رواية هي بيننا الفصل السادس
رواية هي بيننا الفصل السادس
الجزء السادس
نطقت سلام بذهول: شيماء!
أسرعت إليها الطفلة وهى ترتمي بين أحضانها وتقول بسعادة: أبلة سلام أخيرا جيتي أنا مستنياكِ من بدري.
عانقتها سلام وهى مازالت مذهولة حتى عقدت حاجبيها وقالت: مين اللي جابك هنا؟
نظرت لها الطفلة والتى تبلغ من العمر سبع سنوات وقالت ببراءة: بابا اللي جابني من بدري وأنا كنت قاعدة مستنياكِ وساكتة خالص علشان بابا مش يضر'بني.
ربتت على رأسها: هو فين؟
لم تحتج أن تجيبها الطفلة لأنها سمعت صوتا يقول بسخرية: أخيرا شرفتِ يلا حضري العشاء أنا جعان.
رفعت بصرها له ببرود ثم نهضت وهى تمسك بيد الطفلة وتدلف بها إلى غرفتها.
غيرت ملابسها سريعا ثم اصطحبت الطفلة معها إلى المطبخ واستمعت إلى ثرثرتها السعيدة أثناء تحضيرها الطعام.
وضعت العشاء ثم جلست أمامه والطفلة بجانبها صامتة لا تريد الكلام أمامه.
بعد أن أكل ملعقة من الطعام كشر وجهه اشمئزازََا وقال بقرف: ايه اللي أنتِ عاملاه ده؟
رفعت بصرها له بهدوء : ده الأكل العادي بتاع كل يوم.
نهض بعصبية ودفع طبقه بعيدا فتناثر الطعام على الطاولة، انكمشت شيماء إلى جانب سلام بخوف.
قال بوعيد: لو مرة تانية معملتيش أكل عدل مش هخلي فيكِ أيدي تعملي بيها حاجة أصلا أنتِ فاهمة؟
لم ترد بينما هو غادر بعصبية، بدأت شيماء تبكى فضمتها سلام إليها.
قالت ببكاء: أبلة سلام أنا مش عايزة أقعد هنا هو بيفضل يزعق وأنا بخاف وساعات بيضر'بني أنا عايزة أرجع عند ماما.
تنهدت سلام بحرقة وقالت بهمس: ياريتها كنت لسة موجودة هنا.
قبلت رأس الطفلة وقالت لتهدئها: متخافيش يا حبيبتي أنا موجودة هنا وهو مش هيعملك حاجة أبدا وبعدين أنتِ مش فرحانة أنك قاعدة معايا ولا إيه؟
نظرت له شيماء بحزن: بحب أقعد معاكِ لكن بابا بيعاملني وحش وأنا بخاف منه.
ضمتها سلام بقوة: متخافيش يا حبيبتي أنا هنا ومش هخليه يعملك حاجة، إيه رأيك منزل نجيب حاجات حلوة؟
هزت شيماء رأسها بحماس فنهضت سلام معها تحضر بعض الأشياء بسرعة قبل أن يعود ثم دلفت مع الطفلة لغرفتها وقامت باللعب معها حتى نامت، استلقت جانبها وذهبت فى النوم بسرعة من التعب.
بقى إياد طوال الليل فى المستشفى حتى نام على الكرسي الذي يجلس عليه، استيقظ على صوت هادئ يناديه.
فتح عيونه ليجد سلام أمامه تنظر له بهدوء، اعتدل بسرعة وهو ينظر حوله.
قال إياد بحرج: أنا شكلي نمت وأنا مش واخد بالي، صباح الخير يا آنسة سلام.
سلام بهدوء: أنا صحيت حضرتك لأنك كنت نايم غلط وبعدين المدير سمح بوجودك لأنك اصريت فقط.
قال إياد باهتمام: طب دعاء عاملة إيه ؟
تنهدت سلام وابتسمت إبتسامة خفيفة: هى كويسة حاليا بس محتاجة لسة رعاية على العموم الدكتور لما يجي هيفهمك كل حاجة.
أتت عائلة إياد مبكرا لحقتهم عائلة منار بعد مرور بعض الوقت ولكن والدة إياد لاحظت عبوس إياد حين ظهرت منار وأيضا حزن منار وهى تنظر ناحية إياد وهو يتجاهلها.
فى ظل انشغال الرجال مع بعضهم أقتربت والدة إياد منه تقول بصوت منخفض: إياد هو فيه مشكلة بينك وبين منار؟
نظر لها إياد بإستغراب: ليه بتقولي كدة يا ماما؟ مفيش حاجة.
والدته بإبتسامة: هو أنت فاكرني مش واخدة بالي واضح يا حبيبي عليك وعليها وبعدين إيه اللي حصل ما كنتم كويسين أمبارح.
إياد: هبقي أقولك يا ماما بس بعدين.
بعد قليل غادرت عائلة منار وغادر والده لعمله فأصرت والدته أن يخبرها بسبب الخلاف.
قالت والدته بعد أن انتهى: طب يا حبيبي أنا عارفة أنه هى انصرفت غلط بس من ناحية تانية هى معذورة.
نظر لوالدته بذهول ثم قال بإستياء: معذورة فى ايه يا ماما؟ أنها تيجي وتز'عق بالشكل ده وحتى تهين البنت من غير سبب؟ هى شافت إيه يعني لكل ده؟
يا ماما حضرتك مسمعتيش هى قالت إيه للبنت ولا أهانتها إزاي!
وضعت يدها على كتفه وهى تقول بلطف: فاهماك يا إياد بس والله هى فى الأول والآخر خطيبتك ساعتها فى موقف زي ده مش هتقف لسة تفكر وتحسبها، لو أنت مثلا فى مكانها ممكن تعمل رد فعلها كمان لما تشوف خطيبتك فى موقف زي ده هتتعصب ومش هتفكر من الغيرة ومعلش يا حبيبي قدر موقفها.
تنهد إياد بقوة وهو يضع وجهه بين يديه: أنا حاسس أني محتار وتايه يا ماما وتعبان من الوضع ده.
ربتت على كتفه بحنان: مفيش حاجة للحيرة يا حبيبي هو بس مرض وتعب دعاء اللي لغبطنا كلنا وأن شاء الله تخرج قريب ونفرح بيك .
أبتسم لها بتعب وهو يريح رأسه على كتفها فتعانقه بحنان أمومي كبير وهى تدعو الله فى سرها أن يحفظه لها.
أتى الطبيب بعد قليل ومعه سلام ليتفقد حالة دعاء.
قالت والدتها بقلق: أخبارها إيه دلوقتي يا دكتور؟ هى مش بتصحي كتير ليه؟ دي يادوب صحيت خمس دقائق ونامت تاني.
قال الطبيب بهدوء: ده عادي لأنه هى واخدة مسكنات كتير ومحتاجة ترتاح، هى بقت كويسة بس هتحتاج تفضل يومين كمان هنا للرعاية ولما تروح البيت لازم ممرضة تروح معاها ترعاها فترة.
نظر إياد للطبيب ثم إلى سلام بتفكير، تحدث قائلا: طب إحنا نلاقي الممرضة فين يا دكتور؟
قال الطبيب بلهجة عادية: تقدروا تطلبوا ممرضة خاصة أو ممرضة من هنا من المستشفى عادي.
غادروا وأصر إياد على والدته أم تعود للمنزل ولم توافق إلا بعد أن أخبرته أنها ستعود مع والده لاحقا وتحضر طعام له.
بعد أن أنتهي دوام سلام عادت إلى المنزل بسرعة لأجل شيماء فهى قلقة كيف ستكون قضت هذه الطفلة النهار وحدها أو برفقة ذلك الشخص الذي لا يطاق .
دلفت إلى المنزل وهى تناديها: شيماء يا حبيبتي أنا جيت وجيبت لك حاجات حلوة، أنتِ فين؟
لم تجد إجابة فقلقت وبحثت عنها فى أرجاء الشقة حتى دلفت للحمام ثم وقعت حقيبتها من يدها وهى ترى شيماء ممددة على أرض الحمام ورأسها ينزف بغزارة.
صرخت بذعر: شيماء!
•تابع الفصل التالي "رواية هي بيننا" اضغط على اسم الرواية
تعليقات
إرسال تعليق