رواية رابعة الفصل السادس
رواية رابعة الفصل السادس
أطلق ذلك الرجل طلقة ولكنها أصابت القدر و النصيب؛ أصابت الحبيب والجلاد معًا !؟
رأت رابعه ذلك الواقف فى أحد شُرف البيوت حتى يصيب أحد منهم ولكن يشاء القدر أن تأتى الرصاصة فى تلك الرابعه المكلومه لتستكين الرصاصة فى أعماق قلبها وتنغمس فى نبضاتها حتى سقطت صريعة الألم والوجع من كل شئ؛ ليأتى طيف عليها مسرعاً ويحملها إلى أقرب مشفى فى الصعيد ويذهب معهم زين بخوف شديد عليها فهى فقدت الوعى من شدة النزيف
وصلوا للمشفى وحملوها الأطباء إلى غرفة العمليات سريعًا حتى ينتشلوا تلك الرصاصة التى تتوسط قلبها ودلف معهم طيف الذي رحب به طاقم المشفى منذ أن رأوه فهو مشهور فى أنحاء الصعيد وربوع القاهرة ذهب معها طيف إلى غرفة العمليات ونظر لصديقه الطبيب الذي سيجرى العملية لرابعه حتى تفيق من جديد : أنا عارف أن رابعه هتفوق وتبقى كويسة بس من الدقيقة دى لساعة ما تفوق عايزها تتعذب عذاب ما شفتوش قبل كده أن شاء الله تعملها العملية من غير بينج كلى أو من غيره أساساً عايزها تحس بكل شكه مشرط وبكل شكه ابره لحد ما تفوق وتقول حقى برقبتى
نظر له الطبيب ببغض و شئ من الغرابة : وليه كل ده يا دكتور طيف
رابعه بنت كبيرنا الحج سالم كيف تأذيها
تقرب منه طيف بعيون تقتل كالسيف : اللى اقولك عليه تسمعه يا دكتور وأنت عارف كويس لو موفقتش على طلبى أنا ممكن انهيك قولاً وفعلاً ماشى يا حضرت الدكتور
أومأ الطبيب برأسه من شدة الخوف وما سيفعله ذلك الطيف معه وهو يعول عائلته بعد وفاة أبيه حتى جاء تعينه فى الصعيد وتغرب عن أهله واحبته حتى يعول عائلته وأخواته
وضع طيف يديه على كتف الطبيب : شاطر كده تعجبنى !؟
خرج طيف بعد فترة من غرفة العمليات وهو يتصنع الخوف والدموع : البقاء لله رابعه ماتت يا زين !؟
سقط زين على أحد الكراسى الموجودة في المشفى فهو لم يقوى على الوقوف بعد سماع تلك الكلمة : أنت كذاب رابعه لا يمكن تموت و تهملنى وحدى لاااااااااا
تقرب إليه طيف وهو يضحك فى ثنايا قلبه والبسمه على محياه : أهدى يا زين العابدين محبش اشوفك ضعيف كده
رابعه بخير الحمد لله الرصاصة طلعت من قلبها وهتدخل غرفة العناية شوية وبعدين غرفة عادية وهتبقى أحسن بإذن الله
وقف زين بعصبية والتقط تلاتيب قميص طيف : وأنت كيف تهزر معايا يا مصراوى أنت يكش تكون فكرنى طيب وابن ناس ده أنا زين الصعيد كلاته يا ولد المنشاوى
مسك طيف يد زين الملفوفه على قميصه وانزلها برفق ممزوج بغل : أوعك تفكر تمد إيدك عليا يا زين مرة تانية المرة الجاية هغسلك ووديك لثريه ابوك اخليه يتحسر عليك طول عمره وزى ما قولت ولد المنشاوى طيف المنشاوى ما بيقولش كلام فى الهواء وأسأل أهل الصعيد مين هو دكتور طيف المنشاوى اللى يحط فى طريقى حجرة احط فى عينه رصاصة فاهم ولا لا !؟
بلع زين ريقة بتوتر وفضوا ذلك الشجار الهادئ الصاخب فى ثناياه بمجرد أن خرجت رابعه من العمليات على سرير ولكن ما اغاظ زين هو أن رابعه بدون حجاب وشعرها الطويل الناعم يكسو ضهرها ويسقط من على السرير حتى يصل إلى الأرض من شدة طوله
أشار زين لأحد الممرضات وطلب منها أن تضع على رأس رابعه حجاب وتخبئ شعرها أومأت الممرضة رأسها ودلفت إلى غرفة رابعه وبالفعل غطت شعرها وخرجت مبتسمه لزين وهو فهم من ذلك أنها فعلت مثلما أمر منها
وبعد فترة من الوقت أتت والدة رابعه وهى ملهوفة وتبكى على ذلك الحظ المشئوم الذي يحالف ابنتها الوحيدة
التقطت ام رابعه يد زين حتى يطمئنها على رابعه وهو بالمقابل شدد من احتضان يديها و طمئنها على حال رابعه وقص لها ما حدث
حتى حولت انظارها إلى ذلك الطيف الواقف ببرود ويتطلع عليها بشماته لتتقرب والدة رابعه وتقف أمام طيف : بروه عليك يا طيف دلوجت اتُاكدت أنك مش جاى لخير يا ولد المنشاوى
ورقدت بتى فى المشتشفى مش هيروح هدر
تقرب إليها طيف وردف بجانب أذنها بخبث : بس أى رأيك فى دخلتى عليكم مش فال حلو برده ولا أى يا حماتى
ضغط على أسنانه بجوار أذنها : زى ما جوزك عمل أنا هعمل واكتر سوا فيكى أو فيها !؟
لسه يا ام رابعه دى البداية اللى ملهاش قومه تانى !؟
نظرت ام رابعه فى عينيه بدموع : مكفكش إللى عملته فيها يا طيف
رابعه خسرت كل حاجه من ساعة .....
قاطعها طيف بقسوة : ولسه هخليها تخسر اكتر واكتر
•تابع الفصل التالي "رواية رابعة" اضغط على اسم الرواية
تعليقات
إرسال تعليق