظرة معينة إلى منار: قربنا أهو يا ماما حضرتك روحي وأحنا مش هنتأخر.
غادرت والدته، أقتربت منار من دعاء التى تنظر لها بشئ يشبه الانبهار لجمالها.
منار بإبتسامة: عاملة إيه يا دعاء؟
نظرت لها دعاء بإبتسامة ولم ترد فأمسكت منار بيدها كأنها تسلم عليها ثم نظرت إلى إياد الذي أقترب من دعاء بحنان.
رفعت منار بصرها له :مش يلا نطلع للضيوف؟
نظر لها بهدوء ثم أومأ برأسه، خرجا سويا فعادت سلام بهدوء إلى جانب دعاء التى أشرق وجهها حين رأتها.
جلست سلام بجانبها وحدثتها بحنان استجابت له دعاء حتى أنها طاوعتها بهدوء فى أخذ علاجها ثم راقبتها وهى تغرق فى النوم وعلى وجهها إبتسامة .
فى الخارج أحتفل الأشخاص بخطبة إياد ومنار التي انزعجت قليلا لأن إياد لم يلبسها الخاتم هو وفضل أن تفعل ذلك والدته.
سألته بصوت منخفض منزعج: ليه مش لبستني الدبلة أنت ؟
قال بإستغراب جلي: لأنه مينفعش ألمسك يا منار حرام، أنتِ خطيبتي اه بس أنا لسة أجنبي عنك ولا تحلي لي.
زفرت بضيق: ما كل الناس بتعمل كدة.
قال بجمود: مش معني أنه كل الناس بتعمل الحرام أنه كدة بقا حلال الحرام هيفضل حرام وهيفضل مينفعش نعمله وكل واحد هيتحاسب لوحده، الناس مش هتيجي تتحاسب مكاننا.
صمتت لأنها لم تر إغضابه ولاحظت أنه بدأ يصبح فى مزاج سيئ ومر بقية الإحتفال على خير.
بعد ذهاب الجميع خرجت سلام من غرفة دعاء للذهاب لمنزلها.
قال إياد: طب أنا هاجي أوصلك.
سلام بهدوء: لا شكرا أنا هعرف أروح.
قال والد إياد بحنان: يا بنتي الوقت أتأخر لازم تخلي إياد يوصلك أنتِ مش ضامنة تلاقي مواصلات دلوقتي ولا لا.
صمتت وتضمن صمتها هذا قبولا فذهب إياد لسيارته بينما تبعته، أرشدته بمكان منزلها حتى توقف قريبا منه ولكن ليس أمامه مباشرة.
التفتت له سلام وقالت بصوت منخفض: شكرا يا أستاذ إياد ومبارك على خطوبتك.
أبتسم إياد: العفو أنا معملتش حاجة والله يبارك فيكي.
خرجت من السيارة وسارت ليلا حتى توقفت أمام منزل فُتح بابه فجأة وظهر نفس الرجل الذي شاهده إياد فى المستشفى سابقا فتطلع بفضول.
أمسك الرجل بيد سلام وجذبها لداخل المنزل ثم أغلق الباب، حدق إياد إلى الباب بحيرة وهو يتسائل عن هوية هذا الرجل ولماذا جذب سلام بتلك الطريقة التى وجدها إياد غير طبيعية.
هز رأسه و أقنع نفسه أنه يبالغ فى تفكيره قليلا ثم تحرك ليعود إلى المنزل.
فى داخل المنزل رمى سيد سلام بقوة على الأرض وهو يقول بغضب : أتأخرتِ ليه؟
وقعت على معصمها فألمها، أمسكت به وهى تنظر له بإحتقار: ما أنت عارف أنه عندي شغل هكون فين يعني!
رفع حاجبه بسخرية: شغل إيه يا ماما اللي حد دلوقتي أنتِ فاكراني أهبل!
تنفست بقوة: بقولك إيه عايز تصدق براحتك مش عايز خلاص!
تطلعت حولها بحيرة: أمال فين شيماء؟
قال بملل: وديتها عند أمها أنا مش ناقص قرف ووجع دماغ.
نهضت وصاحت به بحقد: أنت إيه يا أخي حرام عليك حتى الحاجة الوحيدة اللي مهونة عليا الحياة شوية اخدتها وبعدين إزاي ترجعها وهى كدة وقولت إيه لمامتها أنه أنا بني آدم مستهتر مقدرتش أحافظ على بنتي ومش رجل!
صفعها بقوة فسقطت على الأرض ثم أمسك بشعرها يشده بقوة: اخرسي! لو قولتي كلمة زيادة مش هيطلع عليكي صبح لولا بس شغلك ده أنا كنت قعدتك في البيت ووريتك الحياة اللي على حق ولاخر مرة بقولك احفظي لسانك وإلا المرة الجاية هقط'عهولك .
ثم دفعها رأسها بقوة لدرجة أنه اصطدم بالأرض وخرج من المنزل وترك سلام مكانها على الأرض التى حين غادر انهمرت دموعها بشدة وبكت بحرقة وهى تضم نفسها وتأن بألم.
•تابع الفصل التالي "رواية هي بيننا" اضغط على اسم الرواية
تعليقات
إرسال تعليق