رواية هي بيننا الفصل الثالث
رواية هي بيننا الفصل الثالث
الجزء الثالث
وضعت يدها على خدها ونظرت له ببرود ثم نهضت وهى تغلق الباب ورائها.
أمسكها من ذراعها بقوة:أنتِ داخلة كدة رايحة فين؟ هى وكالة من غير بواب ولا إيه! اتأخرتِ كدة ليه؟
أفلتت ذراعها وقالت بهدوء: أنت عارف كويس أني كنت فى الشغل وأول ما بخلص باجي على طول.
تأفف بضيق وهو يجلس على الأريكة وقال بتذمر: شغل... شغل! لو مكنش الشغل ده بس بيجيب فلوس كنت قعدتك منه وارتحنا.
أبتسمت بسخرية قبل أن تسير من أمامه، ناداها بصوت عالى يقول: ادخلي حضري العشاء علشان أنا جعان أوى.
بدلت ثيابها ثم نظرت للمرأة وهى تري أثار الإرهاق على وجهها كما هناك آثار الصف'عة ظهرت المرارة فى عيونها وعلى إبتسامة وجهها قبل أن تخرج لتحضر العشاء.
عند إياد كان يقف ويضع يده فى جيوبه ينظر من شباك غرفة دعاء حين دلفت منار ورائها والدتها ووالدة إياد.
حين رأتها دعاء ظهر الذعر على وجهها وتسارع تنفسها أصدرت صوتا يدل على البكاء فأسرع إياد إليها يضمها لتهدئ.
نظرت لها منار بضيق ولكنها تمالكت نفسها ورسمت إبتسامة على وجهها.
تقدمت تقول بصوت لطيف قدر الإمكان: ازيك يا دعاء عاملة إيه؟
لم تجيبها دعاء وهى مازالت فى أحضان إياد تبكى فتابعت منار: أنا جاية أقولك أنه أنا آسفة على اللي حصل أمبارح أنا مكنش قصدي ازعلك حتى شوفى جيبت لك ايه.
أخرجت شيكولاتة كبيرة من حقيبتها فتوقفت دعاء عن البكاء ونظرت إليها باهتمام.
أقتربت منار منها بالشيكولاتة التى فى يدها فنظرت دعاء بتردد إلى أخيها إياد، أبتسم لها إياد ثم أخذ الشيكولاتة ليعطيها لها.
فرحت دعاء بشدة بالشيكولاتة وأخذتها وهى تهزها فى يدها بفرح كالاطفال.
قالت منار: دلوقتى مش زعلانة مني صح.
نظرت لها دعاء بشبه فهم وهى تبتسم فنظرت منار لإياد الذى أدار رأسه بعيدا، عبست منار من ردة فعله وتجاهله لها.
تقدمت والدة إياد لأنها لاحظت التوتر الذى يسود الموقف: تعالى يا حبيبتى برة نشرب الشاي لحد ما إياد يجي هى دعاء بتنام دلوقتى هتنام وهو هيطلع.
خرجت معها وهى مازالت تنظر لإياد الذى لا ينظر لها إطلاقا.
فى مكان آخر كانوا يتناولون العشاء بهدوء حين قال لها: هتقبضي فلوسك أمتي؟
أجابت ببرود: إحتمال لسة أسبوع.
ضرب بقبضته على الطاولة بغضب: أسبوع ايه ده! أنا عايز الفلوس فى أسرع وقت محتاجهم علشان الناس اللي عليا ليهم ديون.
نظرت له بسخرية: عليك ديون ولا عايزهم علشان تشرب القر'ف اللي أنت بتشربه ده.
حدث لها بغيظ ثم أمسك بطبق طعام ورماه عليها، رفعت يديها لتحمي وجهها فأصطدم الطبق فى يدها لينكسر ويجرحها.
نهض وهو ينظر لها بحدة: أنتِ ملكيش دعوة أنا بصرف الفلوس فى ايه المهم تجيبيها وإلا أنتِ عارفة اللي هيحصلك كويس وبعد كدة تردي بأدب عليا.
غادر بينما هى أبعدت يديها عن وجهها ونظرت لمعصمها الذى ينز'ف والدموع متجمعة فى عيونها، ارتعشت وبكت وهى تنهض وتطهر الجر'ح الذى بيدها ثم تضمده كانت تمسك بيدها وهى تبكى رفعت عيونها للسماء ثم أغمضتها وهى تعرف أنه ليس هناك من شئ لتفعله لتخرج من هذا الوضع فهذا قدرها.
خرج إياد ليري منار ووالدتها تجلس مع والدته فى الصالة فرحب بوالدة منار بصوت هادئ.
قالت منار باستياء:واضح يا طنط أنه إياد مش مرحب بوجودي هنا ولا شايفني أصلا.
حدق إليها إياد بحدة ولكزتها والدتها فى كتفها على ما تقوله ولكنها لم تتراجع وهى تنظر له.
قال لها بصوت صارم: أولا إحنا مفيش بيننا أي شئ رسمي علشان أسلم عليكِ، ثانيا هو أنتِ شايفة اللي أنتِ عملتيه ده يعدي بسهولة كدة؟
نظرت لاسفل بحرج وقالت بنبرة منخفضة: أنا آسفة يا إياد أنا فعلا مكنش قصدي اللي حصل كنت متوترة وللاسف توتري ده طلع فى أختك.
قال بعدم تصديق: حتى لو متوترة أنتِ مش عارفة أنه دعاء تختلف عن أي حد ولا إيه! ده مش مبرر.
تحدثت بصوت متهدج: أنا عارفة أنه ده مش عذر لكن أنا بقولك على الحقيقة واعتذرت لمامتك واختك وليك أعمل ايه تاني ؟
نظرت له والدته بتأنيب: خلاص يا إياد منار غلطت واعتذرت والموقف عدي حتى دعاء مبقتش زعلانة خلاص الموضوع خلص على خير يا بنى.
تنهد ثم قال بهدوء: ماشي.
رفعت بصرها له وقالت بلهفة عندما شاهدته على وشك الذهاب: على فكرة بابا أتصل على باباك وعزمكم بكرة على الغداء أن شاء الله.
نظر لها ثم أومأ برأسه دون أن يرد وذهب، نظرت لطيفه المغادر بضيق.
قالت والدته بلطف: معلش يا حبيبتى إياد بس علشان بيحب أخته دعاء أوى بيزعل عليها إنما هو قلبه طيب أوى وحنين جدا والله.
قالت والدة منار بإبتسامة: طبعا ده باين يا أم دعاء وأكيد منار بنتي هتكون محظوظة بواحد زي إياد ربنا يتمم لهم على خير.
أكدت والدة إياد على دعوتها بينما فكرت منار وهى تنظر لباب غرفة إياد بماذا يمكن أن تفعله حتى تصلح كل شئ بينهما.
فى اليوم التالى ذهبت عائلة إياد إلى الغداء وكان اللقاء لطيفا وكانت منار تنتظر الفرصة حتى تتحدث مع إياد ولكن بعد إنتهاء الغداء اتي له إتصال يخبره بضرورة حضوره للعمل حالا فأستاذن منهم وغادر.
أسرعت وراءه منار بعد أن أخبرت والده ولحقته بعد أن هبط السلم لباب المنزل الرئيسي.
التفت لها بتساؤل فاقتربت منه بخجل: أنت لسة زعلان مني؟
انقلبت ملامح وجهه: ليه بتسألي السؤال ده ؟
قالت بحزن: من أمبارح وأنت بتتجاهلني ومكشر فى وشي.
تنهد ثم قال لها بجدية: بصي يا منار علشان نكون واضحين من الأول أنا أختي دعاء دى أهم حاجة عندي فى الدنيا زي بابا وماما بالضبط وعمري ما اسمح لأي حد يهينها ولا يزعلها وخصوصا بالطريقة اللي أنتِ عملتيها دي.
قالت منار باندفاع: صدقني والله مكنش قصدي أنا كنت بس مضايقة واندفعت وأن شاء الله عمري ما هعمل كدة تاني.
هز رأسه وهو ينظر لها: أتمني لأنه أنا مش هسمح أصلا أنه ده يحصل تانى.
نظرت له بحيرة وارتياب: يعني إيه ؟
قال بحزم: يعنى لو فكرتِ تضايقي أختي أو حتى تبصي لها مجرد بصة تضايقها ولا تضايقني اعتبري كل شئ بيننا منتهي.
اتسعت عيونها وهى تنظر إليه وتلمس مدى جدية كلامه، لم ينتبه كلاهما لدعاء التى ذهبت وراء منار بكرسيها المتحرك، كانت تحركت من أمام والديها الذى انشغلوا بالحديث مع والدي منار ولم ينتبهوا لها، أرادت الذهاب ورءا إياد ومنار فضغطت على الزر الذى بكرسيها ويحركها آليا.
وجدت إياد ومنار عند نهاية السلم فضغطت بسرعة على الزر بفرح حتى تذهب إليهم، كانت الكارثة عندما سمع إياد صوت صراخ فنظر ليجد دعاء تقع على السلم بقوة حتى تكومت على مسافة قريبة عند قدميه ووقع عليها كرسيها.
وضعت منار يدها على فمها بذهول بينما صرخ إياد وهو ينظر لشقيقته التى تنز'ف بصدمة: دعاء!
•تابع الفصل التالي "رواية هي بيننا" اضغط على اسم الرواية
تعليقات
إرسال تعليق